إسرائيل ..........................وعسكرة المجتمع
الأربعاء 10 آذار 2010 - 7:44 ص 
580 
0
إسرائيل ..........................وعسكرة المجتمع
بقلم أمنية سالم
فالنظم الديمقراطية مفترض أن يكون فيها الحكم والأدارة للمدنين ، ومن خلال أنتخابات حرة ونزيهة ، والجيش مفترض أنه مؤسسة عسكرية مهمتها الأساسية هي الدفاع عن الدولة من أي تهديدات أو اعتدادت خارجية ، والحفاظ علي الأمن الداخلي والخارجي ، ويلاحظ أن الجيش يلعب دوراً بارزا ً في النظام السياسي الإسرائيلي وهو مايخيل بديمقراطية هذا النظام .
ومن هنا ينبع تساؤل رئيسي : هل الديمقراطية الإسرائيلية ديمقراطية شكلية أم هناك تهديد لديمقراطية النظام السياسي الإسرائيلي ؟
وعلينا أولاً تعريف العسكرة :
العسكرة هي منظومة قيم ومعتقدات تري في استخدام القوة العسكرية وسيلة ملائمة لحل مشاكل سياسية وإحراز قوة سياسية ، وهي مؤلفة من العدوان والهيمنة بدلاً من المصالحة والتنازل ، والحرب هي فقط إحدي الشرور التي تخلقها العسكرة ، وهناك من يعرف العسكرة علي أنها : هي نتاج أزمة في السلطة المدنية أو فشل في خلق سلطة مدنية يعتبر فيها استخدام القوة العسكرية هو الحل المفضل والمرغوب لمشاكل سياسية ، وهناك أتجاه يفرق بين الجيش كمؤسسة اجتماعية وبين العسكرة كآيديولوجية وبين العسكرة كعملية اجتماعية .
أذن العسكرة هي أشاعة الروح العسكرية كآيديولوجية وتعاظم تأثير الجيش كمؤسسة اجتماعية في النظام السياسي.
نتائج ظاهرة العسكرة :
1- تخلق العسكرة مناخ اجتماعي مهيئ لقبول الحرب ، ولاعتبار الحلول العسكرية هي الحلول الأنجع في كل كل المشكلات ،
2- تزيد من محورية دور الجيش في النظام السياسي مما يجعل له دور بارز في السياسة والاقتصاد والمجتمع والتعليم والادارة .
3- عملية العسكرة تبدا في مجال ثم تتسرب إلي مجالات أخري في خطوة تلو الأخري ، مما يحول المجتمع إلي مجتمع عسكري ، فالعسكرة تقود إلي تغير ثقافي وموسساتي وآيديولوجي واقتصادي وتغلغل بداخل روتين الحياة اليومية ، ذلك لأن العسكرة عملية خاصة من حيث كونها لانهائية ، فلاتنتهي قائمة الأشياء التي تطالها العسكرة .
مظاهر عسكرة المجتمع الإسرائيلي :
1- في أستطلاعات الرأي العام الإسرائيلي نجد أن معظم الأسرائيلين ينظرون للحرب لي أنها حلاً وجيه للمشاكل السياسية .
2- خلال سنوات الطفولة والبلوغ يعد الفرد الإسرائيلي للاستعداد للحرب وللأنخراط في الجندية ، وعلي أهمية محورية الجيش كجزء لايتجزا من الحياة ، وعلي أن الجيش أمر بديهي ومقدس للإسرائيلين .
3- يرسخ التعليم في إسرائيل في نفوس الطلاب أن الخدمة العسكرية للفتيان والفتيات أنها مرحلة طبيعية ومرغوبة ومقدسة لخدمة الوطن والرب .
4- زيارة الأطفال في مرحلة رياض الأطفال معارض الجيش الإسرائيلي ، ويدعي الضباط إلي المدراس لإلقاء المحاضرات عن اهمية وقدسية الجيش ، والحروب التي خاضوها ، وانتصارات إسرائيل وتفوقها النوعي العسكري .
5- طلاب المدراس الثانوي مدعوون لمشاهدة تدربيات عسكرية بالذخيرة الحية ، وزيارة معسكرات الجيش .
