حافلات إسرائيلية مخصصة للفلسطينيين فقط...باراك يحذر من خطوات أحادية لمنع إقامة دولة ثنائية القومية....عباس بحث مع كيري في اجتماع في الرياض أفكاراً أميركية جديدة لاستئناف عملية السلام

اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل بممارسة الفصل العنصري على غرار نظام الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا بعد إطلاق خدمة جديدة للنقل بالحافلات تقتصر على الركاب الفلسطينيين امتثالًا لاعتراضات مستوطنين بدعوى أن وجود فلسطينيين على وسائل النقل العامة يشكل "تهديدًا أمنيًا".

إعداد عبد الاله مجيد: ابتداء من الاثنين سيكون على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية للالتحاق بأعمالهم وسط إسرائيل أن يستقلوا حافلات تتوفر على حواجز تفتيش بدلا من حافلات الخدمة الاعتيادية التي يستخدمها الإسرائيليون.

وقررت وزارة النقل الإسرائيلية اعتماد هذا النظام بعد شكاوى قدمها سكان مستوطنتين إسرائيليتين بأن الفلسطينيين الذين يسافرون على الطريق السريع رقم 5 بين الضفة الغربية وتل أبيب يشكلون تهديدًا أمنيًا. كما تحدثت تقارير عن حدوث ازدحامات وشجارات بين مسافرين إسرائيليين وفلسطينيين.

وذهبت وزارة النقل الإسرائيلية إلى أنّ الهدف من الإجراء هو "تحسين الخدمة للفلسطينيين الذين يدخلون إسرائيل". ولكن منظمات للدفاع عن حقوق الانسان وصفت الاجراء بأنه "عنصرية صارخة" على طريقة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

وقالت الناشطة اوفرا يشوا لايث من منظمة "النساء من أجل العصيان المدني" إن المسؤولين الإسرائيليين "يعملون على قوننة فصل الخدمات المتاحة لليهود وغير اليهود".

وأضافت أنّ كثيرين لا ينظرون إلى الوضع في إسرائيل على أنه فصل عنصري لعدم وجود مظاهر فصل على الطرق وفي المقاهي ولكن تخصيص حافلات للفلسطينيين وحدهم "خطوة باتجاه الفصل بسبب التمييز بين الأشخاص في أنشطتهم اليومية".

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المتحدث باسم وزارة النقل الإسرائيلية افنير اوفاديا انه ليس هناك ما يحظر على الفلسطينيين استخدام الحافلات العامة. وأضاف ان وزارة النقل ليست مخولة إيقاف أي راكب يستخدم هذه الحافلات.

ولكن سائقين في شركة افيكيم لنقل الركاب التي تسيِّر حافلات على الطريق السريع بين الضفة الغربية وتل ابيب قالوا إن الفلسطينيين الذين يحاولون استخدام الخدمات العامة يُقال لهم أن يستقلوا حافلة مختلفة.

وقال سائق حافلة لموقع يديعوت احرونوت الاخباري على الانترنت "ليس مسموحا لنا أن نحجب الخدمة ولن نأمر أحدا بالنزول من الحافلة ولكننا نفهم مما قيل لنا.... انه ستكون هناك تدقيقات على حاجز التفتيش وسيُطلب من الفلسطينيين ان يستقلوا حافلات خاصة بهم".

ووُزعت مناشير تعلن عن الخدمة الجديدة التي تقتصر على العرب في محطات وقوف الحافلات قرب القرى الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم مجلس المستوطنين اليهود يسرائيل مايداد إن الإسرائيليين يشعرون أن لديهم ما يبرر رفضهم ركوب الحافلات مع الفلسطينيين بسبب خبرة إسرائيل مع الانتحاريين.

