القذافي ينشر قواته على الحدود الغربية وسباق أميركي - بريطاني على مرحلة ما بعد إسقاطه

تاريخ الإضافة الخميس 3 آذار 2011 - 5:40 ص    عدد الزيارات 3420    القسم عربية

        


لندن - من الياس نصرالله

قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي حول ليبيا وشمال أفريقيا في 11 مارس ... وواشنطن تعتبر أن فرض حظر جوي يتطلب أولاً تدمير الدفاعات الجوية الليبية

نشر الزعيم الليبي معمر القذافي، امس، قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود بلاده الغربية، في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية ما زاد المخاوف من منحنى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي.

في المقابل، تشهد الساحة في الغرب سباقاً غير عادي بين الولايات المتحدة وبريطانيا في مهاجمة القذافي والدفاع عن المطالبين بإسقاط نظام حكمه والتهديد بالتدخل العسكري إلى جانبهم ومصالحهم المالية والنفطية، في وقت يرفض المحتجون أنفسهم أي تدخل أجنبي ويصرّون على إتاحة الفرصة أمامهم لإنهاء حكم القذافي بأيديهم. ويغمز البعض من حماس لندن وواشنطن ضد القذافي بأنه مدفوع بأطماع لتحقيق مصالح تجارية في المستقبل.
وتنامت الشكوك في ان الزعيم المخضرم الذي يشغل السلطة منذ أكثر من أربعة عقود، لا يفهم حجم القوة المحتشدة ضده، والتي انهت سيطرته على شرق ليبيا.
وقال في مقابلة مع شبكة تلفزيون «ايه بي سي» الاميركية وهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين (وكالات): «شعبي كله يحبني. انهم مستعدون لان يموتوا دفاعا عني».
ويرفض القذافي الدعوات التي تطالبه بالتنحي. وقلل من شأن قوة الانتفاضة التي تسعى لاسقاط حكمه.
ونفى استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المحتجين، لكنه قال ان طائرات قصفت مواقع عسكرية ومستودعات للذخيرة.
ونفى ايضا وجود تظاهرات، وادعى ان شبانا تلقوا مخدرات من «القاعدة»، ولذلك خرجوا الى الشوارع. وأضاف ان القوات الليبية لديها أوامر بألا تطلق النار عليهم.
وبدا القذافي متمالكا لاعصابه بل ضحك مرارا خلال المقابلة التي اجريت معه في مطعم على ساحل طرابلس المطل على البحر المتوسط.
من ناحية ثانية، استبدلت ليبيا سفيرها في الولايات المتحدة الذي اعلن انشقاقه عن القذافي.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي، اول من امس، «ابلغنا من جانب الحكومة الليبية بانها لم تعد تعترف بسفيرها (علي العجيلي) الذي لم يعد يمثل مصالح ليبيا في الولايات المتحدة». واضاف «من اليوم فصاعدا تم السماح من جانب الحكومة الليبية لقائم بالاعمال في السفارة بتمثيل مصالحها».
الى ذلك، وبعد 12 ساعة فقط من اعلان الولايات المتحدة انها تحرك سفنا حربية وقوات جوية الي مناطق اكثر قربا من ليبيا المصدرة للنفط، عادت قوات القذافي لتثبت وجودها امس، في معبر ذهيبة الحدودي، وزينت موقعها بالاعلام الليبية.
وفي اليوم السابق لم يكن هناك وجود امني عند المعبر الحدودي. وتقع ذهيبة على بعد نحو 60 كيلومترا من بلدة نالوت. وقال سكان في نالوت، ان القوات الموالية للقذافي انتشرت من جديد لبسط سيطرتها على البلدة الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية، لتؤكد انها لم تسقط في أيدي المحتجين.
وناقشت الولايات المتحدة وحكومات اجنبية اخرى، الاثنين، خيارات عسكرية للتعامل مع ليبيا بينما سخر القذافي من التهديد الذي تشكله الانتفاضة الشعبية على حكومته.
واعتبر مسؤول عسكري أميركي، أن اقامة منطقة حظر جوي تتطلب القيام قبل ذلك بتدمير الدفاعات الجوية الليبية.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس، ان الولايات المتحدة تجري محادثات مع شركائها في حلف الاطلسي واخرين في شأن الخيارات العسكرية.
