أخبار سوريا..التغييرات المحتملة في سوريا.. خارجية.. التطورات تجعل الأسد أكثر التصاقاً... بإيران.. هدية «التوازن الدولي» لتركيا قضم المزيد من الأراضي السورية..تحذيرات أميركية من «صِدام مباشر» مع روسيا في سورية..«البنتاغون» يعتبر تصرفات روسيا في سوريا «استفزازية».. اغتيالات تحصد مزيداً من الضحايا في درعا.. تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة..وزير الداخلية التركي يتفقد أعمال بناء وحدات سكنية في تل أبيض..

تاريخ الإضافة الأحد 19 حزيران 2022 - 5:10 ص    عدد الزيارات 947    القسم عربية

        


التغييرات المحتملة في سوريا... خارجية...

الشرق الاوسط... لندن: إبراهيم حميدي... بعد 11 سنة على بدء الاحتجاجات واندلاع النزاع، وبعد أكثر من سنتين على ثبات خطوط التماس بين مناطق النفوذ الثلاث في البلاد، هل هناك تغيير محتمل؟ هل هو خارجي أم داخلي؟

حصلت تقلبات عسكرية وسياسية كثيرة في العقد الماضي. توسعت مناطق وتقلصت أخرى. ارتفعت توقعات وانخفضت أخرى، إلى أن استقر المشهد السوري على تقسيم البلاد إلى «دويلات» ثلاث: واحدة تحت سيطرة الحكومة بدعم روسي وإيراني، وثانية تحت إدارة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بدعم التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، وثالثة، تحت سيطرة فصائل مقاتلة وإسلامية وجيوب متطرفة بتأييد تركي. الجمود على خطوط التماس بين «الدويلات» الثلاث، صار له أكثر من 27 شهراً، وهي أطول فترة تستقر فيها السيطرة الجغرافية منذ 11 سنة. وتقوم هذه المناطق على مدن وقرى وأحياء مدمرة، تغييرات ديموغرافية، نازحين ولاجئين. أكثر من 12 مليون شخص تركوا بلادهم، هم نصف عدد السكان السوريين. أيضًا، هناك أكثر من سبعة ملايين شخص غادروا البلاد، بينهم أكثر من مليون إلى الدول الغربية. سيل الهجرة، لم يتوقف وإن كانت أسبابه باتت اقتصادية وليست عسكرية أو سياسية. الجامع بين السوريين حيثما كانوا هو المعاناة من الأزمة الاقتصادية، حتى إن التطبيع العربي لم يحل مشكلتهم الاقتصادية، كما أن المدد الذي كان سيأتي به «أنبوب الغاز العربي»، تبدد طالما أن سيف «قانون قيصر» الأميركي والعقوبات الغربية قائمان، إلى حد أن البلاد غرقت في الظلام لساعات يوم أمس. هناك تعاون واتفاقات وتجارة وتفاهمات بين «الدويلات» الثلاث. والفاعلون في كل منها يتصرفون على أن الجمود مستمر إلى فترة طويلة، وأن «الفرج سيأتي من الغير».

هل من تغيير محتمل على هذه الصورة؟

الواضح، أن المعادلات استقرت على توازنات بعد مقايضات خارجية، ولم يعد السوريون قادرين على القيام بأي تغيير جوهري فيها. بالتالي، فإن التغيير الوارد، مصدره خارجي وهناك أربعة احتمالات آتية من أربع قوى عسكرية خارجية:

أولاً، تركيا: يتحدث المسؤولون الأتراك مراراً عن احتمال شن عملية عسكرية في شمال البلاد. هم يعتقدون أن الحرب الأوكرانية والصدام الروسي - الغربي فيها، أديا إلى تقوية أوراقهم التفاوضية في سوريا والإقليم. يحاولون الاستثمار في ذلك، عبر شن توغل يضعف أي كيان كردي محتمل على حدودهم الجنوبية شمال سوريا. هناك تركيز تركي على منبج الخاضعة لسيطرة حلفاء أميركا أو تل رفعت الخاضعة لسيطرة شركاء روسيا، إضافة إلى تصعيد شرق الفرات، الذي تسيطر عليه أميركا في شكل أعمق.

أي توغل تركي من دون تفاهمات من روسيا وشركائها وأميركا وحلفائها، سيؤدي إلى تغيير خطوط التماس، ويفتح الباب إلى تصعيد عسكري جديد. ما حدود التغيير؟ هل ستخلط الأوراق؟

ثانيًا، إيران: أمام انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية، واحتمال امتداد تلك الحرب، تحاول إيران وغيرها ملء الفراغ في سوريا. تقابل إسرائيل ذلك بتكثيف عملياتها العسكرية ضد «أهداف استراتيجية إيرانية» في سوريا، وكان آخرها ضرب مطار دمشق الدولي وعزل العاصمة السورية عن العالم.

