ليبيا: فشل القوات الجوية والبرية التابعة للقذافي في وقف زحف الثوار إلى سرت وطرابلس

ثوار ليبيا يعدون أنفسهم لحرب طويلة مع نظام القذافي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 آذار 2011 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2895    القسم عربية

        


ثوار ليبيا يعدون أنفسهم لحرب طويلة مع نظام القذافي

وفد إلى مصر لإعادة التجارة > تأهيل مطار بنغازي > مساع لتأمين تصدير النفط > بناء نظام مستقل للاتصالات

 
أحد ثوار ليبيا يحمل رشاشه بالقرب من حطام طائرة اسقطها الثوار في مواجهة قوات القذافي أول من أمس (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بنغازي (ليبيا): عبد الستار حتيتة
يعمل ثوار 17 فبراير (شباط) في ليبيا، من المهندسين والموظفين السابقين في بنغازي والمناطق الشرقية من البلاد، على إعادة بناء هذا الجزء من الدولة في حال طال أمد الصراع المسلح مع حكم العقيد الليبي معمر القذافي، خاصة في مجالات إدارة الموانئ البحرية وتشغيل المطارات وبناء شبكة للاتصالات منفصلة عن شبكة الاتصالات الرئيسية بطرابلس الغرب، إلى جانب تأمين حركة السلع والتجارة واستمرار دورة المال في المصارف والأسواق. وقال المجلس الوطني الانتقالي الذي يرأسه وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل، إن المجلس «ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق البلاد»، وتشكل المجلس الانتقالي في أعقاب ثورة 17 فبراير، ومن بين أهدافه الحالية تنسيق جهود المجالس المحلية للعمل على عودة الحياة المدنية.

ويبدو أن الثوار كانوا يعدون لمرحلة تمرد قد تطول ضد نظام القذافي. ويظهر من المواجهات التي تواصلت أمس على الخطوط الوسطى بين القطاع الشرقي الذي يهيمن عليه الثوار والقطاع الغربي الذي يهيمن عليه القذافي، أن الأيام المقبلة قد تشهد عدة عمليات من الكر والفر لن يحقق فيها أي طرف نصرا حاسما وسريعا على الطرف الآخر. ويسعى الثوار لإقامة شبكة إذاعات واتصالات وتلفزة في إقليم برقة منفصلة تماما عما هو موجود في طرابلس.

وبعد تأمين عملية حشد المتطوعين وضمهم إلى بقايا الجيش الليبي في الشرق المتمرد، بدأت لجان الثوار تعمل لإعادة الحياة إلى طبيعتها فيما المواجهات العسكرية تتواصل على خطوط التماس القريبة من سرت وطرابلس. ودعت ثورة 17 فبراير الليبية مصر أمس إلى فتح الخط التجاري بين البلدين وعدم الاكتفاء بإرسال قوافل المساعدات الغذائية عبر منفذ السلوم البري. وقال موفد الثورة، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة في البلاد، قبيل توجهه أمس إلى السلطات المصرية في منفذ السلوم: «أنا مكلف من ثورة 17 فبراير بالتوجه إلى مصر، ومخاطبة الجانب المصري بألا يتم الاكتفاء بإرسال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية إلى ليبيا، عبر منفذ السلوم البري، وأن يتم فتح الخط التجاري الطبيعي بين البلدين، كما كان الحال قبل يوم 17 الشهر الماضي». وأضاف الموفد بقوله: «يوجد مع التجار الليبيين (في المشرق) أموال ويرغبون في استيراد المواد الغذائية والسلع الضرورية من مصر والدول العربية».

وقام أبناء بنغازي وعدد من المختصين الليبيين بتجهيز مطار بنغازي (بنينة) لإدخاله للعمل خلال أيام. ومن جانبه قال الحاج علي هاشم عضو جمارك إمساعد الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن العمل في منفذ إمساعد الليبي البري المقابل للجانب المصري من الحدود متوقف في الوقت الحالي، رغم أنه المنفذ البري الشرقي الوحيد مع العالم الخارجي، وأشار إلى أن السبب في توقف العمل يرجع لأن أغلب أعضاء الجمارك ينتمون إلى المنطقة الغربية من البلاد والعاصمة طرابلس. وأضاف أن العمل من الممكن أن يعود إلى حالته الطبيعية بداية من الأسبوع المقبل، مشيرا إلى «جهود لتنظيم أنفسنا للعمل، من بين أعضاء الجمارك المقيمين داخل مدينتي إمساعد وطبرق القريبتين من الحدود المصرية الليبية». وأضاف أن «أبناء المناطق القريبة من منفذ إمساعد سيقومون بإدارة العمل في الفترة الحالية إلى حين انتهاء الأزمة وحضور باقي أعضاء الجمارك من بنغازي وطرابلس.

