جامعات العراق... بيئة عشائرية بسبب التدخلات الخارجية في شؤونها...العيساوي.. القيادي السني التوافقي المعتدل قد يصبح الهدف الثاني للمالكي بعد الهاشمي

المالكي يؤكد استعادة العراق عافيته ويهدد القوى «المرتبطة بالإرهاب»

تاريخ الإضافة الأحد 1 كانون الثاني 2012 - 8:44 ص    عدد الزيارات 2161    القسم عربية

        


المالكي يؤكد استعادة العراق عافيته ويهدد القوى «المرتبطة بالإرهاب»
بغداد – «الحياة»
 

احتفل العراق أمس بنهاية الاحتلال الأميركي، بمهرجانات في محافظات مختلفة. وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال احتفال مركزي أقيم تحت عنوان «يوم العراق» أن البلاد «استعادت عافيتها»، مؤكداً أن «زمن وجود قوى سياسية مرتبطة بالإرهاب قد ولى».

وقال إن «الحادي والثلاثين من كانون الأول الذي يصادف انتهاء عملية انسحاب القوات الأميركية هو يوم وطني». وأضاف أن «العراق استعاد عافيته، على رغم كل الجهود والمخططات التي كانت وما زالت تعمل كي يبقى العراق معزولاً ومنكفئاً على جراحه ومشاكله».

ودعا العراقيين إلى «تحمل المسؤولية الشرعية والتاريخية والوطنية لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الجانبية والتسريع في بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة والاحتكام إلى الدستور والقانون لطي صفحة الماضي والوصول إلى بر الأمان». لكنه أشار إلى أن «زمن وجود قوى سياسية داخل العملية السياسية مرتبطة بالإرهاب قد ولى والحكومة ستضرب بحزم منفذي الأعمال الإرهابية والمحرضين عليها».

وزاد أن «بلدكم اليوم حر وانتم أسياد تستحقونه، وليس على أبناء العراق إلا الحفاظ على سيادته ووحدته واستقلاله، وسيثبتون للعالم أجمع أنهم على قدر مسؤولية حمل الأمانة».

وكانت احتفالات أقيمت في الأعظمية والأنبار وصلاح الدين، حمل مشاركون فيها صور نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بالتورط في أعمال إرهابية، معتبرين التعرض له «خطاً أحمر»، فيما طالب مشاركون في احتفالات أخرى في كربلاء والبصرة وذي قار بمحاكمته.

وقد غادرت القوات الأميركية العراق مخلفة بين 600 ألف ومليون ونصف المليون قتيل وملايين المصابين والأيتام والأرامل، بالإضافة إلى البنى التحتية المدمرة وغياب الخدمات، مخلفة أيضاً انقساماً على المستوى وصراعاً سياسياً مفتوحاً على كل الاحتمالات.

وكان قياديون في كتلة «العراقية، بزعامة إياد علاوي، في محافظة النجف أعلنوا أمس انسحابهم من الكتلة، بعد أيام من انشقاقات مماثلة لأعضاء الحركة في ذي قار والديوانية.

وفيما اتهم علاوي «جهات سياسية نافذة» بالضغط على أعضاء حركته في المناطق الشيعية، قال منشقون إن انسحابهم جاء احتجاجاً على ظهور ميول مذهبية في «العراقية».

ويعتقد أن علاوي الذي فاز في انتخابات عام 2010 وشكل أكبر تحد لرئيس الوزراء نوري المالكي عبر نجاحه في استقطاب السنة، قد يدفع ثمن زيادة حدة الاستقطاب الطائفي، فقد بدأ يخسر قواعده في مدن الجنوب الشيعية بالتزامن مع مؤشرات كثيرة تؤكد أن السنة يتجهون إلى عدم قبول شيعي علماني يحكم العراق، ويفضلون قادة من الطائفة ذاتها.

 

 

«القاعدة» في العراق تحاول العودة الى المحيط السنّي مستثمرة الخلافات السياسية
الأحد, 01 يناير 2012
الحياة..بغداد - عبدالواحد طعمة
 

أعلن ضابط رفيع في الجيش العراقي عن تبني «القاعدة» استراتيجية جديدة للإيقاع بين القوى السياسية مستغلة خلافاتهم، اضافة الى توجيه ضربات مباشرة إلى خصومها السنّة في محيط بغداد ومحافظات اخرى، واتهم دولاً لم يسمها بتنفيذ المخطط لارباك الوضع الامني، فيما انحى الشيخ حميد الهايس باللائمة على سياسيين «لتوفيرهم غطاء منح عناصر مسلحة فرصة البقاء خارج المعتقلات».

وقال مسؤولون امنيون ان مسلحين يحملون اسلحة مزودة كواتم للصوت هاجموا نقطة تفتيش يحرسها خمسة من عناصر «مجالس الصحوة» فقتلوهم جميعاً في محافظة ديالى السبت، فيما اكد مصدر في الشرطة في محافظة صلاح الدين، ان منزل قائمقام قضاء الدور عثمان عبدالكريم انهار إثر تفجيره بعبوات ناسفة شرق تكريت.