بالتوازي، مع هذا، فإن «حرب الظل» بين طهران وتل أبيب انتقلت إلى قلب إيران مع حديث إسرائيلي عن استراتيجية «رأس الأخطبوط». إلى أي مدى يبقى التصعيد الإيراني - الإسرائيلي في سوريا، مضبوطاً من روسيا؟ هل تتحول سوريا إلى ساحة لصدام مباشر واحتمال شن إيران هجمات «مسيرات» من الأراضي السورية؟

ثالثًا، روسيا: هناك اتفاق «منع صدام» بين الجيشين الروسي والأميركي منذ منتصف 2017، غرب نهر الفرات لموسكو، شرق الفرات لواشنطن. حصلت بعض المناوشات، لكن استراتيجياً كان هناك التزام بالاتفاق. الجديد، أنه أمام التصعيد بين الطرفين في أوكرانيا، بدأت روسيا تختبر الأميركيين عسكرياً في سوريا سواء فوق قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا أو شمالها. إلى أي حد يبقى التوتر مضبوطاً بينهما؟ هل تتحول سوريا ساحة للانتقام سواء من أميركا أو روسيا؟

رابعاً، أميركا: منذ وصول الرئيس جو بايدن، استقر الوجود العسكري الأميركي في سوريا خصوصاً بعد «الإهانة الأفغانية»، على عكس ما كان عليه الحال زمن إدارة الرئيس دونالد ترمب، عندما كان وجود جيشه وجيوش حلفائه رهن تغريدة. هل يبقى قرار بايدن صامداً أمام مغامرات الرئيس المجروح فلاديمير بوتين؟ هل تتغير الأمور بالانتخابات الرئاسية المقبلة بعد نحو سنتين؟

يعرف السوريون، معظمهم أو بعضهم، أنهم خارج اللعبة والقرار في بلادهم، وأن سوريا تحولت من لاعب إلى ملعب. كل طرف منهم يراهن على مفاجأة يحملها حليفه العسكري الخارجي، وعلى نكسة تضرب خصمه المحلي بأدوات خارجية. بين الضربة والنعمة، يسهر السوريون في قعر المعاناة وينامون في الظلام... بانتظار الفرج.

التطورات تجعل الأسد أكثر التصاقاً... بإيران...

هدية «التوازن الدولي» لتركيا قضم المزيد من الأراضي السورية

الراي... | بقلم - إيليا ج. مغناير |......في العام 2014، أيد الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا هولاند فكرة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إقامة منطقة عازلة بين سورية وتركيا لاستقبال النازحين والمهجرين السوريين، ولكن الولايات المتحدة رفضت الفكرة وقاومتها. لكن الأمور اختلفت اليوم، حتى بعد دخول روسيا الحرب في سورية ومساعدتها لدمشق وحلفائها على استعادة غالبية الأراضي من الفصائل المسلحة. فقد قبض أردوغان على أوراق مهمة تحتاجها واشنطن وموسكو، ليعلن أنه يريد إحياء مطلبه السابق وقضم مساحة 30 كيلومتراً على طول الحدود مع سورية. ويبدو أن المعركة الأولى للتقدم في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الإدارة الذاتية الكردية واقعة لا محالة ولكن على مراحل وعلى نحو متدحرج. تجد تركيا نفسها في موقع مثالي بين روسيا وأميركا، اللتين تريدان إرضاء أردوغان بعد اندلاع الحرب بين القوتين العظميين على الأرض الأوكرانية. واشنطن تريد توسيع حلف شمال الأطلسي لتضيف السويد وفنلندا إلى الـ 30 دولة الحالية بهدف محاصرة روسيا وإبقاء الهيمنة الأميركية على الغرب وأوروبا بالتحديد. ولذلك فهي تحتاج موافقة أنقرة التي تقف ضد انضمام أعضاء جدد إلى «الناتو»، مُختلقة عذر دعم السويد وإيوائها لقادة من «حزب العمال الكردستاني» التي تعتبره أنقرة (وأوروبا وأميركا) «إرهابياً»، وهو الحزب نفسه بفرعه السوري، الذي تدعمه القوات الأميركية في شمال شرقي سورية، والتي تمنع إعادة اللُّحمة مع الحكومة المركزية في دمشق. من هنا، فإن رفع سقف مطالب تركيا يعني بعث رسالة لأميركا تنطوي على أنها مستعدة للتفاوض وهي تمسك بيدها ورقة لا بد لواشنطن أن تطلبها عاجلاً أم آجلاً. فهناك ملفات قطع الغيار لمقاتلات «إف - 16» الأميركية التي تشكل عماد أسطول القوات الجوية التركية والتي تمنع الولايات المتحدة تصديرها بسبب العقوبات التي فرضتها إثر قرار أنقرة شراء منظومة «إس - 400» الروسية. كما أن واشنطن أوقفت تسليم أنقرة مقاتلات «إف - 35» التي دفعت تركيا 1.4 مليار دولار من ثمنها وتسلّمت أربعة منها، إضافة إلى أن الطيارين الأتراك أبعدوا من أميركا قبل إنهائهم التدريب على المقاتلة المتطورة. أما موسكو فهي أيضاً تمتلك مصالح إستراتيجية مع تركيا، مثل التبادل التجاري والسياحي وخط الغاز «تركستريم»، ورفض أنقرة إدخال أعضاء جدد إلى «الناتو» ودروها في الحرب الأوكرانية عبر الاستعداد لاستضافة الحوار الروسي - الأوكراني الذي توقف. إضافة إلى سيطرة أنقرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، والأجواء التركية التي تحتاجها روسيا لحركة طائراتها من قاعدة حميميم الجوية السورية وإليها. ورغم اختلاف السياسة التركية - الروسية في سورية، إلا أن موسكو مستعدة دائماً لدخول «البازار» والتفاوض، خصوصاً أن مصلحتها القومية والإستراتيجية فوق كل اعتبار. فقد بدأت روسيا بإرسال الإشارات توحي بعدم اعتراضها على قضم تركيا المزيد من الأراضي السورية. إلا أن هذا الموقف يحتاج لتحضيرات ومبررات خصوصاً أن من المفترض أن تكون دمشق أيضاً حليفاً إستراتيجياً لموسكو. وبدأت روسيا بالطلب من أكراد سورية التفاوض مع دمشق لإعطاء المنطقة التي تريدها تركيا، للجيش السوري. وتعلم موسكو أن أكراد سورية لا يملكون أي قرار لأن أميركا هي المهيمن الوحيد في الشمال الشرقي السوري. وقد تجلى ذلك، عندما تخلت القوات الكردية عن إقليم عفرين وقبلت بتهجير أكثر من 300 ألف من الأهالي في عملية «غصن الزيتون» التركية، والذين تتم عملية بيع منازلهم وأراضيهم. كل ذلك، لمنع سيطرة دمشق على الإقليم. يقول مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتيف ان العملية العسكرية التركية «محتملة»، وأن هذا العمل سيكون «غير حكيم»، وتالياً فإن موسكو لم ولن تدفع بالمزيد من القوات إلى المناطق التي تريد تركيا احتلالها، وتالياً فان الرفض الروسي لم يحصل والموافقة الأميركية العلنية لم تحصل أيضاً رغم إشارات «خوف» أميركية خجولة من هذه العملية. ومن المتوقع أن تقسم تركيا عملياتها إلى مراحل، تبدأ أولها بقضم تل رفعت ومنبج، لتعود في مرحلة أخرى نحو تل تمر وعين عيسى، وفي مرحلة بعيدة نحو القامشلي والحسكة والمالكية. ولن تحصل أي عملية تركية من دون موافقة أو «غض نظر» أميركي - روسي. فإيران ترفض بشدة التوغل التركي لعلمها ويقينها ان أردوغان لن يتخلى عن أي شبر يحتله في سورية بل سيعتبره جزءاً من الأراضي التركية، كما يفعل اليوم في إدلب ومحيطها. من الواضح أن الموقف الإيراني ينضم إلى الموقف السوري ويقوم على تعزيز القوات السورية والحليفة في محاولة للدفاع عسكرياً عن المناطق التي تريدها تركيا. ولهذا، فقد زجت القيادة العسكرية السورية والمشتركة بقوات كبيرة في المنطقة لعلمها أن الأكراد لن يتحركوا من دون أوامر من القيادة العسكرية الأميركية التي لا تريد إغضاب أنقرة في هذا الوقت بالذات. أما تركيا، فهي تعتقد أن الوقت المثالي لاحتلال أراضٍ سورية بسبب ما أفضى إليه التوازن الدولي، وأيضاً نتيجة وضعها الداخلي. فالعملة متدهورة والداخل يغلي، ويُتهم المهجرون السوريون بتأجيج الأزمة الاقتصادية، وتالياً فان إخراج مليون ونصف المليون من أصل 4 ملايين لاجئ سوري يخدم مصلحة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، انتخابياً. واحتلال منطقة الشمال التي تشكّل السلة الغذائية والنفطية والغازية وفيها السدود المائية، يعتبر نصراً سياسياً لأردوغان. إذاً هي عملية بيع وشراء بين أميركا وروسيا وتركيا. وتدرك دمشق الأمر، وهذا ما يمنع الأسد من وضع «البيض السوري» في السلة الروسية، ويجعله أكثر تمسكاً والتصاقاً بإيران. ويبقى الرهان على فشل أو نجاح العملية العسكرية المرتقبة... إنها مسألة وقت في انتظار «ساعة الصفر» التركية.