وعن تأثير توقف الحركة التجارية بين البلدين، قال الحاج علي هاشم: «يوجد تأثير سلبي، وآخر إيجابي.. السلبي هو توقف حركة البضائع بين البلدين.. وتوقف استيراد البضائع التي يقوم بها التجار بين مصر وليبيا». وأضاف أن منفذ إمساعد يعتمد على البضائع القادمة من مصر والدول العربية، مثل مواد البناء والمواد الغذائية، قائلا إن «تجار المنطقة الشرقية من ليبيا تضرروا كثير، ونأمل خيرا».

أما عن التأثير الإيجابي، فقال عضو جمارك إمساعد: «دخول كميات كبيرة من المساعدات من إخواننا في مصر». وعن حجم هذه الكميات، أضاف أنه من الصعب في الوقت الحالي تقدير حجم ما دخل إلى ليبيا من مساعدات عبر منفذ السلوم البري.

وعقدت وفود من الثوار اجتماعات مع مسؤولي منافذ تصدير النفط على البحر المتوسط في المنطقة الشرقية، بما فيها ميناء البريقة بالمنطقة الوسطى. وكان آخر هذه الاجتماعات أمس مع مدير ميناء طبرق. وقال صالح فرج المتحدث الإعلامي باسم اللجان المحلية في طبرق: «الميناء دخل الخدمة وهو مؤمن»، متوقعا وصول باخرة مؤن غذائية.. «والميناء النفطي في حالة ممتازة، ويوجد تصدير لكنه ما زال بنصف الطاقة. ويجري دراسة الوضع بالنسبة لجميع العقود النفطية الآجلة للوفاء بها».

ويقول الثوار إنه لا توجد مشكلة في صرف الرواتب في المنطقة الشرقية.. وقال مسؤول في اللجان الشعبية في بنغازي: «الأموال موجودة من قبل ثورة 17 فبراير في المصارف وإذا طال أمد الأزمة فإن المجلس الوطني سيتخذ ما يراه مناسبا بعد التشاور فيما بينه».

وقال فايز الفقيه المسؤول عن لجنة التنظيم في طبرق: «مرحلة التأسيس لانطلاقة ثورة 17 فبراير بدأت قبلها بشهرين». وفايز الفقيه هو نفسه الذي ظهر على شاشات التلفزة وهو يدفع مع شبان آخرين مجسما كبيرا للكتاب الأخضر في ميدان طبرق الرئيسي. وأوضح في مقابلة مع «الشرق الأوسط» في مقر لمصرف زراعي يدير منه الثوار شؤون جانب مهم من المنطقة الشرقية: «في الأيام الثمانية الأولى كان جل جهدنا ينصب على دعم وإمداد إخواننا الثوار في البيضاء وبنغازي وإجدابيا وإرسال المتطوعين والعسكريين السابقين.. والآن نعيد تنظيم شؤون الحياة هنا».

وبالنسبة لتوفر العملات يقول الثوار إنه في حالة اضطرارهم لتوفير سيولة فإن هذا ممكن لأنه توجد جهتان لإصدار العملة معترف بهما؛ واحدة في طرابلس تحت سيطرة القذافي في باب العزيزية، وأخرى في البيضاء موجودة في المصرف التجاري، ولم يتم اللجوء إلى استخدامها بعد.

ليبيا: فشل القوات الجوية والبرية التابعة للقذافي في وقف زحف الثوار إلى سرت وطرابلس

صمود مدينتي مصراتة والزاوية على الرغم من ضربات كتائب أبناء العقيد والمرتزقة والعمليات الخاصة