واعلنت الولايات المتحدة ايضا انها جمدت اصولا قيمتها نحو 30 مليار دولار، لمنع القذافي واسرته من التصرف فيها. واعتبرت رايس ان القذافي «منفصل عن الواقع» وانه «يذبح شعبه» وغير جدير بالقيادة.
وضم رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور أمس صوته إلى صوت رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون في الدعوة لتدخل أجنبي لمنع القذافي من استخدام غاز الخردل السام ضد أبناء شعبه. وفي تصريح نادر أوردته صحيفة «دايلي تلغراف»، قال انه «ينبغي عدم رفع احتمال التدخل العسكري عن بساط البحث، إذا استخدم القذافي أسلحة كيماوية مثل غاز الخردل ضد شعبه».
وفيما أعلن مصدر حكومي توجيه الحكومة الطلب إلى قائد الأركان العامة الجنرال السير ديفيد ريتشارد من أجل وضع تصور لعملية عسكرية، قال ميجور أن استخدام القوة العسكرية ينبغي أن يكون «آخر الدواء» وأن يأتي بعد ان تستنفد كل المحاولات «وينبغي أن يتم بعد الحصول على تأييد دولي شامل من خلال الأمم المتحدة». وتأتي تصريحات ميجور في أعقاب تصريح لرئيس الوزراء أبلغ فيه مجلس العموم مساء أول من أمس أن «بريطانيا تبحث مع حلفائها استخدام طائرات مقاتلة لإغلاق الأجواء الليبية أمام حركة الطيران ولمراقبة الطائرات العسكرية الليبية التي تتلقى أوامر بضرب المحتجين وإسقاطها».
وسلطت الأضواء في اليومين الأخيرين من جديد على ترسانة القذافي من أسلحة الدمار الشامل، حيث يُعتقد أنه رغم الوعود التي قطعها القذافي على نفسه أمام الدول الغربية بالتخلص من تلك الأسلحة، إلا أنه ما زال يحتفظ بكمية كبيرة منها، تقدر بنحو 14 طناً من المواد الكيماوية اللازمة لإنتاج غاز الخردل.
وتشير تقارير غربية إلى أن هذه الكمية من المواد الكيماوية مخزونة في أقبية وضعت تحت حراسة مشددة في الصحراء الليبية. ويعتقد الخبراء الغربيون أنه في حال الإعلان عن إغلاق الأجواء الليبية أمام حركة الطيران تصبح الحكومات الغربية قادرة على شن هجمات على قوات القذافي إذا واصلت ضربها للمحتجين.
وذكر مصدر مطلع أن التصور الذي سيقدمه رئيس الأركان سيتضمن خططاً للتدخل البري في حال نشوء حاجة لإنقاذ طيارين بريطانيين قد تسقطهم دفاعات القذافي الجوية، أو لتزويد المحتجين بالأسلحة للدفاع عن النفس. وفي اشارة تشكيك في التفكير العسكري الغربي، اعلنت فرنسا، امس، ان المساعدات الانسانية يجب ان تكون لها الاولوية، لا التحرك العسكري لاطاحة القذافي.
واعلن فرنسوا بارون، الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أنها أرسلت طائرتين محملتين بالمعدات الطبية والافراد الى بنغازي التي يسيطر عليها المحتجون، وان طائرات أخرى ستلحقهما.
واعلن ديبلوماسي اوروبي، امس، ان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي سيعقدون قمة استثنائية في 11 مارس في بروكسيل مخصصة للازمة في ليبيا وشمال افريقيا.
كما اعربت الصين عن املها في ان تتم تسوية الازمة سلميا عبر مفاوضات، وألمحت الى تشككها في شأن القيام بعمل عسكري او فرض منطقة حظر طيران.
وفي موسكو، نقلت «وكالة انترفاكس للانباء»، امس، عن مصدر في الكرملين ان القذافي «ميت سياسيا» وعليه مغادرة السلطة.
واضاف: «نعتبر انه حتى لو تمكن القذافي من السيطرة على الوضع، فهو ميت سياسيا ولا مكان له في العالم المتحضر».
وهذه هي المرة الاولى التي تدعو فيها روسيا الزعيم الليبي الى الرحيل عن السلطة.
واضاف المصدر انه ومنذ بدء الانتفاضة، «استنكر» الرئيس ديمتري مدفيديف «ازاء تصرفات السلطات» ضد المعارضين.