وأضاف مايدياد "أنّ العرب يفجّرون أنفسهم في حافلات وان الاسرائيليين يجدون ذلك مثيرًا للقلق ولو سألت شابا راديكاليا فانه سيقول إن إجبار العرب على ركوب حافلات إسرائيلية سيكون شكلا من أشكال الاستعمار وان توفير حافلات خاصة بهم ينبغي ان يكون موضع ترحيب بوصفه إجراء يأتي في اطار عملية بناء الدولة"، على حد تعبيره.

وأكد ناشطون ان الجنود الإسرائيليين بدأوا يأمرون الفلسطينيين الذين لديهم تراخيص عمل إسرائيلية بالنزول من الحافلات استجابة لمطالب المستوطنين منذ تشرين الثاني (نوفمبر).

وبعد ان كانت الناشطة يشوا لايث شاهدة على حادث رأته بأم العين قدمت تقريرا إلى منظمة "مخسوم ووتش" الحقوقية التي تراقب ما يقع من حوادث على حواجز التفتيش روت فيه كيف أنزل الجنود الإسرائيليون نحو 30 عاملًا فلسطينيًا من إحدى الحافلات المسافرة من تل أبيب إلى الضفة الغربية.

وكتبت يشوا لايث في تقريرها "صرخ الجندي/الضابط، "تحركوا!" ثم "اجلسوا على عجيزتكم! على عجيزتكم!" واقتادوهم بعد ذلك إلى سياج المحطة وأجبروهم على الوقوف في صف بمحاذاة السياج ثم الجلوس على الأرض الباردة والانتظار. وحين سأل الرجال الفلسطينيون لماذا أُنزلوا من الحافلة قيل لهم "ليس مسموحا لكم بالسفر على الطريق السريع رقم 5. ليس مسموحا لكم باستخدام النقل العام على الاطلاق".

وقال فلسطينيون إنهم يضطرون للمشي عدة كيلومترات إلى بيوتهم أو استخدام سيارات الأجرة باهظة الكلفة عليهم منذ بدأ إنزالهم من الحافلات. ويُقدر ان 29 الف فلسطيني يتوجهون إلى اعمالهم في إسرائيل يوميا، بحسب الأرقام الرسمية.

 

اجتمع الرئيس محمود عباس أمس في الرياض مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبحثا في فرص عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الجانب الأميركي طرح على الجانب الفلسطيني أخيراً أفكاراً للعودة إلى المفاوضات، منها تجميد جزئي للاستيطان، وإطلاق أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ويطالب الفلسطينيون بتجميد كلي للاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وإطلاق جميع الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم حوالى 120 أسيراً.

وقالت المصادر إن الجانب الأميركي يقترح حلاً وسطاً بين الطرفين يقوم على تجميد الاستيطان في قلب الضفة، وبقائه في الكتل المتوقع ضمها إلى إسرائيل في إطار تبادل أراض مستقبلي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أخيراً عن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قوله إنه منفتح على أفكار من هذا النوع.

ولم يعلن الرئيس الفلسطيني بعد موقفه من هذه العروض، لكن بعض المراقبين يرجح قبوله لأن البديل في هذه الحال استمرار الاستيطان بصورة كلية في السنوات الأربع المقبلة من عمر الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعدم إطلاق أسرى قدامى معرض البعض منهم للموت وراء القضبان، علماً أن موضوع الأسرى يحظى بحساسية عالية في المجتمع الفلسطيني.

ومن غير المتوقع أن يعلن الجانب الفلسطيني موقفه من العروض الأميركية قبل الزيارة المرتقبة للرئيس باراك أوباما في 21 الشهر الجاري.

وأكد كيري الاجتماع مع عباس، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «على علم» باللقاء. ولا تشمل جولة كيري في المنطقة التوقف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وأعلن السفير الفلسطيني لدى الرياض جمال الشوبكي أن عباس سيستعرض مع كيري موقف الإدارة الأميركية الجديدة من القضية الفلسطينية قبل زيارة الرئيس باراك أوباما المنطقة.

