أخبار سوريا..«حزب الله» ينشئ مقراً في «الميادين» شرق سوريا..الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا ترفع رواتب موظفيها..شتاء قاسٍ ينتظر السوريين: ارتفاع أسعار الملابس والمدافئ..رواية تركية لصراعات الشمال: نقطة تحوّل نحو الاستقرار؟..معرض الكتاب السوريّ: لا وقت للقراءة..ولا مال..

تاريخ الإضافة الإثنين 31 تشرين الأول 2022 - 4:54 ص    عدد الزيارات 699    القسم عربية

        


«حزب الله» ينشئ مقراً في «الميادين» شرق سوريا..

لندن: «الشرق الأوسط»... تعزز الميليشيات الموالية لإيران وجودها في مدينة الميادين «عاصمتها» شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد أن «حزب الله» اللبناني استحدث مقراً جديداً له في المدينة. وقال ان ثلاث شاحنات محملة بالذخيرة دخلت إلى مدينة الميادين واتجهت نحو البوكمال بريف دير الزور. على صعيد متصل، وصلت حافلة تقل عناصر من قوات الفرقة الرابعة السورية المحسوبة على الجناح الإيراني، إلى المواقع العسكرية، لتبديل القوات المنتشرة في الميادين، فيما غادرت باتجاه دير الزور. وكان المرصد قد أشار، السبت، إلى أن الميادين شهدت استنفاراً أمنياً للميليشيات الموالية لإيران في الشوارع والمقرات العسكرية المنتشرة في المدينة، حيث شوهدت سيارات دفع رباعي مثبت عليها رشاش ثقيل 14 ونصف ملليمتر، تتجول في شارع الأربعين، إضافة إلى استنفار أمني في مقراتهم العسكرية، تزامناً مع وصول حافلات تقل قوات للتبديل من ميليشيا «فاطميون» الأفغاني، إلى المنطقة. كما أفيد في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أن الميليشيات الموالية لإيران نقلت قواعد صواريخ عبر برادات مخصصة لنقل الخضراوات من مدينة الميادين نحو مدينة دير الزور، حيث رصد نشطاء، مرور عدة شاحنات مزودة ببرادات رفقة سيارات مدنية بلوحات خليجية، واتجهت البرادات نحو مدينة دير الزور. كما جرى رصد وصول سيارات دفع رباعي تقل حجاجاً من «حزب الله»، حيث تجولوا في شوارع مدينة الميادين ثم توجهت السيارات إلى مراكز الميليشيات الموالية لإيران في المدينة.

الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا ترفع رواتب موظفيها

القامشلي: «الشرق الأوسط»... أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الأحد، قراراً بزيادة رواتب موظفيها، بعد ما يقارب السبعة أشهر من مناقشتها زيادة الرواتب في أبريل (نيسان) الماضي. وأعلنت الإدارة الذاتية في قرارها رقم 384، زيادة 100 ألف ليرة (أقل من 20 دولاراً)، للعاملين في مؤسساتها، واستثنت في قرارها عقود الخبرة، في حين شملت العقود القانونية وعوائل الشهداء. وتسري الزيادة على العاملين بموجب عقود عمل قانونية لدى المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، باستثناء عقود الخبرة، إلى جانب سريان القرار على مخصصات من تسجلهم الإدارة لديها ضمن عوائل الشهداء. وشهدت مؤسسات الإدارة الذاتية في الشهور الأخيرة، موجة استقالات واسعة شملت موظفيها المدنيين وعناصرها الأمنيين من جراء تدني الرواتب الشهرية. وحسب دراسة أجراها المكتب المركزي للإحصاء وبرنامج الغذاء العالمي، هذا العام، ونقلها موقع «نورث برس»، فإن نحو 8.3 في المائة من الأسر في سوريا تعاني من انعدام شديد بالأمن الغذائي. فيما يعاني 47.2 في المائة من انعدام متوسط، في حين يتمتع نحو 39.4 في المائة بأمن غذائي مقبول، ولكنهم معرضون لانعدامه مع أي صدمة تتعلق بارتفاع الأسعار. وتبلغ الزيادة الجديدة، حسب الموقع، حوالي 40 في المائة من رواتب الموظفين الذين تبلغ نسبتهم حوالي 10 في المائة من السكان. ونقل عن عبد حامد المهباش، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، أن «زيادة الرواتب لن تكون الأخيرة، وكلما انخفضت قيمة الليرة السورية أمام صرف العملات الأجنبية سنقوم بزيادة رواتب العاملين في الإدارة».

