العاهل الأردني انتقد الأسد ومرسي وأردوغان وهاجم إخوته والإسلاميين وزعماء العشائر .....السعودية تقبض على 18 جاسوسا في عملية نوعية لم تتجاوز ساعة..الإيراني واللبناني ضابطا الارتباط.. ومنهم أطباء وأساتذه جامعات.....خلايا التجسس الإيرانية في الخليج واليمن.. 6 منها في اليمن و8 في الكويت مرورا بالإمارات.. والهدف سياسي أمني

عَقدٌ على الغزو الأميركي للعراق..أمن هشّ واضطراب سياسي يفتح أبواب حرب مذهبية....أكثر من 220 قتيلا وجريحا بسلسلة هجمات في بغداد وضواحيها... الأنبار ترحب بإرجاء انتخاباتها ومحافظ نينوى يعتبر تأجيلها في محافظته «انقلابا على الديمقراطية»... هادي يحذّر من حلّ أجنبي في حال الفشل تحدّيات جدّية تواجه اليمنيين مع تدشين أولى فاعليات مؤتمر الحوار

تاريخ الإضافة الخميس 21 آذار 2013 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2061    القسم عربية

        


 

عَقدٌ على الغزو الأميركي للعراق..أمن هشّ واضطراب سياسي يفتح أبواب حرب مذهبية
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
لم تمر ذكرى بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في هذه الايام من العام 2003 لاسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين مرور الكرام، حيث جاءت عاصفة التفجيرات التي ضربت ست مناطق من بغداد وعدداً آخر من المدن العراقية وأوقعت عشرات الضحايا ضمن أسوأ موجة عنف تضع السلم الاهلي في مهب الريح وتعيد الى الاذهان اجواء "الصدمة والترويع" ومشاهد القتل والتدمير.
ومع ان نتائج عملية "تحرير العراق" لم تكشف حتى الان عن آثارها الكاملة التي قد تمتد سنوات طويلة، الا أنها أظهرت حتى بعد مرور عقد من الزمن العراق بلداً فاشلاً في الامن والسياسة والاقتصاد وطبقة سياسية حاكمة لم تجد صوغ معادلة ناجحة تمحو آثار سنوات عجاف في بلد محطم دون امكان اغفال منجزات مبعثرة تحققت على مدى عقد من الزمان وخاصة الاستحقاقات الانتخابية وتداول السلطة سلمياً وولادة دستور عراقي دائم وان كان مختلفاً عليه.
ويبدو المشهد الامني ضاغطاً بشكل كبير على يوميات العراقيين حيث تبدو خطط المؤسسة الامنية سواء في قطاع الداخلية او الدفاع ضعيفة في مواجهة المجاميع المسلحة وفي مقدمها تنظيم "القاعدة" والتي باتت تكثف عملياتها وفقاً لاستراتيجية جديدة لم تعد تلتزم توقيتاً زمنياً متباعداً في عملياتها التي تهدف الى اثارة فتنة طائفية بين الشيعة والسنة في العراق، فما زالت الخطط الامنية كلاسيكية وخاصة ان تجهيز القوات الامنية محل صراع بين الكتل السياسية، كما ان الحكومة تعتمد على قيادات امنية ضعيفة وفقاً لولاءات حزبية لا تتمتع بخبرة امنية او استخبارية ترتقي الى مستوى التحدي الامني في كبح جماح العنف المستعر.
وتحمل الازمة السياسية الناشبة بين العرب السنة والاكراد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ابعاداً خطيرة على الواقعين السياسي والامني في ظل عدم وجود مؤشرات الى حوار مباشر واستمرار الاحتقان السياسي الذي يحمل تداعيات قد تقود العراق الى الانزلاق سريعاً نحو الحرب الطائفية. فالمشكلة الامنية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار السياسي اذ بات التوافق بين الشركاء السياسيين معدوماً مع اتساع الخلافات والضجيج الهائل والخلط بين الاوراق وخشية كل طرف من الاطراف لما سيكون عليه المستقبل.
وتقول النائب عتاب الدوري عن القائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) في تصريح لصحيفة "المستقبل" ان "الشعب العراقي هو الضحية والخاسر الوحيد بعد عشر سنوات على الاحتلال بسبب استمرار الخلافات بين الكتل السياسية واتباع اسلوب التصعيد والتشنج من قبل الكتل النيابية"، مشيرة الى ان على "السياسيين تغليب لغة الحوار وحل المشاكل والابتعاد عن اللغة الطائفية والانقسام".
ومع ان الولايات المتحدة قادت عملية التغيير في العراق تحت عناوين البحث عن اسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظام صدام بـ "القاعدة" وانتهاك حقوق الانسان وتحقيق الديموقراطية، الا أنها سرعان ما تخلت عن مهمتها بعد ان سحبت قواتها قبل سنتين وخلفت اتفاقية امنية مع بغداد تحدد شكل العلاقة المستقبلية بين البلدين ما زالت تراوح مكانها في ظل عدم تحمس واشنطن لتطبيقها في وقت توجه اصابع الاتهام اليها بأنها تدفع الى فوضى امنية داخل العراق من اجل حلم العودة مجدداً لا سيما ان الوضع الاقليمي المضطرب يسمح بذلك، كما اتاح الغزو الاميركي للعراق دوراً ايرانياً واسعاً ونفوذاً اخطبوطياً رسخته احزاب موالية لطهران بعدما اسهم الغزو بخروج العراق من معادلة القوى العسكرية في منطقة الشرق الاوسط ودفع بصعود طهران وتمددها إلى الكثير من دول المنطقة.
ويقول فائق الشيخ علي السياسي العراقي البارز ان "الحرب التي نتحدث عنها هي حرب اطاحة صدام وهذا ما تحقق. أما الحرب مع الولايات المتحدة كمحتل فهذه حرب اختارتها الولايات المتحدة بمحض ارادتها وتخطيطها ولم تكن مفروضة عليها".
وأشار الشيخ علي احد ابرز الوجوه الشيعية في المعارضة العراقية ابان حكم نظام صدام حسين في تصريح لصحيفة "المستقبل" الى ان "واشنطن بدلاً من أن تشرع في اعادة بناء العراق والاشراف الصحيح على بناء الديموقراطية الحقيقية عندنا عمدت الى استجلاب القاعدة الى العراق وفتحت حدود بلدنا على مصاريعه وسهلت لها ايران وسوريا مهمتها وراحت تقاتلهم على أراضينا معتمدة على شراذم مأجورة من السياسيين العراقيين ممن لا يملكون تاريخاً ولا شرفاً ولا حرصاً أو حباً للعراق وشعبه".
وقال السياسي العراقي المستقل "لا تهمنا الذريعة التي استخدمتها الولايات المتحدة في حربها لاسقاط صدام لان جل أملنا تلخص في اسقاط صدام ونظامه لكن الذي يهمنا هو اعداد الضحايا العراقيين من الابرياء الذين سقطوا ضحية صراع طائفي بغيض مفتعل ويهمنا كذلك المليارات التي هرِبت من العراق الى الخارج بدلاً من صرفها على الشعب الجائع المحطم".
وبعد عقد على الغزو الاميركي للعراق، تبدو الحرب الطائفية على الابواب مع وجود ارضية مهيئة لاندلاعها في ظل اجواء التعبئة والاحتقان والشحن الطائفي بين المكونات الاجتماعية الذي غذاه احتدام الخلافات على خلفية الشكاوى من تفرد وديكتاتورية رئيس الحكومة نوري المالكي واستئثاره بالسلطة وهو ذات الانتقاد الذي كان يوجه يوماً لصدام حسين من قبل معارضيه الشيعة والاكراد، لكن واقع الحال الذي تبدل جعل العرب السنة الذين حكموا العراق على مدى قرون عدة، محل الشيعة في اطلاق شكاوى التهميش والاقصاء الامر الذي يتطلب التوصل الى عقد اجتماعي وسياسي جديد يتيح اندماج العرب السنة بالعملية السياسية والسلطة ليكون العراق فعلاً نموذجاً للديموقراطية في المنطقة.
 
