حضور مفاجئ لرئيس المخابرات السورية اجتماعا مع مسؤولين أميركيين

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 كانون الأول 2010 - 7:46 ص    عدد الزيارات 3436    القسم عربية

        


حضور مفاجئ لرئيس المخابرات السورية اجتماعا مع مسؤولين أميركيين

دمشق عرضت التعاون في تأمين الحدود العراقية بشروط

 
واشنطن: «الشرق الأوسط»
في إطار حربها على الإرهاب وخوفا من إمكانية عودة ازدهار الجماعات المسلحة مثل «القاعدة» في العراق في أعقاب انسحابها نهاية 2011 سعت الولايات المتحدة إلى محاولة تأمين الحدود العراقية لمنع وصول المقاتلين الأجانب إلى العراق.

في سبيل ذلك، شهدت العاصمة السورية زيارة عدد من الوفود الأميركية كان أبرزها زيارة وليام بيرنز، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عده المسؤولون في كلا البلدين اجتماعا إيجابيا حسب برقيات وزارة الخارجية الأميركية السرية التي ينشرها موقع «ويكيليكس».

وفي اليوم التالي للقاء بيرنز بالرئيس السوري، شارك عدد من مسؤولي الخارجية السورية والمنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب في اجتماع حضره بشكل مفاجئ رئيس المخابرات السورية، وفي الاجتماع. لم يبد السوريون أي معارضة في التعاون مع الولايات على تأمين الحدود العراقية السورية، ولم تفوت سورية الفرصة فعمدت إلى وضع شروطها لمثل هذا التعاون.

وتحدثت برقية سرية عن حضور رئيس إدارة المخابرات العامة السورية اللواء علي مملوك في الاجتماع الذي عقد في الثامن عشر من فبراير (شباط) الماضي بمقر وزارة الخارجية السورية بين نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوفد الأميركي الــــــــذي يقوده منسق مكافحة الإرهاب دانيال بنيامين، وأوضح المقداد أن مملوك نادرا ما يحضر اللقاءات مع الوفود الأجنبية وأنه لا يظهر حتى في الاجتماعات مع الدول الصديقة مثل فرنسا وبريطانيا، بيد أن حضوره هذا الاجتماع جاء بتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد، في أعقاب اللقاء الإيجابي بين وليام بيرنز والرئيس السوري مشددا في الوقت ذاته على أن حضور مملوك الاجتماع بين الجانبين لا يعتبر مؤشرا على بدء التعاون الأمني والاستخباراتي بين سورية والولايات المتحدة. وقال الجانب السوري إن المحادثات يمكن أن تشكل محطة انطلاق لتعاون محتمل في المستقبل. ووصف فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري خطر المنظمات الإرهابية العاملة في المنطقة بـ«الصحيح»، كما شدد مملوك على الترابط بين التقدم في القضايا السياسية في مسار العلاقات الأميركية - السورية والتعاون الأمني والاستخباراتي المحتمل. وأشار إلى أن أمن الحدود السورية العراقية منطقة يمكن لسورية التعاون فيها مع الولايات المتحدة، وأضاف مملوك أن التعاون على الحدود السورية - العراقية يمكن أن يؤدي إلى تعاون أمني في مناطق أخرى.

كان مملوك والمقداد والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى منتبهين في خلال عرض بنيامين لقضية المقاتلين الأجانب في صفوف «القاعدة» والتهديدات العامة، وكان رد فعلهم إيجابيا على تحذيراته من أن هذه القضايا تمثل تحديات لكل من سورية والولايات المتحدة. وأكد مملوك والمقداد على ثلاث نقاط هامة بشأن التعاون الأمني والاســــــــتخباراتي المحتمل مع الولايات المتحدة، أولا: يجب أن تتمكن سورية من الاضطلاع بدور القيادة في أي تحركات إقليمية. ثانيا: السياسة جزء مكمل في محاربة الإرهاب ومن ثم ينبغي أن تعمل «مظلة ســــــــياسية» للعلاقات الأميركية السورية الثنائية على تيســـــــير التعاون ضد الإرهاب. ثالثا: لإقناع السوريين بالفائدة التي ستعود عليهم من جـــــــراء هذا الاتفاق ينبغي حدوث تقدم في قضايا مثل العقــــــوبات الاقتصادية ضد سورية وتشمل قطع غيار الطائرات وطائرة للرئيس بشار الأسد. وقال المقداد: «خلاصة القول إن الرئيس الأسد يرغب في التعاون، لكن لا بد لنا من تولي زمام القيادة في هذا التعاون».

