قراءة غير إيديولوجية في الحدث الأميركي

تاريخ الإضافة الخميس 11 كانون الأول 2008 - 9:49 م    عدد الزيارات 979    التعليقات 0

        

كريم مروة 

-I-

هل انتصرت أميركا حقاً على همجيتها، وعلى هزائمها، وعلى كراهية الشعوب لها، الكراهية التي هي امتداد عفوي لكراهية حكامها وكراهية سياساتهم وجرائمهم؟ هل توافرت، وهل ستتوافر في زمن معقول قابل للتصور، الشروط الحقيقية لكي تحقق أميركا انتصاراتها هذه؟
نريد أن نتصور، ونحلم مع أوباما، أن أميركا هذه، أميركته، قد بدأت تتهيأ لسلوك الطريق إلى انتصارها على ذاتها، الإنتصار الذي سيكون، إذا ما تحقق، انتصاراً لنا ولقضايانا، ولقضايا العالم المحقة. لكننا، وقبل أن نرى بالعين المجردة هذا الإنتصار الموعود، والمنشود من قبل أوباما ومن قبل الذين انتخبوه رئيساً لهم، لا نستطيع إلا أن نرى شيئاً من ذلك الإنتصار قد تحقق، بمعنى من المعاني، في الحدث الكبير المدوي. لا بد من الإقرار بذلك، من دون أوهام، ولكن بأمل طال انتظاره. وهو أمل مرشح لأن يطول، إذا ما حدث في المستقبل من الأيام ما اعتادت أميركا أن تشهده في مثل هذه المنعطفات في تاريخها القديم والحديث.
وفي الواقع فإن أميركا قد حققت، بانتخاب أوباما رئيساً لها، انتصاراً مذهلاً لنظامها الديموقراطي على بشاعة السياسات الهوجاء لإداراتها السابقة كلها. وحققت انتصاراً مذهلاً لوعي شعبها، الذي أظهر للعالم أنه قادر، إذا أراد، أن يحاسب حكامه، ويدفّعهم ثمن الأخطاء والجرائم التي يرتكبونها بحقه خصوصاً، وبحق الشعوب الأخرى. نعم، لقد حقق الشعب الأميركي، بانتخاب باراك أوباما، الأسود، الأفريقي والإسلامي الأصل، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أعظم وأقوى وأغنى بلدان العالم، جزءاً أولياً من انتصاراته المشار إليها. وهي انتصارات، أو بدايات انتصارات، على عهود طويلة من العنصرية، كان من أعظم ضحاياها مارتن لوثر كينغ في الزمن الحديث، وابرهام لنكولن، مؤسس الجمهورية الأميركية وموحدها، قبل قرنين ونيف من الزمن.
لم أضف شيئاً جديداً، في ما قلته، على ما قاله الكثيرون ممن سبقوني في التعليق على انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. ولم أرمِ في كلامي هذا إلى إضافة معلومة جديدة. وليس لدي ما أضيفه في هذا الشأن. أردت فقط أن أعلن انتمائي إلى الذين رحبوا بهذا الحدث الأميركي، كحدث تاريخي غير مسبوق في تاريخ أميركا وفي تاريخ العالم الحديث. إلا أن ما أحب أن أنبه إليه، في هذا السياق من الترحيب بالحدث، ومن التقويم الكبير له، هو الحذر من المبالغة في تصور ما سيكون بإمكان أوباما القيام به، والمبالغة بما يرغب، من موقعه الجديد بالذات، القيام به. وللحذر هذا عندي ألف سبب وسبب، سأحاول التوقف عند بعضها.