إلى ذلك، أكد مصدر رفيع في الجيش العراقي في تصريح الى «الحياة» ان «تنظيم القاعدة يحاول اعادة الحياة الى تشكيلاته من خلال تبنيه استراتيجية جديدة تتمثل بإذكاء الخلافات بين الفرقاء السياسيين وتنسيق هجماته بالتزامن مع التصعيد السياسي او الاعلامي لقادة السنّة في الحكومة».

وزاد: «نحن الآن نواجه اكثر من جهة في الشارع تعمل على تقويض الامن، فإضافة الى القاعدة هناك دول وقوى سياسية محلية على علاقة مع عناصر سابقين في دولة العراق الاسلامية تستأجر هؤلاء لشن هجمات تربك الوضع الامني وتزيد هوة الخلافات بين حكام البلد».

ولفت المصدر إلى «حادثتين، الاولى دخول سيارة مفخخة الى قلب المنطقة الخضراء وعلى مبعدة بضعة امتار من مجلس الوزراء وملاصقة لمبنى البرلمان وتفجيرها عن بعد، ما يشير الى أن وصولها الى هذه النقطة تم بتدخل سياسي. القاعدة لم تتمكن يوماً من اختراق دوائر الدولة حتى البسيطة منها، الامر الذي كان يدفعها دائماً الى تنفيذ عمليات انتحارية لاقتحام مثل هذه الاهداف. أما العملية الاخرى فهي الهجوم الانتحاري الذي استهدف وزارة الداخلية، بعد ايام معدودة من اعلانها كشف متهمين بعمليات ارهابية في طاقم حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بهدف توجيه اصابع الاتهام الى الجهة المتضررة. هذه العملية حملت بصمة القاعدة، وبالتالي فإن الاستنتاج المنطقي لكل ما يتوافر من معلومات وشواهد يشير الى جهات تعمل على زعزعة استقرار البلاد».

وعن الهجمات التي تتعرض لها «الصحوات» في محيط العاصمة ومحافظات سنية قريبة، قال المصدر ان «هذه الهجمات جزء من اسلوب الاستهداف المباشر لتصفية خصوم القاعدة في هذه المناطق التي أنزلت فيها اشد الضربات قسوة خلال الاعوام الماضية، وللإيحاء بأن انسحاب القوات الاجنبية من العراق حوّل خصومها الى فريسة سهلة لبث الرعب في صفوف المناهضين لها».

وعلى رغم اعلان مسؤولين حكوميين تراجع نفوذ «القاعدة» في مناطق عملها وسط البلاد وغربها، ومنها تصريحات لأحد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال ان القاعدة تلفظ أنفاسها ولم يبق لها الا حوالى 50 من قادتها، الا ان الشيخ حميد الهايس، رئيس «مجلس إنقاذ الأنبار» عزا في تصريح إلى «الحياة» ما تتعرض له «الصحوة» إلى «تنامي قوة القاعدة خلال الفترة الماضية وسيطرتها على مناطق نائية. هذا ما كان وراء عملياتها الانتقامية من الصحوة من جهة، ولإزاحة هذه العقبة من طريق مخططاتها الرامية إلى إعادة حقبتها الظلامية إلى مناطق لفظتها».

واتهم الهايس قوى سياسية لم يسمها بالتسبب في بقاء عناصر مسلحة خارج المعتقلات وقال ان «العامل الآخر في وصول القاعدة الى اهدافها هو النفاق السياسي لبعض القوى، ما أدى الى بقاء القاعدة خارج السجن ووفر لها ملاذاً آمناً ودافع عنها».

 

 البصرة تتهم وزارات بعرقلة الاستثمار

 
الحياة..البصرة – أحمد وحيد .. اتهمت هيئة الاستثمار في البصرة وزارات ودوائر ودوائر رسمية بعرقلة عملها، «عبر اعتمادها قوانين ملغية أو عدم شفافيتها في تحديد طلباتها».وقال رئيس الهيئة خلف البدران لـ «الحياة» إن «بعض دوائر الدولة في المحافظة تصر على اعتماد قوانين ألغاها قانون الاستثمار العراقي الجديد ما شكل عقبة حقيقية أمام المستثمرين المحليين ممن منحوا تراخيص».

وأضاف: «ما زلنا نفتقد البيئة المناسبة للاستثمار فبعض الموظفين تنقصهم ثقافة التعامل مع المستثمر وفي أحسن الأحوال يتعامل معه على أساس كونه مقاولاً لدى الدولة وهذا خطأ، وعلى الجميع محاولة نشر الوعي الاستثماري وتقديم التسهيلات». وتابع إن «الحكومة المحلية حذرت دوائر الدولة التي لا تتفاعل مع هيئة الاستثمار».

وأوضح أن «قانون الاستثمار العراقي رقم 13 لعام 2006 المعدل في المادة 10، أشار إلى استثناء الإجراءات الخاصة بإيجار عقارات الدولة للمستثمر العراقي والأجنبي لإقامة المشاريع الاستثمارية بموجب هذا القانون من أحكام قانون بيع وإيجار أموال الدولة رقم 32 لعام 1986 أو أي قانون آخر يحل محله». وبين إن «من أبرز المعوقات التي تعترض عملية الاستثمار هي المعوقات التي تضعها وزارة البلديات والأشغال برفضها منح الأراضي للمستثمرين بحجة تعارض ذلك مع قانون بيع وإيجار أموال الدولة رقم 32 لعام 1986، الذي ألغي بموجب القانون الجديد وكل النصوص الذي تتعارض معه».