 
بطارية صواريخ متعددة الرؤوس استخدمها معارضو القذافي للدفاع عن بن جواد غرب ليبيا أمس (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بنغازي (ليبيا): عبد الستار حتيتة
فشلت القوات الجوية والبرية للعقيد معمر القذافي في وقف زحف الثوار المطالبين بإسقاط حكمه، باتجاه آخر معاقله الرئيسية في سرت وطرابلس، وسقطت أربع طائرات جديدة أمس، ليصل عدد الطائرات الحربية والمروحية التي أسقطها الثوار إلى نحو عشر طائرات منذ بدأت العمليات المسلحة بين الجانبين قبل نحو أسبوعين، وأسر الثوار العشرات من قوات القذافي، بينما أظهرت مدينتا مصراتة والزاوية، في شرق العاصمة الليبية وغربها، صمودا غير مسبوق، رغم ضربات جيش أبناء العقيد القذافي والمرتزقة والعمليات الخاصة، بلا هوادة للبشر والشجر والمستشفيات والمباني السكنية، منذ فجر أول من أمس حتى مساء أمس. وتزامن ذلك مع عمليات حربية مستمرة ضد سيل الثوار المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتقدم باتجاه الغرب، حيث تم توجيه ضربات سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من الثوار.

وجاءت الموجة الثانية من هجوم قوات القذافي الشامل بعد ظهر أمس، وذلك بالتزامن مع إعلان التلفزيون الرسمي الليبي، أن قوات القذافي تمكنت من استعادة مدينتي مصراتة والزاوية، وهو ما لم يتحقق وفقا لسير المعارك حتى الليلة الماضية.

وقال شهود عيان أمس إن الكتائب الأمنية التابعة لكل من خميس ومحمد نجلي القذافي دكت مصراتة بالمدفعية بعد أن اتخذت من المدخل الغربي مرتكزا لها، لكن الثوار استدرجوا عددا من الدبابات والآليات إلى وسط المدينة، وردوا عليها الهجوم، إلا إن قوات القذافي عادت مرة أخرى بمدد من ناحية مواقع عسكرية متمركزة على الطرق المؤدية إلى بني وليد وزليتن، وأضافت المصادر أن القوات ردت على أعقابها قبل أن تأتي بمدد من جهة المطار الحربي القديم، وتعاود الهجوم مرة أخرى على المدينة في محاولة لتحرير أسرى كتيبة خميس الذين كان من بينهم عدد من الضباط والجنود. وأوضح محمد جمعة، الناشط السياسي في ثورة 17 فبراير، أن الثوار «يرابطون هنا. وسيدافعون عن المدينة حتى آخر فرد. إما الموت أو الشهادة. الآن توجد عملية كر وفر. وبعد نحو ساعتين من صد الهجوم الأول الذي بدأ في الصباح على مصراتة، عادت قوات من كتيبة خميس القذافي، تحت غطاء من المروحيات العسكرية، من ناحية الطريق الساحلي القديم المؤدي إلى مدينة زليتن. وألقت المروحيات منشورات تتضمن تحذيرات لسكان المدينة، وطلبت من الموجودين الاستسلام، ودعت الناس إلى مقاومة من تسميهم «المخربين والإرهابيين»، لكن الثوار ردوا عليها بإطلاق النار في اتجاهها.

وبعدها جرت مواجهات طاحنة نتج عنها انهيار أجزاء من مستشفى مصراتة وتصدع بنايات سكنية وخدماتية في شارع طرابلس بمصراتة، وسقط فيها قتلى وجرحى وتهدمت فيها جدران مبان سكنية بمدينة مصراتة بفعل قذائف الدبابات والمروحيات، وتمكن الثوار من طرد المهاجمين بعد عصر أمس، وبلغ عدد أسرى يوم أمس خمسة عشر جنديا على الأقل، وإعطاب دبابتين وأربع آليات عسكرية، ويعتقد أنها من كتيبة حمزة، التي يقول الثوار إنها تضم في صفوفها عددا من المرتزقة.

وقال جمعة في وقت لاحق أمس: نحن الآن لا نسيطر على المدينة فقط، بل على جميع الامتدادات الشرقية منها التي تصل لعدة كيلومترات. لا أحد من قوات القذافي في هذه الناحية.

وأضاف محمد الحويسي من الثوار بمصراتة، إن مصراتة ومدينة الزاوية الواقعة غرب طرابلس، توجدان تحت سيطرة الثوار. وأضاف: لكن مصراتة جاءتها مؤن، وهي أفضل حالا من الزاوية.

وزاد قائلا: «تردنا أنباء بأن كتائب الخويلدي الحميدي وأبناء القذافي ما زالت تحاصر الزاوية. الزاوية ما زالت محاصرة».

وتلقت مصراتة أكبر عمليات هجومية من رجال القذافي ولم تتفوق عليها في تلقي الضربات من الدبابات والطائرات إلا مدينة الزاوية، التي تكرر عليها الهجوم لليوم الثالث على التوالي بلا انقطاع.