شتاء قاسٍ ينتظر السوريين: ارتفاع أسعار الملابس والمدافئ..

دمشق: «الشرق الأوسط».... على أبواب فصل الشتاء تجددت مخاوف السوريين من فصل جديد قاسٍ، فبعد صيف حار افتقدوا فيه إلى وسائل التبريد بسبب شح الكهرباء ومواد الطاقة وأزمة مياه الشرب النظيفة، يستعدون لشتاء أكثر برودة من سابقه، مع استمرار الأزمات المعيشية وارتفاع الأسعار. وسجلت أسواق الملابس الشتوية ارتفاعاً تجاوز نسبة 100 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، وكان صناعيون في قطاع النسيج قد تحدثوا في وقت سابق عن ارتفاع في الأسعار بنسبة 40 في المائة هذا الموسم، بسبب صعوبة استيراد الأقمشة وارتفاع أسعار المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعار الطاقة وأجور النقل. سيدة دمشقية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تستطع شراء جاكيت شتوي هذا العام من سوق الألبسة المستعملة لأن أبسط جاكيت سعره خمسون ألف ليرة، بينما الجاكيت الأفضل جودة بسبعين ألفاً، مشيرة إلى أن سعر الجاكيت المستعمل العام الماضي كان يتراوح بين 20 ألف و25 ألف ليرة. أما بالنسبة للألبسة الصناعة المحلية فأكدت: «أنا بغنى عن وجع القلب ثمن أي قطعة تفوق راتبي الشهري». وخلال جولة على المحلات في العاصمة دمشق، فإن أسعار الجاكيتات الشتوية تتراوح بين 250 - 500 ألف ليرة، البنطلون بين 40 - 100 ألف، الكنزة الصوف 100 - 150 ألف، الجوارب أربعة - ستة آلاف ليرة، الملابس الداخلية القطنية الشتوية 40 ألف ليرة، القبعة الشتوية 30 ألف ليرة... إلخ. وتعد هذه الأرقام فلكية قياساً إلى متوسط رواتب العاملين في الدولة الذي يتراوح بين 100 - 300 ألف ليرة، وفي القطاع الخاص قد يصل إلى 500 ألف ليرة (الدولار يعادل خمسة آلاف ليرة تقريباً). ومن المفارقات العجيبة التي يشهدها الواقع السوري اليومية، أن تقوم مديرية الزراعة في محافظة حماة بتقديم لنحو 2500 عامل وعاملة من مختلف الفئات، بطاقة (كسوة عمالية شتوية) بقيمة تتراوح بين (1200 - 2500) ليرة، أي أقل من نصف دولار، وذلك لشراء مريول أو جزمة، تصرف حصراً من الشركة العامة للألبسة الجاهزة. وقالت جريدة «الوطن» المحلية المقربة من النظام، إن العمال الذين حصلوا على البطاقة عبروا عن استيائهم من قيمتها «المعيبة» ونقلت عن بعضهم القول، بأنهم بهذا المبلغ لا يمكنهم شراء «فردة» جرابات واحدة، فكيف سيشترون «جزمة ومريولاً»؟. بل إن هذا المبلغ لا يغطي أجور المواصلات إلى الشركة العامة للألبسة الجاهزة وسط مدينة حماة. وأوضحت جريدة الوطن أن وزير الزراعة حسان قطنا، رد منح بطاقات بهذه القيمة المتدنية للعمال بأن «الصرف بحجم الاعتماد المرصود». ويتسبب ارتفاع الأسعار في تعميق معاناة السوريين، لا سيما تأمين وسائل التدفئة المنزلية، فالحصص من المازوت المدعوم (سعر اللتر 520 ليرة) حددتها الحكومة للعائلة، بمائة لتر على دفعتين، و200 لتر بسعر حر (2500 ليرة للتر)، في الوقت الذي يبلغ الحد الأدنى لاحتياج العائلة خلال أربعة أشهر باردة 400 لتر مازوت، لتشغيل المدفئة ست ساعات فقط من أصل 24 ساعة باردة. ومن استطاع الحصول على المازوت من السوق السوداء، لن ترحمه الأسعار التي ترتفع طرداً مع اشتداد البرد، لتتجاوز 8 آلاف ليرة للتر الواحد. يشار إلى أن ارتفاع تكاليف التدفئة أدت إلى تراجع شراء المدافئ بنسبة تتجاوز 50 في المائة، بحسب مصادر في السوق قالت: «نحن في طريقنا للاستغناء عن المدافئ التقليدية والاكتفاء الذاتي بحرارة الجسم»، وذلك رغم طرح الصناعيين في السوق المحلية مدافئ بديل المازوت، تعمل على الحطب والكحول وقشور الفستق، والتي هي أيضاً منهكة مادياً. فسعر مدافئ الحطب يبدأ من مائة ألف ليصل إلى المليونين حسب الحجم والجودة، وسعر طن الحطب يتجاوز المليون ليرة، ويحتاج فصل الشتاء إلى ثلاثة أطنان كحد أدنى. عدا عن تكاليف تجهيز مدخنة ملائمة، ومكان يتسع لتخزين الحطب. أبو خالد عامل من ريف دمشق لديه أسرة من خمسة أشخاص، يقول أنه يحاول تقنين مخصصاته من المازوت بأن «نشعل مدفئة المازوت في الأيام الباردة جداً»، وباقي الأيام «كل شخص من العائلة لديه قنينة ماء ساخن يحضنها تجت جوز من الحرامات... يمشي الحال». ورغم مرور نحو الشهر على بدء توزيع أول دفعة من المازوت المدعوم، لم تصل نسبة التوزيع إلى 25 في المائة من الأسر المسجلة، والعام الماضي لم تحصل مئات الأسر على مخصصاتها كاملة سواء المدعوم أو الحر.