قادة سنة عراقيون: سنقاوم تأجيل الانتخابات سياسيًا وقانونيًا وشعبيًا
إيلاف...أسامة مهدي           
أكد قادة عراقيون سنة انهم سيقاومو قرار الحكومة العراقية بتأجيل انتخابات محافظتي الانبار ونينوى بكل الوسائل السياسية والقانونية والشعبي واعتبرون ان التأجيل فاقد لشرعيته القانونية بينما قال امير عشائر الدليم ان محافظة الانبار ستجري انتخاباتها في موعدها المقرر في20 من الشهر المقبل بطريقتها الخاصة.. فيما قالت وزارة الداخلية ان الارهاب استغل اجواء الاحتجاجات والاعتصامات والتحريض الطائفي ونفذ تجيراته اليوم والتي ادت الى مقتل واصابة 250 شخصا.
 وأكدت قائمة "متحدون" التي تضم معظم القادة السياسيون السنة في محافظتي الانبار ونينوى ويتراسها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي رفضها قرار الحكومة اليوم تأجيل الانتخابات في المحافظتين لانه "يهدف الى تكريس منهج الظلم واستمرار سياسات الإقصاء". واضافت القائمة في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" أن قراراً بهذه الأهمية ينبغي ان يجري بالتشاور مع جميع القيادات السياسية "لا أن ينفرد به طرف (مهووس) برغبة الاستمرار في السلطة رغم الرفض الشعبي المتصاعد له " في اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي.
 وتضم قائمة متحدون التي يتزعمها النجيفي كلا من: تجمع عراقيون الوطني و التجمع المدني للإصلاح (عمل) وتجمع المستقبل الوطني ومؤتمر صحوة العراق وحركة حماة العراق (حق) وحركة السلم والتنمية (حسم) والجبهة التركمانية العراقية وتجمع الحدباء الوطني الموحد و تجمع صلاح الدين للتنمية وديالى لأهلها.
 واضافت القائمة ان مجلس الوزراء بوضعه الحالي وفي ظل مقاطعة العراقية والتحالف الكردستاني ثم التيار الصدري لجلساته يفقده المشروعية كما ان قانون مجالس المحافظات يؤكد ان أي قرار مثل هذا ينبغي ان يتم بالتشاور مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهو ما يجعل التأجيل فاقدا للأساس القانوني . وقالت انه "من جديد نفاجأ بقرار يهدف الى تكريس منهج الظلم واستمرار سياسات الإقصاء من خلال قرار تأجيل انتخابات مجالس المحافظات ونحن نعلن رفضنا لهذا القرار جملة وتفصيلا ونعتبره فاقدا للشرعية". واعتبرت ا قرار التأجيل استهداف جديد لها ولجمهورها مشدد على انها ستقاومه بكل الوسائل السياسية والقانونية والشعبية .
 وقالت القائمة إن مجلس الوزراء بوضعه الحالي وفي ظل مقاطعة العراقية والتحالف الكردستاني لجلساته يفتقد الى المشروعية، كما أن مثل هذا القرار ينبغي التشاور مع المفوضية العليا للانتخابات قبل اتخاذه الامر الذي يجعله فاقدا للأساس القانوني.
 وأشارت إلى أن قرار التأجيل يهدف إلى استمرار منهج الظلم والإقصاء والفساد دون تغيير ويفقد المواطنين ما تبقى من إيمانهم بالديمقراطية والعملية السياسية حيث ان أصحاب أجندة التأجيل يرومون الانقضاض على السلطة واستهداف الشركاء وعسكرة المجتمع "وهو ما سنقف في مواجهته بشدة مستعينين بكل الشركاء المخلصين". واضافت أن تبرير التأجيل بتدهور الوضع الأمني لا يصمد أمام الوقائع وكان من باب أولى محاسبة المقصرين بهذا التدهور وهم أنفسهم دعاة التأجيل لا اتخاذ قرارات مجحفة للتستر على ضعف أدائهم.
 وشددت على أن الاستهداف السياسي من وراء القرار يتضح بأعلى صوره لانه انصرف الى محافظات المعتصمين والمتظاهرين فيما تجري العمليات الارهابية في بغداد.
 ومن جهته أعلن امير عشائر الدليم علي حاتم السليمان رفض أهالي محافظة الأنبار قرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات في المحافظة، ةفيما أكد ان الأنبار "خارج صلاحيات الحكومة" وان "الانتخابات ستقام بموعدها"، وجه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس البرلمان ودعاه إلى الاستقالة".
 وقال السليمان ان "الانتخابات ستقام في موعدها في محافظة الانبار ولن تؤجل او تلغى"، عادا أن "الأنبار أصبحت خارج صلاحيات الحكومة الاتحادية وهي غير ملزمة بقراراتها"، وأضاف ان "قرار حكومة بغداد لا يهمنا لا يعنينا من قريب او من بعيد، ونحن لسنا مرتبطين ببغداد لان أهالي الأنبار لا يعترفون بالحكومة" كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس".
 وعد أمير الدليم قرار تأجيل الانتخابات بانه "بمثابة انتحار للحكومة" مشيرا إلى ان "المالكي متخوف من إجراء الانتخابات تحسبا من قدوم من مجلس محافظة قوي يوقف كل مخططات حكومته" مؤكدا "سنعمل على طرد أعضاء مجلس محافظة الأنبار وتجميد الموازنة المالية للمحافظة إلى حين إجراء الانتخابات في 20 نيسان المقبل".
 وشدد بالقول "نحن سندير الانتخابات وفق طريقتنا وهذه محافظتنا ولن يديرها المالكي ولن نسمح لأي حزب تابع لرئيس الوزراء أو موالي للخارج في إدارة الأنبار". وتساءل عن الأسباب الحقيقة التي تقف وراء قرار التأجيل مبينا ان "الأوضاع الأمنية في عام 2005 بمحافظة الأنبار كانت غير مستقرة حيث كانت تنشط جماعات القاعدة والقتل والتفجيرات لكن الانتخابات أقيمت في حينها". واستدرك قائلا "اليوم ونحن نعيش وضع امنيا مستقرا في الأنبار بنسبة 90% يتم تأجيل الانتخابات"واضاف"اعتقد ان القرار سياسي وليس امنيا".
  وجاء الاعلان عن تأجيل انتخابات محافظتي نينوى والانبار اليوم اثر اجتماع للحكومة برئاسة رئيسها نوري المالكي وغاب عنه وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون جلساتها لخلافات مع رئيسها وتضامنا مع المحتجين في محافظات غربية وشمالية منذ ثلاثة اشهر.
 بغداد: الارهاب استغل الاعتصامات والتحريض الطائفي ونفذ تفجيراته اليوم
  قلت السلطات العراقية ان الارهاب استغل اجواء الاحتجاجات والاعتصامات والتحريض الطائفي التي تشهدها البلاد حاليا ونفذ تفجيراته اليوم والتي ادت الى مقتل واصابة 250 شخصا.
 واعتبرت وزارة الداخلية العراقية ان الارهاب استغل الازمة السياسية واستفاد من اجواء الاعتصامات والتحريض السياسي والطائفي والإعلامي المتواصل لينفذ هجماته اليوم واشارت الى ان الارهاب زاد من عملياته وأنشطته الاجرامية في الايام الاخيرة محاولا الإيحاء بأنه يدافع عن مكون من مكونات الشعب العراقي ويثأر لمن يدعي الدفاع عنهم سواء باستهدافه لوزارة العدل ولمناطق متفرقة من بغداد وباقي مناطق البلاد، مستغلا الازمة السياسية ومستفيدا من اجواء المناكفة والاعتصامات والتحريض السياسي والطائفي والاعلامي المتواصل.
وشدد الوزارة في بيان صحافي تلقت "ايلاف" نسخة منه أنها "لن تحيد عن مسؤوليتها وواجباتها في مكافحة الارهاب والتصدي لعدوانه ودمويته". وقالت أن "جهود الاجهزة الامنية المتواصلة قد احبطت العديد من هجمات الارهابيين رغم تمكنهم من تحقيق خروق امنية متعددة معلومة الاسباب".
 وشددت الوزارة على أن "المعركة ضد الارهاب في العراق ستتواصل مادام هناك فكر ظلامي دموي تكفيري يستهدف السلم الاهلي والوئام الاجتماعي ومادام هناك وجود لعقول برعت في القتل والتدمير وهي شيمة التنظيمات المتطرفة والدموية".
 واضافت ان الارهاب اراد ترويع المواطنين وإضعاف ثقتهم بالحكومة والأجهزة الامنية كما اراد الإيحاء الى مناصريه والمتعاطفين معه والمتأثرين بحربه النفسية والدعائية بأن العراق دولة غير امنة ولا تصلح لعقد المؤتمرات والمهرجانات واللقاءات ذات الطابع الاقليمي والدولي وهو بيئة غير صالحة للاستثمار.
 وقالت "مثلما فشل الارهاب في هذه الاستراتيجية يوم كان يملأ الشوارع بجثث الابرياء فأن الحكومة واجهزتها الامنية تؤكد انها ستفشل خطط الارهاب الجديدة بتعاون العراقيين ممن يحبون وطنهم ويأملون بمستقبل افضل لأبنائهم".
 وتوعدت الداخلية العراقية الارهابيين قائلة إن "الجميع في خندق واحد في مواجهة الارهاب الذي لن ولن ينجح في كسر ارادة الحياة لدى العراقيين اللذين يتحدون افعاله بمزيد من الاصرار على الاستمرار في حياتهم العادية وإقامة المؤتمرات والاحتفالات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والرياضية والتواجد في الاسواق والشوارع والمساجد ومواصلة البناء والأعمار والاستثمار رغم كل الصعوبات والمعوقات".
 وقد ارتفع عدد قتلى سلسلة من التفجيرات في أحياء شيعية في شتى أنحاء بغداد وجنوبها اليوم الثلاثاء إلى 52 قتيلا و200 جريحا على الأقل في الذكرى العاشرة لغزو العراق بقيادة الولايات المتحدة حيث صعدت جماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة من هجماتها على أهداف شيعية هذا العام في محاولة لاثارة توترات طائفية .
 
الأقليات الدينية في العراق بين سندان الحجوم.. ومطرقة الإرهاب... ثلثا المسيحيين تركوا البلاد منذ 2003 بعد مقتل 900 منهم واستهداف 60 من كنائسهم

