موسى كوسا المنشق من المقربين للقذافي

معارك للسيطرة على البريقة والأطلسي يتولّى العمليات رافضاً تسليح المعارضة

تاريخ الإضافة الجمعة 1 نيسان 2011 - 5:07 ص    عدد الزيارات 2681    القسم عربية

        


الجمعة 1/نيسان 2011

معارك للسيطرة على البريقة والأطلسي يتولّى العمليات رافضاً تسليح المعارضة
القذافي يُحذِّر: ليبيا ستصبح خارج سيطرة التحالف وتأكيد لاستقالة موسى كوسا

  مقاتل من المعارضة يقف بجانب راجمة صواريخ خلال المواجهات أمس (أ·ف·ب)

قال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس ان الغربيين المشاركين في العملية العسكرية في بلاده بدأوا <شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه> و<سيصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار>، وفي حين تولّى الحلف الاطلسي قيادة العمليات فوق ليبيا ورفض تسليح الثوار، تواصلت المعارك بين الثوار وقوت القذافي للسيطرة على البريقة القريبة من اجدابيا·

وقال القذافي بحسب ما نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عنه ان الغربيين <بدأوا شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه وسوف يصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار>·

وأضاف ان <الحكام الذين قرّروا شن حرب صليبية ثانية بين المسلمين والمسيحيين عبر البحر المتوسط وتسببوا في دمار البحر المتوسط وشمال افريقيا وقتلوا اعدادا كبيرة من المدنيين هؤلاء الذين أُصيبوا بجنون القوة يريدون فرض قانون القوة>·

وقال ايضا انهم <تسببوا في تدمير المصالح المشتركة بين الشعب الليبي وشعوبهم وقوضوا السلام، يريدون ان يعيدونا الى العصور الوسطى>·

وتابع القذافي ان <الحل هو ان يستقيلوا فورا وعلى شعوبهم ان تبحث عن بديل لهم، رؤساء جدد يحترمون العلاقات بين الشعوب>·

وكان متحدث باسم الحكومة الليبية قال ان لقذافي سيبقى في البلاد <حتى النهاية> لقيادتها للنصر على أعدائها·

وقال موسى ابراهيم الذي اكد استقالة موسى كوسا وزير الخارجية وانتقاله الى بريطانيا أمس ان الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا لم تؤد الا الى توحيد قيادتها العليا ضد <عدو واضح>·

وأضاف ابراهيم للصحافيين في طرابلس انه اذا كانت لهذا <العدوان> من أثر فإنه أدى فقط لالتفاف الشعب حول القائد وتوحيد الشعب الليبي·

وسئل ابراهيم عما اذا كان القذافي وأبناؤه مازالوا في البلاد فقال> اطمئنوا كلنا هنا وسنظل حتى النهاية· هذه بلادنا> واستطرد ان الحكومة الليبية قوية على كل الجبهات·

وقال براهيم إن <كوسا استقال لمعاناته من عدة أمراض ما دفعه لطلب العلاج بتونس>·

ردود فعل علي استقالة كوسا

وتوالت ردود الفعل علي استقالةة موسا اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس في لندن ان نظام الزعيم الليبي معمر القذافي <ينهار من الداخل> بعد الاستقالة، مؤكدا ان بريطانيا لن <تمنح حصانة> لوزير الخارجية الليبي المنشق·

وأعلن هيغ للصحافيين خلال عرض التقرير السنوي لوزارة الخارجية ان <استقالة (موسى كوسا) دليل على ان نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطا وينهار من الداخل>·

ووصف مسؤول اميركي كبير هذا الانشقاق بأنّه <مهم دا>، معتبرا انه يثبت ان اوساط القذافي لم تعد تثق بمتانة النظام·

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن انشقاق وزير الخارجية الليبية والذراع الايمن للعقيد معمر القذافي يدل على <العزلة المتزيدة> التي يعاني منها الزعيم الليبي·

وصرّح الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان <الانشقاقات في محيط القذافي تزداد ورحيل موسى كوسا الذي كان من اكبر المسؤولين، يدل على عزلة القذافي المتزايدة وفقدانه شرعيته>·

من جهته، صرّح وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام ان استقالة وزير الخارجية الليبي تعني ان ايام نظام معمر القذافي <معدودة>·

وصرّح العريشي الذي انشق عن النظام الليبي بعيد الثورة منتصف شباط، ان استقالة كوسا التي اعلنت بعد وصوله الى بريطانيا <اشارة الى ان ايام النظام معدودة· انها النهاية>·

وتابع العريشي <لطالما قلت انهم (المسؤولون الليبيون) محتجزون رهائن في طرابلس· نجاح كوسا في الفرار امر لا يصدق· لم يعد للقذافي احد· بات وحده مع ابنائه>·

وأوضح ان موسى كوسا <كان احد المستشارين الذين كان يوليهم القذافي اكبر ثقة· انها نهاية النظام· النظام الوحشي اقترب من نهايته· لا احد يعرف النظام اكثر من كوسا>·

من جهة اخرى قال تليفزيون المعارضة الليبية - المعروف باسم أحفاد المختار - إن محمد أبو القاسم الزوي - أمين عام المؤتمر الشعبي العام في ليبيا، وعبد العاطي العبيدي نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية وشكري غانم وزير النفط، وأبو زيد دورده ينتظرون جميعا في مطار جربة التونسي للحاق بوسى كوسا وإعلان انشقاقهم عن النظام الليبي·

من ناحية أخرى، رفض وزير الخاريجة الليبي السابق علي عبد السلام التريكي شغل أي منصب رسمي في بلاده مدينا ما وصفه بإراقة الدماء في ليبيا الآن· جاء ذلك في بيان بعث به التريكي إلى وكالة رويترز للأنباء عن طريق ابن أخيه سفيان التريكي الدبلوماسي بالجامعة العربية، والذي أبلغ رويترز بأن عمه موجود في مصر الآن·

معارك البريقة

ميدانيا، خاضت المعارضة الليبية المسلحة امس قتالا للسيطرة على بلدة البريقة النفطية في شرق ليبيا بعد يوم من نجاح قوات القذافي في دفعها للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ·

وتراجعت بعض قوات المعارضة أمس الاربعاء حتى بلدة اجدابيا الاستراتيجية بوابة الشرق على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي بنغازي معقل المعارضة· وما زالت اجدابيا تحت سيطرة المعارضة امس·

وخاضت قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي معارك شهدت تقدما وتراجعا على جانبي شريط من الارض يربط بين اجدابيا وبن جواد على مدى عدة اسابيع·

وتأثرت قوة القذافي النيرانية المتفوقة لكن لم تدمرها غارات جوية يقودها الغرب·

ولم يستطع المعارضون الذين يعتمدون بصفة رئيسية على شاحنات صغيرة مزودة بأسلحة الية وعلى قاذفات للقذائف الصاروخية وبنادق ايه· كي 47 الحفاظ على مكاسبهم على الرغم من الغارات الجوية التي تشارك فيها طائرات اميركية وفرنسية وبريطانية والمستمرة منذ نحو أسبوعين·

وقال مقاتل من المعارضة يدعى ربيع عزيلة كان ينتظر على بعد نحو عشرة كيلومترات خارج البريقة حيث تجمعت عشرات المركبات <وقعت اشتباكات مع قوات القذافي حول البريقة عند الفجر>·

وقال شاهد أن المعارضين الذين تقدموا قرب البريقة تعرضوا لصواريخ وقذائف مورتر أطلقها جيش القذافي الافضل عتادا فاضطر المعارضون للتقهقر بضعة كيلومترات قبل أن يعيدوا تجميع أنفسهم ويتحركوا الى الامام مجددا·

وسمعت أصوات انفجارات متقطعة من ناحية البريقة وارتفعت في الجو أعمدة من دخان أسود، ورغم تجمع الشاحات الصغيرة التابعة للمعارضة المسلحة والمزودة بأسلحة الية خارج البريقة لم يطرأ تغير يذكر على مكان الخط الامامي اليوم الخميس·

وقال مقاتل آخر على كتفه بندقية ايه·كيه 47 يدعى منعم مصطفى <ان شاء الله سيكون هناك المزيد من الغارات الجوية لكننا سنتقدم مهما حدث>·

وكرّر الكثير من أعضاء المعارضة دعوتهم للغرب او اي دولة مستعدة لتسليحهم لامدادهم بأسلحة اكثر وافضل·

وقال مقاتل من المعارضة يدعى زياد الخيفاسي عند نقطة تفتيش تؤدي الى البريقة <سنأخذها من أي دولة· ليست لدينا مشكلة مع اي احد يريد مساعدتنا حتى لو كانت تشاد>·

وانحى كثير من المعارضين باللائمة على الصواريخ التي أطلقت بكثافة هذا الاسبوع في الانسحاب السريع من بن جواد وهي أبعد نقطة وصل اليها المعارضون غربا خلال الاسابيع الاخيرة· وتقع بن جواد على بعد نحو 525 كيلومترا شرقي طرابلس·

وقال مقاتل يدعى أحمد علي <بصواريخ غراد نستطيع الوصول الى طرابلس خلال أيام>·

وقال بعض المعارضين ان قواتهم المؤلفة الى حد بعيد من مقاتلين متحمسين لكنهم يفتقرون الى تدريب جيد يحتاجون الى قيادة وانضباط أفضل علاوة على عتاد أفضل·

وقال العقيد أحمد باني المتحدث باسم المعارضة خلال مؤتمر صحفي في بنغازي امس الاول ان القذافي يستطيع نشر أسلحة ثقيلة مثل المدفعية والدبابات ومنصات اطلاق الصواريخ·

وأضاف ان قوات المعارضة بحاجة الى عتاد يمكن استخدامه لتدمير مثل تلك الاسلحة وأن المعارضة تحاول جمع كل ما يمكنها جمعه·

وتابع أنه مهما بلغ حماس او شجاعة اي فرد فان البندقية ايه· كيه 47 لا يمكن أن تواجه مثل هذا العتاد الثقيل·

وقال انهم بانتظار الحصول على عتاد عسكري لكنه لم يوضح من اي دول·

وقال العقيد باني أن المعارضة تواجه صعوبات في الاتصالات مشيرا الى حاجتها الى أجهزة اتصالات أكثر تطورا·

وتعتمد الاتصالات في خط القتال الامامي فيما يبدو على الهواتف المحمولة لكن تغطية الشبكة تكون متقطعة في معظم الاحيان·

قال متحدث باسم المعارضة الليبية ان القوات الموالية للعقيد معمر القذافي قصفت مدينة مصراتة امس وان عشرات قتلوا خلال الايام القليلة الماضية عندما أُصيبت منازلهم في القصف·

وقال المتحدث ويدعى سامي في اتصال هاتفي مع رويترز ان <مذابح ترتكب في مصراتة>·

وتابع <استؤنف القصف المدفعي صباح اليوم ولا يزال مستمرا· الالوية الموالية للقذافي لم تتمكن من دخول البلدة لكنها تطوقها>·

وتابع <قتل 20 مدنيا أمس بعد أن أصاب القصف منازلهم وأصيب عدد كبير>·

ويضاف هؤلاء القتلى الى عشرات اخرين يقول سكان انهم لاقوا حتفهم في القتال خلال الايام العشرة الماضية· ولا يمكن التحقق من الروايات الواردة من مصراتة من جهة مستقلة لان المسؤلين الليبيين يمنعون الصحفيين الاجانب من العمل بحرية في المدينة·

الاطلسي يتولى

في هذه الاثناء، قال حلف الاطلسي انه تولى <بسلاسة> القيادة الكاملة للعمليات العسكرية فوق ليبيا وحذر المقاتلين على الارض من مهاجمة المدنيين·

ووافق الحلف يوم الاحد على تولي كل العمليات من تحالف قادته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا·

وتوكل هذه الخطوة للحلف الذي يتألف من 28 دولة مهمة الضربات الجوية التي تستهدف البنية العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي ومراقبة منطقة حظر الطيران والحظر على الاسلحة·

وقال اللفتنانت جنرال الكندي الجنسية تشارلز بوتشارد قائد عمليات الحلف فوق ليبيا للصحافيين في مقر قيادة جنوب اوروبا للحلف في نابولي بايطاليا <تمت عملية الانتقال بسلاسة وبدون اي ثغرات··الحلف يتولى المسؤولية الكاملة·

