لم تعد إيران خطراً، بل صار "حزب الله"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 20 نيسان 2010 - 5:28 م    عدد الزيارات 539    التعليقات 0

        

بقلم سركيس نعوم

قامت قيامة إسرائيل، كما يقال، ولم تقعد عندما علمت أن الجمهورية الاسلامية الايرانية بدأت العمل فعلاً كي تصبح دولة نووية وأطلعت لاحقاً على التطور الكبير الذي حققته على هذا الصعيد. ولقيامة اسرائيل سبب رئيسي بل وحيد هو حرصها على وجودها الآمن في المنطقة ومواصلة تنفيذ خططها التوسعية في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية واستمرار احتلالها أراضي في سوريا ولبنان وتمسكها بسياسة التفوّق العسكري والتكنولوجي على محيطها العربي والهيمنة وبواسطته على مقدرات هذا المحيط مرة بالاغراءات المالية والاستثمارات ومرة بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ودائماً بالاستعانة بالمجتمع الدولي الداعم لها وفي مقدمه الولايات المتحدة. أما لماذا تشكل الجمهورية الاسلامية المذكورة خطراً على اسرائيل؟ فلأسباب كثيرة، منها انتهاجها سياسة العداء المطلق للدولة العبرية من منطلق حقوقي وديني وقومي. ومنها ترجمة عدائها هذا بتحولها جزءا من الجبهة العربية – الاسلامية العسكرية والسياسية بازاء اسرائيل. وقد نجحت في ذلك بتفاهمها مع سوريا حافظ الأسد ثم بتحالفها معها استراتيجياً. ونجحت فيه ايضاً بتأسيسها "حزب الله" في لبنان وبتقديم كل ما يحتاج اليه من مال وسلاح وتدريب، وبدعم "الجهاد الاسلامي" ثم حركة "حماس" في فلسطين. ذلك ان الأول حقق انجازات مهمة ضد إسرائيل عام 2000 وعام 2006. في حين ان "حماس" اثبتت نفسها فلسطينياً واقتطعت لها قسماً من الجبهة الفلسطينية مع اسرائيل صار وإن على نحو غير مباشر إيرانيا. ومن الأسباب أيضا تحوّل إيران الاسلامية دولة مصنعة لأنواع عدة من السلاح وبعضها غير تقليدي ويشكل خطراً على إسرائيل وأميركا وأوروبا وحلفائها وخصوصا في الخليج العربي. انطلاقاً من ذلك كله حاولت اسرائيل القضاء على الخطر الإيراني. أولاً، بتحريض الولايات المتحدة على إيران لتوجيه ضربة عسكرية الى منشآتها النووية، فضلاً عن بناها التحتية المدنية والأمنية والعسكرية والاقتصادية. وذلك لا يزال مستمراً، لكنه لم ينجح مع ادارة بوش الابن.
ولم ينجح ايضاً مع ادارة اوباما الحالية. وثانياً، بالتهديد بقيامها هي (اي اسرائيل) بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران تقضي على خطرها النووي كما على خطر السلاح غير التقليدي المصوّب عليها. وقد قامت بالاستعدادات والتدريبات اللازمة لذلك. لكنها لم تقم بهذه الخطوة رغم استمرارها في التهويل بها. أولاً، لأنها أدركت ان النجاح ليس سهلاً اذا نفَّذت الضربة بمفردها من دون ضوء أخضر دولي. وثانياً، لأنها أُبْلِغَت من الأميركيين عدم الموافقة على معالجة الخطر النووي الايراني عسكرياً والتحذير من عواقبها والتأكيد ان ذلك أمر لا تقبله أميركا ولن تتساهل فيه.
هل اقتنعت إسرائيل بكل الحجج والأسباب المفصلة أعلاه وتخلت عن مشروع ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية؟ وقبل ذلك هل تخلَّت إسرائيل عن اعتبار إيران الإسلامية خطراً وجودياً عليها؟
إعلامها الرسمي والسياسي لا يوحي بذلك. على العكس فإن ما يوحيه هو عدم الاقتناع بأن العقوبات الإضافية على إيران ستحسم مشكلتها النووية مع العالم وهو أيضا دعوة المجتمع الدولي إلى جعل هذه العقوبات شديدة وفاعلة بحيث تؤمن الردع المطلوب لإيران. وما توجيه أخيرا هو أن المجتمع الدولي لا بد أن يقتنع بأن لا بديل من الخيار العسكري مع إيران سواء من دون إسرائيل أو بالتعاون معها.
إلا أن المعلومات التي وردت أخيراً من القدس وواشنطن وعواصم دولية أخرى على مصادر دبلوماسية غربية واسعة الاطلاع تشير إلى جوابين عن السؤالين المطروحين أعلاه مختلفين عمّا يعكسه إعلام إسرائيل الرسمي والسياسي. فخطر إيران النووي على إسرائيل لا يزال قائماً لكنه ليس وجودياً. ذلك أنها دولة نووية ومنذ عقود. وتملك عشرات بل مئات القنابل الذرية. وهي لا تزال تطور ترسانتها النووية وسائر الترسانات غير التقليدية. في حين أن إيران لا تزال في البداية وليس هناك ما يشير إلى أن نجاحها في هذا المشروع سريع. أما خطره الأكبر فهو على دول الخليج العربية، ولذلك فإن عليها أن تعالجه منفردة أو مع حليفتها أميركا. وخطره أيضا على تركيا ومن واجبها معالجته. وكذلك على أميركا ودول أوروبية ومن واجبها معالجته. أما باكستان والصين والهند وكلها نووية فإن نجاح إيران في التحول دولة نووية يحقق توازناً مع هذه الدول وذلك هدف استراتيجي أول.
ما هو الخطر الفعلي الذي يهدد إسرائيل الآن في رأيها؟... الخطر هو استناداً إلى المصادر الدبلوماسية الغربية الواسعة الاطلاع نفسها هو "حزب الله" الذي أذلَّها عامي 2000 و2006 والذي بات يملك ترسانة عسكرية متنوعة قادرة على إيذاء شعبها فعلاً وعلى تخريب مرافقها المدنية والعسكرية في كل أنحاء البلاد. وهو ما تحاول إزالته بوسائل عدة أبرزها اثنتان كما أوردنا في "الموقف" قبل أسابيع: أولاهما، الحرب العسكرية المباشرة عليه وعلى لبنان. وثانيتهما، الحرب الأهلية في لبنان التي أينعت بذورها وربما حان قطافها.
من يَصْدُق إعلام إسرائيل ومواقف قادتها أم معلومات المصادر المشار إليها؟... لا أحد يملك جواباً جازماً عن ذلك. لكننا نلفت إلى أن هذه المصادر لم تخطئ كثيراً في السابق، والى ان خطر الحرب المباشرة المذكور أعلاه يقترب.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,778,710

عدد الزوار: 6,914,551

المتواجدون الآن: 131