الأزمة السورية تتجه إلى التدويل» مع أزمة لاجئين تلوح في الأفق

سورية: دعوة إلى «جمعة العشائر»... ومعارضون يعلنون أن القنيطرة وحوران تدعمان الاحتجاجات

تاريخ الإضافة السبت 11 حزيران 2011 - 5:56 ص    عدد الزيارات 2572    القسم عربية

        


سورية: دعوة إلى «جمعة العشائر»... ومعارضون يعلنون أن القنيطرة وحوران تدعمان الاحتجاجات
الجمعة, 10 يونيو 2011
دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

وقالت صفحة «الثورة السورية 2011» على فايسبوك إن «العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة». وقالت الصفحة التي تقف وراء تنظيم الاحتجاجات، إن عشائر القنيطرة أكدت أنها «ومنذ البداية ساندت وشاركت بشكل فاعل في الثورة .. حيا الله الرجال».أما عشائر حوران، المنطقة الواقعة جنوب غربي سورية وتضم مدينتي درعا والسويداء، فأكدت «دعمها للثورة» على الصفحة نفسها، داعية عشائر حلب ودير الزور والرقة وحمص إلى «الوقوف معنا ليرحل هذا النظام».

ومع تدفق آلاف السوريين إلى تركيا هرباً من الاقتحام المتوقع للجيش لمنطقة جسر الشغور ومناطق في محافظة أدلب، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس إن اكثر من 2400 شخص عبروا حدود تركيا فراراً من العنف.

وقال اوغلو للصحافيين أثناء قمة في أبوظبي «لدينا مخاوف جادة في شأن الوضع في سورية. قبل نصف ساعة تلقيت الأرقام الدقيقة... اكثر من 2400 شخص جاؤوا الآن إلى تركيا كلاجئين.» وقال داود اوغلو إن الوقت حان لسورية كي تتصرف «بحسم اكبر» في شأن الإصلاحات السياسية.

و قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين متين كوراباتير إن اكثر من ألف سوري دخلوا تركيا هرباً من أعمال العنف في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ولجأوا إلى مخيم هناك. وتابع: «نحن سعداء جداً بموقف تركيا من هذه المسألة... تركيا عبرت عن عزمها على فتح أبوابها للسوريين على أعلى مستوى». وقال انه بناء على أرقام الصليب الأحمر التركي ووزارة الخارجية يعيش 1577 لاجئاً سورياً في مخيم يايلاداجي بعدما تدفق 1050 شخصاً في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

ولا يوجد ممثلون للمفوضية في المخيم وهو المخيم الوحيد المتاح حتى الآن.

وأصدرت السلطات في إقليم هاتاي بجنوب تركيا أوامر للشرطة بمنع اتصال وسائل الإعلام بالسوريين الذين عبروا الحدود سواء في المخيم أو المستشفيات.

وتوقع كوراباتير وصول موجة جديدة من اللاجئين اليوم وقال إن الهلال الأحمر التركي يبحث عن موقع آخر لإقامة مخيم. وأضاف «تركيا تقول إنها مستعدة لعدد من التطورات المحتملة ونحن نصدقها». وتابع «أهم شيء هو إبقاء الأبواب مفتوحة لتوفير المأوى والأمان لمن تتعرض أرواحهم للخطر».

وتفجرت الاضطرابات أولاً في جنوب سورية في آذار (مارس) لكن أول بضع مئات من اللاجئين فروا إلى تركيا في أواخر نيسان (أبريل) بعد امتداد الاحتجاجات إلى المناطق الشمالية. وأعلنت السلطات التركية أن حدودها تظل مفتوحة مع خشيتها من تدفق كبير للاجئين بعد أن تكثف خلال اليومين الماضيين وصول السوريين بسبب المخاوف من عملية كبيرة في جسر الشغور.

وسلك بعض سكان جسر الشغور القريبة من ادلب طريق تركيا المجاورة حيث تحدثوا أحياناً من على أسرتهم في المستشفيات عن قمع التظاهرات عبر إطلاق النار من مروحيات واستهداف قناصة لحشود كانت تدفن ضحاياها. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «قوات عسكرية شوهدت على بعد 15 كلم من جسر الشغور. السكان يواصلون الفرار خشية عملية عسكرية كبيرة». وروى لاجئون سوريون في تركيا أن المتظاهرين لم يمارسوا أعمال عنف، لافتين إلى أن السلطات هي التي شنت الهجمات عبر إرسال قناصة ومروحيات لإطلاق النار على الجموع.