جريدة الشرق الاوسط.. بغداد: «حمزة مصطفى .. بالنسبة للأقليات الدينية في العراق, من مسيحيين وصائبة ويزيديين وشبك, وصلتها بما حصل من تغيير جذري عام 2003 واستمرار تداعياته المختلفة حتى اليوم، لا ينطبق عليها المثل المشهور بين المطرقة والسندان إلا بالمقلوب. فبسبب حجومها الصغيرة في بلد لا يزال فيه مفهوم الأكثرية والأقلية يعتمد على العدد وليس على المعايير السياسية العابرة للتكتلات الطائفية والعرقية والمذهبية، تقع الأقليات الدينية تحت سندان الحجوم التي ربما كانت السبب الأكثر مباشرة في استمرار وقوعهم تحت مطرقة الإرهاب.
وتقلصت أعداد المسيحيين في العراق إلى الثلث منذ اجتياح عام 2003. وتشير أرقام كنسية إلى أن نحو ستين كنيسة من بين عشرات الكنائس ودور العبادة استهدفت في العراق منذ 2003. بينما أدت هذه الهجمات إلى مقتل أكثر من 900 مسيحي عراقي وإصابة نحو ستة آلاف بجروح. ويقول بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو: «كانت هناك 300 كنيسة في العراق ولم يبق منها سوى 57. وحتى المتبقية، فهي معرضة للاستهداف». وساهمت هذه الهجمات، وخصوصا جريمة «سيدة النجاة»، في دفع المسيحيين نحو الهجرة إلى الخارج. وتوضح، من جهتها، وزيرة الهجرة والمهجرين السابقة، باسكال وردا، أن «الكثير من الشباب المسيحيين يريدون الهجرة وعندما أسألهم: لماذا؟ يقولون: (وفري لنا العمل لنعيش والأمان لنبقى)، هنا أصمت وأعجز عن الإجابة». ويتوزع المسيحيون على محافظات بغداد ونينوى وكركوك، وكذلك دهوك وأربيل في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وتوجد أعداد محدودة منهم في محافظة البصرة بجنوب العراق. ويقول رئيس منظمة «حمورابي لحقوق الإنسان»، ويليام وردا، إن «السنوات العشر الأخيرة كانت الأسوأ على مسيحيي العراق، لأنها شهدت أكبر حالة نزوح وهجرة لهم في تاريخ العراق». وأكد ويليام وردا أن «عدد المسيحيين انخفض من نحو مليون و400 ألف في 2003 إلى قرابة نصف مليون حاليا، مما يعني هجرة أكثر من ثلثيهم».
ويقول السياسي المسيحي البارز يونادم كنا، (عضو سابق في مجلس الحكم ورئيس كتلة الرافدين في البرلمان العراقي)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكتل الكبيرة، للأسف، هي التي عملت على مصادرة القرار السياسي في البلاد بعد التغيير، مع أن التغيير الذي حصل والذي قام به الأميركيون لم يكن يعتمد على قاعدة الحجوم، بل القدرات». ويضيف أن «المسيحيين في العراق، وهم جزء من مسيحيي الشرق، هم من بناة هذه المنطقة الرئيسين على كل الأصعدة والميادين»، مشيرا إلى أنهم «لعبوا في العراق الحديث أدوارا كبيرة لم تنكر، لكن ما حصل بعد التغيير أن نظام المحاصصة الطائفية والعرقية جعل الكبار من حيث الحجوم يحتكرون القرار السياسي».
وبشأن العلاقة بين مفهوم المواطنة لديهم وتهديدات الإرهاب لهم بضرورة تركهم البلاد ومغادرة الكثيرين منهم، خصوصا بعد حادثة كنيسة «سيدة النجاة» عام 2011، قال إن «التهديدات طالت كل العراقيين، ولكن المسيحيين كانت لهم حصة الأسد لأهداف معروفة لنا كمسيحيين، حيث هناك على ما يبدو قرار لإفراغ الشرق من المسيحيين، ولكننا متمسكون بعراقيتنا وهويتنا الوطنية، ولعل كل قادة المسيحيين ورجال الدين البارزين يحثون أتباع الديانة المسيحية على عدم ترك العراق»، مؤكدا «أستطيع القول إن هجرة المسيحيين من العراق، وإن كان التركيز عليهم من قبل الإرهاب، ربما لكونهم الأضعف وبلا حواضن كبيرة، إلا أنها في عنوانها العام لا تكاد تختلف عن هجرة العراقيين من أديان وقوميات مختلفة، وذلك بحثا عن الأمان والاستقرار».
أما القيادي الصابئي وعضو البرلمان العراقي خالد الرومي، فقد أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» حول وضع الأقليات الدينية في العراق اليوم، أن «حال الأقليات في العراق اليوم أفضل مما كانوا عليه في العهد السابق، لأنهم في العهد الديكتاتوري لم يكونوا قادرين في الغالب حتى على ممارسة طقوسهم بحرية». ويضيف الرومي قائلا: «لكن، علينا الاعتراف، بشكل عام، بأننا نعاني مشكلة وهي عدم الاعتراف بالآخر أو قبول الآخر أو التعايش معه، بالإضافة إلى أن السياسيين ورجال الدولة في العراق اليوم مهتمون بأمورهم وأوضاعهم الخاصة أكثر مما هم مهتمون بكيفية بناء البلد على أساس من المواطنة الصالحة التي تجعل الجميع يذوبون في بوتقة الوطن بعيدا عن الحجوم أو الانتماءات القومية أو الدينية أو المذهبية».
 
بعد «التغيير».. العراقيون يسمعون بالمليارات لكنهم لا يرونها... نسبة البطالة 11% طبقا للأرقام الحكومية و35% لغيرها

بغداد: «الشرق الأوسط» ... عوامل كثيرة سهلت على الولايات المتحدة الأميركية غزو العراق كان في مقدمة هذه العوامل صدام حسين نفسه. ففي الفترة الفاصلة بين الضربة الأولى يوم التاسع عشر من مارس (آذار) عام 2003 وبين التاسع من أبريل (نيسان) من العام ذاته، يوم سقوط النظام، كانت هناك مفاجأتان الأولى تمثلت في التقدم الأميركي السريع حيث تزامن بدء الغارات الجوية مع الحرب البرية والثانية في الظاهرة الدفاعية العراقية المتمثلة بوزير الإعلام محمد سعيد الصحاف الذي قدر له أن يكون آخر مسؤول عراقي كبير يختفي من المشهد الإعلامي والسياسي يوم الثامن من أبريل بعد أن أصبحت الدبابات الأميركية في مواقع قريبة من القصر الجمهوري «المنطقة الخضراء» حاليا.
مسؤولية صدام حسين المباشرة تمثلت في أنه لم يعد بمقدور أي عراقي الدفاع عن نظامه بعد أن أغرق البلاد في سلسلة من الحروب بعد سنة من توليه السلطة عام 1979 مع إيران فالولايات المتحدة فالكويت ومن ثم الحصار الذي استمر 13 عاما. بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية التي اعترف فيما بعد كبار قادتها بأنهم كانوا ضحايا معلومات سطحية أدلى بها زعماء عراقيون كان في مقدمتهم أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي تصوروا أن إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس عصر التاسع من أبريل كان بمثابة مرحلة فاصلة. القرارات التي اتخذها الحاكم المدني للعراق بول بريمر اتخمت العراقيين بالوعود البراقة والتي لم يتحقق منها الكثير على أرض الواقع وفي المقدمة منها البطاقة التموينية. ففي الأيام الأولى للغزو الذي نظر إليه الكثيرون على أنه «تحرير» سرت شائعة في الأوساط الشعبية أن البطاقة التموينية التي كانت تحتوي على 8 مفردات في زمن صدام حسين أصبحت بعد التحرير 40 مفردة تشمل كل شيء تقريبا مما تحتاجه العائلة ويحتاجه الفرد. لكن كل شيء تبخر حسبما أكد لـ«الشرق الأوسط» معظم من شملهم هذا الاستطلاع.
الدكتور طارق الحديثي (أستاذ جامعي) يقول إن «المشكلة الكبرى تتمثل في أن العراقيين باتوا يسمعون سنويا بمئات مليارات الدولارات بسبب ما يسمونه بالشفافية عند إعلان الميزانية ولكنهم لم يروها باستثناء الرواتب والأجور التي تحسنت بالفعل». ولكن «معدلات التضخم المرتفعة فضلا عن النزعة الاستهلاكية وعدم التوجه إلى الإنتاج جعلت كل الزيادات في الرواتب والأجور تأكل كل ما يصيب الموظف من زيادة». وتضيف زميلته الدكتورة مها إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أن «المسألة تبدو لي أكبر بكثير من مجرد حديث عن رواتب وأجور أو مستويات معيشة بل إن القضية الأكبر اليوم هي قضية الإنسان العراقي الذي يبدو أنه الآن بلا هوية وطنية جامعة بعد أن تم تغليب الهويات الفرعية مثل الطائفة والعرق والمذهب». وتضيف أن «التحولات التي مرت على العراق بعد عام 2003 لم تترك مجالا للحلم ببناء دولة ومجتمع فمن تشكيل الحكومات المتعاقبة على أسس طائفية وعرقية إلى محاربة الإرهاب ومن ثم الحرب الطائفية وانتهاء بالأزمات المتلاحقة وملفات الفساد التي أكلت الأخضر واليابس».
المواطنة رحاب عبود (ربة بيت) تقول «بعد سقوط النظام السابق كان حلمنا هو التغيير الفعلي في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية ولكن الآن لم نعد نفكر إلا في الأمان لنا ولأولادنا». وتضيف أنها «طوال يومي قلقة على أولادي وبناتي حال خروجهم إلى المدارس والكليات وعودتهم منها وهو أمر يتكرر يوميا وهو ما تعيشه العائلة العراقية». جبار علي (سائق سيارة أجر) يقول إن «المشكلة التي نواجهها كأصحاب مهن حرة وخاصة سائقي سيارات النقل العام أو التاكسيات هي كثرة السيطرات والازدحامات وهو ما يجعلنا غير قادرين على تأمين قسط السيارة الشهري فضلا عن احتياجات عوائلنا». ويضيف أنه «إذا كانت كل سيطرة تعني أن نتوقف عندها نصف ساعة وأحيانا أكثر فهذا يعني أننا لا نستطيع أن نحصل على مردود مالي كافٍ».
ويشاطر الشاب عادل نوري جبار علي إحساسه بما يجري قائلا إنه «خريج كلية علوم منذ عام 2005 ولكني لم أحصل على تعيين حتى الآن لأني لا أملك 25 ورقة (تعني 2500 دولار) أدفعها رشوة حتى أحصل على وظيفة حكومية لأن كل الوظائف إما بالواسطات أو الرشى».
وبحسب الأرقام والإحصائيات فإن نسبة البطالة في العراق 11% طبقا للأرقام الحكومية و35% طبقا للأرقام غير الرسمية من مجموع السكان البالغ عددهم 32 مليون نسمة حيث يفضل ما نسبته أكثر من 80% من الشباب العراقيين الهجرة إلى الخارج بعد أن شعروا باليأس من إمكانية إصلاح الأوضاع بما يؤمن لهم فرص عمل حقيقية سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.
 
