ماذا يجري في إيران·· تفجيرات وإقالة وسحب دعم للمواد الغذائية

تاريخ الإضافة الخميس 23 كانون الأول 2010 - 6:54 ص    عدد الزيارات 551    التعليقات 0

        

ماذا يجري في إيران·· تفجيرات وإقالة وسحب دعم للمواد الغذائية
الانظمة القمعية التي تحاول اظهار نفسها للعالم الخارجي بأنها غير ما تواجهه من مشاكل في الداخل وتفرض رقابة شديدة على وسائل الاعلام والمراسلين الاجانب لا بد ان تتوقّع ان هناك من يستطيع ان يوجّه ضربة اليها ليكشف المزيد من اجراءاتها القمعية ويظهر للعالم الوجه البشع لتلك الانظمة·

في العام الماضي وتحديداً في حزيران/ يونيو اعدمت السلطات الايرانية قائد جماعة جند الله المدعو عبد الملك ريفي بتهمة ارتكاب اعمالا ارهابية استهدفت الحرس الثوري والشرطة وقوى الامن ومصلين اثناء اداءهم الصلاة ادت الى مقتل وجرح المئات· وفي الشهر التالي نفّذ التنظيم هجوما انتحاريا مزدوجا على الجامع الكبير في <زهدان> عاصمة الاقليم قتل فيه 28 شخصاً·

و<جند الله> منظمة معارضة للنظام الايراني مركز نشاطها مقاطعة <بلوشستان> المتاخمة لحدود باكستان وافغانستان حيث الاضطرابات قائمة فيها وحرب كابول على اشدها بين قوات الاطلسي والحكومة الافغانية من جهة ومقاتلي طالبان من جهة اخرى·

مقاطعة سيستان - بلوشستان تشهد حركة تمرّد منذ عشر سنوات يقودها جند الله (السني) الذي يعلن انه يدافع عن اثنية البلوش التي تشكّل نسبة كبيرة من سكان الاقليم ويقدّر عددهم اكثر من ستة ملايين نسمة وبعضهم يقطن باكستان وافغانستان ايضاً·

لكن يؤاخذ على جند الله بأن الكثير من اعمالها تستهدف مصلين في الجوامع والهجوم الانتحاري الاخير في 15 كانون الاول/ ديسمبر الماضي يقع ضمن ذلك المخطط حيث قتل ما لا يقل عن اربعين وجرح حوالى مئة امام مسجد في الاقليم·

كعادتها في كل حادث تفجير، اتهمت السلطات الايرانية الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية بالوقوف وراء الهجوم الذي نفّذه انتحاريان وقيل ان مهاجما ثالثا اعتقل خلال محاولته الفرار من إيران، الا ان بيان جند الله على موقعه الالكتروني دحض ما قالته السلطات اذ نشر صورا لشخصين مزنرين بأحزمة ناسفة يدعيان سيف الرحمن بشهاري وحسن خاشي ما يؤكد ان الهجوم نفذه اثنان·

الرئيس الاميركي أوباما أدان العمل الارهابي <المروّع> مؤكداً وقوف الولايات المتحدة مع الشعب الايراني في مواجهة هذا الظلم· كما دان الاردن وبريطانيا والبحرين التفجير الارهابي علما ان أميركا وضعت جند الله على لائحتها للمنظمات الارهابية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي·

نائب وزير الداخلية الايراني علي عبد الله، قال ان المعدات وامكانات الدعم اللوجستي للعناصر الارهابية التي نفذت الهجوم تشير الى انهم ارهابيون ينتسبون الى مجموعات متطرفة تدعمها اجهزة استخبارات متطورة لدول اقليمية وأميركا·

ويأتي الهجوم الانتحاري بعد اسبوعين من اغتيال العالم النووي الايراني، مجيد شهرباري، في تفجير قنبلة الصقت على سيارته بواسطة مغناطيس عبر شخصين كانا على دراجة نارية، وذلك في قلب العاصمة طهران ما يعني ان يد الارهاب اصبحت طويلة تضرب في طهران وجنوب شرقي إيران·

