مصادر إسلامية قريبة من "حزب الله":

سوريا تملك اوراقاً كثيرة قادرة من خلالها أن تحقق ما عجزت إسرائيل عنه عام 2006

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 تموز 2009 - 7:18 م    عدد الزيارات 4588    القسم عربية

        


من دون مقدمات، رفع "حزب الله" صوته عالياً وصعّد من لهجته عندما سرب الى بعض وسائل الاعلام مضمون الحديث الذي أجراه أمينه العام السيد حسن نصرالله مع وفود إغترابية، وتطرق فيه الى مواضيع داخلية واخرى خارجية خصوصاً تلك المتعلقة بالصراع المفتوح مع اسرائيل، بحيث استبق السيد نصرالله أي حرب قد تقع معها ليعلن عن معادلات جديدة، إضافة الى مسألة تقرير ديرشبيغل وموقف "حزب الله" منه وهواجس الحزب إزاء القرار الإتهامي المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

مصادر إسلامية قريبة من "حزب الله"  أوضحت أن "قيادة الحزب ليست في أجواء أن الحرب مع اسرائيل باتت على الابواب، وقد يكون ما نقل عن الامين العام دقيقاً وقد لا يكون كذلك، خصوصاً لجهة تطرقه إلى إمكانية حصول حرب على لبنان أواخر السنة الحالية أو الربيع المقبلـ بإعتبار أن اسرائيل غير مستعدة، بعد حربَيْ تموز 2006 وغزة 2009، أن تدخل في مغامرة ضد لبنان غير مضمونة النتائج".

ورأت هذه المصادر، أن "ما ادلى به أمين عام "حزب الله" يندرج في سياق آخر لا علاقة له بالتوترات التي شهدتها الجبهة الجنوبية في الآونة الاخيرة، والتي رفعت من أسهم الحرب بشكل مضطرد قد يستمر بالارتفاع في المرحلة المقبلة في ظل الحماوة في التهديدات والتهديدات المضادة بين إسرئيل وحزب الله"، موضحة في المقابل أنّ "المسألة مرتبطة بعملية التسوية في المنطقة، وفي هذا السياق أتى ما أدلى به أمين عام الحزب بمعنى أنه كلام تحذيري من أن المقاومة ليست لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، ولن تكون ضحية اية صفقات يجري الترتيب لها أو أي اتفاقات لتسوية الصراع العربي-الاسرائيلي".

المصادر الإسلامية القريبة من "حزب الله" لفتت إلى أن "ما ادلى به السيد حسن نصرالله يشكل مجموعة رسائل  للخارج، لأمريكا وإسرائيل وحتى لسوريا، من أن المقاومة حاضرة دائماً من أجل إعادة خلط الاوراق إذا ما شعرت ان اي تسوية ستكون على حسابها، خصوصاً اذا ما تمكنت ادارة اوباما بشكل ما من توجيه العودة السورية الاستراتيجية الى صف الدول العربية المعتدلة بعيداً عن ايران"، وفي الإطار نفسه تشير المصادر الى أن "حزب الله بات متيقناً ان شيئاً ما يعد في مطابخ الدول الكبرى من أجل إنهاء الصراع العربي-الاسرائيلي، وهو يعتبر أن أية طبخة، خصوصاً إذا ما انخرطت دمشق فيها، ستكون ضربة حقيقية له ولقوى المقاومة الاخرى كحماس والجهاد الاسلامي، بإعتبار ان اي مشروع للتسوية يحتاج لنجاحه أن يقدم كل فريق بعض التنازلات واتخاذ بعض الاجراءات. وهنا تكمن هواجس "حزب الله" الذي يتساءل قادته عن الاجراءات التي قد تقدم عليها دمشق لأن أي إجراء مهما كان صغيراً سيؤدي الى اضعاف حزب الله، بإعتبار ان سوريا تمثل شريان الحياة للحزب".

هذا وترى المصادر نفسها ان "استعادة السيد نصرالله لتقرير ديرشبيغل وتهديده المبطن بتكرار تجربة السابع من ايار رسالة ليست موجهة الى الداخل اللبناني بل الى الخارج، وخصوصاً الى الاطراف التي تطبخ عملية التسوية في المنطقة، فيما يبدو أن واشنطن باتت مقتنعة بأن الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة مرتبط بشكل وثيق بإيجاد حل للقضية الفلسطينية وهي بالتالي تبدو عازمة على ايجاد هذا الحل، إلا أن المرتقب يبقى كيف ستتحرك واشنطن لتظهير هذا الحل، فهل سيتم تظهيره من خلال حرب في المنطقة أم بطريقة أخرى؟ خصوصاً وأن ميزان القوى في المنطقة لم يتغير منذ العام 2006، بمعنى أنّ اسرائيل لن تدخل في حرب جديدة ضد المقاومة إذا لم تضمن نتائجها لأنها غير مستعدة للدخول في معركة لمصلحة الولايات المتحدة".

وإزاء هذا الوضع، تلفت المصادر الإسلامية القريبة من "حزب الله" إلى أنه "هنا قد يأتي الدور السوري بإعتبار ان دمشق التي تحتضن "حماس" وتربطها علاقة وثيقة مع "حزب الله"، إضافة الى تحالفها مع إيران، ربما تكون تتمتع من خلال هذه التحالفات في الوقت الحالي بميزة، إلا أن هذه الميزة قد تتحول إلى عبىء على دمشق إذا ما اظهرت الولايات المتحدة جدية تجاه اتفاق سوري – اسرائيلي، وهذا أمر يدركه "حزب الله" كما تدركه دمشق، بمعنى أنه لا يمكن لسورية الشروع في مفاوضات جدية مع اسرائيل على هضبة الجولان برعاية أميركية، كما تطالب القيادة السورية، من دون تقديم الأثمان المطلوبة لذلك، وهذه النقطة هي التي تربك "حزب الله" لأن ثمة مخاوف لديه بأن التضحية بالمقاومة هو الثمن المطلوب إذا ما لمست سوريا جدية أميركية وإسرائيلية بشأن انجاز السلام العادل والشامل الذي تتطالب به دمشق في الشرق الاوسط"، وهذا لا يعني، بحسب هذه المصادر، أن يحصل صدام عسكري مع المقاومة "لأن سوريا تملك اوراقاً كثيرة قادرة فيما لو استخدمتها أن تحقق ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه في عام 2006".


المصدر: موقع لبنان الأن

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,574,603

عدد الزوار: 6,901,855

المتواجدون الآن: 97