10 «سنوات عجاف» من الخدمات والكهرباء في العراق... فروقات كبيرة في الرواتب والغلاء يبتلع الزيادة فيها، والمتقاعدون الأكثر تضررا

بغداد: «الشرق الأوسط» .. تكاد تكون أزمة الكهرباء وسوء الخدمات القاسم المشترك لكل الأزمات في العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 وحتى اليوم.
وبلغة الأرقام فإن مجموع الموازنات المالية للعراق منذ عام 2004 وحتى اليوم بلغ أكثر من 800 مليار دولار. وطبقا لآخر موازنة (عام 2013) والبالغة 138 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ الدولة العراقية، فإن تقسيمها بين ما هو استثماري وتشغيلي يكاد يختزل الأزمة بكل أبعادها ومدياتها.
هذه الموازنة، مثلها مثل باقي موازنات السنوات التسع المنصرمة، لم تتمكن من تخطي التقسيم المعروف لها بين 70 في المائة تشغيلي (رواتب وأجور) و30 في المائة استثماري. وبلغة الاقتصاد، مثلما يرى الخبير الاقتصادي ماجد الصوري، فإن «هناك فائضا متراكما منذ عام 2003 حتى 2009 بحدود 58 مليار دولار، بعد طرح السلف، فهذا دليل على أنه لا توجد رقابة فعلية على عملية تنفيذ الموازنة والأهداف المرتبطة بها».
ويضيف الصوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة أن طريقة بناء الموازنة في العراق خاطئة، وهي طريقة التعامل كصندوق، وهذا ليس الأساس في ترتيب الموازنة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الموازنة يجب أن تكون لها أهداف استراتيجية واقتصادية واجتماعية ويجب الوصول إليها في فترة زمنية محددة».
وما دامت الموازنات المالية العراقية يضاف لها مجموع ما أنفق من أموال الدول المانحة تحت بند إعادة إعمار العراق والتي بلغت طبقا لآخر تقرير للمراقب الأميركي 60 مليار دولار، كان التركيز فيها على الرواتب والأجور وقضايا الصيانة والخدمات في مختلف الدوائر والوزارات، وهو ما يشكل ما نسبته 70 في المائة منها، فإنه لم يتبق للاستثمار سوى 30 في المائة.
وما دامت الكهرباء تكاد تكون هي العقدة في منشار التحول السياسي والاجتماعي العراقي طوال عقد من السنوات فإنه وطبقا لما أعلنه لـ«الشرق الأوسط» المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، مصعب المدرس، فإن مجموع ما أنفق على هذا القطاع الذي يعد الأكثر حيوية في البلاد «نحو 37 مليار دولار منذ عام 2003 وحتى عام 2012». ويضف المدرس أن «هذا المبلغ يتراوح بين 16 مليار دولار تشغيلية أي رواتب وأجور وخدمات صيانة، فضلا عن مبلغ شراء النفط من وزارة النفط والبالغ سنويا مليار دولار، يضاف إليه أيضا المبلغ الخاص بشراء الطاقة الكهربائية من إيران ومن البارجة التركية في أم قصر جنوب العراق». أما المبلغ المتبقي مثلما يقول المدرس «فإن نحو 7 مليارات دولار منه محجوزة حاليا في صندوق تنمية العراق، حيث كان قد منح كضمانات للشركات، والآن نحاول أن نخرجه من ذمة الوزارة لكي يعاد إلى وزارة المالية». ويصنف المبلغ المتبقي طبقا للمدرس أيضا «والبالغ نحو 14 مليار دولار على ثلاثة مستويات هي إنتاج الكهرباء ونقل الطاقة والتوزيع».
وردا على سؤال بشأن ما تحقق على صعيد الكهرباء طبقا للمبالغ المخصصة والوعود التي قطعتها الوزارة طوال السنوات الماضية لا سيما أن هناك شبهات فساد كثيرة جرى الحديث عنها على صعيد العقود قال المدرس إن «هناك مبالغات كثيرة في قضية الفساد في وزارة الكهرباء لا سيما أن العقود التي تبرمها الوزارة معروفة وعلنية، وقد تم طبقا لهذه العقود بناء مشاريع ومحطات خطوط نقل ومحطات ثانوية وتحويلية»، مشيرا إلى أنه «يوجد الآن 42 مشروعا، منها 20 محطات توليدية، وأن نسبة الإنجاز فيها تتراوح بين 50 في المائة و90 في المائة». وحول مجموع إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق اليوم يقول المدرس إن «مجموع إنتاج الطاقة الآن هو 8500 ميغاواط، وإن هناك عددا من الوحدات التوليدية هي الآن تحت الصيانة وسوف تدخل بعد 45 يوما تضاف إلى إمكانية إنتاج 3000 ميغاواط إضافية، بحيث يصبح مجموع إنتاج الطاقة حتى نهاية العام الحالي 12500 ميغاواط، وهو ضعف ما كانت عليه عام 2011».
وأكد المدرس أن «العام المقبل سيشهد نهاية مأساة الكهرباء في العراق، حيث يصبح مجموع الإنتاج 20 ألف ميغاواط وهو أكثر من الحاجة الفعلية». وقبل أن نختم فصل نهاية المأساة المتوقعة للكهرباء سألنا المدرس عن عدد ساعات القطع اليومي للكهرباء فقال إن «معدل ساعات القطع الآن وفي ضوء التحسن الواضح في المنظومة يتراوح بين 16 ساعة تجهيز إلى 24 ساعة، حيث إن بعض المحافظات مثل كركوك شمالا وميسان جنوبا معدل التجهيز فيها 24 ساعة في اليوم». وبالمقارنة بين ما كانت عليه ساعات القطع والتجهيز خلال الأعوام الماضية والتي كان وصل معدل التجهيز فيها إلى 3 أو 4 ساعات يوميا مقابل قطع 20 أو 21 ساعة، لا سيما في أشهر الصيف، فإنه في حال استمر التحسن فإن صيف عام 2013 ربما يكون هو الأقل سوءا بالقياس إلى الأعوام الماضية.
وإذا كان واقع الكهرباء طبقا للمؤشرات الحالية سوف يشهد تحسنا خلال الفترات القادمة فإن المعاناة العراقية تستمر على وتائر أخرى، لعل في المقدمة منها المفارقة بين الرواتب والأجور وفرص العمل.
ففي ظل ضعف الجانب الاستثماري في الموازنات المالية (30 في المائة فقط) مقارنة بالرواتب والأجور (70 في المائة) فإنه في الوقت الذي ازدادت فيه معدلات الرواتب بشكل كبير جدا بالقياس إلى زمن صدام فإن تدهور الإنتاج الزراعي والصناعي فضلا عن عدم وجود رقابة على الأسعار خلق مثل المزيد من المفارقات. ففي زمن صدام كان معدل الرواتب والأجور يتراوح بين 5 و10 دولارات للموظف البسيط، بينما الآن حدود الرواتب متباينة تباينا كبيرا. ففي الوقت الذي تبدأ فيه الرواتب من 300 ألف دينار عراقي لأبسط درجة وظيفية، فإنها تستمر بالصعود لتصبح ملايين الدنانير لبعض الدرجات الوظيفية (مدير عام صعودا)، بينما لا تزال رواتب المتقاعدين متدنية بصورة عامة (الشريحة الأكبر تتقاضى 150 ألف دينار شهريا).
وفي وقت كانت فيه البطاقة التموينية على عهد النظام السابق تقدم للمواطن بمفردات كاملة (نحو 8 مفردات مثل الطحين والأرز والسكر والشاي والزيت والصابون وأنواع البقوليات)، فإنها اليوم لا تتعدى أربع مفردات ولا تجهز شهريا بانتظام. وبينما قنينة الغاز في العهد السابق بـ250 فلسا عراقيا فإن سعرها اليوم 6 آلاف دينار عراقي، وهو ما يعني عشرات الأضعاف.
وإذا قسنا معدل الرواتب والأجور العالية اليوم والتي تستهلك 70 في المائة من ميزانية الدولة بالقياس إلى الارتفاعات الهائلة في الأسعار فإن الغالبية العظمى من العراقيين يشعرون بأن الرواتب لا تكاد تكفيهم، خصوصا مع استفحال أزمة السكن الحادة (العراق يحتاج إلى مليونين ونصف المليون وحدة سكنية).
يضاف إلى ذلك أنه إذا كانت شريحة الموظفين هي الأفضل على الرغم من ذلك بسبب الرواتب الجيدة إجمالا فإن العراقيين من غير الموظفين تزداد معاناتهم حيث إنهم لا يتقاضون ما يكفي من أجور لسد نفقات الارتفاعات الهائلة في أسعار المواد الغذائية حتى الزراعية منها، حيث إنه بنظرة إلى سوق الخضراوات سنجد الباعة ينادون «خيار سوري، خس إيراني، برتقال مصري، طماطم أردنية»، مع عدم وجود أي محصول مكتوب عليه «زرع في العراق».
 
أكثر من 220 قتيلا وجريحا بسلسلة هجمات في بغداد وضواحيها... 20 هجوما تضمنت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة واغتيالات أصابت سكان العاصمة العراقية بالذعر

بغداد: «الشرق الأوسط» ... هزت سلسلة تفجيرات العاصمة العراقية وضواحيها أمس، موقعة 50 قتيلا على الأقل ونحو 170 جريحا، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. وقالت المصادر إن أكثر من 20 هجوما شملت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال، وجاءت عشية الذكرى العاشرة لغزو العراق بدأت منذ الصباح الباكر في بغداد، وعمدت القوى الأمنية إلى إغلاق معظم شوارع العاصمة على أثرها.
وأوضحت المصادر أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعة آخرون في الحسينية (شمال شرق)، بينما قتل ثلاثة وأصيب تسعة في المشتل (شرق)، وقتل شخص وأصيب 16 في الزعفرانية (شرق)، وقتل شخص وأصيب ستة في بغداد الجديدة (شرق)، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقتل أيضا شخصان وأصيب 11 في هجومين في مدينة الصدر (شرق)، وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب 18 في الشعلة (شمال)، بينما قتل شخص وأصيب 10 في الكاظمية، وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة بجروح في العطيفية (شمال)، وقتل خمسة أشخاص في حي الشرطة الرابعة، وقتل شخص في منطقة سبع البور. وهزت انفجارات جديدة بغداد، وذكرت مصادر أمنية أن قتلى سقطوا فيها، إلا أنه لم يتضح حتى الآن عدد هؤلاء الضحايا.
وقتل شخصان بأسلحة مزودة بكواتم للصوت على أيدي مجهولين في المنصور (غرب) والسيدية (جنوب)، كما قتلت امرأة بانفجار عبوة ناسفة في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد). وقتل أيضا ضابط برتبة رائد في الخالدية في الرمادي (100 كلم غرب بغداد).
وفي الإسكندرية (60 كلم جنوب بغداد) في محافظة بابل، قتل أربعة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مطعما، بينما قتل شخصان وأصيب ستة بجروح في هجوم مماثل استهدف نقطة تفتيش للشرطة.
وأثارت أصوات سيارات الإسعاف وتحليق المروحيات في سماء بغداد وتصاعد الدخان الأسود في سماء المدينة الرعب بين الناس، بينما سارعت القوات العراقية إلى إغلاق عدد من الطرق مما أحدث زحاما شديدا في الشوارع وإرباكا في حركة سير السيارات. وشوهد مئات العراقيين وهم يتجمعون أمام المستشفيات للاطمئنان على صحة أبنائهم الذين أصيبوا جراء الانفجارات.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي على هذه الهجمات. لكن مساعد قائد عمليات بغداد الفريق حسن البيضاني قال لقناة «العراقية» الحكومية إن «هذه الاعتداءات كانت متوقعة (...) وإجراءاتنا اتخذت منذ أيام». وتابع أن «سياراتهم المفخخة ليست بمستوى التفخيخ الذي كان عليها سابقها». وأضاف أنه تم تفكيك خمس سيارات مفخخة في مناطق مختلفة في بغداد وتفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعت في شوارع أخرى. وتابع: «نستطيع القول إن العدو رغم تفجيره هذا العدد الكبير من السيارات فإنه كان يطمع في الكثير لكي تكون الخسائر أكبر مما حصل هذا اليوم».
إلى ذلك، قال جواد البولاني وزير الداخلية السابق في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : «نحن نعيش في مشكلة حقيقية، وما جرى اليوم يثير القلق والفزع، خصوصا أن انفجارات اليوم جاءت متزامنة مع عملية اقتحام مبنى وزارة الداخلية الأسبوع الماضي من قبل مسلحين». وأضاف: «أنا أستغرب مع كل ما يحدث من أعمال عنف وهجمات مسلحة وانفجارات لا يزال منصب وزيري الدفاع والداخلية شاغرا في تشكيلة الحكومة». وتابع: «أنا لا أبحث عن الجهات التي تقف وراء هذه الانفجارات لأنها أصبحت معروفة للعراقيين، لكن أتساءل عن المعالجات والخطط الكفيلة بإنهاء هذه الأعمال لأن كل الطروحات اليوم غير مقبولة، نحن نريد تحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين».
 
