الجيش السوري يوسّع عملياته نحو معرة النعمان ودير الزور

تاريخ الإضافة الخميس 16 حزيران 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 2471    القسم عربية

        


الجيش السوري يوسّع عملياته نحو معرة النعمان ودير الزور
الاربعاء, 15 يونيو 2011

وفيما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الاسد، خلال اتصال هاتفي، إلى وضع جدول زمني للاصلاحات، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه لن يتم التصويت على قرار في مجلس الامن لإدانة سورية قبل التأكد من الحصول على الغالبية اللازمة. بينما شنت واشنطن هجوما على ايران واتهمتها «بدعم الاعتداءات الخبيثة» ضد المتظاهرين السوريين. وكانت ايران اعتبرت أن ما يحدث في سورية «شأن داخلي»، محذرة من أي تدخل عسكري في ذلك البلد لأنه «يمكن أن يكون له عواقب على المنطقة».

واستمرت التظاهرات المناهضة للسلطات، خصوصا خلال الليل، في اكثر من مدينة وبلدة. ودعا ناشطون الى «مسيرة الشموع» ليل امس تضامنا مع المدن والقرى التي تتعرض للهجوم. ومع تواصل عمليات الجيش، استمر فرار المدنيين. وقال مسؤول تركي إن أكثر من الف شخص فروا خلال الليل الى الحدود التركية. وتوجه العشرات منهم يلطخ الطين أحذيتهم وملابسهم الى قرى تركية بحثا عن الخبز لأسرهم التي تنتظر في مخيمات موقتة على الجانب الاخر من الحدود. وأظهرت لقطات نازحين يحاولون تجفيف أغطية بللها المطر، واطفالا يغتسلون في مياه الامطار، وأناسا راقدين تحت أغطية بلاستيكية. علما ان امطارا غزيرة هبطت خلال الايام الماضي في المنطقة، ما جعل الوضع الانساني للاجئين مأسويا. وقالت امرأة لـ»رويترز» وهي تبكي، وفي جوارها رضيع: «نحن يائسون هنا. نعيش تحت المطر... أطفالنا مرضى... ولا دواء ولا طعام».

وكان الجيش السوري وسع نطاق حملته الامنية امس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بان قوات عسكرية تتوجه نحو مدينة معرة النعمان، في محافظة ادلب شمال غربي البلاد قرب الحدود التركية، موضحا ان قوات الامن تأتي من مدينتي حلب وحماه.

وقال عثمان البديوي، وهو استاذ جامعي في معرة النعمان لـ»رويترز» إن طائرات هليكوبتر تنقل جنودا الى معسكر في وادي الضيف على بعد كيلومترات من البلدة. واضاف: «التقينا مع المحافظ اليوم وأكد لنا ان الجيش سيدخل لاعتقال 360 شخصا مدرجين على قائمة.

لكن الناس في معرة النعمان متشككون. اسمي مدرج على قائمة المطلوبين للاعتقال باعتباري مسلحا. لم أحمل ابدا سلاحا في حياتي».

كما ارسل الجيش دبابات الى دير الزور شرق البلاد على الحدود العراقية. وقال الناشط السوري مصطفى اوسو لوكالة «اسوشييتد برس» إن الدبابات تتحرك في مناطق عدة في محافظة دير الزور. وكان ناشط آخر قد قال إن «10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند ارسلت الى محيط مدينة ابو كمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق.

وعن العملية حول جسر الشغور، قال ناشط إن «القوات المسلحة تواصل عملياتها والتمشيط في القرى المجاورة» القريبة الى معرة النعمان. وأوضح ان «ستة مدنيين قتلوا في مدينة اريحا»، شرق جسر الشغور التي تعاني والمناطق القريبة منها انقطاعا في الاتصالات الهاتفية منذ يومين.

وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، نقلا عن سكان ان اربعة اشخاص، هم رجل وامراته وطفلاهما، قتلوا بالرصاص في جسر الشغور على بعد 100 متر من نقطة مراقبة للجيش ليل اول من امس. واوضح لوكالة «فرانس برس» ان «العائلة قتلت في حين كانت تعبر على دراجة نارية جسرا على نهر الابيض، وكانت قد مرت على نقطة تفتيش للتو».

ووصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الى هاتاي في تركيا لاجراء «تحقيق حول التجاوزات» في سورية، كما علمت «فرانس برس» من احد اعضاء هذا الوفد. ومن المقرر ان تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.

من ناحيتها، افادت الوكالة السورية الرسمية للانباء «سانا» ان وحدات الجيش ضبطت خلال ملاحقتها «التنظيمات الإرهابية المسلحة» في جسر الشغور أسلحة وجوازات سفر وشرائح هواتف تركية وبزات عسكرية وسيارات مفخخة. وأفاد مراسل «سانا» في إدلب أن الجيش «ضبط ايضا أسلحة متطورة عبارة عن ار بي جي ورشاشات وأسلحة فردية وبزات عسكرية استخدمتها عناصر التنظيمات المسلحة لتصوير أنفسهم والادعاء بأنهم من رجال الجيش وذلك لفبركة الأكاذيب وبثها على قنوات التحريض الإعلامي للنيل من سمعة الجيش».

وذكرت الوكالة ان قوى الامن ما زالت تلاحق عناصر التنظمات المسلحة.

على صعيد التحركات الدولية، اجرى رئيس الوزراء التركي مكالمة هاتفية مع الرئيس السوري حثه فيها على «التوقف عن اللجوء الى العنف ووقف الاضطرابات» التي تجتاح سورية. وأفادت «وكالة انباء الاناضول» ان اردوغان اكد للاسد ضرورة «وضع جدول زمني للاصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة».

وفي واشنطن، أتهمت الادارة الأميركية ايران «بدعم الاعتداءات الخبيثة لنظام الأسد في سورية ضد المتظاهرين السلميين وأعماله العسكرية ضد المدن السورية»، في وقت علمت «الحياة» أن الادارة عقدت اجتماعا رفيع المستوى أول من أمس حول سورية بحث في زيادة الضغوط الفردية على النظام السوري وبالتنسيق مع الأوروبيين وأطراف اقليمية.

وفي بيان، لمناسبة الذكرى الثانية للتحركات الشعبية في ايران بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009، أصدرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بيانا تحدثت فيه عن «قمع السلطات السورية الوحشي... ودعم ايران اليوم لاعتداءات نظام الأسد الخبيثة في سورية ضد المتظاهرين السلميين وللأعمال العسكرية ضد مدنه (المدن السورية)».

وأكدت كلينتون أن «العالم ذهل لدى رؤية صور الصبي السوري بعمر 13 عاما (حمزة الخطيب)، وبعدما تعرض للتعذيب والتشويه على أيدي قوات الأمن السورية»، مضيفة أن الصور «ذكرت بالشابة الايرانية (ندى آغا سلطان) التي قتلت في الشارع منذ سنتين أمام أعين الجميع». وقالت كلينتون: «فيما نتذكر الارهاب والمأساة التي صاحبت القمع الايراني، وفيما نعمل مع المجتمع الدولي لزيادة الضغوط على الأسد ونظامه، نجدد تصميمنا على الوقوف مع الشعوب، بينهم مواطنو سورية وايران، والذين يتوقون الى الحرية وممارسة حقوقهم العالمية».

من جهة اخرى، أعرب مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف الاحمد عن «قلقه واستغرابه» من تصريحات الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ازاء الاوضاع السورية. ونقلت «سانا» عن الاحمد قوله ان تصريحات موسى «غير المتوازنة، لا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي يستخدم أجندة وأذرعاً داخلية سعت وتسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سورية واستقلالية قرارها الوطني والقومي». وزاد :»الطموحات والأجندات الانتخابية للسيد موسى، جعلته يختار توقيتاً مريباً يخدم هذه الطموحات ويجعله يغمض العين عن حقيقة ما تتعرض له سورية... في الوقت الذي لم يجف إلى الآن الدم الليبي الذي نزف تحت ضربات حلف شمال الأطلسي نتيجة قرار من مجلس الأمن الدولي استند بكل أسف إلى طلب عربي ساهمت فيه بقوة جهود عمرو موسى من اجل فرض حظر جوي على ليبيا تطور إلى عمل عسكري شامل يحصد أرواح الآلاف ويدمر ليبيا ويستهدف وحدة أراضيها».

