الناشط ثائر الناشف: الأسد أشرف على الإفلاس سياسيًا

ناشطون سوريون: أمام النظام فرصة لتجنب الفوضى و دعوا لإصلاحات فورية وحكومة وطنية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 نيسان 2011 - 6:57 ص    عدد الزيارات 2798    القسم عربية

        


 

ناشطون سوريون: أمام النظام فرصة لتجنب الفوضى و دعوا لإصلاحات فورية وحكومة وطنية
بهية مارديني من القاهرة
 اعتبر ناشطون سوريون أنه مازال أمام النظام السوري فرصة لتجنيب دخول البلاد في اي نوع من انواع الفوضى، معبرين عن مخاوفهم بان الفرصة تضيق ويجب القيام باصلاحات عاجلة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك المعارضة فيها في خطوة تعيد السياسة للمجتمع.
قال عبيدة فارس مدير المعهد العربي للتنمية والمواطنة في لندن في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن القيادة السورية "ما زال أمامها فرصة لتتجنّب دخول البلاد في حالة من الفوضى، إذا ما قامت الحكومة السورية الجديدة باتخاذ إجراءات حقيقية وفورية لوضع عملية الإصلاح على أرض الواقع، والتأسيس لحالة وطنية صحية، تنهي عقلية الطوارئ".
واعتبر "إن الحالة السورية قابلة للمعالجة بالتوقف أولاً عن أي معالجة أمنية، فهذا المدخل قد تمّ تجريبه من قبل، ولم يتوقف استخدامه أبداً، ولم يكن يولّد دائماً إلاّ المزيد من الاحتقان".
وقال "إن على الحكومة أن تبدأ في معالجة ملفات الماضي التي لم تُغلق، والتي تضرّر منها مئات الآلاف من المواطنيين السوريين، ويشمل ذلك ملفات الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتهجير، ومصادرة الأملاك، وتعويض المتضررين، وتعديل القوانين التي قد تحول دون إغلاق أي من هذه الملفات".
وعبّر عن اعتقاده "بأن مثل هذه المعالجة تساعد على التأسيس لعملية مصالحة وطنية، وتساعد في استقرار البلاد، وتكون في مصلحة الحكومة والدولة، وتعزّز من الخطاب الوطني لدى جميع الأطراف، وتسمح للعقلاء لدى كل الأطراف ببناء مجتمع متماسك، وقادر على مواجهة التحديات".
وأضاف فارس "أن على الحكومة أن تبدأ بمعالجة سياسية وإعلامية تتناسب مع العام 2011، بحيث يكون الإعلام الرسمي لكل السوريين، وأن يكون إعلاماً يحترم السوريين، كما أن عليها أن تقوم بفتح المجال أمام الجمهور للوصول بشكل طبيعي للمعلومات، فنحن اليوم لسنا في السبعينيات أو الثمانينات، وما يحصل في الشارع السوري لا يحتاج إلاّ لدقائق، وفي أسوأ الأحوال إلى ساعات، ليصل إلى العالم، وبالتالي فإن التعتيم ومجافاة الحقيقة لن يساعد أبداً في خلق حالة صحية مناسبة لتخفيف الاحتقان "
بالنسبة لرأيه حول الملف الكردي أجاب "الكرد هم جزء أصيل واساسي من الشعب السوري، وقد تعرّضوا إلى غبن كبير منذ إحصاء عام 1962، إضافة إلى الانتهاكات التي لحقت بالمجتمع ككل. والسوريون جميعاً بمختلف أصولهم يجمعهم الانتماء إلى سورية، وهم يستحقون مثل غيرهم مراجعة لكل الحيف الذي لحق بهم، وتعويضهم عن الضرر الذي أصابهم على أن يتم ذلك سريعا".
 ورأى "إن أية بداية نحو سورية ديمقراطية يسمع فيها رأي الجميع، وتمثّل جميع السوريين، يجب أن يبدأ أولاً بفتح صفحة المصالحة الوطنية، التي تتجاوز كل ملفات الماضي، بمراجعتها والاعتذار عنها، وتعويض الضرر الذي نتج منها، ومنّ ثمّ يتم الانتقال إلى إشراك كامل لكل القوى السياسية بمختلف انتماءتها في صياغة معالم المرحلة الديمقراطية".
الفرصة بدأت تضيق
من جانبه طالب الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا في تصريح خاص لـ"ايلاف" بالافراج "عن كافة المعتقلين على خلفية التظاهرات الاخيرة في جميع المحافظات السورية"، وقال "أنّ الحديث عن اصلاحات قريبة بما فيها رفع حالة الطوارىء ُيعتبر مضيعة للوقت وتمييعا للأمور في ظل استمرار هذه الاعتقالات الهسيترية" .
ورأى "أنّ الفرصة بدأت تضيق ، وعلى المسؤولين عن هذه السفينة قيادتها الى بر الأمان بسرعة قبل أن يقفز منها الركاب" ، في اشارة الى اتساع رقعة التظاهرات الأخيرة وموقف بعض أصدقاء النظام الذين بدأوا بانتقاد الأداء الأمني في مواجهة تلك الاحتجاجات .
 
