«قائد ثورة إلى الأبد» سيقاتل «حتى آخر قطرة دم لمنع تسليم ليبيا إلى اتباع بن لادن» ... ويعد بإلاصلاح ومحاربة «الهلوسة»

القذافي يهدد «القطط والجرذان» بالدبابات والطائرات وبـ«الزحف المقدّس»

تاريخ الإضافة الخميس 24 شباط 2011 - 4:54 ص    عدد الزيارات 2752    القسم عربية

        


«قائد ثورة إلى الأبد» سيقاتل «حتى آخر قطرة دم لمنع تسليم ليبيا إلى اتباع بن لادن» ... ويعد بإلاصلاح ومحاربة «الهلوسة»

عواصم - وكالات - قال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، امس، في خطاب الى الشعب بثه التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء، انه ليس رئيسا حتى يستقيل فهو «قائد ثورة الى الابد»، وهدد المتظاهرين الذين يطالبون بتنحيته برد ساحق شبيه بقصف البرلمان في روسيا اثناء وجود النواب بداخله وسحق الصين حركة تيان ان مين في بكين والقصف الاميركي للفلوجة في العراق، وبـ«الزحف المقدس» إذا لم يستسلموا.
في المقابل، بحث مجلس الأمن والجامعة العربية في الاوضاع المتدهورة في ليبيا.
واعتبر القذافي، المتمردين الذين سيطروا على عدد من المدن الليبية، منذ 15 فبراير الجاري، بانهم «مجموعة من الفئران والجرذان والقطط، تم التغرير بهم عبر حبوب هلوسة اعطيت لهم»، مؤكدا انه اعطى اوامره الى «الضباط الاحرار» وابناء القبائل للقضاء عليهم.
وقال القذافي، في الخطاب الذي ألقاه من أمام منزله في باب العزيزية في طرابلس، وبدا فيها شديد العصبية، ان «رئيس روسيا جاب الدبابات ودك مبنى مجلس النواب والاعضاء كانوا موجودين بداخله حتى طلعوا مثل الجرذان، والغرب لم يعترض بل قال له انت تعمل عملا قانونيا». واضاف ان «الطلاب في بكين اعتصموا لايام قرب لافتة كوكا كولا (...) ثم اتت الدبابات وسحقتهم».
وتابع ان «اميركا مسحت الفلوجة بالطيران مسحا بذريعة مقاومة الارهاب»، مؤكدا ان «اميركا لا يمكنها الاحتجاج على ما يجري لدينا لانهم فعلوا ذلك في الفلوجة» في العراق.
وقال ان «الغرب لن يعارض، لان ذلك من حق السلطة حرصا على وحدة البلاد ومنعا للتقسيم والفوضى والحرب الاهلية والارهاب»، متعهدا اعدام المتظاهرين وفق القانون «وحتى لو بكيتم فلن نسامحكم».
وتابع القذافي، «لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وسأقاتل حتى اخر قطرة من دمي».
واكد انه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، في اشارة الى الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، مؤكدا انه سيموت «شهيدا في ارض اجدادي».
واضاف مخاطبا الليبيين، «اخرجوا من بيوتكم الى الشوارع غدا، انتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان». وتابع «لم نستخدم القوة بعد، واذا تطورت الامور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي».
ودعا الى تشكيل «لجان الامن الشعبي في المدن لحفظ الامن»، ودعا الشبان الى تأمين الامن بانفسهم، ووضع شارات على اياديهم الاخضر والاحمر.
وقال ان «اجهزة عربية للاسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء» واصفا اياها بـ «اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن».
وتابع انهم سيسلمون ليبيا لزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، ونائبه ايمن الظواهري، وانهم يريدون تحويل ليبيا الى افغانستان والصومال.
ودعا الى «الزحف على درنة، التي يحكمها اتباع بن لادن».
وأشار إلى أن المواطن الليبي «لم تكن له هوية في الماضي، أما اليوم وبعد الثورة فقد صارت له هوية»، مشددا على «انها ليبيا القذافي ليبيا الثورة».
وقال إن «حكام العالم بمن فيهم حكام القوى النووية يتطاولون على ليبيا ومدنها لتشويه صورتها وإهانة شعبها». وأكد «نحن نرد في الميدان فوق الأرض».
وأعلن الزعيم الليبي، من ناحية ثانية، عزمه على القيام بإصلاحات في البلديات والإدارات المحلية. وقال إن من إصلاحاته أنه «ستشكل، ابتداء من الغد، بلديات والإدارات المحلية، معتبراً أن هذا هو الحل بدلاً من التخريب».