 

 

سورية: قصة مواطنين تكشف الصدمة والانقسام ونزوح ألف لاجئ خلال الليل
الاربعاء, 15 يونيو 2011

تعكس الرحلتان وضعاً بالغ الصعوبة اذ يهبط لاجئون فزعون من بين التلال بحثاً عن مأوى في تركيا. وعلى مقربة تتواصل حركة العبور المعتادة عبر المعابر الحدودية الرسمية. هؤلاء لا يستقرون في المناطق الحدودية ام مخيمات اللاجئين، فهم على الاغلب في تركيا لدواع عائلية او مهنية او تجارية. لكن بالنسبة لهؤلاء الذين يفرون من حلقة العنف في سورية، فإن اقامتهم تختلف. فعلى رغم ان السلطات التركية اقامت مخيمات لإيواء آلاف اللاجئين، إلا ان المعاناة كبيرة وهناك عدة آلاف على المنطقة الحدودية لم يعبروا بعد. وخلال اليومين الماضيين هبت عواصف رعدية وأمطار غزيرة لتفاقم الاوضاع البائسة التي يعاني منها آلاف ممن ينتظرون وسط التلال استعداداً للفرار عبر الحدود في حال تقدمت القوات السورية صوبهم.

تسلل المجند درويش محمد سيبو(23 عاماً) الى قرية جويتشتشي الحدودية التركية بعدما هجر موقعه قرب حمص في 14 أيار (مايو) وفر الى بلدة جسر الشغور الشمالية الغربية قبل ان يدخل تركيا.

ويصف سيبو اللحظة التي دفعته للفرار لوكالة «رويترز»: «كنت على خط المواجهة مع المتظاهرين مسلحاً بهراوة ودرع. خلفي كان الشبيحة والجنود الذين يثقون اكثر في قدرتهم على اطلاق النار.. كانوا مسلحين ببنادق آلية. لا يقبل أي سوري ان يقف في موقفي هذا ويشاهد أبناء وطنه يذبحون». وتابع: «رشوت ضابطاً برتبة ملازم لأحصل على اجازة مرضية ولم اعد. هناك كثيرون مثلي. المعنويات متدنية. لا يسمحون لنا باجازات لزيارة اسرنا».

وبدا سيبو وهو يتكيء على سيارة مضطرباً ومرتبكاً جراء تجربته وعرض لقطات صورها بهاتفه المحمول لشاب ميت اصيب بالرصاص في بطنه.

وقال سيبو: «شاركت في جنازة باسل المصري قبل اسبوعين حين اطلقت الاستخبارات العسكرية النار علينا. فررت ومنذ ذلك الحين اتحرك ذهاباً واياباً لنقل المصابين بالسيارة او انقل الشهداء لدفنهم في القرى».

وفر نحو سبعة آلاف لاجيء سوري من البلدة التي تقع على بعد 20 كيلومتراً فقط من جويتشتشي وعبروا الاراضي الزراعية الى تركيا حيث ينقلهم جنود اتراك لاحد اربعة مخيمات.

وشمالي جويتشتشي عند قرية حاجي باشا وصلت سميلة التي رفضت ذكر اسم عائلتها لتتزوج من قريب تركي. ووصلت سيارتها للقرية مزينة بورود وبشرائط بيضاء ووردية وقد أطلقت بوقها. وسميلة، وهي علوية، تقول انها لم تشاهد شيئا خلال الرحلة من قريتها القريبة.

وقال ضيف حضر حفل العرس: «نحن راضون جداً عن رئيسنا. القصص التي تتردد كاذبة. هاجمت عصابات اجنبية جسر الشغور والالاف الذين يأتون لتركيا حصلوا على اموال للهروب».

