إتجاه غربي إلى «رقابة» للأجواء و«ضربات محددة» بدل «حظر الطيران»

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 آذار 2011 - 5:19 ص    عدد الزيارات 2813    القسم عربية

        


إتجاه غربي إلى «رقابة» للأجواء و«ضربات محددة» بدل «حظر الطيران»
الثلاثاء, 15 مارس 2011
أبو ظبي - راغدة درغام ؛ باريس - رندة تقي الدين ؛ واشنطن - جويس كرم ؛ لندن - «الحياة»

وتزامن ذلك مع بدء مجلس الأمن مناقشة فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا بهدف منعه من استخدام سلاح الطيران لضرب شعبه ومعارضيه الذين باتوا ممثلين بالمجلس الوطني الانتقالي.

وقالت مصادر في الأمم المتحدة لـ «الحياة» إن البعثة اللبنانية شرعت في صوغ مشروع قرار يقضي بفرض حظر للطيران فوق ليبيا بعدما عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة بناء على طلب المندوب اللبناني الدائم السفير نواف سلام الذي كان قد ابلغ يوم السبت قرار مجلس الجامعة العربية طلب فرض حظر جوي إلى رئيس مجلس الأمن طالباً عقد جلسة لاتخاذ خطوات في هذا الإطار.

وصرّح سلام عقب الجلسة المغلقة بأن هناك نوعين من الأسئلة التي يتداولها أعضاء المجلس هما «نوع من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها» و «نوع من الأسئلة لا جواب عليها». وأعطى سلام مثالاً على النوع الثاني: «هل سيكون حظر الطيران كافياً لوقف العمليات العسكرية وضرب المدنيين ووقف أعمال العنف؟... وهل سيكون لمثل هذا القرار مفعول رادع؟».

وأضاف أن السؤال عما إذا كانت «هذه خطوة في الاتجاه الصحيح» الجواب عليه «طبعاً»، مشدداً على أنه نقل إلى مجلس الأمن قراراً من الجماعة العربية بتأييد الحظر وليس قراراً منفرداً. وتحفّظ عن استخدام تعبير «الدول المترددة» في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن «كل الأسئلة مشروعة» بما فيها «تحديد منطقة» حظر الطيران و «الوجه العملياتي للحظر» الذي هو «في حاجة إلى بلورة».

وقال إن مشروع القرار سيرد على هذه التساؤلات وسيتم طرحه «فور جهوزه». وأعرب عن أمله أن يتحرك مجلس الأمن في هذا المجال بالسرعة التي تحرّك فيها عندما فرضت العقوبات على نظام العقيد القذافي قبل أسبوعين تقريباً.

وقال المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس إن أسئلة كثيرة ما زالت بلا اجابة بخصوص فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا. غير أنه أشار، عقب الاجتماع المغلق للمجلس، إلى أنه لم يستبعد فرض مثل هذه المنطقة قائلاً إن موسكو مستعدة للنظر في ذلك.

وقالت مصادر في مجلس الأمن لـ «الحياة» التي اتصلت بها من أبوظبي، إن الدول المتحفظة عن منطقة حظر الطيران أشارت إلى أن الطلب العربي انطوى على أمرين «متناقضين لا يمكن التوفيق بينهما» وهما حظر الطيران وعدم التدخل العسكري الأجنبي. وسألت المصادر «من سيقدم العتاد... والكلام ليس فقط عن المال»، مضيفة: «يجب أن نشعر أن العرب هم الذين سيكونون جزءاً من المعركة». وتابعت: «هناك حاجة إلى الوضوح والإيضاح بأن لا مجال لفرض حظر الطيران من دون عنصر التدخل العسكري».

وفي باريس، أجرت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي ومسؤولين فرنسيين ووزراء خارجية مجموعة الدول الثماني، ركّزت على الملف الليبي، بما في ذلك تذليل الإشكالات التي تعيق تنفيذ منطقة حظر الطيران. ومن المتوقع أن تكون أجرت الوزيرة الأميركية محادثات مع ممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي اعترفت به باريس ممثلاً شرعياً للحكم في ليبيا.

