ليبرمان يتهم السلطة الفلسطينية بتمجيد الإرهابيين والتصعيد والتوتر على جبهة غزة مستمران

يستمر التوتر على جبهة غزة لليوم الثالث، بحيث واصلت إسرائيل شنّ غاراتها الجوية، وردت كتائب القسام عليها بإطلاق صواريخ غراد. ومن جهة أخرى، حمّل وزير الخارجية الاسرائيلي القيادة الفلسطينية مسؤولية عملية ايلات متهما السلطة "بالتحريض ضد اسرائيل وتمجيد الارهابيين".

غزة: لا يزال التصعيد والتوتر مستمرين على جبهة قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي مع مواصلة اسرائيل شنّ الغارات الجوية و"المقاومة" الفلسطينية اطلاق الصواريخ.

واصيب ثلاثة فلسطينيين في غارتين جويتين اسرائيليتين السبت على قطاع غزة، بحسب مصادر طبية وشهود عيان.

وقال ادهم ابو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة انه "اصيب مواطنان، هما شاب بترت قدمه، وطفل في غارة اسرائيلية جديدة ظهر اليوم (السبت) على شرق مدينة غزة".

ووصف حالة الشاب الجريح بـ"الخطرة"، مضيفًا ان الجريحين نقلا الى مستشفى "الشفاء" في مدينة غزة لتلقي العلاج.

وذكر شهود ان طائرة اسرائيلية اطلقت صاروخًا على منطقة قرب معبر المنطار (كارني) في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، ما اوقع جريحين.

وصباح السبت قال ابو سلمية إن فلسطينيًا اصيب في غارة على بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة ونقل الى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا للعلاج. واضاف ان اصابة الجريح "طفيفة".

وذكر الشهود العيان ان طائرة استطلاع اسرائيلية اطلقت صاروخًا واحدًا على مجموعة من المقاتلين على ما يبدو كانوا يحاولون اطلاق صواريخ على اسرائيل.

من جهة ثانية اكد شهود ان دبابات اسرائيلية اطلقت قذيفتين على منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، ما ألحق أضرارًا في احد المنازل، من دون ان تسجل اصابات.

وواصل مقاتلون فلسطينيون اطلاق قذائف وصواريخ على المناطق الاسرائيلية "ردا" كما قالوا على الغارات الاسرائيلية. واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي انها اطلقت 17 صاروخًا، منها 15 صاروخ من نوع "غراد" على اسرائيل.

واوضحت سرايا القدس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انها اطلقت 17 صاروخًا، بينها 15 صاروخا من نوع غراد مساء الجمعة وفجر السبت، واستهدفت خصوصًا المدن الاسرائيلية اشدود وسديروت وكريات ملاخي وبئر السبع في جنوب اسرائيل.

واضافت سرايا القدس ان هذه الهجمات "تأتي في اطار الرد الاولي على العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة". ومنذ الخميس قتلت اسرائيل في غارات جوية 15 فلسطينيًا ابرزهم الامين العام لتنظيم لجان المقاومة الشعبية واربعة من مساعديه، ومن بينهم اثنان من عناصر سرايا القدس.

واعلنت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري لفرانس برس ان ثلاثة اشخاص جرحوا، اثنان منهم اصابتهما خطرة، بصاروخين اطلقا صباح السبت من قطاع غزة على مدينة اشدود الساحلية.

وكانت الوية "الناصر صلاح الدين" الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية تبنت اطلاق عشرات الصواريخ والقذائف التي اطلقت الخميس والجمعة من قطاع غزة على المناطق الاسرائيلية.

كما ذكرت كتائب "ابو علي مصطفى" الجناح المسلح للجبهة الشعبية انها اطلقت 12 صاروخًا على المناطق الاسرائيلية.

واعلن ابو سلمية ان حصيلة "العدوان الاسرائيلي" منذ الخميس هي "15 شهيدا و45 جريحًا، بينهم 10 اطفال و8 نساء و3 مسنين في اكثر من 20 غارة جوية".