ودعا أنصاره من «الملايين إلى تطهير ليبيا «شبرا شبرا» اذا لم تتوقف حركة التمرد.
وقال مهددا «سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء الى الملايين من الصحراء الى الصحراء، وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا بيتا بيتا وشبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة».
وطالب المتمردين بـ «تسليم الاسلحة واطلاق الاسرى والقبض على المشاغبين واعادة الحياة الطبيعية في الموانئ والمطارات».
وتابع: «ما لم يتحقق ذلك سنعلن الزحف المقدس»، مضيفا: «الليلة (امس) زحف سني من داخل المدن لانقاذ اطفالنا». واضاف انه «لا يمكن لعاقل ان يسمح بان تتمزق بلاده وان تصبح في قبضة مجانين».
وختم كلمته قائلا: «دقت ساعة الزحف والعمل والانتصار، ولا رجوع، إلى الأمام، إلى الأمام، إلى الأمام، ثورة، ثورة، ثورة» وغادر المكان بعدما ضرب بقبضته على الطاولة التي كانت أمامه.
وفور مغادرته المكان تقدم منه عدد من انصاره وقبلوا يده.
وكان القذافي نفى في كلمة مقتضبة نقلها التلفزيون مساء الاثنين، المعلومات التي تحدثت عن مغادرته الى فنزويلا.
وقال، «كنت اريد ان ارى الشباب في الساحة الخضراء. فقط كي اثبت اني في طرابلس وليس في فنزويلا وتكذيب التلفزيونات، هؤلاء الكلاب»، ردا على اخبار بثتها الاثنين، محطات تلفزة ووسائل اعلام دولية.
واظهرت الصور التي بثها التلفزيون، العقيد يرتدي معطفا وهو يصعد الى سيارة ويحمل مظلة للاحتماء من المطر.
وفي حين طالبت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان في جنيف، بفتح «تحقيق دولي مستقل»، متحدثة عن احتمال وقوع «جرائم ضد الانسانية»، اشار سكان في طرابلس الى وقوع «مجزرة» مساء الاثنين في ضاحيتين من العاصمة، لكن التلفزيون الرسمي نفى ذلك.
وتحدث سكان في طرابلس مساء الاثنين، عن وقوع «مجزرة» في ضاحيتي فشلوم وتاجوراء في طرابلس حيث تم اطلاق النار عشوائيا على السكان ما ادى الى وقوع قتلى من بينهم نساء.
وقال شاهد آخر في ضاحية فشلوم، ان مروحيات عسكرية حلقت في اجواء تلك المنطقة وانزلت مرتزقة افارقة مسلحين كانوا يطلقون النار على المتواجدين في الشوارع، مشيرا الى سقوط عدد كبير من القتلى.
من جهتها، حذرت المفوضة العليا نافي بيلاي، امس، من ان ما ترتكبه السلطات الليبية من «هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتباره جرائم ضد الانسانية»، مطالبة بفتح «تحقيق دولي مستقل» حول هذه الممارسات.
وكان اعضاء في البعثة الديبلوماسية الليبية في الامم المتحدة، وعلى رأسهم مساعد السفير ابراهيم الدباشي، اتهموا القذافي ايضا، بانه استقدم مرتزقة من دول افريقية اخرى لقمع المتظاهرين. وطالبوا باغلاق المجال الجوي الليبي.
وقالوا في بيان باللغة العربية، ان «الطاغية معمر القذافي اظهر بوضوح عبر اولاده مستوى الجهل الذي هو فيه واولاده والى اي مدى هم يحتقرون ليبيا». ودعا البيان، الجنود «اين ما كانوا ومهما كانت رتبتهم الى تنظيم مسيرة الى طرابلس وقطع رأس الافعى». وحذر ايضا من حصول «مجزرة غير مسبوقة» بعد القمع الدموي الذي حصل الاثنين.
وعقد اجتماع مجلس الامن، بطلب من الدباشي.
وانضم السفير الليبي في واشنطن، الإثنين، إلى صفوف الديبلوماسيين الذين انشقوا عن حكومة القذافي.
وقال علي العجيلي في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه لم يستطع تأييد حملة القمع، وقال إنها «سيئة بالفعل».
وأضاف: «هذا ما يجعلني أرفض أن يكون لي أي علاقة مع الحكومة».
وقطعت السفارة الليبية في استراليا، امس، ارتباطها مع القذافي احتجاجا على القمع الدموي للتظاهرات.
وذكرت تقارير إعلامية في بنغلادش، نقلا عن مسؤولين في وزارة الخارجية، أن السفير الليبي أحمد عطية الامام، تقدم باستقالته اول من امس، في خطوة لدعم المتظاهرين.
واعلن ثلاثة موظفين غير ديبلوماسيين في السفارة الليبية في ستوكهولم في رسالة، الاثنين، استقالتهم.