وأضاف للإذاعة الفلسطينية أن عباس سيؤكد «المطالب والثوابت الفلسطينية ومدى التجاوزات الإسرائيلية في القدس والاستيطان وقضية المعتقلين المضربين عن الطعام الذين يعانون من دون أن نرى رد فعل أميركياً أو تدخلاً بمستوى الجريمة الإسرائيلية». وأكد «ترتيب اللقاء في الرياض بعد إلغاء لقاء كان مقرراً في المنطقة بسبب عدم تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة». وقال إن «عباس يريد من اللقاء أن تطرح الإدارة الأميركية موقفاً يدعم حرية الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وينهي الاحتلال الإسرائيلي كما تدعم الإدارة الأميركية حرية الشعوب في المنطقة».

 

أعلنت وزارة الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة أن الجراد وصل إلى شرق خان يونس جنوب قطاع غزة بأعداد قليلة لا ترتقي إلى حالة الخطر الحقيقي.

 

وقال مدير عام وقاية النبات والحجر الزراعي بالوزارة المهندس صالح بخيت، إن أعداداً قليلة من الجراد اكتشفت في بلدة عبسان الكبيرة إلى الشرق من خان يونس، مؤكداً أنها أعداد قليلة لا ترتقي إلى حالة الخطر الحقيقي.

 

ودعا بخيت المزارعين إلى ضرورة الإغلاق المحكم لحمامات الزراعة وتغطية النباتات بـ "الشوادر البلاستيكية" من أجل عدم دخول تلك الحشرة إلى النباتات والتغذي عليها وإتلافها.

 

ووصلت أسراب الجراد إلى جنوب قطاع غزة، عبر النقب جنوب إسرائيل، قادمة من الأراضي المصرية التي وصلتها أسراب ضخمة قادمة من مناطق شمال شرق السودان حيث "التكاثر الصيفي" وسواحل البحر الأحمر الشرقية على أن تعبر البحر إلى السعودية في عملية طبيعية لـ "التكاثر الربيعي".

 

دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين، محذراً من خطوات أحادية الجانب قد تقدم عليها إسرائيل لمنع إقامة دولة ثنائية القومية في حال عدم إبرام هذا الاتفاق.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس على موقعها الالكتروني أن باراك عرض توقيع اتفاق سلام مؤقت مع الفلسطينيين يضمن الأمن لإسرائيل، وذلك في حديثه أمام مؤتمر عقدته لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" في واشنطن.

وأضافت الصحيفة أن باراك حذر "من أن إسرائيل ستنظر في اتخاذ خطوات أحادية الجانب لمنع إقامة دولة ثنائية القومية في حال عدم إبرام هذا الاتفاق".

وقال باراك إن "إسرائيل قد تتخذ خطوات أحادية الجانب تتضمن ترسيم خط تحتفظ إسرائيل في داخله بالكتل الاستيطانية وضمان أغلبية يهودية للأجيال القادمة"، مؤكداً أن "إسرائيل تسعى لضمان تواجدها الأمني طويل الأمد على نهر الأردن".

(ا ش ا)

 

 

حال فلسطينيون وحراس للمسجد الأقصى صباح أمس الاثنين، من دون دخول عضو الكنيست، القيادي في حزب "الليكود" موشي فيغلين الى مسجد قبة الصخرة في القدس المحتلة.

وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس عزام الخطيب إن حراس الأقصى والمصلين وطلبة العلم تصدوا لمحاولة فيغلين المعروف بدعوته لبناء الهيكل على أنقاض الأقصى، اقتحام مسجد قبة الصخرة، ومنعوه من ذلك، وأجبروه على الخروج خارج حدود حرم المسجد.

وأضاف، إن "فيغلين حاول اقتحام مسجد قبة الصخرة بعد دخوله من باب المغاربة، إلا أن رد فعل المرابطين والمرابطات وطلاب وطالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى وحراس الأقصى تصدوا له وأجبروه على الخروج حيث علت التكبيرات".