«سيبري»: القذافي ربما يعدّ
للفرار إلى بيلاروسيا

ستوكهولم - د ب أ- ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، أن الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته ربما يخططون للفرار إلى بيلاروسيا.
وأوضح المعهد أن ما يشير لذلك، أن طائرة القذافي الخاصة قامت برحلتين من طرابلس إلى أحد المطارات في بيلاروسيا خلال الأيام السبعة الماضية.
وقال هيو غريفيثس، الخبير المختص لدى «سيبري»، امس، لمحطة «إس آر» الإذاعية السويدية إن نظام الرقابة على صادرات السلاح تعرف من دون أدنى شك على هاتين الرحلتين.
وأضاف أنه تم التأكد أيضا من أن بيلاروسيا صدرت خلال الأسابيع الماضية 40 طنا من الأسلحة إلى ليبيا.
ووفقا لبيانات «سيبري»، فإنه من المحتمل أن القذافي أرسل إلى بيلاروسيا ألماسا على متن طائرته الخاصة لتسديد ثمن الأسلحة.


برلوسكوني يبدي حذرا
إزاء احتمال نفي القذافي


روما - ا ف ب - أبدى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، حذرا حول الازمة الحالية في ليبيا «حيث الوضع لا يزال غامضا»، خصوصا حول احتمال نفي الزعيم الليبي معمر القذافي. ولدى سؤاله في مقابلة مع صحيفة «ايل ميساجيرو»، امس، حول موقفه من نفي القذافي كما اقترحت واشنطن، رد برلوسكوني بان من «الافضل الانتظار. يستحسن الان عدم الدخول في تلك التفاصيل. يجب ان نبدي الكثير من الحذر لان الوضع في ليبيا لا يزال يتطور».
واضاف: «نحن كنا وسنظل منسجمين مع قرارات الاسرة الدولية»، مذكرا بالاتصالات الاخيرة مع الرئيس باراك اوباما ورئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وتابع: «لدينا مصالح عديدة في المنطقة ونحن قريبون جغرافيا من ليبيا»، مضيفا انه لا يخشى تدهور العلاقات بين روما وطرابلس في حال سقوط القذافي.
وقال: «لدينا علاقات وثيقة مع الشعب الليبي. اعتقد انه ايا كانت الحكومة التي سيقررها الشعب الليبي، فهي ستحافظ على العلاقات مع ايطاليا وشعبها ومؤسساتها».
دبابة موالية للقذافي تتمركز جنوب شرقي طرابلس أمس  	(أ ب)
دبابة موالية للقذافي تتمركز جنوب شرقي طرابلس أمس (أ ب)

 