رواية تركية لصراعات الشمال: نقطة تحوّل نحو الاستقرار؟

الاخبار.. محمد نور الدين .. التزمت أنقرة الصمت، ولم يكن واضحاً ما الذي جرى، وما هي أهدافه ..

شهدت المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة تركيا، في النصف الأوّل من الشهر الجاري، أحداثاً «داخلية» تمثّلت في الاشتباكات بين «هيئة تحرير الشام» و«الجيش الوطني السوري» المؤتمِر بأِمرة أنقرة مباشرة. ونتج من الاشتباكات، تمدُّد «الهيئة» وانتزاعها مناطق شمالية في عفرين وغيرها، كانت لا تزال تحت سيطرة «الوطني»، وما لبثت فصائل «تحرير الشام» أن انسحبت من بعض مناطقها الجديدة بعد تدخّل الجيش التركي وما قيل إنه «ضغوط أميركية». ومنذ ذلك التاريخ، التزمت أنقرة الصمت، ولم يكن واضحاً ما الذي جرى، وما هي أهدافه. في هذا الإطار، حاول الباحث التركي المختصّ في الشأنَين السوري والعراقي، الأستاذ في جامعة «ألتينباش» سرهاد أركمين، شرْح حقيقة ما جرى، في ما شكّل أوّل وجهة نظر مفصّلة من الجانب التركي غير الرسمي، علماً أن أركمين يُعدّ من الباحثين المستقلّين والمعروف بمقارباته العلميّة. ويقول الباحث إن «الهيئة» سيطرت، منذ ثلاث سنوات، على إدلب، وتمدّدت اليوم لتسيطر على عفرين، ومنها تقدَّمت في اتجاه إعزاز، حيث اشتبكت مع بعض مجموعات هذا الجيش. وما لبث القتال أن توقّف بعد اتفاق «الهيئة» مع بعض فصائل «الجيش الوطني»، لكن المجموعات المهزومة التابعة للأخير، رفضت وقْف إطلاق النار، لتستأنف «تحرير الشام» القتال من جديد؛ وحاربت، ومعها فصائل من «الوطني»، الفصائل المهزومة من هذا الجيش. هنا، تدخّلت تركيا وفرضت وقفاً لإطلاق النار مع بعض الترتيبات الميدانية، بحيث باتت «تحرير الشام» مسيطرة على عفرين ومناطق أخرى شرقيّها، وصولاً إلى الباب. وبحث أركمين في عوامل ثلاثة تُحدِّد أسباب الصراع الأخير وتأثيراتها على التوازنات هناك:

