أزمة سورية مفتوحة على كل السيناريوات ... لكن كلها ستغيِّر الشرق الأوسط

لاجئون يفضلون الجوع وبرودة الطقس على العودة إلى المجهول

تاريخ الإضافة الأحد 19 حزيران 2011 - 6:54 ص    عدد الزيارات 2701    القسم عربية

        


لاجئون يفضلون الجوع وبرودة الطقس على العودة إلى المجهول
السبت, 18 يونيو 2011

وقال لاجئون سوريون انهم حاولوا العودة بعد تطمينات من السلطات ان الاوضاع في قراهم عادت إلى طبيعتها، غير انهم في رحلة العودة واجهوا مصاعب. وقالت سيدة سورية لمحطة «بي بي سي» البريطانية: «كنا عائدين إلى قريتنا، إلا أننا سمعنا اطلاق نار حولنا ولفترة طويلة فقررنا العودة من حيث جئنا»، موضحة انهم فروا من جسر الشغور مع بدء عملية الجيش في المدينة، مشيرة إلى انهم غادروا منزلهم من دون ان يأخذوا اي شيء، حتى الطعام.

وعلى الحدود التركية تحدث سوري وصل اول من امس هارباً من بلدة جسر الشغور القديمة عن الرعب الذي ينشره الجيش، ما دفع به الى الفرار مع عائلته. وقال ابو احمد (32 سنة) لوكالة «فرانس برس» وهو يمسك سيجارة بيد ورضاعة باليد الاخرى «ذهبنا من دون ان نحمل معنا شيئاً، فقط بعض الملابس للاطفال».

وروى: «راح الجيش يطلق النار في جميع الاتجاهات بالدبابات والاسلحة الخفيفة. مشينا عبر الجبال والوديان ووصلنا الى هنا»، مشيراً عبر الحدود الى اطفاله الستة وزوجته وعائلة شقيقته.

وتابع متسائلاً: «دخلوا المنازل وحطموا كل ما فيها. كيف يمكننا العودة الى ديارنا؟ كيف لنا ان نعود؟ كي يقتلونا؟». ومثل آلاف النازحين المحتشدين على الحدود التركية - السورية، يتردد ابو احمد في عبور الحدود واللجوء الى تركيا وقد اقام لعائلته ملجاً مرتجلاً بواسطة شادر بلاستيكي نصبه على اربعة اغصان.

ويقول هازئا: «غادرنا منزلنا لبناء هذا القصر حتى نحتمي من المطر والشمس».

وابو احمد واحد من عشرات السوريين من سكان جسر الشغور القديمة الذين وصلوا الى الحدود.

وقام الجيش بتمشيط هذه البلدة وكذلك بلدة الجنودية على مسافة بضعة كيلومترات من الحدود التركية باكراً صباح أول من امس، وفق ما افاد ناشط سوري يساعد النازحين من الجانب السوري للحدود في اتصال هاتفي اجرته معه «فرانس برس».

وقال سكان من بلدة غوفيتشي التركية الحدودية انهم استيقظوا في الساعة السادسة (الثالثة) اول من امس على دوي طلقات نارية وانفجارات قادمة من الطرف الآخر من الحدود.

وقالت امرأة شابة: «غادرنا القرية في الساعة السادسة. كان الجنود يأتون من كل صوب. راحوا يطلقون النار وسط البلدة. وقعت اصابات، لكننا لا ندري ماذا حل بهم».

وتابعت مشيرة الى خيمة كبيرة فيها اولاد «جاءت عائلتنا في سيارتين. اننا ثلاثون شخصاً».

وقالت المرأة وهي أم لأربعة اطفال «نخشى ان نقتل».

ويروي بعض النازحين انهم تبلغوا بقدوم الجيش قبل وصوله فغادروا منازلهم لكن وزارة الاعلام اعلنت عبر التلفزيون ان بوسعهم العودة، فعادوا ووصل الجيش بعد ذلك.

وأكد ابو محمد (37 سنة) «بثت الوزارة اعلاناً عبر التلفزيون قالت لنا فيه ان نعود الى منازلنا فعدنا ظناً منا ان الخطر زال. لكن هذا الصباح في الساعة السادسة، بدأ اطلاق النار بغزارة».

وأكد ذلك ابو نوار وهو سائق من سكان الشغور القديمة وروى الامر نفسه.

وقال: «اطلق الجيش النار على النساء والدواب وعلى الجميع... دخلوا المنازل، المتاجر، سلبوا طعاماً ووضعوا اسلحة ليقولوا بعدها: اترون، انهم ارهابيون».