وشاركت طائرات حربية في قصف ميدان الزاوية الذي يتحصن فيه الثوار ويمنعون الدبابات التابعة لفروع من فروع كتائب الخويلدي وخميس من الاقتراب من هذا الميدان الذي يقول شهود عيان إن قذائف الطائرات والمدفعية من عيار 18.5 أطاحت بجدران الكثير من مبانيه بشكل هستيري يعبر عن نفاد صبر القوات المهاجمة، على ما يبدو. وقال الصحافي علي زويدة «قوات خميس فشلت في السيطرة على المدينة. منذ ساعات الفجر تمت مهاجمة الثوار بنحو 30 دبابة واستعملوا المدفعية الثقيلة وتسلل عشرات القناصة وقتلوا كل من كان يتحرك في طريقهم وهم يفتحون الطريق للدبابات وحاملات الجنود متجهين إلى الميدان».

وقال أهالي بالزاوية إنه تم قطع الاتصالات بالهواتف الجوالة وقطع الكهرباء لليوم الثاني، وأن عدد القتلى والجرحى أمس بالعشرات، وأن حصيلة ضحايا يوم السبت وصلت إلى نحو 35 قتيلا ونحو 70 جريحا، وأن العدد في تزايد بسبب فداحة الهجوم ووقوع عمليات للإعدام في الشوارع لمن يتم القبض عليه من الثوار ومن أهالي المدينة.

وحسب روايات شهود عيان، تمكن الثوار في المرحلة الثانية من مواجهات أمس التي جرت بعد الظهر من نصب الشرك لقوات خميس القذافي، عندما تركت طلائعها تتوغل داخل المدينة في اتجاه الميدان الرئيسي، وهو ما أغرى باقي القوات من العربات الحاملة للجنود بالتقدم أكثر ونزول عدد من القناصة إلى الشوارع، في اتجاه الميدان، للقضاء على الثوار، إلا إن الثوار أحكموا القبضة عليهم من عدة اتجاهات من خلال الشوارع المحيطة والطرق الالتفافية التي يعرفونها جيدا، خاصة من ناحية المصرف والفندق، ومن الطريق البحري. وقال الشهود إن عملية الثوار أمس أصابت كتيبة خميس بالصدمة، وأسفرت عن تحطيم ما لا يقل عن عشرين عربة عسكرية وأربع دبابات، وسقوط نحو خمسين قتيلا من الجانبين، وأسر خمسة من قوات نجل القذافي، وفرار باقي قواته إلى خارج المدينة.

وفي ما يتعلق بالزحف الذي يقوم به الثوار في اتجاه مدينة سرت، قالت القيادات المتقدمة على الجبهة في التقارير التي تلقتها الغرفة المركزية لتلقي المعلومات في بنغازي، إن الثوار يسيطرون الآن على بلدة النوفلية على الرغم من تعرض المجموعات المتقدمة للقصف بالطائرات الحربية، منها طائرات «سوخوي»، خاصة في منطقة بن جواد التي تركت فيها قوات القذافي عدة مجموعات من المرتزقة دخلت في مناوشات لتأخير تقدم الثوار، مما أدى لمقتل ثلاثة ثوار، وإصابة عدد آخر في كمين من قوات القذافي، وقصف طائرات مناطق العقيلة والبريقة. وشاركت اللجان الثورية والحرس الثوري والحرس الخاص في عدة اشتباكات على طول الجبهة الشمالية الوسطى. ولم يتسن الحصول على تفاصيل ذلك جراء ضعف الاتصالات والتكتم الإعلامي، لكن أسر عدد من قيادات اللجان الثورية في تلك الجبهة القريبة من مدينة سرت يؤشر إلى وجود مفاوضات، حسب مصادر الثوار، من أجل دخول سرت دون قتال.

وقال مصدر في الجبهة المتقدمة: «إذا نجحت الاتصالات قد ندخل سرت خلال يوم أو يومين».