ورأى قربي "أنه يجب أن تكون الحكومة الجديدة في سوريا حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى السياسية في البلاد وتشرك المعارضة في خطوة لاعادة السياسة للمجتمع".
 وكانت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان دانت اليوم ممارسة العنف أيا كانت مبرراته , واستنكرت مع خمس منظمات حقوقية سورية "هذه الممارسات التي تنم على إصرار السلطات السورية في ممارسة الانتهاكات للحقوق والحريات الأساسية للمواطنين بموجب حالة الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة في البلاد منذ 1963 بحق ممارسة المواطنين لحقوقهم الأساسية في التجمع والتظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير ، التي يكفلها الدستور السوري وتحديدا في فصله الرابع ، واعتبرت "أنّ هذا الفصل معطل بموجب حالة الطوارئ ".
وطالبت بالافراج عن كافة المعتقلين على خلفية التظاهرات الأخيرة في كل المحافظات السورية ، والافراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير.
وقفة احتجاجية للجالية السورية في اسبانيا
 في هذه الأثناء، قال ناشط سوري في مدريد لـ"ايلاف" إن "الجالية السورية وجالية أبناء الدول العربية في مدريد نظموا ظهر الأحد وقفة احتجاجية تضامنا مع المتظاهرين في سوريا". واستمرت الوقفة الاحتجاجية من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة الثالثة بتوقيت اسبانيا.
وأشار الناشط، الذي فضّل حجب اسمه، الى" أنّ الهتافات التي تعالت كانت تعبر عن الدعم والتأييد للثورة في سوريا وضد الطائفية " لا سنية و لا علوية... وطنية وطنية"، "اسلام و مسيحية.. كلنا بدنا الحرية"، "من قامشلي لـ حوران... الشعب السوري مو جبان"،" يا بثينة يا شعبان... الشعب السوري مو جوعان"، وكان هناك هتافات لمحاسبة ومحاكمة من تورط في قتل المتظاهرين، كما هتفوا ضد وزير الاعلام السوري الذي كان سفيرا لبلاده في اسبانيا، وبعض أعضاء السفارة".
ولفت المصدر الى "حضور كردي ملحوظ وهتافاتهم "الجنسية حق للاكراد و ليست منحة او رشوة"، وأضاف أن هناك "تواجد أمني اسباني كثيف لحماية المتظاهرين ولمنعهم في حال محاولتهم اقتحام السفارة".
هذا وحضرت بعض وكالات الأنباء ومحطات التلفزة.
وأكد المصدر "أنّ هناك اصرار على تنظيم مظاهرات مشابهة،ويعكف حاليا سوريون بالدراسة والبحث عن الطرق القانونية لرفع دعوى قضائية ضد من يثبت تورطه بالجرائم ضد الشعب الأعزل".
 وأرسل المنظمون رسالة مكتوبة باللغة الاسبانية توجهوا فيها لأسر الضحايا بالتعزية و قرأوا الفاتحة على أرواحهم.
كما توجهوا برسالتهم للقادة ولوسائل الاعلام المقصّرة في تناول الحدث السوري،وكشف مايحدث من قتل واعتقالات،وأكدوا أن البقاء للشعب وحده.
كما توجهوا برسالتهم الى زعماء الطوائف الدينية و الاقليات العرقية،محذرين من تأييد النظام.
وكانت رابطة المغتربين السوريين في أستراليا،دعت الى تظاهرة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ولمسيرة الاصلاح في الهايد بارك في سيدني،شارك فيها اعداد كبيرة من أبناء الجالية السورية بعد ظهر اليوم الأحد بحسب توقيت سيدني.
وحمل المشاركون لافتات وأطلقوا هتافات تؤيد الرئيس السوري.
 