وقال رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني لـ «الحياة» إن «الاستثمار لا يمكن أن ينجح من دون وعي وتفعيل من دوائر البصرة لقانون الاستثمار وإعطائه أولوية من أجل تحقيق أهدافه». وأضاف: «طالبنا الدوائر التابعة للوزارات بضرورة التجاوب مع قانون هيئة الاستثمار الذي يعتبر أحدث من كل القوانين التي تعمل بموجبها ولذا».

 

 

الكتل العراقية تحدد منتصف الجاري موعداً لعقد المؤتمر الوطني في بغداد
 
الحياة..بغداد - عمر ستار... حددت الكتلة الكردية في البرلمان العراقي منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري موعداً لعقد «المؤتمر الوطني» الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني ورجحت أن يكون في بغداد بسبب «إصرار التحالف الوطني على ذلك»، فيما جدد ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي تحذيره من طرح قضايا غير دستورية تتجاوز القانون في المؤتمر المرتقب.

وكان طالباني دعا الأسبوع الماضي إلى عقد مؤتمر وطني عام لكل القوى السياسية لمعالجة القضايا المتعلقة بإدارة الحكم والدولة ووضع حلول للأزمة ومن المقرر أن تجتمع خلال الأيام المقبلة لجنة مصغرة تضم عضوين من كل كتلة للبحث في تفاصيل المبادرة.

وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» حسن جهاد إن 15 الشهر الجاري موعد عقد المؤتمر الوطني وإن «الاجتماعات والاتصالات الثنائية بين الكتل التي يرعاها رئيس الجمهورية حالياً أفضت إلى تحديد هذا الموعد ونحن في حاجة إلى الوقت المتبقي للإعداد لهذا المؤتمر الذي سيكون حاسماً في مسيرة العملية السياسية».

ورجح أن يكون «مكان انعقاد المؤتمر في بغداد بسبب إصرار التحالف الوطني وعدد من نواب الكتل الأخرى على ذلك ونحن في التحالف الكردستاني لا نمانع في أن تحتضن العاصمة هذا المؤتمر التاريخي ولكن سيسبقه اجتماع لقادة الكتل في أربيل لوضع الخطوط العريضة التي سيناقشها المؤتمر».

وأوضح جهاد أن المؤتمر سيخصص للبحث في الخلافات السياسية بين الكتل، خصوصاً بين «دولة القانون» و «القائمة العراقية» ومشكلات الشراكة الحكومية «كما ستطرح الكتل الأخرى مشكلاتها أيضاً وعلى سبيل المثال ستطرح كتلة التحالف الكردستاني موضوع المادة 140 من الدستور الخاصة بكركوك وغيرها من القضايا الخلافية».

وكان «التحالف الوطني» الذي يضم القوى الشيعية الرئيسية أبدى ترحيبه بفكرة عقد المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية لكن اشترط انعقاده في بغداد، كما اشترط الاحتكام إلى الدستور وعدم الخوض في قضايا قضائية أو الاتفاقات السياسية.

وجدد النائب عن «دولة القانون» علي شلاه ضرورة تجنب «مناقشة أي قضية قانونية أو دستورية لأنها ليست من اختصاصات قادة الكتل ولن نقبل تجاوز الدستور». وقال لـ «الحياة» إن ائتلافه «استجاب المشاركة في المؤتمر المرتقب وهذا تأكيد لموقفه الداعم للحوارات لتنقية الأجواء داخل العملية السياسية، وحرصاً على بقاء حكومة شراكة ناجحة بعيداً عن التهديدات».

وأضاف: «لا خلاف على عقد أي حوار يجمع الكتل السياسية وتكون مخصصة على القضايا العامة والأزمات التي تعرقل العملية السياسية كما أننا نبدي مرونة عالية». وزاد: «إننا نرحب بأي دعوة تطلق لحل المشاكل السياسية ومنها عقد المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ولكن سنرفضه إذا تدخل في عمل القضاء».وأعلنت «القائمة العراقية» عزمها على المشاركة في المؤتمر «الإفراج عن المعتقلين وعدم تسيس القضاء وتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقة في إدارة الدولة وصنع القرار»، على ما قالت النائب ميسون الدملوجة.

 

انشقاقات جديدة عن «العراقية» في النجف وعلاوي يتهم «جهة نافذة» بالتآمر على حركته
 
الحياة..النجف - فاضل رشاد... أعلن أعضاء في «القائمة العراقية» التي يتزعمها اياد علاوي في محافظة النجف انسحابهم من القائمة بسبب «التهميش والإقصاء والتوجه الطائفي لقادتها»، وأعلنوا تشكيل حركة باسم «أبناء العراق»، فيما اتهمت حركة علاوي (الوفاق) «جهات متنفذة» بالضغط عليهم كي ينشقوا.وكان مسؤولون في «العراقية» في محافظتي الديوانية وذي قار أعلنوا انسحابهم للأسباب ذاتها.