1- الصراع على السلطة داخل «الجيش الوطني السوري»:

يقول الباحث إن «الوطني» يضمّ مجموعات كانت تتصارع في ما بينها منذ 11 عاماً لأسباب أيديولوجية وقبليّة واقتصادية واجتماعية، والسيطرة على المغانم. والنقطة الوحيدة المشتركة في ما بينها والتي تجمعها، هي محاربة النظام السوري، لكنها لم تكن كافية لإزالة الخلافات البينيّة، علماً أنه جرت محاولات للتقريب بين مجموعاته، وذلك بمبادرة من أنقرة التي وضعت «الحكومة السورية المؤقّتة» تحت مظلة وزارة الدفاع التركية. مع هذا، لم يتوقّف الصراع بين المجموعات، بل إن بعضها طلب نجدة «الهيئة» للمساعدة في ضرب خصومه.

2- تمدُّد «هيئة تحرير الشام»:

يقول أركمين إن «تحرير الشام» تضمّ حوالي 20 ألف مقاتل، وتسيطر، منذ منتصف عام 2019، على إدلب (2800 كيلومتر مربع). وقد بدأت تشعر بأنها مضطرّة إلى التوسّع والسيطرة على المزيد من المناطق، علماً أن المساحة الواقعة تحت سيطرتها تعادل ثلث مناطق سيطرة المعارضة في الشمال، لكنها تشمل مجموع سكان يزيد بضعف ونصف ضعف عن سكان الثلثَين الآخرين. ووفق أركمين، فإن إدارة المنطقة لم تكن صعبةً من الناحية السياسية، لكن التأثير الاقتصادي كان سلبياً، فلا إنتاج زراعي أو صناعي في المنطقة، ما اضطرّ «الهيئة» إلى السيطرة على طرق التجارة لتغطية نفقاتها. وإذ تحصّل ضرائبها من بوابة العبور الوحيدة لمناطقها مع تركيا، «باب الهوى»، حاولت «تحرير الشام»، فتْح بوابة عبور جديدة مع النظام السوري، لكنها لم تنجح في ذلك، فعملت للسيطرة على بوابات أخرى في اتجاه مناطق سيطرة «الوطني»، مِن مِثل عفرين وإعزاز والباب، وهي أغنى بكثير من إدلب - من أجل البقاء على قيد الحياة. ويرى الباحث أن «تحرير الشام» شعرت بخطر الزوال مع تراجع مواردها الاقتصادية، وإذا بقيت في إدلب فكأنّما تنتظر موتها الحتميّ.

ربما تكون لحظة شعور «هيئة تحرير الشام» بأنها وصلت إلى ذروة قوّتها هي لحظة انهيارها

3- تأثير الحرب في أوكرانيا:

أدّت الحرب الأوكرانية إلى سحْب روسيا العديد من قواتها من سوريا، وتراجعت وتيرة القصف الروسي لمناطق «تحرير الشام» و«الوطني»، وهو ما أدّى إلى شعور المعارضة بأنها أصبحت أقوى من الماضي، ودَفَع «الهيئة» إلى التفكير بالتمدُّد. ويقول الباحث إن روسيا وتركيا يمكن أن تتّفقا على الكثير من الأمور في سوريا، لكنهما تختلفان على الوضع في إدلب؛ فسوريا وروسيا تريدان - لأسباب استراتيجية - السيطرة على جنوب إدلب، فيما تعتقد تركيا أن أيّ هجوم سوري - روسي هناك سيعني نزوح ثلاثة ملايين سوري من إدلب إليها. من ناحية ثانية، تَرى روسيا أنّ «تحرير الشام» هي العقبة الأولى الكبرى من عقبتَين أمام سيطرة دمشق الكاملة على البلاد، فيما العقبة الثانية الكبرى هي «قسد». وهنا، تعتقد «الهيئة» أن التوجُّه شمالاً تحوّطاً من الغرق في وحول إدلب الجنوبية، وطريق «إم 4»، هو الأنسب. وهذا يمكن ضمناً أن يزيل عقبة من طريق المصالحة بين أنقرة ودمشق. ويعرض أركمين صراعات المجموعات المسلّحة الكثيرة داخل «الوطني» في الباب وعفرين وغيرها، ومن ثم انشقاق بعضها وتعاونها مع «تحرير الشام» نفسها، مثل «لواء السلطان سليمان شاه». ولذلك، كانت «تحرير الشام» تحتلّ عفرين في الـ 11 من الجاري بمساعدة الفصائل المنشقّة عن «الجيش الوطني»، وتقيم بوابة عبور في كفر جنة مع منطقة إعزاز التي انسحب إليها الفيلق الثالث في «الوطني»، ومن ثم جاء اتّفاق على وقف النار من عشر نقاط، وتوقُّف القتال، لكن فصائل أخرى من «الجيش الوطني» رفضت الاتفاق، فما كان من «تحرير الشام»، في 17 تشرين الأوّل، إلّا أن قامت بهجوم على كفر جنة واحتلتّها، وفيما كانت قاب قوسين من دخول إعزاز، تدخّل الجيش التركي ومنعها. وجرى التوصُّل إلى اتفاق ينصّ على انسحاب «الهيئة» من وسط عفرين، على أن تدار المدينة بصورة مشتركة من «الجيش الوطني» وعناصر «تحرير الشام»، وأن تستفيد الأخيرة من جميع العوائد الجمركية من كل بوابات العبور من عفرين إلى الباب وإعزاز. وينهي سرهاد أركمين بحثه بعرض أربعة احتمالات لمستقبل الوضع في إدلب:

1- شعور بعض مجموعات «الجيش الوطني» بأنها خُدعت وانهزمت أمام «تحرير الشام»، وبالتالي بدء اشتباكات جديدة معها.

2- تغيير اسم «الهيئة» وبنيتها وإشراك مجموعات من «الجيش الوطني» فيها، والسيطرة على كل المناطق التابعة لتركيا.

3- ظهور إدلب موسّعة، بحيث لا تكتفي روسيا وسوريا بالتوسّع في القرى الإدلبية، بل تقترب من مركز المدينة تذرّعاً بوجود «تحرير الشام».

4- الاحتمال الرابع هو مزيج من الاحتمالات الثلاثة أعلاه، وهو بدء روسيا بضرب «تحرير الشام» والفصائل الأخرى التابعة لـ«الجيش الوطني».

ويرى الباحث أن مجمل تطوّرات الوضع في شمال غرب سوريا، يَفترض تعزيز الدفع إلى التعاون بين دمشق وأنقرة لإنهاء الوضع هناك. وربما تكون لحظة شعور «هيئة تحرير الشام» بأنها وصلت إلى ذروة قوتها هي لحظة انهيارها ونقطة التحوّل نحو الاستقرار في سوريا. ويتوقّع أركمين أن تتّضح الأمور خلال أربعة أشهر تقريباً لمعرفة أيّ السيناريوات سيكون هو المتحقَّق.

معرض الكتاب السوريّ: لا وقت للقراءة... ولا مال

الاخبار.. تقرير لمى علي .. لم تعُد الجهات المشاركة والعناوين المُتاحة في المعرض «مغرية» كما كانت سابقاً