 
 
الناشط ثائر الناشف: الأسد أشرف على الإفلاس سياسيًا
عودة سوريا إلى عصرها الذهبي مرهونة بتنحّي الرئيس عن الحكم
محمد نعيم
 
 أكد الكاتب والناشط السوري ثائر الناشف أن بشار الأسد أشرف على الافلاس السياسي، وان أجواء الفساد التي يشرف عليها نظامه لن تعيد السوريين الى منازلهم قبل تنحيه عن السلطة، واوضح الناشف في حديث لـ "إيلاف" ان سوريا ما بعد الأسد ستعود بالوطن الى عصره الذهبي، الذي ازدهرت به الحريات والديمقراطية.
 القاهرة: آلت دوائر المعارضة السورية المقيمة في مصر على نفسها ضرورة العمل من اجل تفعيل الاصلاحات السياسية في الداخل السوري، ورأى هؤلاء انه لا يمكن الوصول الى هذا الهدف من دون الاطاحة بنظام بشار الاسد.
 وكان من بين هؤلاء الاعلامي والمفكر السياسي السوري ثائر الناشف، الذي اعتبر في حديث خاص لـ "إيلاف" ان خطاب بشار امام مجلس النواب السوري لا يعدو كونه خطاباً فئوياً حمل الكثير من إشارات التهديد والوعيد.
 وقال الناشف: "ان الاسد ظن انه سينطلي على شعبه ما يسرده من عبارات، مكانها الوحيد هو اجتماعات حزب البعث، وما برح ان اعقب خطابه بهجوم أجهزته الامنية على المتظاهرين". إضافة الى حديث الناشف عن ابعاد وتفاصيل اخرى ذات صلة بالمشهد السوري في حواره من القاهرة مع "ايلاف".
 هل اختلف موقف الشعب السوري من نظام بشار الأسد قبل خطاب الأربعاء؟
في الواقع لم يتبدل موقف الشعب السوري قبل خطاب بشار الأسد، ولا حتى بعده، نظراً إلى انعدام الثقة بين الشعب والنظام منذ أكثر من ثلاثة عقود، فعندما يتحدث النظام عن رفع حالة الطوارئ يكون كمن يناقض نفسه، لأنه يعلم أن بقاءه في الحكم قائم على هذا القانون الاستثنائي. وعليه فإن خطاب رأس النظام لم يضف شيئاً جديداً على كل خطاباته السابقة، كما ولم يحدد الخطوط العريضة لعملية الإصلاح، إنما كان خطاباً متهافتاً يفتقر الرؤية الدقيقة، عدا عن كونه خطاباً فئوياً حمل الكثير من إشارات التهديد والوعيد بالقول "من ليس معي فهو ضدي". وهذا غطاء واضح لأجهزته الأمنية لكي تشرع في علميات الاعتقال والقتل بلا هوادة.
 هل اعتمد نظام الاسد استراتيجية معينة للتعاطي مع الظروف الجديدة التي تمر بها بلاده؟
استراتيجية نظام الأسد قائمة أصلاً على البطش والقمع بكل أشكاله ووسائله، وهذه الاستراتيجية ليست بجديدة على نظام الوريث، فقد استخدمها الأسد الأب في مطلع السبعينيات والثمانينات، وسار عليها نجله منذ تربعه على عرش السلطة. والملاحظ أنه لم يحدث أي تغيير في سياسة القمع التي يمارسها النظام ضد خيارات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة، والدليل الأبرز على تلك السياسة القمعية، استخدامه الأسلحة الثقيلة وللرصاص الحي وغاز الأعصاب المحرّم دولياً "الموتار" ضد المتظاهرين العزل في مختلف أنحاء المدن السورية، فالنظام السوري لا يختلف في سياسته القمعية عن أي نظام فاشي، لديه الاستعداد الكامل للتعامل بوحشية مقيتة مع مطالب المتظاهرين.
  يلاحظ أن السيناريو الدائر حالياً في سوريا يتسق إلى حد كبير مع ما دار بين نظام مبارك وشعبه، فهل ستكون النهاية واحدة بالنسبة إلى نظام الأسد؟
