أخبار سوريا... تذبذب روسيّ وحزم إيرانيّ: تركيا لا تستعجل الهجوم..سوريا... تساؤلات و«مقبرة التوقعات»...مصادر كردية تنفي انسحاب القوات الروسية من تل رفعت..تبادل للأسرى بين النظام السوري والفصائل بضمانة تركية وروسية.. دمشق غير مطمئنّة: «قسد» لم تصفِّ نيّتها بعد..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 حزيران 2022 - 4:57 ص    عدد الزيارات 1313    القسم عربية

        


سوريا... تساؤلات و«مقبرة التوقعات»....

الشرق الاوسط... (تحليل إخباري).. لندن: إبراهيم حميدي...

هل سحبت روسيا بعض قواتها من سوريا بعد الحرب الأوكرانية؟ ما مستقبل التطبيع العربي مع دمشق؟ ما جدية مرسوم العفو الرئاسي الأخير في سوريا؟ ما مصير العقوبات الأوروبية؟ وكيف التعاطي مع الأزمة الاقتصادية والغموض الروسي حول قرار تمديد الآلية الدولية للمساعدات الإنسانية عبر الحدود؟

كانت هذه بعض «الأسئلة العلنية» التي حاول مبعوثو الدول الأوروبية للملف السوري الإجابة عنها في اجتماع غير معلن في قبرص الأسبوع الماضي، مع إدراك أن سوريا هي «مقبرة التوقعات» كغيرها من دول الشرق الأوسط. في لارنكا، على شواطئ البحر المتوسط، وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من القاعدتين الروسيتين غرب سوريا، عقد المبعوثون اجتماعهم «السري» لتبادل المعلومات حول الوقائع السورية، وأفق السياسة الأوروبية تجاهها، وانعكاسات الحرب الأوكرانية. وقبل بدء اجتماعهم المغلق، كان لا بد للمبعوثين الضيوف من زيارة إلى نيقوسيا، وسماع «شكاوى الخارجية القبرصية من قيام تركيا بإرسال سوريين عبر البحر إليهم، أو جواً إلى قبرص التركية، للضغط عليهم وعلى أوروبا في ملف الهجرة». وفي اليوم التالي، عقد الأوروبيون، بمشاركة جميع المبعوثين أو ممثلي الحكومات، بمن فيهم ممثلو ألمانيا وفرنسا والسويد وآيرلندا، جلسات مناقشات محددة تخللتها مداخلة من المبعوث الأممي غير بيدرسن، وهنا أهم محاورها:

ماذا عن العفو الرئاسي؟

العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن «جرائم الإرهاب»، وتضمن إطلاق نحو 2000 شخص، وإلغاء مذكرات مراجعة أمنية أو اعتقال لنحو 200 ألف شخص، سعى ممثلو الحكومة السورية إلى تقديمه على أنه «خطوة غير مسبوقة»، بل إن وزير الخارجية فيصل المقداد بعث رسائل خطية إلى بعض وزراء خارجية دول عربية، بينهم الأردني أيمن الصفدي، للإشادة بـ«المرسوم غير المسبوق».

في لارنكا، انقسم الحاضرون إلى رأيين:

الأول، اعتبر المرسوم الذي يحمل الرقم 19 منذ عام 2011 «خطوة إيجابية»، وأنه يختلف عن المراسيم الـ18 السابقة «لأنه يتناول المتهمين بالإرهاب، أي السياسيين». وهنا نقل أحد المشاركين عن المقداد قوله في اجتماع رسمي، إن هناك «قراراً بإفراغ السجون من المعتقلين». وتحدث آخرون عن ضرورة «عدم إغلاق الباب أمام النظام»، وأنه «يجب تشجيعه للقيام بمزيد من الخطوات المماثلة للعفو، الذي يبدو أن قراره اتخذ تلبية لطلبات عربية وحاجات داخلية». وتبلغ المقداد أنه «في حال استمرت الحكومة بهذا المسار، سيتم اعتباره خطوة أساسية لبناء الثقة». أما الرأي الثاني، فدعا إلى عدم المبالغة في الترحيب بالمرسوم، واعتبر أنه «يجب التأكد من أنه ليس خطوة دعائية»، وأنه «يجب الضغط للسماح لمؤسسات مثل الصليب الأحمر الدولي بزيارة السجون والتأكد من الأرقام» الفعلية للناس الذين أُطلق سراحهم. كما تحدث أحد الحاضرين عن وجود أكثر من 100 ألف شخص معتقل أو مفقود في السجون السورية، وقال إن «العفو لن يغير وجه سوريا».

