الحرب الأكثر خطورة... جرى تَجَنُّبها باللحظة الأخيرة...

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 نيسان 2018 - 6:37 ص    عدد الزيارات 220    التعليقات 0

        

الحرب الأكثر خطورة... جرى تَجَنُّبها باللحظة الأخيرة...

الراي...ايليا ج. مغناير .. أَوْقف التنسيق والاتصال في اللحظة الأخيرة بين روسيا وأميركا حرباً شاملة كادتْ تنفجر في الشرق الأوسط بأكمله ذات عواقب مدمّرة وغير متوقَّعة النتائج. ولكن الى متى يمكن أن تتجنّب المنطقة شبح الحرب الشاملة؟... أبلغتْ واشنطن كعادتها موسكو بخطتها الهجومية على سورية وحلفائها باستثناء القوات الروسية المنتشرة. وأبلغتْ موسكو بدورها حلفاءها في سورية لتدعمهم عندما يحين الوقت، حسب اتجاه الحرب ومدى انتشارها. كما أبلغتْ واشنطن حليفتها اسرائيل بخطّتها لتضع جيشها في حال تأهُّب إذا لزم الأمر. واعتقد الجانبان الأميركي والاسرائيلي ان إيران وحلفاءها سيصابون بحال صدمة وسيكونون غير راغبين بالردّ على الغزارة والقوة النارية الأميركية المتفوقة. واعتبرت مصادر حلفاء سورية أن الهجوم الاسرائيلي الأخير على المطار العسكري السوري «تي - فور» (T4) كان يَختبر ردة الفعل الإيرانية ونيات طهران وحجم الردّ المتوقَّع ولا سيما بعدما أدى هذا الهجوم - في وقت سابق من هذا الشهر - إلى مقتل 7 ضباط ايرانيين يعملون داخل القاعدة العسكرية. ولو أرادتْ اسرائيل توجيه ضربة حقيقية ضدّ إيران في سورية لضربتْ قاعدتها الأساسية والمقرّ الرئيسي لقيادتها العسكرية ومكان السيطرة والتنسيق واستلام الرجال والسلاح والذخائر في مبنى ملحق لمطار دمشق الدولي. ورأت المصادر أن الهجوم على «تي فور» كان ضربة اختبار قبل الضربة الكبرى المخطَّط لها حيث كانت الإدارة الأميركية تنتظر فقط العذر المناسب وحجّة مثل «الضربة الكيماوية» على دوما. وقالت المصادر: «لقد أجادتْ المعارضة السورية - بدعم خبراء أوروبيين - مسرحيات الكيماوي والقتل الجماعي لإحداث ردة فعل ضدّ الحكومة السورية، وهذا ليس بجديد. ففي العام 1982 غزتْ اسرائيل لبنان بعد ثلاثة أيام من إطلاق النار على سفير اسرائيل في لندن شلومو أرغوف». وحسب هذه المصادر، فإنه في موازاة اختبار ردة فعل طهران قبل «الضربة الكبرى المخطَّط لها»، أُعلمت دول أخرى في الشرق الأوسط بنيات واشنطن من دون الغوص بتوقيت الضربة على سورية. وأُخذ في الاعتبار عدم استجابة إيران الفورية، من دون أن يكون ذلك بالضرورة مؤشراً قوياً على مستوى ردات الفعل إذا حصلت الضربة الكبرى أو تم تدمير قواعد إيرانية وقواعد لـ«حزب الله» اللبناني في سورية. إلا أن المفارقة هنا ان الضربة ستكون موجّهة من دولة عظمى مثل أميركا تملك قوة نارية هائلة وليس من إسرائيل، ومن المعروف عن إيران أنها تردّ دائماً عن طريق حلفائها وفي مسرح عملياتٍ مماثل أو مختلف. وعندما علمتْ روسيا بالخطة الأولى والضربة الكبرى أعلمتْ حلفاء السلاح في سورية (طهران ودمشق و«حزب الله») فاتخذوا تدابير فورية جرى بموجبها تخلية كل القواعد العسكرية والقيادية. وعَقَد هؤلاء، وفقاً للمصادر المطلعة، اجتماعات في دمشق وبيروت وطهران للتنسيق في اللحظة الأولى التي تحصل فيها الضربة الأميركية ولإعداد خطة مضادة وتوجيه قوة نيران مرتفعة ضد أميركا وحلفائها المشاركين في الهجوم مهما كان عدد هؤلاء. وأضافت المصادر: «لم تبذل إيران أي جهدٍ لإخفاء استعداداتها العسكرية، لقد تمّ تحديد بنك الأهداف ضدّ جميع القواعد العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. وكذلك جرى التنسيق مع سورية و «حزب الله» لإطلاق مئات الصواريخ على أهداف انتقائية. وقُدّمت خطة الحرب - الجاهزة دائماً والمُحدَّثَة يومياً بحال استحداث معلومات جديدة على بنك الأهداف الموجودة - الى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، الذي ليس فقط قائداً سياسياً وشعبياً يتقن مخاطبة جماهيره وأعدائه بل هو القائد الفعلي لجيشه المنظَّم وغير النظامي والمُجهَّز بأحدث الأسلحة والخبرة القتالية، وهو الذي يتدخّل بأدقّ التفاصيل العسكرية، وحركة الضباط والقادة تحت إمرته ويشارك في الخطط العسكرية وينتقدها شخصياً