تقرير / إجراءات إصلاحية حكومية تستهدف الشباب... ومعركة شرسة على «فيسبوك»

«دي برس»: تقاريرنا تسخّر وتحوّر للهجوم على سورية

تاريخ الإضافة السبت 5 آذار 2011 - 5:34 ص    عدد الزيارات 2647    القسم عربية

        


 دمشق - من جانبلات شكاي

يبدو أن ساحة «فيسبوك» تحولت إلى حلبة مواجهة مع السلطات السورية في معركة تحركها بحسب الانطباع المحلي «أياد خارجية تحاول زرع الفوضى داخل البلاد»، من دون أن ينفي ذلك وجود مشاركات فيها من داخل البلاد.
وانتقلت العدوى إلى المواقع الإلكترونية، ليتم تسخير أخبار وتقارير المحلية منها بعد تحويرها، في تشكيل تصور يظهر البلاد وكأنها تعاني من الفوضى وتجتاح مدنها التظاهرات بسبب الفقر المدقع، وتقديم النظام الذي لطالما تغنى بأنه يستمد شرعيته من الشعب، على أنه بات يعاني من أزمة ثقة من هذا الشعب.
وفي مقابل هذه «الهجمة الشرسة» تجتهد الحكومة في سياسات قد تحسن الوضع المعيشي للمواطنين، وتركز نشاطها على أحزمة الفقر والفئات الشابة، التي كانت المحرك الرئيس للثورات في مصر وتونس.
وفي هذا السياق و«ضمن التوجه الرسمي للتركيز على الطاقات الشبابية وتحسين أوضاعها، كشف وزير التعليم العالي غياث بركات أنه تمت الموافقة على زيادة مخصصات هيئة التسليف الطلابي من 25 مليون ليرة إلى 600 مليون ليرة سيتم توزيعها في إطار القروض والإعانات الطلابية».
وأوضح بركات في خبر أبرزته صحيفة «الوطن» أول من أمس أن «الزيادة الحاصلة في المخصصات تهدف إلى زيادة أعداد الطلاب المستفيدين من هذه القروض والأنشطة التسليفية، متوقعاً أن يستفيد 10 آلاف طالب من قروض تمويل شراء الحواسيب على مدى سنتين».
وتقدم هيئة التسليف الطلابي قروضا صغيرة تساعد الطلاب على استكمال دراساتهم الجامعية على أن يتم تسديدها بعد التخرج.