ماذا عن التطبيع العربي؟

كان هناك إجماع على أن التطبيع العربي مع دمشق قائم، والسؤال «ليس ما إذا كان سيحصل، بل متى». وقال أحد الحاضرين إنه إذا كانت الدول الأوروبية ستنتظر تطبيق القرار 2254 قبل التطبيع ورفع العقوبات والمساهمة بالإعمار، فإن هناك مخاطر بأن يفوتها القطار، لأن الدول العربية مستمرة بالتطبيع. وظهرت توقعات باستمرار خطوات تطبيع ثنائية «غير عاجلة» مع دمشق، وصولاً إلى القمة العربية في الجزائر، بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بحيث يتم اتخاذ قرار عربي جماعي، حسب المسار السياسي - الإقليمي من الآن وحتى ذلك الوقت. وحضّ ممثلو دول كبرى، مثل ألمانيا وفرنسا، على ضرورة عدم القيام بأي خطوة مع دمشق قبل التقدم في تنفيذ القرار الدولي 2254، وبضرورة الدعوة إلى إجراء إصلاحات في الأمن والجيش، ضمن تصورات المبعوث الأممي بيدرسن لمقاربة «خطوة - خطوة». ولم يتحدث أحد عن رفع العقوبات الأوروبية عن دمشق، لكن تصاعدت الأصوات المطالبة بالمساهمة في دعم مشروعات «التعافي المبكر» في سوريا، لتخفيف أعباء الأزمة الاقتصادية، وسط انسداد أفق الحل السياسي، والتحدث مع روسيا لتمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود، قبل العاشر من الشهر المقبل.

ماذا عن روسيا وإيران؟

تبادل الأوروبيون المعلومات حول صحة سحب روسيا بعض قواتها من سوريا، وسط تأكيدات عن حصول انسحابات عسكرية فعلية لطيارين وقوات روسية، وتقديرات عن وجود نحو أربعة آلاف عنصر روسي في سوريا. وقال أحد المشاركين: «هناك معلومات بأن إيران تملأ فراغ الانسحابات الروسية، وأن تركيا تسعى لتغيير المعادلات في شمال سوريا»، فيما تحدث آخرون عن ضرورة التريث أشهراً أو سنة، قبل الوصول إلى معرفة دقيقة لآثار الحرب الأوكرانية على سوريا. الشعور العام الذي خرج به أكثر من مبعوث أوروبي، هو «قلة الحيلة أمام ما يحصل»، وكأن سوريا مقبلة على استمرار الوضع على ما هو عليه: جمود مستمر ومعاناة متواصلة بانتظار اختراق. الأمل الوحيد الذي طرحه أحد الحاضرين، أن «الشرق الأوسط وسوريا تحديداً، مقبرة التوقعات».