وأضاف انه منذ أن تولى الحلف المسؤولية نفذت طائراته اكثر من 90 طلعة·

وقال ان الحلف تحت تصرفه اكثر من 100 من الطائرات المقاتلة وطائرات المساندة بالاضافة الى 12 فرقاطة لمراقبة البحر المتوسط

· وقال بوتشارد <أود ان اعرض افكارا نهائية لاولئك الذين يمارسون انشطة ضد السكان المدنيين في المراكز المدنية·· لن يكون من الحكمة الاستمرار في مثل هذه الانشطة·· أنصح بالتوقف عن هذه الانشطة>·

وقال مسؤولون في الحلف انه يتوقع ان تستمر العملية 90 يوما ولكن الجدول الزمني يتوقف على الامم المتحدة·

وقال الحلف ايضا انه يتعامل بجدية ويحققف في شكوى للفاتيكان بخصوص مقتل مدنيين خلال غارات جوية غربية في ليبيا·

وقال ممثل الفاتيكان في طرابلس نقلا عما وصفه بأنه مصادر موثوق بها على صلة وثيقة بالسكان ان 40 مدنيا على الاقل قتلوا في الهجمات الجوية التي شنتها القوات الغربية على طرابلس·

وقال بوتشارد للصحافيين <هذا تقرير اخباري وأقدر مصدر هذا الخبر··· وأنا اتعامل مع كل من هذه التقارير بجدية>·

من جانب آخر عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن امس عن معارضته فكرة تسليح الثوار الليبيين، معتبرا ان الحلف يتدخل عسكريا <لحماية الشعب الليبي> وليس <لتسليحه>·

وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان تسليم الثوار الليبيين اسلحة <ليس مطروحا حاليا> و<لا يتطابق> مع قرار الامم المتحدة رقم 1973· وفي اليوم الثاني عشر للتدخل الدولي تجاوز عدد الطلعات الجوية الفين الاربعاء بينها 60 % شنتها طائرات اميركية كما اعلن البنتاغون·

(أ·ف·ب - رويترز - أ·ش·أ)


  ثوار خلال تجمعهم عند مشارف البريقة (أ·ف·ب)
موسى كوسا المنشق من المقربين للقذافي
  موسى كوسى (أ·ف·ب)

وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الذي اعلن استقالته من منصبه امس الاول لمسؤولين بريطانيين عند وصوله الى لندن كان يُعتبر من المقرّبين الاوفياء للزعيم الليبي معمر القذافي، وخاض في السنوات الماضية كل المفاوضات التي اتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية·

شغل كوسا منصب رئيس جهاز الاستخبارات بين 1994 و2009 وكان يتمتع بنفوذ كبير في اللجان الثورية التي تشكل عصب النظام الليبي ويعتبر رجل ثقة لدى القذافي·

وكوسا (59 عاما) كان مكلفا عددا من الملفات الليبية الشائكة لا سيما في افريقيا والملفات مع الغرب·

وكان موسى كوسا مفاوضا اساسيا ايضا في قضية الممرضات البلغاريات التي ادت الى الافراج عنهن في تموز 2007 وكذلك التخلي عن البرنامج النووي الليبي في العام 2003 الذي مهد الطريق امام رفع الحظر التجاري الذي كان تفرضه الولايات المتحدة على ليبيا منذ 1986·

عرف كوسا بدوره في التعويض على عائلات ضحايا اعتداءي لوكربي (عام 1988 الذي اوقع 270 قتيلا) وعلى طائرة <دي سي-10 يوتا> (عام 1989 الذي اوقع 170 قتيلا) مزيلا بذلك اخر العراقيل امام تطبيع علاقات طرابلس مع الغرب·

وبعدما جسد على مدى عقدين الوجه المظلم للنظام، اصبح يعتبر في السنوات الماضية رمزا للانفتاح·

ينتمي كوسا إلى عائلة متوسطة معروفة في طرابلس الغرب وهو حائز على شهادة ماجستير في علم الاجتماع من جامعة ميشيغن الأميركية عام 1978·