وقال أحد اللاجئين لـ «فرانس برس»: «اطلق علي النار شرطيون في زي مدني. أصابت رصاصة ذراعي اليمنى». وأورد آخر أن قوات الأمن «أحرقت المقر العام لحزب البعث سعياً إلى ذريعة لقتل الناس».

وأعرب رئيس المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتييريز عن قلقه البالغ حيال ازدياد عدد السوريين الذين يفرون في مدنهم، مشدداً على ضرورة مساعدة هؤلاء اللاجئين في لبنان وتركيا.

إلى ذلك أفادت صحيفة «الوطن» السورية امس أن أهالي جبل الزاوية وقرى إدلب في شمال غربي البلاد «بدأوا في إخلاء منازلهم ومغادرة المحافظة فاتحين المجال أمام الجيش العربي السوري لدخول كل المناطق ومواجهة المسلحين» في هذه المنطقة.

في غضون ذلك، عرض التلفزيون الرسمي خطة يحيكها «أفراد التنظيمات المسلحة» في جسر الشغور في اتصال هاتفي في ما بينهم تم التقاطه لاستغلال جثث قوى الشرطة والأمن لـ «حفر مقبرة جماعية». وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) إن الاتصال الذي يدور بين شخصين احدهما يدعى جهاد والآخر حسين حيث يقول جهاد في الاتصال:»نريد أن نحفر لشباب الأمن العسكري الذين قتلناهم مقبرة جماعية ندفنهم فيها جميعاً مثل المقبرة التي كانت في درعا» ويسأل صديقه الثالث بسام :»هل ندفن هؤلاء الأمن في مقبرة جماعية فيجيب بسام: لكن صوروهم ولا تدفنوهم كلهم مع بعضهم البعض لأنهم قد ينكشفون.ادفنوا كل اثنين مع بعض. وقال جهاد: ندفنهم خارج البلد وبسرعة» وقال حسين «ليست قصة إذا انكشفنا أو لم ننكشف سيتم تصويرهم على أنها مقبرة جماعية من أهل جسر الشغور، وسنقول إنها مقبرة جماعية وليس لنا علم بها».

ونقلت «سانا» عن عدد من مواطني مدينة جسر الشغور «أن التنظيمات المسلحة استباحت المدينة وارتكبت فيها مجازر فظيعة ورمت جثث ضحاياها في الطرقات بعد أن مثلت بها» وأشاروا إلى «أن جسر الشغور تحولت إلى مدينة أشباح».

إلى ذلك، أهابت وزارة الداخلية السورية المواطنين عدم الاستجابة للدعوات التي وزعت في بعض مناطق اللاذقية تدعو الجميع للتجمع اليوم (الجمعة) في القرداحة، مسقط رأس الرئيس الراحل حافظ الأسد، أمام مسجد السيدة ناعسة حرصاً على سلامتهم وممارسة حياتهم الطبيعية، علماً أن اليوم (الجمعة) يصادف الذكرى الـ11 لرحيل الرئيس حافظ الأسد.

 

مفوضة الأمم المتحدة: نتلقى تقارير مفزعة ونريد تحقيقاً حول حوادث قتل جنود
الجمعة, 10 يونيو 2011
الفاتيكان، الدوحة - «الحياة»

دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي السلطات السورية إلى وقف الهجمات على المدنيين، وأبدت أسفها إزاء «لجوء أي حكومة لقمع مواطنيها لإخضاعهم»، قائلة إن اكثر من 1100 قتلوا واحتجز عشرة آلاف منذ آذار (مارس). وحضّت نافي بيلاي سورية أيضاً على السماح لبعثة المفوضية لتقصي الحقائق بدخول سورية للتحقيق في كل المزاعم بما في ذلك قتل 120 من أفراد الأمن على أيدي عصابات مسلحة.

وعبرت المسؤولة الدولية التي تتخذ من جنيف مقراً لها في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه عن بالغ قلقها من التقارير التي تفيد بفرار المدنيين من منطقة جسر الشغور تحسباً لعملية واسعة للجيش السوري. وأضافت «نتلقى مزيداً من التقارير المفزعة والتي تشير الى مواصلة الحكومة السورية قمع المتظاهرين المدنيين بلا أي رحمة... من المؤسف تماماً أن تلجأ حكومة الى قمع مواطنيها من إجل إخضاعهم، باستخدام الدبابات والمدفعية والقناصة». وحضت بيلاي دمشق على «وقف انتهاك حقوق الإنسان الأساسية لشعبها».