مصادر كردية تنفي انسحاب القوات الروسية من تل رفعت

الشرق الاوسط... القامشلي: كمال شيخو.. نفت مصادر كردية من الإدارة المدنية في إقليم الشهباء بريف محافظة حلب الشمالي، انسحاب القوات الروسية المنتشرة في محيط المنطقة من قواعدها، وقال مسؤول في مجلس إقليم المقاطعة التابعة للإدارة الذاتية: «لا صحة للأنباء الواردة عن انسحاب الشرطة العسكرية الروسية من بلدة تل رفعت، وهي لا تزال متمركزة في مقراتها وقواعدها وتمارس عملها الاعتيادي وتسير دورياتها التفقدية». وبحسب المصدر ذاته وسكان محليين إضافة إلى صفحات نشطاء، فقد تجول رتل عسكري روسي ضم عدداً كبيراً من الآليات والمدرعات العسكرية ومئات الجنود، في شوارع البلدة وسوقها المركزية وسط تحليق مكثف من المروحيات الروسية في سماء المنطقة. إلى ذلك؛ قال شرفان درويش، المتحدث الرسمي باسم «مجلس منبج العسكري» المنضوي في صفوف «قسد»، إن القوات التركية «والفصائل الموالية لها كثفت قصفها على قريتي الهوشرية (شمالي شرق) والبوغاز غرباً، وأطلقت عليهما صواريخ وأسلحة ثقيلة ومتوسطة»، دون ذكر مزيد من التفاصيل عن خسائر مادية أو بشرية، فيما نفى المركز الإعلامي لقوات «قسد»، في بيان نشر على موقعها الرسمي؛ تعرضها للاستهداف بطائرة من دون طيار في مدينة عين العرب (كوباني) المجاورة، بقوله: «لا صحة للأنباء التي تداولتها صفحات تتبع فصائل موالية للاحتلال التركي بقصف طائرة تركية مسيرة موقعاً افتراضياً لقواتنا في كوباني... تلك الأنباء كاذبة وتأتي في سياق اللهاث الإعلامي لتنفيذ أجندات الاحتلال التركي». في شأن متصل، دعت مسؤولة كردية إلى التنسيق الأمني والعسكري بين «مجلس سوريا الديمقراطية» والجيش السوري للتصدي للهجوم التركي وردعه وإفشال مخططه للسيطرة على مناطق جديدة شمال سوريا، وحذرت بأن التهديدات التركية لن تقتصر على مناطق شمال شرقي البلاد؛ بل ستطال كامل الأراضي السورية. أمينة عمر رئيسة مجلس «مسد» التي ترأست الاجتماع الثلاثي إلى جانب مظلوم عبدي القائد العام لقوات «قسد» المنعقد في مدينة القامشلي، قالت إن الاجتماع: «ناقش آخر المستجدات عقب التهديدات التركية، وبحث التدابير اللازمة لوقف هذه العملية العسكرية بطرق سياسية ودبلوماسية، وجهوزية قواتنا ودفاعها المشروع ضد أي عملية عسكرية». وذكرت أن الاجتماع خرج في إحدى توصياته بضرورة تكثيف الاتصالات الدبلوماسية واللقاءات المحلية والإقليمية والدولية لتذكير الجهات الفاعلة الضامنة بواجباتها تجاه أمن واستقرار المنطقة، «ونحن على تواصل مستمر مع العديد من العواصم الأوروبية التي أكدت رفضها العملية العسكرية التركية، لكن هذه المواقف بحاجة لترجمتها عملياً». ضم الاجتماع إلى جانب عبدي وعمر كلاً من إلهام أحمد الرئيسية التنفيذية لمجلس «مسد»، والدكتور عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة، وقيادات المجالس العسكرية من مكونات «قسد»؛ وبحثوا خلاله خطة عمل شاملة للتعامل مع التطورات الراهنة وتكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع المجتمع الدولي وحكومات التحالف الدولي. وأعلنت هذه الجهات عبر بيان رسمي؛ نشر على حسابات ومواقع الإدارة الذاتية، أن أي «هجوم عسكري من جانب تركيا عملية مدانة بكل أشكالها وتستهدف قضم أجزاء أخرى من الأراضي السورية واحتلالها، وستتسبب في حدوث كارثة إنسانية أخرى»، مشيرة إلى أن العملية العسكرية ستخلف آثاراً مدمرة على الوضع الإنساني في الشمال السوري، و«ستحدث كارثة إنسانية حقيقية ستؤدي إلى موجة نزوح كبيرة بين المدنيين، كما ستزيد من تعقيد مجمل الأوضاع الإنسانية والمعيشية في المنطقة»، وناشد البيان المكونات الاجتماعية وأبناء العشائر ومختلف القوى والأحزاب السياسية العاملة في المنطقة «التكاتف والصمود في مواجهة المشاريع التي تستهدف أمنهم ومستقبلهم». بدوره؛ نقل مظلوم عبدي في إحاطته خلال الاجتماع، أن الهجمات التركية زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، مستهدفة مناطق تل تمر وزركان بريف الحسكة الشمالي، وبلدات منبج وعين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، ومناطق الشهباء بريفها الشمالي، وقال إن «قيادة (قسد) تعلن جهوزيتها التامة، واتخاذ التدابير الميدانية كافة، وتعزيز إمكانات القدرة على المقاومة لأمد بعيد»، وحذر بأن العملية التركية ستقوض قدرات «قسد» على الاستمرار بحملاتها في مكافحة الإرهاب، لانشغالها بجبهة عسكرية مع تركيا في الشمال، وأضاف: «سيحول التدخل التركي المنطقة من جديد إلى ساحة تستقطب مختلف العناصر المتطرفة». وخاطب البيان جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، لمساندة السوريين في حربهم ضد الإرهاب ورفض الهجوم التركي لبلادهم «بوصفه مشروعاً يهدف لاقتطاع أجزاء من سوريا وتقسيم شعبها وتحويل شمالها لمنصة تابعة لتركيا، تهدد من خلالها الأمن والاستقرار في عموم المنطقة»، مشدداً على «أهمية الجهود الدبلوماسية وثبات المواقف الدولية، في منع أي تدخل تركي آخر».