تحذيرات أميركية من «صِدام مباشر» مع روسيا في سورية...

الراي.... حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من خطر صِدام مباشر بين القوات الأميركية والروسية في سورية، واتهموا موسكو بـ«خطوات استفزازية». ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول عسكري أميركي أن روسيا شنت غارة على مواقع في منطقة التنف يوم الأربعاء الماضي، حيث يدرب عسكريون أميركيون مقاتلين محليين. وبحسب المسؤول، أبلغت روسيا العسكريين الأميركيين بالغارة مسبقا عبر قناة الاتصال التي تم إطلاقها منذ سنوات، ونفذت الغارة ردا على هجمات ضد القوات السورية. وأوضح المسؤول أن طائرتين روسيتين من نوع «سو 35» وطائرة أخرى من نوع «سو 24» ضربت موقعا عسكريا في التنف بعد البلاغ. وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن المسؤولين أعربوا عن قلقهم إزاء الغارة التي يقولون إنها لم تستهدف القوات الأميركية بشكل مباشر، لكنها «تتحدى» مهمة القوات الأميركية في سورية. ونفى المسؤولون وجود أي قوات أميركية بالقرب من مكان الغارة، مشيرين إلى أنها لم تسفر عن أي خسائر في صفوف الأميركيين، لكنهم اعتبروا ذلك «تصعيدا ملموسا للاستفزاز». وتحدث عسكريون أميركيون كذلك عن نشر روسيا مقاتلتين من نوع «سو 34» في المنطقة التي قامت القوات الأميركية فيها بعملية ضد تنظيم «داعش» شمال شرقي سورية، وسحبتهما بعد توجه مقاتلات «إف 16» أميركية إلى المنطقة. ونقلت الصحيفة عن عسكريين أميركيين قولهم إنه كانت هناك أيضا «حوادث» أخرى خلال الأسبوعين الأخيرين، دون الكشف عن أي تفاصيل في شأنها. وقال قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية (سينتكوم)، الجنرال إيريك كوريلا: «نسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا». وأضاف: «ولكن تصرفات روسيا الأخيرة كانت استفزازية وتصعيدية». يذكر أن قاعدة التنف الأميركية يوجد فيها نحو 200 عسكري، فيما يصل العدد الإجمالي للقوات الأميركية في سورية لنحو 900، حسب المسؤولين الأميركيين.