وأشارت الى ان منظمات حقوق الإنسان المحلية قدرت أن ما يزيد عن 50 من المحتجين قد قتلوا في خضم تظاهرة ضخمة في مدينة حماه يوم الجمعة الماضي، وقالت يعتقد بأنه من الأيام الأكثر دموية منذ بداية الاحتجاجات. وأكدت «أن الإحصاءات الموجودة لا تكشف الحجم الكامل للجرائم والمعاناة الفردية»، مشيرة الى حالة الطفل حمزة الخطيب (13 سنة) الذي زُعم بأنه خطف وعذب حتى الموت من قبل قوات الأمن المحلية. وقالت «ان التشويه والقتل الوحشي غير المتصور والذي تعرض له الطفل يرمز على ما يبدو الى الإفلاس الأخلاقي والقانوني للسياسة المعلنة لسحق المعارضة بكل الوسائل الممكنة».

إلى ذلك حض البابا بنديكتوس السادس عشر لدى استقباله السفير السوري لدى الفاتيكان، السلطات السورية على «مراعاة كرامة الذات البشرية». واعتبر البابا ان «وحدة واستقرار اي امة يمران عبر مراعاة كرامة الذات البشرية غير القابلة للتصرف. ينبغي أن تكون في قلب المؤسسات والقوانين ونشاط المجتمعات».

واعتبر أن الأحداث التي يشهدها الكثير من دول المتوسط ومن بينها سورية «تبرهن على الضرورة الملحة لإجراء اصلاحات حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية». واعتبر أن «من المفضل الا يحدث ذلك في اطار عدم التسامح والتمييز او النزاع، وبالطبع ليس العنف، ولكن في اطار الاحترام المطلق للواقع والتعايش والحقوق المشروعة للأفراد والجماعات وكذلك في اطار المصالحة».

 

 

دمشق: نحو لقاء تشاوري قريب تمهيداً لمؤتمر الحوار الوطني
الجمعة, 10 يونيو 2011
دمشق - ابراهيم حميدي

أكدت مصادر سورية مطلعة لـ «الحياة» امس، أن «لقاء تشاورياً» سيُعقد في الأيام المقبلة يضم نحو مئة شخصية من «الأطياف الوطنية»، من معارضين ومستقلين وممثلي عدد من احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية»، التي تضم الاحزاب السياسية المرخصة، لترتيب عقد مؤتمر وطني في اقرب وقت ممكن وبعد اكتمال الترتيبات.

وكانت «هيئة الحوار الوطني»، التي شكلها الرئيس بشار الاسد الاسبوع الماضي، عقدت في الايام الماضية سلسلة من اللقاءات برئاسة رئيسها، نائب الرئيس فاروق الشرع، وحضور اعضائها، عضوي القيادة القطرية لحزب «البعث» الدكتور هيثم سطايحي وياسر حورية، وممثلي «الجبهة الوطنية» صفوان القدسي وحنين نمر، والخبيرين الاقتصادي منير الحمش والقانوني ابراهيم الدراجي، والكاتب وليد إخلاصي، إضافة الى عبد الله الخاني، الذي شغل مناصب دبلوماسية وقانونية وبروتوكولية عدة في العقود السابقة.

وتناول المجتمعون في لقاءات مكثفة في الايام الماضية، أُسُسَ الحوار الوطني وآلياته وبرنامجه الزمني. وأكدت المصادر المطلعة، ان الحوار سيكون «مفتوحاً للجميع، ولن يستثني أحداً، وأن كل من يقبل بالحوار سنتحاور معه، وذلك على اساس صيانة النسيج الوطني والوحدة الوطنية»، اضافة الى بناء مجتمع ديمقراطي تعددي، مع تأكيد ان يقوم المؤتمر على قاعدة وطنية تعكس الموقف المبدئي من الصراع العربي-الاسرائيلي. وقالت المصادر: «ليس هناك اعتراض على أحد، شرط ألاّ يكون مرتبطاً بأجندة خارجية».