وذكر أن الشرطة الإسرائيلية تدخلت لاحقاً وأخرجته من باب السلسلة، محملاً السلطات الإسرائيلية المسؤولية لدخول فيغلين المسجد الأقصى ومحاولته اقتحام مسجد قبة الصخرة وتدنيسه.

الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري، قالت في بيان إن "عضو الكنيست موشيه فيغلين وصل الى باحات المسجد الاقصى وطلب الدخول الى المسجد الاقصى الذي يمنع دخول الزائرين الاجانب وغير المسلمين" اليه.

وأضافت أن "الشرطي المرافق وحارس الوقف قاما بتوضيح أن الدخول إلى المسجد محظور لغير المسلمين، إلا أنه أصر على الدخول بصفته عضو كنيست. وتم إخراجه على يد قوات الشرطة الى خارج الحرم وسط تجمهر وهتافات للمصلين المسلمين".

ويأتي هذا الحادث هذه بعد يوم من اتهام الفلسطينيين لضابط شرطة إسرائيلي بركل نسخة من القرآن بقدمه في باحات الأقصى.

وحذر الخطيب من كثرة الاستفزازات من قبل الاحتلال وذرائعه بانتهاك حرمة المسجد الأقصى ومحيطه، واستفزاز مشاعر المواطنين.

وحمّل وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل رضوان، إسرائيل مسؤولية التداعيات المترتبة على ما وصفها بـ"الإستفزازت والأعمال الإجرامية المتكررة التي تستهدف المقدسات الإسلامية في القدس". واستنكر رضوان محاولة فيغلين، اقتحام مسجد قبة الصخرة في القدس، محذراً من خطورة هذه المحاولات المتكررة.

واعتبر ركل أحد الضباط الإسرائيليين للقرآن في المسجد الأقصى أول من أمس، "عملاً إجرامياً يمس بالعقيدة ويستفز مشاعر الأمة الإسلامية".

وكانت طالبات فلسطينيات اتهمن أمس ضابط إسرائيلي بـ"ركل القرآن، والإعتداء على عدد من النسوة اللاتي كن يحفظن القرآن الكريم في باحات المسجد الأقصى" في القدس.

ودعا المسؤول في حركة "حماس"، إلى وقف الاستفزازت والجرائم الإسرائيلية في القدس، مطالباً بضرورة محاسبة الضابط الإسرائيلي الذي ركل القرآن.

وحث المقدسيين على تكثيف الرباط في المسجد الأقصى، لإفشال الاعتداءات والخطط الإسرائيلية التي تستهدف قبلة المسلمين الأولى، داعياً "الأمة الإسلامية وعلمائها للوقوف أمام الخطر الداهم الذي يمس المقدسات والمبادئ".

واعتبر رضوان أخيراً أن "هذه الأفعال ستكون حافزاً لأبناء الشعب الفلسطيني لتوحيد جهودهم وزيادة إصرارهم على الوقوف أمام إسرائيل في محاربتها للمبادئ".

في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال أمس 16 فلسطينياً في مدن الضفة الغربية بعد حملة دهم نفذتها القوات الإسرائيلية منذ ساعات الصباح.

واوضح مصدر أمني فلسطيني، أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مدينة الخليل في ساعات مبكرة واعتقلت 11 فلسطينياً.

ونشرت قوات الجيش صباح أمس العشرات من جنودها في إطار عملية انتشار مكثف في محيط حاجز الجلمة شمال جنين شمال الضفة الغربية، وأقامت نقاط تفتيش في الوقت الذي داهمت فيه القرية واعتقلت فلسطينياً من منزله فيها.

وأقدمت قوات الجيش الإسرائيلي على اقتحام مدينة نابلس، وقامت بحملة دهم للمنازل في المدينة حيث اعتقلت الفلسطيني محمد سامحنا الذي يعاني من أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي وكسور عدة من جسده، وتعرضت القوة المقتحمة لرشق بالحجارة من الفلسطينيين أثناء حملة الدهم.