ويمكن مشاهدة مروحيات هجومية وطائرات استطلاع اسرائيلية تحلق في اجواء قطاع غزة بين حين وآخر، ما يدل على استمرار التوتر.

وتوعدت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في بيان الجمعة ان "جرائم الاحتلال بحق قادتنا ومجاهدينا وأبناء شعبنا لن تمر مرور الكرام".

وتجري حكومة حماس اتصالات مع جهات خارجية بهدف منع مزيد من التدهور على جبهة غزة. وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان الأخير اجرى مساء الجمعة اتصالات عدة مع امين عام الجامعة العربية نبيل العربي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حول "التطورات الخطرة" التي يشهدها قطاع غزة.

وذكر مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه ان مصر "تجري اتصالات وتبذل جهودا من اجل احتواء التوتر وتثبيت التهدئة" الميدانية بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في القطاع.

واجرى اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة السبت اتصالاً هاتفيًا مع مدير المخابرات المصرية اللواء مراد موافي، وتشاور معه في الجهود المبذولة لوقف "العدوان" الاسرائيلي على قطاع غزة.

واستعرض هنية وموافي الاوضاع التي تسود قطاع غزة و"وضعه في صورة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني" بحسب بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.

واشار البيان الى ان الاتصال الهاتفي بينهما يأتي "في اطار جهوده (هنية) من اجل وقف العدوان الاسرائيلي".

واضاف ان هنية "اطلع على الجهود المصرية المبذولة من اجل وقف العدوان الاسرائيلي، واستعرض رئيس الوزراء والوزير موافي التحرك المشترك والجهود المبذولة لوقف العدوان عن قطاع غزة".

وتابع البيان انه "تم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين في هذا الاطار". وكان هنية اجرى مساء الجمعة اتصالات هاتفية بالامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

ومنذ الخميس قتل 15 فلسطينيًا، ابرزهم الامين العام لتنظيم لجان المقاومة الشعبية واربعة من مساعديه، واصيب 45 فلسطينيًا اخرين على الاقل في القصف الاسرائيلي الجوي والمدفعي لقطاع غزة عقب الهجمات التي وقعت في ايلات في جنوب اسرائيل واسفرت عن مقتل ثمانية اسرائيليين.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية المصرية اسرائيل السبت الى الوقف الفوري لغاراتها على قطاع غزة، والتي تأتي ردًا على هجمات استهدفت منطقة قرب ايلات الاسرائيلية.

جاء في بيان صادر من وزارة الخارجية المصرية ان "مصر تدين استخدام العنف ضد المدنيين تحت اي ظرف، وهي تحثّ الجانب الاسرائيلي بشدة على التوقف الفوري عن عملياته العسكرية ضد قطاع غزة".

وهذه هي اول ازمة دبلوماسية بين اسرائيل ومصر منذ الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وذلك بعد مقتل رجال شرطة مصريين على الحدود مع الدولة العبرية، فيما كانت القوات الاسرائيلية تطارد اشخاصًا يشتبه في تنفيذهم هجمات ايلات الخميس.

واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء السبت انها اطلقت صواريخ عدة من نوع غراد على اسرائيل في اشارة الى انتهاء التهدئة الميدانية بين الطرفين.

وقالت القسام في بيان مقتضب انها "اطلقت اربعة صواريخ من طراز غراد على مغتصبة (مستوطنة) اوفيكيم الصهيونية"، وتابعت "الاحتلال يعترف باصابة اثنين من مغتصبيه جراء القصف القسامي".

واضافت القسام ان اطلاق هذه الصواريخ "يأتي في اطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة والمتواصلة، والتي اسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًا واصابة العشرات من المواطنين بجروح خلال يومين من التصعيد الهمجي".

وشددت القسام على "نؤكد جاهزية مجاهدينا للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما في حوزتنا من وسائل".

وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها كتائب القسام اطلاق صواريخ على اسرائيل منذ بدء الغارات الجوية الاسرائيلية الخميس الماضي بعد سلسلة هجمات في ايلات، وهي المرة الاولى ايضا منذ اعلان استئناف هدنة ميدانية غير مباشرة في اذار/مارس الماضي بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وكانت الشرطة الاسرائيلية اعلنت ان طفلين اسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة مساء السبت في سقوط صاروخ اطلقه ناشطون فلسطينيون مسلحون من قطاع غزة.

اللجنة الرباعية تحذر من "خطر التصعيد" وتدعو الى "ضبط النفس"

حذرت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، السبت من "خطر التصعيد" بعد اعمال العنف في قطاع غزة او انطلاقا منه، داعية في الوقت نفسه الى "ضبط النفس".

وجاء في بيان للجنة صدر في بروكسل ان "الرباعية تشعر بالقلق حيال الوضع غير المحتمل في غزة وايضًا من خطر التصعيد، وتدعو الاطراف كافة الى ضبط النفس".

واعتبرت اللجنة ان اطلاق القذائف الصاروخية من غزة على جنوب اسرائيل الذي اعقبه قصف اسرائيلي انتقامي للقطاع "افعال ارهابية جبانة متعمدة".

ودانت اللجنة "بأعنف العبارات كل اعمال الارهاب"، وقالت انها "تامل في ان يحال سريعًا الى القضاء كل المتورطين في التخطيط لهذه الهجمات الرهيبة وتنفيذها".

واستمرت المواجهات المسلحة السبت بين الفصائل الفلسطينية في غزة وبين اسرائيل مع اطلاق صواريخ من القطاع وقصف اسرائيلي له.

فقد اطلقت فصائل فلسطينية 23 صاروخًا من قطاع غزة على جنوب اسرائيل، ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص وفقا لحصيلة اسرائيلية. وفي غزة اصيب ثلاثة فلسطينيين على الاقل، احدهم اصابته خطرة في غارتين جويتين اسرائيليتين وفقا لمصادر طبية محلية.

من جهة أخرى، حمّل وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان القيادة الفلسطينية مسؤولية (عملية ايلات) متهمًا السلطة "بالتحريض ضد اسرائيل وتمجيد الارهابيين".

وقال ليبرمان في تصريح نقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية اليوم "ان التصريحات الفلسطينية حول نبذ الارهاب والانتقال الى العمل الدبلوماسي بعيدة عن الواقع".

وحسب الاعلام الاسرائيلي، فإن ليبرمان سيترأس جلسة مشاورات بمشاركة كبار موظفي وزارة الجيش لتقويم الاحداث الاخيرة والانعكاسات السياسية لها.

وكانت عملية ايلات التي نفذتها مجموعات مسلحة أدت الى مقتل سبعة اسرائيليين واصابة عدد اخر بجروح، وفور العملية التي لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عنها هاجمت اسرائيل قطاع غزة وكثفت من غاراتها، مستهدفة مواقع عدة قادت الى سقوط عدد من الضحايا.

تنظيم التوحيد والجهاد "يبارك" هجمات ايلات من دون تبنيها

واعلن تنظيم التوحيد والجهاد المتطرف انه "يبارك" الهجمات التي اودت بحياة ثمانية اسرائيليين في ايلات من دون ان يعلن مسؤوليته عنها، بحسب ما نقلت عنه مركز سايت الاميركي لرصد المواقع الاسلامية السبت.

وفي بيان، اشاد التنظيم بمرتكبي الهجمات واصفًا اياها بأنها رسالة جلية إلى إسرائيل وإلى حرس الحدود الاسرائيلي وللجيش المصري بأن سيناء دخلت مرحلة جديدة من الجهاد "ضد اعداء الله اليهود ومن عاونهم".

غير ان التنظيم لم يتبنّ صراحة الهجمات التي حملت إسرائيل لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية مسؤوليتها، رغم عدم تبني اللجان تلك الهجمات.

وتوجهت اصابع الاتهام الى التوحيد والجهاد في هجمات استهدفت فنادق في سيناء بين العامين 2004 و2006.