تقارير ...بعد تموّيله حزب الله والسفارات الايرانية: هل سيتخلى نوري المالكي وحزب الدعوة عن نظام الأسد؟

الحلّ السوري من 4 طبقات في وجود الأسد ورعايته...هل يقيم الأميركيّون شراكة مع العرب كما أقاموا مع الأوروبيين؟...مشروع قرار أميركي يدعو إلى تسليح الشعب السوري والأمــــم المتحدة تدرس خيار نشر مراقبين دوليّين في سوريا

تاريخ الإضافة الجمعة 30 آذار 2012 - 6:59 ص    عدد الزيارات 2285    القسم عربية

        


الحلّ السوري من 4 طبقات في وجود الأسد ورعايته
توحِي كل التطوّرات الجارية سورياً وعربياً ودولياً، أنّ الأزمة السورية وضعت على سكّة حل سياسي حَظي بتوافق أميركي ـ روسي خصوصاً، ودولي عموماً، يُتوقع أن تتمظهَر فصوله تباعاً في ضوء أربع طبقات:
الجمهورية...طارق ترشيشي
أولاً- الطبقة الدولية، وتتمثّل في اللقاء الأخير في سيول عاصمة كوريا الجنوبية بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، والذي أعلنا خلاله دعمهما مهمة الموفد الأممي ـ العربي كوفي أنان لحلّ الأزمة السورية، الأمر الذي جعل هذه المهمة معتمدة دولياً، خصوصاً في البند الذي لم يذكر فيها وهو تنحّي الرئيس السوري بشار الاسد. وقد جاء كلام ميدفيديف عَن الذي يعتقد أن الأزمة السورية تنتهي برحيل الأسد إنّما هو "قصير النظر"، ليُسدِل الستار على هذا "التنحّي" الذي نادَت به المبادرة العربية، وليؤكد أن الحل السوري سيكون في وجود الأسد ورعايته، وليعكس بالتالي اتفاقاً أميركياً ـ روسياً على العناوين الرئيسة لهذا الحل.
ثانياً- الطبقة الإقليمية، وتتمثّل في زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لـ طهران، والتي لم يكن حصولها مصادفة قبيل انعقاد "مؤتمر أصدقاء سوريا - 2" في اسطنبول الأحد المقبل، وقد تبيّن أن اردوغان يريد من هذه الزيارة وَضع سقف لهذا المؤتمر لا يؤثر في العلاقة التركية ـ الايرانية، خصوصاً ان القيادة الايرانية تتخذ موقفاً مؤيداً للنظام السوري.
ثالثاً- الطبقة العربية ـ العربية، وتتمثل في مجموعة تطورات ماثلة، أوّلها ورقة عمل وزراء الخارجية العرب الى القمة العربية العادية التي ستنعقد في بغداد اليوم، والتي تتضمن مجموعة مطالب ليس بينها تنحّي الأسد.
وثاني هذه التطورات الحديث المتصاعد عن خلافات بين دول خليجية والحملة الإماراتية على جماعة "الاخوان المسلمين" واتهامها بالعمل لإسقاط انظمة دول الخليج، وهذه الحملة لا يمكن فصلها عن الحملة الخليجية على الشيخ يوسف القرضاوي، وما تعكسه من خلاف مُضمَر مع قطر حليفة "الاخوان المسلمين" التي تحتضنه.
ويُقال في هذا السياق إنّ المملكة العربية السعودية منزعجة من قطر لاحتضانها ما يسمّى "ملتقى النهضة" الذي يضمّ معارضين سعوديين، وكان يفترض أن ينعقد في الكويت ويتحدث فيه وَلي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد من خلال مستشاره السياسي عزمي بشارة. وكان القطري جاسم سلطان قد أسّس هذا الملتقى، واجتمع في دورتين، وكان سيعقد دورته الثالثة في العاصمة الكويتية قبل أن يُصرف النظر عنها.
ويقول مراقبون ان الهجوم الخليجي على "الإخوان" يفسّر على أنه انتقاد لـ قطر التي تحاول ان تؤدي دوراً قيادياً في الخليج على حساب حكومات دوَل المنطقة، واذا أُضيفت الحملة الخليجية على "الإخوان" الى ما تعيشه القاهرة من خلافات بين المجلس العسكري و"الاخوان" المصريين، فإن ذلك يؤشّر الى تفسّخ في جبهة القوى العربية المعارضة للنظام السوري، وهذا سيُعطي الدول الأقلّ حدة في الموقف من سوريا دوراً أفضل في القمة العربية التي لن تخرج عن سقف دعم مهمة أنان، خصوصاً مع توَلّي العراق رئاسة هذه القمة على مدى سنة.
رابعاًـ الطبقة السورية، حيث اعتُبِرَت زيارة الأسد لـ حي بابا عمرو في حمص رسالة في غَير اتجاه، ومفادها أن القيادة السورية دخلت في مرحلة معالجة آثار الأزمة بعد أن تخطّت الجزء الأصعب منها.
وفي رأي مراقبين أن ما يعزّز اقتراب الحل السوري الداخلي هو بدء انفراط عقد معارضة الخارج، حيث ظهر جلياً في المؤتمر الذي انعقد قبل يومين بدعوة من "المجلس الوطني السوري" في اسطنبول تحت شعار "توحيد المعارضة"، فبدلاً من أن يضمّ قوى جديدة إليه خسر قوى موجودة فيه، كـ"المجلس الوطني الكردي" الذي فسّر المراقبون انسحابه بأنه اعتراضٌ على النفوذ التركي داخل المؤتمر، وهو نفوذ حال من دون أن يقرّ المؤتمر في وثيقته بنداً مخصصاً للحقوق القومية لأكراد سوريا.
كذلك اعتبر مراقبون أيضا أن انسحاب هيثم المالح ومجموعته من "المجلس الوطني" يعكس اعتراضاً سعودياً على النفوذ القطري في المؤتمر. وفيما يتجاهل الإعلام القطري، أو المدعوم قطريّاً، المالح ومجموعته، يفتح الإعلام المدعوم سعودياً للمالح أوسع الآفاق. ويعتقد هؤلاء المراقبون أنّ انفراط عقد مؤتمر اسطنبول ليس بعيداً من رغبة بعض الأطراف الدولية نَفض اليد من المعارضة السورية الخارجية في اعتبار أنها غير موحّدة وعاجزة عن إدارة النزاع، وهو أمر تحدّث عنه وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه في وضوح الاسبوع الماضي، كذلك تحدثت عنه في الأمس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في صيغة أكثر لباقة وديبلوماسية.
وفي ضوء هذه المعطيات، تبدو معارضة الداخل التي رفضت الذهاب الى اسطنبول وأعلنت مواقف واضحة ضد التدخّل الخارجي وضد عسكرة الحراك الشعبي والطائفية، هي الطرف الأكثر تأهيلاً للمشاركة في الحوار الوطني الذي يُعتبر أحد بنود خطة أنان، والذي تسعى إليه موسكو وبكين وطهران منذ فترة. فهذه المعارضة أعلنت على لسان احد ابرز شخصياتها، لؤي حسين، رئيس "تيار بناء الدولة السورية"، عن اقتراب انعقاد مؤتمر لكلّ مكوّنات معارضة الداخل، يرى كثيرون فيه خطوة على طريق تشكيل كيان معارض يستمد قوّته من الداخل ويكون قادراً على محاورة النظام.
يبقى أنّ الطبقة السورية لن تكتمل من دون الطبقات الأخرى، لا سيما من دون قرار واضح بوَقف التمويل والتسليح، لكنّ الإعداد لإنجاز هذه الطبقة جَار على قدم وساق. ولا يستبعد المراقبون ان تكون زيارة كلينتون لـ السعودية ومساعدها جيفري فيلتمان لـ قطر واردوغان لـ طهران مندرجة في إطار تحضير المسرح السوري الداخلي لتنفيذ خطة أنان التي أعلنت كل الدول الكبرى دعمها لها، ولَو بدرجات متفاوتة، والتي لا يُستبعد أيضا أن يتبنّاها "مؤتمر اصدقاء سوريا ـ 2" في اسطنبول، مشفوعاً ببعض الإضافات من هنا وهناك من أجل الحفاظ على ماء الوجه...
 
