اليمن: الشرطة تطلق النار على المحتجين في تعز وصالح يطالب المعارضة بوقف الاعتصام قبل التفاهم

أطلقت الشرطة اليمنية النار والقنابل المسيلة للدموع على محتجين أمس في مدينة تعز جنوب صنعاء بعد أن حاولوا التظاهر باتجاه مبنى المحافظة، ما أسفر عن مقتل شخصين ومئات الإصابات، فيما دعا الرئيس علي عبدالله صالح المعارضة الى الانسحاب من الشارع قبل التفاهم على نقل السلطة.
وقال طبيب إن القتيلين كانا ضمن نحو عشرة أشخاص أصيبوا بالرصاص الحي في أعمال عنف في تعز جنوب العاصمة حيث أصيب كثر بالاختناق من الغازات المسيلة للدموع.
وأفادت بشرى المقطري الناشطة اليمنية بأن "العربات المدرعة والدبابات تطوقنا. على مدى ثلاث ساعات أطلقوا الغاز المسيل للدموع والرصاص (في الهواء) في محاولة لفض الاحتجاج".
وأصيب 650 شخصاً على الأقل في الأحداث بعضهم بالرصاص، بحسب مصادر طبية وشهود، فيما كانت إصابات 20 شخصاً حرجة جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع.
وأفاد الشهود بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق تظاهرة كانت متوجهة الى مقر المحافظة في مدينة تعز التي تبعد نحو 200 كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء.
وأضاف الشهود أن الشرطة واصلت إطلاق النار فيما قامت قوات الأمن بدفع المتظاهرين باتجاه الساحة التي ينظمون فيها اعتصاماً في إطار احتجاجات تعم البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني.
وقال عضو في البرلمان طلب عدم كشف هويته إن الشرطة "حاولت اقتحام الساحة التي يجري فيها الاعتصام".
وعلى الصعيد السياسي، طالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المعارضة بوقف الحركة الاحتجاجية قبل البحث في نقل السلطة سلمياً في البلاد و"عبر الأطر الدستورية".
وتأتي هذه التصريحات غداة اقتراح المعارضة تنحي صالح وتسليم سلطاته الى نائبه والتفاهم معه حول مرحلة انتقالية في البلاد.
ودعا صالح خلال لقاء مع ممثلين لمواطني محافظة تعز في جنوب صنعاء في دار الرئاسة في العاصمة اليمنية، أحزاب اللقاء المشترك المعارضة الى "إنهاء الأزمة عبر رفع المعتصمين ووقف قطع الطرقات وإنهاء التمرد العسكري في بعض الوحدات".
وأعرب صالح عن استعداده للتفاهم حول نقل السلطة سلمياً. وقال "نحن على استعداد لبحث نقل السلطة سلمياً عبر الأطر الدستورية".
وكانت المعارضة اليمنية طلبت السبت من الرئيس اليمني التخلي عن السلطة لنائبه الذي يمكنها أن تتفاوض معه على اتفاق حول فترة انتقالية، كما قالت في بيان.
وقال اللقاء المشترك، وهو تحالف يضم المعارضة البرلمانية وحلفاءها، إنه "أعد رؤية لخطوات وإجراءات انتقال السلطة" تنص من بين نقاط عدة على "إعلان الرئيس تنحيه عن منصبه، وانتقال سلطاته وصلاحياته الى نائبه". أضاف البيان أنهم "يطرحون رؤيتهم هذه لانتقال سلمي وآمن للسلطة".
وينتمي نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الى حزب الرئيس صالح، حزب المؤتمر الشعبي العام.
ونص بيان المعارضة أيضاً على أن يتولى مجلس انتقالي "تشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة تتولى إجراء الاستفتاء على مشروع الإصلاحات الدستورية، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحسب الدستور الجديد".
ويواجه صالح الذي يتولى السلطة منذ 32 عاماً، حركة احتجاج شعبية انطلقت في نهاية كانون الثاني (يناير). وفي 25 آذار (مارس) كرر أنه على استعداد لتسليم السلطة الى خلف يتم اختياره في إطار عملية انتخابية يُفترض أن تجري قبل نهاية العام.
إلا أنه وبعد ان تخلى عنه قسم من الجيش ومشايخ قبائل ورجال دين، حذر من مغبة وقوع اليمن في الفوضى في حال أرغم على التخلي عن السلطة.
وفي ساحة الاعتصام المطالب بسقوط النظام في العاصمة اليمنية، أكد الشباب المعتصمون رفضهم مبادرة اللقاء المشترك. وقال ناطق باسم الشباب على منصة الاعتصام إن مطالب الشباب واضحة وهي "رحيل صالح وجميع رموز النظام".
ميدانياً، قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم شنه مسلحون قريبون من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال على نقطة تفتيش تابعة للجيش في بلدة الملاح في محافظة لحج الجنوبية، على ما أعلن أحد الضباط المرابطين في المكان لوكالة فرانس برس.
وقال الضابط الذي طلب عدم كشف اسمه إن "مسلحين ينتمون الى الحراك الجنوبي هاجموا نقطة تفتيش تقع بين مديريتي الملاح والحبيلين، ما أسفر عن مقتل أحد الأفراد وإصابة ثلاثة آخرين".
وذكر مصدر محلي لوكالة فرانس برس أن اثنين من المهاجمين أصيبا برصاص الجيش ونقلا الى مستشفى ردفان العام.
وأشار المصدر الى أن المهاجمين هم من أبناء البلدة و"لهم موقف سابق من قوات الجيش منذ أن كانت تفرض حصاراً على مدينة الحبيلين" حتى كانون الثاني (يناير) الفائت.

(ا ف ب، رويترز)