تصاعد العنصرية والتعصب القومي ضد العرب بين الشبان اليهود الإسرائيليين

فلسطينيو الـ48: التمسك بالأرض عنوان المقاومة

تاريخ الإضافة الجمعة 1 نيسان 2011 - 8:15 ص    عدد الزيارات 2778    القسم عربية

        


حسن مواسي

أحيت الجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 1948، أول من أمس، الذكرى 35 ليوم الأرض الخالد، بتأكيد مقاومتهم سياسة التهويد ومصادرة الأرضي.
فالأرض والمسكن هي القضية الأولى في اهتمام فلسطينيي الـ48 والبالغ عددهم مليون ونصف المليون فلسطيني، وكانوا قد واجهوا منذ النكبة العام 1948 أبشع صور الاضطهاد القومي. وقد تعمدت السلطات منذ اقامة اسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التي انغرسوا فيها، وعملت تباعاً على مصادرة ما تبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من لم يغادروا فلسطين، رغم المجازر المروّعة التي ارتكبت ضدهم.
واليوم وبعد 35 عاما على يوم الأرض الأول 1976، تواصل السلطات الإسرائيلية سياسة سلب ونهب الأراضي العربية، الهادفة إلى تضيق الخناق ومحاصرتهم، لصالح مخططات التهويد والمشاريع الاستيطانية، وبالتالي الحد من تطور وتوسع المدن والقرى العربية، في شتى المناطق.
مخطط تهويد النقب والجليل
وفي إطار مساعي السلطات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد النقب، أقرت لجنة الوزارية " تطوير النقب والجليل"، قبل شهور مخططاً لتهويد الجليل والنقب من خلال توطين 300 ألف يهودي لمضاعفة عدد اليهود في المناطق ذات الأغلبية العربية. وقد صادق وزير تطوير النقب والجليل سيلفان شالوم، على المخطط والذي يدعم ما تسميه "النواة الإستيطانية" القائمة في الجليل والنقب ودعم إقامة نقاط استيطانية جديدة.
وفي المرحلة الأولى من المخطط سيتم شراء 150 مبنى للسكن لإستيعاب أسر يهودية مؤقتاً، ثم تبدأ عملية بناء الوحدات الاستيطانية الخاصة بعد ذلك مباشرة، ثم دعم النقاط الموجودة أصلا وتمويلها لإقامة 20 نقطة استيطانية جديدة، إضافة إلى مساعدة السكان مالياً من خلال الهبات.
وتبلغ تكلفة المشروع المذكور نحو 100 مليون شيكل، والتي تتكفل بها وزارة تطوير النقب والجليل ووزارة الإسكان والبناء ووزارة المالية.
النقب
منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة كانت الأبرز في عملية تضيق الخناق على فلسطيني الـ48، حيث شهدت خلال العام 2010 عمليات تهويد كبيرة، بدءا بهدم قرية العراقيب 20 مرة وصولا إلى الكشف اإثنين الماضي عن مخطط جديد لمصادرة مليون دونم من بدو النقب.
