اقتراح دولي: تشكيل تحالف المعتدلين لخوض الانتخابات / تقرير أوروبي: فريق 14 آذار وسيحقّق آمال اللبنانيين

تاريخ الإضافة الجمعة 17 تشرين الأول 2008 - 10:08 ص    عدد الزيارات 1265    التعليقات 0

        

بقلم عبد الكريم أبو النصر  
"اكد مسؤول اوروبي كبير، في اتصالات مع جهات عربية بارزة معنية بالملف اللبناني، ان من الضروري تشكيل تحالف المعتدلين الاستقلاليين في لبنان من القيادات والقوى الاسلامية والمسيحية الرافضة الهيمنة السورية – الايرانية والخضوع لمطالب القوى المتشددة المسلحة، والمتمسكة باستقلال هذا البلد وسيادته ونظامه الديموقراطي التعددي وبانفتاحه العربي والدولي. وذكر المسؤول الاوروبي ان تحالف المعتدلين يجب ان يتكون من الحركة الاستقلالية التي يمثلها ويقودها فريق 14 آذار، وكذلك من شخصيات مستقلة على ان يبدأ هذا التحالف منذ الآن استعداداته الجدية لخوض معركة الانتخابات النيابية الحاسمة التي ستجرى في ربيع 2009 على اساس برنامج سياسي واضح يعكس فعلا تطلعات الغالبية العظمى من اللبنانيين وطموحاتهم. وشدد المسؤول الاوروبي على ان الاستقصاءات والدراسات التي اجرتها دول غربية عدة في الساحة اللبنانية خلال الاشهر القليلة الماضية أثبتت ان القوى الاستقلالية المعتدلة تتمتع بدعم شعبي حقيقي واسع في معظم المناطق اللبنانية خلافا لما تحاول المعارضة الترويج له".
هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس. واوضحت ان مركزا رسميا مرتبطا بوزارة الخارجية لدولة اوروبية معنية بالامر اعد اخيرا تقريرا عن فريق 14 آذار، هو الاول من نوعه، وذلك في ضوء اهتمام هذه الدولة بمعركة الانتخابات النيابية المقبلة. وكشفت هذه المصادر ان هذا التقرير الاوروبي يتضمن العناصر والامور الاساسية الآتية:
أولاً، ان فريق 14 آذار يشكل، بقياداته وشخصياته الاسلامية والمسيحية وقاعدته الشعبية الواسعة والمتنوعة، الحركة الاستقلالية الاولى منذ قيام الدولة اللبنانية المستقلة اثر انتهاء الانتداب الفرنسي. كما يشكل الحركة الاستقلالية الوحيدة حاليا في العالم العربي. ذلك ان سائر الدول العربية كرست استقلالها فعلا، باستثناء فلسطين الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي، لكن لبنان لا يزال يعاني وحده "مشكلة استقلالية" نتيجة خطط النظام السوري التوسعية تجاهه، ووجود قوى داخلية يقودها "حزب الله" تؤمن بالترابط الوثيق وعلى مختلف الاصعدة بين مصير لبنان ومصير سوريا. ويشكل فريق 14 آذار قوة المواجهة السياسية والشعبية الاساسية لهذه الخطط السورية.