وأشارت المعلومات إلى قيام الثوار أمس بإسقاط خمس طائرات على الأقل، منها ثلاث طائرات مروحية وطائرتان حربيتان يقودهما اثنان غير ليبيين، لكن لم يتسن التأكد من جنسية الطيارين اللذين أسرهما الثوار، بعد أن تردد أنهما سوريان. وقالت مصادر أخرى إن طائرة «سوخوي» وقعت في البحر، ولم يتم التأكد مما إذا كانت هي نفس الطائرة التي أشارت إليها «الشرق الأوسط» في تقرير نشرته أمس أم أنها طائرة جديدة، وقالت المعلومات إن الطائرة من نوع «سوخوي إم كيه 24». وبحلول ظهر أمس تأكد اقتراب قوات الثوار إلى مناطق ما بعد منطقة رأس لانوف، مقتربة من الوادي الأحمر في اتجاه سرت، وقال شهود عيان إن الثوار اشتبكوا هناك مع قوات يقودها الساعدي نجل القذافي، وأن عددا من القتلى والجرحى سقطوا من الجانبين.

وأيقظ رجال اللجان الثورية والموالون للقذافي الأهالي فجر أمس في عدة ضواحي سكنية في طرابلس الغرب، بإطلاق النار وأبواق السيارات. معلنين في مكبرات الصوت أن قوات القذافي استعادت المدن الشرقية من البريقة إلى طبرق، بينما كان التلفزيون الليبي يذيع نفس الأنباء، وهو ما لم تكن له أي علاقة بالواقع في المدن الشرقية ما عدا المحاولات المستميتة لإخضاع مصراتة، وعمليات قصف للبريقة والعقيلة وغيرهما. وقال الثوار إن ترديد تلك الشائعات عن عودة نظام القذافي للسيطرة على بعض المدن المحررة علامة من علامات إفلاس النظام، ومحاولة لبث الفرقة بين الثوار، وقال مسؤول في بنغازي: «لا أساس من الصحة لهذه الشائعات». وقال شهود عيان في المدن الشرقية، ومنها طبرق والبيضاء إن الثوار يسيطرون على مداخل ومخارج تلك المدن، والحياة فيها تمضي بشكل طبيعي، ولا وجود لقوت القذافي أو موالين له.

وفي وقت لاحق من يوم أمس تحدثت مصادر من العاصمة الليبية طرابلس عن استمرار حالة الاحتقان بين القيادات الموالية للقذافي الموجودة في باب العزيزية، مقر إقامة العقيد، وأنه «يبدو أن البعض يريد أن يبتعد عن القذافي وأبنائه، ويبدو أن هذا أمر لم يعد مسموحا به». مشيرا إلى أن إطلاق النار الذي عم مدينة طرابلس أمس ربما كان يهدف إلى التغطية على إطلاق نار بين أنصار القذافي داخل باب العزيزية نفسه، والذي يقع على مساحة كبيرة من العاصمة، ويضم مباني سكنية وطرقا وساحات، وتلفه عدة أسوار وتحيط به الحراسات والدبابات من كل مكان، إلا إن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم نفى وجود قتال في طرابلس. مشيرا إلى أن أصوات ضرب النار ما هي إلا «ألعاب نارية احتفالية وأن الناس موجودون في الشوارع يرقصون في الميدان».

ومن جانب آخر، قال قائد عسكري في بنغازي إن عدد القتلى في انفجار مخازن الذخيرة والمتفجرات في معسكر وادي القطارة، في معسكر الرجمة قرب بنغازي، يزيد على 45، وأن عدد الجرحى لا يقل عن 150، وهو مرشح للزيادة. وأضاف أن المخازن تعرضت لقصف من طائرات حربية، وأن مخازن أخرى تم ضربها أمس غرب أجدابيا وجنوب البريقة، لمنع الثوار من التزود بها في حربهم ضد نظام القذافي.

ثوار ليبيا يطلقون سراح فريق من القوات الخاصة ودبلوماسيين بريطانيين

أكدوا رفضهم التحادث معهم لدخولهم البلاد بطريقة غير رسمية.. أنباء عن احتجاز فرنسيين في بنغازي

 
جانب من مراسم تشييع جثمان أحد الثوار الليبيين في اجدابيا حيث يرفع علم الثوار في الجنازة أمس (إ.ب.أ)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القاهرة: خالد محمود لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت بريطانيا أمس إطلاق سراح جنود بريطانيين من القوات الخاصة ودبلوماسيين، كانوا محتجزين لدى المعارضة الليبية في بنغازي بشرق ليبيا، فيما أعلنت المعارضة الليبية أمس أنها «رفضت» التحادث مع الفريق البريطاني لأنهم دخلوا البلاد بشكل غير شرعي.