وفي دبي، تمكن عشرات المتظاهرين من الجالية الليبية في دبي، من دخول مبنى قنصلية بلادهم في الامارة امس، حيث قاموا بانتزاع وتحطيم صور العقيد معمر القذافي منددين بـ «المجازر».
وتجمع العشرات من ابناء الجالية الليبية في قطر ليل الاثنين امام سفارة بلادهم في الدوحة مطالبين برحيل القذافي، ومنددين باستخدام القوة وبـ «المجازر».
وندد موظفو السفارة الليبية في ماليزيا، امس، بـ «المجزرة» التي ترتكب بحق المدنيين وسحبوا دعمهم للقذافي.
وقال السفير بوبكر منصوري، «لم يعد ولاؤنا له (القذافي) بل للشعب الليبي»، فيما كان نحو 200 ليبي يتظاهرون امام السفارة في كوالالمبور.
وفي الصين، استقال ديبلوماسي ليبي داعيا جميع العاملين في السلك الديبلوماسي للقيام بالخطوة ذاتها، وفق ما نقلت قناة «الجزيرة».
وقال السفير الليبي لدى الهند علي الزاوي لـ «فرانس برس»، انه قدم استقالته بسبب العنف «غير المقبول ضد المدنيين في بلادي» مضيفا «بدأوا (اول من) امس باستخدام الطيران لقصف مدنيين يتظاهرون سلميا».
وفيما لم تتأكد المعلومات عن استخدام الطيران في قمع المحتجين، تواصل قمع المتظاهرين، بعد تحذير سيف الاسلام القذافي من «حمام دم» اذا ما استمرت الاحتجاجات..
واقر سيف الاسلام بأن الجيش قصف مخازن للذخيرة قريبة من الاحياء السكنية، كما نقل عنه التلفزيون. لكنه نفى معلومات عن قيام الجيش بقصف مدينتي طرابلس وبنغازي.
وصعدت الولايات المتحدة من لهجتها ضد النظام الليبي، اذ طالبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بوقف «حمام الدم غير المقبول».
وفي واشنطن، حذر السناتور الاميركي جون كيري، امس، القذافي من «عواقب» مباشرة للقمع، داعيا صانعي القرار الدوليين الى الضغط للمساهمة في سقوط النظام الليبي.
واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان «الاستخدام المفرط للقوة التي تبديه حكومة القذافي ينبغي ان ينذر بنهاية النظام نفسه».
وأعرب عن امله في ان يكون نظام القذافي «يشهد ساعاته الأخيرة»، واضعا لائحة من اربعة خيارات يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لتسريع سقوط القذافي.
وتطرق كيري الى الجيش الليبي محذرا عسكرييه من احتمال ملاحقتهم لارتكاب «جرائم حرب». كما طلب من الشركات النفطية الدولية وقف نشاطاتها في ليبيا على الفور حتى انتهاء العنف ضد المدنيين.
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان هناك ما يشير الى أن هياكل الدولة تتداعى في ليبيا.
وأضاف ان «استقالة هذا العدد الكبير من السفراء والديبلوماسيين والانباء بأن الوزراء غيروا ولاءهم داخل ليبيا.. يظهر أن النظام في حالة أزمة شديدة».
وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ليبيا من مغبة ارتكاب «خطأ» تجاهل مطالب الديموقراطية والحرية التي يطالب بها شعبها.
ودان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي «القمع والترويع» واستخدام «القوة المفرطة»، داعيا السلطات الى الكف عن «استهداف» الليبيين.
وطلب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، في اتصال هاتفي امس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ان تتخذ المنظمة الدولية موقفا عاجلا لوقف استخدام القوة ضد المدنيين.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية مقتل مواطن في بنغازي في حادثة إطلاق نار في الطريق العام، فيما تواصل تدفق التونسيين على المعبر الحدودي التونسي-الليبي «رأس الجدير».
ولقي جزائري مصرعه في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ليبيا.
واكد الأردن رفضه استهداف المدنيين، داعياً السلطات الليبية الى وقف اراقة دماء الشعب الليبي فورا والى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس.
وافاد موقع «سيريا نيوز»، بأن الشابين السوريين ح.م (30 عاما)، وم. م (27 عاما)، قتلا جراء اطلاق النار عليهما في بنغازي اول من امس.