ويُتوقع أن يبدأ اللقاء التشاوري بجلسة مفتوحة يتحدث فيها الشرع رئيس «هيئة الحوار» وآخرون، وجدولِ اعمال كامل، مع احتمال ان يستمر يومين، بحيث يتناول المتحاورون الاصلاح السياسي والاقتصادي الجاري في البلاد في ضوء القرارات والمراسيم التي أصدرها الرئيس الاسد في الفترة الاخيرة، وتشكيل لجان عدة لصوغ قوانين للأحزاب السياسية والاعلام والانتخابات والادارة المحلية.

وفي هذا المجال، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين امس، أن سورية «المصمِّمة على مواصلة مهام الاصلاح بقيادة الرئيس الأسد، تؤكد عدمَ سماحها لأي تدخل خارجي في هذا الشأن، والاصلاحُ الذي تسعى لتحقيقه هو تلبية لإرادة الشعب السوري، وبمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية».

وكان المصدر دانَ تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الاخيرة إزاء «شرعية» نظام الحكم في سورية. وأفاد البيان ان سورية «تدين في شدة تصريح جوبيه، الذي ادعى لنفسه الحق في توزيع شرعية قيادات الدول أو سحبها، وترى في هذا التصريح عودة لمناخات عصر الاستعمار القديم ومندوبيه السامين، والذي ولّى منذ زمن ولا عودة له».

 

 

واشنطن تدرس عقوبات جديدة ضد دمشق ورايس تهاجم موقف روسيا
الجمعة, 10 يونيو 2011
واشنطن - جويس كرم

نيويورك - «الحياة» - مع استمرار دوامة العنف في سورية، تتجه واشنطن وبحسب مصادر أميركية موثوقة الى إعداد عقوبات جديدة ضد شخصيات ومؤسسات حكومية سورية، الى جانب التنسيق مع الأوروبيين وفي الأمم المتحدة لزيادة الضغوط الاقتصادية على النظام. ويشير المراقبون الى أن الخيار العسكري غير وارد أميركياً وخصوصاً بعد التجربة الليبية، وأن اتجاه الأمور داخل الإدارة مرتبط بحركة الشارع السوري وقوة المعارضة.

ومع اقتراب حركة الاحتجاجات في سورية من فترة الثلاثة أشهر ووقوع أكثر من ألف قتيل بحسب أرقام المنظمات الحقوقية، تجد واشنطن نفسها في موقع شديد التعقيد، نظراً لما يصفه المسؤولون الأميركيون لـ «الحياة» بـ «غياب التأثير الفاعل» لديها داخل سورية وبخلاف الحالات المصرية واليمنية، ومما يتركها أمام خيارات معدودة.

ويشير الخبير في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» أندرو تابلر الى أن التأثير الأميركي المباشر في سورية ينحصر في الرسائل التي ينقلها السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد لأركان النظام السوري، وفي عصا العقوبات الأميركية والتي طاولت أخيراً رأس النظام السوري الرئيس بشار الأسد.

ويقول تابلر لـ «الحياة» أن حالة «الإرهاق» أميركياً من التدخل العسكري في ليبيا، تجعل هذا الخيار غير وارد اليوم في التعامل مع سورية، «فالرئيس (الأميركي باراك) أوباما تحدث عن مهمة تستغرق أيام وهي اليوم تخطت الشهرين». ويضيف بأن الجيش السوري لديه سيطرة ونفوذ أكبر من الجيش الليبي، كما أن الإجماع الدولي غير موجود في هذا الملف ومع استمرار التحفظات لروسيا والصين لأي قرار في مجلس الأمن.

وبالتالي، تقف واشنطن اليوم أمام خيارات معدودة للتعامل مع الوضع في سورية، وتتراوح بين تشديد اللهجة مع استمرار العنف، فرض مزيد من العقوبات، والتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين وتركيا على وجه الخصوص للتأثير بالوضع هناك.

وتؤكد مصادر أميركية رسمية لـ «الحياة» أهمية الدور التركي في هذا المجال، خصوصاً بعد استضافة أنقرة لمؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا وفي الوقت نفسه بسبب علاقتها مع أركان القيادات العسكرية والأمنية السورية، ولناحية إيصال الرسائل المطلوبة لهذه القيادة. ويعرف عن الرئيس أوباما علاقته القريبة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومحادثاتهما الدورية وحتى في شكل غير معلن عنه من البيت الأبيض.

ويقول تابلر والذي عمل وعاش لمدة ثماني سنوات في دمشق أن حركة الشارع السوري هي التي ستقرر شكل الخطوات الأميركية. ويشير لـ «الحياة» الى أن إدراج واشنطن اسم الأسد ضمن العقوبات لها دلالات كبيرة لنظرة واشنطن للنظام وخصوصاً أن عقوبات كهذه «من النادر جداً العودة عنها». ويتوقع تابلر أن تحذو الولايات المتحدة حذو الأوروبيين في احتمال إعلانها عن أن نظام الأسد فقد شرعيته. فيما تؤكد المصادر الأميركية أن وزارة الخزانة الأميركية في صدد إعداد عقوبات جديدة ضد «شخصيات ومؤسسات» في النظام السوري قد تشمل مصارف ومنافس أخرى للنظام. وقد ازدادت وتيرة «المبارزة الديبلوماسية» حدة في مجلس الأمن في شأن سورية مع طرح الأعضاء الأوروبيين مشروع قرار «معدلاً» سارعت الولايات المتحدة الى تأييده بقوة وانتقاد معارضيه بحزم.

وقال السفير البرتغالي خوسيه فيليبي مورايس كابرال لـ «الحياة» إن التعديلات التي اعتمدت «محاولة لاستيعاب بعض الهواجس طالما أنها لا تغير من وجهة مشروع القرار ومعناه ومقاصده لأننا نريد قراراً قوياً». وأضاف أن «آلية العمل في مجلس الأمن هي هكذا: علينا أن ننظر فيه ونناقشه مع كل الأعضاء ونفاوض إذا ما كان من حاجة الى التفاوض، ونأمل بأن نصل الى خلاصة يكون لها دعم قوي من المجلس».

وإذ أكدت السفيرة الأميركية سوزان رايس ضرورة صدور القرار عن مجلس الأمن، فقد انتقدت بشدة روسيا والدول المعارضة من دون تسميتها. وقالت: «سوف نكون على الجانب الصحيح من التاريخ، وإذا كان آخرون غير قادرين أو غير راغبين فهي مسؤوليتهم وليتحملوها». وأضافت: «لم أر حتى الآن تغيراً في المواقف. سمعت عدداً من أعضاء المجلس يستخدمون بمكر ليبيا كعذر لتجنب القضية الفعلية التي أمامنا في سورية وسواها، سمعنا أشياء أثناء المناقشة - فيها، ولأكون مهذبة، سذاجة متوترة، ناهيك عن بعدها الأخلاقي».

وعما إذا استخدمت روسيا الفيتو قالت: «سيكون ذلك خيارهم، لكن الولايات المتحدة واضحة في رؤيتها. ما يحدث (في سورية) مستهجن وغير مقبول ويستحق إدانة ورسالة واضحة من المجلس وسنرى ماذا يفكر الآخرون».

 

 

أهم نقاط القرار المعدل لإدانة سورية في مجلس الأمن
الجمعة, 10 يونيو 2011
نيويورك - «الحياة»

يعتبر مشروع القرار أن «اعتداءات السلطات السورية الممنهجة ضد شعبها قد تتضمن جرائم ضد الإنسانية». ويدعو الى «رفع الحصار فوراً عن المدن بما فيها جسر الشغور ودرعا، والإطلاق الفوري لكل سجناء الرأي والموقوفين تعسفاً، ورفع القيود على الإعلام».

كما يدعو «الدول الى توخي الحذر في تجنب إيصال إمدادات الأسلحة أو بيعها أو نقلها بكل أشكالها الى سورية». ولا يندرج مشروع القرار في إطار الباب السابع، الذي قد يبرر لاحقاً اللجوء للقوة العسكرية.

وهنا أهم نقاطه:

- مجلس الأمن الدولي يعبر عن قلقه البالغ حيال الوضع في سورية ويدين العنف واستخدام القوة... ويدعو الى تحقيق مستقل بكل أعمال القتل خلال التظاهرات الأخيرة.

- يعتبر أن الهجمات الواسعة الممنهجة التي تجري حالياً في سورية من جانب السلطات ضد شعبها قد تتضمن جرائم ضد الإنسانية.

- يعبر عن القلق من التقارير حول الافتقار الى الإمدادات الطبية لمداواة الجرحى، المصابين جزئياً جراء إعاقة وصول الإمدادات من جانب الحكومة السورية، والتقارير حول أعداد المدنيين الذين يحاولون النزوح بعيداً من العنف.