مفاجأة خلال اجتماع استخباري بدمشق
 
 
 
 
الجزيرة. نت

كشف موقع ويكيليكس أن مدير إدارة المخابرات السورية اللواء علي المملوك ظهر فجأة في اجتماع كان يعقده دبلوماسيون سوريون في 18 فبراير/شباط الماضي في دمشق مع مسؤولين أميركيين لبحث الوضع على الحدود العراقية السورية.
وقالت برقية للقائم بالأعمال الأميركي بدمشق تشارلز هنتر إن المملوك ظهر في الاجتماع الذي كان يعقده وفد أميركي برئاسة منسق مكافحة الإرهاب في الإدارة الأميركية دانيال بنجامين وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، وأن الأخير فسر ذلك بأن الرئيس الأسد طلب من المملوك المشاركة في الاجتماع.
وأضاف المقداد أن المشاركة عبارة عن بادرة إيجابية تلي الاجتماع الذي عقده قبل ذلك بيوم واحد الرئيس بشار الأسد مع وليم بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
نقطة انطلاق
وشدد المسؤول السوري -حسب نص البرقية- على أن الاجتماع ليس بداية لتعاون في مجال الأمن والاستخبارات بين سورية والولايات المتحدة, لكن الجانب السوري قال إن المداولات قد تكون نقطة انطلاق لتعاون محتمل بين الطرفين في المستقبل.
وأشارت البرقية إلى أن المملوك تحدث عن العلاقة بين التقدم في الموضوعات السياسية الخاصة بالعلاقات السورية الأميركية والتعاون المحتمل في مجالي الأمن والاستخبارات قائلاً إن الحدود العراقية السورية قد تكون نقطة لهذا التعاون.
وقالت البرقية إن المملوك والمقداد والسفير السوري بواشنطن عماد مصطفى كانوا يصغون بانتباه خلال الشرح الذي قدمه بنجامين عن تنظيم القاعدة والمقاتلين الأجانب والتهديدات المشتركة الأخرى.
وأفادت البرقية الدبلوماسية أن المقداد والمملوك عرضا ثلاثة محاور للتعاون الأمني والاستخباري مع الولايات المتحدة لخصتها بـ:
1- تمكين سورية من القيام بدور ريادي في أي ترتيبات أمنية إقليمية.
2- أن يكون العمل السياسي جزءاً من عمليات مكافحة الإرهاب و"المظلة السياسية" ضرورية لتحسين العلاقات الأميركية السورية لتسهيل التعاون بمجال مكافحة الإرهاب.
3- يجب القيام بتحرك في مجال العقوبات الاقتصادية وخصوصاً من حيث الحصول على قطع غيار للطائرات وبينها طائرة الرئيس بشار، (فذلك أمر) مهم في إقناع الناس بأن التعاون مع الولايات المتحدة يجلب الفائدة لهم.
المقداد أوجز الموضوع على النحو التالي "الرئيس الأسد يريد التعاون ونحن يجب أن نتصدر هذا التعاون ولا تبقونا على قوائمكم" (الخاصة بالعقوبات).
حماس وحزب الله
ويفيد نص البرقية أن بنجامين شدد على أن التعاون في جهود مكافحة الإرهاب جزء ضروري من خارطة طريق تحسين العلاقات الثنائية. ولاحظ أن هنالك قضايا "نختلف عليها بوضوح" مثل دعم سورية لحماس وحزب الله، ويضيف بنجامين أن الولايات المتحدة لا تزال ترى في التنظيمين المذكورين تهديداً للاستقرار ولآفاق السلام في المنطقة.
لكن رغم ذلك –يواصل بنجامين- يجب على البلدين مواصلة العمل للتعاون على التهديدات الماثلة أمام كل من الولايات المتحدة وسوريا وبينها انتشار الجماعات التكفيرية في المنطقة مثل تنظيم القاعدة ووقف تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق. واستعرض المنسق بنجامين أمام المملوك التهديدات التي تمثلها الجماعات "الإرهابية" العاملة من شمال أفريقيا إلى العراق واليمن.