ثمة اختلاف كبير بين نظامي الأسد ومبارك من حيث الأداء والأسلوب، وعلى أساس هذا الاختلاف، لا يمكننا التنبؤ بالنهاية المرتقبة لنظام الأسد أسوة بغيره من الأنظمة العربية، فنظام مبارك قد يلتقي من الناحية الشكلية مع نظام الأسد في ما يخص التعامل مع ثلاثية الفقر والفساد والبطالة. فالفساد المستشري في سوريا بفعل هيمنة أقارب الرئيس على الرأسمال والاستثمارات الوطنية يتشابه إلى حد كبير مع الفساد الذي كان ينخر جسد الدولة المصرية، نتيجة انخراط طبقة رجال الأعمال في مفاصل السلطة، وهو ما عرف حينها بزواج المال والسلطة.
 لكن الاختلاف العميق بين النظامين، يتمثل في أن نظام الاسد وصل إلى السلطة بفعل انقلاب عسكري في 16 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1970، في حين أن نظام مبارك كان امتداداً طبيعياً لنظام السادات، وقد وصل إلى الحكم بإجماع ومباركة المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإن حالة القمع والمنع الموجودة في سوريا أشد بكثير مما هي عليه في مصر. من هنا لانستطيع أن نرسم الصورة التي تكونت في أذهاننا في ميدان التحرير ونقلها إلى ساحة الأمويين أو المرجة في دمشق، ولعل هذا ما يميز كل ثورة عربية على حده، فالنهاية واحدة، لكن الطرق تختلف من بلد إلى آخر.
 المخطط الخارجي ورقة اعتمد عليها الأسد لتبرير ما تمر به بلاده من ثورات مناهضة له، ما مدى صحة هذا التبرير، وما موقف الشعب السوري منه؟
عندما كشف رئيس النظام السوري النقاب أمام حاشيته التي كانت متجمهرة في ما يسمى بمجلس الشعب، ظنّ أن الشعب السوري سيصدق روايته الركيكة التي زعم فيها أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية أطرافها بعيدة وقريبة. من الواضح أن النظام السوري في حالة إفلاس كامل، وهو الآن يحاول الهروب إلى الأمام كغيره من الأنظمة الشمولية التي تركن إلى نظرية المؤامرة.
 علينا أن نسأل النظام هنا، عن أي نظرية مؤامرة يتحدث، هل خروج الشباب من بيوتهم مؤامرة؟ وهل أصبح نداء الحرية مؤامرة ؟!
 إذا ما أردنا أن نتحدث عن المؤامرة التي جبلت عليها عقلية النظام منذ ستينيات القرن الماضي، فإن أكبر مؤامرة مارسها النظام ضد الشعب السوري، تمثلت في إطلاق الرصاص الحي على صدور المتظاهرين العزل في مخالفة واضحة وصريحة لكل الأعراف والشرائع الدولية.
 ما الدور الذي قد تلعبه إيران وحزب الله لحماية النظام السوري، وهل هناك مصلحة لنجاد ونصر الله في بقاء الأسد على رأس النظام، وما هي هذه المصلحة؟
لإيران مصلحة كبيرة في بقاء نظام الأسد في الحكم، فالعلاقات بين النظامين السوري والإيراني ليست علاقات عادية بين أي دولتين، وإنما هي قائمة على تحالف استراتيجي وثيق وعميق يصل إلى كل مفاصل الحكم. فحاجة النظامين إلى بعضهما بعضًا لا تنفصل، إذ تحتاج إيران بشار الأسد كقاعدة متقدمة بهدف تأمين نفوذها على الساحة العربية، وسوريا بالنسبة إلى إيران حلقة وصل أساسية وممر حيوي لإمداد حزب الله بكل ما يحتاجه من دعم لوجيستي. أما عن حاجة الأسد الابن لإيران، فتتمثل في الحماية السياسية والأمنية التي توفرها إيران لنظامه، فضلاً عن الاستثمارات والمشاريع والأموال التي يتحصل عليها من إيران.
 وعليه فإن سقوط نظام الأسد سيؤثر بشكل كبير على المشروع الإيراني في المنطقة، وقد ينكفئ ذلك المشروع إلى داخل الحدود الإيرانية، حينها سيتغيّر وجه المنطقة، وستتغير معه قواعد اللعبة الإقليمية بشكل جذري وحاسم.
 ما المشهد الذي قد تبدو عليه سوريا في حال الإطاحة بنظام بشار الأسد على الصعيدين الداخلي والخارجي؟