دمشق | أَغلق، قبل أيام، معرض الكتاب في «مكتبة الأسد الوطنية» في دمشق، أبوابه، بعد أن قدّم نسخة جديدة اختلفت كُلّياً عمّا كان عليه لأكثر من ثلاثين عاماً مضى، إذ تَحوّل اسمه من «معرض الكتاب الدولي» إلى «معرض الكتاب السوري»، فيما سُجّلت محدودية المشاركة فيه من قِبَل دور النشر التي لم يتجاوز عددها 50 داراً جميعها سوريّة، بعد أن كان يصل إلى 200 في كلّ دورة. وحتى توقيته أُجِّل من آب إلى تشرين الأوّل ليتزامن مع الاحتفالية الرسمية بدخول سوريا كعضو في «اتحاد الناشرين العرب». إلّا أنه نظراً إلى احتمالية الجوّ الماطر في هذا التوقيت - وفقاً لتبريرات القائمين على المعرض -، نُظّمت الأجنحة في بهْو المكتبة بطريقة مكتظّة، وليس في ساحتها الواسعة كالمعتاد. وخَصّصت هذه الدورة، التي حملت شعار «نقرأ... لنرتقي»، أكثر من 26 جناحاً لكتب الأطفال، فيما حافظت على النشاطات المألوفة كتوقيع الكتب وعرْض الأفلام، وإن بوتيرة أقلّ ممّا عُرف سابقاً. يقول مدير النشاط الثقافي في «مكتبة الأسد»، عصام عيساني، في حديث إلى «الأخبار»، إنه «بعد توقّف معرض الكتاب الدولي لمدّة عامَين، أصبح الهدف من المعرض التركيز على الكتاب السوري فقط، وتعريف الجمهور بأحدث الإصدارات السورية، بحيث لا ينقطع القارئ عن متابعة دُور النشر السورية، ويُتاح المجال أمامه للحصول على الكتب بأسعار مناسبة»، لافتاً إلى أنه كان من شروط المشاركة تقديم حسم بقيمة 25% على الأقلّ، مضيفاً: «وصلت الحسومات إلى 70% مُراعاةً للحالة المادّية الصعبة والقدرة الشرائية المختلفة عن المعارض السابقة».

القيمة والوجود

إثر تحوّل معرض الكتاب إلى «سوريّ»، بعد أن كان «دولياً» لأعوام طويلة (انطلق عام 1985)، بشكل كبير، في نوعيّة الكتب المعروضة، إذ إن الجهات المشاركة والعناوين المُتاحة لم تَعُد «مغرية» كما كانت سابقاً، فيما أصبحت الرفوف، على رغم امتلائها، لا تحمل القيمة التي كان ينتظرها الجميع من عامٍ إلى آخر. هنا، يَظهر، بشكل واضح، ضعف دُور النشر السورية أو تراجعها بسبب الأزمة المستمرّة، إضافة إلى تعامُل بعضها مع المشاركة في المعرض على مبدأ «رفع العتب»، والبعض الآخر لتحقيق الوجود فقط، إذ لا فائدة مادّية تُرتجى من المشاركة على ما يبدو، في ظلّ تدنّي القدرة الشرائية للسوريين بشكل عام.

الفروقات الاقتصادية التي اتّسعت بين السوريين ستؤثّر حتماً في الجانبَين التعليمي والثقافي

خرج المهندس عامر من المعرض صفر اليدين. على رغم تجوّله وزوجته في جميع الأجنحة لأكثر من ساعة، إلّا أنه لم يشترِ أيّ كتاب. هكذا، لم تَعُد زيارتهما للمعرض سوى تقليد سنوي كـ«مشوار»؛ فلا الأسعار تعجبهما ولا الكتب المتوافرة أيضاً. بدورها، تعترض عواطف، وهي موظّفة وخرّيجة كلية اقتصاد، على الأسعار، وترى أنها غير متناسبة مع الدخل مِثلها مِثل الكثير من حاجات المواطن، معتبرة أن الحسومات الحقيقية لا تشمل جميع الأجنحة وجميع العناوين. ولذا، لم تَجد ما يشجّعها على تعديل مخطّطها للإنفاق، فكانت حصيلة زيارتها ثلاث روايات قرأتها سابقاً إلكترونياً، وترغب في الاحتفاظ بها ورقياً، مقابل حوالى 50 ألف ليرة سورية دفعتْها هناك. من جهتها، توضح فاديا عبد الخالق أن دار النشر التي تمثّلها «حاولت المحافظة على هامش معيّن من الأسعار لمراعاة الظروف الاقتصادية للزوّار، في ظلّ ملاحظة انخفاض طلب الاحتياجات إلى النصف عن العام الماضي، وعدم إمكانية مقارنة الإقبال أو الشراء بما كان عليه في الأعوام السابقة». وتضيف عبد الخالق أن «مشاركتنا في المعرض هي لتثبيت وجودنا في بلدنا من جهة، والاستمرار مع عدد من دُور النشر في دعم صناعة الكتاب السوري ومعرضه من جهة أخرى. أمّا على الصعيد المادي، فقد لا نصل إلى تحقيق مردود مصاريف المشاركة». وتشير إلى أن الدار قدّمت «العديد من الكتب مجّاناً لطلّاب جامعات، لا يملكون بالفعل ثمن كتاب يسعون للحصول عليه».

