توقف الدراسة في جامعة البحرين إثر مواجهات واصابة 14 من الشرطة خلال تفريق اعتصام قرب المرفأ المالي

المنامة - وكالات: جدد ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة, مساء أمس, دعوته الى اجراء حوار وطني, ووعد بأن تتناول المحادثات المطالب الأساسية مثل تعزيز سلطة البرلمان وبأن يطرح أي اتفاق لاستفتاء عام.
وأكد أن الحق في الأمن والسلامة هو فوق كل اعتبار وأن مشروعية المطالبة يجب أن لا تتم على حساب الأمن والاستقرار, مشيراً إلى أنه عندما قام بالدعوة الى التهدئة كان الهدف إفساح المجال للعمل على الحفاظ على الأمن و تحقيق الاستقرار, وليس لترك الأمر لمن يريد المساس بمصالح الآخرين وحقوقهم ومستقبلهم.
وأشار إلى أن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس والبناء على المشروع الاصلاحي الذي أطلقه الملك حمد بن عيسى آل خليفة, مشدداً على أن أمن البحرين وسلامة مواطنيها ووحدتهم الوطنية لم ولن يكونوا محلا للمساومة من قبل أي طرف.
واضاف "خلال الفترة السابقة , عملنا جاهدين على خلق تواصل فعال بين مختلف الأطراف و الفعاليات الوطنية للتعرف على وجهات النظر و الآراء حول الشأن الوطني و ذلك التزاما منا بالبدء في اقامة حوارٍ وطني شامل".
وتابع ولي العهد "إننا قد قمنا بما يمليه علينا الواجب وما زلنا في تواصل مع من يرغب في الحوار مع جميع القوى الفاعلة في المجتمع البحريني بحيث يفتح الباب لعرض كافة القضايا الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, وقد بينا موافقتنا على ما تم طرحه للحوار من مبادئ ومن ضمنها: مجلس نواب كامل الصلاحيات, وحكومة تمثل ارادة الشعب, ودوائر انتخابية عادلة, والتجنيس, ومحاربة الفساد المالي و الاداري, وأملاك الدولة, ومعالجة الاحتقان الطائفي, وغير ذلك من مبادئ ومحاور للحوار.
وأكد ولي العهد ضرورة الاستجابة الفورية للدعوة للحوار لكل من يريد السلم والأمن والاصلاح من أجل تحقيق مستقبل زاهر ومشرق لكافة أبناء البحرين, مؤكداً عدم الممانعة من عرض ما يتم التوافق عليه في الحوار الوطني في استفتاء خاص يعكس كلمة الشعب الموحدة.
من جهة أخرى, ذكرت وكالة الأنباء الرسمية, أمس, أنه "بسبب الاوضاع الراهنة والحوادث المؤسفة التي شهدتها جامعة البحرين تقرر وقف الدراسة وعدم حضور الطلبة للجامعة في حرمها الجامعيين في الصخير ومدينة عيسى حتى إشعار آخر".
وكان التلفزيون البحريني ذكر ان مجموعة من المتجمهرين توجهت نحو حرم جامعة البحرين واقتحمت البوابة الرئيسية, وعمل المحتجون على اثارة الرعب والشغب بين صفوف الطلبة, ومن ثم تصاعدت حدة المواجهات بين المتجمهرين ومجموعات من الطلبة مما استدعى تدخل رجال الأمن من اجل حفظ النظام والحفاظ على سلامة الطلبة والعاملين بالجامعة.
وأضاف ان "مجموعات من المتجمهرين قامت بإتلاف جانب من مرافق جامعة البحرين, وهو ما يتنافى مع الادعاء بسلمية المظاهرات ويتناقض مع الأعراف الدولية بشأن خصوصية التعليم والأماكن التعليمية".
وكانت شرطة مكافحة الشغب فرقت مجموعة من المعارضين تجمعوا بالقرب من منطقة المرفأ المالي, بعد محاولتهم منع الموظفين من الوصول الى اعمالهم في المنطقة, ما ادى الى اصابة 14 شرطياً, تم نقلهم الى المستشفى .
وذكر بيان لوزارة الداخلية "إن مجموعة من المتجمهرين , بلغ عددهم 350 شخصا , قامت في حوالي الساعة 5:45 صباحا , بقطع شارع الملك فيصل , بالوقوف بوسط الطريق بهدف منع الموطنين من الوصول إلى أعمالهم" .
وأضاف انه "في إطار اتخاذ الإجراءات الأمنية الوقائية , قامت قوات حفظ النظام بالتواجد في الموقع , حيث توجهت قوة من مديرية أمن العاصمة وشرطة خدمة المجتمع وشرطة المرور , إلى الموقع لفتح الطريق والتفاوض مع المتجمهرين , إلا أنهم لم يستجيبوا لذلك , حيث قام عدد من المتجمهرين بالاعتداء على أفراد الأمن , الذين لم يكونوا حاملين لأي سلاح .
وأوضح البيان ان العملية " أسفرت عن إصابة 14 من رجال الأمن , أحدهم أصيب بإصابة بليغة بالرأس , كما تعرض آخر للطعن وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج , واضطرت قوات حفظ النظام إلى استخدام عدد من طلقات مسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين.
وأكدت الوزارة على " أن قوات الأمن , سوف تقوم بواجبها في حفظ الأمن والنظام العام , وحماية المواطنين والمقيمين , والممتلكات العامة والخاصة في جميع مناطق المملكة .
وذكر شهود عيان ان عدد أفراد الشرطة , فاق عدد المحتجين , لكن العشرات سارعوا بالتوجه الى المظاهرة بعد انتشار الخبر , فيما حلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة وتوجهت اليها سيارات الاسعاف.
وقال مصرفي غربي , طلب عدم نشر اسمه , ان المحتجين منعوه من دخول مرفأ البحرين المالي , مضيفا " لم يسمحوا لي بالمرور وكانوا عدوانيين جدا. لم تعد سلمية. حان الوقت كي توقف الشرطة هذا " .