صالح يخرج من العناية الفائقة ·· و<حاشد> تستنكر الهجوم على قصره
 السبت 11 حزيران 2011 - 7:07 ص  2587  عربية |
صالح يخرج من العناية الفائقة ·· و<حاشد> تستنكر الهجوم على قصره
مقتل 3 جنود و12 قاعدياً بزنجبار ·· وأميركا تشنُّ غارات بلا طيّار
 | |
| معارضون يمنيون في القبائل يقفون أمام مبنى حكومي محترق في صنعاء أمس (أ·ف·ب) |
تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش اليمني ومسحلي القاعدة أمس في مدينة زنجبار الجنوبية فحصدت جنديين من القوات النظامية و12 عنصرا من التنظيم المسلح، لتخرج الولايات المتحدة عن دائرة التفرّج وتبدأ بتطبيق السيناريو الذي لطالما اعتمدته ضد طالبان الباكستانية في وزيرستان، فشنت طائرات أميركية بلا طيار هجمات محددة على أهداف للمتشددين القاعديين بالجنوب اليمني بعد تحذيرات أطلقها البنتاغون من خطر صعود القاعدة في البلد المضطرب·
في هذا الوقت خرج الرئيس علي عبدالله صالح من غرفة العناية الفائقة، وأعلنت مصادر مطلعة عن أن حالته باتت مستقرة، فيما استنكرت قبيلة حاشد المتصارعة مع صالح الهجوم الذي استهدف الرئيس يوم الجمعة الفائت في قصره مبرّئة نفسها من أي مسؤولية عن الحادث، وواصفة إياه بـ <الإجرامي> و<البشع>·
زنجبار
وأعلن ضابط في الجيش اليمني أمس عن مقتل 15 شخصا على الأقل منهم <12 من عناصر القاعدة> وثلاثة جنود، في معارك جديدة حول زنجبار كبرى مدن محافظة ابين معقل الشبكة المتطرفة·
وقال الضابط طالبا عدم الكشف عن هويته: <إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت من جديد في المساء في ضواحي زنجبار، وقتل خلالها ثلاثة جنود من الفرقة المدرعة 119 وأُصيب أربعة آخرون بجروح>·
وأضاف: <تفيد معلوماتنا بأنّ 12 على الاقل من عناصر القاعدة قد قتلوا وان آخرين اصيبوا
>· وأوضح الضابط أنّ <الجيش قد احرز تقدما> في زحفه نحو زنجبار، التي يسيطر عليها منذ 29 ايار الماضي متطرفون مسلحون قالت السلطات انهم عناصر من القاعدة·
وخلص الضابط الى القول <اننا نحاصر المدينة من كل الجوانب> ويمكن ان نشن الهجوم الحاسم <في الساعات المقبلة>·
من جهة اخرى، قال مسؤولون في وزارة الصحة والسكان بأنّ الوضع في زنجبار <كارثي> محذرين في الوقت نفسه من انتشار الاوبئة نتيجة <الجثث المتحللة> في شوارع المدينة·
غارات أميركية
في هذا الوقت، أعلن مسئولون أميركيون أن الإدارة الأميركية تكثف حملة عسكرية سرية ضد اليمن، مستغلة تزايد فراغ السلطة بهدف ضرب عناصر مسلحة مشتبه بهم بطائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة·
وذكرت صحيفة <نيويورك تايمز> ان الهدف من الضربات الاميركية هو منع انصار القاعدة في جنوب البلاد من الاستيلاء على السلطة مستفيدين من الفراغ السياسي الحالي·
وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية مايكل مولن اكد في مؤتمر صحفي في القاهرة أمس الأول ان الفوضى في اليمن تجعل تنظيم القاعدة <اخطر>، وقال: <إنّ تصاعد الفوضى والعنف في اليمن ليس سيئا لليمن فقط بل للمنطقة والعالم>·
ونقلت <نيويورك تايمز> عن مسؤولين فى واشنطن قولهم إن أجهزة التجسس الأميركية تتلقى معلومات عديدة من أجهزة التنصت الالكتروني والمخبرين حول المواقع المحتملة للمسلحين·
وتابعت الصحيفة أن الحملة الأميركية في اليمن تتزعمها قيادة عمليات خاصة مشتركة في البنتاغون وبتنسيق وثيق مع جهاز الاستخبارات المركزية، غير أن الفرق العسكرية الأميركية وعملاء الاستخبارات لديها موقع قيادة في العاصمة اليمنية صنعاء لتقفّي المعلومات حول المسلحين في اليمن وتدابير هجمات مستقبلية·
