جبهة العمل الإسلامي: تركة فتحي يكن الثقيلة

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 كانون الأول 2009 - 2:01 م    عدد الزيارات 657    التعليقات 0

        

إيلي حنا
بُعيد انتهاء مراسم دفن يكن بدأت الأسئلة بشأن جدوى بقاء الجبهة (أرشيف) لم يمرّ شهر حزيران الفائت كغيره على جبهة العمل الإسلامي، فخاضت فيه أولى تجاربها البرلمانية وخسرت مؤسّسها فتحي يكن، الذي كان تاريخه وحضوره السياسي يتخطّىان الجبهة وأطرها التنظيمية. أيام على انتهاء مراسم الدفن والتعزية، وطفت على السطح تساؤلات كانت مكبوتة أو غائبة بحضور يكن، عن جدوى بقاء الجبهة وعن بنيتها التنظيمية ومشروعها، وإن ظلّ بعضها يحكى همساً أو في الغرف المغلقة.
رئيس مجلس القيادة في حركة التوحيد الإسلامي، هاشم منقارة، كتب منذ أشهر كلاماً واضحاً في نشرة الجبهة مفاده أن الجبهة مطالبة بقراءة نقدية واضحة وصريحة، أولاً لبنيتها الداخلية وارتباط قواها بعضها ببعض، وثانياً لتحالفاتها في إطار قوى المعارضة. «فالجبهة كمكوّن رئيس لا يمكن إحراجها ثم إخراجها عن ثوابتها من قبل البعض، ولا يمكن الاستمرار بعد الآن لبعض الشخصيات والقوى بركوب صهوتها لتحقيق مآربهم الشخصية». ربما وضع منقارة إصبعه على الجرح، لكن يبقى السؤال في نظر أحد المشايخ المتابعين أوضاع الجبهة «هل ولدت الجبهة بمشروع أم لحالة آنية؟». يسوق الشيخ كلاماً عن «مرحلة دعم فيها حزب الله وجود تنظيم سنّي معارض لتيار المستقبل، لكن اليوم مع حكومة الوحدة وعدم تماسك الجبهة بغياب مؤسسها، بقي إطار الجبهة اسماً لا أكثر». بينما يبدو على الصعيد الداخلي أن الجبهة سيقودها خمسة تنظيمات بخمسة رؤوس، توحيد (هاشم منقارة)، توحيد (بلال شعبان)، قوات الفجر (عبد الله الترياقي)، عبد الناصر جبري وحالته البيروتية، إضافة إلى زهير الجعيد وما يمثّل في إقليم الخروب. أظهرت هذه التركيبة بعض الارتباكات في بعض المناطق، ويروي الشيخ أحمد قطان، مسؤول مكتب البقاع في الجبهة، أن البقاع هُمّش وأُبعد من خلال الأقطاب الخمسة، وأنه كان في انتظار هيكلية جديدة بعد وفاة يكن، «لكن نرى أنهم يريدون الجبهة وجهاً سياسياً فقط». ويرى قطان وبعض المشايخ أن المشكلة هي في تحجيم دور مكاتب المناطق، إذ أصبحت «مجرد متعهّد مناسبات، لا تعمل في التأطير التنظيمي والحزبي». فهذه المكاتب كانت تحت رعاية يكن، وأضحت بلا بوصلة مع احتكاكها بمجلس قيادة بلا محازبين في بعض المناطق.
لا يجد هذا الكلام أيّ صدى ملموس عند الشيخ الجعيد. ففي رأيه أغلب التنظيمات موجودة في كل المناطق، وهي أساس الجبهة، وبالتالي لم يتغيّر شيء. ويرى أن «هناك بعض الإخوة غير معنيين بالموضوع ليتكلموا فيه، مقابل آخرين لم يتفهّموا خطوات القيادة بعد، ونحتاج إلى بعض الوقت للتواصل معهم ولعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي». يبدو أن هذا «التواصل» استفادت منه قيادة الجبهة في عكار، بعد الكلام عن امتعاض بعض كوادرها، وشعورها هي الأخرى بالتهميش والعزل. فأعرب مسؤولها، الشيخ ماهر عبد الله، عن تفاؤله بما يخصّ وضع الجبهة في عكار، ويرى أنها ستبقى حالة استقطابية، «فأبوابها مفتوحة كما أبواب الفصائل». ويبدو أنّ عبد الله الذي زار مقرّ القيادة في بيروت أخيراً قد «وجد نفسه وموقعه» في مرحلة «ما بعد فتحي يكن»، فيتكلم بحماسة عن تمدّد للجبهة في عكار، علماً بأن مكتب عكار الذي يرأسه عبد الله يتكوّن من أربعة أشخاص يتبعون لحركتي التوحيد، قوات الفجر وعبد الناصر جبري، وفق البعض.
تتقاطع مجموعة من المتابعين للحركات الإسلامية على فكرة أساسية تكمن في صعوبة بناء «إسلام سياسي» بلا مرجعية، ويرى المتابعون في إبقاء الجبهة بلا رأس (من الصعب ترؤسها من أحد قادتها) تسليماً بدورها كإطار سياسي جامع يمثّل فصائل سنّية معارضة تعمل تارة بالجملة بما يناسب مصلحتها كممثّلة لأطراف عدة، ما يقوّي قدرتها التفاوضية، وطوراً بالمفرّق حسب حضورها المناطقي والحسابات الخاصة لكل تنظيم. ويعتقد أحد هؤلاء أن تعبير «فدرلة الجبهة» ينطبق تماماً على حالتها.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,641,793

عدد الزوار: 6,906,023

المتواجدون الآن: 97