14 آذار والطريق المسدود

تاريخ الإضافة السبت 26 شباط 2011 - 6:17 ص    عدد الزيارات 557    التعليقات 0

        

 

فاروق عيتاني
         
               14 آذار والطريق المسدود
تستعد قوى 14آذار اللبنانية الى الاحتشاد الجماهيري في ساحة الشهداء وسط بيروت معتبرة أن الحشد المليوني او ما دونه قليلا ،سيشكل صورة تستعيد فيها التاكيد على انها لم تتأثربسلسلة " الهزائم" التي لحقت بها.ومع إيماني ورغبتي في مليونية الحشد؛ تماسكا أمام المشروع المعادي فإنّ الحشد نفسه لن يغيّرْ كثيرا من الطريق المسدود أمام قوى 14 آذار.
ليس الطريق المسدود مسألة تتعلق بموازين القوى، أو بالخارج أو حتى بأعداء 14 آذار، المتراصون في مثلث قاعدته عملاء إسرائيل وضلْعيه: الخونة عملاء سوريا ،والخونة عملاء إيران، بل في قصور دعامتي 14 آذار، وهما تيار المستقبل والقوات ،على تبني تصورا يخترق إشكاليات الطائفة و المذهب,
فتيار المستقبل محشور دوما بين خطابين: الأول لجمهوره السنّي و الثاني للصف شبه العلماني المتصدر قيادته.والقوات محشورة بين الالتزام بخطاب "ماروني" يقطع الطريق أمام أي اندفاع جدّي نحوها ،من بقية المكونات،بصرف النظر عن الإعجاب بمواقفها السياسية.
هذه المشكلة ولا أقول الإشكالية، ذلك أن كلمة إشكالية تعني عندي مشكلة بنيوية غير قابلة للحل، هذه المشكلة، بإمكان 14 آذار تجاوزها على قاعدة تركيب مثلث متساوي الأضلاع!
أحدْ أضلع المثلث المذكور يسمى المكون الإسلامي، ويضم سنّة و شيعة و دروز وعلويين. والضلع الثاني يسمّى المكون المسيحي، ويضم الموارنة والأرثوذكس والكاثوليك وبقية المكونات المسيحية المعروفة. أمّا الضلع الثالث للمثلث المذكور، فيسمى المكون المدني.يجمع المثلث المدني كل الراغبين في مفاهيم حداثية تقوم على العلمانية بتنوعاتها، ولو كان أفراده مسجلين بالانتماء إلى احد المكونين الإسلامي، أو المسيحي.
بهذا المثلث، وإن حافظت المناصفة على شكلها الخارجي، إلا أنه قد تم فتح الباب للخروج تدريجيا من الاحتباس الطائفي والمذهبي المدمر لمفهوم لبنان أولا. ذلك أنّ توزيع القرار بين الأضلع الثلاث سيكون بالتساوي وكذلك التمثيل النيابي والبلدي والنقابي وغيره.
صحيح أن الخاسر المباشر قد يكون الطرف السنّي إلا أنّ هذا مرحليا فالرابح الأكبر سيكون مشروع لبنان أولا.
      ثمة إشكالية ليست سهلة في مفهوم لبنان أولا: وهذه الإشكالية هي إشكالية الهوية الفردية لكل فرد من القائلين بلبنان أولا. فأنا مثلا لن أتنازل عن لغتي العربية وما يعني ذلك من ارتباط ثقافي بعرب الجزيرة في جاهليتهم وإسلامهم، كما أنني من المستحل عقليا عندي تصور أية رؤيا فلسفية أهم من الإسلام بالإضافة إلى أنه وبداخلي هناك الحب. الحب للإسلام ورسوله وكتابه وأهله. والتسليم بالإسلام دينا سماويا إلهيا. لذلك فإن شعار: لبنان أولا يجب ربطه بشعار هويتي دوما. فيصحح الشعار إلى [لبنان أولا وهويتي دوما]
وإلى أن يَسوُدَ الضلع الثالث على الضلعين الباقيين للمثلث على صعيد الواقع،( وهذا لن يحصل) فإن الضرورة تقتضي التمسك بالضلع المدني حتى لا تأخذنا ظلاميات ما أنزل الله بها من سلطان. إنّ الدليل على عدم سيادة الضلع المدني هو تاريخ المجتمعات على اختلافها. فبقاء الاعتبار للتماسك الاجتماعي وحدوده الأسرة (الأب والأم والأولاد) يبقى هو ما يعطي الحياة معنى من المحافظة على إنسان غير متوحش مدمر لأخلاق العناية.
إن المثلث الجديد المحدد من كل مكونات المجتمع اللبناني و الممارس للمثالثة مع المجتمع المدني أمامه هدف أولي يتمثل في غلبة المثلث المعادي. يجب على قوى 14 آذار أن تقتنع بأن صيغة لا غالب ولا مغلوب لا تصنع وطنا يتقدم إلى الأمام ، إذ الخلاف ليس على مواقف يمكن حلها ديمقراطيا والرضى بنتيجة التصويت، بل هو خلاف بين نقيضين انتصار أحدهما اندثار للأخر.
وعلى قوى 14 آذار أن تضع نصب عينها لا مشروع العبور إلى الدولة، فالدولة كما تبيّن هي تربية زمن الاحتلال والمليشيات. مشروع 14 آذار يحب أن يكون بناء الدولة، دولة لبنان أولا لا لبنان ساحة لهذه الطائفة أو تلك أو ضمن هذا المشروع الخارجي أو ذاك.
من هنا على 14 آذار أن تتمسك بالمحكمة بقدر ما التمسك بها يؤدي إلى نزع الشرعية عن حزب الله ،لا سلاحه فقط. وعلى 14 آذار أن تضع نصب أعينها بان سلاح حزب الله هو سلاح ميلشيوي ولو زعم غير ذلك ولو استخدم في زواريب بيروت أو بين زواريب الخط الأزرق. فالدولة هي وحدها التي تحتكر السلاح سواء أحمله لبنانيون أو فلسطينيون وداخل المخيمات قبل خارجها.
من هنا فإن أمام 14اذار إعادة تعريف الخيانة والعمالة: فالخائن هو كل من لا يقول بلبنان أولا .والعميل هو كل لبناني يعمل لجهة خارجية مرتبطا معها خارقا القوانين اللبنانية.
إنّ على قوى 14 آذار أن تدرك انه لا حوار بين المثلثين، وعلى 14 آذار أن تدرك أن العنف منهجا يمارسه المثلث المعادي عليها تقتيلا وإرهابا وابتزازا وتلويحا بالقمصان الصفر أو الأورانج أو السود. وإنه لا أحد على استعداد أن يدفع ضريبة الدم و الشهادة بالنيابة عنك . هل 14 آذار، وصلت إلى هذه المفاهيم، أم ما زالت تتغنج في تراث الهزائم .. ! وتقبع في مستنقع الأوهام...!
 
 
                                                         فاروق عيتاني
                                                       25\2\2011

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,026,791

عدد الزوار: 6,931,000

المتواجدون الآن: 90