 
هل يقيم الأميركيّون شراكة مع العرب كما أقاموا مع الأوروبيين؟
الحياة...شريف فياض *
 

تصف كتب التاريخ إنزال الحلفاء لقواتهم في النورماندي وتحرير فرنسا ودور المقاومة الفرنسية في التحرير ومن ثم السباق بين الأميركيين والإنكليز من جهة والروس من جهة أخرى على احتلال ألمانيا وإسقاط الرايخ الثالث.

قبل أيام زرت النورماندي للمرة الأولى وتجولت على الشواطئ التي جرى عليها الإنزال: أوماها، يوتا، جونو، سورد، غولد. شاهدت التحصينات الألمانية، ما تدمر منها وما بقي سالماً، وشاهدت مخلفات وسائل الإنزال، من جسور وقوارب، ومخلفات الأسلحة التي تمّ إنزالها ومجسمات الجنود التي جرى إلقائها بالمظلات لخداع الألمان وتحويل أنظارهم عن الموقع الحقيقي للإنزال. لم يكن في ما رأيت شيئاً غريباً على ضابط عاش الجندية معلماً ومقاتلاً وإن كان في ما عاينت آثار حدث عظيم قلب ميزان الحرب رأساً على عقب وغير مسار تاريخ العالم وأدى إلى نشوء تكتلات سياسية جديدة والى زوال امبراطوريات ونشوء أخرى والى حرب من نوع جديد، أعني بها الحرب الباردة.

ما لفتني هو مقابر جنود القوات الغازية لفرنسا ولأوروبا والمتاحف التي تؤرخ لذلك الغزو وتخلّد ذكرى أبطاله. على مدخل المقبرة الأميركية لوحة محفور عليها قول للجنرال مارك كلارك نصه ما يلي: إذا كان ثمة من دليل أننا قاتلنا من أجل قضية وليس للغزو، فهو يكمن في هذه المقابر.

هكذا نظر الأميركيون، وهكذا نظر العالم إلى الإدارة الأميركية وإلى الجيوش الأميركية البرية والبحرية والجوية عندما غزت سواحل فرنسا وحررتها وحررت أوروبا من النازية.

لم يدر في خلد الأوروبيين أن القوات الغازية ستمكث في بلادهم عقوداً قاربت قرناً كاملاً غير أن الذكاء الأميركي اجتمع إلى المصالح الأميركية في أواسط القرن العشرين ليجعل بقاء تلك القوات حاجة أوروبية وشراكة استراتيجية في مواجهة الشيوعية التي حلت بنظرهم محل النازية وحلف وارسو الذي شكل تهديداً عسكرياً مباشراً تصعب مواجهته من دون التدخل الأميركي. لم يتدخل الأميركيون في الإدارة الداخلية لفرنسا أو لأي من دول أوروبا وتغاضى الفرنسيون عن بعض الانتهاكات الفردية التي تعرضوا لها خلال المراحل الأولى من الغزو الذين حرصوا على تسميته «بالإنزال» في كل أدبياتهم وتأريخهم للمرحلة، وحافظ الحلفاء على الكرامة الوطنية الفرنسية، فدخلت باريس قوات فرنسية قائدها الميداني لو كلير ورمزها ديغول.

هكذا احتل الأميركيون أوروبا في أواسط القرن الماضي وهكذا لا يزالون فيها حتى اليوم. ولقد احتلوا بعد ذلك بلداناً كثيرة، خرجوا من بعضها وما زالوا يعانون في بعضها الآخر. هل بإمكان الإدارة الأميركية أن تبني مقابر تذكارية لجنودها في فيتنام أو في أفغانستان أو في العراق أو في أي بلد غزته تحت شعار إقامة نظام الحرية والديموقراطية والقضاء على الإرهاب؟ هل تتمكن الإدارة الأميركية أن تؤرخ لمقابر جنودها اليوم ما أرّخه الجنرال مارك كلارك؟

عندما احتل صدام حسين الكويت تمكن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب أن يجمع حول قواته تحالفاً دولياً شاركت فيه وحدات عسكرية عربية بمن فيها سورية على رغم اعتراض روسيا وكان الهدف تحرير الكويت ومنع المحتل من البقاء على أرض الغير وفرض إرادته على شعبها. وفي عهد الرئيس جورج بوش الابن وبعد الاعتداء الإرهابي على الداخل الأميركي تحركت الآلة العسكرية الأميركية لشن حرب على أفغانستان ثم على العراق ولم يكن الفشل في الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي عائقاً أمام الرئيسين، الأب والابن، في تنفيذ خططهما العسكرية بمن تيسر من الحلفاء.

من الطبيعي أن يطرح المرء بضعة أسئلة عندما يقارن بين المُثل التي يرفعها الشعب الأميركي وبين سلوك الدولة، وبين أهداف الإدارة خلال الحربين الكونيتين في القرن الماضي وأهداف الإدارة اليوم بعد انتهاء الحرب الباردة واختلال التوازن العالمي لمصلحة أميركا.

يحق لنا أن نسأل عن نظرة الإدارة الأميركية إلى مبادئ وودرو ويلسون وحق الشعوب في تقرير مصيرها والتمتع بالاستقلال ورفض احتلال أرض الغير. يحق لنا أن نسأل الإدارة الأميركية عن مشروعية دعمها لأنظمة ديكتاتورية في الشرق الأوسط وفي سواه من دول المعمور بينما ترفع شعار الحرية والديموقراطية في حروبها المتتالية. ألم يقايض حافظ الأسد على استقلال لبنان وتجاوُزِ اتفاق الطائف وإبقاء قواته فيه لقاء مشاركته في حرب عاصفة الصحراء؟

ألم تغض النظر عن اعتداءات إسرائيل على السلطة الفلسطينية وعلى غزة وعلى لبنان بل ألم تساندها في تنفيذ خطط الاستيطان وتهويد القدس وتهجير أكبر عدد ممكن من سكان الضفة الغربية؟ وأين المُثل والمبادئ التي رفعها وودرو ويلسون وحق الشعوب في تقرير مصيرها؟

إذا كان من حق الولايات المتحدة الأميركية أن تحافظ على مصالحها الحيوية كما كل دول العالم، فإنه ليس لها أن تتجاوز المُثل التي نشأت عليها وإلا فإنها ستتحول إلى دولة ديكتاتورية وستسقط كما سقط غيرها من الديكتاتوريات.