الجامعة توقف المشاركات الليبية
في اجتماعاتها

القاهرة - «الراي»:
تظاهر العشرات من موظفي الأمانة العامة للجامعة العربية من مختلف الجنسيات، أمام مقر الجامعة بعد ظهر أمس، تضامنا مع الشعب الليبي المطالب بالتغيير السياسي والاقتصادي وبالعمل الديموقراطي الحر.
الأمين العام للجامعة عمرو موسى وعدد من الأمناء العامين المساعدين وطاقم مكتبه انضموا للمحتجين، واستمع إليهم، مشيرا إلى أن مجلس الجامعة اجتمع مساء للتشاور حول ما يجرى في ليبيا.
وليلا اعلن موسى ان الجامعة قررت وقف مشاركة وفود ليبيا في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع مؤسساتها.

وراء القذافي... ممرضة لا تفارقه وحارسات لم يلمسهن أنس ولا جان

يحيط الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، نفسه بأربع ممرضات، وجيش من الحارسات الشخصيات الحسناوات اللواتي، لم يقربهن أنس ولا جان، حسب شرطه الرئيسي، ولا بد أن يحتفظن بعذريتهن طيلة وجودهن في الخدمة.
إلا أن هذه الخدمة قد تكون بلا نهاية، فرغم مرور سنوات طويلة على انخراطهن فيها، لم تقابل وسائل الإعلام، حارسة واحدة متقاعدة لعلها تروي أسرار هذا العالم الغامض..

أما الممرضات الأربع الأوكرانيات، فأشهرهن جالينا كولوتنيتسكا التي جاءت سيرتها ضمن وثائق موقع «ويكيليكس»، بوصفها ممرضة القذافي الخاصة الشقراء المثيرة.
أما حارسات القذافي وأبناؤه، فيلفتن الانتباه في أي مكان يذهبون إليه. وعندما زار ابنه المعتصم مدينة الأقصر، أثار مشهد تجواله مع العديد وسط حراسة مشددة من حارساته انتباه السياح الأجانب والسكان المحليين.
وتقول تقارير إنهن يتخرجن في كلية خاصة، وتشترط فيهن العذرية. ويقول موقع beautifulatrocitie إن القذافي يختار بنفسه حارساته الشخصيات، وقبل أن ينخرطن في شكل رسمي في الخدمة يقسمن على تقديم حياتهن في سبيله ولا يتركنه ليلاً ولا نهاراً.
ويضيف «ليس هناك نقص في المتطوعات، لذلك يبدو أنها وظيفة ذات بريستيج»، أي توفر لصاحبتها مكانة ممتازة.
ويكشف الموقع أن هناك كلية خاصة للمتطوعات يمارسن خلاله برنامجاً قاسياً، والفتيات اللواتي يكملنه يتخرجن كمقاتلات محترفات وخبيرات باستعمال الأسلحة وفنون القتال.
وبغض النظر عن الاشاعات التي تحيط بهن، إلا أن إحداهن لم تهرب من عملها بعيداً لتروي أسرار الحراسة النسائية للقذافي، خصوصاً أنهن يقمن بأدوار تخالف دورهن الطبيعي، ورغم أن «الكتاب الأخضر»، اعتبر أن المرأة مكانها البيت.
ونقلت تقارير إعلامية أن القذافي أطلق على كل حارسة من حارساته اسم عائشة، تيمناً بابنته التي قالت في مقابلة صحافية، إنها تشعر بالأمان عندما يكن حوله.
 
 

«ويكيليكس»: القذافي يقود عائلة منقسمة ومختلة وظيفياً والأبناء يعتبرون مؤسسة النفط الليبية «بنكا شخصياً لهم»

 