وقال مسؤول «العراقية» في النجف محمد الموسوي خلال مؤتمر صحافي أمس إن «أعضاء مجلس المحافظة عن القائمة شاركوا فيها على أساس تبني المشروع الوطني والابتعاد عن الطائفية». وأضاف إن «مسار القائمة تغير، وباتت طائفية تعمل على تسييس ملفات القضاء ومنها قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المتهم بقضايا إرهابية، كما أنها تدعم الفيديرالية، ما دفعنا إلى الانسحاب في شكل كامل وتشكيل حركة أبناء العراق». وتابع: «إن أعضاء العراقية تدارسوا موضوع الانسحاب على أمل أن تعود إلى مشروعها الوطني لكنها تحولت إلى مشروع غير وطني يدعو إلى تسييس القضاء وتقسيم العراق لذلك قررنا الانسحاب في هذا الوقت».

وأشار إلى المنسحبين على إجراء مفاوضات مع فرع «المجلس الأعلى» و «دولة القانون» في المحافظة لاختيار التحالفات المقبلة، بعد تشكيل مجلس تأسيسي جديد. لانتخاب قادة للحركة الجديدة».

واتهمت حركة علاوي، «جهات سياسية نافذة» بالتآمر عليها. وقال الناطق باسمه هادي والي الظالمي في بيان إن «جهة سياسية نافذة دأبت في الآونة الأخيرة على استدراج بعض من استهوته الأضواء الخادعة أو ممن شرع أبوابه أمام ريح الخيانة بعدما حسب على المشروع الوطني»، وأن تلك الجهة «أعدت لهم المؤتمرات الصحافية في القاعات الفخمة للمزادات السياسية الرخيصة ليزايدوا على حركة الوفاق وأمينها العام إياد علاوي وتاريخهما النضالي في مقارعة الدكتاتورية وبناء الدولة الوطنية المدنية».

وأضاف إن «تلك الجهة السياسية النافذة تستحوذ على الكثير من المال العام وتبدده في شراء ذمم النافخين في بوق السلطان، أو البلطجية استعداداً لقمع أصوات الحرية كما حدث في ساحة التحرير وعوضاً عن أن تنشغل في الشأن العام والعمل على المصلحة الوطنية بما يمليه الواجب، كرست انشغالاتها في التأسيس لدكتاتورية كارتونية، غافلة عن أنها تنسج عالماً من الوهم لا وجود له إلاّ في وعيها الظلامي».

وزاد أن «تلك الأحابيل الهزيلة لن تنطلي على أحد، فالحركة قد اجتازت مؤامرات أكثر شراسة وخرجت منها أصلب عوداً، وهي تنسج في ضمير العراقيين ووجداناتهم وتبني تنظيماتها على الأرض».

وطالب تلك الجهة من دون تسميتها «بالتزام الدستوري في صون وحماية التعددية السياسية، والكف عن أساليب إذكاء الكراهية والإيذاء التي اتبعتها إزاء كل شركائها السياسيين والوطنيين من دون استثناء».

 

 

تدهور الوضع في العراق يلقي ظله على حملة أوباما الرئاسية
 

الحياة..هونولولو (الولايات المتحدة) - أ ف ب - بعد أقل من أسبوعين على رحيل آخر جندي أميركي من العراق، يبدو التوازن السياسي الهش في هذه البلاد مهدداً. وقد اتهم شركاء في الائتلاف الحكومي رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شيعي، بإزعاج السنة وبأنه يريد إقامة ديكتاتورية جديدة.

وهذه الأزمة الخطيرة تتزامن مع تصاعد أعمال العنف حيث قضى ستون شخصاً قبل أسبوع في بغداد في سلسلة اعتداءات نسبت إلى تنظيم «القاعدة».

وقال فريدريك كاغان، أحد مهندسي الاستراتيجية الأميركية في العراق في أواخر ولاية الرئيس السابق جورج بوش: «إن التساؤل الحالي لا يكمن في معرفة من خسر في العراق، بل بالأحرى هل العراق سقط فعلاً». وأضاف: «يقال إن هذه هي الحقيقة».

ويعود الصعود السياسي لأوباما الذي يمضي حالياً إجازة أعياد نهاية السنة في ولاية هاواي إلى حد كبير إلى معارضته الحرب على العراق.

فعندما كان مجرد نائب محلي في 2002، ألقى خطاباً شكل منعطفاً في مسيرته السياسية، ضد الحروب «السخيفة» مثل تلك التي كانت تعدها إدارة الرئيس الجمهوري جورج بوش ضد نظام صدام حسين.

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، كتم أوباما انتقاداته وسعى إلى استخلاص العبر الإيجابية من الحرب التي استمرت أكثر من ثماني سنوات وأودت بحياة ما يقرب من 4500 جندي أميركي. وأكد أن الولايات المتحدة تترك وراءها عراقاً «سيداً مستقراً ويحظى بالاكتفاء الذاتي».

واعتبر بيتر فيفر، وهو عضو سابق في إدارتي بيل كلينتون وجورج بوش، أن أوباما بتأكيده انسحاب الجنود من العراق «اتخذ أفضل خيار واعد من وجهة نظر سياسية». لكنه حذر في الوقت نفسه من «أنه الأكثر مجازفة أيضاً» لأن غرق العراق في الفوضى قد يلقي بظلاله على حملته الانتخابية وحتى على احتمال حصوله على ولاية ثانية.

