الثوار يهاجمون أردوغان بعد إعلانه "خارطة طريق"

واشنطن: ليبيا في جمود وبقاء القذافي خطير جداً

تاريخ الإضافة السبت 9 نيسان 2011 - 6:17 ص    عدد الزيارات 2966    القسم عربية

        


أعلنت الولايات المتحدة أمس أن انسحابها من الحرب التي تشنها قوات الائتلاف على نظام العقيد معمر القذافي، أدى إلى "مواجهة احتمال أكبر لجمود الوضع في ليبيا"، حسب تعبير الجنرال كارتر هام الذي قاد الحملة الجوية للائتلاف قبل أن تسلم واشنطن قيادة العملية لحلف شمال الأطلسي، وهو "ما يعني بقاء القذافي في السلطة في وضع خطير جداً جداً" حسب السناتور جون مكين الذي يضغط على الإدارة الأميركية من أجل تدخل أكبر.
وفي هجوم حاد للثوار على ما أسموه "مواقف تركيا الإردوغانية التي لا تعبر عن رأي الشعب التركي"، قال متحدث باسم المعارضة الليبية أمس رداً على طرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان "خارطة طريق" لوضع نهاية للحرب في ليبيا تتضمن وقف اطلاق النار وانسحاب قوات القذافي من بعض المدن، ان المعارضة ترفض اي محادثات مع القذافي وتطالب بخروجه من السلطة.
وقال العقيد احمد باني المنشق عن النظام لتلفزيون "العربية" "نحن نحترم مواقف الشعب التركي.. لكن حقيقة مواقف تركيا الاردوغانية لا تعبر عن رأي الشعب التركي. انها تعبر عن مصالح اردوغان الشخصية". وأضاف "حددنا موقفنا.. قلنا قبل ذلك انه لا تفاوض قبل ان يتنحى او يرحل القذافي خارج ليبيا".
وانعكست المراوحة الميدانية في ليبيا وعدم قدرة أي من الطرفين الليبيين المتحاربين على فرض سيطرة دائمة على المواقع الاستراتيجية، احتمال مواجهة حالة "أشد من الجمود" في البلاد، وفق جنرال أميركي كبير كان يتحدث امام الكونغرس امس.
ورداً على سؤال في مجلس الشيوخ عما إذا كان يعتقد ان هناك جمودا أو أن حالة جمود بدأت تنشأ قال الجنرال كارتر هام، "أوافق على أن ذلك هو الوضع في الوقت الراهن على الأرض".
وأقر هام قائد القيادة الأفريقية للقوات الأميركية في وقت لاحق بأن احتمال حدوث حالة جمود أصبح أكبر الآن عما كان عليه الوضع قبل أن تسلم الولايات المتحدة قيادة الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي في 31 آذار (مارس) الماضي.
وقال مكين "لذا فإننا نواجه في الوقت الراهن احتمال جمود الوضع وهو ما يعني بقاء القذافي في السلطة، وهو ما يعني عندئذ اننا سنكون في وضع خطير جداً جداً مع القذافي في المستقبل إذا ظل في السلطة خاصة مع الأخذ في الاعتبار سجله السابق".
ورداً على سؤال للسناتور الجمهوري لينزي غراهام بشأن كيفية انتهاء الحرب قال هام "اعتقد انها لن تنتهي عسكريا". وأضاف ان هناك احتمالا ضعيفا أن يتمكن المعارضون من شق طريقهم الى طرابلس واطاحة القذافي بالقوة. ورد جراهام بالقول "هذه اجابة أمينة للغاية. أود القول انها (الفرصة) شبه مستحيلة".
ودعا هام للحذر بشأن امكانية تسليح المعارضة الليبية مشيرا الى بواعث قلق من سعي المتطرفين لاختراق صفوفهم. وقال "توصيتي ستكون بضرورة أن نعرف أكثر عن هؤلاء المعارضين قبل أن نتخذ اي إجراء بشأن تسليحهم".
وأشار الى نية "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، وهو جناح "تنظيم القاعدة في شمال افريقيا" المعلنة لمساعدة المعارضة.
وفي سياق مقارب، قالت فرنسا امس انه يتعين على الغرب أن يعمل جاهدا على حل سياسي في ليبيا، وبذل المزيد من الجهد لدعم المعارضة الليبية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه "من الواضح أن القذافي فقد شرعيته كلها ومعسكره يتفكك ونحن نشهد المزيد من الانشقاق عليه كل يوم. ومن الناحية الأخرى فإن قواته وقوات المعارضين تواصل القتال دون أن يكسب أي طرف".
وشدد جوبيه في جلسة لمجلس الشيوخ الفرنسي انه "في هذا السياق غير المحسوم على الإطلاق يصبح الحل السياسي ضروريا أكثر من أي وقت مضى وهذا ما نعمل على تحقيقه".
وفي سياق محاولات تأمين دعم للمعارضة، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطاية امس، أن لندن تدرس إمكانية إرسال مرتزقة إلى ليبيا لمساعدة قوات المعارضة انطلاقاً من اعتقاد قادتها العسكريين أن الحرب ضد القذافي لا يمكن كسبها عن طريق الضربات الجوية وحدها.