ثانياً، كان مفترضا ان يكون العماد ميشال عون جزءا اساسيا من هذه الحركة الاستقلالية، وخصوصا انه خاض الانتخابات النيابية عام 2005 وحقق فيها فوزا كاسحا نتيجة تمسكه بالاستقلال والسيادة ورفضه الوصاية السورية ومعارضته احتفاظ "حزب الله" بسلاحه، لكن عون اختار، مستندا الى حسابات سياسية خاطئة ومتعارضة مع مصالح لبنان المستقل ومع اقتناعات قاعدته الشعبية، الانفصال عن هذه الحركة الاستقلالية والتحالف بدلا من ذلك مع "حزب الله" والقوى الاخرى المرتبطة بسوريا وايران، مخالفا بذلك وعوده وتعهداته الانتخابية، ومتجاهلا النصائح الدولية التي حذرته من عواقب هذا الانقلاب في توجهاته.
ثالثاً، فريق 14 آذار ليس حزبا موحدا يقوده زعيم متسلط، بل هو يمثل التعددية اللبنانية وتوجه مساره قيادة جماعية حقيقية. وهذا الفريق هو الاكثر انسجاما وتكيفا مع طموحات اللبنانيين في غالبيتهم العظمى واهدافهم ورغباتهم، هؤلاء الذين فجروا الانتفاضة الشعبية السلمية ضد الهيمنة السورية، والذين يريدون وطنهم مستقلا سيدا متحررا من اي وصاية اجنبية، ويتمسكون بتعزيز الدولة ومؤسساتها الشرعية وبالسلم الاهلي وصيغة العيش المشترك ويؤمنون بالنظام الديموقراطي وبالتعددية السياسية والدينية والثقافية والفكرية، ويطلبون ان يكون سلاح "حزب الله" في تصرف الجيش وان يكون قرار الحرب في ايدي السلطة الشرعية وحدها كما هي الحال في سائر الدول، ويرفضون معالجة المشاكل العالقة مع اسرائيل عبر الحرب بل يؤيدون تسويتها بالوسائل الديبلوماسية وبمساعدة الامم المتحدة والدول الصديقة، ويرفضون اي حركة مسلحة متسلطة تبدل مسار الاوضاع بالقوة، ويعارضون اللجوء الى السلاح والعنف لمعالجة المشاكل العالقة بين اللبنانيين، ويحرصون على تقوية علاقات لبنان مع المجموعة العربية والمجتمع الدولي لحماية البلد من اي هيمنة سورية – ايرانية عليه ولمنع تحوله ساحة مواجهة مفتوحة خدمة لمصالح دمشق وطهران. وهذه الاقتناعات اللبنانية يتبناها كلياً فريق 14 آذار.

