شباب «التغيير والحرية» يصعدون بمسيرات حاشدة في المدن اليمنية

تاريخ الإضافة السبت 9 نيسان 2011 - 6:26 ص    عدد الزيارات 2921    القسم عربية

        


شباب «التغيير والحرية» يصعدون بمسيرات حاشدة في المدن اليمنية
قتيل وجرحى في تعز برصاص الحرس الجمهوري
صنعاء: عرفات مدابش وحمدان الرحبي
لقي متظاهر يمني مصرعه، أمس، وجرح عدد آخر من المتظاهرين في إطلاق رصاص من قبل قوات الحرس الجمهورية بمدينة تعز على مظاهرة منددة بأعمال القمع الأمنية بحق المعتصمين في ساحات التغيير والحرية بالمحافظات اليمنية وللمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح وأفراد عائلته عن الحكم.

وخرجت الكثير من المظاهرات في العاصمة صنعاء وتعز والحديدة ومأرب وذمار وحجة وعدن وحضرموت وغيرها من المحافظات وهي تهتف ضد الرئيس صالح ونظام حكمه، وشكلت المشاركة النسائية حضورا لافتا في تلك المظاهرات، حيث شهدت معظم تلك المحافظات مظاهرات نسائية صرفة، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ معظم المحافظات اليمنية والريفية والقبلية على وجه الخصوص.

وفي حين يستعد «شباب الثورة» لتسيير مظاهرات مليونية دعوا لخروجها اليوم فيما سميت «جمعة الثبات»، فقد تصاعدت الفعاليات الاحتجاجية لشباب الثورة في اليمن فلم تعد تنحصر في ساحات التغيير والحرية المنتشرة في 15 محافظة يمنية، لكن شوارع مدن تلك المحافظات وأزقتها، تحولت إلى ساحات حاشدة تردد بصوت واحد «الشعب يريد إسقاط النظام»، كما يقول الشباب.

ومع تصاعد الاعتداءات على المعتصمين تزداد معها المسيرات كما حدث في صنعاء وإب، والحديدة وتعز والأخيرة تعتبر من المدن التي تشهد أكبر وأهم المسيرات وتتجاوز فيها أعداد المحتجين المليون شخص.

ولم يعد المعتصمون يكتفون بساحات اعتصامهم فهي بالنسبة لهم «بذرة شجرة الحرية» كما يقول إبراهيم جباري وهو شاب يشارك يوميا في المسيرات التي تخرج في شوارع العاصمة صنعاء، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نريد أن تصل شجرة الحرية إلى جميع مناطق اليمن، لن تحبسنا ساحة التغيير، فنحن خرجنا من أجل الشعب ولا بد من إيصال رسالتنا إلى جميع سكان صنعاء». وتبدأ المسيرات من على منصة الساحة حيث تعلن اللجنة التنظيمية عنها وتحدد خط سيرها ووقتها، كما توضع ترتيبات خاصة رفقه المسيرة مثل وضع لجان التنظيم أمام كل مسيرة، ومرافقة سيارات الإسعاف وطاقم طبي، وطاقم إعلامي لتوثيق وتغطية المسيرات إعلاميا.

وبحسب سكان من صنعاء فإنهم لم يشهدوا خروج هذا العدد الحاشد بشكل دائم على مر تاريخ صنعاء، ويقول عبد الله الصنعاني: «عشرات الآلاف يمرون من أمام منزلنا المطل على شارع عام»، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «الكثير من السكان يعتلون أسطح المنازل مع أطفالهم وأسرهم لمشاهدة المسيرة، ونقوم برش الماء على رؤوس المشاركين في المسيرة لتشجيعهم وتبريدهم من حرارة الشمس».

ويهدف الشباب من خلال هذه المسيرات إلى مخاطبة الناس بأن ما ينشره الإعلام الرسمي عن قلة عددهم، أو أن هناك من ينسحب من الساحات، غير صحيح، ويؤكد وهيب عبد الرب من ائتلاف «3 فبراير»، أنهم «يجدون الكثير من سكان المنازل يستغربون عندما يشاهدون آلاف المحتجين، في هذه المسيرات، و يقولون لنا: إن ما ينشر عبر الإعلام الرسمي بأن عددهم من 5 ألاف إلى عشرة ألاف، غير صحيح، وهناك من ينضم إلينا».