وأفاد مصدر أمني أن الجيش الإسرائيلي داهم مدينة قلقيلية واعتقل الفلسطينيين، عمر أبوهنية، وعبدالرحمن سويدان، بعد اقتحام منزليهما ببلدة عزون بالمدينة.

وفي السياق نفسه، أفاد مصدر أمني فلسطيني أن قوة من المستعربين الإسرائيليين قامت باختطاف الفلسطيني حمد أبو جلغيف من منزله، في شارع الصف، وسط مدينة بيت لحم، عقب حملة دهم من قوات الجيش الإسرائيلي طالت المدينة.

ويعبر الفلسطينيون عن مصطلح القوات المستعربة، تعريفاً بعناصر الجيش الإسرائيلي الذين يتنكرون بملابس العرب الفلسطينيين لتنفيذ مهام الجيش الإسرائيلي الحساسة.

وفي قطاع غزة، توغلت آليات وجرافات عسكرية إسرائيلية، في منطقة جحر الديك (جنوب شرق غزة) وسط إطلاق النار.

وقال شهود عيان "إن أربع آليات وجرافتين، توغلت لمئات الأمتار، في أراضي المواطنين بالمنطقة، وسط إطلاق نار متقطع باتجاه المناطق المفتوحة، القريبة من منطقة التوغل"، حيث قامت الجرافات بعمليات تجريف وإقامة سواتر ترابية هناك.

يُذكر أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات توغل بشكل شبه يومي في خرق واضح لاتفاق التهدئة الذي أبرم في تشرين الثاني الماضي، الذي يقضي بوقف كافة العمليات العسكرية بغزة مقابل وقف استهداف الإسرائيليين من قبل المقاومة.

 

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إنه بحث مع المسؤولين القطريين الذين التقاهم خلال زيارته الحالية لدولة قطر المواضيع التي ستتناولها القمة العربية المقرر عقدها في الدوحة في نهاية الشهر الجاري والتي تتمحور حول سوريا وفلسطين.

وأوضح العربي في هذا السياق أنه تم الاتفاق خلال محادثاته مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على أن تكون الموضوعات التي ستبحثها القمة محددة وقليلة وأن يتم التركيز على مواجهة التحديات بصفة عامة والإصلاح والتطوير ثم على موضوعين فقط هما فلسطين وسوريا، نظرا الى أهميتهما بالنسبة للعالم العربي.

وأشار الى أنه بحث هذه الموضوعات كذلك مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأكد الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أنه لمس من خلال اجتماعاته ومحادثاته مع المسؤولين القطريين مدى الحرص والاهتمام الكبير الذي توليه قطر لعقد القمة العربية وإنجاحها، مشيرا إلى أن جميع المسؤولين القطريين أكدوا استعدادهم التام للقيام بهذه المهمة، منوها بأن الأهم هو متابعة نتائج القمة على مدى عام كامل.

وكشف أن محادثاته في قطر تناولت مسألة تحديد عنوان لهذه القمة، هل هي التحديات في العالم العربي أو الإصلاح والتطوير في العالم العربي أو جمع العنوانين في عنوان واحد. وشدد العربي على أن قمة الدوحة العربية المرتقبة تتسم بأهمية وخصوصية كبيرة. وقال إنها ليست قمة عادية بأي حال من الأحوال وتوقعاتي بالنسبة الى قمة الدوحة مرتفعة جدا وهي حدث كبير وبالغ الأهمية.

وحول فرص الحل السياسي لما يجري في سوريا، أكد العربي على أن موقف الجامعة العربية من الأزمة السورية ثابت منذ ما يقارب عامين أو العام ونصف العام، وهو أنها مع الحل السياسي وليس لديها أي أفكار حول أي عمل عسكري في سوريا ولم يسبق لها التحدث في هذا الموضوع بتاتا.