يعيش في النقب نحو 180 ألف فلسطيني، يتوزعون على 45 قرية غير معترف بها و7 تجمعات سكنية انشأتها إسرائيل اثر عملية السلام مع مصر، بعد العام 1979، بهدف تركيز اكبر عدد ممكن من العرب فيها، وقد بدأت عملية التهجير الأولى في النقب بعيد النكبة، إذ قامت اسرائيل بتهجير 90 بالمائة من سكان النقب إلى خارج فلسطين، استولت الدولة على أرضيهم، علمًا أن مساحة أراضي عرب النقب كانت تصل قبل النكبة إلى نحو 11 مليون دونم.
ومحاولات تهجير وسلب أراضي عرب النقب لم توقف ليوم واحد، اذ أن قريتي ابوجرول والعراقيب مثال حي على سياسة التشريد والتهجير، اذ بلغ عدد أوامر هدم المنازل هناك نحو 50 ألف أمر.
ويدور الحديث اليوم عن توطنين 300 ألف مستوطن إسرائيلي في النقب. ووضعت السلطات الإسرائيلية التشريعات لخدمة هذه المخططات التي تستهدف الاستيلاء على الأرض العربية.
ويشكل العرب في النقب نحو 25 بالمائة من مجمل السكان، ولم يبقى لهم سوى 2 في المائة فقط من الأراضي، ويهم تعرضون لمحاولات سلب ومصادرة، مقابل تمنح السلطات الإسرائيلية الصبغة القانونية لعشرات المزارع اليهودية المنتشرة في النقب التي كانت تعتبر موازية من الناحية القانونية للقرى غير المعترف بها.
المثلث
في منطقة المثلث وسط فلسطين المحتلة منذ العام 1948، لا يختلف الوضع كثيرا عمّا يجري في النقب، إذ يتعرض سكان المثلث لحملة تضييق خانقة على البلدات العربية فيها، والحد من توسعها.
ولعل إقرار وزارة الإسكان الإسرائيلية إقامة مدينة حريش للمتزمتين اليهود مثال حي على ما يجري، حيث كشف النقاب عن مخطط لتحويل مستوطنة "حريش" في وادي عاره إلى مدينة يهودية في قلب التجمع السكاني العربي، التي تلتهم مساحات شاسعة من أراضي القرى العربية، وتحد من إمكانية توسعها.
ويهدف مخطط "حريش" إلى توسيع المستوطنة القائمة والتي تحمل نفس الاسم لتتسع في مراحلها الأخيرة لمئة وخمسين ألف نسمة و30 ألف وحدة سكنية على حساب أهالي وادي عاره، بهدف قلب الميزان الديمغرافي .
ومخطط "حريش" ليس وحيدا في المثلث، إذ كشف النقاب الشهر الماضي عن مخطط لتوسيع شارع 65 الذي يلتهم مئات الدونمات من أراضي مناطق كفر قرع وعرعرة وخور صقر والبويرات وأم الفحم وعين إبراهيم ومشيرفة والبياضة. ويتضمن المخطط جعل شارع 65 بثلاثة مسارات، وإجازة السرعة إلى 100 كيلومتر في الساعة، ويشمل بناء ثمانية محولات، سبعة منها ستقام على الأراضي العربية في كل من مفرق كفر قرع والمفرق الغربي لقرية عرعرة (برطعة) والمفرق الرئيسي لعرعرة ومفرق خور صقر وادي القصب ومفرق البويرات (مي عامي) و مفرق أم الفحم عين إبراهيم ومفرق مشيرفة البياضة.
الجليل
قرية ترشيحا في الجليل الأعلى طاولتها مخططات المصادرة، فمنذ قيام إسرائيل فقدت ترشيحا 59 ألف دونم لتعيش محاصرة على 1000 دونم فقط بسكانها البالغ عددهم خمسة آلاف. وفي حين يعيش عشرات آلاف من سكانها المهجرين في الشتات ينعم سكان مستوطنة "معلوت" اليهود بمساحات واسعة من الأراضي والمناطق الخضراء المصادرة من العرب ومناطق الترفيه المقامة على أرضيهم.