وقال مصدر فرنسي مطلع لـ «الحياة» في باريس إن تنفيذ منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا أمامه عقبات لأن ذلك يعني أنه سيشمل كل الأجواء الليبية «الأمر الذي يتطلب تدخل الحلف الاطلسي... وهذا الأمر غير ممكن حالياً».

وتابع أنه في ظل تعذّر تطبيق الحظر الجوي يدرس الغربيون إمكان اللجوء إلى خيار آخر يقضي بـ «مراقبة الأجواء الليبية» مع توجيه ضربات جوية ضد أهداف محددة ومدروسة بعناية.

وتابع المصدر أن فرنسا «تنتظر ما سيقوله مجلس الأمن» في هذا الشأن لمعرفة هل هناك تأييد للحظر الجوي أم لا. واوضح أن مراقبة الأجواء الليبية وتوجيه ضربات محددة يتطلب إمكانات أقل من فرض حظر كامل للطيران فوق ليبيا. ولفت أيضاً إلى أن الجامعة العربية غير موافقة على أن تكون عملية تطبيق الحظر الجوي مهمة يقوم بها حلف «الناتو» بل تريد أن يتم ذلك من خلال مجلس الأمن، وهو أمر يبدو متعذراً حالياً في ظل معارضة الروس والصينيين وربما دول أخرى.

وذكرت وكالة «رويترز»، من جهتها، أن فرنسا تسعى إلى دفع وزراء خارجية الدول الثماني الصناعية الكبرى خلال اجتماعهم في باريس للاتفاق على تحرك بشأن ليبيا ودعم جهودها للإسراع في استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض الحظر الجوي.

وقالت الخارجية الفرنسية إن قضية ليبيا ستكون على رأس جدول أعمال المحادثات التي جرت أمس وستجري اليوم بين الوزيرة كلينتون ووزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا.

ووصفت الولايات المتحدة طلب الجامعة العربية فرض منطقة حظر جوي بأنها «خطوة مهمة»، إلا أنها ما زالت تلتزم الحذر بشأن تأييد تدخل عسكري مباشر.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) في مقابلة مع تلفزيون «أم أس أن بي سي» إن وزاء حلف شمال الأطلسي وافقوا على «أن يواصلوا التخطيط لأي عمل عسكري، بما في ذلك منطقة حظر الطيران» فوق ليبيا. لكن فرض الحظر يعتمد على صدور قرار سياسي بذلك، مؤكداً أن القوات الأميركية تستطيع تنفيذ هذه المهمة إذا صدر لها الأمر.

دبابات القذافي تدخل زوّارة في الغرب وطائراته تغير على أجدابيا في الشرق
الثلاثاء, 15 مارس 2011
 

وجاء هذا الضغط في شرق البلاد، في وقت أفادت مصادر متطابقة أن القوات الموالية للقذافي هاجمت الإثنين مدينة زوّارة (غرب) التي يسيطر عليها الثوار. وقال مصدر قريب من السلطات الليبية طلب عدم كشف اسمه لـ «فرانس برس»: «هناك جيوب مقاومة في زوّارة (120 كلم غرب طرابلس). القوات المسلحة ستطهِّر المدينة».

وقلل المصدر من شأن المعارك، مضيفاً أن «هناك بعض العناصر التخريبية لا تزال تقاوم. وهذا الأمر ليس بالخطير».

وأفاد مصدر في المعارضة أن «كتيبة من صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) تضم حوالى 10 دبابات وسيارات رباعية الدفع مجهزة برشاشات تشن هجوماً على غرب المدينة».

وافادت مصادر ليبية بعد الظهر ان دبابات القذافي دخلت زوارة التي قتل فيها مالا يقل عن اربعة من الثوار. وقبل ذلك قال أحد سكان المدينة ويدعى طاهر في اتصال هاتفي: «نسمع اطلاق نار في شرق المدينة. آمل آلا يصيبوا منازل. إنها مدينة صغيرة ويمكن وقوع مجزرة فيها». ومدينة زوّارة تضم 20 الف نسمة معظمهم من أصول أمازيغية. وينفي القذافي وجود هذه الأقلية الأمازيغية في ليبيا، وهو أكد مراراً انه «لم يعد لهذه القبائل وجود».