وفي الآونة الأخيرة، قال السناتور جون ماكين المرشح الذي لم يحالفه الحظ أمام أوباما في انتخابات 2008 «إن كل التقدم الذي أنجزه العراقيون والأميركيون بثمن مرتفع ومؤلم، بات مهدداً».

ووصف ميت رومني المرشح الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه بترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، الانسحاب الأميركي من العراق بأنه خطوة «متسرعة». وقال: «كان الأولى أن نترك 10 أو 20 أو 30 ألف جندي» في المكان بغية تسهيل المرحلة الانتقالية.

لكن مارينا اوتاواي من مؤسسة كارنيغي للسلام ترى أن الخلط بين الوجود العسكري والنفوذ السياسي خطأ. فالعراق شهد مرحلة من الاضطراب الكبير بعد الانتخابات التشريعية في 2009 فيما كان عشرات آلاف الجنود الأميركيين هناك.

وأوباما لا يفوت أي فرصة أثناء تنقلاته ومداخلاته العامة وأمام مانحين ديموقراطيين في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) في نيويورك، للتذكير بأنه أوفى «بأحد الوعود الأولى التي قطعها في 2008»، وهو الانسحاب من العراق.

غير أن هذه الحجة قد لا يكون لها وقع إيجابي على الناخبين كما حذرت أوتاواي قائلة: «ما يشغل الناس هو الاقتصاد. لم يعد أحد يريد سماع التحدث» عن العراق.

وأفاد استطلاع لمؤسسة زغبي نشر في أيلول (سبتمبر) أن 26 في المئة فقط من الأميركيين يؤكدون أن الحرب في العراق كانت مبررة فيما عبر 56 في المئة عن رأي معاكس.

 

 العيساوي.. القيادي السني التوافقي المعتدل قد يصبح الهدف الثاني للمالكي بعد الهاشمي

تلميحات في الصحافة الحزبية عن «تورط» وزير المالية والقيادي في القائمة العراقية بـ«الإرهاب»

