مصر وأميركا تلغيان مناورتهما المشتركة

رهان على «وثيقة الأزهر» لتخفيف التوتر قبل الانتخابات

تاريخ الإضافة الجمعة 19 آب 2011 - 5:29 ص    عدد الزيارات 3332    القسم عربية

        


 
 
أعلنت مشيخة الأزهر، أمس، أن القوى السياسية المشاركة في الاجتماع العاجل الذي دعا إليه الشيخ أحمد الطيب في مقر المشيخة، توافقت بالإجماع على «وثيقة الأزهر»، بوصفها وثيقة «هادية واسترشادية لمصر»، في خطوة قد تخفف حدة الاحتقان الذي تشهده الحياة السياسية في مصر بين أنصار الدولة المدنية والتيار الإسلامي، وذلك قبل شهرين من موعد الانتخابات البرلمانية.
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، ومصادر في القوات المسلحة المصرية، عن إلغاء المناورات الدورية المشتركة بين البلدين لهذا العام، والتي تقام منذ العام 1980، في تطور مفاجئ، أثار تساؤلات حول دوافعه وخلفياته، وإن كان الجانبان قد أعادا السبب إلى الوضع السياسي المضطرب حالياً في مصر.
وأشار الأزهر في بيان، عقب الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون عن أبرز القوى السياسية ومرشحي الرئاسة في مصر، إلى أن الاجتماع شهد توافقاً حول الوثيقة «لكي تأخذ مكانها في توجيه العمل الوطني السياسي، كونها تحتوي على مبادئ عالمية وإنسانية من أعماق الشريعة، وتؤكد على أهمية مصر، وتعكس العمق الخالد والأصيل للأزهر».