وفي ليبيا تمثّل الأقلية الأمازيغية 10 في المئة من السكان وتعيش في الجبال غرب طرابلس، أو مثل الطوارق في جنوب البلاد الصحراوي. وتطالب هذه الأقلية بالاعتراف بهويتها الثقافية واللغوية، وتندد بالتهميش الذي تتعرض له منذ الثورة الليبية في 1969 ووصول القذافي إلى سدة الحكم.

وفي شرق البلاد، حضَّ معارضون للقذافي المجتمع الدولي على فرض حظر طيران فوق ليبيا لمنع الطائرات الحربية التابعة للزعيم الليبي من شن غارات جوية بعدما دفعت هذه الغارات المحتجين إلى التقهقر إلى معقلهم في مدينة بنغازي وخسارتهم بلدات نفطية، مع اضطرارهم إلى الانسحاب شرقاً. وانتقد المحتجون الليبيون الذين تقصفهم الدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة، دولَ الغرب لأنها لم ترد بسرعة حقناً للدماء.

وقال عصام غيرياني، المتحدث باسم «ائتلاف 17 فبراير» في بنغازي لـ «رويترز»، إن المحتجين مرتبكون بشأن عدد الضحايا الذين يجب أن يسقطوا حتى يرى المجتمع الدولي أنه بات يستلزم تقديم المساعدة للمعارضة. وأضاف أن الأمر مشين.

وكان المحتجون قد أحرزوا تقدماً ووصلوا إلى بلدة بن جواد غرباً على بعد 525 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس، قبل أن تشن قوات القذافي هجوماً مضاداً في السادس من آذار (مارس) فطردت المعارضة إلى منطقة تبعد حوالى 150 كيلومتراً عن بلدة البريقة التي لم يتحدد مصيرها حتى اليوم.

وقال إدريس كاديكي، وهو محتج، إن القتال ما زال مستمراً في أجدابيا، وإن قوات المحتجين حاصرت قوات القذافي بعدما نزل بعضهم عن طريق البحر، وهو أسلوب قال محتجون إن القوات الحكومية استخدمته في بلدات ساحلية أخرى. وأضاف أن بعض أفراد قوات القذافي قُتلوا وألقي القبض على آخرين، لكنهم ما زالوا في البريقة. وذكر أن الوضع ما زال خطيراً، وأن القتال مستمر، وأن المحتجين سيضربون بيد من حديد.

وقال محتج ثالث لم يذكر من اسمه سوى ناصر، إن المحتجين انسحبوا من البريقة تحت نيران غارات جوية، ثم دخلت 11 دبابة حكومية البلدة، لكنه أضاف أن المحتجين احتموا بستار الليل لمحاصرة قوات القذافي. وأضاف أن قوات القذافي تقدمت شرقاً، وأنها على بعد 15 كيلومتراً عن البريقة في الشرق. وأوضح أنه إذا اقترب أحد من قوات القذافي، فإنها تطلق النار عليه، وأن المحتجين أسروا 62 منها.

ومنع المحتجون مراسل «رويترز» من الخروج من أجدابيا في اتجاه البريقة لتأكيد الأنباء.

وذكر التلفزيون الرسمي الليبي أمس، أن القوات المسلحة «تعلن إلى جميع العسكريين المغرَّر بهم بأنه سيتم العفو عن كل عسكري يرجع نادماً ويسلّم سلاحه». وكان الكثير من الجنود الليبيين قد انضموا إلى صفوف المحتجين بعيد بدء الاحتجاجات على القذافي في منتصف شباط (فبراير).

وكانت قوات القذافي طردت المحتجين من مينائي السدر وراس لانوف قبل تقدمها إلى البريقة، وهي اعتمدت في ذلك أسلوب قيام الطائرات الحربية بشن غارات تثير الخوف في صفوف المحتجين المتحمسين الذين لا يمتلكون خبرة كبيرة، قبل أن تبدأ القوات البرية التابعة للقذافي في قصف مواقع المحتجين من البحر ثم يتم إنزال الجنود.

وفر سكان البلدات الواحدة تلو الأخرى مع اقتراب قوات القذافي، لكن كل البلدات ذات كثافة سكانية ضئيلة.