تبادل للأسرى بين النظام السوري والفصائل بضمانة تركية وروسية

بعد تفاوض بين الطرفين استمر أكثر من 3 أشهر

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... تبادل «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة، والنظام السوري، أمس (الاثنين)، عدداً من الأسرى والمعتقلين، في شمال سوريا، بإشراف «الهلال الأحمر السوري»، وبضمانة الجانب التركي والروسي، في وقت تشهد فيه خطوط التماس شمال حلب، تحشيدات عسكرية ضخمة من قبل كل الأطراف، وسط أنباء عن قرب بدء العملية العسكرية التركية. وقال نشطاء في مدينة الباب (40 كيلومتراً شمال شرقي حلب)، إن «الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة، أجرى أمس (الاثنين)، عملية تبادل أسرى جديدة مع قوات النظام السوري في معبر أبو الزندين، بالقرب من مدينة الباب، شمال شرقي حلب، الفاصلة بين مناطق نفوذ الطرفين. وتضمنت العملية تبادل 5 أسرى ومعتقلين لكل طرف، كانوا احتُجزوا سابقاً في عمليات أمنية لقوات النظام، وآخرين في عمليات عسكرية جرت خلال السنوات الماضية، بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام في شمال سوريا، وجرت العملية بإشراف مباشر من قبل (الأمم المتحدة)، وفريق في (الهلال الأحمر السوري)، وشخصيات ضامنة من الجانب التركي والروسي، في المعبر». وقال مصدر في فصائل المعارضة، أمس، إن عملية تبادل الأسرى والمعتقلين التي جرت خلال الساعات الماضية، بين الفصائل والنظام السوري، تمت بعد تفاوض بين الطرفين استمر لأكثر من 3 أشهر، بوساطة وضمانة كل من الهلال الأحمر السوري والجانب التركي والجانب الروسي، (كما جرت العادة سابقاً في عمليات التبادل بين المعارضة وقوات النظام السوري)؛ حيث جرى آخر عملية تبادل مماثلة في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2021، وتم خلالها تبادل 5 أسرى من كل طرف في المعبر ذاته (أبو الزندين) بريف مدينة الباب، شمال حلب. في سياق آخر، شهدت خطوط التماس بين فصائل «الجيش الوطني السوري» والقوات التركية من جهة، وقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة ثانية، في مناطق شمال حلب، وصول تعزيزات عسكرية جديدة من كلا الطرفين، في إطار الاستعدادات العسكرية لمواجهة العملية التركية (المرتقبة) مع فصائل المعارضة، ضد (قسد). وقال مرصد معارض إنه «جرى رصد خروج رتل عسكري تابع للميليشيات الموالية لإيران، منها حركة النجباء العراقية، ولواء فاطميون، من الفوج «46»، غرب حلب، متوجهاً إلى مناطق نبل والزهراء المتاخمة لتل رفعت، شمال حلب، لتعزيز مواقعها الدفاعية عن المنطقة، ضد التهديدات التركية وفصائل المعارضة بشن عملية عسكرية جديدة، على المدينة التي تعتبر الخط الدفاعي الأول عن بلدتي نبل والزهراء (الشيعيتين)، اللتين ينتشر فيهما أكثر من 18 موقعاً عسكرياً لـ«الحرس الثوري»، والميليشيات الأجنبية الموالية لإيران. ويرى مراقبون أن الحشود والتعزيزات التي تدفع بها إيران إلى خطوط التماس مع فصائل المعارضة والقوات التركية شمال حلب تمثل تدخلاً واضحاً ومباشراً، في خط المواجهة ضد تركيا والفصائل الموالية لها، وإعلان استعدادها لضرب الجيش التركي وفصائل المعارضة، خلال العملية العسكرية (المرتقبة) على مدينة تل رفعت، خاصة أن مسؤولين عسكريين إيرانيين أكدوا أن بلادهم مستعدة لمواجهة أي تحرك عسكري على مدينة تل رفعت، كونها تطل على بلدتي نبل والزهراء. على الصعيد العسكري، وتزامناً مع إعلان فصائل الجيش الوطني السوري استعدادها لشنّ عملية عسكرية بالاشتراك مع القوات التركية، في مناطق منبج وتل رفعت وأكثر من 20 قرية مجاورة، قصفت الفصائل السورية الموالية لتركيا، إضافة إلى قوات الأخيرة، بالمدفعية الثقيلة، مواقع عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في مناطق أبين ومحيطها، شمال غربي حلب، وأسفر القصف عن إصابة عدد من عناصرها، وذلك بعد يومين من استهداف موقع عسكري لـ«قسد»، في برج السيرتيل بالقرب من منطقة الحلوانجي بريف جرابلس شمال حلب، ما أدى إلى تدمير الموقع ومقتل وجرح عدد من عناصرها.