6- تمرير رموز ورسائل عسكرية عبر المواد الدراسية في المدرسة وعبر التناح ( كتاب اليهود المقدس ) والادب والتاريخ ...
7- في ديسمبر 2004 أطلقت وزراة التعليم وكبير ضبط الجيش الإسرائيلي مبادرة جديدة لتعميق التعليم العسكري من خلال منهج جديد لثلاث سنوات لطلاب المدراس الثانوية أطلق عليه الجيل القادم يعني المنهج بتدريس الوحدات العسكرية واهمية الخدمة العسكرية وزيادة التجنيد وسيقوم بتدريسه بداخل المدراس ضباط في الخدمة العاملة برتبة مقدم .
8- يعد تجنيد النساء جزءاً من العسكرة في جميع مجالات و اجناس وفئات المجتمع ، كما أن النساء شريكات كاملات في إعداد الأطفال وطفلات للتجنيد وفي قبول النظام الاجتماعي العسكري للدولة .
9- يشغل جنرالات الجيش منصب رئيس الحكومة ويشغل ضباط الجيش متقاعدون مناصب مديري مدراس .
10- يستخدم مقاولو الإعلانات واقع الجيش الإسرائيلي من أجل بيع منتجات استهلاكية لاتمت بأي صلة للجيش .
11- أذاعة أغاني لتخليد الذكري من قتلوا في الحروب ، ويتغني بتلك الأغاني الأطفال ، وسائقين التاكسي والمواصلات .
12- تحمل العديد من الشوارع والمواقع والمبانى العامة أسماء حروب وحملات عسكرية وأسلحة الجيش الإسرائيلي وقادة برتبهم العسكرية .
13- إلصاق ملصقات تخص وحدات عسكرية علي سياراتهم .
14- كل صباح في كل مدرسة يوجد ركن لتخليد ذكري خريجي المدرسة الذين قتلوا في الحروب ، وتتكون هذه الزواية من لوح رخام او المعدن حفرت عليه اسماء الشهداء وعلم الامة وشعار الدولة .
15- تقام الرحلات إلي قواعد الاستقبال والفرز كجزء من برنامج تأهيل لجنود المستقبل ، يطلق علي البرنامج أسم جنود ليوم واحد .
16 - ضعف المؤسسات المدنية في إسرائيل لاسيما وزراة الخارجية ومجلس الأمن القومي أدت إلي مزيد من النفوذ والتأثير للجيش في صنع واتخاذ القرارت السياسية في إسرائيل .
17- هيمنة الجيش علي المجلس الوازري المصغر الكابينت من خلال هيمنته علي صنع السياسيات والقرارت .
18- الجيش ليس عليه رقابة سواء من السلطات القضائية أو وزراة المالية أو المؤسسات الأكاديمية .
كل هذه المظاهر التي تعكس مدي هيمنة المؤسسة العسكرية علي نمط الحياة في إسرائيل ، سواء الجوانب الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية او التعليمية .
هيمنة العسكرة علي الدولة جعلت الكثير من المحللين والباحثين ومنهم باحثين إسرائيلين يؤكدون أن الديمقراطية الإسرائيلية مجرد ديمقراطية واهمية لارضاء الغرب والتأكيد علي أنها دولة وظيفة قامت بالمشروع الغربي في منطقة الشرق الأوسط .
في حين يتجه رأي أخر وهذا الرأي غالبه من باحثين ومحللين إسرائيلين بأن النظام السياسي الإسرائيلي نظام ديمقراطي وأن كان المؤسسة العسكرية تلعب فيه دورا ً مؤثراً فهذا نتجية لحالة الحرب والتهديد الدائم التي تهيشها الدولة العبرية مما يجعل للجيش هذه المكانة المهمة .
والرأي عندي : أن الديمقراطية الإسرائيلة مجرد ديمقراطية شكلية تقتصر علي صناديق الانتخابات ، وتدوال السلطات ، أنما في جوهر النظام تهمين العسكرية علي كل جوانب الدولة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا حتي صنع واتخاذ القرار السياسي في إسرائيل ، البلد المفترض ديمقراطي .
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب