مشروع غربي في مجلس الأمن تعارضه روسيا والصين والهند

صورة من داخل مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا

تاريخ الإضافة الجمعة 10 حزيران 2011 - 6:19 ص    عدد الزيارات 3135    القسم عربية

        


صورة من داخل مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا

المشارك في مؤتمر انطاليا لم يسعه إلا أن يلاحظ الفجوة بين السياسيين التقليديين والشباب. السياسيون المعارضون السوريون عالقون في الزمن. طريقة عملهم معروفة، وفيها تكرار للافكار، أما الشباب...

اثناء اجتماعها مع مجموعة من الشباب المصريين بعد ايام من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، وجدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نفسها محرجة عندما اتهمها احد الناشطين المصريين بدعم واشنطن حكم مبارك على حساب الديموقراطية والحريات في بلاده. تلعثمت كلينتون واجابت انه حتى اثناء دعم بلادها الرئيس المصري، فانها كانت دائما تمارس الضغط عليه من اجل الحريات.
في وقت لاحق، نقلت اوساط عن الرئيس باراك اوباما قوله في مجلس خاص انه يود لو يصبح الناشط الشاب وائل غنيم رئيسا لمصر. حتى انه في خطابه عن "ربيع العرب"، تحدث الرئيس الاميركي عن "أم حديثة السن" في القاهرة، و"طالب" في صنعاء، و"شاب" في دمشق، يكافحون كلهم من اجل ما سمّاه "الكرامة الانسانية"، في اشارة الى ادراكه بأن من يقوم بالثورات العربية هم الشباب.
اوباما لا يخفي اعجابه بالثورة الشبابية، فهو نفسه بدأ نشاطه السياسي كشاب يعمل على تنظيم حملات اجتماعية، ولاحقا افاد من الموجة الشبابية التي جاءت به رئيسا رغما عن "المؤسسة" (استابليشمنت) السياسية الاميركية، والتي تمثلها عائلة كلينتون داخل الحزب الديموقراطي.
بيد ان مشاعر اوباما في مكان، وواقعية السياسة الخارجية الاميركية في مكان آخر، اذ على الرغم من لقاء كلينتون بشباب مصريين بعد ان ادركت واشنطن اهميتهم في اطاحة مبارك وربما تحديد مستقبل مصر، فان واشنطن لا تزال "تقليدية" في تعاملها مع الثورات العربية المندلعة. وصار معلوما اليوم ان اميركا لم تكن لتتخلى عن حليفها مبارك لولا انها وجدت بديلا منه في الجيش المصري.
في سوريا، لا يوجد ظاهرا هيئات بديلة من الرئيس بشار الاسد. هنا المقاربة الاميركية تقليدية تجعل من واشنطن متخلفة عن فهم الاحداث او التأثير في مجريات الثورات المندلعة، لذا قررت الولايات المتحدة "تلزيم" موضوع التعاطي مع الاحداث السورية الى حليفتيها المعنيتين، اي فرنسا وتركيا. هاتان بدورهما تتنافسان على التعاطي مع سوريا، ولكن بطريقة تقليدية مشابهة للطريقة الاميركية التي لا تدرك صعود عنصر الشباب، الذي يفرض بدوره مقاربات مختلفة عن الماضي.
والمشارك في مؤتمر انطاليا لم يسعه الا ان يلاحظ الفجوة بين السياسيين التقليديين والشباب. السياسيون المعارضون السوريون عالقون في الزمن. تآمروا وتخاصموا ثم تصالحوا واتفقوا، ثم تآمروا وتصالحوا مجددا. طريقة عملهم معروفة وفيها تكرار للافكار ذاتها منذ ايام التنظيمات السرية في زمن السلطنة العثمانية عن تعايش "مكونات واطياف" الشعب، والكرامة والمساواة وغيرها.
في انطاليا، حاول الليبراليون والكرد تمرير كلمة علمانية لوصف دولة ما بعد الاسد، تصدى لهم "الاخوان المسلمون" وهددوا بكسر الجرة والانسحاب. ثم حاول الاخوان الحديث عن كتابة دستور جديد، فرفض الليبراليون والكرد لعلمهم ان الدستور السوري الحالي اقرب الى العلمانية، وطالبوا بتعديل بعض المواد فقط.
ثم توافقت الاطراف المشاركة على بيان ختامي فيه الكثير من الغموض، عدا طلب تنحي الاسد، لتفادي الانقسام. وادلى كل واحد من الاطراف بمقابلة لهذه الصحيفة او تلك عرضوا فيها مواقفهم، فعرض الاخوان تنحي الاسد مقابل العفو عنه، وتحدث الليبراليون والكرد عن محاسبة "مرتكبي جرائم ضد الانسانية". بالنسبة للمعارضة السورية التقليدية، لم تختلف الامور بعد قيام الثورة السورية في العام 2011 عما كانت عليه في 2009 أو 1995 أو 1987.
ما ميز مؤتمر انطاليا، كما ثورة مصر، هم الشباب، سبب الثورة السورية ومحركها. هؤلاء لم يشاركوا في نزاعات السياسيين، بل عقدوا حلقات منفصلة. منهم من تعارفوا لاول مرة وجها لوجه بعد صداقة على الانترنت. تحدثوا عن خطواتهم المقبلة، مثل حملة “الطريق الى دمشق” المزمع تنظيمها في عدد من الدول العربية لحضّها على ادانة ممارسات النظام السوري.
الشباب السوريون على اتصال بالشباب التونسيين واليمنيين والمصريين، من امثال وائل غنيم. هناك تنسيق، ودعم الكتروني وتبادل للخبرات والعلاقات بالشباب الناشط في المجتمع المدني الاوروبي. جمعية آفاز، ومقرها برلين وفي عضويتها اكثر من 9 ملايين ناشط حول العالم، هي حصيلة مشروع مشترك للجمعية الاميركية “موف اون” وجمعية اوروبية مشابهة، ارسلت ممثلتها الى انطاليا لتعرض مواردها وعلاقاتها للمساعدة.
و”موف اون” هذه مقرها كاليفورنيا، وهي من ابرز الاسباب التي اوصلت الرئيس، الشاب نسبيا، اوباما الى البيت الابيض. كما ان آفاز و”موف اون” تعملان بتمويل الاعضاء المنتسبين حصرا للابتعاد عن تأثير اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة، خصوصا اللوبيات في الحالة الاميركية، وهذه طريقة عمل جديدة في السياسة اثبتت نجاحها في اميركا وتثبت فاعليتها حتى الآن في الثورات العربية، اذ تمنحها استقلالية عن املاءات الحكومات الممولة للاحزاب المعارضة عادة.
عند الشابات والشبان العرب، لا استجداء لاموال من الحكومات الاجنبية كما عند التقليديين، بل يدفع الشباب ثمن بطاقات طائراتهم واقامتهم من مرتباتهم. هذا هو نوع النضال العصري الحديث بالنسبة اليهم.
وفيما جلس مسؤولون ترك يتسامرون ومعارضين سوريين في الصالات، شاركت ممثلة آفاز وغيرها من الشباب الغربيين المتحمسين للحرية والديموقراطية حول العالم في اجتماعات الشباب، التي غالبت ما انعقدت في حدائق الفندق وبالجلوس على الارض.
حتى ان الشباب السوري لم يتسن الوقت الكثير له للاجتماعات، فمعظم الشباب يديرون صفحات انترنت تنقل الصورة من داخل سوريا الى العالم، والثورة السورية مستمرة. ولأن الفندق في انطاليا لم يكن فيه انترنت الا في البهو، انشأ الشباب مقرات قيادة مؤقتة ومكشوفة للعيان. واحد يحاول بصعوبة الحديث عبر سكايب مع ثوار داخل سوريا للحصول على آخر الاخبار وتوزيعها على الانترنت، وآخر يعمل على مونتاج فيديو وصله للتو لنشره، وثالث يدون اسماء القتلى والمعتقلين وينسق التجمعات بين الاحياء والقرى.
ولأن الشباب هم القصة الحقيقية للثورات العربية، في مصر كما في سوريا، فان مؤتمر انطاليا سجل نجاحا اكبر من مؤتمر بروكسل، اذ ان بعض المشاركين في بروكسل دانوا انطاليا اول الامر ورفضوا المشاركة فيه، ثم تراجعوا عن ادانتهم واعتبروا ان مؤتمرهم مكمل لانطاليا. سبب نجاح انطاليا الاساسي هو مشاركة الكوادر الشبابية.
في هذه الاثناء، تبقى واشنطن، ومعظم عواصم العالم، متخلفة عن ادراك ما يحصل في الدول العربية ذات المجتمعات الشابة، وهو ما يعقّد الثورات اكثر ويطيل في عدم الاستقرار. وفي الوقت الذي يقود شباب سوريا ثورتهم، يعقد سفير اميركا في دمشق روبرت فورد اجتماعات مع معارضين سوريين اعلن بعضهم ان لا تأثير لهم على الثورة. ثم تشتكي واشنطن من ان لا بديل من الاسد.
ربما كان من الاجدى لواشنطن ان تحضر الى انطاليا كي ترى قياديي سوريا الجدد، على الاقل كي لا تتلعثم كلينتون يوما ما في حال تكرر السؤال حول موقف بلادها من سوريا والاسد اثناء الاحداث.
 

حسين عبد الحسين     
(صحافي مقيم في واشنطن)   

 

   

حشود للجيش السوري حول جسر الشغور وتركيا تفتح حدودها
مشروع غربي في مجلس الأمن تعارضه روسيا والصين والهند

حشدت سوريا مزيدا من القوات حول مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، فيما فتحت تركيا حدودها أمام سوريين فروا من المنطقة خوفا من عملية عسكرية واسعة ضد من تصفهم دمشق بـ"التنظيمات المسلحة" في المدينة بعدما اتهمتهم بقتل 120 شرطيا مطلع الاسبوع.
وفي مواجهة هذه التطورات، يعقد مجلس الامن اليوم جلسة مشاورات اضافية على مستوى الخبراء للبحث في الوضع السوري، وذلك عقب جلسة انعقدت أمس وظهر فيها تصلب في موقف روسيا ومعها الصين والهند حيال مشروع قرار معدل أعدته بريطانيا وتبنته معها فرنسا والمانيا والبرتغال وأيدته الولايات المتحدة، في محاولة لاستمالة الدول المعارضة ولتجنب استخدام حق النقض "الفيتو".
واستمع أعضاء مجلس الأمن في الجلسة المغلقة التي استمرت نحو ساعتين الى احاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون للشؤون السياسية لين باسكو. ووزعت خلالها بريطانيا مشروع القرار المعدل بصورة طفيفة والذي "يندد بالإنتهاك المنهجي لحقوق الإنسان" مع تدهور الأوضاع في سوريا، ويدعو الى "انهاء فوري" لأعمال العنف هناك والى اتخاذ "خطوات للتعامل مع التطلعات المشروعة للسكان"، ويطالب السلطات السورية "برفع الحصار على البلدات المتأثرة، بما في ذلك جسر الشغور ودرعا" وكذلك بالبدء في "تحقيق نزيه وذي صدقية... ومحاسبة أولئك المسؤولين عن الهجمات على المتظاهرين المسالمين". ولعل التعديل الأبرز يتعلق بالتشديد على أن "الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا يتم عبر عملية سياسية شاملة بقيادة سورية"، في إشارة الى استبعاد الخيار العسكري الذي اعتمد في ليبيا على سبيل المثال.
وعقب المشاورات، خرج المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة البريطاني السير مارك ليال غرانت والفرنسي جيرار آرو والبرتغالي خوسيه فيليبي مورايس كابرال والقائم بأعمال البعثة الألمانية ميغيل بيرغر ليتحدثوا معا الى الصحافيين. وقال غرانت: "الوضع خطير جدا ويتدهور"، مشيراً الى سقوط 200 قتيل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وأمل في "التحرك للتصويت على القرار في الأيام المقبلة".
وأفاد آرو أن "قلقنا هو من أن البلد (سوريا) سينزلق الى حرب أهلية. ونعتقد أن على المجلس أن يتصرف". واضاف أن مشروع القرار "يوجه ببساطة رسالة تدعو السلطات السورية الى اختيار طريقة الحوار السياسي ووقف القمع" الذي "أظهرت وقائع الأسبوع الماضي أنه لا يستطيع مطلقاً وقف احتجاجات الشعب السوري".
وأبلغ ديبلوماسي غربي رفيع المستوى "النهار" طالباً عدم ذكر اسمه، أن هناك "تصلباً شديداً" من روسيا، التي شارك ديبلوماسيوها للمرة الأولى في مشاورات ثنائية ومتعددة الطرف في شأن  التعديلات المتعلقة بمشروع القرار. ورفض التكهن سلفا بما قد تؤول اليه المفاوضات المتواصلة مع موسكو، على مستوى الأمم الأمم المتحدة أو بين العواصم.
ورداً على سؤال لـ"النهار"، اكتفى المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن التعديلات التي أدخلها الغربيون على مشروع القرار "هي مجرد تبديل لوضع جملة من هنا وجملة من هناك". وأبدى نظيره الهندي السفير هارديب سينغ بوري أيضاً تحفظاً عن صيغة مشروع القرار المعدل لأنه "غير جيد بما فيه الكفاية" لتغير نيودلهي موقفها منه.
وتريث نظيرهما الأفريقي الجنوبي بازو سانغكو في إبداء رأي في المشروع الجديد، علماً أن بلاده كانت عارضت الصيغة الأولى من مشروع القرار.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال في وقت سابق أمام مجلس العموم البريطاني إن لندن وباريس ستتقدمان الى مجلس الامن بمشروع قرار يندد بسوريا لقمعها المحتجين المطالبين بالديموقراطية وأنه اذا صوتت أي دولة ضده فان "الأمر متروك لضميرها".
 