واشنطن تحذر من «استفزازات» روسية قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة في سورية

«قسد» تقاوم ضغوطاً لدمجها في الجيش السوري

الجريدة... وسط التوترات العالية بسبب حرب أوكرانيا وجهود واشنطن وحلفائها لهزيمة موسكو، قد تتحوّل سورية من جديد إلى ساحة مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، مع تزايد المؤشرات على إمكانية وقوع صدام مباشر بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم. واتهم مسؤولون عسكريون أميركيون القوات الروسية باتخاذ «خطوات استفزازية» في سورية، محذرين من أن سوء التقدير قد يتصاعد إلى صراع غير مقصود مع القوات الأميركية. وتحدث العسكريون الأميركيون عن نشر روسيا مقاتلتين من نوع «سو 34» في منطقة عمليات القوات الأميركية ضد تنظيم «داعش» شمال شرق سورية، وتحديداً في موقع كانت تلاحق فيه على صانع قنابل للتنظيم، وسحبتهما بعد توجه مقاتلات «إف 16» أميركية إلى المنطقة. وأكد مسؤول عسكري أميركي، لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أن روسيا نفذت الأربعاء الماضي غارات جوية على قاعدة التنف الحدودية مع العراق والأردن، والتي تتخذها القوات الأميركية مقراً لمواجهة «داعش»، وتدرب فيها مجموعات سورية أبرزها «مغاوير الثورة». وبحسب المسؤول، أبلغت روسيا القيادة الأميركية بالغارات مسبقاً عبر قناة اتصال تم إطلاقها منذ سنوات، موضحاً أن طائرتين من نوع «سو 35» وطائرة أخرى من نوع «سو 24» ضربت موقعاً عسكرياً في التنف بعد البلاغ رداً على هجمات ضد القوات السورية. وأشارت «وول ستريت» إلى أن المسؤولين أعربوا عن قلقهم من الغارات، معتبرين أنها «تتحدى» مهمة القوات الأميركية في سورية و«تصعيد ملموس للاستفزاز». ورغم نفي المسؤولين وجود أي قوات أميركية بالقرب من المكان المستهدف وعدم وجود أي خسائر في صفوفها، فإنهم أشاروا إلى وقوع «حوادث» أخرى خلال الأسبوعين الأخيرين، دون الكشف عن تفاصيلها. وقال قائد القيادة الأميركية (سينتكوم)، الجنرال إيريك كوريلا: «نسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا»، مضيفاً: «ولكن تصرفات روسيا الأخيرة كانت استفزازية وتصعيدية». وأعلن فصيل جيش «مغاوير الثورة» المدعوم أميركياً عن تعرض أحد مواقعه في منطقة 55 على المثلث الحدودي لهجوم ثان بطائرات مسيّرة فجر الخميس الماضي. ورجّح المرصد السوري أن المسيّرة تابعة للميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة العليانة على بعد 30 كلم من التنف، التي تضم 200 جندي أميركي من أصل 900 في سورية، مشيراً إلى أنها استهدفت «حوش مطرود». وفي إطار الخطوات التصعيدية، قال مسؤولون في قوات سورية الديمقراطية (قسد)، إنهم يرفضون محاولات روسيا دمجهم في الجيش السوري الحكومي. وكان مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف قال، إن هذه المساعي الروسية تأتي في إطار تسوية لقطع الطريق على هجوم تركي جديد داخل الاراضي السورية. وبينما عززت القوات الأميركية والتحالف الدولي انتشارها شمال شرق سورية، أشار لافرنتييف إلى أن «العملية التركية قد تدفع الأكراد نحو إقامة دولة ستكون لها عواقب بعيدة المدى»، محذراً من أنها قد تتسبب في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري. وسبق أن دعا قائد «قسد» مظلوم عبدي الجيش السوري إلى استخدام أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة تهديدات تركيا، مؤكداً أن قواته منفتحة على العمل معه للتصدي لها دون حاجة لإرسال قوات إضافية. من جهة أخرى، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، أن إسرائيل تنسق سراً مع الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في سورية، مؤكدين أن الجيش الأميركي وافق على أغلبيتها ويساعد الإسرائيليين في تحديد الأهداف. وأشاروا إلى أن حلفاء الولايات المتحدة يواجهون في سورية ساحة مزدحمة بجماعات مسلحة مدعومة من إيران.

«البنتاغون» يعتبر تصرفات روسيا في سوريا «استفزازية»