وغادر الفريق البريطاني، وهم مجموعة من جنود القوات الخاصة يرافقون دبلوماسيين، مدينة بنغازي أمس على متن الفرقاطة البحرية الملكية، كمبرلاند، بعد إطلاق سراحهم. وقالت مصادر لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الفريق المؤلف من 6 أفراد من القوات الخاصة، ومعهم دبلوماسيون كانوا في مهمة سرية للاتصال بقادة المعارضة، وتم احتجازهم صباح الجمعة الماضي.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي عبد الحفيظ غوقة: «رفضنا التحدث معهم بسبب طريقة دخولهم إلى البلاد». وكان هذا المجلس أعلن نفسه المتحدث الوحيد باسم المعارضة الليبية. وتابع المتحدث «لا نعرف طبيعة مهمتهم». وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هايغ: «بإمكاني تأكيد أن الفريق الدبلوماسي البريطاني الصغير كان موجودا في بنغازي. ذهب الفريق إلى ليبيا لبدء الاتصالات مع المعارضة. وقد عانى أفراده من صعوبات تم الآن التغلب عليها بشكل مرض. وهم غادروا ليبيا الآن». وأكد هايغ عزم بلاده على إرسال فريق آخر بالتنسيق مع المعارضة لتعزيز الحوار حينما يحين الوقت الملائم، قائلا إن مساعينا الدبلوماسية هذه هي جزء مما نقوم به بخصوص ليبيا بما في ذلك الدعم الإنساني القائم حاليا». وكرر هايغ من جديد طلبه للزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي، وأكد عزم بلاده العمل مع المجموعة الدولية لدعم المطامح المشروعة للشعب الليبي. واحتجزت المعارضة المسلحة الليبية الفريق لدى دخوله المدينة بطائرة هليكوبتر بطريقة غير رسمية. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت في عددها أول من أمس نقلا عن مصادر ليبية مطلعة أن فريقا بريطانيا من القوات الخاصة تم احتجازه في بنغازي. وقال مصدر في بنغازي الواقعة تحت سيطرة المحتجين: «المعارضون احتجزوا أفرادا من القوات الخاصة البريطانية. لم يتمكنوا من تأكيد ما إذا كانوا أصدقاء أم أعداء. من أجل سلامتنا احتجزناهم ونتوقع أن تحل هذه المسألة قريبا. هم بخير وفي أيد أمينة. لا نعلم لماذا لم تتصل الحكومة البريطانية أولا أو توضح هدف المهمة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المجموعة البريطانية كانت تنوي التفاوض من أجل فتح مكتب اتصال لبريطانيا مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يترأسه وزير العدل السابق المستشار مصطفى عبد الجليل. وقال عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني لدى الجامعة العربية إنه تلقى أمس اتصالا هاتفيا من السفير البريطاني لدى ليبيا والموجود حاليا في لندن بخصوص المجموعة البريطانية التي دخلت إلى بنغازي، لتوضيح مهمة الوفد وأنه كان مكلفا بإجراء محادثات رسمية مع أعضاء المجلس الوطني.

وأضاف الهوني: «حدث لبس ما، هذه المجموعة التي تتكون من دبلوماسيين ومجموعة من عناصر الأمن كان من المفترض أن تسعى لفتح مكتب دبلوماسي أو اتصال بالمجلس الوطني، بناء على اتصالات أجرتها وزارة الخارجية البريطانية مع مجموعة من الليبيين المقيمين بالخارج». وتابع: «بعد اتصالات قالوا لهم مرحبا، لكن اتضح أن الاتصالات لم تكن مع الأشخاص المعنيين والمسؤولين»، لافتا إلى أن المجلس اعتبر أنهم لم يحصلوا على إذن بالدخول وبالتالي فدخولهم غير مشروع مما استتبع توقيفهم وإخضاعهم للتحقيق، حيث تبين أن بحوزتهم وسائل اتصال عادية مرتبطة بالأقمار الصناعية وأن هدفهم هو إنشاء مكتب اتصال يمثل الحكومة البريطانية.

وأبلغ الهوني «الشرق الأوسط» أنه أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع المستشار عبد الجليل رئيس المجلس لتوضيح مهمة الوفد وأنه دخل الأراضي الليبية بحسن نية وبقصد المساعدة. وأكد الهوني أن رئيس المجلس الوطني وعد بإعادة النظر في الموضوع وأنه سيتم الإفراج عن هذه المجموعة اليوم (أمس) أو الغد (اليوم).