قد يتساءل القارئ عن مغزى هذا الكلام الآن، فأقول أن منطقتنا العربية تعيش مرحلة تطورات كبرى، تتغير فيها أنظمة وتتبدل فيها تحالفات وتكاد الصراعات الداخلية فيها أن تفضي إلى حروب مذهبية تشعل ناراً تحتاج إلى قرون لإطفائها والى حروب إقليمية تعيد الشرق الأوسط إلى زمن القرون الوسطى وتذهب بثرواته، وللولايات المتحدة مصالح نفطية واقتصادية متعددة فيها. إن أحسنت سياستها واحترمت شعوب المنطقة ومصالحها تمكّنت من إقامة شراكة استراتيجية معها قد تعيش كما عاشت الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا على أثر الحرب العالمية الثانية، وإن أساءت غرقت وأغرقت المنطقة برمتها معها في حال من الفوضى وعدم الاستقرار الذي يؤدي إلى خروجها كما خرجت من فيتنام وكما ستخرج من أفغانستان معادية للناس خادعة للأنظمة.

الطريق الذي يؤدي إلى الشراكة مع العرب ومع شعوب الشرق الأوسط يبدأ في فلسطين؛ في القدس ورام الله وغزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات. لقد خالفت الإدارات الأميركية المتعاقبة القيم التي قام عليها نظام بلادهم يوم انتزع أهلها استقلالهم من إنكلترا وخالفت مبادئ وودرو ويلسون التي تضمن حقوق الشعوب في أرضها وفي تقرير مصيرها وقدمت دعماً لإسرائيليين مكّنهم من تهجير شعب من أرضه ومكّنهم من التعدي على دول الجوار وتهديد أمن الشرق الأوسط برمته وامتلاكه أسلحة الدمار الشامل كما أمّنت الحماية الدائمة لإسرائيل كلّما حاول المجتمع الدولي أخذ قرارات تكبح جماح اعتداءاتها. وعطّل الأميركيون قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية المختلفة التي تدين إسرائيل أو تقر حقوق الفلسطينيين والعرب. من جهة أخرى استسهلت الإدارات الأميركية التعاون مع الديكتاتوريات العربية متناسية أن مصالحها الحقيقية هي مع الشعوب وليس مع الحكام.

هل تتمكن الإدارة الأميركية من تطوير خطط الشراكة بدل خطط الاحتلال فتتغير نظرة الشعوب نحوها وتحل صورة الأميركي المتحضر بدل صورة المستعمر وهل سيكون بمقدور الأميركيين أن يكرّموا أحياءهم وأمواتهم على أرض الشرق الأوسط وأن يدّونوا على اللوحات التذكارية أنهم جاؤوا من أجل قضية الحرية وليس من أجل الاحتلال؟

وهل سيصبح بإمكان رئيس الولايات المتحدة أن يخاطب رؤساء دول الشرق الأوسط كما خاطب الرئيس ليندون جونسون نظيره الرئيس الفرنسي شارل ديغول عام 1966 عندما طلب الأخير خروج قيادة حلف شمال الأطلسي والقوات التابعة لها من بلاده قائلاً: وهل نسحب مقابر جنودنا الذين حاربوا وماتوا من أجل تحرير فرنسا من النازية أيضاً؟

* قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني

 

 

بعد تموّيله حزب الله والسفارات الايرانية: هل سيتخلى نوري المالكي وحزب الدعوة عن نظام الأسد؟

 المصدر : خاص موقع 14 آذار..... طارق نجم
القمة العربية في بغداد هو العنوان الرئيسي للصحف لهذا الأسبوع ولكن كما هو معلوم فإن القمة التي سينظمها العراق (عراق نوري المالكي) يكتنفها الغموض. إنه غموض مواقف الرجل الأقوى حالياً في بلاد الرافدين أي رئيس الوزراء نوري المالكي، والذي يثير الريبة والحيرة في آن حيث نال لقب"الديكتاتور الجديد" من قبل الزعماء الأكراد والسنة في العراق.
فجواد المالكي وهو اسمه الأصلي، قد نقل البندقية من كتف الى آخر خلال كامل مسيرته السياسية ولكن بقي ولاءه الأول غير المتحوّل لخدمة مصلحة نظام الملالي في ايران. ابو إسراء (وهو لقب المالكي) غادر العراق في أواخر السبعينات متوجهاً الى ايران حيث أمضى فترة 24 عاماً في المنفى، نسق خلالها نشاطات المليشيات المناهضة لصدام حسن في العراق، وطور علاقات عميقة مع المسؤولين الإيرانيين والسوريين على حد سواء والتي مازالت مستمرة حتى اليوم. وخلال مكوثه في سوريا قام بالتخطيط والتنفيذ لعمليات على الاراضي اللبنانية منها تفجير السفارة العراقية في بيروت في العام 1981 حيث عمل بشكل لصيق وفي العديد من الملفات تحت إمرة المخابرات السورية.
وقبيل اجتياح العراق في العام 2003 وقف حزب الدعوة بقيادة المالكي والجعفري موقفاً معارضاً للحرب ولكنه سرعان ماعاد وإنخرط في العملية السياسية وفي مجلس الحكم ثم في إدارة العملية السياسية.
إبان تلك الفترة، انتقل المالكي الى موقف معاداة عمل المخابرات السورية القاضي بتسهيل دخول الإنتحاريين الى أرض العراق. وقد شكلت تفجيرات صيف 2009 التي جرت في العاصمة بغداد ضد وزارات وادارات رسمية قمة المواجهة ضد النظام السوري ساهم الجانب الإيراني في سحب فتيل انفجارها. والغريب أنّ المالكي ومنذ اندلاع الثورة السورية عبّر في العديد من المناسبات عن دعمه المستمر لنظام بشار الأسد في سوريا. فإذا بتصريحات المالكي تربط بين استقرار المنطقة بإستقرار النظام البعثي السوري.
وبموازاة ذلك، كشفت معلومات صحافية من العراق أنّ نوري المالكي متورط في تكوين حزب الله اللبناني. وكانت تقديرات امريكية قد أشارت إلى أنّ ايران تخصص ما بين 100 إلى 200 مليون دولار سنوياً لدعم حزب الله ولكن هذا الدعم سرعان ما تراجع بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على الجمهورية الاسلامية. وعندما بدأ الحزب يعاني من العجز المالي نتيجة اقتطاع من الميزانية المخصصة له، شرع بالتفتيش عن موارد تمويل بديلة تسد حاجاته المتزايدة. وقد وجد حزب الله ضالته في حزب الدعوة العراقي الذي يقوده نوري المالكي رئيس وزراء العراق الحالي.
وبحسب مسؤول بارز في حزب الدعوة رفض الكشف عن هويته، فإن نوري المالكي قد اجتمع في بغداد سراً لمرات عدة مع مبعوثين من قبل السيد حسن نصرالله والسيد علي الخامنئي وفق ما نقلت صحيفة كردية ناطقة بالإنكليزية هي kurdishapect. ووفق المصدر عينه الذي لم يحدد مقدار هذا التمويل، فقد قام المالكي بإمداد الحزب بالأموال منذ العام 2005 على غرار ما قام به تجاه جماعات شيعية متشددة اخرى. كما سمح لحزب الله في الوقت عينه بفتح مكاتب تمثيلية عدة في جنوب العراق حيث الثقل الشيعي الأكبر ومناطق نفوذ حزب الدعوة.
وهذا الوضع يمكن ربطه بما نقلته شبكة البصرة الإخبارية عن منظمة عراقيون ضد الفساد بتاريخ 17 آذار 2012 , فإن وزير التعليم العالي في حكومة نوري المالكي قد تلقى أوامر تقضي بضرورة أن تقوم وزارته وعلى وجه السرعة بوضع الخطط اللازمة لتمويل السفارات الايرانية بالخارج ودفع الرواتب لجميع موظفيها وبالعملة الصعبة , خصوصاً تلك التي تعمل في العواصم الغربية في كل من لندن وبرلين وموسكو وباريس للصعوبة التي تواجهها حالياً وزارة الخارجية الايرانية في تأمين الاموال الصعبة اللازمة وإرسالها الى سفاراتها بالخارج لتمويل جميع الانشطة التي يقومون بها.
ومع ما ورد في العديد من وسائل الإعلام بأنّ هناك ضغوط ايرانية من أجل عزل الرئيس العراقي جلال الطالباني وتعيين نوري المالكي رئيساً للقمة العربية بديلاً عنه، فإنّ القمة العربية التي من المفترض أن تتخذ قرارات حاسمة بخصوص المأساة السورية المستمرة منذ عام كامل، قد تتحول الى مهزلة أخرى تعمل من خلالها طهران وبمعية المالكي إلى منح نظام الأسد مخارج اضافية ومهل دموية أخرى لا تغني ولا تسمن من جوع.
والأكيد أن ابا إسرآء سيشعر بالطمأنينة مع الجانب اللبناني بوجود وزير الخارجية اللبنانية – السورية ونعني به عدنان منصور خصوصاً أن المعلومات الآتية حديثاً من بغداد تشير إلى أن المالكي أمر بنشر أجهزة تنصت وكاميرات مراقبة مخفية وذات استشعار حساس للغاية بهدف التنصت على الرؤساء والملوك والأمراء العرب خلال القمة العربية حيث نشرت في منازل الضيافة وأماكن الاجتماعات بشكل كثيف وبطريقة لا يمكن اكتشافها من قبل اجهزة استخبارات الدول العربية على أن تبث لصالح المخابرات الإيرانية.