جريدة الشرق الاوسط.. بغداد: جاك هيلي ومايكل غوردن

رافع العيساوي هو رجل مسؤول عن أموال العراق وهو طبيب سني معتدل يحيي ضيوفه ويدين أعداءه باللغة الإنجليزية. وربما يكون هو الزعيم الذي سيُخلع من منصبه في ظل استهداف رئيس الوزراء الشيعي خصومه، ويعد مصيره بمثابة اختبار صعب لدولة تمر بأزمة. وعلى عكس السياسيين السنة الآخرين الذين تعرضوا لهجوم من الحكومة التي يرأسها الشيعة، يُعرف العيساوي باعتباره شخصية توافقية تميل إلى الوفاق، حيث اهتم ببناء الجسور بين الأكراد والشيعة والغربيين. ويمكن أن يؤدي اتخاذ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إجراء ضده، إلى المزيد من الانقسامات في دولة ممزقة طائفيا بالفعل ويرسل إشارة سلبية حول إمكانية إقامة حكومة عراقية تضم كافة الأطراف بعد رحيل القوات الأميركية. الجدير بالذكر أن المالكي قد حاول بالفعل تجريد العيساوي من مهامه الوظيفية.
وقدم العيساوي في مكتبه قراءة قاتمة حول وضعه في الأزمة السياسية التي دفعت حكومة الوحدة الوطنية إلى حافة الهاوية وأثارت الشكوك في تأكيد إدارة أوباما أن العراق بات مستقرا ويمكنه الاعتماد على ذاته. الحل الوحيد، بحسب العيساوي، هو قيادة جديدة، حيث قال: «يريد المالكي حاليا التخلص من شركائه وتأسيس دولة ديكتاتورية. إنه يرغب في توطيد حكمه أكثر. وينبغي أن يتم اختيار رئيس وزراء آخر».
ويرى المؤيدون العيساوي، البالغ من العمر 45 عاما، سياسيا قديرا يرتبط جيدا بقلب سنة العراق، في حين يراه منتقدوه رمزا سياسيا يحاول أن يسقط الحكومة من الداخل. ويلقي مصيره غير المؤكد، وهو عمله داخل حكومة يعارضها، الضوء على عالم سياسي غريب متناقض في لحظة غضب شعبي هائل. ويعد العيساوي واحدا من عدد كبير من السياسيين السنة الذين ينتمون إلى القائمة العراقية التي قررت مقاطعة اجتماعات الحكومة وجلسات البرلمان احتجاجا على رفض المالكي تقاسم السلطة، على حد قولهم. ورفض أربعة أعضاء من المجموعة المشاركة في المقاطعة، ويقول محللون سياسيون عراقيون إن المالكي سوف يستغل التفكك داخل الائتلاف ويحاول استقطاب أحد الفصائل إلى جانبه. مع ذلك، يظل وزير المالية هو المسؤول عن ميزانية قدرها 100 مليار دولار ودفع ملايين الدولارات كرواتب ومعاشات. لم يتحدث العيساوي مع المالكي منذ أسبوعين وهاجمه ووصفه بأنه ديكتاتور العراق الجديد. وقدم المالكي يوم الثلاثاء نوعا من التفنيد، فخلال اجتماع معتاد لحكومته، طلب أن يتم اعتبار العيساوي «مريضا وغائبا»، وقال إنه ينبغي تكليف علي شكري، وزير التخطيط والسياسي المتحالف مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وظيفته وهي إعداد الميزانية.
وبرر علي الموسوي، كبير مستشاريي رئيس الوزراء، ذلك بكون أن المالكي يريد العثور على حل مؤقت للتعامل مع ميزانية العراق في غياب العيساوي، مؤكدا أن الأخير سوف يحتفظ بمنصبه كوزير للمالية. على أي حال، رفضت الحكومة وشكري ذلك، بينما رأى العيساوي هذه الخطوة تصعيدا في معركة المالكي مع القائمة العراقية، وكشف عن تلقيه مكالمة هاتفية من شكري تضمنت اعتذاره. وربما تعد هذه المكالمة مؤشرا على إمكانية التغلب على الخلافات الطائفية في العراق الجديد.
ويتسم بعض النقد الموجه للعيساوي بالنبرة اللاذعة، فقد أعاد بعض المسؤولين العراقيين استخدام بعض الاتهامات القديمة بدعم العيساوي لتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين». ومن هؤلاء عبد الحسين حميد، مستشار المالكي، الذي صرح لوكالة «أنباء كردستان» بوجود قضية تتضمن اتهام وزير المالية بدعم اغتيالات لشخصيات سياسية في الفلوجة. وقال حسن السنيد، الحليف المقرب لرئيس الوزراء، إن الحكومة لا تحقق مع العيساوي. وانتشرت تلميحات مماثلة في الصحافة الحزبية قبل أيام من إعلان إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي على خلفية اتهامات بقيادته لفرقة اغتيالات. ويوجد الهاشمي حاليا في إقليم كردستان بشمال العراق تجنبا للقبض عليه، مؤكدا أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في بغداد.
وقال العيساوي إن التهم الموجهة ضده ما هي إلا محض أكاذيب معلبة تستخدم ضد المعارضين. العام الماضي عندما كان العيساوي نائبا للمالكي، أخبر المالكي الجيش الأميركي بأنه يشعر بالقلق من احتمال وجود علاقة بينه وبين إرهابيين. وفي أغسطس (آب) عام 2010، اتخذ راي أوديرنو، الذي كان يتولى حينها منصب قائد القوات الأميركية في العراق، خطوة استثنائية حين أرسل خطابا إلى المالكي باللغة العربية يؤكد له إجراء المحللين في أجهزة الاستخبارات الأميركية تدقيقا للتهم ووجدوا أن لا أساس لها من الصحة. وكتب أوديرنو في الخطاب: «لا يوجد دليل على وجود أي علاقة بين رافع العيساوي وتنظيم القاعدة»، وحصلت صحيفة «نيويورك تايمز» على نسخة من ذلك الخطاب. وقال دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه لتفادي غضب الحكومة العراقية: «إن سجله هو الأكثر نظافة بين السياسيين في العراق. لم نعثر على أي شيء ضده إذا كان به عيب، فسيكون احتمال عدم قدرته على البقاء في ظل السياسة القذرة في العراق».
وتوضح التهم خلفية العيساوي كعربي سني من الفلوجة والتي أصبحت معقل أفراد تنظيم القاعدة والمتمردين بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وكان العيساوي، الذي تلقى تدريبه كجراح عظام في بغداد والبصرة، يتولى إدارة مستشفى في الفلوجة، حيث شاهد مقتل المدنيين خلال الحرب. ويقول عبد الستار خدوم، وهو طبيب كان من زملاء العيساوي خلال فترة الدراسة: «لقد كانت له مواقف شجاعة مع الناس في معركة الفلوجة». وفي الوقت الذي هرب فيه العراقيون المتعلمون خلال فترة حكم صدام حسين أو التطهير الطائفي، بقي العيساوي داخل البلاد رغم أن أبناءه اليوم خارج العراق يتعلمون في مدارس في الأردن وكردستان العراق.
وينتمي العيساوي إلى محافظة الأنبار، وكان قادرا على التحرك بين التيارات المختلفة للقبائل العراقية والسياسة المحلية وأصبح شخصية عامة في ائتلاف القائمة العراقية، الذي يضم عدة أحزاب تحظى بدعم الكثير من السنة. وساعد في إعادة بناء وزارة الصحة العراقية، التي كان يستخدمها أتباع مقتدى الصدر في تنفيذ عمليات قتل على أساس طائفي. وكذلك توسط في خلافات ونزاعات بين العرب والأكراد على الحدود الداخلية الفاصلة في شمال العراق.
إنه رجل متدين، يقرأ عن العقيدة، ويثير إعجاب أصدقائه بالطريقة التي يتحدث بها عن القرآن وعن الدين خلال حفلات الزفاف. مع ذلك، فإنه يرى العراق دون طائفية. وهي رؤية تتلاقى مع آمال بعض الغربيين عن العراق، لكنها قد تكون غير رائجة هذه الأيام.
ولا تستطيع الفصائل المتنازعة الجلوس معا على طاولة حوار واحدة، حيث يشعر كل منها بالقلق من أن يُنظر إلى قبول دعوة مقدمة من الطرف الآخر باعتبارها دليلا على الضعف. وخطط الرئيس العراقي جلال طالباني بدعم من الولايات المتحدة لعقد اجتماعات بين الفصائل المختلفة خلال الأسبوع المقبل. وفي ظل وقوف السيارات المدرعة والدبابات الآن على مقربة من مكاتبه في المنطقة الخضراء في بغداد، أعرب العيساوي عن شعوره بالقلق من انتقال الأزمة الحالية إلى مرحلة أكثر خطورة. وقال العيساوي: «الديمقراطية مهددة في العراق. أخشى أن يفقد الشارع الثقة بقادتهم مما يضطرهم إلى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وهذه خطوة في غاية السوء».
* خدمة: «نيويورك تايمز»
 