ويطلب تعديلها». وهكذا حُوّلت الصواريخ السورية وصواريخ «حزب الله» نحو هدف واحد: اسرائيل والقيادة العسكرية في التنف والحسكة ودير الزور. وكشفت المصادر عن دور أيضاً للفصائل العراقية في «محور المقاومة» للمشاركة عبر حصتهم في العراق باستهداف القوات الأميركية الموجودة في بلاد ما بين النهرين. واكتملتْ الخطة وأُنشئت غرف عمليات عدة للتنسيق وتوزيع المهام وإدارتها. وأُبلغت روسيا بالرسالة: «يُفضِّل (محور المقاومة) تَجنُّب الحرب الشاملة إذا اقتضى الأمر، إلا ان هذا المحور قد أكمل تجهيز نفسه للحرب الوجودية الثانية في بلاد الشام وعلى محاور مختلفة» (على اعتبار أن الحرب الأولى ضد التكفيريين). وأشارت المصادر إلى أن إيران وحلفاءها تعمّدوا إظهار جهوزيتهم والاستعدادات العسكرية. وأُخرجت بعض الصواريخ الاستراتيجية من أوكارها تحت أنظار الأقمار الاصطناعية والطائرات من دون طيار لاسرائيل وأميركا لإظهار جدية النيات. ولم يتوهّم «محور المقاومة» أن قوة وحجم القوى المعادية له هائلة وأن النتائج ستكون مدمّرة وأبعد من الخيال. لكن هذا المحور لا يملك أي شيء يخسره: لقد أظهرتْ حرب العام 2006 الاسرائيلية على «حزب الله» ان اسرائيل تملك قوة تدميرية كبيرة جداً ومتفوّقة. إلا أن الحزب أَجبر اسرائيل على إنهاء الحرب حتى ولو لم يكن يملك سلاحاً جوياً. ولكن صواريخه القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى أعطتْ أُكُلَها. أما اليوم فإن «حزب الله» مجهّز بصواريخ «نقطية» ذات دقة عالية وقد اختزن بنك أهداف حساسة جداً في اسرائيل تستطيع إذا ضُربت إحداث تغيير مهمّ. واقتنعتْ إيران بأن عدم الردّ على أي هجومٍ أميركي على سورية يدمّر القاعدة العسكرية والسياسية سيؤدي الى حربٍ على لبنان كخطوة ثانية لتدمير قوة «حزب الله». وكذلك سيعطي المسلّحين و«الجهاديين» فرصةً للعودة من جديد لاحتلال دمشق والمدن الأخرى لأن هؤلاء يُقدَّرون بما بين 140 ألفا الى 150 ألف مسلّح موجودين في المناطق المحتلة التركية والأميركية. وكذلك لن يعود بإمكان العراق رفْض أي طلب أميركي بإنشاء قواعد عسكرية في بلاد ما بين النهرين. لقد كانت نيات أميركا بشنّ الهجوم واضحة لا لبس فيها: كان من المنتظَر ان تَدْخل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الأحد الساعة 10 صباحاً الى دوما لفحص الموقع المزعوم انه استُخدم فيه سلاح كيماوي. وهذا ما دَفَعَ الثلاثي أميركا وبريطانيا وفرنسا الى التعجيل بالهجوم: إما الآن وإما أبداً. ولو انتظرتْ أميركا التقرير وتَناقَضتْ نتيجتُه مع الاتهام باستخدام السلاح الكيماوي لضاعتْ الفرصة التي كانت تنتظرها واشنطن لهجومها. ولم تكن لدى الولايات المتحدة نية لضرب روسيا أبداً، كما ذكرتْ بعض الصحف، وأبلغتها عن عمليتها قبل حصول الضربة، وهذا ما أتاح لموسكو سحْب قواتها والقوات السورية ونشْر الصواريخ المضادّة للطائرات لإسقاط أكبر عدد منها. وأعلنتْ روسيا إطلاق 103 صواريخ على سورية وزعمتْ أن 71 منها قد أُسقطت بصواريخ اعتراضية سوفياتية قديمة الصنع. وبطبيعة الحال، لا يمكن حتى لأنظمة الصواريخ الاعتراضية التي تملكها اسرائيل مثل «الباتريوت» و«القبة الحديد» ونظام القذائف الاعتراضية «ديفيد سلينغ» اعتراض أكثر من 70 في المئة من الصواريخ الآتية. واختتمت المصادر بالقول: «لقد قرّر (محور المقاومة) في مرحلةٍ ما خلْع كل القفازات واستخدام جميع الوسائل المتاحة بما في ذلك العودة الى حقبة الثمانينات ليصبح كل مواطن ينتمي الى المحور الآخر هدفاً مشروعاً، وكذلك القواعد العسكرية الغربية». الوضع أصبح بشعاً وسيئاً جداً. من المؤكد أن أميركا تملك القدرة لتبدأ بالحرب في التوقيت الذي تحدّده هي، ولكنها لا تملك توقيت وقْف هذه الحرب إذا اندلعتْ. هل انتهى الخطر؟ لا لم ينتهِ. لا تزال سورية مرشّحة أن تأخذ مكان مدينة سراييفو التي بدأتْ منها حرب عالمية. ويبدو أن السبيل الوحيد لإبعاد شبح الحرب المدمّرة بيد الرئيس دونالد ترامب إذا نفّذ ما وَعَدَ بالقيام به: سحْب قواته من سورية.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,263,900

عدد الزوار: 6,942,718

المتواجدون الآن: 136