ملف... «صاعقة الشمال»: دمشق تستعدّ لحرب... ولتسوية

تسليم جزئيّ لمنبج وتل رفعت: الجيش السوري يستعدّ للتمدّد شمالاً

الاخبار.. علاء حلبي ... تخوض «قسد» نقاشات مكثّفة للتوصّل إلى أفضل صيغة ممكنة تُجنِّبها أيّ صدام مع أنقرة

خفّض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تدريجياً، من حدّة تصريحاته حول العملية العسكرية المفترَضة في الشمال السوري، متخلّياً عن مصطلح «المنطقة الآمنة»، والذي عنى السيطرة على الشريط الحدودي، وإقامة تجمّعات سكنية تضْمن تثبيت تغيير ديموغرافي هناك. وبدلاً من ذلك، عادت تركيا إلى رفع شعار «الحزام الأمني»، أي إبعاد الأكراد عن حدودها بعمق 30 كيلومتراً، وهو ما يُفترض أن يتمّ بجهود حكومية سوريّة وغطاء روسي، في مقابل التزام أنقرة بحلحلة ملفّ إدلب، التي يبدو أن صيفاً ساخناً ينتظرها ... لم يفضِ التصعيد التركي حول الشمال السوري إلى أيّ نتيجة تلبّي طموحات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي سعى إلى استثمار الظروف الدولية التي فرضتها الحرب الروسية في أوكرانيا، قبل أن يصطدم بـ«فيتو» أميركي من جهة، وبموقف روسي أعاد ضبْط الميدان بما يتّسق مع الاتفاقات السابقة، من جهة ثانية، ويهيّئ لإعادة تحريك تلك الاتفاقات بعد فترة «ستاتيكو» طويلة عاشتها إدلب، وماطلت خلالها تركيا في تنفيذ التزامتها. وفيما يواصل الجيش السوري حشْد قوّاته في منطقتَي منبج وتل رفعت، وتعمل روسيا على تكثيف طلعاتها الجوّية على حدود التماس منعاً لحدوث أيّ خرق قد تحاول فصائل غير منضبطة إحداثه، تخوض «قوات سوريا الديموقراطية» نقاشات مكثّفة للتوصّل إلى أفضل صيغة ممكنة تُجنِّبها أيّ صدام مع أنقرة، في ظلّ تراجع واشنطن وتقوقعها في المناطق النفطية في الحسكة ودير الزور، وإصرار موسكو على أن الحلّ الوحيد سيكون بتسليم منبج وتل رفعت للجيش السوري. وفي هذا السياق، تؤكّد مصادر كردية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «قسد» باتت على قناعة تامّة بأن لا حلّ سوى بتسليم الجيش السوري هاتَين المنطقتَين، وهو ما تمّ جزئيّاً بعد رفع العلم السوري فوق أكثر من ناحية في تل رفعت. غير أن بعض الأصوات المتشدّدة لا تزال تحاول المماطلة، أملاً في أن تُغيّر واشنطن موقفها، وتدْفع نحو احتفاظ «الإدارة الذاتيّة» بالمناطق الواقعة في دائرة الخطر، خصوصاً أن منبج تمثّل الثقل الاقتصادي بالنسبة إلى الأخيرة، إذ يتمّ عبرها تهريب النفط وغيره من المنتجات إلى مناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركيّاً. وبحسب هذه المصادر، فإن ما تمّ تسريبه، خلال اليومَين الماضيَين، حول تلقّي الأكراد رسالة روسية مباشرة، مفادها بأن موسكو ملتزمة بتأمين مناطق سيطرة الحكومة السورية فقط، يعني أن على «قسد» تسليم منبج وتل رفعت، وهو ما سيعني ترجمة تعهّد روسيا أمام الجانب التركي بإبعاد الأكراد عن الشريط الحدودي، وتالياً منْع أيّ تحرك عسكري تركي جديد. إلّا أن ثمّة آراء كردية تتحدّث عن إمكانية الاستفادة من ارتباط ملفَّي إدلب ومنبج وتل رفعت، والحرص الروسي على تطبيق مبدأ «خطوة روسية مقابل خطوة تركية»، من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، في ظلّ عدم وفاء أنقرة بتعهّداتها في إدلب، الأمر الذي قد يفسّر المماطلة الكردية في التسليم الكامل للمنطقتَين.

