يسألونك: علامَ يحتفل حلفاء سوريا؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 نيسان 2010 - 7:23 ص    عدد الزيارات 539    التعليقات 0

        

جان عزيز
يسأل عدد من المراقبين والدبلوماسيين العرب والغربيين عن سرّ هذه «الاحتفالية» بالنصر، التي يبالغ في ممارستها بعض أصدقاء سوريا في لبنان. ويروحون يشرحون الأسباب المحتملة لهذا النهج المستجد والمستغرب، بحسب رأيهم، وخصوصاً أن دمشق نفسها، كما حلفاءها الأساسيين على الساحة اللبنانية، لا يبدون تلك الحال من الاندفاعة الواثقة.
ففي الملف العراقي مثلاً، يعتقد أصحاب هذا الرأي أنه لا يمكن سوريا في أي حال من الأحوال أن تحتفل بنيلها «حصة الأسد» في التركيبة العراقية المقبلة. ذلك أن حساباً بسيطاً للأصوات التي نالها إياد علاوي في انتخابات بلاده، يظهر أن نحو ثلثيها من السنّة. ما يطرح السؤال عن نسبة «المقاصّة» السورية في مثل هذا الفوز، في حال تجسّده بعد ستة أشهر على الأقل، حكومةً عراقية جديدة. وهو ما يشير حتماً إلى نسبة الشراكة السعودية في ذلك «الإنجاز».
أما في موضوع أزمة المنطقة ككل، فما يبدو سلسلة من التراجعات الأميركية أو الأوروبية أو حتى العربية، من القاهرة إلى الرياض، ليس في رؤية واشنطن غير استثمار متوسط المدى في عملية التسوية، انطلاقاً من استئناف المفاوضات. وبالتالي، فالمؤدّى النهائي لهذا الملف لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال انتصاراً حاسماً ونهائياً لفريق «الممانعة العربية» على فريق «الاعتدال». لا بل هو في جوهره مسار معاكس، يفترض أن يجرّ مياه المعترضين إلى طاحونة المسالمين، تحت طائلة عدم تحقيق أي مكسب لأي من الطرفين.
يبقى ملف ثالث، قابل للتفسير الشكلي لحالة «الغبطة الانتصارية» تلك، وهو ملف موازين القوى العسكرية السائدة في المنطقة. ذلك أن بعض التحليلات المرمية في البازارات الإعلامية هذه الأيام، بحسب المراقبين أنفسهم، يقول بمأزق عسكري أميركي كبير ومزدوج: مأزق في بغداد، حيث يُحكى عن تحوّل قواهم الباقية بعد الانسحاب الجزئي إلى مجرد رهائن في أيدي القوى المكوّنة للواقع العراقي الجديد، وللدول المؤثرة فيه، ومأزق آخر في المواجهة مع إيران، في حال فشل المفاوضات ومن ثم العقوبات بشأن برنامجها النووي.
يردّ المراقبون الغربيون على النظرية المزدوجة، فيشرحون بالمعطيات العسكرية المسهبة والدقيقة، أن بقاء فرقة أميركية واحدة في العراق مرتبطة بكل النظام العسكري الأميركي، بحراً وجواً وفضاءً، قادرة عملياً على تدمير مجموع البلدان المحيطة بموقع تمركزها. وبالتالي، فنظرية الرهائن لا تصح إطلاقاً. أما الموازين على الجهة الإيرانية، فيحيل المراقبون أوضاعها إلى دراسة مفصّلة قامت بها واشنطن، بشأن محاكاة حرب إسرائيلية على طهران، من دون علم الأميركيين، وهي دراسة نشرت إحدى المؤسسات الدراسية في العاصمة الأميركية أجزاءً كبيرة منها. وخلصت تلك الفرضية التمرينية إلى أنه حتى لو أقدمت تل أبيب منفردة، ومن دون دعم أو تنسيق أميركيين، على توجيه ضربة مباغتة إلى الإيرانيين، فإن رد هؤلاء سيكون مقتصراً على مكانين: مضيق هرمز، وجنوب لبنان. وتؤكد المحاكاة نفسها أن ردّ الفعل الإيراني في الخليج سيكون ضمن الحدود المعقولة للاستيعاب. أما القدرة على ردّ الفعل في الجنوب اللبناني، فهي ما يجب معالجته مسبقاً.
ويستطرد المراقبون أنفسهم، أن هذا الشق الثاني من المحاكاة الافتراضية، هو ما يفسّر التطورات اللبنانية الأخيرة، وعنوانها الأساسي، كما قال وليد جنبلاط لوفد 14 آذار قبل نحو سنة: حشر حزب الله بين غابي أشكينازي ودانييل بلمار. هذا الواقع يبدو أن كبار اللاعبين في لبنان مدركون له تماماً، بدليل الأداء الرصين لحزب الله، وبدليل الدور الذي يؤديه ميشال عون على هذا المحور، بما يوحي بمسؤولية كاملة، ومعرفة بهشاشة الأوضاع ودقة الأخطار.
مع ذلك، يشير المراقبون إلى منزلق قائم، وهو احتمال أن يندفع البعض خلف اندفاعة وليد جنبلاط في انعطافته، أو أن تتكوّن من حركتي الاثنين حلقة جهنمية من المزايدة الغوغائية في احتفالية نصر لا وجود له. حتى إن المراقبين ينصحون فريق جنبلاط الجديد بأن يأخذوا العِبَر من أدائه المماثل مع فريق 14 آذار، حتى لا يقودهم إلى هاوية انفعالاته، كما اعتاد أن يفعل. فإذا قال لهم غداً إن باراك أوباما، مثلاً، من جنس الأفاعي والقرود، أو إنهم باتوا قادرين على إسقاط «الطغمة العابرة الحاكمة» في واشنطن، فليتريّثوا، وليدقّقوا، وليتأكدوا أن لبنان بلد لا نصر نهائياً فيه، فيما المنطقة لا توحي باحتفاليات وشيكة بعد.


 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,635,991

عدد الزوار: 6,905,561

المتواجدون الآن: 104