قال إنه يسعى إلى تجنب «أي خطأ في الحسابات» بعد قصف استهدف قاعدة التنف

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... أعرب مسؤولون عسكريون أميركيون عن خشيتهم من تزايد خطر التصادم المباشر بين القوات الأميركية والروسية في سوريا. وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم) الجنرال إيريك كوريلا، في بيان، إن قواته في المنطقة «تسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا». وأضاف: «ولكن تصرفات روسيا الأخيرة كانت استفزازية وتصعيدية»، في إشارة إلى الغارة الروسية على منطقة التنف، التي جرت يوم الأربعاء الماضي. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في «البنتاغون»، تخوفهم من حدوث تصادم مع الروس، متهمين القوات الروسية بالقيام بخطوات «استفزازية». وقال مسؤول عسكري أميركي إن روسيا شنّت غارة على مواقع في منطقة التنف يوم الأربعاء الماضي، بالقرب من القاعدة الأميركية، التي تشرف على تدريب مقاتلين محليين يتصدون لمقاتلي تنظيم «داعش». وبحسب المسؤول، أبلغت روسيا العسكريين الأميركيين بالغارة مسبقاً عبر قناة الاتصال التي تم إطلاقها منذ سنوات، حيث نفذت الغارة «رداً على هجمات كانت قد تعرضت لها القوات السورية الحليفة». وأوضح المسؤول أن طائرتين روسيتين من نوع «سو 35» وطائرة أخرى من نوع «سو 24» ضربت موقعاً عسكرياً في التنف، بعد عملية الإبلاغ عبر قناة الاتصال. ورغم أن الغارة لم تستهدف القوات الأميركية، ولم يتعرض الجنود الأميركيون للخطر، فإن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من أن الغارة تشكل تحدياً لمهمة القوات الأميركية في سوريا، وتصعيداً ملموساً للاستفزاز. من جهة أخرى، أفادت الصحيفة بأن روسيا أرسلت طائرتين حربيتين من نوع «سو 34» إلى المنطقة التي نفذت فيها القوات الأميركية يوم الخميس عملية إنزال لاعتقال أحد قادة تنظيم «داعش»، شمال شرقي سوريا. لكنها قامت بسحبهما سريعاً بعد توجه مقاتلات أميركية من نوع «إف 16» إلى المنطقة. كما تحدث المسؤولون الأميركيون عن حوادث أخرى جرت في الأسبوعين الماضيين، من دون الكشف عن تفاصيلها. ويتمركز في قاعدة التنف الواقعة على المثلث الحدودي العراقي السوري الأردني، نحو 200 جندي أميركي، من أصل نحو 900 جندي ينتشرون في مناطق شمال شرقي سوريا. ورغم قيام روسيا بسحب عدد من قواتها ومعداتها الحربية من سوريا بعد غزوها لأوكرانيا، تصاعد الحديث عن «فراغ» قد تستغله إيران للحلول مكانها. ورغم ذلك، عمدت روسيا إلى تصعيد تدخلاتها في مواقع قريبة من انتشار القوات الأميركية، للتأكيد على أنها لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات حربية في أكثر من مكان في الوقت نفسه. والحادثة الأخيرة لم تكن الأولى، فقد قصفت طائرات روسية عام 2016 قاعدة التنف، بعدما غادرت طائرتان للبحرية الأميركية من نوع «إف 18» كانتا في دورية في المنطقة للتزود بالوقود. ولم يكن في القاعدة في ذلك الوقت قوات أميركية، لكن الغارة أدت إلى مقتل مقاتلين سوريين، وصفتهم روسيا بالإرهابيين. وفي عام 2017، وجهت روسيا إنذاراً للولايات المتحدة لسحب أفرادها من القاعدة خلال 48 ساعة، لكن واشنطن رفضت، وانقضت مدة الإنذار من دون أي تطور. بيد أن أخطر الأحداث التي وقعت بين الروس والأميركيين، كانت عام 2018، رغم عدم تورط الجنود الروس النظاميين فيه. وبعدما تقدم مقاتلون من مجموعة «فاغنر» الروسية إلى شرق سوريا وأطلقوا النار على القوات الأميركية تجاهلوا تحذيرات الجيش الأميركي، الذي طلب منهم المغادرة. وبعد ذلك شنّت طائرات أميركية هجوماً دامياً، أدى إلى مقتل «بضع مئات من الروس»، بحسب قول وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، عام 2018، خلال جلسة تأكيد توليه منصب وزير الخارجية. وأعلن الجيش الروسي أنه لا علاقة له بالحادثة.

اغتيالات تحصد مزيداً من الضحايا في درعا... ومخاوف من عودة «خلايا داعش»