بعثت «قسد» برسائل إيجابية إلى دمشق أبدت فيها استعدادها للجلوس إلى طاولة الحوار

وعلى رغم اختلاف وجهات النظر بين التيّارات الكردية، بعثت «قسد» برسائل إيجابية إلى دمشق، أبدت فيها، وفق المصادر، استعدادها للجلوس إلى طاولة الحوار لحلّ مشكلات جوهرية واجهت الاجتماعات السابقة، من بينها إصرارها على فرض السيطرة الأمنية في مناطقها عبر قوات «الأسايش»، ورهْن انضمامها إلى الجيش السوري ببقاء قوّاتها في مناطق «الإدارة الذاتية»، وهو ما رفضته دمشق، واعتبرته تمهيداً للتقسيم. كذلك، حاولت «قسد»، ولا تزال على ما يبدو، الالتفاف على علاقتها الإشكالية بواشنطن، من خلال التأكيد أنها لا تمتلك القوّة لفكّ ارتباطها بالقوات الأميركية، بدعوى أن علاقتها بها مرتبطة بـ«الحرب على الإرهاب»، وهو ما كرّره قادة «قسد» خلال اجتماعهم بالوفد الروسي الذي زار الحسكة الأسبوع الماضي. وتوازياً مع حشد الجيش السوري قوّاته في منبج وتل رفعت، وتشكيل غرفة عمليات خاصة في شمال حلب حملت اسم «صاعقة الشمال»، بدا لافتاً توسيع روسيا حضورها في مناطق خفض التصعيد في ريف إدلب، بالإضافة إلى إجراء تدريبات عسكرية ومناورات لقوّات المشاة في المنطقة الوسطى، والتي كانت خاضت معارك سابقة في حلب وحماة وريف إدلب، وهو ما يمكن اعتباره تحضيراً لعملية عسكرية قد ينفّذها الجيش السوري لفتح طريق حلب - اللاذقية بالقوّة، في حال استمرار تركيا في المماطلة. في غضون ذلك، بدا أن هناك حالة من الإحباط في صفوف الفصائل المدعومة تركيّاً، بعد تراجع حدّة تصريحات أنقرة، وتوسيع روسيا حضورها على تخوم إدلب، وسط اتّهامات تناقلتها بعض وسائل الإعلام المعارِضة لأنقرة بخضوع الأخيرة للاتفاق مع موسكو، الأمر الذي يعني تمدُّد الجيش السوري في شمال حلب وريف إدلب بشكل متزامن، وتالياً قلْب الطاولة على المخطّطات التي كانت تحاول تركيا إرساءها. وعلى رغم التطوّرات التي تشير إلى تمدُّد الجيش السوري واستعادته منطقتَي منبج وتل رفعت بالإضافة إلى مناطق في ريف إدلب بسلاسة، لم تستبعد مصادر ميدانية حدوث انزلاق نحو المواجهة في حال قرّرت تركيا شنّ هجمات عسكرية، خصوصاً أن الرئيس التركي يواجه، في الوقت الحالي، مزيداً من الضغوط الداخلية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث يسعى لتحقيق أيّ إنجاز يزيد من شعبيّته.

دمشق غير مطمئنّة: «قسد» لم تصفِّ نيّتها بعد

الاخبار... أيهم مرعي .. أيّ عودة أميركية مفاجئة إلى ريف حلب والرقة، ستُقابل بنسف «قسد» تصريحاتها بخصوص التنسيق مع الجيش السوري ..

الحسكة | لم تكن تصريحات القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، ولاحقاً بيان «مجلسها العسكري»، حول الاستعداد للتنسيق مع الجيش السوري بشأن الغزوة التركية المحتملة في الشمال، الأولى من نوعها، بل باتت اعتيادية مع كلِّ تهديد تركي من هذا النوع. وتكاد قيادة «قسد» تستنسخ الخطاب ذاته في كلّ مرّة، بهدف رمي الكرة في ملعب الحكومة السورية، وسط تساؤلات غير منقطعة عن مدى استعدادها هي لتقديم تنازلات حقيقية في الميدان، ونزع الذرائع التركية بشأن استمرار تواجد «الإدارة الذاتية» وإدارتها الفعلية للمناطق الحدودية، حتى بعد انتشار الجيش السوري هناك في العام 2019. وذهب رئيس مجلس «مسد»، رياض درار، أخيراً، إلى إبداء استعداد «قسد» لأن تكون جزءاً من الجيش السوري مستقبلاً، من دون تحديد كيفية تحقيق ذلك. ومنذ أوّل عملية تركيّة ضدَّ مناطق سيطرة الأكراد في العام 2018 (غصن الزيتون)، والتي أدّت إلى احتلال عفرين وأريافها، ألقت «قسد» بالمسؤولية على الجيش السوري، وطالبته بالقتال عنها. وحينها، خاض ممثّلون عن الحكومة مفاوضات ماراثونية مع «قسد»، رافقها دخول دفعة من القوات الرديفة للجيش إلى عفرين، واستشهاد نحو 80 منهم في معارك وغارات جوية تركية، إلّا أن تمسّك «الإدارة الذاتية» بعدم تسليم المدينة إدارياً وعسكرياً للدولة السورية، أدّى إلى سقوطها بيد الأتراك والفصائل المسلّحة الموالية لهم. وتَكرّر المشهد أيضاً في مدينتَي تل أبيض ورأس العين، واللتين هاجمهما الأتراك بعد وقت قصير من انسحاب الأميركيين منهما. صحيح أن الروس تمكّنوا حينها من وقف التمدّد التركي باتجاه مناطق إضافية، من خلال رعاية اتفاق بين «قسد» والجيش السوري، قضى بانتشار الأخير على كامل الشريط الحدودي، وانسحاب «قسد» إلى مسافة 30 كلم، إلا أن محاولات «الإدارة الذاتية» المستمرّة إفراغ الاتفاق من مضمونه، والاحتفاظ بالسلطة الإدارية والعسكرية في مدن وبلدات الشريط الحدودي، أعطى ذرائع جديدة لأنقرة لإطلاق تهديدات بشنّ هجوم جديد. كما اتُّهمت «قسد» بعدها بتقييد حركة الجيش السوري، ومنع عناصره من التجوّل في المدن والبلدات التي انتشر فيها لحمايتها من الهجمات التركية، وحصر حركته بالنقاط التي يتواجد فيها.