-II-

لنبدأ، أولاً، بالمقارنة غير الواقعية بين حدثين تاريخيين كبيرين وقعا خلال العقدين الأخيرين، في مطلع العقد الأول منهما، وفي نهاية العقد الثاني. الحدث الأول هو ما يتمثل بسقوط الإتحاد السوفياتي في النصف الثاني من عام 1991، وبانهيار النظام الإشتراكي العالمي الذي دشنت قيامه ثورة أوكتوبر ووليدها البكر الإتحاد السوفياتي. الحدث الثاني هو ما يتمثل بالأزمة المالية غير المسبوقة في الولايات المتحدة الأميركية، التي هزت العالم في مطلع النصف الثاني من عام 2008، وقادت الأميركي الأسود أوباما، في ما يبدو "ضد طبيعة الأشياء"، إلى موقع القرار في رأس الهرم في الدولة الأميركية العظمى، حاملاً معه أملاً مبالغاً فيه في إحداث التغيير، الذي كان شعار حملته الإنتخابية. غايتي من هذه المقارنة غير الواقعية هي، ببساطة، محاولة من قبل يساري عربي في قراءة الحدث الأميركي بالمقارنة مع الحدث السوفياتي، من دون إسقاطات إيديولوجية، ومن دون استنتاجات غير متوازنة، وغير واقعية متصلة بها.
قد يبدو غريباً أن أستحضر الحدث السوفياتي، وأنا في معرض الحديث عن المعنى الذي يشير إليه انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. لكن الغرابة تزول-كما أحب أن أصور الأمور- عندما سأدخل، استناداً إلى قراءاتي المتعددة للحدث السوفياتي منذ بداياته، في تحديد الأسباب التي أدت إلى انهيار هذا النظام برمته، وعندما سأدخل، في المقابل، في تحديد الأسباب التي قادت الأزمة المالية في أميركا إلى انتخاب الرجل الأسود أوباما، تحت شعار التغيير، من دون أن تقود النظام الرأسمالي إلى الإنهيار. ولهذه المقارنة بين الحدثين، وبين نتائج كل منهما، ما يستدعي، في نظري، تذكير الباحثين من كل الإتجاهات بضرورة قراءة الأحداث التاريخية على حقيقتها، أسباباً مهدت لها، ووقائع ونتائح ترتبت عليها، وذلك من دون إسقاطات إيديولوجية.
 وأذكر، في هذا الصدد، أنني حددت في محاضرة ألقيتها في خريف عام 1993، أي بعد عامين من سقوط الإتحاد السوفياتي، خمسة عشر سبباً لذلك السقوط. وهي جميعها أسباب كنت أشير في تحديدي الأولي لها إلى أنها تعود إلى خلل بنيوي في النظام الإشتراكي، تمثل بقصور القيمين عليه ، منذ بدايات قيامه، في فهم قوانين حركة التاريخ، وقصورهم في فهم جوهر فكر ماركس، الذي حدد عبقري الألفية الثانية فيه طبيعة المرحلة التي عاش فيها وعاين بدقة شروطها، وحدد معها قوانين تطور الرأسمالية، في الوقت الذي كان يحدد فيه تصوره لمستقبل العالم، باسم الطبقة العاملة، لتغيير مسار حركة التاريخ في اتجاه مختلف بالكامل عن كل التاريخ السابق للبشرية. وكنت أشير بذلك إلى أن انهيار هذا النظام في تلك الشروط، التي قام فيها واستمر ثلاثة أرباع القرن، كان طبيعياً، بمعنى من المعاني، وكان ضرورياً، بمعنى من المعاني، في الوقت عينه. والطبيعي في الإنهيار، كما تصورته يومذاك وكما أتصوره الآن، هو أنه كان النتيجة الحتمية للسياسات التي كانت قائمة في النظام منذ البدايات، وبالأخص في الحقبة الأخيرة من وجوده. أما الضروري في الإنهيار فهو، كما تصورته يومذاك وكما أتصوره الآن، خلافاً لكثيرين ممن تحدثوا ويتحدثون باسم الإشتراكية، الضروري هو لإفساح المجال من أجل إعادة صياغة المشروع الإشتراكي في شروط العصر الجديد، متحرراً من آفات الماضي، ومعيداً إلى مشروع ماركس، في هذه الشروط بالذات، وهجه، وروحه، والجوهر الإنساني فيه.