الابطال الحقيقيون
رابعاً: فريق 14 آذار يتفهم اكثر من فريق 8 آذار المعارض طبيعة المجتمع اللبناني وتطلعاته الحقيقية، سواء الداخلية منها او الاقليمية او الدولية. كما ان فريق 14 آذار يتبنى، خلافا لفريق 8 آذار المعارض، اقتناع اللبنانيين في غالبيتهم العظمى بأن المسيحيين يستمدون القوة من التفاهم مع المسلمين المعتدلين الاستقلاليين وليس من المسلمين المتشددين المسلحين المدافعين عن مصالح سوريا وايران، وان المسلمين يستمدون القوة من توثيق علاقاتهم مع المسيحيين المتمسكين بالاستقلال والسيادة والنظام الديموقراطي التعددي وصيغة العيش المشترك كما حددها اتفاق الطائف. ويعكس فريق 14 آذار مشاعر المسيحيين الذين يرفضون في غالبيتهم العظمى التحالف مع "حزب الله" ضد المسلمين المعتدلين لأن هذا الحزب اقوى عسكريا ويملك السلاح الثقيل وآلاف الصواريخ والقذائف، ويرفضون كذلك ان يكون هذا الحزب هو حاميهم بدلا من الدولة لان ذلك يعني الخضوع لمطالبه والمشاركة في تنفيذ مخططاته. ذلك ان خيارات المسيحيين بشكل عام وقيمهم الاساسية تتعارض مع خيارات "حزب الله" وتوجهاته السياسية والدينية والاستراتيجية والعقائدية والثقافية، ومع ارتباطاته الاقليمية الخطرة.
خامساً، نجح فريق 14 آذار في بلورة رأي عام استقلالي حقيقي يشمل مختلف الطوائف وحدد للبنانيين اهدافا كبرى ومشروعا وطنيا واضحا يتركز على الدفاع عن الاستقلال والسيادة وعن قيم المجتمع اللبناني وثوابته الاساسية وعلى التمسك بتحقيق العدالة عبر المحكمة الدولية، وذلك الى حد الاستشهاد وتقديم اقصى التضحيات. اما فريق 8 آذار فانه يسعى الى ايجاد رأي عام لبناني يعطى الاولوية للتحالف مع سوريا وايران وللعمل على تأمين مصالح هذين البلدين والدفاع عنهما وإن على حساب مصالح الشعب اللبناني.
سادساً: الحركة الاستقلالية التي يمثلها ويقودها فريق 14 آذار اكتسبت شرعية على نطاق واسع سياسيا وشعبيا، وتعززت صدقيتها نتيجة عاملين اساسيين: الاول ان هذه الحركة صمدت خلال السنوات الاربع الماضية في وجه مختلف الهجمات عليها وتمسكت بمبادئها واقتناعاتها وقيمها على رغم حملة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات بارزة فيها، وعلى رغم العمليات الارهابية والتخريبية المتعددة التي استهدفت مناطق لبنانية عدة. والعامل الثاني ان الحركة الاستقلالية رفضت السقوط في فخ المعارضة والانجرار الى استخدام العنف والسلاح في الصراع السياسي الداخلي لان ذلك سيقضي على السلم الاهلي ويفجر حربا اهلية قد تفتح الباب امام عودة النفوذ السوري الواسع الى هذا البلد. ووفقا لما قاله ديبلوماسي اوروبي في هذا التقرير: "إن الابطال الحقيقيين خلال معركة ايار الماضي لم يكونوا مقاتلي "حزب الله" وحلفائهم الذين هاجموا بيروت ومناطق جبلية باسلحتهم الثقيلة، بل سعد الحريري ووليد جنبلاط ورفاقهما الذين رفضوا ولا يزالون يرفضون الاحتكام الى السلاح والعنف لتسوية الخلافات السياسية، بل انهم طلبوا حماية الدولة ومساعدة العرب لوضع حد لخطط النظام السوري المدمرة ضد هذا البلد التي ينفذها حلفاؤه، وتمسكوا بالحوار لمعالجة مختلف المشاكل العالقة، وقد استجاب اتفاق الدوحة لمطالبهم هذه.