 

 

مقايضة مجحفة أمام أوباما: ضرب إيران شرطاً لضمان دعم اللوبي
الحياة...ماجد الشّيخ *
 

في تعارضات مكشوفة داخلياً، وبينها وبين الولايات المتحدة، ما زالت حكومة الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل، تخبط خبط عشواء في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ما بين النية لتوجيه ضربة عسكرية من دون التشاور مع واشنطن، وما بين النية لتوجيهها من دون موافقة مجلس الوزراء المصغر، على رغم الحديث عن غالبية (ثمانية وزراء) تنحاز إلى رأي نتانياهو، وهو ما أكدته صحيفة «معاريف» (15/ 3)، فيما نشر موقع «يديعوت أحرونوت» في اليوم نفسه تقريراً يفيد بشكوى وزراء هيئة الثمانية المقررة، من أن نتانياهو وباراك يقرران وحدهما من دون العودة إلى المجلس. وقد أثير هذا الأمر، بعدما أعلن نتانياهو في خطابه أمام الكنيست، في تلميح إلى استقلالية إسرائيل في قرارها في شأن شن الحرب على إيران، أنه سبق لرئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغين أن قصف المفاعل النووي العراقي خلافاً لرأي الإدارة الأميركية في حينه. واعتبر معلقون أن خطاب نتانياهو هذا، كان أشبه بخطاب إعداد إسرائيل للحرب مع إيران.

في تقاطع مع هذه التصريحات وبالتوازي معها، واستناداً إلى معلومات مصدرها وزارة الخارجية الروسية، أُعلن أن من الممكن أن تشن الولايات المتحدة وإسرائيل عملية عسكرية على إيران قبل نهاية عام 2012. حيث تفيد المعلومات بأن إسرائيل وضعت أوباما أمام مقايضة مجحفة، هي بمثابة خيارين لا ثالث لهما: إما شن الحرب على إيران، أو فقدان دعم «اللوبي» الصهيوني في الولايات المتحدة لدعمه في انتخابات الرئاسة المقبلة. بينما ذهب مسؤولون أميركيون إلى أن المحادثات المرتقبة بين إيران والوسطاء الدوليين الستة في نيسان (أبريل) المقبل تمثل فرصة أخيرة لمنع الحرب. وعبّرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لنظيرها الروسي سيرغي لافروف عن رجائها أن ينقل رسالة بهذا المعنى إلى السلطات الإيرانية.

تعقيدات الهجوم الجوي

على الصعيد ذاته، يرى خبراء دوليون أن تدمير إسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية لمنع طهران من إنتاج سلاح نووي، يتطلب هجوماً جوياً معقداً، بمشاركة ما يزيد على مئة طائرة مقاتلة وطائرات للتزود وقوداً في الجو. واستندت افتراضاتهم إلى قيام إسرائيل بمهاجمة إيران من دون مساعدة أميركية مع الإشارة إلى أن العملية لن تكون بسهولة الهجوم الإسرائيلي على مفاعل العراق عام 1981، وموقع سوري يشتبه في أن الطيران الحربي الإسرائيلي وراء تدميره عام 2007، فالمنشآت النووية الإيرانية الثماني متناثرة في مناطق مختلفة في البلاد، ومحصنة في شكل جيد، وإحداها مغطاة بكتل خرسانية فيما شيّدت منشأة أخرى داخل جبل، تقوم على حمايتها صواريخ أرض - جو، وأنظمة حرب إلكترونية.

في هذا الصدد يوضح نائب مدير «معهد دراسات الأمن القومي» في إسرائيل إفرائيم كام، أن قصف المنشآت النووية الإيرانية سيكون عملية «معقدة للغاية»، مضيفاً: «ستكون عملية ذات نطاق واسع جداً، أكبر بكثير من التي تمت في العراق قبل 30 عاماً». ورجح كام، وهو عقيد متقاعد عمل في فرقة الأبحاث الاستخباراتية التابعة للجيش، وخبراء آخرون، استخدام مقاتلات من طراز F - 15I وF - 16I لمهاجمة المنشآت النووية وليس إطلاق صواريخ من غواصات.