-III-

لا جدال في أن الحدث الأميركي الجديد يختلف اختلافاً جذرياً عن الحدث السوفياتي القديم. وإذا كنت قد ساهمت في التنبؤ، مثل من سبقوني إلى ذلك، في الحديث عن "عشية أفول الأمبراطورية "، عنوان كتابي الصادر في عام 2003، في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول، فإنني كنت واقعياً في ذلك "التنبؤ"، حين حرصت على عدم الربط بين هذا الأفول المنتظر، أو المتخيل، للأمبراطورية الأميركية، من دون التورط في الحديث غير الواقعي عن احتمال انهيار النظام الرأسمالي، وبين انهيار الإتحاد السوفياتي الذي أدى إلى انهيار النظام الإشتراكي. ذلك أن فشل المشروع الإشتراكي في البقاء وفي الإستقرار كنظام عالمي نقيض للنظام الرأسمالي، كما أراده وخطط له لينين، وكما حلم به ماركس ووضع له مشروعاً مستقبلياً في صيغة نظرية، قد ساهم في جعل هذا النظام الرأسمالي يستعيد عافيته، ويبقى نظاماً سائداً حتى زمن لا نستطيع تحديده بالأعوام أو بالعقود، أو أكثر من ذلك أو أقل. فالأفول المنتظر هذا للموقع الذي تحتله الولايات المتحدة الأميركية وحيدة في العالم المعاصر، لا يقترن بأفول النظام الرأسمالي، كما بدأ يحلم به، في شكل إيديولوجي غير متوازن وغير واقعي، بعض الذين لم يتحرروا من الحنين إلى الإتحاد السوفياتي السابق. ما رميت إليه من حديثي عن هذا الأفول المنتظر للامبراطورية الأميركية هو مجرد تصور يشبه الحلم الواقعي بأن الأزمات التي مرت وستمر بها الولايات المتحدة الأميركية، إقتصادياً ومالياً وسياسياً وعسكرياً، ستجعلها أقل قدرة على الإستمرار طويلاً في احتلالها موقع القطب الوحيد في العالم، المتحكم تعسفاً، من موقع القوة، في مصائر هذا العالم وفي مصائر شعوبه.

-IV-

لنعد إلى أوباما الحدث، إلى المعاني التي ترتبط بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، في شكل غير مسبوق، كما لو أنه حدث يحصل "ضد طبيعة الأشياء". ولنعد، في الوقت عينه، إلى الحديث عما يمكن أن يكون بمقدور الرئيس أوباما أن يفعل، وهو يمسك بمقاليد السلطة في مؤسساتها كافة. والمقصود بهذا التحفظ هنا هو القدرة الواقعية لهذا الرئيس على مواجهة الواقع الإجتماعي المأزوم في الداخل الأميركي وعلى مواجهة الأزمة المالية التي لم تنته فصولاً، وعلى مواجهة المشاكل الكبرى المرتبطة بالتدخل الأميركي الفظ في العالم، العسكري منه خصوصاً، كما حصل في العراق وفي أفغانستان في الأعوام الأخيرة. فضلاً عن مواجهة النتائج الخطيرة لسياسات إدارة الجمهوريين في ثلاثة عهود، عهدي الإبن وعهد الأب المؤسس لتلك السياسات. لنعد، إذن، على قاعدة هذه التحفظات، إلى الرئيس الأميركي الجديد، أوباما، محط أنظار العالم.
أود أولاً أن أبدي إعجابي بالخطاب الذي ألقاه أوباما فور إعلان انتخابه رئيساً. وفي الواقع فإن عواطف الأكثرية من شعوبنا، وربما من شعوب العالم، قد وجدت فيه نمطاً جديداً مختلفاً بالكامل عن أنماط سابقة ارتبطت بأسماء رؤساء أميركا عبر العهود الحديثة على الأقل. كان أوباما، وهو يخاطب الشعب الأميركي، يتحدث كإنسان يحمل تاريخاً طويلاً من عذاب مواطنيه السود في أميركا، وعذاب مواطنيه السود في أفريقيا، وعذابات شعوب أخرى في جهات العالم الأربع، ومن بينها شعوبنا العربية. هذا التعاطف مع هذا النمط الجديد من الخطاب على لسان رئيس أكبر دولة في العالم هو أشبه ما يقترن بالحلم بكل المعاني، بأننا ربما نكون قد دخلنا في أول الطريق إلى غد أفضل من حاضرنا الحافل بالمآسي وبالآلام وبكل أنواع القهر والعدوان في بلداننا، وفي أميركا الدولة العظمى بالذات. إن وجود أميركي أسود في البيت الأبيض هو حدث يشبه الخيال، أو السحر، أو الحلم.
لكن مهلاً. فالأمور ليست بهذه البساطة. ذلك أن أوباما الرئيس هو رئيس أميركا. ومصالح أميركا كدولة عظمى هي أمانة في عنقه. والتردد في الإلتزام بالدفاع عن هذه المصالح محفوف بالمخاطر يقود صاحبه إلى الهاوية. وما أكثر الطرق التي تنتقم بها الدول العظمى، والرأسمال المعولم، لمصالحها الأساسية ضد من يحاولون تهديدها. وهي طرق متعددة. والقتل بالوسائل المختلفة هو واحد من هذه الطرق.


