أنقرة في سورية بين واشنطن وتفاهمات آستانة...

تاريخ الإضافة الأحد 15 نيسان 2018 - 6:18 ص    عدد الزيارات 294    التعليقات 0

        

أنقرة في سورية بين واشنطن وتفاهمات آستانة...

الحياة....باسل الحاج جاسم .. في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى واشنطن بانتظار قرار عمل عسكري ضد النظام السوري، ليس من المبالغة القول إنه لم يحدث في تاريخ الأزمات والحروب و الثورات، أن يكون هناك وضع في مثل غموض الحالة السورية وتعقيداتها اليوم، في ظل حضور روسي قوي، وهو ما يختلف عن حروب الشرق الأوسط السابقة. تتدخل واشنطن عسكرياً في سورية منذ سنوات، ووفق أهدافها المعلنة، لمكافحة «داعش»، وهو الهدف الذي تعلنه كذلك روسيا، إلا أن ما يجري على الأرض شيء أخر ايضاً، اذ تدعم واشنطن مجموعات مسلحة انفصالية تمثل الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (المصنف ارهابياً في حلف الناتو). لا يخفى أن تركيا استطاعت جمع المتناقضات لتتبدل مواقف مختلف الأطراف تجاه تدخلها العسكري المباشر في سورية، الأول في» درع الفرات»، والثاني في «غصن الزيتون»، فلم تعد روسيا تعارض تحليق الطيران التركي في الأجواء السورية (بعد تجاوز أزمة إسقاط المقاتلة الروسية)، ولم تعارض واشنطن العمليات العسكرية التركية، كما تخلت بعض فصائل المعارضة السورية عن موقفها الرافض قتال التنظيمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية، وحصر نشاطها بقتال النظام السوري. صحيح أن الأتراك يغيرون مواقفهم بسرعة وسلاسة، وهنا تعتبر عودة العلاقات التركية - الروسية التغيير الأهم في الشأن السوري، إلا أن التغيير الحقيقي الذي يمكن أن تحققه تركيا في شأن الحرب في سورية، والمنطقة في شكلٍ عام، هو أن تكون جسراً بين كل الأطراف، وصعوبة المرحلة أن على عاتق أنقرة مهمة إثبات قدرتها على إحداث فرق في مسار الأحداث في سورية، بعد أن باتت كل الأطراف تدرك استحالة فوز طرف واحد من دون الآخرين. من خلال التفاهم مع موسكو، اتاحت روسيا لتركيا المجال لاستخدام القوة في الحالات التي تحتاجها انقرة داخل سورية، كما أن ذلك قلل الى حد كبير، وربما أبعد استخدام موسكو ورقة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني ضد تركيا داخل سورية، بالإضافة الى الدعم الروسي الذي لا تخطئه عين من اجل استكمال تركيا نشر نقاط المراقبة حول ادلب، وبقية المناطق، وفق اتفاقات آستانة، وأي عملية عسكرية محتملة في إدلب ستراعي روسيا فيها وجهة نظر تركيا، لما لذلك من عواقب سيئة على انقرة، ولا يمكن اغفال حقيقة ان تفاهمات أنقرة – موسكو، باتت تحد من تصرف الولايات المتحدة إلى حد ما، كما تشاء في الكثير من المناطق السورية. إلا أن كل ما سبق لم يقف عائقاً امام علاقات أنقرة بواشنطن سورياً، وهو ما يسمح لتركيا بمواصلة اعلان التمسك بموقفها الذي اعلنته منذ سبعة اعوام، والوقوف في وجه نظام الأسد، مع ان التحالف الإستراتيجي بين البلدين لم يوقف حتى اليوم التعاون بين الولايات المتحدة والامتداد السوري للعمال الكردستاني، الا انه استطاع ان يجعله محدودًا في بعض الأماكن، كما حصل في عملية غصن الزيتون في عفرين السورية. واستمرار المحادثات التركية -الأميركية حول سورية، يحول دون تحقيق روسيا نفوذًا كاملًا في في الملف السوري من جهة، ويجعل واشنطن تجد ان لا مفر لها من اخذ حسابات أنقرة السورية في الحسبان وعلى محمل الجد من جهة ثانية، وليس من الصعب التكهن بأن الذي يدعم الموقف التركي في شأن حزب العمال الكردستاني وفروعه الآن أكثر، سيكون لديه أفضل العلاقات مع أنقرة. وعلى رغم أن هناك مصالح مشتركة بين تركيا وإيران، أبرزها التعاون التكتيكي القصير الأجل ضد المجموعات الانفصالية، إلا أنهما تختلفان في شأن الحل النهائي في سورية، إذ تنظر إيران إلى نظام الأسد بوصفه جزءاً لا يتجزأ من إستراتيجيتها لزيادة نفوذها، بينما ترى تركيا إيران منافساً حقق توسعاً إستراتيجياً إضافياً في الأشهر الأخيرة وتتعين إعادته إلى حجمه، كما أن إيران ربطت أطماعها أكثر بروسيا اللاعب الأكبر الآخر في المنطقة، وتوفر التفاهمات مع طهران لتركيا ترميم علاقتـــها مع الحـكومة المركزية في العراق. وربما فات طهران، ان تركيا لم تأت من ديار بعيدة كبقية القوى الدولية والإقليمية، فهي بجوار عفرين ومنبج وعين العرب وتل أبيض والقامشلي، وأن تركيا اليوم على الأرض في سورية بكامل قوتها. صحيح أن مسار محادثات آستانة السوري، بين تركيا وروسيا وإيران، تعرض لهزات عدة في الآونة الأخيرة، إلا أنه تبقى حاجة مشتركة ثلاثية، تتقاطع في أكثر من جانب مع حاجة سورية- سورية (نظام وفصائل عسكرية معارضة) في شق منها لوقف التمدد الانفصالي الاستيطاني الذي تدعمه واشنطن تحت غطاء محاربة «داعش». وفي سياق التفاهمات المعقدة إقليمياً ودولياً، قال فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، إنّ تركيا تقوم بدور الوسيط لتهدئة التوتر الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية في شأن سورية، وذلك على خلفية التهديدات التي اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله رداً على تهديد روسيا بإسقاط أي صواريخ تسقط على سورية.

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,138,294

عدد الزوار: 6,936,444

المتواجدون الآن: 109