ثقافة مدفوعة الثمن

الفروقات الاقتصادية التي اتّسعت بين السوريين، وكادت تلغي الطبقة المتوسّطة، ستؤثّر حتماً في الجانبَين التعليمي والثقافي، إذ إن المال أصبح متقدّماً على سُلّم مقوّمات التعلّم والتمدرس والتثقّف، فيما بات مَن يمتلكه يتوفّر على فُرص أكبر ووقت أطول لشراء الكتب والمطالعة. وفي المقابل، حُكم على أبناء الطبقة الفقيرة، بسبب انشغالهم اليومي بتأمين متطلّبات العيش، بالابتعاد عن الكُتب ومَعارضها. يتأسّف العم جبر، وهو مدرّس متقاعد، لِما وصل إليه من ضيق مادي، مَنعه من مُتعة انتقاء واقتناء الكتب التي تُعجبه، بعد أن كان يتباهى بأنه «يتغذّى ثقافة ويأكل كتباً». ويعترف بأنه كان مدّعياً عندما قال: «مستعد أقطع اللقمة عن تمّي وتمّ ولادي مقابل كتاب»، لأنه اليوم في خضمّ حساب مصاريف بيته وأولاده والحاجات الضرورية فقط، لم تَجِد الكتب مكاناً لها لديه ولو صغيراً، وكانت النتيجة إلغاء زيارة المعرض السنوي «حتى لا تزيد الحسرة». من جهتها، أعادت نادين (طالبة علم نفس) الكتب التي اختارتها إلى الرفوف، بعد أن حسمت قرارها بعدم الشراء من المعرض، وإنّما البحث عمّا تريده على «البسطات» تحت «جسر الرئيس»، حيث ستجده غالباً وإن اختلَف المترجم ودار النشر، وتقريباً برُبع سعره في «المكتبة الوطنية». أمّا عدنان، الذي اصطحب أولاده الثلاثة إلى المكتبة لشراء ما يرغبون به من قصص ومواد تعليمية، فكان جوابه عن حصيلة زيارته: «دفعْنا 200 ألف ليرة».



السابق

أخبار لبنان..«العهد المأزوم»: عون دخل علی انقسام.. وخرج بـ«رسائل انتقام»..عون وميقاتي "يحتكمان" لبرّي..وباسيل يحشر "حزب الله": أنا مرشحُك الرئاسي..عون يختم عهده بفتح معركة رئاسة باسيل قبل يوم واحد من انتهاء ولايته..القصر الرئاسي اللبناني في عهدة «الفراغ السادس»..عون يوقع «استقالة» الحكومة «المستقيلة» ويطلب سحب التكليف من ميقاتي..القراءة الدستورية لمرسوم استقالة الحكومة..لزوم ما لا يلزم..

التالي

أخبار العراق..كيف ستدير الحكومة الجديدة علاقة بغداد مع واشنطن؟.."شهادات" وزير عراقي تعيد فضيحة "الجامعة الإسلامية" إلى الواجهة..السوداني يتسلم مفاتيح بغداد ببرود والكاظمي يُنهي عهده محاصَراً..بغداد: الخلاف الكردي ـ الكردي يعرقل إكمال الحكومة..الانتخابات المبكرة في العراق تنتظر أداء السوداني والتسوية مع الصدر..وسط الجفاف..مزارعو العراق أمام "خيار مرير"..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,181,447

عدد الزوار: 6,759,374

المتواجدون الآن: 113