أنقرة تستعد لمواجهة تدفق ما بين 500 ألف ومليون

أحداث مخيم اليرموك تكشف الفخ الذي نصب في الجولان ومخاوف من توريط الفلسطينيين بما يجري في سوريا

تاريخ الإضافة السبت 11 حزيران 2011 - 7:03 ص    عدد الزيارات 2459    القسم عربية

        


 

 
أحداث مخيم اليرموك تكشف الفخ الذي نصب في الجولان ومخاوف من توريط الفلسطينيين بما يجري في سوريا
أنيس محسن
ما جرى في الجولان في 5 حزيران (يونيو) كان فخاً كبيراً نُصب للفلسطينيين. جرى الدم غزيراً في مرحلته الأولى وكاد يطيح بالنسيج الإجتماعي الفلسطيني في مخيم اليرموك في مرحلته الثانية، على ما يقول مسؤول فلسطيني رفيع المستوى.
يطرح المسؤول الفلسطيني سؤالاً عن الدور الذي لعبه الشاب الفلسطيني المثير للجدل المدعو ياسر قشلق في التحضير لـ"فخ الجولان"، وهو اشتهر في أنه مول السفينة "مريم" في حزيران (يونيو) 2010 لخرق الحصار على غزة انطلاقاً من لبنان، لكن الرحلة التي تأجلت في حينه لم تمخر عباب البحر نحو غزة.
كانت فصائل منظمة التحرير و"حماس" قررت عدم الذهاب إلى الجولان في ذكرى النكسة، لأن تكرار ما حدث في 15 أيار (مايو) فقد عنصر المفاجأة، ولن تصب نتائجه في مصلحة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وسيكون تجييره سهلاً. وقد عممت قرارها هذا على قواعدها، واستكانت بعد ذلك لتتفاجأ بحملة كثيفة على موقع "فايسبوك" وعبر الاتصالات المباشرة بالهاتف، تُخَوِّن الفصائل وتتهمها بالتخلي عن فلسطين وبأن "الربيع العربي" يجب ان يطاولها.
يقول المسؤول الفلسطيني إن قشلق كان وراء تلك الحملة، تجييشاً وتمويلاً، وقد وظف عدداً كبيراً من الشبان للقيام بتلك الحملة، وتحت أعين اجهزة أمنية سورية وبتعاون من قبل فصائل موالية لسوريا مثل "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة".
في 4 حزيران، كان كل شيء قد أعد: الحافلات جاهزة لنقل مئات الشبان الذين لبوا الدعوات على الفايسبوك وعبر الرسائل النصية على الهواتف الجوالة، وتوزعت على مخيمات اليرموك وخان الشيح وجرمانا وغيرها من المخيمات، ومنها انطلقت قبل 24 ساعة من احياء المناسبة، ليجد المشاركون حجوزات لهم في فنادق ونزل في مدينة القنيطرة السورية، فباتوا ليلتهم هناك، وفي اليوم التالي، في 5 حزيران (يونيو) توجهوا الى الشريط الحدودي نحو المجزرة، التي سقط فيها 23 شهيدا ومئات الجرحى برصاص الجنود الإسرائيليين.
ولكي يكتمل الكمين، فتح التلفزيون السوري برامجه لتغطية المسيرة واستصراح مسؤولين في الفصائل، في مقدمتهم، واساسا، مسؤول القيادة العامة الإعلامي أنور رجا، ثم مسؤول الجبهة الشعبية ماهر الطاهر، وفتحت عقب ذلك قنوات عربية مساحة للمسؤولين المذكورين.