-V-

صحيح أن أوباما، في خطابه المثير للإهتمام وللإعجاب إلى الأميركيين وإلى العالم، قد تحدث بلغة جديدة غير مسبوقة. وقدم الكثير من الوعود، إلى الأميركيين خصوصاً، وإلى شعوب العالم التي تشكو من ظلم السياسات الأميركية، وذلك تحت شعاره المعلن، التغيير. وصحيح، أيضاً، أنه كرر في خطابه مرات عديدة جوابه القاطع عن السؤال المتصل بالإمكان، بكلمة: "نعم نستطيع". ومن حقه علينا، احتراماً لهذه الجرأة والصراحة في خطابه، أن نصدقه ونصدق نياته الطيبة، وأن نكون معه في سعيه لتحقيق ما وعد به من إنجازات في سياساته المقبلة، باسم التغيير. لكن من حقنا عليه، كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، أن نطالبه، في الوقت الذي ينكب فيه على رسم برنامج إدارته وتعيين معاونيه، بأن يقرأ بعناية فائقة الوقائع القائمة في المناطق المضطربة في العالم، ومن بينها منطقتنا، التي تمادت الإدارات الأميركية السابقة، بما فيها إدارات الحزب الديموقراطي الذي انتخب رئيساً لاميركا باسمه، من حقنا عليه أن يقرأ، بواقعية وبمسؤولية تتصلان بما أعلنه في خطابه الرائع المشار إليه، ما فعله سلفه بوش في العراق، خصوصاً، وأن يقرأ، بالواقعية والمسؤولية نفسيهما، ما يجري في فلسطين من مأساة تتحمل الولايات المتحدة الأميركية، عبر عقود طويلة من الزمن، المسؤولية عنها، بفعل دعمها المطلق للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولسياساتها وممارساتها البشعة في قمع الشعب الفلسطيني وفي حرمانه من حقوقه الشرعية، وفي مقدمها حقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض وطنه فلسطين،
في حدود الرابع من حزيران من عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وإذا كنا نكره الإرهاب بكل أشكاله، كما يدّعي أسلاف أوباما من القادة كرههم هذا الإرهاب، إرهاب المتطرفين من أمثال بن لادن، وإرهاب الدولة كذلك، فإن من حقنا عليه، في المقابل، وهو الآتي إلى موقعه الجديد من عذابات التاريخ القديم والحديث، في وطنه الأفريقي الأول كينيا، ثم في وطنه الحالي أميركا، من حقنا عليه أن يعرف أن لمحاربة الإرهاب أصولاً وشروطاً وأشكالاً تتصل، في الدرجة الأولى، بمعرفة وتحديد الأسباب التي أدت إلى توليد هذا الإرهاب. وهي كثيرة ومتنوعة، قديماً وحديثاً، على وجه الخصوص. ومن حقنا عليه، في السياق ذاته، أن يعرف أن على ديموقراطية النظام الأميركي، التي برزت في صيغة انتخابه رئيساً لبلاده في أرقى وجه، أن تحترم حق الشعوب، ومنها شعوبنا، في اختيار أنماط ديموقراطيتها، من دون أن تتناقض هذه الديموقراطية مع المبادئ الأساسية للديموقراطية، التي كانت أوروبا السباقة إلى إقامتها، والتي منها استلهمت أميركا ديموقراطيتها. ومن حقنا عليه أن نطالبه بحزم بأن