ولم يتحدث الخبر الذي نشرته أيضا وكالة الأنباء السورية «سانا» عن آلية تأمين هذه الزيادة التي وصلت إلى 24 ضعفا، وذلك رغم مواصلة الحكومة السورية الإعلان عن عدم توفر السيولة المالية عند المطالبة بزيادة أجور ورواتب أكثر من مليونين ونصف المليون عامل في القطاع العام، باستثناء الجيش والأجهزة الأمنية.
وجاءت زيادة القروض الطلابية بعد يوم واحد من طرح الحكومة لمشروع تشغيل الخريجين الجامعيين في كل الاختصاصات وخريجي المعاهد المتوسطة.
وأوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحج عارف، أن المشروع يستهدف الفئة العمرية التي لا تتجاوز 30 سنة، وهي الشريحة العمرية التي تتركز فيها النسبة الأكبر من البطالة، بحسب الحج عارف، التي أوضحت أن المشروع ستديره الحكومة وسيكون التشغيل فيه وفق الاحتياج وفوق الملاكات الموجودة بغض النظر عن الشواغر.
وتحركت المؤسسة العسكرية من جهتها لاستيعاب الخريجين الجامعيين فتم الإعلان أخيرا عن فتح باب التطوع في عدد كبير من الاختصاصات الجامعية ضمن صفوف الجيش والقوات المسلحة بصفة ضباط عاملين.
كما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أنه «بدأت أول من أمس عملية توزيع 15 ألف سلة غذائية مجانية في محافظة الحسكة، تحوي مواد غذائية وتموينة مختلفة للقرى المتضررة من الجفاف.
كما نقلت «سانا» عن محافظ الحسكة معذى نجيب قوله إنه قد بدأ تسيير شاحنات محملة بالمواد الغذائية وبيعها بأسعار التكلفة لتخفيف الأعباء المالية وعناء التنقل التي يتحملها قاطنو القرى المتضررة من الجفاف.
ولطالما اعتبرت الحسكة (اقصى الشمال الشرقي) سلة الغذاء لسورية، وهي المحافظة التي يعيش فيها أكثرية أكراد سورية وتعرضت السنوات الماضية إلى موجات جفاف دفعت بأعداد كبيرة من سكانها إلى الهجرة نحو دمشق وحلب.
واعترف رئيس هيئة تخطيط الدولة عامر حسني لطفي في تصريحات نشرت له أمس إلى وجود تفاوت تنموي بين المحافظات السورية وقال إن إزالة هذا التفاوت أو التخفيف من حدته يحتاج إلى إنفاق حكومي كبير في مجال البنى التحتية.
الإجراءات الحكومية السابقة وغيرها الكثير مما صدر أخيرا، لم تظهر نتائجها بعد ولم تؤثر بشكل جوهري على حالة الفقر التي تعاني منها فئات اجتماعية سورية عريضة، وهي النتيجة التي تجلت بوضوح بعد تجمع مئات من النسوة أمام مؤسسة البريد المركزي بدمشق الاثنين الماضي بعد انتشار شائعة من أن الحكومة ستقدم منحة إلى النساء بقيمة خمسة آلاف ليرة، أي ما يعادل نحو 1.6 دولار، بمناسبة عيد الأم.
وارتفع عدد النساء القادمات من ضواحي دمشق وهن يحملن صورا عن بطاقاتهم الشخصية لدرجة أدت إلى حالة من الاختناق المروري شل تقريبا قلب العاصمة السورية.
وتناولت وسائل الإعلام السورية الرسمية والخاصة الخبر، ملمحة إلى وجود جهات مشبوهة وراء نشر هذه الشائعة بهدف ضرب الاستقرار داخل البلاد.
ووصفت صحيفة «الوطن» الشائعة بـ«كذبة مشبوهة» وقالت: «في أسلوب جديد لترويج الشائعات وحمل الناس على التجمع والتجمهر بغية إظهار صورة احتجاجات للعالم في المدن السورية، أشيع في مناطق مختلفة من دمشق عن توزيع منحة (عيدية بمناسبة عيد الأم) ما أدى إلى تجمع النسوة لتسلم الهدايا الموعودة من مركز بريد الحجاز».
ونقلت «الوطن» عن مصدر مسؤول قوله «إن ما حصل دليل على أن هناك من يرغب في بث صورة تجمهر داخل العاصمة، وما أكد ذلك وجود عدد من المصورين في المكان المحدد، علماً أن أحداً لم يبلغ عن مكان توزيع المنحة الإشاعة المزعومة».
وغطى الخبر ذاته معظم المواقع الإلكترونية السورية ونشر «دي برس» تقرير فيديو عن التجمع في موقعه، إضافة إلى نص مكتوب نقلت فيه عن احدى الحاضرات أن «العديد من النساء أكدنّ قطعهنّ إيصالا لقاء مئة ليرة سورية، على أن يتم توزيع المنحة في يوم الخامس عشر من مارس» الجاري وهو اليوم الذي يتصادف مع موعد دعوة جديدة ليوم غضب سوري يتم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي إطار التعليقات التي نشرها الموقع على الخبر مناشدات للحذر من الدعوات المشبوهة التي تريد إدخال البلاد في حالة الفوضى، إضافة إلى مطالب من الرئيس السوري بشار الأسد لتوظيف جميع خريجي الجامعات السورية.
ومن التعليقات اللافتة ما قاله المدعو علي: «تمنيت أن يضع أحدهم اليد على الجرح، فنحن يد واحدة ضد المساس بأمن البلد، لكن مكافحة للفقر والبطالة والفساد ليست بالأمر المستحيل، فكل مسؤول معروف ما كان معه قبل منصبه وبعد توليه المنصب، فلا تلوموا الناس الذين تجمعوا فالقرارات الاقتصادية في السنوات الأخيرة أفقرت البلاد والعباد والشمس لا تغطى فقط بالكلام الوطني والتغني به».
بدوره كتب جلال معلقا: إن «المناطق العشوائية تشكل تهديدا كبيرا لاستقرار البلد فهم أناس تركوا قراهم ومزارعهم وهاجروا إلى المدينة وبنوا مساكن مخالفة في أطرافها وعلى أملاك الدولة وهم يسرقون الكهرباء والماء وهؤلاء يعيشون في فقر وعددهم في تزايد وليس عندهم شيء يخسرونه»، على حين كتب محمد: «أعتقد أن حبنا لسورية لا ينفي أن الحالة المعيشية زفت لدى الأغلب والموضوع ما بدو إشاعة».
واعتبر رئيس تحرير «دي برس» فراس عدرا أن ما نشر على الموقع «يعبر عن حالة عالية من الانتقاد للوضع الداخلي وهو أمر لا مشكلة فيه حتى مع السلطات الرقابية، ولكن القضية التي نأسف لها أن تقرير الفيديو الذي نشرناه تم تداوله من قبل مئات الصفحات على «فيسبوك» بشكل محرف وتحت عنوان أن هناك تظاهرات غضب حاشدة تجتاح دمشق».
وأوضح عدرا لـ«الراي» إن «تقاريرنا باتت تُسخر وتُحور للهجوم على سورية، والمشكلة الأكبر هي في وجود جهات تحاول الإساءة لعملنا وتحرفه عن أهدافه، فموقعنا ومنذ سنتين تقريبا وحتى الآن نشر نحو 300 من أفلام الفيديو عن الأوضاع الداخلية في سورية، وبعضها كان ينتقد السياسات الحكومية تجاه قضايا معينة مثل التعامل مع مخيمات النازحين من المناطق الشمالية الشرقية إلى دمشق بسبب الجفاف، وتجمع الحسينية في ريف دمشق، وأخيرا تجمع النسوة أمام البريد المركزي».
وتابع: «إن البعض يعيد نشر تقاريرنا على «فيسبوك» ويستغلها بعد أن يقدّم لها بشكل يحرفها عن هدفها الأساس لشن حملة على النظام وحتى على الرئيس الأسد، دون أي مراعاة لحقوق الملكية الفكرية وسوء الاستخدام، ونحن لا نستطيع سوى أن نرسل تقارير بهذه الإساءات إلى موقع «فيسبوك» الذي إلى الآن لم يحرك ساكنا تجاه هذه الصفحات المسيئة لعملنا».
وشدد عدرا على أن موقعه «سيواصل العمل وفق أسلوبه النقدي رغم أن الاستخدامات السيئة لتقاريره وتقارير المواقع الإلكترونية السورية الأخرى قد تدفع إلى تضييق السلطات على حرية العمل الصحافي في سورية».
وأصدر «دي برس» بيانا صحافيا بسبب ما يتعرض له، تلقت «الراي» نسخة منه ومما جاء فيه: «إن الموقع يتبرأ من جميع ما نقل عنه من عبارات وشعارات حاولت تسخير مواده الإعلامية بما يهدف أغراضها غير الوطنية، وخاصة بمحاولة توظيف هذه المواد لرفع شعارات نذكر منها مقتبسين (تلك حالة الفقر التي يريدها النظام الثورة) أو وضع عنوان (مظاهرة غضب) على حشد النسوة، والعمل على توظيف هذه المواد المحرفة لدعوات أثبت المواطن السوري في الأيام القليلة الماضية مدى الوعي الذي يتمتع به وتمسكه بالشرعية الدستورية التي ارتضاها الشعب السوري».