«الصدريون» يقاطعون جلسات مجلس الوزراء وسط ملامح انهيار في الائتلاف الشيعي.. الصدر: البقاء في الحكومة بات مضرا

بغداد: «الشرق الأوسط» ... بعد القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذي تغيب وزراؤه أمس، للأسبوع الثاني على التوالي، عن الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء العراقي، أعلن التيار الصدري أمس عن مقاطعة وزرائه جلسات حكومة نوري المالكي بتوجيه من زعيمه مقتدى الصدر.
وقال وزير التخطيط علي الشكري في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس مع عدد من وزراء التيار الصدري في بغداد إن «وزراء التيار الصدري يعلنون مقاطعة جلسات مجلس الوزراء المقبلة بتوجيه من زعيم التيار مقتدى الصدر». وأضاف الشكري، الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية بالوكالة أن «الوزراء سيستمرون بتقديم الخدمة للمواطنين من داخل وزاراتهم»، مؤكدا أن «وزراء التيار الصدري على استعداد لتنفيذ أي أمر يصدر من زعيمه الصدر».
وكان الصدر قال في بيان صدر أمس إن «البقاء في حكومة تبيع أراضيها جنوبا وتدعي سيطرة (القاعدة) على بعض محافظات العراق الغربية والشمالية، وحكومة بلا رئيس جمهورية، بالإضافة إلى البرلمان الهزيل والقضاء المسيس، بات أمرا مضرا أكثر مما هو نافع، بل فيه إعانة على الإثم والعدوان». كما أكد الصدر في بيانه: «سنناقش مليا مع إخوتنا التعليق والانسحاب من الحكومة، بل وحتى من البرلمان الهزيل».
وفي هذا السياق أكد القيادي في التيار الصدري جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما أصدره زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر هو تجسيد لما كان يعلنه الصدر ويعبر عنه في بياناته ومواقفه، لا سيما بعد تراكم الكثير من المشكلات والأزمات منذ مؤتمر أربيل ومؤتمر النجف العام الماضي وسلسلة الإجراءات التي بدأت تؤسس لديكتاتورية جديدة في البلاد». وأضاف الجبوري أن «إلغاء الانتخابات أمر خطير، خصوصا أن هذه الانتخابات باتت مطلبا شعبيا، وهو ما يعني أن الأمور أخذت تسير باتجاهات لا بد من مواجهتها بقوة». وردا على سؤال بشأن قول الصدر إنه سيتشاور مع آخرين من أجل الخطوات اللاحق،ة وما إذا كان هؤلاء الآخرون هم القائمة العراقية والتحالف الكردستاني، قال الجبوري إن «توضيحات لاحقة سوف تصدر بشأن تفسير ذلك إما عن طريق الناطق الرسمي باسم السيد الصدر وإما قد يعقد اجتماع طارئ للهيئة السياسية لتقرير الخطوات اللاحقة بما في ذلك إمكانية الانسحاب من البرلمان».
وبشأن ما إذا كان انسحاب الصدريين سيؤدي إلى انهيار التحالف الوطني الشيعي ومن ثم حكومة المالكي، قال الجبوري إن «كل الوقائع والدلالات تؤكد أن التيار الصدري هو حجر الزاوية في الائتلاف الوطني، ولولا كتلة الأحرار لما كانت هناك حكومة، بل وربما حتى عملية سياسية».
 
الأنبار ترحب بإرجاء انتخاباتها ومحافظ نينوى يعتبر تأجيلها في محافظته «انقلابا على الديمقراطية»... أثيل النجيفي: قرار الحكومة جاء خوفا من نتائج هزيلة لجهات مرتبطة بائتلاف المالكي

جريدة الشرق الاوسط.... بغداد: حمزة مصطفى ... المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.. آخر من يعلم. مجلس الوزراء العراقي وفي جلسته المنعقدة أمس والتي خلت للأسبوع الرابع على التوالي من وزراء القائمة العراقية «باستثناء وزيري الكهرباء كريم عفتان والدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي» وللأسبوع الثاني من الوزراء الأكراد اتخذ قرارا بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في العشرين من أبريل (نيسان) المقبل في كل من محافظتي الأنبار ونينوى.
وطبقا للبيان الصادر عن مجلس الوزراء والذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه فإن «تأجيل إجراء انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي نينوى والأنبار لمدة أقصاها ستة أشهر بناء على طلب مجلس محافظة الأنبار والجهات الرسمية والكتل السياسية والأحزاب ووجهاء المحافظتين وتقديرا من الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة لعدم ملاءمة الظروف الحالية لإجراء الانتخابات في المحافظتين».
بدوره، قال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عقب جلسة مجلس الوزراء أمس «وافق مجلس الوزراء على طلب تأجيل من قبل هيئات وأحزاب في محافظتي نينوى والأنبار لفترة لا تزيد عن ستة أشهر». وأضاف أن «عدة جهات من بينها مجلس محافظة الأنبار واللجة الأمنية في محافظة نينوى وأحزاب سياسية (...) طلبوا بعد تهديد حياة كثير من المرشحين واغتيال خمسة منهم وانسحاب ألف موظف في نينوى» تأجيل الانتخابات.
وأكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار التأجيل جاء بناء على طلب مجلس المحافظة الذي صوت بالإجماع على التأجيل بسبب عدم ملاءمة الأجواء الأمنية لإجراء الانتخابات»، مضيفا أن «الأوضاع الأمنية في المحافظة غير مستقرة ومن المحتمل أن لا تكون هناك مشاركة جماهيرية وبالتالي فإن نتائج الانتخابات سوف تكون بالتأكيد على حساب جهات كثيرة تريد العمل بصورة مهنية من أجل تقديم أفضل الخدمات لأبناء المحافظة».
بدوره، اعتبر محافظ نينوى أثيل النجيفي وفي تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أسبابا سياسية صرفة وراء قرار الحكومة تأجيل الانتخابات في كلتا المحافظتين». وقال النجيفي إن «القرار اتخذ في بغداد بناء على معطيات سياسية وتتمثل تحديدا في عدم قدرة بعض الجهات السياسية المرتبطة بائتلاف دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) على تحقيق نتائج تذكر في المحافظة». وأكد النجيفي أن «هذا التأجيل ستكون له تداعيات سياسية خطيرة لأننا نعتبره انقلابا على الديمقراطية حيث إن التغيير أصبح وكأنه لم يحصل».
وردا على سؤال بشأن عمليات القتل التي طالت عددا من المرشحين وانسحاب نحو 14 مرشحا وموظفي المفوضية في نينوى، قال النجيفي إن «المشاركين المتنافسين في الانتخابات هم 630 شخصا وبالتالي فإن انسحاب عشرة أشخاص هم يعرفون أصلا أنهم لن تكون لهم أي فرصة للفوز لا يعطي مبررا للتأجيل»، مؤكدا أن «الوضع الأمني في نينوى الآن أفضل مما كان عليه في الانتخابات الماضية ثم إنه من غير المتوقع أن تتغير الأوضاع خلال الستة شهور المقبلة فنحن في العراق نعيش هذا الوضع منذ عشر سنوات».
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أكدت في السابع عشر من مارس (آذار) الحالي أنها تنتظر تقرير اللجنة الأمنية العليا للبت بتأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي نينوى والأنبار أو إجرائها في موعدها.
 
