"فتح" تقرر حسم الخلافات على الترشيحات عبر صناديق الاقتراع وتحمّل اسرائيل مسؤولية وفاة عرفات... وتعتقل قياديين اسلاميين

عباس يتقدم الاتجاهات الرئيسية داخل "فتح" واتجاه دحلان خسر معركة "كوتا" غزة

تاريخ الإضافة الجمعة 7 آب 2009 - 5:16 ص    عدد الزيارات 4291    القسم عربية

        


تجاوزت حركة "فتح" الجدل الحاد الذي ساد اعمال جلستها الثانية واتفقت امس على حسم الخلافات عبر صناديق الاقتراع. واعلنت فتح باب الترشيح لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري من مساء امس  حتى صباح اليوم الجمعة، من غير ان يحدد موعد الانتخابات التي قد تجرى اليوم او غدا . وحمّلت اسرائيل مسؤولية وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
 ورأى عضو المؤتمر ناصر القدوة ان "وصول الحركة الى صناديق الاقتراع لحسم الخلافات الداخلية هو بحد ذاته الانتصار الاكبر".
 وصرح الناطق باسم مؤتمر حركة "فتح" نبيل عمرو بأن المؤتمر قرر فتح باب الترشيح امام اعضاء المؤتمر لعضوية الهيئات القيادية في الحركة اعتبارا من الساعة 18:00 من الخميس حتى ظهر اليوم. ورجح في مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء جلسة المؤتمر ان تجرى الانتخابات اليوم.
وأفاد اعضاء في المؤتمر ان عشرات سيرشحون انفسهم  لعضوية الهيئتين القياديتين في الحركة، اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
 وتتكون اللجنة المركزية من 21 عضواً وهي اعلى هيئة قيادية تنفيذية، في حين يتكون المجلس الثوري من 120 عضواً.
 الا ان نبيل عمرو اوضح انه "قد يجرى تعديل على عدد اعضاء الهيئتين خلال الساعات المقبلة".
 وكانت جلسة الاربعاء شهدت جدلا حادا وخصوصا في ما يتعلق بالتقرير الاداري والمالي للحركة وكذلك مشاركة اعضاء "فتح" من غزة. وقال عمرو إن اجواء المؤتمر امس كانت اكثر هدوءاً وأقل سخونة مما كانت عليه يوم الأربعاء، مشدداً على أن الخلافات التي ظهرت بدأت تتحلحل. ولاحظ ان "الامور تسير بروح ايجابية وإن يكن التفكير عالياً، الأمر متاح للجميع ليعبّروا عن ارائهم بحيث لا يؤثرون على سياق المؤتمر في كل القضايا". وتحدث عن التوصل إلى حلول وصياغات "خلاقة" لحل مشكلة مشاركة أعضاء غزة وأنها في انتظار المصادقة عليها، مؤكداً ان "الكوتا صارت من الماضي"، في إشارة إلى الاقتراحات الأولى التي تحدثت عن تحديد عدد معين من المقاعد لممثلي قطاع غزة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري يجري انتخابهم لاحقاً من أعضاء غزة الذين لم يتمكنوا من المشاركة.وأكد أن هناك حرصا جماعيا على أن تكون غزة بحجمها الطبيعي في اللجنة والمجلس.
 وكانت حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، منعت كوادر الحركة البالغ عددهم 480 عضواً من التوجه الى مدينة بيت لحم للمشاركة في اعمال المؤتمر التي بدأت قبل ثلاثة ايام.
 ويجري حديث عن استعداد العشرات لترشيح انفسهم للجنة المركزية لحركة "فتح"، والمئات لعضوية المجلس الثوري.
 وقال حسام خضر، وهو من القادة الشباب في الحركة، انه سيرشح نفسه لعضوية اللجنة المركزية. وبرر استعداد مئات لترشيح انفسهم، بقوله: "هناك عدد كبير سيرشحون انفسهم لان المؤتمر تأخر كل هذه السنوات وهناك تخوف من تأخر انعقاد المؤتمر لسنوات مماثلة مقبلة، فمن الطبيعي ان يحصل ذلك".
              

