في وجه "بركان الإرهاب" العالمي

تاريخ الإضافة الخميس 4 كانون الأول 2008 - 8:12 ص    عدد الزيارات 956    التعليقات 0

        

غسان تويني
هل شهدت الهند "11 أيلولها" وستتردد قبل ان تخوض، شأن أميركا، حربها ضد الارهاب العالمي بادئة بباكستان، ولو لم تجرّمها الوقائع... انما فقط لأن عناصر من باكستان ربما، ربما كانت بين الذين قاتلوا أو قُتلوا من غير ان يكون قد تمكن أي تحقيق من الجزم بشأن هويات المنتسبين الى دولتين مختلطتي السكان والهويات والحدود؟؟؟
أم تجد الهند نفسها مضطرة الى مبادلة باكستان التحية بأفضل منها، بالحد الأدنى من التحية، وتقوم حرب بين "ارهابين" تتبرأ الدولتان من مسؤولياتهما، على ادراك من هذه وتلك انها زاخرة بالمجموعات المجهولة الانتساب بل "الفالتة" القادرة على التحرك بمعزل عن دولتها، ولو بالحد الأدنى، أي مثلاً مجرّد "شمسية" دينية لرفع المعنويات؟
الإمكان الثالث هو ان تشتعل الهند بحركات ارهابية من الأرجاء النائية والدويلات المتلاصقة المتداخلة، من غير أن ترفع هذه أو تلك منها رايات عقائدية أو حتى سياسية داخلية... وينتقل العدوان عبر الحدود الفسيحة الى هذه أو تلك من الدول والدويلات المهيأة لمثل هذه التفجيرات المنتشرة جذورها في كل مكان والنابتة في كل ارض؟... وتمتد الحرائق كبقعة زيت محترقة!!!
وتشتعل هكذا كل آسيا وصولاً الى حدود الهند مع السند، وإلى افريقيا، بركاناً ارهابياً صافياً، ولو "مقسطاً"!!!
ما يبدو طبيعياً توقعه، في ظل "عدوى الإرهاب" التي جعلت الأنظار تتجه الى التساؤل عن أي "بن لادن" يمكن ان يكون كامناً، هو أو "قاعدة" ما، أو أي "طالبان" ولو خلف جناح صغير من "المقاتلين" المدربين تنوعت وتعددت مشاركاتهم في مجزرة "تاج محل" وما تفرّع منها هنا وهناك وهنالك...
والذي يهم العالم الأوسع هو ألا تكون بذور العدوى وجسورها مهيأة للانتقال الى جبهات جديدة كمطاردة حملة جوازات سفر بريطانية أو أميركية أو اسرائيلية شأن ما حصل في مواقع ثانوية في الهند وتمتد "العصابات" الإرهابية في زيّ "نقابة" تجد لنفسها محالفات طبيعية في كل منطقة مضطربة أو هي تخشى فجأة أن تنقل اليها اميركا حربها العالمية ضد الارهاب، فأحرى بها اذاً أن تبادر الى اشعال حرائق لردع النار بالنار!
كل ذلك والأكثر يفرض علينا، في عالمنا العربي الكامنة حرائقه تحت رماد قليل الكثافة هشّها، أن نبادر لا الى اطفاء الحرائق حيث نقدر فحسب، بل الى ان نحصّن أنظمتنا بقدرٍ متزايد من الديمقراطية ومؤسساتها ومن اعتماد "ثقافة السلام" والتزام السعي الى تعميمها.... وهذا ما قالت التعليقات العقلانية في الهند انه أوقف امتداد "بقعة زيت" الإرهاب وتحوّلها حرباً أهلية طائفية مهولة الحجم، وهو الممارسة الديمقراطية وتحرّك مؤسسات الدولة الديمقراطية، وقيامها بواجبها الأمني غير منازعة الشرعية.
... وتبقى الأمثولة التي تعنينا مباشرة في لبنان. وهي بكل بساطة سهلة التحقيق!
ما يهمنا هو عدم تفجّر أي بركان ارهابي، فتسيل رغوته النارية وتغمر كل لبنان. فحذار "اللعب بالنار"!!!
وحذار التلكؤ في اقتناص فرص المفاوضة على كل حدود وبنوع أخصّ حمل العدو الاسرائيلي، بالضغط الدولي، على تأكيد الهدنة بالحصانة الدولية الممكنة. والانطلاق وراء كل فرصة للمفاوضة على السلام لأن المفاوضة يمكن ان تصبح بحد ذاتها رادعاً للعدو عن مغامراته المعهودة.
الذي حمى الهند على ضخامة حجمها هو بالذات ما يمكن ان يحمينا: الوحدة الوطنية في وجه انقسام طائفي محتمل بتمدد مضاعفاته عبر الحدود... فحذار اللعب بنار الطائفية وحذار استدعاء "نقابية" الإرهاب مثلاً عبر "جند شامٍ" ما مجهولي الهوية ولا هدف سياسياً ظاهراً لهم غير ما يصح وصفه بـ"العنف الصافي". ثم وحذار خصوصاً امتداد الإرهاب وهو غير معلن عبر الحدود غير الواضحة.
وأخيراً، اخيراً: النظر الى الانتخابات المقبلة على انها هي، بسلميتها التي يجب صونها مهما كلّف الأمر، صمام الأمان والبديل من امتداد بقعة الزيت المشتعلة عبر الحدود ولو كانت بعيدة... فكيف وهي اقرب مما نقرّ ونعترف!
وليكن تضامننا الميثاقي الديمقراطي، عبر الخصومات السياسية، هو سلاحنا بلا هوادة في مكافحة أي لجوء الى العنف مهما بدا بريئاً، لأن اللعب بالنار سيشعل البركان الارهابي من حيث لا نريد ولا ندري.
وليلبِّ كل فريق منا، بل كل واحدٍ أحد أية دعوة الى المسالمة ولو بدت طوباوية!!!
فالنار لن ترحم، متى اندلعت، احداً ولن تميّز بين واحدنا والآخر! لا يساراً ولا يميناً... لا في السلطة ولا خارجها...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,238,813

عدد الزوار: 6,941,692

المتواجدون الآن: 133