- يشدد على أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في سورية هو من خلال عملية سياسية شاملة يقودها السوريون، ويأخذ علماً بالنية المعلنة من الحكومة السورية في اتخاذ خطوات للإصلاح، ويعبر عن الأسف جراء الافتقار الى التقدم في تطبيقها، ويشدد على الحاجة الى أن تطبق الحكومة السورية الإصلاحات كاملة.

- يطلب وقفاً فورياً للعنف واتخاذ خطوات لمعالجة التطلعات المشروعة للشعب، ويدعو كل الأطراف الى التصرف بأقصى درجات ضبط النفس واحترام قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والامتناع عن الأعمال الانتقامية.

- يدعو القرار السلطات السورية الى:

أ- الرفع الفوري للحصار عن البلدات المتأثرة، بما فيها جسر الشغور ودرعا، وإعادة الإمدادات الطبية والوقود والكهرباء والاتصالات، والسماح فوراً بالوصول من دون عوائق وفي شكل دائم لمراقبي حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية وعمالها.

ب- تطبيق الإصلاحات الهادفة الى السماح بمشاركة سياسية حقيقية، والحوار الشامل والممارسة الفعالة للحقوق الأساسية، والإطلاق الفوري لكل سجناء الرأي والموقوفين تعسفاً، والرفع الفوري لكل القيود على الإعلام.

ت- إطلاق تحقيقات موثوقة ونزيهة توافقاً مع التزاماتها الدولية وإجراء محاسبة لأولئك المسؤولين عن الهجمات ضد المتظاهرين السلميين، بمن فيهم القوات التابعة لسيطرة الحكومة السورية والتعاون التام مع بعثة مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بموجب قرار مجلس حقوق الإنسان.

رابعاً: يدعو الدول الى توخي الحذر وتجنب إيصال الإمدادات من الأسلحة أو بيعها أو نقلها بكل أشكالها الى سورية.

خامساً: يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يوجز لمجلس الأمن خلال أربعة عشر يوماً حول تطبيق هذا القرار، ثم كل ثلاثين يوماً بعد ذلك.

 

 

الأزمة السورية تتجه إلى التدويل» مع أزمة لاجئين تلوح في الأفق
الجمعة, 10 يونيو 2011
 

وقد اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة دمشق بتشجيع مسيرات الفلسطينيين إلى السياج الحدودي الذي يفصل سورية عن مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل لتحويل الانتباه بعيداً من التحديات التي يواجهها النظام السوري.

وفي ضوء تصاعد الضغط الداخلي والخارجي، قال برهان غليون المعارض السوري والأستاذ بجامعة السوربون في باريس لوكالة «رويترز»: «الأسد انتهى... لكن علينا أن نرى كيف سينهار نظامه... هل سينهار من الداخل من خلال تصاعد الاحتجاجات أم سيتحد العالم ويطالب بوقف عمليات القتل ويهدد بالتدخل».

ولأن تأثير ما يحدث في سورية يتجاوزها إلى دول الإقليم والعالم، فقد سعت تركيا التي تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية قوية مع دمشق إلى الضغط على الرئيس السوري كي يشرع في إصلاحات حقيقية في أسرع وقت. كما سعت دول أخرى مثل قطر والبحرين والأردن إلى التدخل ودفع النظام السوري لبدء إصلاحات حفاظاً على استقراره، خصوصاً في ضوء غموض البدائل المطروحة وحتى خطورتها إذا ما جاءت تنظيمات دينية متطرفة على سبيل المثال، أو انتشرت الفوضى.

وقالت مصادر ديبلوماسية وفق ما نقلت «رويترز» إن قطر شاركت في محاولات لإقناع دمشق بتغيير الأسلوب الذي تنتهجه في معالجة الأزمة. وذكرت المصادر أن بعد اتصالات بين واشنطن وأنقرة والدوحة التقى رئيس وزراء قطر بالأسد مرتين في سورية الشهر الماضي وأضافت أن قطر عرضت على دمشق دعماً مالياً وتأييداً سياسياً إذا ما اختارت نهج الإصلاح.

أما إيران، أقرب أصدقاء دمشق فقد انتقدت في شدة التدخل الغربي في شؤون سورية. وقالت إن دمشق قادرة على عبور الأزمة وحدها.