الأمم المتحدة – علي بردى  

 

   

موسكو تعارض الضغوط الغربية لعرض الملف النووي السوري على مجلس الأمن

أكد ديبلوماسيون أن قوى غربية مضت في مسعى إحالة سوريا على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب مزاعم عن نشاط نووي سري لديها، على رغم معارضة روسيا ودول أخرى.
وقالوا إن الولايات المتحدة وحلفاءها طرحوا مسودة قرار خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوجه اللوم الى دمشق لعدم تعاونها طوال ثلاث سنوات مع تحقيق في موقع دير الزور الصحراوي الذي دمرته اسرائيل عام 2007.
وكانت تقارير الاستخبارات الأميركية أفادت ان دير الزور كان مفاعلاً نووياً حديث العهد من تصميم كوريا الشمالية الغرض منه إنتاج البلوتونيوم لصنع قنابل نووية قبل ان تحوله الغارة الاسرائيلية انقاضا.
وفي تقرير الشهر الماضي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي دعمت الاتهامات الاميركية إن من "المرجح الى حد كبير" ان المنشأة التي استهدفت في دير الزور كانت مفاعلاً. وقال الديبلوماسيون إن من شأن القرار المقترح في شأن سوريا إحالة القضية على مجلس الأمن في نيويورك إذا تبناه مجلس محافظي الوكالة. وتواجه سوريا في الوقت ذاته عقوبات غربية بسبب قمعها الشديد للاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في البلاد.
ومن المتوقع أن يبحث مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 دولة والذي ينعقد في إطار دورة عادية خلال الفترة من 6 حزيران إلى 10 منه في فيينا، في القضية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وقال ديبلوماسي غربي كبير: "إنه قرار يتعلق بعدم الالتزام" في إشارة إلى التزامات سوريا لكشف أي نشاطات نووية للوكالة.
لكن عددا من الدول غير الغربية الأعضاء في مجلس حكام الوكالة يعارض أو يشكك في جدوى إحالة القضية على مجلس الأمن. ويقول البعض انه أياً يكن الذي كان يدور في دير الزور فقد انتهى ولم يعد يمثل خطراً حالياً.
ولفت ديبلوماسيون الى إن من الدول المتشككة ايضاً، روسيا والصين وبعض الدول العربية. وقال مندوب إحدى الدول النامية: "من الواضح أن الروس يعرقلون العملية". واشار ديبلوماسيون غربيون الى أن مسودة القرار ستعدل إذا كان ذلك يساعد على حشد تأييد أكبر له، على رغم أنهم اعربوا عن ثقتهم بأن لديهم فعلاً ما يكفي من الأصوات.
ولروسيا والصين خصوصاً أهمية كبيرة لأنهما من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق النقض "الفيتو" إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

رويترز     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,702,131

عدد الزوار: 6,909,336

المتواجدون الآن: 90