تقرير: الحدود بين غزة ومصر... كما تراها حركة "حماس"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 آذار 2011 - 5:22 ص    عدد الزيارات 3207    القسم عربية

        


تقرير: الحدود بين غزة ومصر... كما تراها حركة "حماس"

يتطلع فلسطينيو قطاع غزة هذه الأيام بنظراتٍ تتوزع بين الأمل والترقب، بعد سقوط نظام حسني مبارك بشكل لم يكن متوقعاً لدى المراقبين. نظرة الأمل لدى سكان القطاع المحاصر تتجسد في أن يكون سقوط هذا النظام مقدمة لانفراج –من أوسع الأبواب– بعد أن كان حلقةً أساسية من حلقات الحصار المحكم عليهم، فيما تتبلور نظرة من الترقب حول ما ستؤول إليه الأمور في العلاقة مع مصر، وهل ستنتج ثورة الشباب قيادة مصرية تخفف الحصار عن غزة وترفع المعاناة التي تزداد بإغلاق معبر رفح.

 

ضبط الحدود
 

رغم تمكن الثورة المصرية من اطاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونظامه، إلا أن الحدود مع مصر لم تشهد أية تجاوزات أمنية من الجانب الفلسطيني، حيث نجحت الحكومة الفلسطينية بضبطها بشكل كبير.
وإلى الشرق من الحدود حيث معبر رفح، بدأت البوادر المصرية في فتح المعبر الذي أغلق منذ اليوم الأول للتظاهرات في مصر، فقد دعا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي خلال خطبة "النصر" في ميدان التحرير الجيش المصري للإسراع في فتح معبر رفح، حيث قال "إن معبر رفح الحدودي سيفتح، والجيش المصري الذي خاض الحروب من أجل فلسطين لا يمكن له أن يحاصر إخوانه الفلسطينيين".
وعلى الفور، استجاب الجيش المصري لهذا الطلب وقرر فتح معبر رفح ثلاثة أيام للحالات الإنسانية، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور مع توقعات بفتحه خلال الأسابيع القادمة بشكل طبيعي وكامل.

 

الحالات الإنسانية
 

يلقي إغلاق المعبر تداعيات واسعة على حياة الفلسطينيين، خصوصاً المرضى الحاصلين على تحويلات للعلاج في المستشفيات المصرية، إذ إنه عادة ما يتم تحويل الحالات الحرجة للعلاج خارج القطاع.
من جهته، أكد أسامة البلعاوي مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية أن الوزارة تتابع قضية المرضى الفلسطينيين بقلق شديد، حيث تواصلت مع الجهات المصرية المعنية لحل هذه القضية، مؤكداً أن قرار الجيش المصري بفتح المعبر للحالات الإنسانية خطوة جيدة في الوقت الراهن.
وشدّد على أن وزارة الصحة جهزت الكثير من التحويلات لجمهورية مصر بالتنسيق مع دائرة العلاج في الخارج, موضحاً أن الكثير من المرضى يستعدون للخروج خلال أيام الى جمهورية مصر.

 

كساد الأنفاق
 

ومن الجوانب الأخرى للمعبر المغلق، فإن الأنفاق الحدودية تعيش حالة من الكساد التي لم تشهدها من قبل، فالعمال متذمرون من توقفهم عن العمل، وأصحاب الأنفاق يخشون من استمرار الوضع الراهن, الذي يكبدهم خسارة كبيرة.
"أبو عاهد" مالك أحد الأنفاق الحدودية، أكد أن الأوضاع الأمنية في مصر انعكست بصورة مباشرة على عمل الأنفاق، إذ يخشى المصريون من سرقة البضائع التي يشترونها في مصر، إضافة إلى نقص المواد والسلع بصورة كبيرة في منطقة سيناء، مؤكداً وجود صعوبات جمة أمام نقل البضائع من المدن المصرية الأخرى وإيصالها إلى منطقة الحدود عبر جسر "السلام".
وقال مالك أحد الأنفاق "العمل الآن محدود للغاية، ويقتصر على نقل كميات صغيرة من الوقود والإسمنت والحديد، وهي مواد متوافرة أصلاً في رفح المصرية قبل الأحداث".
ومع كل ذلك، بدا هناك انفراج بسيط على حركة الأنفاق والأزمات في قطاع غزة، فقد عاودت الأنفاق ضخّ كميات كبيرة ومناسبة من المحروقات لقطاع غزة، ما خفّف من الأزمة التي مرّ بها قطاع غزة لمدة ثلاثة أسابيع خلال الثورة المصرية.
وانخفضت تكلفة تهريب البضائع لقطاع غزة عبر الأنفاق في ظل غياب الضباط والأجهزة الأمنية السابقة التي كان مسؤولوها يتلقون مبالغ كبيرة، حتى يغضوا الطرف عن عمليات التهريب ويسمحوا باستمرار عمل الأنفاق. ويقول الفلسطيني "أبو يوسف" إن الوضع سيكون مختلفاً بالنسبة للأنفاق في ظل التعامل الجيد من قبل الجيش المصري الذي يغض الطرف عن الأنفاق، دون تقاضي الرشاوي كما كان يفعل الضباط الأمنيون المصريون.
وتمنى يوسف أن تغيّر مصر سياستها تجاه قطاع غزة بما يسمح بإنهاء الحصار بشكل نهائي، والبدء بدعم قطاع غزة بشكل علني، وفتح معبر رفح بشكل كامل، وخاصة أن الأوضاع في قطاع غزة متردية بسبب الحصار.
وينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة ما ستؤول إليه الأوضاع في مصر، على أمل أن تنعكس الثورة المصرية بشكل إيجابي على القطاعات المختلفة التي تأثرت نتيجة الحصار الذي استمر لعدة سنوات، بعد فوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية والبلدية.
مجلة "فلسطين المسلمة"
 

أحمد عبدالله – غزة     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,142,247

عدد الزوار: 6,756,719

المتواجدون الآن: 113