الرئيس اليمني: الخارج حسم أمره ولن يقبل بحرب أو اقتتال في البلاد... مصادر لـ «الشرق الأوسط»: لغة هادي الحازمة تؤكد أنه مدعوم بقوة من المجتمع الدولي

صنعاء: عرفات مدابش .... أدى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، أمس، اليمين الدستورية في اليوم الثاني من الجلسات العامة للمؤتمر، وردد المؤتمرون اليمنيون وراء أصغر عضوة في المؤتمر وبصورة جماعية.
وبدأت أعمال مؤتمر الحوار الوطني بصورة فعلية في أحد أفخم فنادق العاصمة اليمنية صنعاء برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس مؤتمر الحوار الوطني وقبيل انعقاد أولى الجلسات العامة، اجتمع هادي ومعه المبعوث الأممي، جمال بن عمر بأعضاء هيئة رئاسة المؤتمر وجرى تنسيق المواقف بشأن رئاسة الجلسات وإدارتها.
وطرحت في الجلسة العامة الأولى كلمات ومواقف الأحزاب والتيارات السياسية المشاركة في المؤتمر، في الوقت الذي تصاعدت المواقف الرافضة لمشاركة بعض ممن يتهمون بالتورط في قتل شباب الثورة خلال المظاهرات الاحتجاجية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال الرئيس هادي خلال ترؤسه لأولى الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الذي ينعقد في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إن على المجتمعين أن يعلموا أنه لا سبيل أمامهم سوى نجاح مؤتمرهم فقط وأنه لا مكان لفشله، في ظل معلومات عن انسحاب كثير من أعضاء المؤتمر، وأرجع هادي تلك الانسحابات إلى «أسباب سياسية» ، وقال إن على المؤتمرين أن يخرجوا بحلول بدلا من أن تأتي لهم من الخارج، وأضاف: المهم أن «نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات، وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولا ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد، مما يجعلنا نحرص على التعامل الجاد مع هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر إعدادا وتحضيرا وتكوينا ومنهجية»، مشيرا إلى أنه «لم يسبق لنا - نحن اليمنيين - أن قمنا بالتحضير لمؤتمر وطني شامل بمثل هذه الأساليب العلمية في الإعداد واستحضار التجارب القريبة والبعيدة بغرض الاستفادة منها، وبالتالي فإن فرص نجاحه متوفرة إذا صدقت النيات وتحقق الإخلاص والصدق والولاء للوطن».
وحذر الرئيس اليمني من وصفهم بـ«المتحذلقين»، وقال إنه «ومهما قد يحرص البعض على أن يكون متحذلقا على بقية زملائه لأغراض سيئة النيات فليدرك أن الزمن كفيل ببيان حقيقته، فهذه القاعة ستكون المرآة التي سيرى الشعب من خلالها كل الأطراف المعنية على حقيقتها دون ماكياج أو ديكور زائف، لأن ساعة الحقيقة قد دقت وستمضي العجلة إلى الأمام بكم أو من دونكم».
وأكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن الرئيس هادي وطاقمه والجهات الراعية للحوار الوطني والتسوية السياسية في اليمن يوجهون ضغوطا شديدة بشأن إنجاح مسيرة الحوار، وذلك بسبب «وجود محاولات كثيرة ومتسارعة لعرقلة الحوار الوطني وإفشاله»، وأضافت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «إعلان الانسحاب وغيره من المحاولات البائسة تهدف إلى عرقلة الحوار وزرع الشقاق داخل أروقة المؤتمر ولجانه والمشاركين والمشاركات بداخله»، وأن هذه القوى «هي التي تسعى إلى عرقلة التسوية السياسية الحالية في اليمن وبالتالي فلن تهدأ وتقبل بالحوار لغة ووسيلة للتوصل إلى الحلول السياسية بسهولة»، وأكدت المصادر اليمنية الخاصة أن «لغة الخطاب القوية التي يستخدمها الرئيس عبد ربه منصور هادي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه مدعوم إقليما ودوليا للوصول بالتسوية السياسية إلى بر الأمان واتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة لتجنيبها أية عراقيل»، حسب تلك المصادر.
 
هادي يحذّر من حلّ أجنبي في حال الفشل تحدّيات جدّية تواجه اليمنيين مع تدشين أولى فاعليات مؤتمر الحوار
 
المستقبل..صنعاء ـ صادق عبدو
بدأت أمس أولى فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، في ظل مخاوف من أن تكون الأجواء الاحتفالية التي شهدها قصر دار الرئاسة في صنعاء تخفي الكثير من التحديات التي يمكن أن يواجهها مؤتمر الحوار في فترة عقده المحددة بستة أشهر، وخاصة بعد أن أظهرت الكلمات التي ألقاها ممثلو الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة في المؤتمر، وممثل الحراك الجنوبي، الذي دعا من قلب صنعاء إلى "حق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية" حجم الاحتقان القائم في البلاد، حيث بدت الكلمات بمثابة محاكمة لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وافتتحت الجلسة بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي ألقى كلمة بعد أداء أعضاء المؤتمر للقسم، شدّد فيها على أن "اليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا بفكرة التعايش بيننا جميعاً وقبل بعضنا البعض في ظل سيادة حكم القانون الذي لا ينبغي أن يعلو عليه أحد أو يتجاوزه أحد".
وقال هادي مخاطباً الحاضرين "من الضروري أن نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات، وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولاً ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد".
واعتبر هادي عقد جلسات المؤتمر التي ستستمر في المرحلة الأولى أسبوعين "كسراً للكثير من الحواجز النفسية التي صنعتها أزمات السنوات الأخيرة في ما بينكم ، فأنتم هنا رفقاء حل، لا فرقاء صراع، يجب أن نتعلم ونتدرب على قبول بعضنا بالآخر، ونطوي صفحة الماضي ونغلقها إلى الأبد لأن استمرار استجرارها سيضيع علينا الكثير من الأوقات لنعود بعدها إلى نفس هذه اللحظة التي نعيشها اليوم".
وأضاف أن "ساعة الحقيقة قد دقت وستمضي العجلة إلى الأمام بكم أو من دونكم ومن المهم تقديم التنازلات لبعضنا البعض مهما كانت مؤلمة".
وألقى ممثلو الأحزاب والكتل السياسية كلمات عبّرت عن حجم الانقسام في الأفكار والرؤى السياسية لدى الأطراف المتحاورة، وخاصة أن ممثل الحراك الجنوبي خالد بامدهف شدّد على ضرورة الاستماع إلى صوت الجنوب المطالب بحق تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل قيام دولة الوحدة العام 1990.
وقال بامدهف في كلمته إن "أبناء الجنوب انتظروا هذه اللحظة الفارقة في التاريخ لمخاطبة المجتمع الدولي للتأكيد على خياره في تثبيت حق الجنوب في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة الحرة"، مشيراً إلى أن الحرب التي شنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الجنوب أنهت الوحدة وحولت الجنوب إلى أرض مستباحة، وعامل الشعب في الجنوب معاملة دونية وطمس هويته وانتماءه.
وأوضح بامدهف أن مشاركة الحوار الجنوبي السلمي جاءت تلبية لدعوة الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة وتحت إشرافها وضماناتها، وأعرب عن أمله في أن يفهم المشاركون في مؤتمر الحوار حقائق ما يدور على أرض الجنوب.
واختتم بامدهف كلمته بالتأكيد على أهمية خروج مؤتمر الحوار بـ"نتائج تمنح الجنوب الحق في تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية عبر كافة الوسائل السلمية التي تكفلها مواثيق الأمم المتحدة"، مطالباً أبناء الشمال بـ"استيعاب نتائج الحرب التي تم شنها من قبل النظام السابق، الذي قال إنه عمل على استعمار الجنوب".
وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان على أهمية أن يولي المتحاورون القضية الجنوبية اهتمامهم الأول وأن يبقي مؤتمر الحوار أبواب الاتصالات مفتوحة مع من تبقى من قوى الحراك الجنوبي لضمان مشاركتها في الحوار، في إشارة إلى القادة الجنوبيين المتواجدين في الخارج، كما طالب بأن يمد مؤتمر الحوار أذرعه للقوى السياسية كافة لحل القضايا ونتائج الأزمات التي خلّفها النظام السابق، سواء في الجنوب أو في صعدة أو في باقي مناطق البلاد لضمان عدم تكرار الحروب التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة.
وطالب نعمان بضرورة البحث في بناء الدولة التي اختلف حولها اليمنيون خلال السنوات الفائتة، وأن مؤتمر الحوار يمثل الفرصة الأخيرة لاختبار حكمة اليمنيين وعليهم أن يثبتوا أن هذا الخيار صحيح.
وطالب ممثل جماعة الحوثيين صالح هبرة بضرورة أن يخرج مؤتمر الحوار بمعالجات للأزمات التي عانى منها اليمن خلال السنوات الأخيرة، مستعرضاً بدرجة رئيسة نتائج الحروب الست التي شنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد جماعة الحوثيين في صعدة، والتي قال إنها أدت إلى قتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف من منازلهم، كما أنها دمرت المزارع والمساجد وخلفت معاناة لمئات الآلاف من أبناء المناطق الشمالية، فيما لا يزال يقبع المئات في السجون ولا أحد يعرف مصيرهم.
وأبدى هبرة تخوفه من أن تكون نتائج الحوار الحالي شبيهة بنتائج الحوارات في الماضي، والتي كانت تستغل إما لإيقاف حرب أو لإشعالها، مجدداً مطالبته بتنفيذ النقاط العشرين التي سبق أن تقدمت بها اللجنة الفنية للحوار للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني، ولم يعمل بها الرئيس هادي، وبضمنها الاعتذار عن الحروب التي تم خوضها، سواء في الجنوب أو صعدة.
وانتقد هبرة التدخلات الأجنبية في اليمن، وحدّد بشكل خاص الولايات المتحدة التي قال إن طائراتها بلا طيار تقوم بتنفيذ طلعات جوية في مختلف مناطق اليمن منتهكة سيادته، كما قال إن السفارة الأميركية في صنعاء تهيمن بشكل مباشر على الوضع وعلى استقرار البلد وأمنه.
 
ممثل الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار: من حقنا المطالبة بالانفصال
الحياة..صنعاء - وكالة الاناضول
قال خالد بامدهف، القيادي بقوى الحراك الجنوبي في اليمن المطالبة بالانفصال: "مِن حق الحراك الجنوبي وهو يشارك في مؤتمر الحوار الوطني أن يطرح كافة الخيارات بما فيها المطالبة بالانفصال واستعادة دولة الجنوب".
وتابع بامدهف، المتحدث باسم الحراك، في كلمته بالجلسة العامة لمؤتمر الحوار التي بدأت اليوم الثلاثاء وتستمر لأسبوعين، إن "الجنوبيين يشاركون في الحوار الوطني مع باقي القوى والمكونات المختلفة من أجل الخروج بحلول يرتضيها الشعب".
وقال ياسين نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي (الحاكم في الجنوب سابقًا)، إن "القضية الجنوبية هي القضية الأولى التي يجب أن تحظى باهتمام وجهد المشاركين في مؤتمر الحوار".
وشدد نعيم على "أهمية أن تبقى الأبواب مفتوحة لبقية قوى الحراك للالتحاق بالحوار الوطني"، داعيًا قيادة المؤتمر "لبذل الجهد من أجل مزيد من التواصل مع هذه القوى من أجل إشراكها في الحوار".
وأشار نعمان، الذي شغل منصب آخر رئيس وزراء في الجنوب اليمني، إلى أن "توافق اليمنيين على الحوار يعني نبذ العنف وتغليب مصالح الشعب".
ويشارك في مؤتمر الحوار، الذي انطلق أمس في العاصمة صنعاء، مختلف القوى والمكونات السياسية بما فيها مكونات تابعة للحراك الجنوبي، وأبرزها "مؤتمر شعب الجنوب" و"تكتل المستقلين"، و"الحراك المؤيد للثورة الشعبية"، فيما تقاطعه إحدى القوى الرئيسية في الحراك الجنوبي والتي يرأسها نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض.
 