وفي ما يخص المواقع الإيرانية التي قد يستهدفها أي هجوم إسرائيلي محتمل، حددتها إيملي كورلي، الخبيرة النووية من مجموعة «جين» الدفاعية البريطانية، بمنشأتي «ناتانز» و «فوردو لتخصيب اليورانيوم»، ومفاعل «أصفهان»، إلى جانب مجمع «آراك» النووي، والأخيران مشيدان على سطح الأرض ما يسهل نسبياً تدميرهما بالقصف الجوي، على نقيض «فوردو» الذي يصعب اختراقه لكونه مقاماً داخل جبل، على حد قولها.

وقالت كورلي إن إسرائيل قد تدمر خلال العملية العسكرية كذلك بعض الأهداف الثانوية مثل «تبريز» وقاعدة «الإمام علي» للصواريخ في غرب إيران، للحيلولة دون أي هجوم انتقامي بالصواريخ، إضافة إلى قاعدة «بيدغنه» العسكرية التي وقع فيها انفجار غامض في تشرين الثاني (نوفمبر)، ما يرفع عدد المواقع المستهدفة إلى ثمانية.

ويضع الخبراء ثلاثة طرق محتملة تسلكها المقاتلات الإسرائيلية لتنفيذ ضربتها، منها الطريق الشمالية عبر أجواء تركيا، مع العلم أن العلاقات التركية – الإسرائيلية شهدت توتراً في الآونة الأخيرة. إلى جانب خط الجنوب ويمر عبر السعودية، التي تتخوف من إنتاج إيران لقنبلة نووية، لكنها تعادي إسرائيل علانية، ولا يمكنها أن تسمح بذلك.

ووفق الخبراء فإن خط الوسط يعتبر أقصر الطرق، ويمر بالعراق والأردن، وعلى رغم أن الأخير تربطه بإسرائيل اتفاقية وادي عربة، فإن ذلك لا يضمن منح المملكة إسرائيل رسمياً حق عبور أراضيها.

محاكاة حرب محتملة

وإذ تتفق أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على التطور الذي حققته إيران في مجال تخصيب اليورانيوم، فهي تختلف حول الوقت الذي بقي لمنع إيران من بناء سلاح نووي، إذا قررت طهران المضي في هذا الطريق. فقد كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن أجرت سراً هذا الشهر ما سمي «محاكاة حرب» لتقويم انعكاسات أي هجوم إسرائيلي على إيران، وبيّنت أنها ستؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، لا يستبعد أن تنجر الولايات المتحدة إلى المشاركة فيها، بحيث تخلّف مئات القتلى الأميركيين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» يوم 19 آذار (مارس) الجاري عن هؤلاء المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن محاكاة الحرب التي أطلق عليها اسم «نظرة داخلية»، أظهرت أن الولايات المتحدة متخوفة من انعكاسات الضربة الإسرائيلية لإيران. وأوضحوا أن هذه المحاكاة لم تكن تدريباً على أي تحرك عسكري أميركي، وشددوا على أن نتائج الضربة لم تكن الوحيدة لأي نزاع يحصل في الحياة الواقعية. لكنهم لفتوا إلى أن محاكاة الحرب هذه زادت مخاوف كبار المسؤولين الأميركيين الذين قلقوا من أنه قد يكون من المستحيل تفادي تدخل أميركي في أي مواجهة إسرائيلية مع إيران.

أخيراً، يمكن الإشارة إلى ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بكين، من أنه أبلغ محاوريه الصينيين بأن كيانه «يحتفظ بحق الدفاع عن نفسه» إذا فشلت الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لحمل إيران على وقف برنامجها النووي. وفي الاتجاه ذاته، حذّر نائبه داني أيالون في بوينس آريس، خلال إحياء الذكرى العشرين للهجوم على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، والذي تتهم تل أبيب طهران بالوقوف خلفه، من أن إيران «قد تستخدم السلاح النووي».

هذا الهدف الواضح للإسرائيليين والأميركيين على السواء، يحدد جوهر مواقفهم من محاولة الهيمنة الإيرانية وطموحات طهران الإقليمية في المنطقة، عبر التصدي لما يعتقدان أنه عنصر قوتها الوحيد: الملف النووي.

* كاتب فلسطيني

 

 

مشروع قرار أميركي يدعو إلى تسليح الشعب السوري والأمــــم المتحدة تدرس خيار نشر مراقبين دوليّين في سوريا