وشدد البيان على «تمسك الوثيقة بالشريعة الإسلامية السمحة بما فيها من نهوض بكرامة الإنسان، والتأكيد على الإيمان والعدل والحق والخير والسلام». وأكد البيان دور الأزهر الذي «يسمو على السياسة والحزبية والمذهبية ويتجلى في اللحظات الفارقة من حياة مصر، ويقف موقفا محايدا من جميع الأحزاب، والفرقاء والتيارات والجماعات والائتلافات، سعيا وراء مصلحة الوطن، وترسيخ حياة معاصرة جديدة لمصر تقوم على قيم العدالة والديموقراطية والحرية ودعم البحث العلمي، وهو ما لمسه ورحب به كل المشاركين في الاجتماع».
وأكدت الوثيقة على « مبادئ المواطنة وسيادة الدستور، ومبادئ ثورة 25 يناير النابعة من أعماق شعب مصر الواعي بذاته وبتاريخه وحضارته المتراكمة عبر التاريخ»، مشددة على ضرورة «التجميع والتقريب والاتحاد حول الأهداف والآمال والطموحات المصرية التي تحمل هموم الوطن في هذه المرحلة الحاسمة من حياته».
وشارك في الاجتماع المرشحون المحتملون للرئاسة المصرية، ومن بينهم عمرو موسى ومحمد البرادعي وأيمن نور ومحمد سليم العوا، كما شارك ممثلون عن 10 أحزاب سياسية، إضافة إلى ممثلين عن السلفيين، وائتلاف شباب 25 يناير، ومفكرين إسلاميين، وأساتذة قانون، والجمعية الشرعية، والطرق الصوفية، وخبراء اجتماعيين ومفتي مصر السابق الدكتور محمد فريد واصل.
وشهد الاجتماع اعتراضا من بعض علماء الأزهر، الذين تجمعوا أمام مشيخة الأزهر أثناء الاجتماع، رافضين الوثيقة باعتبار أنها «تدعو إلى العلمانية والخلط بين أحكام الإسلام والديموقراطية القائمة على احتكار الشعب للسيادة والسلطة ومحو هوية الأمة الإسلامية وعلمانية التعليم». واعتبر هــؤلاء أن الوثيقة «ميلاد للعلمانية ووفاة للإسلام».
في المقابل، وصف رئيس المكتب الفني في مشيخة الأزهر الدكتور حسن الشافعي التوافق على الوثيقة بأنه يمثل «لحظة تاريخية لمصر»، مشيراً إلى أن تبني الوثيقة يعكس رغبة في أن «تكون الأساس في بناء الجمهورية الثانية في مصر».
وأعرب كل من عمرو موسى ومحمد البرادعي وأيمن نور ومحمد سليم العوا عن تأييـــدهم لوثيقة الأزهر، معتبرين أنها تسهم في تحقيق الدولة الديموقراطية الدستورية الحديثة في مصر.
كذلك، أعرب المتحدث باسم الجماعة السلفية عبد المنعم الشحات عن دعمه للوثيقة كإطار استرشادي توافقي للمرحلة المقبلة، ولصياغة الدستور. وقال ان الجماعة كان لها بعض الملاحظات على الوثيقة وقد تفهمها شيخ الأزهر، مشيراً إلى أن الوثيقة بإقرار مبادئ الدولة الديموقراطية الدستورية الحديثة أزالت جدلا سابقا حول مدنية أو إسلامية الدولة.
المناورات
من جهة ثانية، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ومصر ألغتا مناورات «النجم الساطع» المشتركة بسبب الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ إطاحة الرئيس حسني مبارك.
ونقلت إذاعة «صوت أميركا» عن المتحدث باسم البنتاغون تي جاي تايلر قوله إن مناورات «النجم الساطع» التي تقوم بها القوات الأميركية والمصرية عادة كل سنتين، والتي كانت مقررة في الفصل الأخير من العام 2011، قد ألغيت، مشيراً إلى أن الجانبين سيبدآن العام المقبل التحضير للمناورات المشتركة للعام 2013.
وعزا تايلر إلغاء المناورات هذا العام إلى الاضطرابات في مصر، فيما قال مسؤول عسكري مصري إن «مناورات النجم الساطع ألغيت بشكل استثنائي هذا العام نظرا للوضع السياسي في مصر».
وتعتبر مناورات «النجم الساطع» أكبر تدريب متعدد الجنسيات في الشرق الأوسط، وتقام في مصر كل عامين، وقد بدأت للمرة الأولى عام 1980.
يذكر أن العلاقات بين واشنطن والمجلس العسكري الحاكم في مصر شهدت توتراً خلال الأسابيع الماضية، على خلفية الاتهامات التي وجهتها الحكومة المصرية للإدارة الأميركية بتمويل عدد من منظمات المجتمع المدني في مصر.
وكان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي التقى، أمس، بالسفيرة الأميركية الجديدة في القاهرة آن باترسون، وقد تناول اللقاء، بحسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، «عدداً من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل دعم العلاقات بين البلدين».
عنان
في هذا الوقت، تعهد رئيس الأركان في القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان، خلال لقاء جمعه مع شخصيات فكرية وسياسية وإعلامية وفنية، بأن يسلم الجيش المصري الحكم إلى سلطة مدنية من خلال برنامج عملي محدد، بعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة «يضرب بها المثل في العالم بأكمله».
ولفت عنان إلى أن «القوات المسلحة هي درع الوطن ترعى مصالحه وستظل ضامنة لكرامته وحقوقه، ولا يجب أن يزايد عليها أحد أو يشكك في موقفها الثابت منذ أحداث 25 يناير». وشدد على أهمية «توافر الرغبة لدى الجميع لمواجهه التحديات الموجودة الآن على الساحة، والسعي لحلها واستمرار سياسة الحوار والنقاش»، مؤكداً أن المجلس العسكري «على استعداد للتحاور مع أي فصيل، أيا كان، طالما الهدف هو مصلحة هذا الوطن».
المحاكمات
من جهة أخرى، أعلن جهاز الكسب غير المشروع أنه أحال رئيس ديوان الرئاسة في عهد حسني مبارك زكريا عزمي إلى محكمة الجنايات بتهمة استغلال نفوذ وظائفه للاستيلاء على الأموال العامة، وطالب بسجنه وإلزامه برد مبلغ 86 مليون جنيه (14 مليون دولار) وتغريمه مبلغا مماثلا. وأضاف أنه أحال للمحاكمة في القضية ذاتها شقيق زوجة عزمي للاشتباه في استعانته به في إخفاء شقة قدمها له رجل أعمال.
وفي السياق، ذكرت مصادر قضائية مصرية أن محكمة عسكرية في مدينة قنا في جنوبي مصر قضت بإعدام خمسة أشخاص، والسجن المؤبد لسبعة، وبراءة متهم واحد في قضية مقتل ضابط في شرطة خلال قيامه بمطاردة تشكيل عصابي في أحد الدروب الصحراوية.
كما أصدر القضاء العسكري حكماً بالسجن ستة أشهر بحق رجلين، بسبب إطلاقهما هتافات «معادية» للجيش. وكان احد الرجلين وهو الناشط حسن سعيد (18 عاما) قد اعتقل وسط القاهرة في الثاني من آب الماضي، بعد يوم من تفريق الشـــرطة والجيـــش بالقوة اعتـــصاما نظمه نشطاء يطالبون بحكومة مدنية.
يذكر أن النيابة العسكرية أحالت، أول من أمس، الناشطة أسماء محفوظ، التي تعد من الوجوه البارزة لـ«ثورة 25 يناير»، إلى المحاكمة بتهمة إهانة القوات المسلحة.
واعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن محاكمة أسماء محفوظ امام القضاء العسكري هي «تصعيد جدي في جهود قيادات الجيش لإسكات الاصوات التي توجه نقدا».
(«السفير»، أ ف ب،
رويترز، د ب أ، أ ش أ)

 

المصدر: جريدة السفير

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,589,585

عدد الزوار: 6,902,780

المتواجدون الآن: 94