وشدد من جديد على أن كل ما تفكر فيه الجامعة العربية بالنسبة الى الموضوع السوري هو الحل السياسي، لافتا إلى أن الجامعة طرحت على النظام السوري أكثر من حل ومبادرة لحلول سياسية لكنها رفضت جميعها، مشيرا الى ان ثمة بارقة أمل في أن كلا من النظام والائتلاف الوطني المعارض تقدم بمبادرة حول الحوار ونرجو أن تغتنم هذه الفرصة.

(قنا)

أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) أمس الاثنين أنه قام بتفكيك خلية تابعة للجناح المسلح لحركة "حماس" في الخليل، جنوب الضفة الغربية في الشهرين الماضيين.

وقال الشين بيت في بيان "في الشهرين الأخيرين، اعتقل أعضاء بنية تحتية عسكرية تابعة لحماس في الخليل كانوا يعدون لشن هجمات إرهابية قبل تنفيذ خططهم".

وأضاف البيان "خلال الاستجوابات التي قام بها الشين بيت لأعضاء الخلية (...) تبين أنهم كانوا يعدون لشن هجمات عدة من بينها هجوم مصحوب بالتفجيرات وإطلاق النار على موقع للجيش قرب المدينة".

وبحسب البيان فإن الراعي لهذه الهجمات هو باسل اليهموني من حركة حماس وأحد المبعدين الى قطاع غزة ضمن صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في تشرين الأول 2011.

وأكد أنه تم تقديم لوائح اتهام في محكمة عسكرية ضد ثلاثة من أعضاء الخلية الذين تم اعتقالهم في تشرين الثاني 2012.

ورأى البيان بأن اكتشاف الخلية "يسلط الضوء على التهديد المحتمل الذي تشكله البنية التحتية لحماس في يهودا والسامرة (الاسم الاستيطاني للضفة الغربية) خصوصاً علاقاتها مع حماس في غزة".

(ا ف ب)

أعلن الأسرى الفلسطينيون في سجن «النقب» الصحراوي حال الاستنفار، وقرروا الشروع في خطوات احتجاجية ضد إدارة السجن، بعد اقتحامه من قوات معززة من وحدات خاصة فجر أمس والاعتداء عليهم، فيما خاض عشرات الأسرى إضراباً تحذيرياً عن الطعام في سجن «جلبوع» أمس.

واعتدى مئات من الجنود المدججين بالسلاح على الأسرى بعد اقتحام أقسام سجن «النقب» في شكل مفاجئ، وأخرجوهم الى العراء والبرد الشديد. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن حالة من الاستنفار تسود السجن، خصوصاً القسم 6، بعد إصابة ضابط اسرائيلي بجروح في عينيه أثناء اقتحام إحدى الغرف.

وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن الأسرى في سجن «جلبوع» الإسرائيلي خاضوا إضراباً تحذيرياً عن الطعام أمس تضامناً مع رفاقهم المضربين عن الطعام. وشارك في الاضراب نحو 140 أسيراً.

الى ذلك، أَبلغت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عن «فقد جثمان الشهيد أنيس دولة». وأوضح محامي المركز هيثم الخطيب أن «المحكمة العليا قررت شطب الالتماس المقدم من المركز لاسترداد جثمان الشهيد دولة من مقابر الأرقام». وأشار الى أنه جاء في قرار المحكمة أنه «بعد فترة طويلة جداً على استشهاد دولة، وفي ضوء نتائج البحث لدى السلطات المختلفة، ومن بينها جهاز الامن العام الإسرائيلي (شاباك)، وقيادة جيش الاحتلال، والشرطة، وإدارة مصلحة السجون، ومؤسسة التأمين الوطني، فإنه لن تكون هناك فائدة من إصدار أمر من المحكمة لمصلحة عائلة الشهيد».