بدء تجميد أرصدة ليبية في إطار العقوبات الأوروبية

 
فيينا - ا ف ب - بدأت الدول الاوروبية. امس. تجميد ارصدة العقيد معمر القذافي وافراد من عائلته ومسؤولين في النظام الليبي غداة فرض الاتحاد الاوروبي العقوبات.
واعلن البنك المركزي النمسوي تجميد ارصدة «اشخاص معنيين بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي». واوضح ان الامر يتعلق بالقذافي واشخاص مقربين منه. وتابع ان لائحة الاشخاص المعنيين ستنقل الى المصارف النمسوية.
واضاف البنك المركزي ان الارصدة الليبية في النمسا تصل الى نحو 1.2 مليار يورو لكن يجب تحديد ما اذا كانت هذه الاموال تعود لاشخاص تطالهم العقوبات ام لا.
وفي برلين اعلنت وزارة الاقتصاد. امس. تجميد اموال احد ابناء القذافي في المانيا والبالغة مليونا يورو مودعة في مصرف خاص.
ورفض ناطق باسم الوزارة الكشف عن هوية نجل القذافي والمؤسسة المالية المعنية.
وافاد بيان بان الوزارة اتخذت هذا «القرار الموقت حول حالة محددة» بالتشاور مع الخارجية والمالية والمصرف المركزي ازاء «التطورات في ليبيا»
وعلق وزير المالية راينر برودرلي. بان «المانيا تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي وتساند كل المطالبين بالديموقراطية وبدولة القانون».
وفي بريطانيا حيث اعلنت الحكومة اعتبارا من الاحد. تجميد ارصدة الزعيم الليبي وعائلته «والذين يعملون باسمهم او تحت قيادتهم». اعلنت مجموعة بيرسون الرائدة عالميا في نشر الكتب المدرسية وناشرة صحيفة «فاينانشال تايمز». ان الاسهم التي تملكها ليبيا فيها تخضع لهذا التجميد.
وتملك هيئة الاستثمار الليبية نحو 3.27 في المئة من اسهم المجموعة البريطانية وتبلغ قيمتها اكثر من 300 مليون يورو. واعلنت بيرسون انها تلقت «نصائح قانونية» مفادها ان المشاركين في هذا الصندوق السيادي تشملهم العقوبات.
وحسب التقديرات البريطانية. فان القذافي يملك نحو 20 مليار جنيه استرليني (32.2 مليار دولار او 23.4 مليار يورو) من السيولة خصوصا في لندن. حسب ما افادت صحيفة «التلغراف».
وذكرت معلومات ايضا انه قد يكون يملك ايضا منزلا في لندن تقدر قيمته بعشرة ملايين جنيه (11.7 مليون يورو).
وافادت صحف ايطالية بان روما. الشريك الاساسي لطرابلس. تنظر ايضا في تجميد اسهم ليبيا في شركات ايطالية.
وقيمة الاسهم التي تملكها طرابلس في مجموعات ايطالية تصل الى 3.6 مليار يورو كما ذكرت صحيفة «ايل سولي 24 اوري» الاقتصادية.
وطرابلس مساهم رئيسي في يونيكريديه اكبر مصرف في البلاد (7.5 في المئة) وتملك ايضا 2.01 في المئة من مجموعة الطيران والدفاع «فينميكانيكا» و7.5 في المئة من نادي يوفنتوس. كما تملك ليبيا ايضا نحو 0.5 في المئة من مجموعة ايني النفطية.
وفي باريس. اعلن الوزير المكلف الشؤون الاوروبية لوران فوكييه. ان فرنسا تريد رقابة على كل التحركات المالية الليبية لا سيما لمنع الدولة الليبية من بيع اسهمها في شركات اوروبية لتمويل عمليات القمع. وقرر الاتحاد الاوروبي. الاثنين. تجميد ارصدة القذافي و25 من المقربين منه وبدأت دول الاتحاد تطبيق القرار الواحدة تلو الاخرى.
وفيما اعتمدت الامم المتحدة السبت عقوبات ضد القذافي وعائلته والمقربين منه. اعلنت كندا الاحد تجميد ارصدة محتملة. فيما اكدت استراليا الاثنين انها تحقق في وجود مثل هذه المبالغ.
واعلنت النروج انها تنوي الانصياع لتنفيذ عقوبات الامم المتحدة.
والولايات المتحدة التي اعلنت فرض عقوبات الجمعة. اعلنت الاثنين انها جمدت منذ ذلك الحين «30 مليار دولار على الاقل» من الاسهم الليبية.
وقررت سويسرا من جهتها الخميس. تجميد الارصدة التي قد يكون يملكها القذافي واوساطه في الاتحاد «بمفعول فوري».
 
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,642,408

عدد الزوار: 6,906,072

المتواجدون الآن: 117