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... سجّلت محافظة درعا في جنوب سوريا مزيداً من عمليات الانفلات الأمني، وكان آخرها سلسلة اغتيالات أو جرائم قتل استهدفت ضابطاً وعنصراً من قوات النظام السوري، وأحد القادة المحليين الذين يعملون مع جهاز الأمن العسكري، وأحد عناصر المعارضة الرافضين للتسوية مع الحكومة في دمشق. وأفادت مصادر محلية في درعا بأن ضابطاً في قوات النظام قُتل، صباح السبت، إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وسحم الجولان غرب درعا. كما عثر الأهالي في مدينة جاسم، صباح يوم الجمعة، على جثة مقطوعة الرأس ملقاة على قارعة الطريق تعود لأحد عناصر النظام كان يؤدي الخدمة العسكرية في نقطة تابعة للقوات الحكومية في المنطقة الغربية من درعا. وشهدت المنطقة، بعد الحادثة، استنفاراً أمنياً من قبل قوات النظام، في ظل مخاوف من عودة نشاط خلايا تابعة لتنظيم «داعش»، بعدما تم القضاء على التنظيم في معقله بحوض اليرموك عام 2018. وقال الناشط محمد الزعبي من ريف درعا الغربي لـ«الشرق الأوسط» إن حادثة الاغتيال بحق أحد عناصر النظام والتنكيل بالجثة (قطع الرأس) فتحت احتمال وجود خلايا تابعة لتنظيم «داعش» تنشط في المنطقة، خصوصاً أن منطقة جاسم تحديداً شهدت قبل فترة وجيزة (15 مارس «آذار» الماضي) هجمات على قوات النظام التي ردت بإرسال دوريات إلى أحد أحياء المدينة، بعد ورد أبناء عن وجود مجموعة مسلحة تابعة لـ«داعش» من خارج جاسم تتحصن ضمن أبنية سكنية في الحي الغربي من المدينة. واندلعت حينها اشتباكات مع مسلحين أدت إلى مقتل أحدهم، واتضح أنه يتحدر من بلدة برقة شمال درعا، وكان يعمل سابقاً ضمن صفوف «داعش» في منطقة حوض اليرموك غرب درعا. وبعد مفاوضات بين وجهاء ومعنيين في مدينة جاسم، تم الاتفاق على إخراج المسلحين الموجودين في المدينة، الذين هم بالأساس ليسوا من أبنائها، وإطلاق سراح عناصر من قوات النظام أسَرَتهم المجموعة المسلحة. وشدد الناشط الزعبي على أن ظهور هذه الخلايا «الداعشية» يشكل خطراً جديداً يهدد محافظة درعا، لافتاً إلى أن المنطقة التي وقعت فيها الحادثة بريف درعا الشمالي شهدت العديد من عمليات القتل والاغتيالات التي طالت عناصر للنظام وقادة فصائل معارضة سابقاً وأعضاء من لجان التفاوض. وأوضح أن وجود مثل هذه الخلايا في المنطقة يعطي للنظام السوري ذريعة لاقتحامها، كما أن استمرار وجودها يشكل خطراً على حياة المعارضين لهذا التفكير المتطرف، سواء كانوا موالين أو معارضين. ويقول الزعبي إن خلايا «داعش» في المنطقة هي من بقايا «جيش خالد بن الوليد» المبايع لـ«داعش»، الذي كان ينتشر في مناطق بحوض اليرموك بريف درعا الغربي، وكان يقدر تعداد أفراده سابقاً بـ1500 عنصر. وانتهى هذا التشكيل عام 2018 بعد معارك شاركت فيها فصائل المعارضة وقوات النظام السوري والطيران الروسي. وانتهت بسيطرة النظام على المنطقة حينها، وأسره عشرات من عناصر التنظيم الذين كانوا في منطقة الحوض، بينما نجح آخرون في الفرار من مناطق الحوض قبيل بدء المعارك إلى مناطق أخرى بريف درعا الغربي. كما أن هناك بعض العناصر تم الإفراج عنهم بصفقات يصفها معارضون بأنها «مشبوهة» مع الأجهزة الأمنية، وانخرطوا ضمن تشكيلات ومجموعات محلية تابعة للنظام السوري في المنطقة. في غضون ذلك، تعرض أبرز المطلوبين للنظام السوري في مدينة طفس بريف درعا الغربي، محمد الربداوي، لعملية اغتيال يوم الجمعة حيث تم استهدافه بإطلاق نار، ما أدى إلى مقتله فوراً. وكان القتيل يعمل ضمن مجموعة محلية مسلحة يقودها خلدون الزعبي، علماً بأنه أحد الأشخاص الذين طالب النظام السوري بتسليمه أو ترحيله إلى شمال البلاد، قبيل التسويات الأخيرة التي شهدتها مدينة طفس في صيف عام 2021. ويوم الخميس قُتل المدعو أيمن الزعبي، وهو أحد القياديين، الذين شكلوا مجموعات محلية تعمل مع جهاز الأمن العسكري، وسط بلدة الجيزة بالريف الشرقي من درعا، حيث تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في أحد المحال التجارية في وضح النهار. والزعبي أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً، وكان يقود ذات المجموعة قبل اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف عام 2018. وقال خبراء إن الموقع الجغرافي لمحافظات جنوب سوريا، وانتشار الفقر والبطالة والمخدرات فيها، وغياب دور فاعل للسلطات الحكومية والمحلية في إعادة الاستقرار للمنطقة، كلها عوامل لعبت دوراً في استمرار انهيار الوضع الأمني في مناطق جنوب البلاد.

تحركات أميركية وروسية وتركية في ريف الحسكة

الشرق الاوسط.. القامشلي: كمال شيخو... في الوقت الذي بدأت فيه القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالية لها تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقة عملية «نبع السلام» بريف مدينة رأس العين في الحسكة (شمال شرقي سوريا)، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر المجاورة وتفقدت نقاط التماس ومركز البلدة، وجالت على خطوط الجبهة. وفي الوقت ذاته دفعت القوات الروسية بمزيد من الأسلحة إلى قاعدتها في منطقة «المباقر» غرب تل تمر، ضمت أجهزة رادار وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران. وذكرت صفحات محلية ومواقع إخبارية أن الفصائل السورية الموالية لتركيا وتحت إشراف ومشاركة ضباط من الجيش التركي، نفذت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بريف مدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة في مناطق عملية «نبع السلام». ووصلت طلائع هذه القوات إلى خطوط التماس الفاصلة بينها وبين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جهة، ومواقع انتشار الجيش السوري الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، في حين جددت المدفعية التركية قصفها على محيط ناحية أبو راسين وقصفت قريتي تل الورد والربيعات بريفها الجنوبي بعد 10 أيام من الهدوء الحذر. كما قصفت فصائل المعارضة السورية، ليل الجمعة السبت، بالقذائف قرية الطويلة غرب تل تمر. وقال آرام حنا، المتحدث باسم قوات «قسد»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن فرق الرصد التابعة لهم «مستنفرة تتابع التطورات الميدانية شمال الحسكة، وعموم تشكيلات قواتنا رفعت جاهزيتها بما فيها الوحدات الخاصة، تأهباً لأي تحركات عسكرية مضادة». إلى ذلك، سيّرت القوات الأميركية دورية في بلدة تل تمر، بعد أيام من دفع القوات الروسية والقوات الحكومة السورية بمزيد من التعزيزات إلى مواقعها ومقارها العسكرية في البلدة. في غضون ذلك، عثرت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة على خندق داخل إحدى الخيام تحت القسم الخاص بالعائلات المهاجرة، وعلى جثتي امرأتين في القسم الثالث. وقال مسؤول أمني إن «قوات الأمن تمكنت من التعرف على إحدى الجثتين، وهي لنازحة سورية من الرقة تدعى (ف.ع.أ)، فيما لم يتم التعرف على جثة المرأة الثانية ويرجح أن تكون لاجئة عراقية». كما عثرت قوات الأمن على خندق وشبكة أنفاق داخل قسم المهاجرات. في سياق متصل، كشفت ليلى إبراهيم، مديرة «البيت الإيزيدي» في إقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن قوات «الأسايش» في مخيم الهول تمكنت من تحرير فتاة كردية من الطائفة الإيزيدية، وسلمتها إلى لجنة متخصصة مشتركة، تمهيداً لإعادتها إلى ذويها في قضاء سنجار العراقي. والطفلة تدعى «روسيتا» من مواليد 2006، منحدرة من قرية تل قصب التابعة لقضاء شنكال العراقي، «بقيت أسيرة في المخيم عند عوائل عناصر ومسلحي تنظيم داعش منذ انتهاء معركة الباغوز، كانت تحاول الاتصال بمن تبقى من أقربائها دون جدوى، وسط مخاوف من معاقبتها وافتضاح أمرها من عائلات التنظيم». وأخبرت إبراهيم بأن الطفلة الإيزيدية وقعت أسيرة بقبضة مسلحي «داعش» الإرهابي، في أثناء صعودها مع عائلتها إلى الجبال صيف 2014. وبحسب روايتها، أقدم عناصر التنظيم على قتل والدها وثلاثة من أعمامها مع أبنائهم، وقاموا بأخذ النساء كسبايا لتقوم والدتها بالانتحار لمنع عناصر التنظيم من اغتصابها.