لم يخدع قاعدته الشعبية
سابعاً: استطاع فريق 14 آذار ان يثبت من خلال الممارسة ان المواقف السياسية السلمية والصلبة التي تعكس فعلا تطلعات وطموحات اللبنانيين في غالبيتهم العظمى اقوى واكثر فاعلية من السلاح والعنف ومختلف وسائل الترهيب والقهر. وما يميز فريق 14 آذار عن فريق 8 آذار انه لم يخدع قاعدته الشعبية التي اعطته غالبية الاصوات في انتخابات 2005، بل انه لا يزال ملتزما ببرنامجه الاستقلالي السيادي الذي خاض هذه الانتخابات على اساسه. ولكن في المقابل نرى العماد ميشال عون، الذي خاض انتخابات 2005 على اساس برنامج استقلالي سيادي حقيقي مشابه تماما لبرنامج 14 آذار، انقلب عليه بعد فوزه في هذه الانتخابات وتحالف مع "حزب الله" واصبح فعلا جزءا من المحور السوري – الايراني ومن مخططاته في لبنان، وهذا ما احدث صدمة عميقة في نفوس الكثير من ناخبيه.
ثامناً، فريق 14 آذار يتمتع بقوة سياسية وشعبية لانه يتبنى "خريطة طريق" سلمية دستورية ديموقراطية لادارة شؤون لبنان، ولانه نقيض فريق 8 آذار المعارض ورافض اهداف هذا الفريق وتوجهاته. كما ان فريق 14 آذار يستمد قوة من اخطاء فريق 8 آذار المعارض، وابرز هذه الاخطاء استخدام السلاح والعنف لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية وتعطيل المؤسسات والعمل على اضعاف الدولة ومؤسساتها واعتماد اساليب التهديد والترويع والتحريض الطائفي واطلاق الاتهامات المختلفة ضد القيادات الاستقلالية ورجالات الدولة من دون ان تكون مستندة الى اي ادلة او حقائق او اثباتات. هذا المنهج اضعف المعارضة سياسيا وشعبيا.
تاسعاً، الحركة الاستقلالية التي يمثلها فريق 14 آذار ليست معادية لسوريا، بل ترفض نزعات الهيمنة لدى نظام الرئيس بشار الاسد. وهي ليست انعزالية على رغم انها ترفع شعار "لبنان اولا" بل هي في الواقع اكثر حرصا من المعارضة على تعزيز علاقات لبنان العربية والدولية. فبينما نرى ان فريق 8 آذار لديه حليف واحد هو المحور السوري – الايراني، فان فريق 14 آذار يلقى دعما واسعا من المجتمع الدولي ومن سائر الدول العربية والاجنبية البارزة والمؤثرة بسبب مواقفه الاستقلالية الصلبة.
وفريق 14 آذار هو الذي تبنى مباشرة بعد الانسحاب السوري من لبنان في نيسان 2005 أفضل صيغة لاقامة علاقات جيدة بين لبنان وسوريا، وهذه الصيغة يسميها البعض "صيغة فؤاد السنيورة"، اذ انها تدعو الى اقامة علاقات طبيعية وصحية وسليمة بين هذين البلدين تؤمن مصالحهما المشروعة وتكون على اساس المساواة والندية والاحترام المتبادل لاستقلال كل منهما وامتناع كل منهما عن التدخل في شؤون الآخر او عن تهديد امنه واستقراره. ووفقا لما اكده ديبلوماسي اوروبي زار دمشق مرارا "فان صيغة السنيورة هذه تثير استياء وغضب المسؤولين السوريين الذين يرفضون كلمتي المساواة والندية ويريدون صيغة تدعو الى توثيق الروابط في مختلف المجالات بين لبنان وسوريا".
عاشراً، الحركة الاستقلالية التي يمثلها فريق 14 آذار هي التي امنت وتؤمن شرعية لبنانية حقيقية سياسية وشعبية بفضل الدعم الواسع الدولي والعربي للبنان المستقل السيد، وهو الدعم الذي عكسه خصوصا صدور عدد كبير من القرارات عن مجلس الامن يؤكد التزام المجتمع الدولي القوي مساندة لبنان المستقل السيد، وتمسكه بالمحكمة الدولية، وحرصه على منع النظام السوري من الهيمنة مجددا على هذا البلد. ويتضح هذا الدعم الدولي في المواقف الحازمة التي تتخذها سائر الدول المعنية بمصير لبنان وعلى رأسها اميركا وفرنسا والسعودية ومصر لدى قيام نظام الاسد بأي محاولة للتأثير سلبا على مسار الاوضاع في لبنان او لتشجيع حلفائه على استخدام السلاح والعنف ضد القوى الاستقلالية كما حدث في ايار الماضي وفي مناسبات اخرى.
ووفقا لما قاله لنا مسؤول عربي كبير: "قد يكون احد الاهداف غير المعلنة لاقدام "حزب الله" وحلفائه على استخدام السلاح والعنف ضد خصومهم السياسيين في ايار الماضي وفي مناسبات اخرى هو توجيه رسالة الى اللبنانيين مفادها ان الخيار الاستقلالي المشروع هو خيار خطر ويجب التراجع عنه، واعتماد خيار الارتباط الوثيق بسوريا اي خيار التبعية للنظام السوري ولايران. لكن اللبنانيين يرفضون في غالبيتهم العظمى منطق المعارضة هذا اذ انهم على اقتناع بأن الرضوخ لحلفاء سوريا وايران هو ما يشكل فعلا خطرا عليهم وعلى بلدهم وتهديدا لمصالحهم الحيوية. لذلك يدعم اللبنانيون في غالبيتهم الواسعة الحركة الاستقلالية وقياداتها وشخصياتها وهو ما ستعكسه بوضوح نتائج الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2009".

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,113,145

عدد الزوار: 6,753,454

المتواجدون الآن: 101