اقتتال داخلي
وفي تعز، قال شهود عيان: <إنّ مسلحين اثنين يقومان بحماية المتظاهرين لقيا مصرعهما في مكمن مسلح قرب المدينة في جنوب غرب البلاد>·
وأضاف الشهود: <إنّ المسلحين ينتميان الى ميليشيا تطلق عليها تسمية <نسور الثورة> تتولى حماية المتظاهرين الذين يطالبون برحيل صالح>·
وأوضحوا أنّ مسلحين اثنين جرحا كذلك في تبادل لاطلاق النار الذي أُصيب خلاله عدد من الجنود ايضا·
وفي الساعات الأخيرة تصدت القوات الأمنية والعسكرية لعناصر مسلحة شنت هجوما مسلحا في محاولة لاقتحام مبنى المجمّع الحكومي بمركز محافظة <البيضاء> جنوب اليمن·
وقالت مصادر أمنية رسمية في بلاغ صحفي لها أمس: <إنّ مجموعة مسلحة خارجة عن النظام والقانون شنت هجوما مسلحا الليلة الماضية لاقتحام المبنى، إلا أن قوة الرد من قبل القوات الحكومية أجبر العناصر المسلحة على الفرار، ولم تقع خسائر بشرية أو أضرار مادية نتيجة هذه المواجهة>·
صالح
وبالتزامن خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من العناية الفائقة في احد مستشفيات الرياض بعد <نجاح> عملية جراحية خضع لها وفقا لصنعاء في حين يشدد الشبان معارضتهم لعودته الى سدة الحكم·
واعلنت وكالة الانباء اليمنية الرسمية عن ان صالح الذي اصيب في هجوم استهدف احد مباني القصر الرئاسي في صنعاء، غادر غرفة العناية المركزة بعد <نجاح> عملية جراحية في الرياض·
وأكدت <خروج صالح من العناية المركزة الى جناحه الملكي> في مستشفى عسكري في الرياض·
وأضافت ان <الالعاب النارية والاعيرة المضيئة غطت سماء العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية ابتهاجا بنجاح العملية الجراحية وخروجه>·
من جهتها، قالت مصادر طبية: <إنّ ما لا يقل عن ثمانين شخصا اصيبوا بجروح طفيفة في صنعاء جراء اطلاق النار>·
في المقابل، قال وسيم القرشي احد المتحدثين باسم <ثورة الشباب> في صنعاء <إنّ صالح انتهت فترة رئاسته وعلى الكل ان يعمل لئلا يعود الى البلد الا كمواطن عادي>·
وأضاف: <إنّ الشبان سيواصلون الضغوط على نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي عبر الاعتصام والتظاهر حتى يوافق على تشكيل مجلس رئاسي انتقالي>·
وكان صالح أُصيب في الثالث من حزيران الحالي بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة·
حاشد
ويوم أمس استنكر شيوخ وعواقل وأعيان قبائل حاشد الحادث الذي استهدف صالح·
وعبّرت قبائل حاشد في رسالة رفعوها للرئيس صالح عن إدانتهم الشديدة لهذا العمل الذي وصفوه بالحادث <الإجرامي البشع ،الذي اهتز لهوله وجدان الشعب اليمني والعربي والإسلامي والضمير الإنساني>·
وأكدت المشايخ وقوفهم مع <الرئيس صالح وأفراد القوات المسلحة والأمن، للذود عن حياض اليمن وحماية كافة الثوابت والمكتسبات الوطنية، وفاء لقوافل الشهداء وأنهار الدماء التي قدمتها قبائل حاشد وغيرها، لتثبيت دعائم الثورة اليمنية المجيدة (سبتمبر 62 وأكتوبر 63) والوحدة الوطنية والنظام الجمهوري المرتكز على الديمقراطية والتعددية السياسية> كما قالت الرسالة·
تظاهرات متضادّة
هذا، ويستعد انصار ومعارضو صالح لتظاهرات حاشدة اليوم، حيث ينوي انصار الرئيس تنظيم مسيرة بمناسبة تحسن حالته الصحية في صنعاء تحت شعار <الوفاء لصالح>·
في المقابل، دعا الشبان المعتصمون الى التظاهر اليوم ايضا دفاعا عن <مطالب الثورة>·
المصدر: جريدة اللواء