جريدة الجمهورية...
على رغم كلّ ما قيل عن اجتماع مجلس الوزراء أمس الذي باتت الخلافات داخله وكأنها مقصودة للدلالة فقط على وجود حكومة أو تذكير اللبنانيين بوجودها، علماً أنّ جزءا كبيرا من معاناة الشعب اللبناني مردّه الى هذه الحكومة بالذات بفعل عجزها عن إدارة أي ملف من حياتهم اليومية، وقد جاءت التسوية الأخيرة في موضوع الكهرباء التي تدمج ما بين اقتراحي ميقاتي والصفدي-باسيل لتؤكد مرة إضافية أنّ الأولوية التي تتحكم بمسار هذه الحكومة هي أولوية مصلحية سياسية لا مبدئية وطنية، وذلك تجنباً لإخراج هذا الفريق خاسرا من المعركة أو ذاك بغية فقط استمرار الحكومة ولو على حساب الناس، خصوصاً أنّ ما حصل لا يخرج عن سياق التسوية المركّبة لتأجيل المشكلة... إلا أنّ الوضع الحكومي المأزوم لم يحجب الاهتمام عن القمة العربية التي تفتتح أعمالها اليوم في بغداد في ظل سؤال أساسي رافق انعقادها وهو ما إذا كانت ستتمكن من إحداث اختراق نوعي وتحوّل مفصليّ في مسار الأزمة السورية؟
شاءت الصدف، أن تجتمع ملفات خلافية دسمة دفعة واحدة على طاولة مجلس الوزراء، فضاقت قاعة المجلس الذي انعقد في قصر بعبدا عصر امس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالمواقف والنقاشات التي أظهرت اصطفافاً متفاوتاً بحسب الملف والمصلحة.
وكان وزراء "تكتل التغيير والإصلاح" الذين اجتمعوا في مكتب وزير الطاقة جبران باسيل قبيل انعقاد الجلسة لتنسيق الموقف، قد ألمحوا لدى دخولهم الى أنّ إدراج بند الكهرباء في آخر الجدول هو عمل مقصود لتأجيل البحث فيه، الأمر الذي لن يسمحوا به حتى ولو اضطروا لأخذ خطوات تصعيدية.
وهذا ما حصل فعلاً عندما طلب باسيل في بداية الجلسة أن يتقدّم النقاش ببند الكهرباء على باقي البنود، لكن سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي رفضا هذا الطلب. وهنا تعهّد رئيس الجمهورية أن يناقش هذا البند في جلسة الأمس ولو تطلب الأمر السهر حتى منتصف الليل. وقد تقصّد باسيل أثناء انعقاد الجلسة الخروج وإبلاغ الصحافيين بما حصل ملمحاً الى أنّ ملف الكهرباء "يمكن أن يتحوّل الى ملف شهود زور وفهمكم كفاية"، في إشارة الى احتمال أن يؤدي ذلك الى تعليق مشاركة وزراء التكتل في الجلسات المقبلة إذا لم يناقش الأمر في جلسة الأمس.
أمّا وزير المال محمد الصفدي فلم يبدِ أيّ مرونة ودافع عن تقرير قدّمه الى مجلس الوزراء يستند الى وجهة نظر باسيل لجهة الحاجة الماسة الى البواخر من اجل تأمين البديل عندما يخضع معملا "الزوق" و"الجية" للتأهيل.
وفي دردشة مع الإعلاميّين قال الصفدي إنّ كلفة البواخر هي حد أدنى 15 في المئة أقل من كلفة إنتاج معملي الزوق والجية.
وقال إنه اقترح تعديل المدة من 5 الى 3 سنوات. وأوضح أنّ خلافه هو مع وزير الاقتصاد نقولا نحّاس وليس مع ميقاتي، قائلاً إنّ كلامه مؤسف مؤسف مؤسف.
في كلّ الأحوال لقد تمكن مجلس الوزراء من تعيين كلّ من انطوان جبران مديراً عاماً للأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية، وناتالي يارد مديرة عامة في إدارة الموظفين في مجلس الخدمة، ومنى عواد مديرة عامة للشؤون الوزارية في مجلس الوزراء.
وخلافاً للأجواء السلبية التي سبقت الجلسة تقاطعت المصالح التقنية والسياسية بتجنيب مجلس الوزراء التصويت وتم الاتفاق على صيغة تدمج ما بين اقتراح ميقاتي واقتراح الصفدي وباسيل وتقضي بأن يتم استئجار بواخر وذلك لمدة سنتين قابلة للتمديد سنة ثالثة، على أن يبدأ التفاوض من جديد على أسعار مخفّضة لاستئجار البواخر، ويتم في موازاة ذلك بدء الإجراءات العملية لإنشاء معامل الكهرباء.
وقد تحفظ على الاتفاق الكهربائي وزراء «جبهة النضال الوطني»، ووصفت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» ما حصل بالتسوية السياسية لكنها اعتبرت ان صفقة باسيل حوصرت من خلال اعادة طرح التفاوض على الاسعار وجعل الحكومة المرجعية التي سيعود اليها وزير الطاقة بعد التفاوض مع الشركتين التركية والاميركية اللتين ستشغلان الباخرتين لانتاج طاقة بقوة 270 ميغاواط، فضلا عن إعادة تكليف اللجنة الوزارية التفاوض على الشروط التعاقدية والاسعار. وقد وصف الوزير وائل ابو فاعور الوزير باسيل بانه وزير بـ300 وزير.
والمفاجأة الأخرى خلال الجلسة تمثّلت بفضّ الخلاف بين ميقاتي والصفدي، حيث تأهّب رئيس الحكومة وتوجّه نحو وزير المال مقبّلاً إياه وقائلاً له: لن أنسى أنّ اليوم يصادف عيد ميلادك. وأضاف: لا شيء يفرّقنا والمحاولات الإعلامية لتفريقنا لن تنجح.
موافقة دمشق إلتفافية
وغداة إعلان دمشق موافقتها على خطة المبعوث الدولي كوفي انان للخروج من الأزمة، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد، فيما اتّهمت الخارجيّة الأميركيّة الرئيس السوري بـ"عدم الوفاء بوعوده" لجهة تطبيق خطة أنان لحلّ الأزمة السورية، مشيرةً إلى أنّ "الأسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق الخطة"، مؤكدة أن واشنطن "ستحكم على الأسد على أساس أعماله لا وعوده"، داعيةً إلى "مواصلة الضغط" عليه. وأشارت الخارجية الفرنسية بدورها الى أنه "بعد اشهر من الوعود التي لم تُحترم، ستحكم فرنسا والأسرة الدولية على أفعال بشار الأسد".
ونقلت "الجمهورية" عن ديبلوماسي فرنسي رفيع اعتباره أنّ الموافقة السورية على خطة أنان هدفها الأوحد الالتفاف على مقرّرات القمة العربية وتطويقها وإفراغها من مضمونها، إذ إنّ الموافقة استبقت عن سابق تصوّر وتصميم القمة بغية تجنّب خطوات تصعيدية إضافية ضد النظام، الأمر الذي لا يخرج عن سياق المناورات المكشوفة وسياسة شراء الوقت التي لم تعد تجدي نفعاً.
وفي هذا الوقت أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في اختتام وزراء الخارجية العرب اجتماعهم التحضيري للقمة العربية: "توصّلنا إلى مشروع قرار "متميّز" بشأن سوريا نابع من المبادرة العربية وسيتم عرضه على القادة العرب في القمة".
كلمة سليمان
ويشار إلى أنّ لبنان سيشارك للمرة الأولى في قمة عربية من دون سوريا، حيث سيلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان التي سيكرّس فيها موقف "النأي بالنفس"، وسيتطرق الى القلق الحاصل من الأحداث الجارية في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، وسيطالب بمساعدة السوريّين في خياراتهم لعودة الاستقرار الى بلادهم، كما سيدعو الجامعة العربية لأن تشكّل حاضنة لكلّ الدول العربية دون استثناء.
مراقبون دوليّون
وأفاد مراسل "الجمهورية" في واشنطن نقلاً عن مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن أنّ "قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة يدرس احتمال نشر مراقبين دوليين في سوريا لمراقبة تطبيق خطة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان فور وضعها موضع التطبيق". وأضاف "أنّ الأمم المتحدة تدرس خيار نشر مراقبين بشكل سريع وفعّال من بعثات حفظ السلام الموجودة في المنطقة كقوة أندوف في الجولان ويونيفيل في جنوب لبنان". وأوضح "أنّ استعارة مراقبين من هذه البعثات هي تجربة فعّالة اعتمدتها الأمم المتحدة في مناطق أخرى في العالم، لكن ذلك يتطلب قراراً يصدر عن مجلس الأمن".