وأضاف: «عمري 45 سنة ولم يسبق لي ان شاهدت قطعة سلاح واحدة». وليد جار لابو احمد هرب الى الحدود قبل ستة ايام. يقول هذا الاب لطفلين مخبئاً وجهه بكوفية «جريمتنا اننا شاركنا في تظاهرات. في كل مكان من العالم يمكن للناس ان يحتجوا، الا هنا. هذا محظور علينا منذ اربعين عاماً. قمنا باحتجاجات وهذا هو الثمن الذي ندفعه».

ويأتي ذلك فيما أعلن مصدر رسمي تركي ان عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا بلغ أمس 9700 شخص بعد وصول اكثر من الف شخص في الساعات الـ24 الماضية.

وقال المصدر نفسه لـ «فرانس برس» إن «عدد السوريين في تركيا بلغ الثلثاء 9700» شخص، موضحاً ان حوالى 1200 سوري عبروا الحدود الخميس وليل الخميس الجمعة.

ويقيم اللاجئون في خمسة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي.

وقالت السلطات انهم يمنحون ثلاث وجبات يومياً ومياه ساخنة على مدار الساعة في المخيمات المزودة بأجهزة من بينها غسالات وتلفزيونات.

كما يقوم اشخاص بتسلية الاطفال واطباء نفسيون ناطقون بالعربية وائمة بمساعدتهم، وفق ما ذكر المصدر نفسه. ويتولى مستشفى ميداني مساعدة المصابين بجروح طفيفة.

 

أزمة سورية مفتوحة على كل السيناريوات ... لكن كلها ستغيِّر الشرق الأوسط
السبت, 18 يونيو 2011

ويقول ناشطون وأكاديميون، إن ما ستسفر عنه الاحتجاجات الشعبية الواسعة في البلاد هو بمثابة «ملعب مفتوح» على الاحتمالات كلها، فهذه الاحتجاجات يمكن ان تؤدي إلى تأسيس نظام ديموقراطي تعددي، كما يمكن ان تؤدي الى حرب أهلية في مجتمع يتميز بالتعددية العرقية والدينية. ويقول الأكاديمي المتخصص في قضايا الشرق الاوسط ايفانجيلوس فنتز، من جامعة «ليدن» الهولندية، في مقالة نشرها موقع «بلوغ اكتف»، إن الازمة السياسية المستمرة في سورية أثرت على النظام من الداخل، كما أثرت على دوره الخارجي، موضحاً ان تصاعد التوتر السياسي في المدن والقرى السورية والطريقة التي يتعامل بها النظام مع حركة الاحتجاجات «أضعفت الدور الإستراتيجي -السياسي» لسورية.

ويلاحظ فنتز أن المجتمع السوري يتميز بتعددية عرقية لافتة وتعددية دينية أقل، وأن هذا سيكون أحد عناصر تحديد كيف تتجه الأزمة، فنحو 90 في المئة من السكان مسلمون، و10 في المئة منهم أصحاب ديانات أخرى، وأغلبهم من المسيحيين. أما من ناحية العرق، فهناك عرب وأكراد وأرمن وتركمان، ويظهر هذا التعدد العرقي خصوصاً في مدن الساحل وفي المدن الحدودية.

ويقول إن هذه التركيبة تجعل نموذج «الدولة القومية» في سورية ذا خصوصية مقارَنةً بدول أخرى في المنطقة، ففي مصر مثلاً، حيث الغالبية العظمى من السكان عرب مسلمون، لم يظهر في أي مرحلة من مراحل الثورة المصرية أن سيناريو الحرب الأهلية مطروح.

وفيما لم يؤثِّر التعدد العرقي والديني في سورية على لحاق شعبها بربيع الديموقراطية العربي، على خلاف لبنان مثلاً، إلا ان تركيبة سورية تجعلها عرضة لسيناريو حرب أهلية في حالة استمرت التظاهرات لفترة زمنية طويلة من دون إقدام السلطات على تنفيذ اصلاحات ديموقراطية ذات معنى حقيقي.

وحذر ناشطون سوريون ومنظمات حقوقية، مثل «المرصد السوري»، من ممارسات متعمَّدة تلجأ اليها بعض الدوائر الامنية داخل سورية، من اجل استغلال «ورقة الحرب الأهلية» لتجميد أي جهود دولية تبذل للضغط على سورية. وقال ديبلوماسي غربي لإذاعة «بي بي سي» البريطانية، إن دمشق تروِّج لذلك السيناريو لدى روسيا، وأيضا لدى تركيا، موضحاً ان موسكو تبدو مقتنعة فعلاً بمخاطر حركة الاحتجاجات على مستقبل الاستقرار في سورية.

اما العامل الآخر الهام في الأزمة، بخلاف طبيعة التركيبة السكانية، فهو طبيعة النظام السوري وعلاقته التاريخية مع التنظيمات الدينية، فمنذ تأسيس نظام البعث العام 1946، عمد النظام إلى إضعاف التيارات الدينية، وسادت بين الطرفين علاقة من الشك المتبادل، عززها ما حدث في حماه مطلع الثمانينات.