وتقدمت قوات القذافي شرقاً أمس بعد البريقة، وشنت غارات جوية جديدة على أجدابيا التي تبعد نحو 140 كيلومتراً جنوب بنغازي. وقال المحتج عبدالقادر حجازي، إن طائرة حلّقت أربع مرات وقصفت أربع مرات. وشاهد مراسل من «رويترز» حفرتين أحدثهما انفجاران جديدان قرب نقطة تفتيش للمحتجين عند المدخل الغربي للبلدة.

لكن أجدابيا لا يعيش فيها عمال مهاجرون تجتذبهم فرص العمل في النفط في بلدات مثل البريقة وراس لانوف والسدر. ويعتبر الكثير من سكان البلدة أجدابيا بلدهم، ويشعرون بالغضب لأن بلدتهم لم تستفد كثيراً من الثروة النفطية الليبية، وقال بعض السكان إن القصف لن يدفعهم للهجرة من البلدة.

وقال إيهاب عبدالرحمن (64 عاماً)، وهو من سكان أجدابيا، إن ليبيا بلد غني لكن سكانه فقراء. وأضاف أن القصف جعل عزيمة المحتجين أقوى.

وعلى الطريق بين أجدابيا وبنغازي، كان العديد من المدنيين صباح الإثنين يفرون من المدينة شرقاً في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والأكياس والفرش.

وهبت عاصفة رملية على المنطقة قبل الظهر. وقال القائد الميداني للثوار اللواء عبدالفتاح يونس الأحد، إن أجدابيا التي تراجع اليها الثوار تحت هجمات القوات الموالية للزعيم الليبي، سيدافعون عن هذه المدينة «الحيوية» و «الإستراتيجية».

وفي بنغازي، ثانية كبرى المدن الليبية على بعد حوالى ألف كلم شرق طرابلس، تحولت الحماسة خلال الاسابيع الاولى من اندلاع الثورة الى اجواء من القلق، فقد انقطعت كل خطوط الهواتف النقالة فيها، وتحولت الأنظار الى الخارج، حتى وان لم تُفْضِ اجتماعات حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي إلى أي قرار ملموس.

مركز أبحاث يدعو إلى دعم عسكري لمعارضي القذافي
الثلاثاء, 15 مارس 2011
لندن - «الحياة»

قدّم مركز «كويليم» لمكافحة التطرف في بريطانيا أمس خمسة مقترحات قال إنها يمكن أن تساعد في حماية الشعب الليبي في مواجهة الهجوم المعاكس الذي تشنه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي ضد المناطق التي سقطت في أيدي الثوار.

وقال المركز في بيان إن الاقتراح الأول هو أن يعلن المجتمع الدولي منطقة حظر طيران فوق ليبيا وأن يقوم بفرضها. وأشار إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل المعارضة دعا إلى مثل هذه الخطوة التي أيدتها الجامعة العربية ودول غربية. لكنه قال إن ذلك ليس سوى الخطوة الأولى قبل تطبيق الحظر الجوي، معتبراً أن مشاركة الدول العربية أو الدول ذات الغالبية المسلمة في مثل هذا الأمر «ضروري» لنجاحه. وتابع أن الحظر الجوي يمكن أن يترافق مع فرض قيود على تحركات الآليات العسكرية الليبية مثل الدبابات والمدفعية والسفن الحربية.

وتابع أن الاقتراح الثاني يتمثّل بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً للحكومة في ليبيا. وقال إن مثل هذا الإجراء يسمح للمجلس بالحصول على الأرصدة الليبية في الخارج إضافة إلى عائدات النفط، كما أنه يجعل من الأسهل اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد نظام العقيد القذافي.

وزاد أن الاقتراح الثالث ينص على تقديم معلومات استخباراتية للمجلس الوطني، الأمر الذي يعزز قدرات المجلس من دون أن يكلّف المجتمع الدولي شيئاً. وتابع أن الاقتراح الرابع يقضي بعرض تعاون عسكري على المجلس، وهذا يقتضي أن يكون المجتمع الدولي مستعداً للقيام بضربات جوية بناء على طلب من المجلس. أما الاقتراح الخامس فيقضي بالتشويش على أجهزة اتصالات العقيد القذافي، الأمر الذي يمنع تواصله مع مناصريه.

 


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,247,935

عدد الزوار: 6,942,038

المتواجدون الآن: 114