وقالت وكالة أنباء التضامن الليبية الخاصة في بيان لـ«الشرق الأوسط» نقلا عن شاهد عيان أن المكان الذي تم فيه القبض على الجنود البريطانيين من القوات الخاصة هو منطقة المقزحة بالقرب من وادي القطارة، التي تبعد حوالي 10 كيلومترات من مطار بنغازي (بنينة) الدولي.

وكان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قد أكد أمس معلومات «الشرق الأوسط» حول المجموعة، معلنا أن لدى بريطانيا فريقا دبلوماسيا صغيرا في مدينة بنغازي إلا أنه رفض التعليق على تقرير بأن محتجين ليبيين احتجزوا وحدة للقوات الخاصة البريطانية هناك. وتابع لهيئة الإذاعة البريطانية: «يمكنني تأكيد وجود فريق دبلوماسي بريطاني صغير في بنغازي. نحن على اتصال به ولكن من غير اللائق بالنسبة لي أن أعلق بما هو أكثر من ذلك».

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر مقربة من المجلس الوطني الانتقالي لـ«الشرق الأوسط» عن احتجاز وفد فرنسي لساعات، أول من أمس، قالت إنه وصل إلى بنغازي عبر القاهرة برا وادعى أنه يسعى للقاء مسؤولين من المجلس الوطني بتكليف رسمي من الحكومة الفرنسية التي أعلنت اعترافها بالمجلس ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وأوضحت المصادر أن الوفد المكون من شخصين قالت إن اسميهما الأولين هما برنارد وهيرزغ ودخلا ليبيا عبر الأراضي المصرية وطلبا عقد لقاءات مع مسؤولين بالمجلس الوطني وأعلنا أنهما مكلفان بفتح مكتب اتصال دبلوماسي لفرنسا في بنغازي، مشيرة إلى أنه وبالنظر لعدم وجود اتصال سابق للتعريف بهما لم يتم التعامل معهما بشكل رسمي. وأجرى قياديون في المجلس عدة اتصالات هاتفية مع بعض الليبيين المقيمين في العاصمة الفرنسية باريس للتحقق من هوية الشخصين، لكن لم ترد أية ردود شافية تؤكد أن وجودهما له علاقة بالجهات الرسمية في فرنسا. وقالت المصادر إن المجلس طلب من الشخصين مغادرة بنغازي على الفور والعودة بتكليف رسمي صادر عن الحكومة الفرنسية يؤكد أنهما يمثلاها لإجراء اتصالات مع المجلس الوطني.

ويمثل التهافت الغربي الملحوظ على فتح قنوات حوار واتصال مع المجلس الوطني المناوئ للقذافي، اعترفا ضمنيا بأن القذافي لا يبسط كامل سيطرته على الأراضي الليبية وأنه فقد جانبا كبيرا منها في الأسابيع الماضية لصالح المطالبين بتخليه عن السلطة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عضوي المجلس الوطني علي العيساوي ومحمود جبريل المسؤولين عن شؤون العلاقات الخارجية بالمجلس قد غادر أحدهما أمس بنغازي في طريقهما إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لإجراء اتصالات مع دول الاتحاد الأوروبي ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي لتقديم طلب رسمي بالحصول على اعتراف المجموعة الأوروبية بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب الليبي وحثها على قطع كافة علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع نظام القذافي. ومن المقرر أن يصل الوفد نفسه إلى القاهرة في وقت لاحق للغرض نفسه لإجراء اتصالات مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ومع سفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين بالقاهرة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة حاليا في مصر بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وبدأ المجلس الوطني الذي يترأسه المستشار عبد الجليل في مباشرة أعماله واختصاصاته على واقع الأوضاع في ليبيا وإعطاء التعليمات لتيسير الحياة للمواطنين الليبيين، فيما بدأ المجلس العسكري يعيد ترتيب أوضاعه وحصر احتياجاته وإمكانياته.

من جهته، أعلن اتحاد يهود ليبيا في بيان له تضامنه «مع أهلنا وإخوتنا في ليبيا ونتقدم إليهم بأحر التعازي بسبب الضحايا الذين قتلوا بأيدي ميليشيات ومرتزقة النظام». ولفت البيان إلى أن «الذين قتلوا من أولئك الضحايا هم شهداء في سبيل الوطن والحرية».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,800,845

عدد الزوار: 6,915,689

المتواجدون الآن: 75