وقد أودعت اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء، مخططا تفصيليا لبناء منطقة سكنية ومنطقة تشغيل بين "معالوت" و"كفار هفراديم" من الجهة الغربية المحاذية للمناطق السكنية لقرية ترشيحا في الجليل الأعلى، الأمر الذي يعني إحكام الخناق بالكامل على البلدة وتهديد ما تبقى من الأرض الخاصة بالمواطنين وتعرضها لخطر المصادرة.
ويقول أهالي ترشيحا أن خطورة المخطط ليست فقط في المصادرة "القانونية" لأرض ترشيحا بل لإضعافها وتهمشيها اقتصاديا أيضا.
وقرية طرعان شمال الناصرة كانت لها نصيب هي الأخرى من مخططات المصادرة، حيث تتعرض لخطر يهدد بمصادر أراضي جبل طرعان، والبالغة مساحتها 12 ألف دونم، في إطار خطة تهويد وإقامة مستوطنة يهودية واستيعاب 300 مستوطن.
وتواجه قرى يانوح وكسرى وكفر سميع الدرزية اليوم مخططا إسرائيليا جديدا يهدف إلى مصادرة ما تبقى من أراضيها، إذ كانت يانوح تملك عام 1948 ما مجموعه 13500 دونم من الأراضي المتنوعة، حرجية وزراعية، ولم يبق منها سوى 2800 دونم فقط، والان تواجه مخطط إسرائيلي جديد يسلب 350 دونم يطاول قرى كسرى والبقيعة وجت وغيرها.
وتشهد القرى يانوح وجت وكسرى والبقيعة تحركًا واسعًا ضد مخطط لسلخ آلاف الدونمات من أراضي هذه القرى وضمّها إلى سلطة المجلس القطري "معاليه يوسيف".
أما في البقيعة فالمخطط والذي نشر في مجلد الأنظمة الرسمي "رشوموت" يبين أنه سيطاول 12 حوضًا (بلوك) تشمل مئات القسائم تضم آلاف الدونمات، حيث أن المخطط يقضي بتوسيع منطقة نفوذ المجلس الإقليمي "معالي يوسف"، الواقع في الجليل الغربي على حساب أراضي القرى أعلاه، جاء من دون أيّ ذكر بأنّ المساحات المذكورة تتبع لنفوذ تلك السلطات المحلية أصلا، علما أن هذه المنطقة تعادل أكثر من 20 بالمائة من احتياطي الأراضي للسلطات المحلية في كسرى وكفر سميع ويانوح وجت، الأمر الذي يحدّ من قدرة السلطات العربية على تنفيذ مشاريع حيوية لصالح سكانها مستقبلاً أو توسيع مسطحات البناء فيها.
قريتي عسفيا ودالية الكرمل شرق حيفا، تواجهان هما الآخريين مخططا لمصادرة مئات الدنمات من أراضي الجلمه والمنصورة، لمد خطوط للغاز الطبيعي، ويعاني أهالي البلديتين مشاكل في الخرائط الهيكلية المجمدة. وقد احتج الأهالي على قرار من حكومة اسرائيل الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضيهم لمد أنبوب للغاز الطبيعي فيها ولشق المقطع الشمالي لطريق "عابر اسرائيل" دون أن يعوضهم عن بديل لهذه الأراضي.
وفي منطقة أم الشقف التابعة لقرى الكرمل ثمة مخطط لمصادرة 4132 دونما، وتحويلها إلى منطقة حدائق تابعة لما يسمى "بارك هكرميل" ولا تقتطع شبرا واحدا من"أراضي الدولة.