 
ذكرت وثائق ديبلوماسية اميركية سرية حصل عليها موقع «ويكيليكس»، أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، يقود عائلة ثرية وقوية لكنها منقسمة ومختلة وظيفياً وتعاني من صراعات ضروس.
وتسلط الوثائق المسرّبة، الأضواء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبي، تزايدت حدة التنافس بينهم في السنوات الأخيرة، إلى جانب القذافي نفسه وزوجته. وكشفت أن الأبناء فرضوا مطالب بمخصصات نفطية ليقوموا ببيعها لمصلحتهم، وأنهم «يستخدمون المؤسسة الوطنية للنفط بمثابة بنك شخصي».
وجاء في الوثائق، أن السفير الاميركي في طرابلس جين كريتز، وصف في برقية ديبلوماسية ارسلها إلى واشنطن في العام 2009، القذافي بأنه «شخصية زئبقية وغريب الأطوار ويعاني من الرهاب الشديد، ويستمتع برقص الفلامنكو وسباق الخيل، ويعمل على الأهواء ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولديه خوف شديد من البقاء في الطوابق العليا ويفضّل عدم التحليق فوق المياه».
وكتب أن صفية زوجة القذافي الثانية، «تسافر بطائرة مستأجرة في ليبيا، فيما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة وتتسم بالحصافة، واستضافت مأدبة في مجمع باب العزيزية لمناسبة الذكرى السنوية للثورة كانت احتفالية وغير مسرفة، وهي تنحدر من مدينة بنغازي، مركز التمرد في شرق ليبيا».
وتابعت البرقية أن سيف الاسلام، ثاني أكبر أبناء القذافي، والذي حذّر من حرب أهلية عندما خاطب الأمة ليلة الأحد الماضي، «يروّج للاصلاح السياسي والاقتصادي والمنظمات غير الحكومية في ظل رعاية مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، لكن دوره كالوجه العلني للنظام أمام الغرب، كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة له كونه عزز صورته. لكن الكثير من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص على ارضاء الأجانب ومصدر للقلق في بلد محافظ اجتماعياً مثل ليبيا بسبب حبه للحفلات ومعاشرة النساء، وكان على خلاف مع اشقائه المعتصم وعائشة وهنيبعل والساعدي».
ووصفت البرقية، الساعدي، ثالث أكبر أبناء القذافي، بأنه «معروف بسوء التصرف وله ماض مضطرب، بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا، خصوصا في ايطاليا وتعاطي المخدرات والكحول واقامة الحفلات الباذخة والسفر إلى الخارج في مخالفة لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق (لعب موسماً واحداً مع نادي بيروجيا في دوري الدرجة الأولى في ايطاليا ويملك حصة كبيرة في نادي الأهلي أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وتولى ادارة الاتحاد الليبي لكرة القدم)، وحاصل على شهادة في الهندسة، وخدم لفترة وجيزة كضابط في القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة لسيطرته ليؤثر على نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لانتاج الافلام».
وعن المعتصم، رابع أكبر أبناء القذافي، افادت البرقية بإنه «يعمل بمثابة مستشار الأمن القومي لدى والده وكان حتى وقت قريب نجماً صاعداً، وفي العام 2008 طلب 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الأصغر خميس، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و2005، حين استغل أخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، ويقيم علاقة سيئة بسيف الاسلام، ووصفه السفير الصربي، بأنه غير بارع».
وتفيد الوثيقة بأن شكري غانم، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، أبلغ أحد أصدقائه بعزمه على الاستقاله خوفاً من انتقام المعتصم وأتباعه، إذا لم يقدم لهم هذا المبلغ المطلوب.
وتكشف أن شكري ابلغ العقيد عن طلب ابنه، لكن «القذافي استهزأ بذلك، وقال ضاحكا لغانم وبصريح العبارة، عليه أن يتجاهله».
واضافت البرقية أن هنيبعل، رابع أكبر أبناء القذافي، «له تاريخ متقلب من السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة في اوروبا وأماكن أخرى، وأدى اعتقاله في جنيف بتهمة ضرب خدمه إلى تفجر أزمة ديبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، في حين أن خميس، نجل القذافي الخامس، يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف باسم كتيبة خميس، والتي تعمل على نحو فعّال كوحدة عسكرية لحماية النظام وتدربت في روسيا».
واشارت إلى أن عائشة، الابنة الوحيدة للقذافي بعد مقتل ابنته بالتبني هناء في غارة اميركية على طرابلس في العام 1986، «تتوسط في النزاعات العائلية وتدير منظمات غير حكومية، وتردد بأن لديها مصالح مالية في عيادة خاصة في طرابلس، وتم استدعاء المغني الاميركي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها».
وجاء في البرقية ان محمد، الابن البكر للقذافي من زوجته الأولى، «يرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40 في المئة من شركة المشروبات الغازية الليبية ولديها مشروع مشترك مع كوكا كولا، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية، في حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب في ميونيخ، حيث تردد بأن لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات.
 

المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,615,850

عدد الزوار: 6,904,156

المتواجدون الآن: 64