السعودية تقبض على 18 جاسوسا في عملية نوعية لم تتجاوز ساعة.. الإيراني واللبناني ضابطا الارتباط.. ومنهم أطباء وأساتذه جامعات

جريدة الشرق الاوسط.. الرياض: زيد بن كمي وهدى الصالح .... أعلنت السعودية أمس عن عملية نوعية بالقبض على 18 جاسوسا منهم 16 سعوديا وإيراني ولبناني تورطوا جميعهم في أعمال تجسس ضد السعودية لصالح دولة لم (يسمها). وجاء على لسان المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أنه «بناءً على ما توفر لرئاسة الاستخبارات العامة من معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين بالمملكة في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول، بجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل بشأنها مع جهات استخبارية في تلك الدولة، جرت عملية القبض على المتورطين تم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة في أربع مناطق من المملكة (مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية)»، مبيناً أنه سيتم إكمال الإجراءات النظامية بحقهم للتحقيق معهم وإحالتهم إلى الجهات العدلية.
وفي إجابة المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» عن خلفيات القبض على هؤلاء الجواسيس، قال إن المعلومات وفرتها الاستخبارات السعودية وإن المقبوض عليهم ما زالوا تحت إجراءات التحقيق.
إلى ذلك نفى اللواء التركي أي علاقة تجمع المقبوض عليهم الستة عشر، بما يسمى «الفئة الضالة»، وهو مصطلح تطلقه السلطات الأمنية السعودية على الإرهابيين ممن تولوا عمليات التفجيرات واستهداف المسؤولين والأجانب من الغربيين والمواطنين خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن نهج أفراد شبكة التجسس بعيد عما يسمى «الفئة الضالة».
وأكد التركي في مكالمة هاتفية مع التلفزيون السعودي ليلة البارحة، أن المتهمين قبض عليهم في حلة تلبس بجمعهم معلومات عن المواقع والمنشآت الحيوية والمهمة، والتي كانوا يرسلونها إلى الجهة الاستخبارية المعادية التي لم يسمها في بيانه الرسمي السابق.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الاوسط» فإن عملية اعتقال الشبكة جرت في ساعة واحدة يوم الاحد الماضي بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا. ورغم ان المصدر الامني السعودي لم يحدد اسم الدولة التي كان يجري جمع المعلومات لصالحها، فان المعلومات التي رشحت تفيد بأن 18 معتقلا مرتبطين باجهزة استخبارية ايرانية، كانوا يقومون برصد منشآت واهداف عسكرية ومدنية واقتصادية حيوية. وهذه هي اول مرة تعلن فيها السعودية اعتقال شبكة تجسس لصالح دولة اخرى بهذا الحجم، رغم ان الاستهداف قائم حسب خبراء امنيين منذ فترة.
وفي ذات الشأن قال لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث، إنه يبدو من المعطيات أن الشخصين المعلن عنهما الإيراني واللبناني هما ضابطا ارتباط لاستقبال المعلومات وإرسالها، فيما كان دور بقية السعوديين الذين منهم أطباء وأساتذة جامعات، تقديم المعلومات التي تنوعت ما بين صحية عن شخصيات مهمة في البلد أو معلومات عن منشآت حيوية أو تعليمية لقياس الرأي والافكار.
وأضاف بن صقر أن من المهم في الخلية الجاسوسية المعلنة هو الانتشار الجغرافي، إذ كانوا في 4 مناطق حيوية سعودية هي الرياض كونها العاصمة ومصدر المعلومات المهمة وخاصة في الشأن السياسي او الاقتصادي، والمنطقة الشرقية لما فيها من الثقل الاقتصادي، إضافة إلى استغلال بعض الطوائف الأخرى فيها، أما اختيار المدينة المنورة ومكة المكرمة فهو لتكون منطقة الالتقاء، مستغلين فترات الحج والعمرة التي يلعب فيها ضابطا الارتباط الايراني واللبناني الدور الأكبر.
وأضاف بن صقر أن هذه الخلية تعتبر تجسسية لا تخريبية الهدف منها هو جمع معلومات وارتباطها بدولة خارجية من ناحية الشكل والتطبيق، مشيرا إلى أنه سبق ان أعلن عن خلية في الكويت واليمن والبحرين لتكون بذلك شبكة موسعة داخل دول الخليج العربي.
وقال بن صقر إن القبض على هذه الخلية التجسسية فيه بعد دولي خارجي وتدخل سافر من إيران، وإنه من غير المستبعد أن يكون عمل ضابطي الارتباط على الاستفادة من البعد العقائدي والطائفي لأجل الحصول على تلك المعلومات. إلى ذلك قال مصدر امني كبير في السعودية إنه في هذه العملية النوعية للاستخبارات السعودية، لا يمكن إغفال الكشف عن خلايا في اليمن والبحرين والكويت، إضافة إلى الاعلان عن القبض على احدى السفن المحملة بالسلاح الإيراني في يناير الماضي، والتي يبدو أن للمقبوض عليهم دورا في ذلك. وقال المصدر الأمني إن تنوع الجنسيات وخاصة من جنسيات ترتبط بإيران بشكل أو بآخر ضمن خلية التجسس، يعطي مؤشرا قويا في مسألة استهداف السعودية والتأثير على امنها واستقرارها من قبل ايد إيرانية.
من جهته قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله المرزوق الباحث الكويتي في الشؤون الإيرانية إن جميع المؤشرات تؤكد أن لإيران دورا في هذه المجموعة التي اعلنت السعودية القبض عليها، مشيرا إلى أن الحكومة الايرانية تعمل على إحياء النزعة الفارسية القديمة المعادية للعرب والتي يعتبرها منهجا للسياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول المنطقة بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وتمثلت بمنهج تصدير الفكر الثوري والتغلغل في الشؤون الداخلية عن طريق تأجيج الصراع الطائفي بقصد زعزعة الاستفرار الداخلي لدول الخليج وتعزيز نفوذ حلفائها من التنظيمات الطائفية المتشددة والجماعات ذات النهج الإيديولوجي المتطرف المتواجدة ضمن النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في دول المنطقة من أجل فرض الهيمنة الإيرانية ذات التوجه العنصري عن طريق التحكم في المعادلة الأمنية ضمن نظرية ولاية الفقيه بقيادة علي خامنئي قائد الثورة الإيرانية. وقال المرزوق إنه على ضوء ذلك، كان للدور العقائدي ذي النهج الثوري في السياسة الخارجية الإيرانية سـواء عن طريق الخطاب الديني والسياسي المتشدد للنخب الإيرانية إضافة للمحاولات المتكررة لضرب استقرار دول المنطقة، وكذلك تحدي إرادة المجتمع الدولي، الأثر الأبرز في دخول المعضلة الأمنية لمنطقة الخليج في نفق مظلم. والمشكلة الأساسية ليس في وجود المعضلة الأمنية بحد ذاتها، وإنما في وجود أحد أطرافها الأساسية والمتمثلة في منهج السياسة الخارجية الإيرانية وحلفائها في المنطقة عن طريق فرض الهيمنة الآيديولوجية الثورية بالقوة على دول المنطقة، والتي تخالف الاعراف الدولية.
 
خلايا التجسس الإيرانية في الخليج واليمن.. 6 منها في اليمن و8 في الكويت مرورا بالإمارات.. والهدف سياسي أمني