وتتخوف دول الجوار من أن تتحول الانتفاضة الشعبية في سورية إلى حرب داخلية مع ما يطرحه هذا من سيناريوات عنف، خصوصاً بعد أن تحدث ناشطون عن بوادر تمرد في قوات الجيش وانشقاقات بسبب رفض جنود إطلاق النار على مدنيين.

وقال محمد بزي من «مجلس الشؤون الخارجية» في نيويورك لـ «فرانس برس» إن سيناريو محاولة التمرد أو الانشقاق لمساعدة المتظاهرين يضعان النظام «بمواجهة تمرد بأبعاد مختلفة».

ويضيف «هذا الأمر قد يسفر عن استخدام النظام المزيد من القوة... في محاولة لسحق التمرد وسيشكل ذلك ربما منعطفاً يؤدي إلى حرب أهلية في سورية».

ويقول ديبلوماسي أوروبي في واشنطن إن «الجميع قلق من حرب أهلية تدور رحاها في أرجاء البلاد» مشيراً إلى أن ذلك أمر «محتمل».

ووفق المعلومات التي بحوزة المصادر، فإن المعارضة السورية أصبحت الآن أفضل وضعاً مما كانت عليه في بداية التظاهرات لكنها لم تصل بعد إلى درجة «المعارضة المنظمة».

ويرى المعارض عمرو العظم أن النظام السوري خشي أن يشكل المعارضون معاقل حدودية لهم وهذا ما يفسر شدة القمع في درعا أولاً على الحدود مع الأردن ومن ثم في بانياس قرب الحدود مع لبنان وبعدها في جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا.

ويقول أستاذ التاريخ في «جامعة شاوني» في نيويورك إن القادة السوريين «يرتعبون من فكرة بنغازي جديدة» في إشارة إلى «عاصمة» التمرد في الشرق الليبي وقاعدة الانتفاضة.

إلا أن الناشط الحقوقي ناصر ودادي يعتبر أن الحرب الأهلية «سابقة لأوانها»، مؤكداً أن «النضال السلمي واللاعنف هما الهدف المعلن للمتظاهرين». ويضيف أن النظام السوري «في ضيق شديد وفي موقف دفاعي. ويختلق جميع أنواع القصص» لتبرير العنف ضد المتظاهرين.

 

 

«اونروا» تأسف لمقتل فلسطينيين في مخيم اليرموك في سورية
الجمعة, 10 يونيو 2011
غزة - «الحياة»

عبر المفوض العام لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا) فيليبو غراندي عن حزنه «العميق» لمقتل عدد من اللاجئين الفلسطينيين وإصابة آخرين خلال «الأحداث المؤسفة» التي وقعت في مخيم اليرموك الذي يقيم فيه نحو ثلث عدد اللاجئين في سورية.

وقدمت «أونروا» في بيان صحافي عزاءها الحار لعائلات الضحايا، وناشدت الأطراف كافة على التحلي بالهدوء وضبط النفس. كما دعت المعنيين الى «الحفاظ على قدسية الحياة البشرية وعلى النحو المطلوب بموجب القانون الدولي، وحماية سلامة الجميع وكرامتهم، وضمان تجنب خسارة المزيد من الأرواح».

ونسب البيان لغراندي قوله إن هذه الأحداث وغيرها من الأحداث المأسوية الأخرى تذكره بأن «اللاجئين الفلسطينيين ما زالوا عرضة للمخاطر في أماكن وجودهم في المنطقة ككل»، مشدداً على أنها «تسلط الضوء أيضاً على الحاجة لأن يضاعف المجتمع الدولي جهوده من أجل تحقيق حل عادل ودائم للاجئين استناداً إلى قوانين الأمم المتحدة والقانون الدولي».

يذكر أن 14 فلسطينياً قتلوا في مخيم اليرموك أثناء تشييع جثامين 23 فلسطينياً في المخيم قتلوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في هضبة الجولان السورية المحتلة أثناء تظاهرات لمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين للنكسة، كما تم احراق مكتب لـ «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» في المخيم من جانب عدد من المشيعين بعد اتهامها بالتسبب في مقتل الشبان في هضبة الجولان.


المصدر: جريدة الحياة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,878

عدد الزوار: 6,751,266

المتواجدون الآن: 108