 

المتقدمون بالسّن يتسابقون على الدراسات العليا لتحسين أوضاعهم الإقتصادية
جامعات العراق... بيئة عشائرية بسبب التدخلات الخارجية في شؤونها
إيلاف..وسيم باسم من بغداد
يتفق خبراء عراقيون على ان العبرة ليست في الكمية العددية من الجامعات والطلاب التي بلغ زخمها الحدود القصوى، بل في توفر الكوادر العلمية الجيدة والكفوءة، والموضوعية في القبول، والحد من التزوير والواسطة في الحصول على اللقب الأكاديمي، وإعادة التقييم الموضوعي لمن يشك في قدراتهم العلمية والأكاديمية.
بغداد: يستعد احمد الرهيمي لإكمال رسالة الدكتوراه على رغم تجاوزه سن الخمسين بعد فترة انقطاع عن الدراسة دامت عقد من السنين.
ولم ينطفئ حلم إكمال الدراسة في نفس الرهيمي طوال السنوات حتى أتيحت له الفرصة اليوم في جامعة أهلية، وحال الرهيمي يشبه حال كثير من العراقيين الذين يقبلون على الدراسات الجامعية والعليا على رغم تقدمهم في العمر.
ويرجع الرهيمي أسباب الإقبال الواسع للدراسات الجامعية والعليا من قبل المتقدمين في العمر الى الدخل المادي الجيد الذي توفره الوظيفة المقرونة بشهادة جامعية، إضافة إلى ان الدراسات العليا تتيح للشخص الانضمام إلى السلك الجامعي وما يحمله من امتيازات مادية ووجاهة اجتماعية في نفس الوقت.
دور متناقض
ويشهد العراق منذ عام 2003، ازديادا مضطردا في اعداد الجامعات في كل المحافظات، حيث يأمل العراقيون ان تساهم الجامعات في توفير القوى العاملة ذات الخبرة والكفاءة.
لكن الواقع، بحسب الباحث الاجتماعي كريم السلطاني، يشير الى أن الجامعات تقوم اليوم بدور معاكس، فهي تخرج سنويا أعدادا هائلة من العاطلين من أصحاب الشهادات من ان دون ان يكون لهم دور في تنمية الموارد البشرية وتدريبها.
تحسين الحالة الاقتصادية
ورغم ان الأغلبية من خريجي العراق المتقدمين في العمر يحملون شهادات البكلوريوس، الا ان الكثير منهم لم يتسن لهم الحصول على الوظيفة المناسبة، ولهذا وجدوا في فرصة اكمال الماجستير او الدكتوراه نافذة للانخراط في سلك التعليم الجامعي بغية تحسين الحالة الاقتصادية. ويقول المهندس الزراعي فوزي تركي الذي تخرج من كلية الزراعة في جامعة بغداد عام 1978 لكنه طيلة السنين المنصرمة لم يجد له عملا حاله حال الكثير من مهندسي الزراعة في العراق، انه يستعد اليوم لإكمال دراسة الدكتوراه، بعد الحصول على الماجستير قبل نحو سنتين.
ويتابع: "شهادة الدكتوراه ستوفر لي عملا مناسبا في إحدى الجامعات، بحسب الوضع الحالي وآمل ان لا تتغير الأمور نحو الأسوأ، لان هناك بوادر تضخم في أعداد المتقدمين للحصول على وظائف في السلك الجامعي".
لكن الدكتور أمين حسن المتابع لشؤون الجامعات في العراق، يرى ان الازدياد المضطرد في أعداد الخريجين في الجامعات العراقية، وتزايد أعداد هذه الجامعات، إضافة إلى كثرة اعداد المنخرطين في الدراسات العليا، يكشف عن أزمة وظائف ستحدث في المستقبل اذا استمر الأمر على هذا النحو.
ويوضح أن "اغلب الخريجين من صغيري الأعمار لا يجدون وظائف ينخرطون بها، فكيف سيكون الأمر مع المتقدمين في السن؟". ويضيف: "أغلب المنخرطين في الدراسات العليا من كبار السن الذين يعولون على الانخراط في التعليم الجامعي، لكن هذا القطاع ربما سيغلق في القريب العاجل بوجه أي تعيينات بسبب التضخم في الاعداد المتقدمة وقلة الميزانية المخصصة للتوسع في التعليم الجامعي الذي يتمدد بشكل عشوائي الى حد كبير وربما فاق الحدود المرسومة له".
السر في الإقبال الكبير
ويتحدث الدكتور سبتي حسين عن السر في الإقبال الكبير لمتقدمي العمر على اكمال الدراسات العليا، ويعتبر ان الدافع لن يكون في كل الأحوال هو السعي للتحصيل العلمي.