وبدأ مسيرته المهنية في اجهزة الاستخبارات كمسؤول عن امن السفارات الليبية في شمال اوروبا·

وفي 1980 عين كوسا سفيرا لليبيا في لندن قبل ان يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما عبر عن تصميمه على تصفية <اعداء الثورة> على الاراضي البريطانية·

وتولّى منصب نائب وزير الخارجية بين عامي 1992 و1994 ثم عين رئيسا لجهاز الاستخبارات، المنصب الذي تولاه حتى سنة 2009 قبل ان يكلف حقيبة الخارجية خلفا لعبد الرحمن شلقم السفير الليبي لدى الامم المتحدة الذي انشق هو ايضا عن النظام الليبي قبل بضع اسابيع·

وفي لندن اعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان يمكننا ان نؤكد ان موسى كوسا وصل الى مطار فارنبورو في الثلاثين من اذار اتيا من تونس· لقد وصل الى هنا بملء ارادته>·

وأوضح بيان الخارجية البريطانية ان <موسى كوسا هو احدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام في الخارج وهو امر لم يعد يرغب القيام به

>· (أ·ف·ب)


 

إمكانات المُعارضة الليبية المحدودة تُمثِّل مأزقاً للغرب
يتبدّل الحال في الصراع الليبي من تقدم هائل للمتمردين من الشرق الى تقهقر بنفس السرعة مما يبرز حقيقة ترامي أطراف الاراضي الليبية الصحراوية·  

وليس هذا غريبا فقد كان التقدم السريع الذي تحرزه القوات البريطانية والالمانية والايطالية في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية يؤدي أيضا الى خطوط امداد أطول من اللازم مما يجعلها عرضة للهجمات المضادة، لكن بالنسبة للتدخل العسكري الغربي في وقتنا هذا فإن هذا مجرد جزء من المشكلة·

والتحالف الدولي منقسم في ما يبدو بشأن قضية حاسمة وهي ما اذا كان عليه ان يسلح مقاتلي المعارضة·

وقال مسؤولون أميركيون ان الرئيس باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم الحكومة الاميركية دعما مستترا لقوات المعارضة·

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه لم يتم اتخاذ قرار بتقديم هذا الدعم بعد·

وقد تمثل هذه الخطوة بداية تدخل أعمق في صراع آخر بالعالم العربي ويتشكك كثيرون في نجاحها·

وقال ماركو بابيك من مؤسسة ستراتفور لاستشارات المخاطر السياسية <لم يظهر المتمردون حقا حتى الان أنهم قوة قتالية تتمتع بالكفاءة قدرتهم العسكرية متدنية للغاية وهذا يفسر التقدم والتقهقر المستمر>·

واستطرد قائلا <في حين أن هناك من بينهم أعضاء يتمتعون بالخبرة فهؤلاء فيما يبدو يقضون معظم وقتهم يحاولون النجاة من نيران أسلحة الاعضاء الاقل خبرة>·

وأضاف <بالتالي فانه ليس واضحا ما اذا كان اعطاء المعارضة المسلحة أسلحة معقدة سيحقق اي شيء· مبدئيا ليس من الواضح ما اذا كانوا يعرفون كيف يستخدمونها>·

وأشارت المكاسب السريعة التي حققتها المعارضة في بداية الانتفاضة في شباط الى أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيسقط سريعا· وكان هذا اتجاه التفكير أيضا حين بدأت القوى الغربية غارات جوية قبل اكثر من عشرة ايام مما سمح للمعارضة بتحقيق مكاسب، لكن الهزائم التي تبعت هذا كشفت حدود القدرة العسكرية للمعارضة كما أظهرت أن القذافي وقواته اكثر قدرة على اعادة تنظيم الصفوف وأكثر براعة من الناحية التكتيكية مما يضع الغرب في مأزق، لكن ليس واضحا أبدا كيف يمكن تحقيق هذا·

وقال باراك سينار خبير شؤون الشرق الاوسط في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والامن انه يجب أن يتوفر للمعارضة تدريب عسكري وأسلحة <تغير مسار الامور> مثل أنظمة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات·