وقبل إقالة الرئيس احمدي نجاد، وزير الخارجية، منوشهر متقي، ببضعة أيام هاجم المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الايرانية، مير حسين موسوي، الحكومة الايرانية عبر موقع له على الانترنت واتهمها <بالتحريض على الخوف وممارسة دبلوماسية ضعيفة والترويج بصورة مبالغ فيها لقوة إيران العسكرية في المنطقة>· ورأى ان المسؤولين في إيران نسوا اقامة علاقات بنّاءة مع دول المنطقة <اذ لا حلفاء حقيقيين لنا بين جيراننا>، واتهمها بإنتاج سياسة استفزازية حيال جيرانها العرب·

وكان الرئيس السابق محمد خاتمي قد عمل جاهداً على تحسين علاقات إيران مع دول الخليج العربي فقام بعدة زيارات لها وبعض الدول العربية الاخرى والتقى قادتها في محاولة لتحسين العلاقات بين طهران والجيران وتعزيز الروابط بينهما·

احمدي نجاد اختار رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية، علي اكبر صالحي ليحل محل متقي بالوكالة حالياً·

وبدا ان صالحي التفت اخيراً الى علاقات إيران مع دول الجوار التي تبدي قلقاً من التسلّح والملف النووي فأعلن ان <الاولوية في سياسة إيران الخارجية ستكون للدول الجوار>·

وكانت العلاقات قد توترت بين بعض دول الخليج وإيران اثر اكتشاف تنظيمات تعمل على قلب نظام الحكم في البحرين والكويت بمشاركة بعض العناصر المحلية·

اما روابط إيران مع دولة الامارات العربية المتحدة فيشوبها بعض التوتر نتيجة رفض طهران التعاون لحل مسألة الجزر الثلاث، ابو موسى وطنب الكبرى والصغرى استولت عليها في سبعينات القرن الماضي أيام حكم الشاه·

منوشهر متقي شغل اطول فترة في رئاسة الدبلوماسية الايرانية بلغت خمس سنوات عكس خلالها سياسة إيران الخارجية بكل وضوح وتميّزت بالتزمت والمماطلة·

مراقبون لاحظوا ان اقالة متقي جاءت بعد يوم من زيارته الى السنغال سلم خلالها رسالة <شروح من السلطات الايرانية حول قضية شحنة اسلحة> ضبطت في مرفأ لاغوس بنيجيريا موجّهة الى <غامبيا> التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران· صحف السنغال اوردت ان داكار تخشى ان تكون شحنة الاسلحة موجّهة الى <حركة القوى الديمقراطية> التي تشن حرباً انفصالية في جنوب البلاد منذ عام 1983·

وعلى أثر نشر التقارير الصحافية استدعت السنغال سفيرها من طهران <للتشاور> علماً ان إيران اقامت مصنعا للسيارات بمشاركة السنغال تملك الاولى الجزء الاكبر من اسهمه وذلك منذ عام 2008·

مراقبون اعتبروا اقالة متقي وهو لم يكد ينهي زيارة لبعض الدول الافريقية سعياً وراء معرفة <حقيقة> الاسلحة الايرانية الموجّهة الى افريقيا اهانة له واستهتارا بالقيم الدبلوماسية· ألم يكن بمقدور احمدي نجاد الانتظار بضعة أيام حتى يقرر الاستغناء عن خدمات متقي مثلاً؟ مع ان الاسباب الحقيقية وراء اقالة متقي لن تكشف وان متقي نفسه لا يجرأ على البوح بها، ثمة اعتقاد لدى المراقبين ان الاوضاع الداخلية لا تبعث على الارتياح وقد تتفاقم بعد قرار سحب الدعم عن المواد الغذائية والكهرباء والبنزين الذي مضى عليه نحو ثلاثة عقود ما يعني ارتفاع اسعارها·

جوزف ملكون

 


 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,044,298

عدد الزوار: 6,932,092

المتواجدون الآن: 87