ولا تسلم المسيرات من اعتداءات يتعرض لها المشاركون فبعضها تتعرض لإطلاق نار، أو اعتداء بالحجارة والفؤوس والهراوات وتسفر عن إصابات خطيرة كما حدث أول من أمس في تعز، وقبلها في صنعاء، ويؤكد وهيب لـ«الشرق الأوسط» أن هناك من «يعترض طريقنا من قبل مؤيدين للنظام لكننا نتعرض لاعتداءات أقل مما يحدث في تعز من حيث إطلاق الرصاص على المسيرات».

ولم تعد شعارات الرحيل متوقفة على ترديدها فقط في الشوارع فعبد الله الطائفي يخرج في كثير من المسيرات حاملا بخاخا لكتابة الشعارات وكلمات من أهمها «ارحل»، و«الشعب خلاص أسقط النظام»، على جدران ولوحات الإعلان في الشوارع، ويقول الطائفي لـ«الشرق الأوسط»: «معظم الشوارع التي نمر فيها، لا أتركها إلا وقد كتبت عليها شعاراتنا وأبياتا شعرية تطالب بإسقاط النظام، كما نقوم بإزالة صور للرئيس من هذه الشوارع».

وفي خطوة ربما تكون مقدمة لما يسميه الشباب يوم الزحف، اقتربت إحدى المسيرات التي خرجت قبل أيام من القصر الجمهوري في صنعاء الذي يدير الرئيس صالح منه البلاد، ويقع في شارع القصر القريب بمسافة نحو كيلومترين من ساحة التغيير، كما يقول الطائفي لكنه أكد عدم تعرضهم لأي اعتداء هناك.

ومعظم الشوارع المحيطة بساحة التغيير بصنعاء لم تعد تَسع حشود المحتجين بحسب علي العوارضي، فانتقلت المسيرات إلى شوارع بعيدة، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مسيرات تأتي من مناطق بعيدة من ساحة التغيير وتنطلق في شوارع وسط العاصمة على امتداد 5 كيلومترات، حتى إن أكثر من ثلاث مسيرات تقام في مناطق مختلفة في نفس الوقت». ويشير زميله محمد العماد إلى أن النساء والأطفال في بعض الشوارع كانوا يرمون إليهم بالزهور من شرفات منازلهم، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن هناك الكثير من السكان «ينضمون إلينا، خاصة بعد أن يشاهدونا حاملين العلم الوطني مع ترديد عبارات تدعوهم للخروج، ونوضح لهم أنها ثورة الشعب كله».

وتقوم لجنة تنظيم الاعتصام في الساحة بتحديد خط سير المسيرات بناء على اتفاق مع اللجنة التنسيقية العليا، بحيث يتم الأخذ في الاعتبار عدم تعرضها لأي مخاطر من أفراد الأمن أو من المؤيدين للنظام، إضافة إلى أهمية المناطق التي يمرون منها. ويقول رضوان مسعود عضو اللجنة التنظيمية: «لدينا برنامج تصعيدي لا يكتفي بإقامة الاعتصامات فقط، وهذه المسيرات الحاشدة هي الخطوة الثانية من مراحل ثورة الشباب، وتقوم لجة النظام بتحديد أوقات المسيرات وخط سيرها بحيث تشمل الشوارع المحيطة بالساحة والمناطق التي نعتبرها مهمة وحساسة».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «نريد أن نوصل رسالة إلى النظام بأن ثورتنا لن تقف ولن يقدر أي أحد أو أي جهة على أن يوقفها، لأنها ثورة شعب وقدره، وهي رسالة إلى الشعب كله والعالم بأننا ثابتون وأن معنوياتنا في تزايد مستمر، وهذه المسيرات جزء من تصعيدنا السلمي لهذا النظام، وهناك خطوات تصعيدية أخرى بدأنا بها وهي العصيان المدني الذي سيشمل قريبا تعطيل المؤسسات السيادية حتى تنفيذ مطلبنا وهو رحيل النظام». وأكد مسعود «أن المسيرات ستبقى سلمية مهما تعرضت لمحاولات اعتداء واعتراض من قبل (بلطجية النظام) سنثبت لهم أننا سنحقق هدفنا بصدورنا العارية».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,143,739

عدد الزوار: 6,756,843

المتواجدون الآن: 132