الممانعة بين الجيوبوليتيكا والرطانة المألوفة

تاريخ الإضافة الجمعة 20 شباط 2015 - 6:15 ص    عدد الزيارات 225    التعليقات 0

        

 

فواز طرابلسي
تعيش قوى الممانعة على قدر لا بأس به من التخبّط هذه الايام بين انقلاب التحالفات الجيو استراتيجية في «الاقليم» وبين رطانتها المألوفة، ما يورطها في مفارقات ومآزق تحتاج الى «حِلم ربّنا» كما يقولون. 
يحب ان نصدّق ان الاستخبارات الاميركية والبريطانية والموساد الاسرائيلي تدعم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) فيما القوات المسلّحة الاميركية والبريطانية، تقصف مواقع داعش ومقاتليها بالطيران الحربي في سوريا والعراق. 
عجبي: هل بلغ الصراع والانشقاق هذه المواصيل بين اجنحة الادارة الاميركية العسكرية-الامنية؟ 
ويجب ان نصدّق ان الولايات المتحدة وحلفائها ليست جادة في قتال الارهاب على الاراضي العراقية والسورية. اذا كان الامر كذلك، لماذا الحكومة العراقية - التي يسيّرها فريق مذهبي-مافياوي- موال لايران، إستدعت هذه الجيوش الجرارة لاسترداد ثلث البلاد التي خسرها هذا الفريق ذاته بإمرة نوري المالكي المخلوع؟ ولنتذكّر ان هذا هو نوري المالكي نفسه الذي زار لبنان ليتفقّد المليارين من الدولارات الاميركية المنهوبة من اموال الشعب العراقي والمخبأة فيه وتأمين «غسيلها». وقد زار المالكي المخلوع بالمناسبة ذاتها الامانة العامة لحزب الله حيث «غسل» ما تبقى من سمعته المنهارة في بلده ليتحول من سارق مهزوم الى بطل وطني منتصر على ...الارهاب؟
فعجبي وعجبي: العمليات الحربية بقيادة اميركية والبريطانيية ضد داعش (مع انهما داعمتان لـ... داعش)، ومعها الفرنسية والخليجية والاردنية ليست جوية فقط، فالضباط والمدرّبون الاميركيون خصوصا بالالوف في العراق. وهم يتشاركون مع الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الايراني وضباطه، في ادارة المعارك. إذا كانت هذه كلها ليست جادة في قتال داعش، لماذا لا تدين قوى الممانعة اصلا هذا الخرق الفاضح لسيادة العراق وسورية وتطالب بجلائها عن التراب الوطني للبلدين، بدلا من مجرد تسجيل قصورها؟ 
فعجبي وعجبي وعجبي. تقول اجهزة الممانعة ان النصرة (اي تنظيم القاعدة وهو صنو داعش) يقيم جيبا عميلا لاسرائيل على الحدود السورية - الاسرائيلية. وما جواب قوى الممانعة طبعا غير العمل على تطهير هذا الاختراق الاسرائيلي للارض العربية السورية. 
حسناً. هل يهدف تمركز قوات حزب الله والحرس الثوري الايراني على الحدود السورية-الاسرائيلية الى تفعيل عمليات المقاومة المسلحة لتحرير الاجزاء المحتلة من الجولان العربي السوري؟ ام ان غرضه تمكين الجمهورية الاسلامية من الإمساك بورقة الحدود الشمالية (اللبنانية-السورية) لدولة اسرائيل في المفاوضات النووية-الجيوستراتيجية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والادارةالاميركية؟ 
نترك الجواب للتطورات، مع انه معروف. 
في الانتظار، إقرأوا صحف الممانعة تبشركم، مهللة، بأن «الشيطان الاكبر» الاميركي اختار ايران في حربه ضد الارهاب!
وفي الانتظار، هل من فضيحة وطنية أفدح لبشار الاسد ونظامه من ان يكون هذا الممانع - عدو اسرائيل رقم واحد - مشغولٌ جيشه بصبّ البراميل المتفجّرة والصواريخ وقذائف المدفعية على ابناء شعبه العزّل، فيما ردّه الوحيد على اسرائىل، بعد عملية الاغتيال في القنيطرة، هو التذكير بأن سورية ملتزمة بالهدوء على الحدود مع اسرائيل منذ العام ١٩٧٤؟!
وفي الانتظار: اذا كان الهدف من تطهير الحدود السورية الاسرائيلية من النصرة هو التمهيد لانطلاق عمليات المقاومة من الاجزاء المحررة من الجولان، لماذا لم ينفّذ رد الحرس الثوري وحزب الله «المزلزل» على اغتيال مقاتلي حزب الله والضابط الايراني، بعملية عسكرية داخل الاراضي الجولانية العربية السورية المحتلة بدلا من ان ينفذ في جنوب لبنان وعلى ارض لبنانية محتلة؟
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,794,822

عدد الزوار: 6,966,579

المتواجدون الآن: 64