واعتبر ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن أنّ "أعضاء المجلس سيتوصّلون عاجلاً أم آجلاً الى التوافق على قرار في المجلس بسبب الحاجة الى دعم مهمة كوفي أنان". وأضاف "أنّ دعم مهمة أنان هو مسألة أجمع عليها أعضاء المجلس بمن فيهم روسيا والصين ولا بد من ترجمة هذا الدعم في قرار يحمل صفة تنفيذية". ومن المقرّر أن يستمع مجلس الأمن الاثنين الى إحاطة من كوفي أنان حول حصيلة مشاوراته، وتقويمه للرد السوري على خطته.
مشروع قرار أميركي
وقدّمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام السوري في سوريا. ومن أبرز الأعضاء الذين تبنّوا المشروع جون ماكين الذي وجه انتقادات حادة للمشروع الذي قدمه مبعوث الامم المتحدة الى سوريا كوفي أنان، مشككاً في نية الحكومة السورية الالتزام ببنود خطة انان. وينصّ مشروع القرار الأميركي على الآتي:
- إدانة المجازر الجماعية وانتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها بشار الأسد والتابعون له بحق الشعب السوري.
- يشدّد على حق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه ضد حملة العنف التي يقودها نظام الأسد.
- يدعم الدعوات من قبل الحكام العرب بتزويد الشعب السوري بوسائل للدفاع عن نفسهم ضد بشار الأسد وقواته، بما فيها مدّهم بالأسلحة، ويدعو الرئيس الأميركي للعمل مع حلفائه لتطبيق هذه الجهود بشكل فعّال.
- يحثّ الرئيس الأميركي على اتخاذ خطوات وقائية تضمن عدم وصول الدعم المادي الى افراد تابعين للقاعدة ومنظمات مشابهة، او للمجموعات التي ارتكبت انتهاكات حقوق الانسان.
- يؤكد على أنّ إنشاء ملاذات آمنة للشعب السوري خطوة مهمة لإنقاذ الأرواح والمساعدة على وضع نهاية لقتل المدنيين، ويدعو الرئيس الاميركي الى التشاور عن كثب مع الحلفاء في المنطقة للنظر في كيفية انشاء هذه الملاذات ومواقعها.
- يحثّ الرئيس الاميركي، ضمن جهد دولي لمحاسبة مسؤولين في الحكومة السورية على: 1- جمع معلومات حول المجازر الجماعية وانتهاكات حقوق الانسان. 2- الاستمرار باتخاذ إجراءات لضمان محاسبة مسؤولين كبار في الحكومة السورية.
- يشيد بإنشاء مجموعة "أصدقاء سوريا" والجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف وتأمين مرحلة انتقالية سلمية في سوريا ويشدّد على ضرورة تنحّي الأسد.
وقال أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ لـ "الجمهورية" إنّ أهمية مشروع القرار تكمن في دعوته الواضحة والصريحة إلى تسليح الشعب السوري، في خطوة متقدمة على طريق إسقاط الرئيس السوري، فضلاً عن أنّ الدعوة لإنشاء ملاذات آمنة هو بحد ذاته إعلان حرب، لأنّ هذه الملاذات تتطلب حماية منعاً لاستهدافها من قبل النظام.
المحكمة الدولية
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تقديم دعم إضافي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان مؤكداً مواصلة دعم الحكومة البريطانية للعدالة الدولية التي تمثل إحدى دعائم السياسة الخارجية لبريطانيا. وأضاف: "سوف نقدم مليون جنيه استرليني للمحكمة الخاصّة بلبنان، وذلك يرفع إجمالي مساهمات المملكة المتحدة إلى 3.3 ملايين جنيه استرليني منذ عام 2009. تؤكد هذه المساهمة دعم المملكة المتحدة الثابت لهذه المحكمة الخاصّة التي تلعب دورا أساسيا في محاسبة من تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم خطيرة، وإنهاء الحصانة عن الاغتيالات السياسية في لبنان. والمملكة المتحدة ملتزمة، وستواصل التزامها، بالعمل تجاه الحفاظ على سيادة واستقرار لبنان".
المجلس الوطني الـ14 آذاري
وفي خطوة مفاجئة بتوقيتها ودلالاتها أعلن منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بعد اجتماع الأمانة العامة أنّ الأخيرة كلّفت رئيس حركة "اليسار الديمقراطي" الياس عطالله ورئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، والنائب مروان حمادة، القيام بكلّ الاتصالات اللازمة داخل قوى 14 آذار وخارجها من أجل وضع الآليات الاصلاحية داخل 14 آذار قيد التنفيذ وفي طليعتها "إنشاء المجلس الوطني لقوى 14 آذار وثورة الأرز".
وتعقيباً على هذه الخطوة قال النائب مروان حمادة لـ"الجمهورية" إنّ "الهدف منها ترجمة الوعود التي أطلقناها في ذكرى 14 آذار العام الفائت والمتصلة بإنشاء إطار يجمع كلّ مكوّنات انتفاضة الاستقلال الحزبية والمدنية وإشراكها في قيادة هذه المرحلة المفصلية في تاريخ لبنان، خصوصاً أنّ التطوّرات الاقليمية والاستحقاقات المقبلة ومنها الانتخابات النيابية ثم الرئاسية تتطلب مزيداً من التماسك والتنسيق والتواصل تحقيقاً لأهداف ثورة الأرز.
وأوضح حمادة أنّ فكرة إنشاء مجلس وطني هي فكرة قديمة لم تنفّذ بسبب تلاحق التطوّرات في لبنان والمنطقة من الثورات العربية الى الانتفاضة السورية والانقلاب الحكومي واضطرار الرئيس سعد الحريري البقاء خارج البلاد نتيجة المخاطر الأمنية بعد ظاهرة القمصان السود، فضلاً عن التطوّرات التي طرأت وستطرأ على المحكمة الدولية في ضوء القرارات المتوقعة، واستمرار حكومة اللون الواحد تحت هيمنة "حزب الله". إنّ كلّ هذه الأحداث تستوجب تحريك وتجييش الطاقات داخل 14 آذار، فهي ليست حزباً بل مجموعة أحزاب وقوى ضمن فكر وطني واحد.
وعمّا إذا كانت تسمية "المجلس الوطني" تتناسب مع الواقع اللبناني، خصوصاً أنها برزت في الثورات العربية وتمّ تبنّيها من قبل المعارضة التي تريد إسقاط الأنظمة، أجاب حمادة: "لا علاقة لذلك إطلاقاً، إذ إنّ مشروع المجلس الوطني او الهيئة العامة لــ 14 آذار تجلّى في اجتماعات البريستول غير أنها بقيت فكرة دون تطوير وهيكلية وتأطير. لا شك أنّ الكتلة النيابية موجودة وتمكنت من تحقيق خطوات بارزة، كما أنّ القيادة العليا تجتمع دورياً وراء الكواليس، ولكنها ربما تحتاج الى إطلالات اكثر، وبالتالي كلّ ذلك دفعنا نحن المستقلين في 14 آذار الى التحرك في اتجاه الأحزاب والمجتمع المدني تفعيلا للواقع الاستقلالي".
وعمّا إذا كان هذا القرار يحظى بموافقة "القوات" و"الكتائب" و"المستقبل" أكد أنه سيصار إلى الاتصال بهذه ألأحزاب والتواصل معها.
دمج "الكفاح المسلّح"
علمت "الجمهورية" أنّ قرار دمج "الكفاح المسلّح" بالقوات العسكرية الفلسطينية المنضوية تحت لواء حركة "فتح" قد تم تنفيذه أمس، بعد أكثر من أسبوعين على اتخاذه بناء على توجيهات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقد وقّع اللواء صبحي أبو عرب فور تسلّمه مهمّاته الجديدة من الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" قرارين، قضى بتشكيل كتيبة أولى بقيادة ابراهيم المقدح الملقب بـ"الطاووس"، وكتيبة ثانية بقيادة "أبو علاء" السعدي.
لكنّ "اللينو" رفض تسليم "الكفاح المسلّح" مشترطاً على "ابو عرب" إبطال العمل بهذين القرارين، فاستجاب الأخير وألغاهما، فسلّم "اللينو" عندها كل الحواجز التابعة لـ"الكفاح المسلّح" على مداخل مخيّم عين الحلوة، وكذلك المقار العسكرية والتنسيقية. وقد طرح هذا التطور البارز علامات استفهام كبيرة حول مصير هذا المخيّم الذي يشكّل بؤرة أمنية خطيرة ويأوي كثيراً من المطلوبين لمخابرات الجيش اللبناني، كذلك يشكّل عنصر استقرار مهم لمدينة صيدا والجنوب، خصوصاً أنّ "اللينو" كان معروفاً بتعاونه مع المخابرات حيث كان ينسّق معها لملاحقة المطلوبين وتسليمهم.

