<المعارضة السنِّية> من وهن الى وهن·· وصولاً الى الإفلاس السياسي

تاريخ الإضافة السبت 6 آذار 2010 - 5:03 ص    عدد الزيارات 587    التعليقات 0

        

كرامي يكشف <المستور> بعد تشكيل هيئة مؤتمر الحوار الوطني
<المعارضة السنِّية> من وهن الى وهن·· وصولاً الى الإفلاس السياسي
<المعارضة السنّية كانت تعتب همساً على الحلفاء بسبب تهميشها، وقيادة المعارضة ترد هل يستطيعون التوافق على من يمثلهم؟>

أثار تشكيل الرئيس ميشال سليمان لهيئة مؤتمر الحوار الوطني عاصفة من ردود الفعل الغاضبة والمتنوعة سياسياً وطائفياً ومذهبياً، وخاصة من قبل الذين لم تتوافق مواصفاتهم والمعايير التي وضعها رئيس الجمهورية الذي حرص على مشاركة كافة القوى المؤثرة في المسار السياسي اللبناني، كما أن الرئيس سليمان <الحَكَمْ> و<المعتدل> ليس لديه موقف سلبي مسبق من أي شخصية أو جهة ممن أبدوا امتعاضهم، فهؤلاء تجاهلوا حرص الرئيس على نجاح عهده، وأن مؤتمر الحوار الوطني هو لإيجاد تفاهم بين القوى السياسية حول رؤية لاستراتيجية دفاعية تحفظ حق لبنان والتوافق حول وسائل دفاعية رادعة لأي عدوان اسرائيلي·

وأكثر ما لفت الانتباه تلك <الانتفاضة> من قبل ما كان يُسمّى بـ <المعارضة السنّية> التي استغلت تشكيل مؤتمر الحوار الوطني (وكان مطلب يومياً ضاغطاً على الرئيس للإسراع بتشكيل المؤتمر من قبل كافة القوى السياسية) لتشنّ حرباً على الرئيس ونهجه··· غير مبررة وغير مُقنعة·

وهنا انفرد الرئيس سليم الحص وحده ليُثني على قرار الدعوة لعقد الحوار الوطني مبتعداً عن الأسلوب الذي سلكه بقية أطياف ما كان يُسمّى بـ <المعارضة السنّية>، فالرئيس عمر كرامي بعد عتبه على حلفائه انتقد بشدّة نهج الرئيس سليمان بعد تأكيده عدم وجود رغبة لديه بالجلوس الى طاولة الحوار كونها تضم سمير جعجع··

تصريح الرئيس كراي فتح شهية الآخرين من عبد الرحيم مراد الى أسامة سعد الى عدنان عرقجي وكمال شاتيلا وغيرهم ممن أُطلق عليهم في المرحلة الماضية <المعارضة السنّية> ليُعلنوا مواقف سلبية من تشكيل هيئة الحوار الوطني·

فعتب الرئيس كرامي على <الحلفاء> في قوى 8 آذار وتحديداً حزب الله والرئيس نبيه بري ليس مردّه فقط عدم ممارسة الحلفاء على الرئيس سليمان ضغوطاً من أجل مشاركة حلفائهم في مؤتمر الحوار، وإنما هو <عتب> قديم نظراً للقواعد التي كانت تتحكم بمسيرة العلاقة بين كافة قوى المعارضة السابقة·

من جهتها كانت <المعارضة السنّية> ترى ولسنين طويلة تهميشاً متعمّداً من القيادات المؤثرة في المعارضة، وتحديداً من القيادة الشيعية فيها·