وقالت الصحيفة إن كبار القادة العسكريين البريطانيين أبلغوا رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون أن قوات المعارضة تفتقد العدد والتنظيم وتحتاج لإمدادات من الأسلحة الجديدة والخبرة العسكرية المهنية لإطاحة القذافي.
وأضافت أن هؤلاء القادة اقترحوا إرسال مرتزقة لتدريب وقيادة قوات المعارضة الليبية نحو العاصمة طرابلس لإنهاء الجمود العسكري، مشيرة إلى أنه يعتقد ان القذافي استأجر أكثر من 10 آلاف مرتزق من تشاد والنيجر ومالي ودول أفريقية أخرى.
سياسياً قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان امس ان تركيا تعمل على وضع "خارطة طريق" تنهي الحرب في ليبيا وستتضمن وقف اطلاق النار وانسحاب قوات القذافي من بعض المدن.
وأجرت تركيا التي يتزايد تأثيرها الدبلوماسي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا محادثات هذا الاسبوع مع مبعوثين للحكومة الليبية وممثلين للمعارضة.
وقال اردوغان في مؤتمر صحافي اذيع على الهواء مباشرة "نحن نعمل على وضع تفاصيل خارطة الطريق هذه." ولم يتضح على الفور ما اذا كان الجانبان الليبيان يناقشان بنود الخطة.
وقال اردوغان ان التفاصيل ستعلن قبل اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة الاسبوع القادم لمجموعة اتصال دولية شكلت لتنسيق تحرك سياسي ازاء الازمة الليبية. وأضاف ان خارطة الطريق تدعو لسحب قوات القذافي من مدن وانهاء حصارها وانشاء ممرات انسانية آمنة واجراء تغييرات قانونية بهدف اقامة ديمقراطية دستورية.
واقترح اردوغان قبل شهر ان يسلم القذافي السلطة الى زعيم منتخب او سلطة منتخبة، ولم تثمر هذه الجهود بعدما رد القذافي بتحد على قرار للامم المتحدة يقول ان المحكمة الجنائية الدولية يجب ان تستجوبه.
وفي اطار المراوحة الميدانية، افاد مراسل لوكالة "فرانس برس" ان آلاف المدنيين والثوار الليبيين كانوا يفرون بعد ظهر أمس من مدينة اجدابيا باتجاه الشمال نحو بنغازي معقل الثوار بعد شائعات عن تقدم قوات القذافي، وإعلان التلفزيون الليبي ان قوات القذافي دخلت المدينة.
وكانت القوات الموالية للقذافي استعادت المدينة منتصف اذار (مارس) الماضي، لكن الثوار سيطروا عليها مجددا في 25 من الشهر الماضي بعد سلسلة غارات جوية للتحالف الدولي بدأت في 19 منه.
قال ناشط سياسي ان مقاتلي المعارضة الليبية المسلحة قاتلوا قناصة الحكومة في مدينة مصراتة المحاصرة امس، وتمكنوا من دفع بعضهم الى التقهقر عن مواقعهم قرب وسط المدينة.
وقال الناشط محمد جابر ان القتال يجري بشكل متقطع وان طائرات لحلف شمال الاطلسي ظهرت فوق المدينة. وأضاف هاتفيا من مصراتة "دارت معركة ضارية بين مقاتلي المعارضة والقناصة اليوم (أمس) وتمكن المقاتلون من اخراج القناصة من بعض اجزاء شارع طرابلس. هذا تطور كبير".
واضاف ان بعض القناصة قتلوا، لكنه لم يتمكن من تحديد عددهم.
وقال قائد قوات المعارضة بشرق ليبيا عبدالفتاح يونس أمس، ان غارة جوية على موقع للمعارضة يبدو انها وقعت دون قصد من جانب قوات حلف شمال الأطلسي لكنه قال انها لم تسبب توترا بين الجانبين.
وقال معارضون مصابون نقلوا الى مستشفى في اجدابيا في شرق ليبيا الخاضع لسيطرة المعارضة، انهم تعرضوا لغارة من حلف شمال الأطلسي على شاحنات ودبابات خارج ميناء البريقة.
الى ذلك، قال المسؤول في وزارة الخزانة الاميركية عن العقوبات ومناهضة الارهاب وغسل الاموال ديفيد كوهين ان الاصول الليبية التي جمدتها الولايات المتحدة في اطار العقوبات ضد القذافي وكبار مسؤوليه تجاوزت الان 34 مليار دولار.
واكد امام مجلس الشيوخ الاميركي في جلسة للتصديق على اختياره لشغل منصب وكيل وزارة الخزانة لشؤون المخابرات المالية ان السلطات الاوروبية جمدت "كمية كبيرة" من الاصول الاخرى.
وأضاف انه يصعب تقدير هذه الكمية، لكنها ربما تكون اقل من قيمة الاصول التي جمدتها السلطات الاميركية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)


المصدر: جريدة المستقبل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,776,332

عدد الزوار: 6,914,424

المتواجدون الآن: 114