 

 

الدبلوماسية التركية بين قمة بغداد و«أصدقاء سوريا»: تجاهل العرب محرج.. والفشل في دمشق أكثر حرجاً

السفير...محمد نور الدين
اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بالكذب، مؤكداً أنه لا يثق بموافقته على خطة المبعوث الأممي كوفي أنان لحلّ الأزمة السورية. وقال أردوغان من ألماتا في كازاخستان إن الأسد قد كذب عليه وعلى الرئيس عبد الله غول ووزير الخارجية احمد داود اوغلو مرات عدة في السابق، في حين تمنى رئيس وزراء تركيا أن تأخذ خطة أنان طريقها للتنفيذ وان تتوقف إراقة الدماء. من جهته، قال داود أوغلو إن الأسد يطلق مثل هذه الوعود قبل أي اجتماع حساس مثل مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني.
وأرخى الانقسام داخل المعارضة السورية بثقله على مؤتمر ما يسمى بـ«أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول الأحد المقبل. وتوقعت أوساط صحافية أن يكون ذلك امتحانا لتركيا، التي سيضعف فشلها في توحيد صفوف المعارضة يدها في الموضوع السوري.
وكتب سميح ايديز في صحيفة «ميللييت» التركية قائلا إن «الدبلوماسية التركية تدخل مرحلة صعبة وقلقة». ومن مؤشرات ذلك، حسب إيديز، عدم دعوة العراق لتركيا إلى مؤتمر القمة العربية في بغداد، حتى لو اقترن ذلك بعدم دعوة إيران أيضا. وهذا التجاهل لبلد فاعل وله هذا التأثير في الوضع السوري منذ أشهر عدة لا يصبّ في مصلحة الدبلوماسية التركية، ويعتبر تراجعاً لها خصوصاً أن تركيا قد شاركت في معظم مؤتمرات القمة العربية التي عقدت في السنوات الأخيرة. ولأول مرة يشار إلى سبب عدم الدعوة بأن تركيا بلد «غير عربي»، ولهذا دلالات متعــددة، تحديداً أنها جاءت من وزير الخارجية العــراقية هوشيار زيباري بالذات. وما يزيد في انزعاج أحــمد داود اوغلو في المقابل هو دعوة ممثل للاتحاد الأوروبي إلى القمة.
كذلك يشير ايديز إلى أن كلام زيباري إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أثار استياء تركيا إذ قال إن «مؤتمر القمة العربية يظهر قدرة العراق على الوقوف على قدميه في مواجهة التدخلات الإقليمية»، والمقصود بها هنا تدخلات إيران وتركيا. وكان زيباري قد استدعى السفيرين الإيراني والتركي للاحتجاج على تدخلهما في الشأن العراقي.
ويقول إيديز إن هذه المؤشرات تثير عدم رضى أنقرة عشية انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، مضيفاً إن «العلاقات التركية - الإيرانية لا تمرّ بمرحلة إيجابية في ضوء اتهام أردوغان الصين وروسيا وإيران بأنها تدعم نظام الأسد، وهو ما ينبئ بأن محادثات اردوغان في طهران ستكون ساخنة».
يُضاف إلى عوامل التوتر التركية ـ الإيرانية، حسب ايديز، «اتهامات العديد من الكتّاب الإيرانيين، وآخرهم كاويه افراسياب في صحيفة «آسيا تايمز»، لداود اوغلو بأنه ينتهج «سياسة عثمانية جديدة عدوانية» وبـ«أن تركيا أداة لحلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط». وهو ما أزعج داود اوغلو والمسؤولين الأتراك.
وفي الموضوع السوري أيضا يذكّر الكاتب محمد علي بيراند في صحيفة «حرييت» التركية بأن اردوغان كان قال له في مقابلة في بداية الأحداث السورية بأن بقاء الأسد في السلطة مسألة أشهر. ويكتب بيراند قائلا «في العام الفائت قال لي اردوغان إن الأسد لن يصمد أشهراً قليلة. لكن حسابات المنزل لم تطابق حسابات السوق». ويقول بيراند إن السبب الأهم أن المعارضة السورية مفككة، ولكل منها تصوره المختلف لسوريا التي يريد، كما أن الأكراد والمسيحيين لا يعرفون أي بديل سيكون ما بعد الأسد. وما الذي قد يحصل إذا جاء نظام راديكالي وماذا سيحصل إذا فقدت المكتسبات التي جاء بها النظام العلماني. ويردف «إن توقعات الخبراء أن الأسد قد يبقى سنة أو سنتين، في حال توحدت المعارضة»، معلقاً «للمرة الأولى نسمع مثل هذا الكلام».
بدوره، يحذّر قدري غورسيل في «ميللييت» من جديد تركيا من أي تدخل عسكري في سوريا بمفردها. ويشرح موقفه بعشر نقاط «أولاً لا وضوح في الوضع، ثانياً لا معارضة مقنعة بديلة، ثالثاً إن إقامة منطقة عازلة بهدف حماية السنة لا يعني سوى حرب أهلية و«لبننة» سوريا، رابعاً لا ضمانة في أن تواصل روسيا وإيران، حليفتا الأسد، مد تركيا بالطاقة التي تعتمد عليهما، خامساً إن حزب العمال الكردستاني سيتحرك بالتعاون مع سوريا كما مع إيران، سادساً إن دخول تركيا إلى سوريا سيدوّل المشكلة الكردية، سابعاً إن أي تدخل عسكري يتطلب التمويل ونهاية موسم السياحة قبل بدئه، ثامناً سيكون من السذاجة ألا ينعكس مثل هذا التدخل على تركيا المنقسمة على نفسها بين أكراد وأتراك وعلويين وسنّة وعلمانيين وإسلاميين، تاسعاً سيضاعف هذا من احتمال ضربة إسرائيلية لإيران، حيث سيبدو، كما لو أن هناك تحالفاً تركياً - إسرائيلياً ضد سوريا وإيران، وعاشراً سيعتبر دخول الجنود الأتراك إلى سوريا على انه دخول عثماني إلى أرض عربية وستستيقظ من جديد الحساسيات التركية - العربية ويضاعف هذه الشكوك والاتهامات واقع أن تركيا تنتهج سياسة عثمانية جديدة.

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,358,507

عدد الزوار: 6,988,288

المتواجدون الآن: 76