ولاحظ بنجامين -حسب البرقية- أن تلك الجماعات تمثل تحدياً لسورية أيضاً يلخصه الهجوم الذي وقع في سبتمبر 2008 على مبنى تابع للمخابرات السورية. وشرح قلق الولايات المتحدة من عمليات تهريب الأسلحة على الحدود مع لبنان وكذلك التهريب إلى العراق عبر سورية.
جند الله
ولاحظ كذلك أن حالة الاضطراب المنتشر في أوساط الفلسطينيين يمكن أن تفتح في النهاية الباب أمام تنظيمات تستلهم فكر القاعدة وأعطى مثلاً على ذلك واقعة ظهور تنظيم جند الله في غزة.
ونوه المملوك في المقابل -وفق البرقية- إلى أن تجربة 30 عاماً من قتال الجماعات "المتطرفة" في سورية مثل الإخوان المسلمين تعطي دليلاً على التزام سورية بمكافحة "الإرهاب".
ووصف تعريفات بنجامين للتحديات التي تمثلها التنظيمات "الإرهابية" بأنها "صالحة برغم الأسباب التي تسببت في ظهورها". وكرر المملوك ما قاله المقداد من أن مشاركته في الاجتماع ليست مؤشراً على بداية تعاون أمني واستخباري أميركي سوري بل نقطة انطلاق لاحتمال تعاون لم يبدأ بعد.
وقال مدير إدارة الاستخبارات السورية إن بلاده كانت أنجح من الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية "لأننا كنا عمليين لا نظريين".
اختراق الجماعات
وأرجع نجاح سورية في ذلك لقدرتها على التغلغل داخل تلك الجماعات، وقال "من حيث المبدأ نحن لم نهاجمهم أو نقم بقتلهم على الفور, نحن نقوم باختراقهم ونقوم بالتحرك في الوقت المناسب".
ووصف المملوك عملية اختراق الجماعات "الإرهابية" وزرع عملاء داخلها بأنها معقدة مضيفاً أن تلك العملية أدت إلى اعتقال عدد من الإرهابيين وتفكيك خلايا ومنع المئات منهم من التسلل إلى العراق.
واعترف مدير المخابرات السورية –حسب البرقية الأميركية- بأن عدداً من "الإرهابيين" يواصلون التسلل إلى العراق من سورية وأن بلاده تواصل التصدي لذلك بكل الوسائل "لكن إذا تعاونا سوياً سنحقق نتائج أفضل وسندافع عن مصالحنا المشتركة بشكل أفضل".
وقال إن تجربة التعاون السابقة بين بلاده والاستخبارات الأميركية لم تكن تبعث على السرور، وأعرب عن أمله بأن يتم بناء التعاون في المستقبل على "أسس متساوية" بمعنى أن يتاح لسورية تصدر مساعي مكافحة الإرهاب.
محادثات ثلاثية
واعتبر المملوك أن الحدود العراقية السورية يمكن أن تكون منطقة تعاون بين سورية والولايات المتحدة وقال إن بلاده جاهزة للدخول في محادثات أمنية ثلاثية لكنه أشار إلى أن كل شيء مجمد حالياً إلى ما بعد انتخابات العراق المقررة في مارس/آذار. وقال إن التعاون في موضوع الحدود العراقية يمكن أن يقود إلى التعاون في مجالات أخرى.
واعتبر بنجامين أن الوصول إلى عراق مستقر وآمن يستلزم مثل هذه الإجراءات في مجال تقليل تدفق المقاتلين الأجانب والقبض على الذين يقومون بتسهيل تسللهم.
ورد المملوك قائلاً إن المقاتلين الأجانب يأتون من عدد كبير من الدول الإسلامية والعربية وإن "سورية أوقفت عدداً كبيراً منهم ومن مسهلي تسللهم". وأعطى المملوك مثلاً بأن بلاده قامت بتسليم 23 معتقلاً سعودياً إلى الأمير مقرن بن عبد العزيز العام الماضي.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,715,227

عدد الزوار: 6,909,993

المتواجدون الآن: 103