وفي جويتشتشي يقول احمد ياسين (27 عاما) انه كان في ارضه الزراعية الواقعة على بعد كيلومترين شرقي جسر الشغور صباح الاثنين حين وصلت قوة من نحو 200 جندي ورجل يرتدون زياً اسود على متن ناقلات جند مدرعة وفي سيارات وصبوا وقوداً على القمح المزروع. وتابع: «حاولت انقاذ ابقاري الثلاث ولكن لم يكن هناك وقت. اخذت زوجتي وطفلي الاثنين في سيارة وتحركت مباشرة الى الحدود».

ووصف سائق جرار يدعى أبو أحمد (55 عاما) ويقيم على بعد خمسة كيلومترات من جسر الشغور عقب وصوله الى جويتشتشي رحلته لرويترز «وصلت الدبابات للقرية وبدأت قصفاً عشوائياً فهربنا». وتابع: «سمعت ان الشبيحة في الجسر (جسر الشغور) ينهبون المنازل والمتاجر. انا خائف. تنتظر زوجتي وابنائي على الجانب الاخر من الحدود تحت المطر. ليس لديهم طعام او مأوى».

وبحسب مصدر تركي فإن عدد السوريين الذين لجأوا الى تركيا بلغ امس نحو 9 آلاف لاجئ مع وصول قرابة الفي لاجىء جديد.

وقال المصدر لـ «فرانس برس» إن «عدد السوريين في تركيا بلغ 8538» شخصا، وان قرابة الفي لاجىء عبروا الحدود خلال الليل.

ويأتي معظم اللاجئين من جسر الشغور. ويقيم اللاجئون في اربعة مخيمات في محافظة هاتاي اقامها الهلال الاحمر التركي.

من جهة اخرى، وصل عدد من خبراء المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الى هاتاي لاجراء «تحقيق حول التجاوزات» في سورية، كما علمت «فرانس برس» من احد اعضاء هذا الوفد. ومن المقرر ان تجمع البعثة شهادات من السوريين اللاجئين في تركيا.

 

 

سورية: الجيش يدخل بلدات في الشمال الغربي ... واعتقالات في درعا ودمشق
الاربعاء, 15 يونيو 2011

في موازاة ذلك، قالت منظمات حقوقية سورية إن قوى الامن شنت حملات اعتقال في درعا ودمشق، كما قال ناشط إن تظاهرات نُظمت ليل اول من امس في دير الزور على بعد 430 كلم شرق دمشق، بينما دعا ناشطون آخرون الى «مسيرة الشموع» ليل امس، تضامناً مع البلدات السورية التي تتعرض لهجوم قوى الامن.

وعن التطورات الميدانية، قال ناشط لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «القوات المسلحة تواصل عملياتها وتمشط قرى مجاورة لجسر الشغور، حيث شن الجيش هجوماً كبيراً يوم الاحد الماضي ودخل المدينة، ثم أعلن إحكام السيطرة عليها.

وواصل سكان هذه المناطق الفرار الى مناطق داخل سورية او إلى الحدود مع تركيا، فيما لا تزال الاتصالات الهاتفية مقطوعة فيها منذ اول من امس. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» نقلاً عن سكان، إن اربعة اشخاص هم رجل وامرأته وطفلاهما، قتلوا بعد ظهر امس بالرصاص في منطقة جسر الشغور على بعد 100 متر من نقطة مراقبة للجيش.

وأوضح المرصد «ان العائلة قتلت في حين كانت تعبر على دراجة نارية جسراً على نهر الأبيض، وكانت قد مرت على نقطة تفتيش للتو».

من جهة اخرى، قال «المرصد السوري» إن السلطات الأمنية شنت حملة اعتقالات في منطقة درعا (جنوب) التي انطلقت منها في 15 آذار (مارس) حركةُ الاحتجاجات، وكذلك في محافظة دمشق. ومنذ 15 آذار، قُتل اكثر من 1200 شخص، واعتقل نحو عشرة آلاف آخرين في سورية، بحسب منظمات غير حكومية. وقد فرَّ اكثر من 13 ألف شخص الى تركيا ولبنان، بحسب الامم المتحدة.

وبخلاف الانتشار في شمال غرب البلاد، أرسل الجيش دبابات الى شرق البلاد على الحدود العراقية. وأكد ناشط لـ «فرانس برس»، أن «10 دبابات و15 الى 20 ناقلة جند، أُرسلت الى محيط مدينة ابو كمال» على بعد 500 كلم شرق دمشق.