لكن اذا كان مفهوما ظهور أنور رجا على الشاشات، وخصوصا شاشة التلفزة السورية، فما لم يكن مفهوما او في مكانه ظهور ماهر الطاهر على الشاشات، بل مشاركته مباشرة في المسيرة، وتواجده بالقرب من الشريط الحدودي عند قرية مجدل شمس. فـ"الشعبية" كانت قررت، مثلها مثل باقي فصائل المنظمة، وحتى "حماس" عدم المشاركة في تلك المسيرة، فما هو السبب الذي دفعه إلى المشاركة في المسيرة، والظهور الكثيف على الشاشات؟.
من نافل القول، ان جزءاً لا يستهان به من الفلسطينيين في سوريا، يعتبرون ان النظام البعثي، منذ ما قبل تولي الأسد الأب ثم الإبن السلطة، عاملهم أسوة بالمواطنين السوريين، فكانوا احراراً اقتصاديا، وتمكنوا من العمل في السياسة كفصائل فلسطينية علناً وسمح لهم بفتح المكاتب والجمعيات والاندية والانتظام في النقابات الخاصة وحتى النقابات السورية، بل سمح للفلسطيني بالعمل في القطاع العام، بخلاف القيود التي فرضت عليهم في لبنان ومصر ومعظم الدول العربية. لهذا السبب، يتجنب الفلسطينيون معاداة هذا النظام. ومسؤولو الفصائل هناك متأثرون بهذا العامل من جهة، كما انهم كانوا ينسقون مع الأجهزة الرسمية السورية، أمنية وسياسية، ما أوجد علاقات شخصية بين المسؤولين الفلسطينيين والآخرين السوريين.
لكن هل هذا كاف ليجعل فلسطينيي سوريا يصطفون الى جانب النظام، وبالتالي يُحسبون وكأنهم في مواجهة مع الشعب السوري؟.
يؤكد المسؤول الفلسطيني ان العامل الأول صحيحاً، لكن بالمطلق ليس سبباً او مبرراً للسير في خطة قد تكون اجهزة الاستخبارات وضعتها، أما السبب الحقيقي لمشاركتهم في مسيرات العودة، فهو عفوية الشباب وحماسهم وتأثرهم بنظرائهم العرب في تونس ومصر على وجه الخصوص.
لكن اذا سلمنا جدلاً ان "القيادة العامة" ترتبط مباشرة بالنظام الأمني السوري، وبالتالي ليس مستغرباً ان تشارك لوجستياً ودعائياً واعلامياً، فكيف لمسؤول في الجبهة الشعبية من الصف الأول مثل ماهر الطاهر، ان يشارك علماً أن جبهته ليست مرتبطة امنياً بسوريا، وهو مفترض ألا ينقاد خلف "العفوية" فيفقد بالتالي دوره القيادي. هنا يكتفي المسؤول الفلسطيني بالقول أنه من الممكن ان يخدع القائد أيضا، أو أن ينقاد خلف "تقديس العفوية" وبالتالي يكون مشاركاً في الخطأ، بل الخطيئة، حتى ولو لم يكن من منظمي المسيرة. اذ يؤكد المسؤول ان الطاهر تفاجأ بوجود شباب من انصار الجبهة الشعبية، خرجوا على قرار عدم المشاركة، وربما أراد أن لا يترك المناسبة للاستغلال من قبل مسؤولي فصائل آخرين، فارتكب الخطأ مرتين.
الجزء الأول الدموي من "فخ الجولان" يكون قد أنجز، لكن ماذا عن الجزء الثاني، الذي لا يقل عنه دموية، لكن يفوقه من حيث الأثر النفسي، لكون من سقط أُردي برصاص، واجهته فلسطينية؟.
تفاصيل الحادث الذي وقع في مخيم اليرموك باتت معروفة: يصل ماهر الطاهر الى حيث يقام عزاء لشهداء الجولان. يُطلب منه المغادرة لأن أهل الضحايا لا يريدون وجوداً لقيادات الفصائل، من دون ان يمانعوا في وجود عناصر منها، وهم اصلا من ابناء المخيم، خصوصا وأن هناك من جاء ليرفع صور بشار الأسد في الجنازة. يحاول الطاهر التحدث مع الحضور عبر مكبر للصوت، فيحدث هرج ويرشق بالحجارة.. يطلق مرافقه طلقة في الهواء ويجري سحب الطاهر الى احد المنازل فيحاصره بعض الناس لكن يمكن سحبه من المنزل الى مكان آمن اخر.