وزير الداخلية التركي يتفقد أعمال بناء وحدات سكنية في تل أبيض

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق.... أكدت تركيا مضيها في تنفيذ مشاريع بناء تجمعات سكنية في 13 منطقة في شمال سوريا وشرقها تشمل إقامة نحو 240 ألف منزل في كل من جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين التي تقع ضمن المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة عبر عدد من العمليات العسكرية التي استهدفت مناطق نفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بين عامي 2016 و2019. وأجرى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس (السبت) زيارة تفقدية لمشروع بناء وحدات سكنية في مدينة تل أبيض السورية تشرف عليه إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد). وقال في تصريح خلال الزيارة، إنه يوجد في واحدة من 3 مناطق تعتبر عملية دراسة المشروع فيها مكتملة. وأضاف أن مساحة الأرض المخصصة للمشروع في تل أبيض تبلغ 1200 دونم، وأنه من المخطط أن يتم في المرحلة الأولى بناء 10 آلاف وحدة سكنية، ليعيش فيها نحو 64 ألف شخص. وأوضح صويلو أن بلاده أطلقت هذا المشروع بهدف إتاحة الفرصة للاجئين السوريين في تركيا للعودة الطوعية والآمنة والكريمة إلى بلدهم، لافتا إلى أن بعض المنظمات الإنسانية بدأت مشروعاً لبناء ألف وحدة سكنية في مدينة جرابلس. وأشار إلى أن مساحات المنازل في تل أبيض ستتنوع بين 60 و80 و100 متر مربع، وسيتم فيها إسكان العائلات العائدة من تركيا، مع إمكانية تملك المنزل بعد فترة من الزمن، موضحاً أن المشاريع ستنفذها تركيا بتمويل خارجي وبإسهامات من بعض المنظمات المدنية. وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن تركيا، التي تستضيف نحو 3.7 مليون سوري على أراضيها، تستعد لعودة مليون منهم على أساس طوعي، بمساعدة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية. ومنذ 2016 وبدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد نحو 500 ألف سوري إلى «المناطق الآمنة» التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها، بحسب إردوغان. وقال الرئيس التركي: «المشروع المنفّذ مع المجالس المحلية لـ13 منطقة مختلفة؛ على رأسها أعزاز، وجرابلس، والباب، وتل أبيض، ورأس العين، اكتمل تماماً»، متحدثاً عن التجهيزات اللازمة للحياة اليومية، من السكن؛ إلى المدرسة والمستشفى وكذلك الزراعة والصناعة. وزار وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في مايو، مخيم كمونة في منطقة سرمدا، لتدشين المشروع الممول من أنقرة للنازحين السوريين، ووعد أمام حشد من السوريين بأن بلاده ستستمر في مساعدتهم، وبأن 100 ألف منزل على الأقل ستكون جاهزة بحلول نهاية العام في شمال غربي سوريا. وتستضيف تركيا نحو 5 ملايين لاجئ على أراضيها؛ معظمهم من السوريين والأفغان، بموجب شروط اتفاق جرى التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي عام 2016. ونشأت توترات على مر السنوات، لا سيما في صيف 2021، بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة. رغم محدودية هذه الحوادث، فإنها أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من أن يصبح اللاجئون هدفاً لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في يونيو (حزيران) 2023. ويدعو كثير من أحزاب المعارضة التركية بانتظام إلى عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى سوريا.