ويضيف: "المشكلة، ان المتقدمين للدراسات العليا يودون الدراسة في الجامعة التي تقع في نفس المدينة، واغلب الكوادر التدريسية تربطها علاقات قربى وعلاقات اجتماعية مع الطلاب الكبار في السن، وهؤلاء يشجعونهم على الانخراط في الدراسات العليا حيث يذللون لهم الكثير من الصعوبات، بل ويغطون على الكثير من العيوب، فترى ان الطالب يحصل على الدكتوراه خلال فترة سنتين او ثلاث بدون جهد حقيقي ومستوى أكاديمي يؤهله حقا لنيل تلك الشهادة.
والمحصلة النهائية، بحسب حسين، "هي وجود كم هائل من أصحاب الشهادات العليا لكنهم يفاجئوك بضحالة مستواهم العلمي وتواضع مستواهم الأكاديمي". ويرى ان الأعوام التي تلت العام 2003 أثمرت عن أصحاب شهادات درسوا حقا في جامعات العراق، "لكن تحت ذريعة الظروف الاستثنائية، إضافة إلى المجاملات والاخوانيات على حساب الحقيقة العلمية ونتج عن ذلك نيلهم شهادات لا يستحقونها".
ويقول إن الحالة ما زالت موجودة، والحصول على الشهادة عبر " الواسطة " مازال ممكنا، لكنه بدقة اقل قياسا الى السنوات السابقة. وبحسب سبتي، فان من جراء ذلك كله تحوّل بعض جامعات العراق الى بيئة (عشائرية) بسبب التدخلات الخارجية في شؤونها، بسبب غياب العلاقة الصحية بين نظم التعليم والأنظمة الاجتماعية السائدة.
سهولة الحصول على الشهادات
ويشير طلاب عراقيون الى نتائج سهولة منح الشهادات الجامعية في العراق. فثمة أساتذة لا تتوفر فيهم المستويات الأكاديمية والعالمية المطلوبة مما يفقد الطلاب فرصة الحصول على المعلومة بالأسلوب المناسب والدقة المطلوبة.
وهذا الأمر ليس وليد اليوم في العراق، ففي عهد النظام العراقي السابق كان الانتماء الى حزب السلطة الحاكم احد الوسائل للقبول في الدراسات العليا، وتمخض عن ذلك مستويات علمية متواضعة. لكن الأمر اليوم يشيع بدرجة اكبر بعد ان كان الأمر في زمن النظام السابق ظاهرة محدودة تشمل بعض الموالين لسياسيات الحزب الحاكم.
الشهادات المزورة
وإضافة إلى الشهادات التي تمنح عبر الواسطة، هناك الشهادات المزورة التي مازال أصحابها يتبوءون المناصب الأكاديمية ومراكز الدولة، ولم يكتشف أمرهم إلى الآن.
وبحسب المحامي والباحث القانوني سعد الدراجي، فان الكثير منهم معروفون لكن ثمة تحابي ومجاملة، وتغطية لهم من قبل جهات مسؤولة، والمشكلة الكبرى ان هؤلاء يظهرون في وسائل الإعلام ويطلقون على أنفسهم ألقابا أكاديمية لا يحملونها او إنهم حصلوا عليها في غفلة من الرقابة والقانون في خضم فوضى 2003 الإدارية والسياسية والقانونية والأكاديمية.
ويضيف: "ثمة من يحمل الشهادة المتوسطة قبل العام 2003، وبعد سنة من هذه التاريخ طلع على الناس بشهادة الدكتوراه. و ثمة أسماء في الوسط الإعلامي والثقافي والسياسي العراقي، معروفة لكثيرين، ولا يحتاج المرء عناء طويلا لاكتشافها".
إعادة التقييم
ووفق تقارير عراقية فانه تم الكشف عن 3165 وثيقة دراسية مزورة وحصول عراقيين على شهادات دراسية في اختصاصات حساسة ومهمة مقابل ثمن.
وبحسب تقرير لمكتب مفتش وزارة التعليم العالي العراقية فان 2769 وثيقة دراسية مزورة تم كشفها خلال العامين الماضيين. وبحسب الدراجي فان أهم خطوة أقدم عليها العراق هو إرسال البعثات الدراسية الى خارج العراق بغية الحصول على أكاديميين يتمتعون بمستوى علمي وأكاديمي متقدم. ويعتبر خبراء عراقيون ان العبرة ليس في الكمية العددية من الجامعات والطلاب، بل في توفر الكوادر العلمية الجيدة و الكفوءة، والموضوعية في القبول، والحد من التزوير في الحصول على اللقب الأكاديمي، وإعادة التقييم الموضوعي لمن يشك في قدراتهم العلمية والأكاديمية، وطرد أصحاب الشهادات المزورة وعدم التهاون في حسم ملفاتهم.

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,793,533

عدد الزوار: 6,966,486

المتواجدون الآن: 82