ودان المركز «القدس» في بيان ما أبلغته المحكمة للمحامي عن «استنفاد الجهات الأمنية الإسرائيلية سبل البحث عن جثمان الشهيد دولة، وتعهدها ارجاع الجثمان حال عثورها عليه مستقبلاً». ولفت الى أن «دولة كان وقع أسيراً في قبضة قوات الاحتلال في 30 حزيران (يونيو) عام 1968 وحكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية بالسجن مدى الحياة، الى أن ارتقى شهيداً في سجن عسقلان في 31 آب (أغسطس) عام 1980 إثر تدهور حاله الصحية نتيجة مشاركته في إضراب عن الطعام، وتم تشريح جثمانه في معهد الطب الشرعي الإسرائيلي». واعتبر أن «هذه القرائن تثبت مسؤولية حكومة الاحتلال عن واجبها في العثور على جثمانه، وإعادته فوراً إلى عائلته، وتمكينهم من تشييعه ودفنه وفقاً لشعائرهم الدينية، وبما يليق بكرامتهم الإنسانية».

في سياق آخر، قالت اللجنة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 70 من أهالي الأسرى في قطاع غزة زاروا 49 من أبنائهم في سجن «ريمون» الإسرائيلي أمس، فيما كان عشرات من ذويهم والمتضامنين معهم يعتصمون أمام مقر اللجنة في مدينة غزة.

كلما احتدم الصراع في سوريا، علت نبرة التصريحات من القادة والزعماء والمسؤولين في المنطقة، تحذر من انفجار الوضع الداخلي اللبناني، وبعضها يتوعد بذلك. تصريحات صدرت من بغداد ودمشق وبيروت، تلتقي عند نتيجة واحدة، هي "التبشير" بانهيار الاستقرار الهش في لبنان، ما استدعى في الفترة الأخيرة الدعوة لانعقاد مجلس الدفاع الأعلى. وإن كانت القصة بدأت من خارج الحدود، إلا أنها تحط الرحال في طرابلس مرة، وأخرى في بيروت، والآن في صيدا. وفي كل مرة يحضر المخيم الفلسطيني من باب لزوم ما يلزم!!

والفرضية، تقتضي بأن تتحرك زواريب مخيم عين الحلوة، كلما تحركت زواريب صيدا، كما "يجب" أن يحتوي المخيم على "جبهة جهاد ونصرة"، إذ بدونها لا معنى لمخيم يرفض دور رجع الصدى كما يشتهي له البعض. لذلك ومن أجل اكتمال المشهد، شكلت بعض الصحف ووسائل الإعلام "جبهة نصرة" على وجه السرعة في مخيم عين الحلوة، في استدعاء فظّ لدور بغيض.

واقع الحال في مخيم عين الحلوة، لم يساعد أصحاب مشروع "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، ولم يفتح الله عليهم في عين الحلوة ما يحقق مبتغاهم، إذ لا يوجد مجموعة ذات وزن، أو أفراد مؤهلين للانخراط في هكذا مشروع استخباراتي مدمر للمخيم وجواره، فاليوم ليس كالأمس.

في عين الحلوة صمدت المصالحة بين فتح وعصبة الأنصار أمام عدد من الحوادث الفردية الخطيرة. وهذه المصالحة من نتاج قراءة تجربة مخيم نهر البارد، كما لعبت الحركة الإسلامية المجاهدة دوراً إيجابياً في تدعيم مناخ الاستقرار، ليس في المخيم وحسب بل وفي مدينة صيدا أيضاً من خلال دعوة الشيخ (أحمد) الأسير لتجنب الانزلاق إلى السلاح والعنف.

إن حالة الوفاق داخل عين الحلوة تعمقت، بعد تطابق نظرة "حماس" لمعالجة الأوضاع الداخلية الفلسطينية مع رؤية فتح، وتطور دور الحاضنة الشعبية، الرافضة لأي سلوك ينتمي لما يشبهه في مخيم نهر البارد، قبل نكبته على يد "فتح الإسلام" ومشغلي "فتح الإسلام" وأخواتها.

