تقرير

تقرير / سيل: الرئيس السوري لا يمسك بزمام الأمور والمتشددون والشبيحة سيطروا على الوضع

تاريخ الإضافة الأحد 19 حزيران 2011 - 7:15 ص    عدد الزيارات 3102    القسم عربية

        


 
لندن - رويترز - بدأ الرئيس السوري بشار الاسد يفقد سيطرته لصالح أقاربه المتشددين وأصبحت قواته محملة بأعباء وبدأت أموال حكومته تنفد والثورة على حكمه تحشد دعما وتمويلا.
بالنظر الى كل هذا يقول محللون وديبلوماسيون مقيمون في سورية ان «المجتمع الدولي بدأ يخطط لسورية خالية من عائلة الاسد».
لكن معظم مراقبي الشأن السوري يرون أن مخاطر الانزلاق الى حرب طائفية كبيرة ويعتقدون أن الاسد سيقاتل حتى النهاية وسيبدأ تحويل الصراع الى صراع اقليمي من خلال اثارة العنف في لبنان وتركيا ومع اسرائيل.
وقال ديبلوماسي غربي: «رغم كل شيء قاموا به في الاسابيع القليلة الماضية من قتل وتعذيب واعتقالات جماعية وغارات فان الاحتجاجات مازالت مستمرة».
وأضاف ان «النظام سيقاتل حتى الموت لكن الاستراتيجية الوحيدة التي يملكها هي قتل الناس وهذا يسرع من وتيرة الازمة».
وفي محاولة لوقف الاحتجاجات التي تجتاح البلاد البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، اكد ديبلوماسيون ان الحكومة سحبت معظم قوات الامن من ضواحي دمشق.
لكن في كل مرة تتدخل فيها السلطات بعنف للتعامل مع مركز للاحتجاج تنتفض بلدات أخرى.
ويعتمد الاسد فقط على وحدتين من القوات الخاصة يقودهما شقيقه ماهر هما الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري فضلا عن الشرطة السرية وميليشيا من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ولهذا تجد نفسها محملة بمهام تفوق طاقتها.
وقال ديبلوماسي مقيم في دمشق: «تقويمنا هو أن النظام سيسقط. امامهم ما بين 3 و6 اشهر من القدرات العسكرية الفعلية لمواصلة هذا لكنهم لا يستطيعون الابقاء على استمرار عملية مطولة لاجل غير مسمى».
وقال نجيب الغضبان الاكاديمي والناشط السوري في لندن ان هناك توافقا واسعا على الاطاحة بعائلة الاسد بعد 40 عاما في الحكم. واضاف: «نعتقد بقوة أن النظام فقد شرعيته. ليست لديه رؤية بشأن كيفية اخراج البلاد من الازمة. الوضع يتدهور... نحن واثقون أن هذا سيصل الى نهاية ايجابية مثل تونس ومصر».
وقال ديبلوماسيون ان «المجتمع الدولي يرى أن أسهل طريقة للانتقال الى فترة ما بعد الاسد في سورية ستكون من خلال انقلاب عسكري وان عدة حكومات تشجع كبار ضباط الجيش على التمرد.
واكد الديبلوماسي: «نحن نعزله هو وعائلته. نخاطب القادة العسكريين وأعضاء الحكومة لينتفضوا. نشجع كبار ضباط الجيش على الانتفاض». وأضاف: «المتغير الوحيد الهام هو استمرار الزخم (للثورة). نعتقد بالفعل أنه لا فرصة للعودة الى الوراء». وهو يعتقد مثله مثل محللين اخرين أن الشلل الاقتصادي الذي تعانيه سورية وسط تقارير مستمرة عن أن أموال الحكومة تنفد وأنها بدأت تدعو الدائرة الداخلية الى توفير تمويل طارىء هي عوامل ستضعف عائلة الاسد.
واوضح ديبلوماسي ان ابن خال الاسد رجل الاعمال رامي مخلوف الذي يمقته المحتجون أودع اخيرا مليار دولار بالبنك المركزي السوري حتى تستقر الليرة السورية. وتابع: «حين لا يستطيعون سداد رواتب الموظفين والجيش والشرطة والميليشيا العلوية، فان هذه الازمة ستتضخم وتؤدي الى انهيار النظام... هذه كارثة في انتظار الحدوث».
وبدأت مؤشرات الموارد المضغوطة والولاءات المتضائلة تظهر بالفعل.
ويقول سكان ان التظاهرات تخرج كل يوم جمعة في دمشق والضواحي المحيطة.
وقال ديبلوماسيون ان «سفك الدماء في جسر الشغور كان نتيجة انقسامات في صفوف الجيش وهو ما لا يبشر بالخير لعائلة الاسد».
واكد ديبلوماسي اخر يقيم في سورية: «انشق نحو 50 من الجنود وضباط الصف الثاني وساندهم السكان المحليون وأرسلت السلطات قوات لصدهم وقتل 120»، نافيا الروايات الحكومية بأن هذا من «عمل جماعات سلفية» بوصفها «دعاية».
ويشير هو واخرون الى التقدم المتزايد للانتفاضة التي تستقطب دعما من مختلف قطاعات المجتمع.
وقال الديبلوماسي المقيم: «بعد 3 أشهر هذه ليست انتفاضة فقراء. هناك تمويل كبير من مجتمع رجال الاعمال السوري والطبقة الراقية. يوفرون المال والهواتف التي تعمل بالقمر الاصطناعي والكاميرات والطعام والمياه والمؤن الطبية».
وأضاف: «هذه حركة ذات قاعدة عريضة لا تضم شبابا سوريين فحسب بل أئمة مساجد ورجال أعمال وحتى أعضاء سابقين في حزب البعث».
وقال باتريك سيل الذي كتب سيرة الرئيس السابق حافظ الاسد: «السؤال الكبير الذي لم تتم الاجابة عنه يتعلق بالرئيس. السؤال هو هل (بشار) ضالع في القتل ام تمت تنحيته جانبا... من يديرون الامور هم المتشددون والشبيحة». وتابع: «الاسد لا يمسك بزمام الامور. انه لا يبدي اي مظهر للقيادة. لقد سيطروا على الوضع بالفعل».
وقال الناشط السوري اسامة منجد ان المجتمع الدولي الذي أدرج 13 مسؤولا سوريا على قائمة للعقوبات يجب أن يضم اليها ضباط الجيش الضالعين في قتل المحتجين فضلا عن الشركات السورية المرتبطة بعائلة الاسد.
واكد انه «يجب مقاطعة مبيعات النفط السورية التي تتراوح قيمتها بين 7 و8 ملايين دولار في اليوم والتي تذهب مباشرة لتمويل الجيش». وأضاف أنه «يجب أن تبني الدول العربية توافقا ضد الاسد من خلال حشد تأييد الصين وروسيا لاستصدار قرار من مجلس الامن».
ويرى محللون أن المخاطر كبيرة في سورية حليفة ايران و«حزب الله» وفي ظل وجود خليط طائفي وعرقي من السنة والاكراد والعلويين والمسيحيين فانها قد تنزلق الى حرب أهلية.
وقال الديبلوماسي: «السوريون لهم أياد في أمور كثيرة. لديهم الكثير من الادوات لممارسة الضغط على جيرانهم واثارة مشاكل بين حزب الله واسرائيل وبين السنة والشيعة في لبنان وبين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية في تركيا»، في اشارة الى حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
 

المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,404,488

عدد الزوار: 6,890,986

المتواجدون الآن: 98