إلى ذلك، تحدث رجل عرَّف عن نفسه بأنه مقدم في الجيش السوري، عن «خلافات في صفوف الجيش»، مؤكداً انه قام بحماية سكان من مدينة جسر الشغور حين هاجمتها القوات السورية.

وقال المقدم حسين هرموش، الذي لجأ منذ الخميس الى حدود تركيا قرب بلدة غوفيتشي، لوكالة «فرانس برس»: «كان الجيش السوري يتقدم في جسر الشغور، وكانت وحدات المشاة في الأمام والدبابات في الخلف. حاولتُ حماية المدنيين». وروى: «كان معي مجموعات فارّة (من الجنود)، ولم يكن في حوزتنا سوى اسلحة خفيفة وألغام». وتابع: «نصبنا أفخاخاً للجيش السوري لتاخير تقدمه والسماح للمدنيين بالفرار ومغادرة المدينة»، مؤكداً انه وضع ألغاماً على نقاط عبور للقوات. وكان شهود أفادوا عن وقوع مواجهات بين فصائل مختلفة من الجيش في هذه المدينة، البالغ عدد سكانها 50 الفاً، والتي تشهد حملة قمع عنيفة منذ بضعة ايام.

وروى احدهم ان مواجهات وقعت الاحد بين اربع دبابات انشقت عن الجيش وباقي القوات الموالية للنظام، فيما أفاد شاهد آخر عن تدمير جسور لمنع تقدم العسكريين.

إلاّ أن المقدم هرموش نفى المعلومات عن تدمير الجسور، مؤكداً ان الدبابات دخلت المدينة سالكةً الجسور، ولم يتم تدميرها.

والضابط، الذي عرّف عن نفسه بإبراز بطاقته العسكرية ولو انه يرتدي اللباس المدني، أكد انه اغتنم مأذونية ليفرَّ الخميس من دمشق في اتجاه الحدود التركية حيث تقيم عائلته.

وهو يؤكد أنه فرّ من الجيش بسبب شنِّه «هجمات على مدنيين أبرياء لا يحملون بأيديهم سوى أغصان زيتون»، مشدداً على ان المحتجين في جميع المدن التي أُرسل إليها لم يكونوا مسلحين على الإطلاق. وقال إن «الجيش تلقى الامر بمنع حصول التظاهرات بأي ثمن، وبكمِّ أفواه الناس. أمرونا بإطلاق النار على الناس اذا تواصلت التظاهرات». وأضاف: «لم أقبل الاوامر، لكنني رأيت ما فعله بعض الجنود. رأيت الدبابات تطلق النار على المدن، رأيت المدفعية تطلق النار والمروحيات تطلق النار بالأسلحة الرشاشة».

وقال إن «الجيش السوري يقتل مدنيين ويطرد الناس من منازلهم... البلدات يتم إخلاؤها، والسكان يُطردون الى الحدود وإلى الدول الأجنبية». ويأمل حسين هرموش بأن يدفع انشقاقه ضباطاً آخرين إلى الفرار أيضاً، ويقول: «اتصل بي بعض الاشخاص، وبإذن الله سوف يفرون من الجيش».

غير ان هذا الخيار في غاية الصعوبة، حيث يوضح المقدم: «ثمة ضباط وجنود كثيرون يودون الفرار لكنهم لا يفعلون، لأنهم يخشون أن يتم قتلهم مع عائلاتهم».

وذكر أن «أحد عناصر الاستخبارات تلقّى تعليمات بقتل المدنيين، لكنه لم يفعل، فجرى اغتصاب زوجته».

وسئل عما نقله شهود عديدون عن وجود عناصر من القوات الإيرانية ومن «حزب الله» اللبناني يشاركون في قمع المحتجين الى جانب الجيش السوري، فأكد المقدم هرموش أنه شاهَدَ عناصر ايرانيين ومن حزب الله.

