أكثر من نصف مسيحيّي العراق هاجروا وقلّة منهم تفكّر في العودة

تاريخ الإضافة الجمعة 15 أيار 2009 - 10:35 ص    عدد الزيارات 5459    القسم عربية

        


أوردت وكالة "الاسوشيتد برس" أن العراق خسر أكثر من نصف مسيحييه، منذ بداية الحرب، وقالت إن قلة ممن غادروه تنوي العودة اليه.
ولفت البابا بينيديكتوس الـ16 الانتباه الى قضية المسيحيين العراقيين خلال زيارة الحج التي يقوم بها للارض المقدسة في الشرق الاوسط والتي بدأها الجمعة الماضي في الاردن، داعياً المجتمع الدولي الى ضمان بقاء"الجالية المسيحية في تلك الارض النبيلة".
وتراجع عدد المسيحيين في كل دول الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة، مع سعي متزايد منهم الى التحرك صوب الغرب، قائلين إنهم يشعرون على نحو متزايد بأنهم غير مرغوب فيهم في الشرق الاوسط، ويطمحون الى حياة أفضل في الخارج.
الا أن الهجرة الجماعية كانت تحديداً قوية من العراق حيث كثيراً ما استهدف العنف الطائفي منذ الغزو الاميركي للبلاد عام 2003، المسيحيين.
وأحصت "الاسوشيتد برس" فرار آلاف المسيحيين من العراق، الامر الذي ينذر بتبعات عملية على مستقبل البلاد.
تاريخياً، كان المسيحيون يمثلون جزءا كبيراً من الطبقة الوسطى في البلاد، بينهم من يتولى وظائف رئيسية مثل أطباء ومهندسين ومثقفين وموظفين في القطاع العام.
وأحصى التعداد العراقي الرسمي الاخير الذي أجري عام 1987 نحو 1,4 مليون عراقي في البلاد. ولكن وفقاً لتقرير لوزارة الخارجية الاميركية عن الحرية الدينية العالمية صدر أخيراً، تراجع هذا العدد الى ما بين 550 الفاً و800 الف.
ويقول البعض إن العدد أقل أيضاً. واستناداً الى منظمة الاغاثة الكاثوليكية الالمانية "كيرشي ان نوت" لا يتجاوز عدد المسيحيين في العراق حالياً 400 الف، وهو ما يقوله أيضاً مسيحيون عراقيون كثر في مجالس خاصة.
ويظهر احصاء وزراة الخارجية واحصاءات أخرى أن الجزء الاكبر من الهجرة حصل منذ غزو 2003، وانه كان لا يزال ثمة 1,2 مليون عراقي في البلاد حتى 2003.
 وبدأ المسيحيون يغادرون العراق بعد حرب الخليج عام 1991، في ظل العقوبات الاقتصادية على العراق والقمع الذي ساد فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. الا أن الهجرة ازدادت كثيرا مع اطاحة نظام صدام عام 2003 وتفاقم العنف، استناداً الى النائب العراقي المسيحي البارز يونادم كنا.
 وتنوي شيرين سركون البالغة من العمر 27 سنة والتي هربت الى سوريا عام 2004، بعدما تلقت تهديدات بالقتل، واختفى أبوها وفجّر محل للتزيين النسائي كانت تملكه، الانتقال الى بلد آخر. وتقول إنها لا تستطيع تحمّل العنف والتشدد الاسلامي الجديد في العراق. وتسأل: "كيف يمكنني أن أعيش هناك؟".
ويمضي داود داود (70 سنة)، وهو موظف سابق في القطاع العام في الموصل، الجزء الاكبر من وقته في مركز لتسوية الاوضاع في دمشق، آملاً في اللحاق بأولاده الى أسوج. وقال: "العراق الذي نعرفه انتهى. بالنسبة الينا، لا مستقبل هناك".
وفر الى سوريا نحو مليوني لاجئ عراقي من كل الاديان منذ 2003. وقد دفع التراجع الاخير للعنف بعض المسلمين الى العودة. الا أن المسيحيين الذين يفكرون في العودة، استناداً الى المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين، هم قلة.
وقال ممثل المفوضية بالوكالة في دمشق فيليب لوكلير: "انهم ببساطة لا يشعرون بالامان الكافي".
وفي تقرير صدر العام الماضي، لفتت وحدة دعم العراق في المفوضية الى أن المسيحيين يفرون من العراق أكثر من غيرهم ليتسجلوا لاجئين ، تمهيداً للهجرة الى بلد ثالث. وقالت إن" الغالبية العظمى من العراقيين لاتزال تريد العودة الى العراق عندما تتحسن الظروف، باستثناء الاقليات الدينية، وتحديداً المسيحيين".
وتبدو واضحة علامات النزوح في كنيسة القديس يوسف في الكرادة بضواحي بغداد. فقد حضر أخيراً نحو مئة شخص فحسب قداساً في مساحة واسعة تتسع لألف شخص على الاقل.
وقال المونسنيور لويس الشابي (70 سنة) الذي التحق برعية القديس يوسف قبل 40 سنة:"عندما أتيت الى رعيتي في الكرادة، كانت لدينا 2000 عائلة... اليوم، لدينا الف... النصف".
ويبدو الوضع أسوأ في ضاحية الدورة العراقية التي فر منها 30 الف شخص خلال السنوات الست الاخيرة. وليس هناك في الحي الساكن حالياً الا كنيسة واحدة وبعض المؤمنين.
ويورد بعض المسيحيين العنف سبباً لهروبهم. فقد قضى عراقيون من كل الديانات والاتنيات منذ الغزو، الا أن المسيحيين يعيشون لسوء حظهم في المناطق التي تشهد المعارك الاسوأ، بما فيها الدورة والموصل، وكلتاهما معقل لـ"القاعدة".

أ ب


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,632,271

عدد الزوار: 6,905,169

المتواجدون الآن: 88