يضع، من موقعه في المسؤولية العظيمة، حداً نهائياً للغطرسة الأميركية التي سادت طويلاً، والتي أملت على الإدارات المتعاقبة التدخل العسكري الفظ في البلدان الضعيفة، ومنها بلداننا العربية، المنكوبة في معظمها بحكامها المستبدين بشعوبهم قهراً وإذلالاً، والمساهمين في تعميق التخلف بأشكاله وصيغه المختلفة المتعددة في بلدانهم. ومن حقنا عليه، وهو يعالج الملف النووي الإيراني، باسم المرونة التي وعد بها لمعالجة القضايا الشائكة، ألا يتعسف بحق إيران في إنتاج الطاقة النووية السلمية، وألا يساوم، في مرونته مع القادة الإيرانيين والسوريين على حق الشعب العراقي في الحفاظ على سيادته واستقلاله، بعد أن يحرر أرضه من الإحتلال، ويبني نظامه الديموقراطي التعددي، وألا يساوم على حق الشعب اللبناني في الحرية والسيادة والإستقلال،
حتى وهو، أي لبنان، يقيم علاقة أخوة حقيقية مع أشقائه السوريين.
لكن أهم من كل هذه الحقوق التي لنا عليه، بصفته رئيساً للدولة الأميركية العظمى، هو أن ترفع أميركا يدها عن منظمة الأمم المتحدة لكي تستعيد هذه المنظمة الدور الذي من أجله أنشئت كناظم للعلاقات الدولية، وكحامٍ للسلم العالمي، وكأمين على حق الشعوب في تقرير مصائرها بحرية. وفي مقدمة ما هو مطلوب منه، في هذا الصدد، هو جعل هذه المنظمة تحترم قراراتها وتقوم بتنفيذها، لا سيما أزاء الشعوب المقهورة، وفي مقدمها الشعب الفلسطيني.
إن هذه الحقوق التي نطالب بها سيد البيت الأبيض هي ما تمليه علينا وعوده الطيبة في خطابه الرائع في يوم انتخابه رئيساً لأميركا. لكننا، ونحن نطرح عليه حقوقنا هذه، نعرف جيداً، من دون وهم، أن قدراته ليست مطلقة. غير أننا، في الوقت عينه، نضم صوتنا إلى أصوات أولئك الأميركيين الذين يدعونه للذهاب في تحقيق وعوده بحزم، ومن دون تردد، استناداً إلى تلك السلطات الواسعة التي منحه إياها الشعب الأميركي، وأعطاه ثقته الكاملة.
سنكون، مع الشعب الأميركي، شركاء في الوقوف إلى جانب سيد البيت الأبيض باراك أوباما، الآتي إلى مواقعه الجديدة البالغة الأهمية من مواقعنا، نحن فقراء العالم المقهورين في بلداننا من حكامنا، والمقهورين من خارج بلداننا من قبل الرأسمال المعولم، الذي يشكل الرأسمال الأميركي قطبه الأكبر والأعظم والأكثر توحشاً وظلماً وقهراً وفساداً وإجراماً.
وفي انتظار المستقبل القريب الآتي نحب أن نوجه لأوباما الرئيس الجديد لأميركا وللشعب الأميركي الذي أنتخبه تحية تقدير وإعجاب. ونحب أن نقول، بصوت رخيم، لا هو عال ولا هو خافت: إن أميركا التي عودنا حكامها أن نرى فيها الكثير من الشرور، ليست، في الحقيقة، شراً كلها.

   
(كاتب سياسي) 
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,989,753

عدد الزوار: 6,974,006

المتواجدون الآن: 75