وقال: «في دمشق، بقطاع سقبة، أذكر جيداً عندما رأيت الناس يتظاهرون، وشاهدت (هؤلاء العناصر) يتحركون»، مضيفاً: «رأيت بأمّ عيني قناصةً إيرانيين ومن «حزب الله» متمركزين في الطبقات العليا، يطلقون النار على الحشود».

إيران تحذر من تحرك غربي ضد دمشق: سيكون له عواقب على المنطقة
الاربعاء, 15 يونيو 2011
 

طهران، لندن - «الحياة»، رويترز - قالت إيران أمس إن ما يحدث في سورية «شأن داخلي»، وإن الحكومة والشعب السوري «ناضجان سياسياً بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما»، محذرة من أي تدخل عسكري في سورية لأنه «يمكن أن يكون له عواقب على المنطقة». وتعد التصريحات الإيرانية هى الأخيرة في سلسلة مواقف إيرانية رسمية تؤيد دمشق في الأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها. إلا أن دولاً غربية تقول إن إيران لم تدعم سورية فقط سياسياً في الأزمة الحالية، بل قدمت لها دعماً عسكرياً ونصائح وشاركت معها في قمع المحتجين، غير أن طهران نفت هذه الاتهامات.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان براست في مؤتمر صحافي أمس: «بعض الأنظمة خاصة أميركا والنظام الصهيوني والتي لها أهداف خاصة تحرض الجماعات الإرهابية في سورية وفي المنطقة لتنفذ عمليات إرهابية وتخريبية».

وتابع مهمان براست «ما يحدث في سورية شأن داخلي. الحكومة والشعب السوري ناضجان سياسياً بما يكفي لحسم القضايا التي تخصهما». وحذر المتحدث باسم الخارجية من أي تدخل عسكري صريح من جانب الغرب. وقال «نعتقد أن ليس من حق الأميركيين بأي حال التدخل عسكرياً في أي دولة بالمنطقة أعني سورية. نرى أن هذا تصرف خاطئ... يمكن ان تكون له عواقب على المنطقة».

وتابع «السياسات المخادعة التي ينتهجها الأميركيون والدول الغربية مع بعض دول المنطقة - وبخاصة سورية - مبعث عار لهم». وشدد المسؤول الإيراني: «كل هذه الجهود تهدف إلى أن ينسى سكان المنطقة الأسباب الرئيسة وراء اضطراباتهم وأسباب تخلفهم وهي السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة والدول الغربية التي تربطها تحالفات مع النظام الصهيوني في المنطقة». وعبرت إيران عن تأييدها للانتفاضات في معظم العالم العربي لكنها لم تفعل ذلك مع سورية التي تشارك معها فيما يعرف «بخط الممانعة» ضد إسرائيل وتدعم كل منهما حركة «حماس» و «حزب الله».

وأيد مهمان براست ما تقوله الحكومة السورية من أن الاحتجاجات المندلعة منذ ثلاثة أشهر «هي جزء من مؤامرة تدعمها قوى أجنبية».

وقال «النظام الصهيوني والمدافعون عنه يشعرون بتهديد خطير. لذلك يفعلون كل ما يستطيعون للقضاء على خط الممانعة الذي يقف ضد عدوان النظام الصهيوني».

وخلال الأيام الماضية انعكست التطورات في سورية على الوضع الداخلي الإيراني، فهناك رموز في التيار الإصلاحي انتقدت ممارسات النظام السوري، كما ان الحركة الإصلاحية في إيران نالت زخماً مع الثورات العربية. ويوم 9 حزيران (يونيو) الجاري عزز الأمن الإيراني وجوده في الشوارع والميادين الرئيسة في طهران والمدن الكبرى تحسباً لخروج تظاهرات من أنصار الحركة الإصلاحية في الذكرى السنوية للانتخابات الرئاسية الإيرانية 9 حزيران 2009 والتي فاز فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على مرشح الإصلاحيين مير حسين موسوي، وهي الانتخابات التي قال الإصلاحيون انها شهدت مخالفات كبيرة، ما أدى إلى أخطر أزمة سياسية يواجهها النظام الإيراني منذ الثورة الإيرانية عام 1979.


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,253,936

عدد الزوار: 6,942,239

المتواجدون الآن: 108