بين رئيس يبحث عن الشرعية وشعب يئن بحثاً عن لقمة هنية

تاريخ الإضافة الخميس 4 كانون الأول 2008 - 9:29 ص    عدد الزيارات 940    التعليقات 0

        

بقلم - الأستاذ مازن مغربي

كم كان مبكياً مشهد ذاك الطفل الفلسطيني القابع على سريره، يصارع الموت وأفراد أسرته يتناوبون على ضخ الأوكسيجين الإصطناعي عبر قطعة مطاطية، وزعماء العرب يراقبون  المشهد دون أن يتحرك لهم جفن. وكم هو مؤلم مشهد حجاج بيت الله الحرام يقفون عند أبواب معبر رفح يهللون ويكبرون لله عز وجل آملين أن تفتح لهم الحدود لا لشيء دنيوي، بل تلبية لنداء الحق جل جلاله.. كم كم وكم هي معاناة أهل غزة.
 أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يحاصرون ويسجنون بأيادي فلسطينية، عربية، صهيونية، أوروبية، أميركية، في حادثة لم تشهد البشرية لها مثيل من قبل، لا لشيء سوى أنهم شعب أبي... أبى أن يعترف بشرعية الإحتلال رغم كل الضغوط والوسائل القاسية التي مورست عليه دون أن يتحرك زعيم عربي واحد تجاه هذه القضية.. اللهم سوى التحرك العاجل لرئيس جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، لا لإغاثة غزة ولكن لتسوية موضوع التمديد للرئيس عباس، خوفاً من فراغ دستوري كما يقول.
لكن السؤال هل الفراغ الدستوري حرك مشاعر السيد عمرو موسى ومن أطلق له العنان بالتحرك، ولما لم تحرك مشاعره تلك المشاهد ؟؟؟..
ثم لماذا كل هذا التحرك لعباس، طالما انه يصدر كل يوم فرماناً يقضي بتحديد مواعيد الإنتخابات وصلاحيات المجلس التشريعي ويلغي المقاومة ويزج بكوادرها في السجون طالما لديه كل هذه القدرة والصلاحيات!!!! الجواب وببساطة الكل يعرفه، وهو ان السيد عباس يدركون جيداً انهم لا يملكون جزءً يسيراً من الشرعية وان الشعب الفلسطيني أسقطهم في الإنتخابات التشريعية السابقة وسيسقط هو أيضاً كمرشح لرئاسة السلطة في الإنتخابات الرئاسية. لكن رغم كل هذه المعطيات التي يملكها عباس، إلا انه لازال يستقوي بحلفائه على حماس فتراه يحاول فرض الشروط على حماس لإستئناف الحوار ولعل أبرزها:
- رفضه لجلسة مصارحة تسبق جلسات الحوار.
- إصراره على حضور الجلسة الإفتتاحية للحوار وجلوسه إلى جانب وزير المخابرات المصرية وبعض وزراء الخارجية العرب وإلقائه كلمة الإفتتاح ويرحل. أما مشعل وفريقه والذي يمثل الشرعية فعليه ان يجلس في الغرف المغلقة ليحاور فصيل كالشعب أو الديمقراطية أو النضال التي بالأساس لا يوجد أي خلاف بينها وبين حماس إنما أصل الخلاف بين حماس وفئة من فتح ذات أجندة أميركية.
- إصرار عباس على نفي وجود معتقلين سياسيين، واعتبار كوادر حماس والجهاد أناس خارجين عن القانون لأنهم يحملون السلاح في وجه العدو، وبالتالي رفضه السماح لوفد حماس الضفة من الخروج إلى القاهرة لحضور جلسات الحوار.
- أما النقطة الأهم وهي إصراره على التوقيع على الإتفاق، ومن ثم مناقشة القضايا الخلافية، وهذا ما ألمح إليه السيد مشعل في لقاءه مع عمرو موسى، حين قال له ان السعودية جمعت أطراف الخلاف في لبنان نهاية الثمانينيات في الطائف مدة شهر كامل لحل القضايا العالقة ومن ثم تم التوقيع على الإتفاق. فلماذا لا تتكرر هذه الحالة على الساحة الفلسطينية والتي أطراف الخلاف فيها إثنين لا كما الحالة اللبنانية.
أسئلة كثيرة تبقى للسيد عباس الذي سيدعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة كما قال في الضفة وغزة..  وننتظر الإجابة عليها في التاسع من يناير/ كانون الثاني 2009، موعد الإنتخابات الرئاسية الجديدة لنرى ما ستؤول إليه الأمور.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,044,577

عدد الزوار: 6,932,106

المتواجدون الآن: 83