في ضوء هذه التركة والشك، قد لا يبدو أن النظام السوري سيكون قادراً على إدماج حقيقي للقوى الوطنية في اطار الحوار الوطني المرتقب، ما يعني إطالة أمد الأزمة وتهديد النظام نفسه. وفي هذا الصدد، قال ديبلوماسي مقيم في دمشق لـ «رويترز»: «تقييمنا هو أن النظام سيسقط. أمامهم ما بين ثلاثة وستة اشهر من القدرات العسكرية الفعلية لمواصلة هذا، لكنهم لا يستطيعون الإبقاء على استمرار عملية مطوَّلة لأجلٍ غير مسمى». وأضاف: «نعتقد بقوة أن النظام فقد شرعيته. ليست لديه رؤية بشأن كيفية اخراج البلاد من الأزمة. الوضع يتدهور... نحن واثقون أن هذا سيصل الى نهاية إيجابية مثل تونس ومصر».

وهو يعتقد، مثله مثل آخرين، أن الشلل الاقتصادي الذي تعانيه سورية، وسط تقارير مستمرة عن أن أموال الحكومة تنفد، وأنها بدأت تدعو الدائرة الداخلية الى توفير تمويل طارئ، هي عوامل ستُضعف النظام. وقال الديبلوماسي: «حين لا يستطيعون سداد رواتب الموظفين والجيش والشرطة والميليشيا... فإن هذه الازمة ستتضخم وتؤدي الى انهيار النظام... هذه كارثة في انتظار الحدوث».

وبدأت مؤشرات الموارد المضغوطة والولاءات المتضائلة تظهر بالفعل. وقال ديبلوماسي آخر يقيم في سورية: «انشق نحو 50 من الجنود وضباط الصف الثاني، وساندهم السكان المحليون، وأرسلت السلطات قوات لصدهم فقُتل 120»، نافياً الروايات الحكومية عن ما حدث في جسر الشغور.

ويشير هو وآخرون من النشطاء، الى التقدم المتزايد للانتفاضة، التي تستقطب دعماً من مختلف قطاعات المجتمع.

وقال الديبلوماسي: «بعد ثلاثة أشهر، هذه ليست انتفاضة فقراء. هناك تمويل كبير من مجتمع رجال الأعمال السوري والطبقة الراقية. يوفرون المال والهواتف التي تعمل بالقمر الصناعي والكاميرات والطعام والمياه والمؤن الطبية». وأضاف: «هذه حركة ذات قاعدة عريضة، لا تضم شباباً سوريين فحسب، بل أئمة مساجد ورجال أعمال، وحتى أعضاء سابقين في حزب البعث».

وفي ضوء الضغوط المتزايدة من الغرب على دمشق، فإن الاحتمالات المرجحة قد لا تخرج عن ثلاثة: الاحتمال الاول، أن يُجري النظام السوري اصلاحات سياسية ملموسة ترضي الشارع، وهذا يعني ضمناً تغيير طبيعة النظام الى تعددي مفتوح. الاحتمال الثاني، تغيير النظام، خصوصاً إذا ما اتفقت الدول الغربية على قرار من مجلس الامن يمهِّد الارضية لتدخل غربي.

اما الاحتمال الثالث، فهو إضعاف النظام السوري بجولات من العقوبات ثم عزله عملياً.

كل هذه السيناريوات تحمل في طياتها تغييراً حتمياً في طبيعة علاقات سورية مع حلفائها وأعدائها على حد سواء، من لبنان الى ايران، ومن تركيا الى حماس وحزب الله. وقال ديبلوماسي غربي لوكالة «رويترز»، تعليقاً على العقوبات الجديدة التي يبحثها الاوروبيون: «سنؤكد أننا على استعداد لتوسيع إجراءاتنا التضييقية (ضد سورية) في الأيام القادمة». فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إنهما «سيضغطان على روسيا» كي تؤيد قرار الامم المتحدة ضد دمشق. لكن في هذه الحالة، سيكون الرد السوري «انتقامياً»، كما يرى ديبلوماسيون. وحذر ديبلوماسي مطلع في تصريحات لـ «رويترز»، من أن دمشق قد تثير مشاكل بالمنطقة من خلال محاولة التحريض على حرب أخرى بين «حزب الله» واسرائيل. وتابع: «السوريون لهم أياد في أمور كثيرة. لديهم الكثير من الادوات لممارسة الضغط على جيرانهم وإثارة مشاكل بين حزب الله واسرائيل، وبين السنة والشيعة في لبنان، وبين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية في تركيا»، في إشارة إلى حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,050,045

عدد الزوار: 6,749,912

المتواجدون الآن: 109