مواجهات عنيفة بين فصيلي «الجبهة الشامية» و«أحرار الشام» شمال حلب

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... قُتل وجرح 7 عناصر على الأقل من المعارضة السورية في اقتتال جديد، أمس (السبت)، بين فصائل متنازعة في مناطق النفوذ التركي، شمال حلب، وسط استنفار وقطع للطرقات العامة وحالة رعب تخيّم على المدنيين. وجاء الاقتتال فيما تشهد منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، تصعيداً عسكرياً جديداً بين قوات النظام وفصائل المعارضة. وقال نشطاء في منطقة الباب، شمال حلب، إن «مواجهات عنيفة نشبت صباح السبت بين فصيل (الجبهة الشامية) من جهة، وفصيل (حركة أحرار الشام) من جهة ثانية، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة»، موضحين أن المواجهات شملت عدداً من المناطق والقرى المجاورة لمدينة الباب (50 كيلومتراً شمال شرقي حلب) وسيطر خلالها فصيل (الجبهة الشامية) على قرى الواش ودوير الهوى وقعر كلبين وأشدود وبرعان وباروزة وتل بطال وعبلة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من الفصائل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، فيما أصيبت عائلة تتألف من امرأة و3 أطفال بجروح خطيرة جراء الاشتباكات في قرية حزران، شمال حلب. وتزامن ذلك مع وصول حشود عسكرية للطرفين إلى مناطق المواجهات، واستنفار عام لفصائل «الجيش الوطني السوري» في مناطق العمليات التركية، «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، في شمال وشمال غربي حلب، منعاً لتوسع المواجهات بين الفصيلين، وضبط الوضع الأمني. وترافق ذلك مع قطع الطريق الرئيسية الواصلة بين مدن صوران والباب والراعي في شمال حلب. وقال مصدر في «الجيش الوطني السوري»: «بعد رفض الفرقة (32) في فصيل (أحرار الشام)، تطبيق قرار اللجنة الوطنية للإصلاح القاضي بعدم شرعية مغادرتها للفيلق الثالث، أحد مكونات (الجبهة الشامية)، ورفض إعادة المستحقات من سلاح ومقار، وافق كل من المجلس الإسلامي السوري وقادة الفيالق بالجيش الوطني السوري ووزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة، على تحرك فصائل (الجبهة الشامية) عسكرياً، في منطقة الباب وريفها، ضد الفرقة (32)، ومنعها من الانشقاق عن الجيش الوطني وشق الصف والعودة بالمناطق المحررة لإعادة إنتاج الفصائلية من جديد». من جهته، قال قائد «حركة أحرار الشام الإسلامية» إن قيادة الحركة قامت قبل وأثناء وبعد الإشكال بكل الجهود لمنع الوصول إلى صدام عسكري، وكان آخر ما قامت به لقاء تم برعاية «شخصيات مسؤولة من الطرفين، وضعنا لهم فيه حلولاً ترعى مصالحهم وتبدد هواجسهم وتحفظ مكانتهم وتقطع الطريق على الأجندات المشبوهة التي تريد استنزاف ما تبقى من شوكة الثورة وأهل السنة، ولكن بكل أسف جعلوا ذلك كله وراء ظهورهم وغامروا مغامرتهم التي سيتحملون تبعاتها». وقال أحمد الشهابي، وهو ناشط معارض بريف حلب، إن «كل اشتباك بين فصائل المعارضة في مناطق شمال حلب، ينعكس سلباً على المدنيين ومعيشتهم ويعرض حياتهم للخطر، فقد أصيب أكثر من 18 مدنياً بجروح خطيرة خلال اشتباكات ومواجهات فصائلية سابقة خلال العام الحالي، فضلاً عن توقف الحركة السوقية والاقتصادية في المناطق التي تجري فيها المواجهات لأيام». ولفت إلى أن مدن عفرين والباب ومارع وأعزاز وصوران وسجو وجنديرس، الخاضعة للنفوذ التركي وفصائل المعارضة الموالية لأنقرة، «شهدت عشرات المواجهات بين الفصائل، بعضها بهدف تقاسم النفوذ، وأخرى نتيجة خلافات شخصية وفردية لأفراد ينتمون للفصائل، ثم يتطور الأمر إلى مواجهات فصائلية». وفي شمال غربي سوريا، شهدت منطقة خفض التصعيد، قصفاً برياً مكثفاً من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، على المناطق المأهولة بالسكان في ريف اللاذقية وجنوب إدلب، ما أدى إلى نشوب حرائق في المساحات الزراعية والممتلكات. وقال ناشطون في إدلب إن «نحو 60 قذيفة مدفعية مصدرها قوات النظام السوري في مناطق معرة النعمان وكفرنبل، استهدفت مناطق فليفل وكنصفرة وبينين ودير سنبل بجبل الزاوية جنوب إدلب، تزامناً مع قصف مماثل استهدف محيط قرى البارة وكفر عويد وقرى سهل الغاب شمال غربي حماة، الأمر الذي تسبب بنشوب حرائق بمساحات كبيرة في مزارع القمح والشعير.



السابق

أخبار لبنان... عامر البساط يعقد لقاءات في بيروت لبحث إمكانية تسميته لرئاسة الحكومة..المعارضة اللبنانية «تختبر وحدتها» بملاقاة تشكيل حكومة جديدة.. غوتيريش يدعو إلى احترام حكم المحكمة الخاصة بلبنان.. الطعون تفتح معركة احتفاظ النواب الفائزين بمقاعدهم.. الراعي يحذّر من «الشغور الرئاسي» و«التوطين والتجنيس»..«التيار الوطني»: كلامٌ كاذب عن مطالب وشروط بشأن الحكومة.. اللبنانيون يقبلون على الطاقة الشمسية للتزود بالكهرباء..أنباء عن «دولرة» أسعار المحروقات تجدد أزمة الطوابير..

التالي

أخبار العراق..ترتيبات بين الصدر والبارزاني تتضمن زيارة الرياض..تصريحات نارية لبارزاني عن العلاقة بين أربيل وبغداد.. الكاظمي يضع حجر الأساس لـ1000 مدرسة نموذجية..أنقرة تعلن تحييد 9 «إرهابيين» في شمال العراق..غزلان الريم في العراق تهلك بسبب الجوع والعطش..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,708,845

عدد الزوار: 6,909,693

المتواجدون الآن: 100