تصاعد العنصرية والتعصب القومي ضد العرب بين الشبان اليهود الإسرائيليين

دل استطلاع كبير نشر امس الخميس على تصاعد مشاعر العنصرية والكراهية ضد العرب والتعصب القومي بين الشبان اليهود في إسرائيل، فيما تبين من استطلاع آخر أن أغلبية اليهود في إسرائيل ينظرون بالإيجاب إلى الثورات العربية.
وأجرى الاستطلاع الأول الذي شمل 800 من أبناء الشبيبة في سن 15 الى 18 عاما وعدداً مشابهاً من الشبان في سن 21 الى 24 "صندوق فريدريخ إفيرت" الألماني بالتعاون مع مركز "ماكرو للاقتصاد السياسي" الإسرائيلي.
وأظهر هذا الاستطلاع أن 46% من أبناء الشبيبة اليهود و55% من الشبان اليهود و25% من العرب من المجموعتين يرفضون إمكانية التعايش بين اليهود والعرب في إسرائيل.
واعتبر 46% من اليهود أنه يجب منع انتخاب عرب للكنيست وعبّر نصف اليهود عن معارضتهم للسكن مع العرب في حيّ واحد.
وفي ردهم على سؤال حول الشعور الذي ينتابهم عندما يفكرون بالعرب قال 54% من اليهود إن "مشاعرهم ليست إيجابية ولا سلبية" لكن الإجابة الأكثر رواجا وبنسبة 25% كانت الشعور ب"الكراهية" وقال 12% إنه يشعرون بـ"الخوف".
وقال 75% إنهم لا يعتقدون بأن ثمة احتمال للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفضّل غالبيتهم استمرار الوضع القائم اليوم. وعبر 60% من أبناء الشبيبة والشبان اليهود عن قناعتهم بأن زعماء "أقوياء" هم أفضل من سلطة القانون، واعتبر 70% أنه في حال الاصطدام بين الاحتياجات الأمنية للدولة وبين قيم الديمقراطية فإنه يجب تفضيل الاحتياجات الأمنية.
ويشار إلى أن هذا هو الاستطلاع الثالث من نوعه، وجرى الاستطلاعان السابقان في العامين 1998 و2004.
وأيد 33,2% من اليهود أن تعريف اليهودية هو الهدف القومي الأهم بالنسبة لدولة إسرائيل فيما كانت هذه النسبة 18,1% في العام 1998 وفي موازاة ذلك تراجع الاهتمام بديمقراطية إسرائيل من 26,1% في العام 1998 إلى 14,3% في الاستطلاع الأخير.
كذلك تراجعت تطلعات اليهود للسلام مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل من 28,4% إلى 18,2%.
وعبر 31,3% من اليهود عن تأييدهم لمعارضة عنيفة لقرارات الحكومة، لإخلاء مستوطنات مثلا، فيما أيد 25.8% معارضة غير عنيفة لقرارات تتخذها الحكومة. وقال 30% من أبناء الشبيبة الذين عرفوا أنفسهم كـ"حريديم" (متزمتين دينيا)، إنهم يؤيدون العصيان المدني غير العنيف، فيما أيد ذلك 17% من أبناء الشبيبة العلمانيين.
وقال 62% من اليهود إنهم يمينيون بينما كانت نسبتهم 48% في العام 1998، فيما عرّف 12% أنفسهم على أنهم يساريون بينما كانت هذه النسبة 32% في العام 1998.
وقال مدير "صندوق فريدريخ إفيرت" رالف هاكسل إن "هذه المواقف للشبان في إسرائيل لا تبشر بالخير في ما يتعلق باحتمالات السلام بين إسرائيل وجاراتها العربيات".
ودعا مدير عام مركز "ماكرو للاقتصاد السياسي" الدكتور روبي نتانزون إلى "زيادة الاستثمار بشكل كبير في التربية على الديموقراطية".
إلى ذلك، أظهر "مؤشر السلام" الذي تجريه جامعة تل أبيب شهريا أن 57% من اليهود في إسرائيل يعتقدون أن ثمة احتمال ضئيل لحدوث هبة في الضفة الغربية شبيهة بالهبات الشعبية في الدول العربية ورأى 68% أن ثمة احتمال ضئيل لحدوث هبة بين الأقلية العربية في إسرائيل.
ورأى 68% من المستطلعين العرب أن ثمة احتمالاً كبيراً بحدوث هبة في الضفة، فيما رأى 79% أن احتمالات حدوث هبة بين الأقلية العربية في إسرائيل ضئيل جدا.
وقال 52% من اليهود إن انعكاسات الثورات العربية على شعوب المنطقة إيجابية بينما كانت هذه النسبة بين العرب 65%.
ورأى 47% من اليهود أن انعكاسات الثورات العربية على إسرائيل إيجابية كما قال 55% من العرب أن هذه الثورات ستنعكس بالإيجاب على إسرائيل.
لكن 70% من اليهود يرون أن الوضع الحالي في المنطقة غير واضح وأن على إسرائيل أن "تجلس بهدوء" ولا تبادر إلى اتفاقيات سلام.
وأيد 52% من اليهود التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا والوقوف إلى جانب الثوار فيما أيد ذلك 62% من المواطنين العرب.

(يو بي أي)


المصدر: جريدة المستقبل

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,169,586

عدد الزوار: 6,938,326

المتواجدون الآن: 128