على الرغم من دعوة «قسد» الجيش السوري إلى التنسيق، إلا أن كلامها لا يزال إعلامياً

ومع تجدّد التهديدات التركية أخيراً، أصدرت القيادة العامّة لـ«قسد» بياناً حذرت فيه من أن أيّ هجوم تركي سيعيد الأمور إلى المربع الأوّل، ويهدّد وحدة البلاد، ويؤثّر في الحرب ضدّ «داعش»، قبل أن تشير في أسطر البيان الأخيرة إلى الاستعداد للتنسيق مع القوات الحكومية لصدّ الهجوم المحتمل. والظاهر أن البيان كان، في وجه من وجوهه، موجّهاً إلى الأميركيين بشكل رئيس، للضغط عليهم بهدف منع أنقرة من تنفيذ تهديداتها، وذلك من خلال التلويح بورقتَي مخيمات «داعش» في الحسكة، والاضطرار للتنسيق مع دمشق، وهو أمر لا تريده واشنطن مطلقاً. كذلك، بدا الموقف، وفق قراءة البعض، محاولة لإحراج السوريين والروس معاً، وتجهيز الاتهامات لهم بالتخلّي عن مهمة الدفاع عن المنطقة. وفي هذا الإطار، تقول مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات الحكومية مع «قسد»، في تصريح إلى «الأخبار»، إنه «على الرغم من دعوة قسد الجيش السوري إلى التنسيق لصدّ العدوان التركي، إلا أن كلامها لا يزال إعلامياً، بخاصّة أن التنسيق مع دمشق لا يحتاج إلى دعوات على وسائل الإعلام، في ظلّ سياسة الباب المفتوح التي تتبعها الأخيرة مع كلّ الوفود التي زارت العاصمة سابقاً». واعتبرت المصادر أن «تمسّك قسد بشروط تعتبرها دمشق خطاً أحمر يمسّ بوحدة البلاد، وعدم إبداء الاستعداد لتقديم أيّ تنازلات، هو ما يُفشل الحوار، ويجعله من دون جدوى». وأضافت أن «عدم فكّ قسد ارتباطها بالأميركيين، على رغم تخلّيهم عنها في أكثر من مناسبة، هو من الأسباب الرئيسة أيضاً لعدم نجاح الحوار». وأشارت إلى أن «دمشق لا تحتاج لدعوة للدفاع عن أراضيها، وترى في الوجود التركي احتلالاً يجب مقاومته، لكن عدم وجود سلطة إدارية وعسكرية كاملة على المناطق الحدودية، يضع عراقيل أمامها، ويعطي مبرّرات للاحتلال التركي، بشنّ مزيد من الهجمات». وبناءً على ما سبق، يمكن القول إن «قسد»، تريد «التفيّؤ» في ظلّ دمشق، واستثمار وجود الروس، لكبح نوايا أنقرة الهجومية، وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بأفضل العلاقات بالأميركيين، الذين تَعتبرهم القيادة الكردية الوحيدين القادرين على فرض شكل إداري وعسكري لمناطق سيطرتها، يمكن الاعتراف به في التسوية النهائية للأزمة السورية، مع تذكير الولايات المتحدة بأن الفراغ الذي تركته في المناطق التي انسحبت منها، هو ما فرض على الأكراد التقرّب من موسكو ودمشق. وعليه، فإن اللّيونة التي يُبديها قادة «قسد» مردّها فهمهم رسائل واشنطن الواضحة بعدم قدرة الأميركيين على منع أيّ هجوم تركي على مناطق لا يتواجدون فيها. وهو ما يعني أن أيّ عودة أميركية مفاجئة إلى ريف حلب والرقة، ستُقابل بنسف «قسد» تصريحاتها بخصوص التنسيق مع الجيش، والعودة إلى الاحتماء بالأميركيين مجدّداً، فيما تريد دمشق من قادة «الذاتية» الاستفادة من التجربة الحالية، وإدراك أن الوجود الأميركي في سوريا ليس أبدياً، وأن فكّ ارتباط الأكراد بالأميركيين سيثمر حلولاً تنعكس إيجاباً على الجميع.