جريدة الشرق الاوسط... لندن: محمد جميح ... الإعلان بين الحين والآخر عن القبض على خلية إيرانية للتجسس، أصبح أمرا مألوفا في أكثر من دولة عربية في الخليج والجزيرة. فمع تسارع الأحداث الأمنية، وتزايد الفوضى المصاحبة لـ«الربيع العربي» حاولت طهران استغلال تدهور الأوضاع الأمنية لبث أكبر قدر من جواسيسها في المنطقة.
وقد أعلنت أكثر من دولة عربية ضبط خلايا تجسس إيرانية على أراضيها، وقدم عناصر تلك الخلايا للمحاكمات وسط صمت رسمي إيراني أو إشارات إعلامية تتجاهل الخبر أو تنفيه.
في العام الماضي كشف مسؤولون يمنيون عن أن قوات الأمن اليمنية أوقفت ست خلايا تجسس إيرانية مرتبطة بمركز قيادة ويشرف عليها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني يشرف على عمليات الخلايا في اليمن والقرن الأفريقي. وهو الأمر الذي جعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يخاطب الإيرانيين في يوليو (تموز) الماضي قائلا «اتركوا اليمن وشأنه».
الرئيس اليمني وخلال محاضرة ألقاها في الولايات المتحدة أكد أن إيران تدعم تيارا متشددا مسلحا مطالبا بالانفصال في الحراك الجنوبي.
كما قال هادي في الولايات المتحدة، إنه «تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتمت إحالتها سابقا إلى القضاء». ومؤخرا تم الكشف عن شبكة سادسة. وإيران اتهمت أيضا من قبل صنعاء في السابق بدعم التمرد الحوثي الشيعي في شمال البلاد.
وفي رد فعل إيراني قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، إن «طرح مثل هذه الادعاءات لن يحل مشكلات اليمن، وعلى المسؤولين في الحكومة اليمنية أن يسعوا لسماع صوت وطلبات الناس لتحقيق هذه الطلبات، فهذه الادعاءات ليست صحيحة». وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في موقعها الرسمي أنه تم الكشف عن خلية من الجواسيس الإيرانيين كانوا يستوردون أجهزة عسكرية إلى اليمن.
ويفيد الخبر بأن أعضاء هذه الشبكة كانوا يقصدون تدشين مصنع في اليمن باعتبارهم مستثمرين إيرانيين. ورغم أن وزارة الدفاع اليمنية لم تكشف عن هوية هؤلاء، يقال إن جلهم من أعضاء الحرس الثوري الإيراني.
وذكر موقع «مأرب برس» الإخباري أن الأجهزة المستوردة إلى اليمن يمكن أن تستخدم في صنع الصواريخ والتسليحات الأخرى، وذلك لسد حاجات المتمردين الحوثيين في شمال اليمن. وفي عام 2010 استدعت البحرين والكويت سفيريهما من طهران بسبب كشف شبكات تجسس إيرانية.
وقد أعلنت الكويت آنذاك أن شبكات التجسس الإيرانية قامت بتصوير المنشآت العسكرية الكويتية والأميركية وسلمتها إلى الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية. وكانت النيابة العامة البحرينية قد أحالت المتهمين إلى المحاكمة بعد أن وجهت لهم تهمة التخابر «منذ 2002 وحتى أبريل (نيسان) 2010 في مملكة البحرين وخارجها»، مشيرة إلى أنهم «تخابروا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بمركز الدولة الحربي والسياسي والاقتصادي وبالمصالح القومية». وفق وكالة الأنباء البحرينية التي أودت الخبر حينها.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمين الثلاثة «تخابروا مع الحرس الثوري الإيراني بغرض إمداده بمعلومات عسكرية واقتصادية ويجمع عناصره بيانات ومعلومات تتعلق بمواقع عسكرية ومنشآت صناعية واقتصادية داخل البحرين بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد».
وأما عن خلايا التجسس الإيرانية في الكويت فقد صدرت في الكويت أحكام بالسجن المؤبد على 4 أشخاص، بينهم إيرانيان بتهمة التجسس لصالح إيران عام 2010. وهذا كان حكم محكمة الاستئناف لأن المحكمة الابتدائية طالبت بإعدام هؤلاء الاثنين. وذكرت صحيفة «القبس» الكويتية حينها أنه ومع تسارع المواقف السياسية بشأن أحكام الإعدام التي صدرت بحق أعضاء شبكة التجسس الإيرانية، كشفت مصادر مطلعة عن أن الشبكة التي تمت محاكمتها هي واحدة من أصل 8 شبكات تجسسية في البلاد.
ونسبت الصحيفة إلى المصادر قولها إن اثنتين من الشبكات السبع مسلحة وإن الملحق السياحي في السفارة الإيرانية علي ظهراني هو المسؤول الاستخباراتي للحرس الثوري الإيراني في الكويت ومنطقة الخليج. وقد غادر البلاد مع 3 دبلوماسيين في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2009 بعد ورود أسمائهم في التحقيق بقضية شبكة التجسس. وكشفت المصادر عن أن الملحق السياحي ظهراني عمل على تجنيد أعضاء الشبكات بالتعاون مع بعض الشركات التي تتغطى بأعمال السياحة في الكويت والخليج.
وقد تم إرسال بعض أعضاء هذه الشبكات للتدريب في إيران وبعض دول الجوار. وقالت المصادر للصحيفة الكويتية، إن أعضاء الشبكتين المسلحتين تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات، وإن مصدر القلق الرئيس هو أن شبكة التجسس زرعت أعضاءها في المؤسسة العسكرية وتحديدا الجيش، حيث وصلوا إلى معلومات دقيقة في الحاسب الآلي. لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال ردا على موضوع استدعاء السفير الكويتي من طهران: «ماذا تملك الكويت حتى تتجسس عليها إيران؟».
وفي منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات حكما بالسجن سبع سنوات على المتهم سالم موسى فيروز خميس، إماراتي الجنسية بتهمة التخابر مع دولة أجنبية. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن الحكم جاء بعد اعتراف المتهم بما نسب إليه وعلمه بأن الجرم الذي ارتكبه بتزويد دولة أجنبية بمعلومات يضر بالأمن الوطني ومنشآت الدولة وعلاقاتها مع الدول الصديقة.
وكانت معلومات وردت إلى الأجهزة الأمنية الإماراتية تفيد بتخابر المتهم المذكور مع ضباط استخبارات في قنصلية لإحدى الدول الأجنبية يعملون تحت اسم وظائف قنصلية مختلفة، وبعد الحصول على إذن النيابة العامة قامت الأجهزة الأمنية بتفتيش سيارة المتهم ومنزله وتم العثور على بعض المستندات التي تحتوي على معلومات عن القوات المسلحة الإماراتية وأماكن وجودها وتمركزها.
واعترف المتهم في محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة بما نسب إليه من تهم حيث تعرف على شخصين من القنصلية المذكورة في عام 2008 لمساعدته في قضية خاصة تتعلق بزوجته الإيرانية وبعد عدة لقاءات مع الشخصين المذكورين طلبا منه معلومات عن القوات المسلحة كونه كان أحد منتسبيها قبل تقاعده وذلك مقابل مبالغ مالية.
واعترف المتهم بأنه قدم لهما كل المعلومات المتوفرة لديه عن القوات المسلحة وعندما طلبا منه معلومات أخرى إضافية ولم يستطع الحصول عليها دلهما على مواطن آخر يعمل بالقوات المسلحة وبعد اطمئنان المحكمة إلى المعلومات والإثباتات التي قدمتها النيابة العامة واعتراف المتهم بتقديم معلومات عسكرية من شأنها الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي ومطالبة النيابة بمعاقبته طبقا للمادة 155 من قانون العقوبات الاتحادي وتعديلاته، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا حكمها القاضي بحبسه 7 سنوات.
وتسعى إيران من خلال تكثيف عمليات التجسس في الدول العربية إلى استغلال حالة الفوضى الأمنية التي تمر بها بعض الدول التي مر عليها «الربيع العربي»، لتكوين بيئة اجتماعية وسياسية ملائمة لتوجهات نظام إيران في المنطقة، والترويج لمشروعها الذي تغلفه بغلاف الممانعة والمقاومة. وتنظر طهران إلى التجسس على اعتبار أنه سلاح فعال يوفر عليها الكثير من الجهد والوقت والمال، لنشر أفكارها وتصدير مشروعها الذي لا تكف عن الترويج له بكل الوسائل الممكنة.
 

 
النهار..عمان – عمر عساف

العاهل الأردني انتقد الأسد ومرسي وأردوغان وهاجم إخوته والإسلاميين وزعماء العشائر

 

انشغل الشارع الأردني أمس بتصريحات نارية أدلى بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وضمنها انتقادات لاذعة محليا وخارجيا.
وانتقد الملك بشدة الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إلى المسؤولين الأميركيين، في مقابلة نشرتها مجلة "أتلانتيك" الأميركية.
كما حذر بشدة من تنامي دور الاسلاميين في دول الربيع العربي، وفي الأردن. وحمل على جهاز المخابرات العامة واتهمه بتعطيل حركة الاصلاح بالتحالف مع الحرس القديم. كما انتقد زعماء العشائر الذين وصفهم بـ"الديناصورات"، فيما لم يسلم أشقاؤه الأمراء من نقده لسوء تقديرهم لدورهم وانغماسهم في الفساد.
وفي ما يحمل تلميحا إلى جهل الأسد بما يدور في العالم، وصفه الملك بأنه "محلي" حتى أنه لا يعرف معنى "اضطراب الطيران" لقلة خروجه من البلاد واتصاله بالعالم.
ورأى أنه لمس أنه ليس لدى مرسي "اي عمق"، فيما وصف رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان بأنه "متسلط ... ينظر الى الديموقراطية على انها رحلة باص تنتهي بمجرد وصوله الى المحطة التالية".
كذلك اتهم الدبلوماسيين الاميركيين بالسذاجة. وقال: "عندما تذهب الى الخارجية الاميركية وتتحدث معهم (عن الاسلاميين)، فكأنهم يقولون "هذا مجرد حديث ليبراليين، وهذا هو الملك الذي يقول إن الاخوان المسلمين هم متجذرون وأشرار".
 وأوضح أن وظيفته هي أن يبعد الغربيين عن الرؤية التي تفيد أن الطريقة الوحيدة التي من خلالها تحصل على الديموقراطية هي من خلال الاخوان المسلمين".
وعن الإسلاميين قال الملك إن "منعهم من الفوز بالسلطة هو معركتنا الاساسية في كل المنطقة".
 وسخر الملك من "الاخوان المسلمين" الذين نعتهم بالماسونيين، ومن الحركة الاسلامية العربية التي تقف خلفهم، وخص حكومة مرسي في مصر، واصفا اياها بأنها "ذئاب في ملابس حملان".
غير أن اللافت هو تنبؤ الملك بزوال الملكيات في المنطقة العربية في السنوات الخمسين المقبلة، وقال إنه يتوقع أن يكون حكم نجله حسين وفقا للملكية الدستورية على نمط الملكية في بريطانيا.

 

الشارع الأردني

هذا الكلام أثار حفيظة كثيرين في الشارع الأردني وخصوصا من أبناء العشائر، الذين يعتبرون خزان النظام، والحركة الإسلامية. ولم يشفع بيان "اعتذاري" للديوان الملكي، قال فيه إن التصريحات حرفت عن مقاصدها وأخرجت من إطارها، في تخفيف النقمة من هذه التصريحات.  وهو ما أكده بيان لجماعة "الاخوان المسلمين"، جاء فيه أن رد القصر "لم يقدم تبريرا أو تفسيرا شافيا أو مقنعا لما ورد في المقابلة المنسوبة إلى الملك".
 وقد جاء الرد سريعا ليل أمس عندما انطلقت مسيرة احتجاج من مسجد رغدان السياحي في اتجاه الديوان الملكي احتجاجا على تصريحات الملك. وأطلق المشاركون في المسيرة، وبينهم اسلاميون وعدد من أبناء العشائر، هتافات منها: "احنا مش ديناصورات احنا شعب البطولات".
وسبقت قوى الامن والدرك المعتصمين وتوزعت في محيط القصر بكثافة.

 


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,659,936

عدد الزوار: 6,959,766

المتواجدون الآن: 64