لم ينته اليوم عند هذا الحد، وباقي تفاصيل الحادث ايضا معروفة، فقد عمد سكان اليرموك بعدما شيعوا الشهداء الى مثواهم الأخير، الى التوجه نحو المقر الرئيسي لـ"القيادة العامة" في اليرموك ورشقه بالحجارة، بعدما قال البعض ان الأمين العام لـ"القيادة العامة" أحمد جبريل متواجد هناك، وباشروا برشق المقر بالحجارة وهم يهتفون ضد جبريل و"القيادة العامة" ورد عليهم الحراس بالرصاص، لتتطور المواجهة، فيسقط قتلى في صفوف السكان الذين ازرهم مسلحون من ابناء المخيم فقتلوا عددا من عناصر القيادة العامة واحرقوا المركز والسيارات المتوقفة امامه، وبقيت الأجواء متوترة حتى اليوم الثاني.
ما لم يعلن، أن مسؤولي الفصائل وبعض وجهاء المخيم حاولوا مراراً وتكراراً الاتصال بالشرطة السورية وبأجهزة الأمن من دون جدوى، "وكأن السلطة السورية تريد للتوتر ان يستمر"، كما يقول المسؤول الفلسطيني، الذي يتساءل عن سبب عدم التدخل واعتبار ان المسألة "فلسطينية داخلية"، فيما لو اكتشف وجود بندقية واحدة غير مصرح بها لدى احد الفصائل فإن تحقيقاً طويلاً عريضا يجري واستدعاءات لا تنتهي لكل من له شأن مباشر او غير مباشر.
يؤكد المسؤول نفسه، ان السلطة السورية كانت تريد تكريس "القيادة العامة" مسؤولة عن الأمن في مخيمات سوريا، وبالتالي التسبب بصراع داخلي فلسطيني من حيث الشكل، وجوهره إشاعة فوضى اضافية تسهم في التغطية على ما يجري في سوريا، وهو امر تنبه له الفلسطينيون واصروا على رفض اي امن ذاتي وطالبوا بأمن سوري شرعي، لأنهم تحت سقف القانون وضيوف على سوريا وسيبقون كذلك في انتظار العودة.
ثم يرى المسؤول مؤشرات الى محاولات خلق صراع في المخيمات، وأبرزها تعزيز مراكز "القيادة العامة" في اليرموك وكل المخيمات في مختلف المناطق السورية، بعناصر من جيش التحرير الفلسطيني في سوريا وعناصر من الأمن السوري، ما يشي بنزوع نحو اشاعة فوضى في المخيمات، "خصوصا وانه ما من مرة حضر جيش التحرير الى المشهد الفسطيني الا وتبعه سيل من الدم الفلسطيني"، كما يقول المسؤول نفسه.
ويلفت المسؤول الى حوادث حصلت في مختلف المخيمات، واستهدفت فيها عناصر "القيادة العامة" عناصر وأنصار ومكاتب حركة "حماس"، الذي جرت مضايقتهم من خلال السؤال عنهم في منازلهم، او عبر الدخول عنوة الى المكاتب، وحتى توقيف بعضهم في الشوارع.
والخلاصة، يقول المسؤول الفلسطيني الرفيع المستوى "إن ما جرى اعتبارا من 15 ايار (مايو) مرورا بـ5 حزيران (يونيو) وقبل ذلك، كان يشي بعملية توريط للفلسطينيين في الشأن السوري، وكان بالتالي اجدى بمسؤولي الفصائل في سوريا، وخصوصاً من تورط منهم، تقدير الموقف تقديراً صحيحاً وعدم الانقياد خلف تقديس عفوية الجماهير".
 
