خياران: وصاية دولية... أو جيوش عربية !

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 تشرين الثاني 2010 - 6:35 ص    عدد الزيارات 598    التعليقات 0

        

سركيس نعوم

اللبنانيون امام "قطوعين" صعبين واحد داخلي وآخر اقليمي. والاثنان متداخلان وخصوصاً بعدما صار لبنان الداخل ساحة لصراعات الخارج. "القطوع" الاول هو "المحكمة الخاصة بلبنان" التي يحتدم الخلاف حولها وبسببها بين فريقي 8 آذار و14 آذار والداعمين الخارجيين لكل منهما، وخصوصاً بعدما صار القرار الاتهامي (او الظني) على ابواب الصدور استناداً الى روايات وتوقعات كثيرة محلية واجنبية. فصدور القرار في ظل الخلاف المشار اليه يعني على نحو ما قال السيد حسن نصر الله الامين العام لـ"حزب الله" قبل يومين وإن على نحو غير مباشر ان الامور والاوضاع لن تبقى على حالها او لن تتحسن. اما التوصل الى حل للخلاف قبل القرار فمن شأنه فتح الطريق امام التسويات. طبعاً لا تزال المملكة العربية السعودية وسوريا تبذلان جهوداً جدية بغية توفير ظروف ملائمة تمكّن 8 و14 من التفاهم على تسوية لموضوع القرار الظني بل "المحكمة الدولية" كلاً. ولا يستبعد العارفون ان يكون للجمهورية الاسلامية الايرانية دور في تسهيل الجهود المذكورة اعلاه، ونظراً الى علاقتها العضوية بـ"حزب الله" والتحالفية مع سوريا. كما لا يستبعدون ان تكون قطر تسعى بدورها للمساعدة في هذا المجال. إلا أن ذلك على صحته وجديته لا يعني ان فشله مستبعد أو ان هذا الفشل سيكون من دون انعكاسات سلبية جداً على السياسة والامن في لبنان. لكن احداً لا يعرف مداها واحتمالات تطورها، واذا كانت ستبقى مجرد قلاقل شارعية وشلل مؤسساتي شامل، ستتحول انفجاراً مِنَ الذي يُرِعب اللبنانيين.
1- اما "القطوع" الثاني فهو مبادرة اسرائيل الى شن حرب تدميرية على لبنان، سواء قدَّم هو لها او بعضه ("حزب الله" مثلاً او جهات فلسطينية، او جهات اسلامية اصولية عنفية) مبرراً او لم يُقدِّم. وليس هناك من يؤكد من العارفين المحليين والخارجيين ان هذه الحرب ستقتصر على لبنان. فلا شيء يمنع ان تشمل سوريا، وخصوصاً اذا قدمت مساعدات عسكرية الى "حزب الله" والجيش اللبناني، او اذا اشتركت معهما في رد العدوان. ولا شيء يمنع ان تشمل الحرب الاسرائيلية على لبنان ايران، أو أن تبدأ بلبنان وتنتهي بايران أو أن تبدأ بايران وتنتهي بلبنان، أو أن تبدأ بايران ولبنان معاً. ومن اسباب هذا النوع من التوقعات خوف اسرائيل من ايران النووية، وخوف اسرائيل صواريخ "حزب الله"، التي لا بد ان تُطلق عليها اذا شنّت حرباً على لبنان او وجهت ضربة عسكرية الى ايران. وما يبرر الخوف من "القطوع" الثاني هو معلومات متوافرة منذ مدة عند اكثر من جهة ديبلوماسية اجنبية، تشير اولاً الى ان اسرائيل لن تسكت عما تعرضت له من اذلال على يد "حزب الله" عام 2006 ، ولن تقبل بقاءه قوة خطرة عليها على طول حدودها مع لبنان، ولا سيطرته عليه. وتشير ثانياً الى ان اسرائيل تجري كل الاستعدادات والتدريبات الضرورية و"تشتري" او بالاحرى تحصل على كل عتاد عسكري يفيدها في مواجهة الحزب وايران. وتشير ثالثاً الى ان القوة الدولية المعززة في الجنوب وَجدت صعوبة في اقناع اسرائيل بضبط نفسها بعد حادث عديسة حين اطلق الجيش اللبناني النار على الجيش الاسرائيلي. لكنها نجحت في ذلك لأن اسرائيل كانت تدرك ان استعداداتها للقيام برد انتقامي شامل لم تُستكمل بعد. وتشير رابعاً الى ان اسرائيل تعد لعمل عسكري كبير وقد يقتصر على لبنان وربما سوريا معه، (وخصوصاً اذا كانت النية تكرار تجربة حرب تشرين 1973 بغية الحصول على نتائج سياسية مشابهة لها). لكنه قد يشمل جهة اخرى في الوقت نفسه هي ايران. والقادة العسكريون الاسرائيليون يعرفون صعوبات الحربين، لكنهم يقولون وبشيء من الثقة "ان هذا الامر يمكن انجازه". وتشير خامساً واخيراً الى ان الحرب المزدوجة الجبهة (ايران – لبنان او ايران – لبنان – سوريا) قد يكون موعدها الربيع المقبل. لكل ذلك يتمنى اللبنانيون تجاوز "القطوع الثاني" بتجاوز "القطوع الاول" أولاً. اما اذا فشلوا في ذلك فإنهم يحققون هدف اسرائيل من دون اضطرارها الى شن حرب. ذلك ان حربهم الداخلية وتورط "حزب الله" فيها يحققان لها الكثير من الاهداف. واذا فشلت مساعي التفاهم بين اميركا وايران فإن الحرب قد تصبح حتمية اسرائيلياً. علماً ان اميركا لا تستطيع البقاء في منأى عنها.
2- ماذا يمكن ان يحصل في حال اخفق اللبنانيون في اجتياز "القطوعين" الداخلي والاقليمي؟ العنف او الحرب او الفتنة طبعاً. ولا احد يستطيع ان يتكهن بمواعيد لانتهائها او بنتائج حاسمة لها رغم المظاهر. لكنها قد تنتهي لبنانيا بعد "تحقيق الغاية منها" اقليمياً ودولياً بطريقة من اثنتين: الاولى، وتتحدث عنها جهات خارجية اوروبية، تفيد ان لبنان سيوضع تحت الوصاية الدولية بعدما ثبت أن شعوبه عاجزة عن حماية الاستقلال وإقامة دولة، وحكم نفسها بنفسها. اما الطريقة الثانية، فهي إرسال جيوش عربية (على غرار قوة الردع العربية التي ارسلت عام 1976) الى لبنان لوقف الحرب، ولإيقاف الدولة المنهارة على قدميها.
3- لكن من يضمن ان تكون "التجربة العسكرية العربية" اكثر نجاحاً من التجربة الاولى التي كانت فاشلة على غير صعيد، رغم وقفها الحرب العسكرية، وعجزها عمداً عن وقف الحرب الطائفية والمذهبية والسياسية؟ ومن يضمن ان يقبل اللبنانيون المنقسمون وكذلك العرب المنقسمون وصاية دولية على لبنان؟ ومن يضمن ان يكون المجتمعان الدولي او العربي ينويان ذلك؟

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,617,753

عدد الزوار: 6,904,249

المتواجدون الآن: 97