هذا التوافق الداخلي تم تحصينه سياسياً، عبر إقرار القوى الفلسطينية جميعها، بالتزام سياسة الانسحاب المستمر من الحالة الداخلية اللبنانية، وتجاذباتها المعقدة، وعبر التوكيد على الوظيفة الفلسطينية كما عرفتها القيادة في رام الله منذ عام 2005، وكما صاغها "إعلان فلسطين في لبنان". بما هي وظيفة دعم السلم الأهلي، والحياد الإيجابي، وصون العيش المشترك، في إطار احترام القانون والسيادة والشرعية في هذا البلد.

لقد برهن الفلسطيني في أزمة 7 أيار 2008، عن دور لا غبار عليه في معالجاته لتفاصيل الحدث في بيروت وصيدا. وتكرر ذلك في كل مرة تشهد المدينة حالة استعصاء ما. هذا ما يجعل الثقة بالدور الفلسطيني، مدماكاً جيداً لبناء حالة إيجابية وليس العكس. وهذا أيضاً ما يغيظ بعض من يريد استخدام الفلسطيني وزجّه في سياسات، وأهداف لا مصلحة له بها، ولا مصلحة للبنان بها أيضاً.

لم نعرض لصورة الوفاق الداخلي الفلسطيني، من باب الدفاع أو التجميل، لأغراض دعائية، بل إن إجماع فتح وحماس وعصبة الأنصار والحركة المجاهدة وغيرها من القوى المنضوية في إطار منظمة التحرير أو التحالف، أسفر عن تجاوز سريع لعدد من الأزمات، آخرها أزمة مكاتب منظمتي الصاعقة والقيادة العامة المواليتين للنظام السوري، حيث التزم عناصر تلك المنظمتين منازلهم، وتحولت مكاتبهم إلى مسكن يؤوي عائلات فلسطينية نازحة من مخيم اليرموك.

يبقى أن نشير إلى أن بعض الأسماء المتداولة في الصحافة من العناصر المتطرفة، المعروفة في المخيم، وكذلك بعض المجموعات، ذات الصلات المتعددة والمتقلبة، لا يرقى وزنها مجتمعة للتجرؤ على الإجماع الفلسطيني، ولا تسمح شروطها الذاتية، اختراق الإجماع الواسع الفصائلي والشعبي.

ومع ذلك لن تكف القوى المعادية، عن محاولاتها للاستخدام والتوظيف. لكن لا ينبغي التطيّر مع كل حدث أمني ذي صلة، صادر عن أفراد أو جماعة صغيرة بل ينبغي الثقة بالقدرة الفلسطينية على المعالجة والضبط.

في هذا السياق، ليس غريباً أن يلجأ عدد من وسائل الإعلام، لنشر أخبار ومعلومات ملفقة ومضللة حول وضع حركة فتح الداخلي، والنفخ على أوتار الانقسامات، وصولاً للادعاء بصدور قرارات لتغيير القيادة، في مسعى لإظهار الحالة الفلسطينية على درجة عالية من الترهل، وتفتقد للضوابط وتشكل بيئة حاضنة لكل من يريد توظيفها واستخدامها. وللبرهنة على أن التفجير قادم من البوابة الفلسطينية.

لكن الوقائع دحضت تلك التلفيقات جملةً وتفصيلاً. كما أن الحركة السياسية الناشطة التي استهدفت القوى الفاعلة في مدينة صيدا من دون استثناء، أنتجت حالة تعزز الثقة بالسياسة الفلسطينية وبدور المخيم الإيجابي تجاه المدينة، إذ أشادت القوى الصيداوية بالرؤية الفلسطينية، وبالخيارات العملية التي تنتهجها القوى والفصائل الوطنية والإسلامية. هذا التفهم الصيداوي والتفاهم الثنائي الفلسطيني اللبناني، يشكل حصانة إضافية تساعد على نجاح المعالجات وقطع الطريق على أهداف أعداء الشعبي.

ومرة أخرى ليس المخيم رجع صدى.

() كاتب فلسطيني