أنقرة تستعد لمواجهة تدفق ما بين 500 ألف ومليون
مفوضية اللاجئين: أكثر من ألف سوري دخلوا تركيا
قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين متين كوراباتير امس إن اكثر من الف سوري دخلوا تركيا هربا من أعمال العنف في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ولجأوا الى مخيم هناك.
وانتشر جنود سوريون بدباباتهم قرب بلدة جسر الشغور مما دفع كثيرين من سكانها البالغ عددهم 50 الف نسمة الى الهرب. وكانت الحكومة اتهمت عصابات مسلحة بقتل العشرات من قوات الأمن التابعة لها في البلدة وتعهدت بإرسال الجيش.
وأبلغ متين كوراباتير في تركيا وكالة "رويترز": "نحن سعداء جدا بموقف تركيا من هذه المسألة." وأضاف "تركيا عبرت عن عزمها على فتح أبوابها للسوريين على أعلى مستوى".
وأشار إلى انه بناء على أرقام الصليب الأحمر التركي ووزارة الخارجية يعيش 1577 لاجئاً سورياً في مخيم يايلاداجي بعد تدفق 1050 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
ولا يوجد ممثلون للمفوضية في المخيم وهو المخيم الوحيد المتاح حتى الآن.
وأصدرت السلطات في إقليم هاتاي بجنوب تركيا أوامر للشرطة بمنع اتصال وسائل الإعلام بالسوريين الذين عبروا الحدود سواء في المخيم او المستشفيات.
وتوقع كوراباتير وصول موجة جديدة من اللاجئين غدا الجمعة وقال إن الهلال الأحمر التركي يبحث عن موقع آخر لإقامة مخيم. وقال: "تركيا تقول إنها مستعدة لعدد من التطورات المحتملة ونحن نصدقها." وتابع "أهم شيء هو إبقاء الأبواب مفتوحة لتوفير المأوى والأمان لمن تتعرض أرواحهم للخطر".
وأعلن الهلال الأحمر التركي أنه سيقيم مخيما جديدا فى البلدة لاستيعاب تدفقات النازحين السوريين، التي بدأت تتصاعد بشكل كبير منذ توجه القوات السورية إلى بلدة جسر الشغور بمحافظة أدلب بمنطقة شمال غرب سوريا القريبة من الحدود التركية .
واتخذت القوات التركية تدابير مشددة بطول الحدود مع سوريا تحسبا لموجات من الفرار الجماعي في اتجاه الأراضي التركية عقب تأزم الوضع في جسر الشغور.
وقررت إدارة المعلومات بوزارة الخارجية التركية إنشاء مركز صحافي لمتابعة التطورات فى منطقة الحدود مع سوريا أولاً بأول من خلال المصادر الرسمية.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أول من أمس، إن بلاده تفتح أبوابها للفارين من الاشتباكات، وحض حكومة الرئيس بشار الأسد على التحلي بقدر أكبر من ضبط النفس.
ووضعت تركيا خطة شاملة لمواجهة احتمالات حدوث موجة ضخمة من النزوح الجماعي من سوريا إلى أراضيها، وستطرح هذه الخطة على مجلس الأمن القومي، الذي سيجتمع في أواخر حزيران (يونيو) الجاري بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية.
وذكرت مصادر حكومية تركية امس أن الخطة أعدت بالتنسيق بين وزارات الخارجية والداخلية والصحة ورئاسة هيئة أركان الجيش وإدارة مواجهة الأزمات والطوارئ والكوارث الطبيعية بمجلس الوزراء.
وقالت المصادر إن الحكومة رصدت 30 مليون ليرة تركية "نحو 20 مليون دولار"، لمواجهة النفقات التي ستترتب على تركيا لاستيعاب النازحين من سوريا.
وتتوقع أنقرة أن تتراوح أعداد النازحين بين 500 ألف ومليون مواطن سوري, لاسيما بعد أن أعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ردا على اتهامات المعارضة للحكومة بإغلاق الحدود في وجه النازحين السوريين, أن حدود تركيا لن تغلق أمام المواطنين السوريين لأنهم أخوة للشعب التركي وأن هذه الحدود مفتوحة بالفعل.
وبحسب المصادر فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون هي الأصعب والأكثر حرجاً مع احتمالات تصاعد حدة الاشتباكات في سوريا، وبالتالي تزايد تدفق النازحين السوريين.
 
(رويترز، أ ش أ)

المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,610

عدد الزوار: 6,756,228

المتواجدون الآن: 121