 3 معسكرات

واعلنت مصادر في "فتح" ان المعركة الانتخابية ستجرى بين ثلاثة "معسكرات"، الى كتلة رابعة توفيقية بين المعسكرات الثلاثة. واوضحت ان هذه المعسكرات الثلاثة هي القيادة التاريخية القديمة او ما يطلق عليه "الجيل القديم" ومن ابرز هؤلاء احمد قريع وابو ماهر غنيم وصائب عريقات وعزام الاحمد. ويحظى هذا المعسكر بدعم من الرئيس محمود عباس الذي يؤيد ايضا وجود وجوه شابة.
وتهيمن على المعسكر الثاني قيادات شابة تعارض بقاء اعضاء اللجنة المركزية القدامى في مركز قيادة الحركة. ومن ابرز هؤلاء مروان البرغوثي المعتقل في السجون الاسرائيلية ويسانده قادة من الجيل الجديد منهم محمد الحوراني وقدورة فارس وجمال الشوبكي.
 وكان البرغوثي وجه انتقادات لاذعة الى اللجنة المركزية، في كلمة وزعها انصاره على اعضاء المؤتمر الاربعاء وقال فيها ان اللجنة المركزية السابقة للحركة "تجاهلت اي تمثيل للداخل في مؤسسات الحركة ابتداء من المؤتمر العام مروراً بالمجلس الثوري وانتهاء باللجنة المركزية".  واضاف ان "الاخطر من ذلك كله (...) حين وجدت هذه القيادة خارج الوطن، اهملت الوطن ولم ينل من الامكانات والموازنات ما يوازي موازنة او مصروفات بعض المسؤولين".
 اما المعسكر الثالث، فيمثله محمد دحلان الذي كان الرجل القوي في حركة "فتح" الى حين سيطرة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على قطاع غزة، اذ انتقل للسكن في الضفة الغربية.
لكن دحلان اثار مفاجأة الاربعاء باعلانه لوسائل الاعلام انه قرر عدم ترشيح نفسه للجنة المركزية.ولم تستبعد مصادر في حركة "فتح" ان يرشح نفسه لعضوية اللجنة على رغم هذا الاعلان. وقالت :"اذا رشح دحلان نفسه ونجح، فله الحق في ذلك".
وقال احد الاعضاء المرشحين لعضوية اللجنة المركزية طالبا عدم ذكر اسمه، ان ثمة محاولات من معسكر رابع يحاول الجمع بين المعسكرات الثلاثة كي تخرج حركة "فتح" قوية من مؤتمرها هذا.
 وكانت حركة "حماس" منعت نحو 480 شخصا من أعضاء "فتح" في غزة من الانتقال الى الضفة للمشاركة في المؤتمر ورهنت سفرهم بإطلاق السلطة الفلسطينية معتقليها في الضفة الذين تقول إن عددهم يبلغ نحو ألف.
ملف عرفات
وعن ملف وفاة ياسر عرفات، قال عمرو إن هذا الملف سيبقى مفتوحاً، مؤكداً وجود تصميم على معرفة التفاصيل. وقال ان "هناك مؤسسة وليس مجرد لجنة تتابع هذا الملف وهي برئاسة ابن شقيقته ناصر القدوة"، وان اتصالات تجري مع الدول التي لها علاقة بالملف الطبي للوفاة لتحديد ملابساتها.
 وتوفي عرفات  في 11 تشرين الثاني 2004 عن 75 سنة  في احد مستشفيات باريس، بعد حصار اسرائيلي لمقره في رام الله بالضفة الغربية استمر سنتين. ومذذاك، لا تزال الاسباب التي ادت الى تدهور صحة الزعيم الفلسطيني غامضة تمما ، واعرب العديد من المسؤولين الفلسطينيين عن اقتناعهم بان اسرائيل سممت له، الامر الذي نفته الدولة العبرية.
وصوت المندوبون في مؤتمر "فتح" بالاجماع على قرار "يحمل اسرائيل كقوة محتلة المسؤولية الكاملة عن اغتيال الشهيد ياسر عرفات". وقرروا تكليف لجنة "متابعة التحقيق" في اسباب الوفاة ورفع خلاصاتها الى القضاء الدولي.
ورفض وزير الاعلام الاسرائيلي يولي ادلشتاين في بيان هذا الاتهام . وقال ان "هذا القرار السخيف باتهام اسرائيل بتصفية هذا القاتل الكبير يرمي الى تبييض صفحة فتح وتبرير مواصلة العمل الفلسطيني المسلح، فيما تمد اسرائيل اليد اليهم من اجل السلام".   

محاولة اعتقال

 وقدم قياديان من اليمين المتطرف الإسرائيلي التماساً الى  محكمة العدل الإسرائيلية لاعتقال خمسة من أعضاء المؤتمر السادس لحركة "فتح" بحجة أنهم مطلوبون للأمن الاسرائيلي.
 وبثت القناة السابعة في التلفزيون الاسرائيلي ان عضو الكنيست بن ايري وايتامار بن جيير طالبا المحكمة بتنفيذ الطلب وان تعتقل الخمسة وأهمهم زكريا الزبيدي الناشط السابق في "كتائب شهداء الأقصى" فور خروجهم من المؤتمر.
وقال بن ايري وبن جيير في الالتماس "انه يجب أن يدفع هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بالدماء الثمن من جراء ما قاموا به من أعمال ضد اسرائيل وان العفو الذي صدر في حقهم كان أمرا خاطئا". 

تبادل اتهامات

في غضون ذلك ، اتهمت حركة "حماس" مجددا الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشن حملة اعتقالات "نوعية" على قيادات وشخصيات اسلامية في قلقيلية في الضفة الغربية. وقالت  في بيان إن الأجهزة الأمنية الموالية للرئيس عباس اعتقلت نائب رئيس المجلس البلدي المنتخب هاشم المصري ، والذي أقالته وزارة الحكم المحلي قبل نحو أسبوعين. واضافت أن الاعتقالات طاولت الكاتب الصحافي عصام شاور واثنين من زواره بعد اقتحام منزله في المدينة، والأسير المحرر أمجد حنتش، بعد يوم فقط من خروجه من السجون الإسرائيلية، وأحمد نوفل.
 واكدت ان الأجهزة الأمنية شنت حملة اعتقالات واسعة في قرى محافظة قلقيلية شملت عدداً كبيراً من قادة الحركة وانصارها .
 وفي المقابل ، اكد الناطق الرسمي باسم حركة "فتح" احمد عبد الرحمن أن إجراءات "حماس" في حق كوادر "فتح" في غزة ومنعهم من التوجه  الى بيت لحم "لن نقابلها بأي عمل إنتقامي ولن تؤثر على حوار القاهرة وسنذهب إلى الجولة المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري".

(و ص ف، ي أ، أ ش أ)


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,071,629

عدد الزوار: 6,751,390

المتواجدون الآن: 114