وأضاف <من الواضح أن القذافي لن يترك موقعه نتيجة لاي مفاوضات او لان الرئيس أوباما قال انه يجب ان يرحل> وقال سينار ايضا انه يجب أن تتجاوز السياسة الغربية ما هو منصوص عليه في تفويض الامم المتحدة القائم بحماية المدنيين لتسمح <باستهداف وقطع رأس نظام القذافي>·

وقال محللون انه في حين بدا البريطانيون مستعدين لفكرة تسليح المعارضة كانت فرنسا اكثر حذرا، وأوضح وزير خارجيتها الان جوبيه أن هذا يستلزم صدور قرار جديد من مجلس الامن وهو أمر من غير المرجح أن يحصل على موافقة روسيا او الصين·

أما امين عام حلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الذي يجب أن يحافظ على التوافق بين الحلفاء وعددهم 28 فقال ان الحلف ليس لديه تفويض بتسليح المعارضة·

ويقول أعضاء المعارضة المسلحة الذين عادوا من خط القتال الامامي ان القوة العسكرية الفائقة للقذافي تغلبت عليهم وانهم بحاجة الى أسلحة أثقل من بنادق الكلاشنيكوف والقذائف الصاروخية والاسلحة الالية والصواريخ الخفيفة التي تحملها الشاحنات

· ويقول متحدثون باسم المعارضين انهم بحاجة بشكل خاص الى صواريخ مضادة للدبابات والمزيد من الذخيرة وأجهزة الاتصالات·

ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة للتدريب اذ يفتقر معظم المقاتلين للخبرة التكتيكية ولا يعلمون شيئا عن المتطلبات الاساسية مثل الاستطلاع او حماية اجنحتهم وهو ما عانوا منه في الايام القليلة الماضية·

ويقول بعض المقاتلين انهم تلقوا تدريبا ليوم او اثنين من منشقين على الجيش لكن المعظم لم يتوفر له هذا

· وكان سيصبح معهم المزيد من الذخيرة لو لم يطلقوا النيران في الهواء باستمرار·

وفي حين يقول بعض المقاتلين ان لديهم ضباطا فان من الصعب رصدهم ويبدو أنهم لا يستطيعون الحفاظ على الانضباط بدرجة كبيرة·

وتتخذ القرارات عادة بعد مناقشات حامية او بالانقياد لصاحب الصوت الاعلى وعلى الرغم من شجاعة البعض فإن الاغلب هو الفرار بشكل فوضوي حين تبدأ قوات القذافي اطلاق النيران بشكل متواصل·

ويقول دانييل كيوهان من معهد الدراسات الامنية انه في حين أن هناك خلافات واضحة بين الحكومات الغربية بشأن كيفية المضي قدما فإنّه سيندهش اذا لم تكن قوات خاصة غربية تحاول بالفعل تقديم المشورة للمعارضة بشأن كيفية تنظيم نفسها، غير ان تسليحهم سرا مسألة مختلفة وصعبة من الناحية السياسية·

وقال <يجب أن ينظر الى هذا كانتصار ليبي وليس انتصارا للتحالف· أرى أن من الصعب أن يتفق التحالف سياسيا على تسليح المعارضة لكن بدون الاسلحة لا أرى كيف يمكن أن ينتصر المتمردون>·

ويقول كيوهان ان من بين الخيارات المحتملة أن تقوم دول عربية مثل السعودية او قطر او مصر بتوفير الاسلحة·

وأضاف <سيكون هذا طريقا مقبولا بدرجة اكبر من الناحية السياسية لان عربا يساعدون عربا· حتى اذا كانت تكنولوجيا غربية فسيكون هذا مقبولا سياسيا اكثر من أن يقوم به أميركيون بشكل مباشر>·

وقال البريجادير بن باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان المعارضين غير منظمين وان امدادهم بأسلحة أفضل لن يحقق فرقا يذكر على المدى القصير·

وأضاف <ما قد يحدث أثرا اكبر هو نشر فرق من المدربين والمستشارين لمساعدة المعارضة المسلحة في تنسيق جهودها بشكل افضل· القدرة يمكن أن توفرها قوات خاصة والوضع المثالي هو أن تكون من دول عربية ومسلمة>·

(رويترز)

 


المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,111,582

عدد الزوار: 6,753,358

المتواجدون الآن: 105