قبل وصول نظام الأسد إلى سدة الحكم، وقبل فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية، عاشت سوريا في خمسينيات القرن الماضي فترة ذهبية، عرفت فيها الأحزاب وتداول السلطة والانتخابات النزيهة، وكذلك المجتمع المدني والصحافة الحرة، لهذا لا اعتقد أن المشهد السوري ما بعد حكم عائلة الأسد سيكون بعيداً من صورة المشهد الوطني، الذي عرفته سوريا في تلك الفترة الذهبية من تاريخها المعاصر.
 هناك حديث عن احتمالات تقسيم سورية إلى دولتين بعد زوال حكم الاسد، إحداهما علوية وأخرى سنية، ما مدى صحة هذه التقديرات، وكيف ستتعامل معها سوريا ما بعد بشار؟
الحديث عن تقسيم سوريا إلى دولتين أو دويلات عدة، حديث بعيد من الواقع، رغم أن العمل فيه قد جرى في عشرينيات القرن الماضي، عندما شرعت سلطات الانتداب الفرنسي بتقسيم سوريا إلى خمس دويلات، تنفيذاً لسياسة فرّق تسد، لكن تلك المحاولة باءت بالفشل، ولم يكتب لها النجاح، لذلك لا مجال البتة للحديث عن تقسيم سوريا إلى دويلات. كما إن الحائل دون أي تقسيم محتمل للخريطة السورية، يتجلى في النسيج الاجتماعي المتماسك والمتلاحم بين مختلف مكوناته العرقية والمذهبية، وسيزداد هذا التماسك والتلاحم بعيد رحيل النظام عن الحكم.
 بالانتقال إلى الملف السوري الإسرائيلي، ما هي إخفاقات نظام الأسد في التعامل معه، وما هو مستقبل الجولان بعد وصول قوى أخرى إلى الحكم في سورية ؟
كانت هناك فرص عديدة لبلوغ عملية السلام، إلا أن النظام السوري لم يستثمرها بالشكل الأمثل، وكان بالإمكان عودة الجولان كاملاً إلى السيادة السورية، لو أن حافظ الأسد سار في طريق السلام بلا تردد أو تهاون، لكنه فضّل البقاء على حالة اللاسلم واللاحرب، لأن السلام ينطوي على استحقاقات كثيرة ينتظرها الشعب السوري بفارغ الصبر، وعلى رأسها إطلاق الحريات العامة وتحسين معيشة المواطن ورفع مستويات التنمية، كما إن السلام يسحب منه شعارات المقاومة والممانعة التي يدعيها ويتاجر بها باسم القضية الفلسطينية.
 يجب أن لا نغفل عن مسؤولية حافظ الأسد في احتلال الجولان في عام 1967، عندما كان وزيراً للدفاع، والسؤال الآن، كيف لنظام تخاذل في الدفاع عن الجولان أن يسعى إلى استعادته، وهو يعلم أن السلام مع إسرائيل يسحب من يده الكثير من الأوراق التي يلعب بها على ساحة المنطقة؟
 لذلك فإن مستقبل الجولان في مرحلة ما بعد نظام الأسد، سيكون أفضل بكثير مما هو عليه الآن، لأن أي نظام حكم جديد ستكون له الشرعية الكاملة والجرأة الكافية لاستعادة الجولان كاملاً ضمن المرجعيات المعتمدة في مؤتمر مدريد وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
 هل هناك استراتيجيات تضعها القوى السورية في الخارح، مثل عبد الحليم خدام ورفعت الأسد، للعب دور في سوريا قبل وبعد الإطاحة بنظام الأسد؟
ليس هناك أي استراتيجيات جديدة لدى القوى السورية في الخارج، فخدام الذي انشق عن نظام الأسد، أعلن أنه لا يريد العودة إلى السلطة ضمن أي نظام جديد، كما إن رفعت الأسد الذي خرج من سوريا على وقع الخلاف الحاد مع شقيقه حافظ، لا يملك أي رصيد شعبي في أوساط المجتمع السوري، وبالتالي لا يمكن الحديث مسبقاً عن أي دور سياسي لقوى بعينها. فليس التغيير الذي يسعى إليه الشعب السوري يعني إعادة انتاج المرحلة السابقة بكل رموزها وقواها السياسية، بل هو من صنع الشعب السوري الذي سيفرز قواه السياسية من خلال صناديق الاقتراع.

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,674,989

عدد الزوار: 6,907,968

المتواجدون الآن: 110