10 آلاف عادوا بحرا وجوا من ليبيا

«الوطن» تتهم أمن القذافي
باعتقال أعداد كبيرة من السوريين

دمشق - «الراي»:
كشفت صحيفة «الوطن» السورية أن أجهزة الأمن الليبية التابعة للزعيم معمر القذافي اعتقلت عدداً كبيراً من السوريين بتهم «التحريض على الثورة» وذلك مع مواطنين من جنسيات أخرى أبرزها التونسية والمصرية.
ونقلت الصحيفة الخاصة عن مصادر سورية واسعة الاطلاع قولها: «إن عدداً غير معروف من السوريين تم اعتقالهم وحتى اللحظة يستحيل معرفة شيء عن مصيرهم بسبب الفوضى في ليبيا على كل المستويات».
من جهته، أكد وزير النقل السوري يعرب بدر أن عدد الرعايا السوريين المنقولين على متن طائرات الخطوط السورية والسفن العائدة للمؤسسة العامة السورية للنقل البحري والمستأجرة من قبلها سيصل لغاية يوم (اليوم) الجمعة إلى 10 آلاف مواطن منهم 3300 مواطن في طور النقل بحراً على متن 5 سفن، وذلك بحسب صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم.
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,196

عدد الزوار: 6,751,227

المتواجدون الآن: 109