فقد كانت ترى شخصيات <المعارضة السنّية> أن التعامل معها من قبل الرئيس بري وحزب الله ليس في مستوى الموقف الذي اتخذته هذه الشخصيات <السنّية> من مناصبتها العداء والمناكفة لسياسة الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده بسنوات طويلة عندما بدأ التجاذب السياسي حول العديد من العناوين السياسية الداخلية يبرز بين أطياف القوى السياسية اللبنانية، الى موقفها السلبي من قضية استشهاده ومن ثم استمرت على نهجها هذا في مواجهة نجله سعد الحريري، الى غير ذلك من المحطات وفي مقدمها سلاح حزب الله، وتظاهرة 8 آذار، وموقفها السلبي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الى أحداث 7 أيار 2008، فمواقف هذه القيادات من أحداث 7 أيار لم يكن واحداً، ففي الوقت الذي تمايز فيه الرئيس عمر كرامي بموقفه اندفع عبد الرحيم مراد <مزايداً> عندما أعلن أن <ميليشيا حركة أمل وحزب الله تأخرت كثيراً في اقتحامها للعاصمة بيروت فهذا الاجراء كان يجب أن يحصل منذ سنوات>، ولم يكتف بموقفه هذا بل أوعز لميليشياته في البقاع للاستنفار من أجل تأديب بعض القرى البقاعية، ولعناصره وحرسه الخاص في بيروت لاقتحام المكاتب السياسية لتيار المستقبل في منطقة عائشة بكار والزيدانية وتلة الخياط، كما عمد لاحقاً الى إهانة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عندما منعه من إعادة تركيب كاميرا مراقبة أمام مدخل منزله المجاور لمنزل مراد (وهذا الموقف أوجد حالة خلافية داخل قيادة حزب الاتحاد تفجّرت بإعلان حركة تصحيحية منذ عام لمواجهة سياسة مراد)·

وكانت ترى هذه القيادات السنّية المعارضة أن الإجحاف يطالها من الحلفاء، فعندما تشكلت قيادة المعارضة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر لم يتم التشاور مع أي من القيادات السنّية المعارضة حيث تم ا ستبعادها·

من جهتها قيادات حزب الله وحركة أمل كانت دائماً عندما يصلها <همس> القيادات السنّية المعارضة المحتجة مباشرة أم بالواسطة كانت تشير وبصوت خافت أيضاً متسائلة <أين هي المعارضة السنّية؟ وهل يستطيعون التوافق على شخص واحد يمثلهم؟>، وهذه التساؤلات كان يضاف إليها القول <في أكثر من محطة واستحقاق لم نلمس القوة المؤثرة لهذه المعارضة فهم ماذا يريدون؟ دائماً يطلبون منا أن نحملهم على أكتافنا فليوحّدوا جهودهم أولاً>·

في المقابل كانت تردّ القيادات السنّية المعارضة <لا يريدوننا أقوياء بل قوة ضاغطة على الحريري في الشارع السنّي>·

وفي الرد على الرد تهمس القيادة الشيعية في المعارضة <نحن لم نقصّر بدعم القيادات السنّية المعارضة في شيء وعليهم أن يثبتوا وجودهم ويوحّدوا جهودهم··>·

الحقيقة أنه رغم كل الدعم الذي قُدّم <للمعارضة السنّية> منذ أكثر من عشر سنوات مضت محلياً وعربياً وإقليمياً بقيت هذه المعارضة على ضعفها، <فكل واحد منهم يرفض التنازل للآخر<، وجاءت نتائج الانتخابات البلدية والنيابية في الدورتين الماضيتين لتؤكد عجز هذه <المعارضة السنّية> من الفوز بثقة الناخبين لتستمر على عجزها وتفككها، ولترى أخيراً في الخطوة الهامة التي أقدم عليها الرئيس سليمان بتشكيله لأعضاء هيئة مؤتمر الحوار الوطني مناسبة لكشف المستور في علاقة لم تكن <صحية> بين قوى المعارضة السابقة، فالرئيس كرامي الذي يملك حيثية شعبية مميّزة أقدم سابقاً على <حلّ> اللقاء الوطني الذي كان يترأسه من غير التشاور مع الحلفاء رداً على تشكيل قيادة المعارضة وقتها من الشيعة والموارنة، ومنذ أيام أقدم على خطوة مماثلة بإعلانه الخروج من قوى 8 آذار بعد عتب على الحلفاء، هذا فيما لزم مراد الصمت في محاولة منه الحفاظ على بعض المكاسب، أما بقية القيادات السنّية المعارضة التي لا حول لها ولا قوة ولا تأثير اكتفت بالشكوى والعتب الذي لا يُسمن ولا يدفع بها فيما لو بقيت على نهجها السابق الى أي موقع متقدم كما كانت تحلم دائماً··

فعلى قوى <المعارضة السنّية> بدل أن تصوّب سهامها العناوين الإيجابية في المشهد السياسي اللبناني عليها أن تجري مراجعة حقيقية لمواقفها التي دفعتها الى حافة الإفلاس السياسي·

حسن شلحة


 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,115,029

عدد الزوار: 6,753,768

المتواجدون الآن: 94