تذبذب روسيّ وحزم إيرانيّ: تركيا لا تستعجل الهجوم

الاخبار... محمد نور الدين ... سيطرة تركيا على منبج تعني قطع طريق «إم 4» بين القامشلي وحلب

لا تبدو تركيا على عجلةٍ من أمرها لبدء عمليتها العسكرية المفترضة في شمال سوريا؛ فهي تَظهر مطمئنّة إلى أن الظروف الإقليمية والدولية تلعب لمصلحتها، بدءاً من الانخراط الروسي في الحرب الأوكرانية وإمكانية استغلال هذا الانخراط للحصول على ضوء أخضر من موسكو، وصولاً إلى حاجة «حلف شمال الأطلسي» إلى موافقة تركيا على ضمّ السويد وفنلندا إليه. وجاء العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي ليمنح أنقرة شعوراً إضافياً بـ«الأمان»، من زاوية أن أيّ إضعاف لدمشق، يمنحها قوّة زائدة. وفي هذا الإطار، يقول الكاتب في صحيفة «حرييات»، عبد القادر سيلفي، والذي يُعتبر «لسان حال» الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن سوريا لم تَعُد، بعد حرب أوكرانيا، تشكِّل أولويّة قصوى بالنسبة إلى روسيا التي باتت تَنظر باهتمام بالغ إلى تركيا بفعل موقف الأخيرة «المحايد والمتفاعل» مع موسكو، وبعدما باتت الباب الوحيد للروس على الغرب، وهو ما يعني أن روسيا لن تقف عقبةً في طريق عملية عسكرية تركية في سوريا. وبحسب الكاتب، فإن مسألة توسيع «الناتو»، تشكِّل، هي الأخرى، فرصةً لتركيا التي برزت بصفتها حليفاً موثوقاً لا غنى عنه لـ«الأطلسي»، ولذا لا يُتوقّع أن تواجَه خطّتها بمعارضة على مستوى عالٍ في الغرب. لكن سيلفي يؤكد أن تركيا لن تبدأ عملية في سوريا قبل اكتمال ثلاثة عوامل: أوّلاً، انتهاء عملية «المخلب - القفل» في شمال العراق والمستمرّة حالياً ضدّ عناصر «حزب العمّال الكردستاني»، والتي تستهدف تضييق الرقعة الجغرافية لتحرّكاته ووقف إمداد مقاتليه في سوريا بالدعم اللوجستي؛ ثانياً، انتهاء الاستعدادات اللوجستية للهجوم والتي يُتوقّع أن تتكثّف بدءاً من الأسبوع المقبل؛ ثالثاً، انتظار مرور عيد الأضحى. من جهته، يرى الكاتب فاتح تشيكيرغه، في الصحيفة نفسها، أن روسيا تحاول تقديم عرض لتركيا بالقبول بالرئيس السوري، بشار الأسد، من خلال استخدام ورقة القوات الكردية، فيما تسعى الولايات المتحدة لأن تقدِّم لأنقرة عرضاً يُبقي جنودها في شمال سوريا كـ«ضمانة، كي لا تقع تلك المنطقة بيد إيران أو روسيا». ويقول تشيكيرغه إن على بلاده، في ظلّ هذا المأزق، أن تتّخذ قراراتها بنفسها. ويسأل الكاتب في صحيفة «غازيتيه دوار»، فهمي طاشتكين، بدوره، عمّا إذا كانت تركيا ستحصل على ضوء أخضر من روسيا والولايات المتحدة، معتبراً أن الضوء الأصفر له أهمّيته أيضاً، لكنّه ليس كافياً. ويشير طاشتكين إلى أن موسكو أطفأت الضوء الأخضر، ونشرت صواريخ «بانتسير- أس 1» في مطار الحسكة، ودبابات وصواريخ مضادّة للدبابات وصواريخ «بانتسير أس1» وصواريخ «اسكندر» في قاعدة أبقار، كما سيّرت دوريات بطائرات «هليكوبتر» فوق تل تمر والقامشلي وعامودا ورأس العين والدرباسية. وبحسب الكاتب، فإن هذه هي المرّة الأولى التي تَظهر فيها مروحيات وآليات عسكرية روسية في قاعدة أبو الزهور التي خضعت لسيطرة القوات السورية عام 2018.

اجتماعان سيقرّران مصير العملية التركية: «لقاء أستانا» وقمّة «حلف شمال الأطلسي»

في المقابل، تُشعل إيران خطوطها الحمر وترسل التعزيزات، خصوصاً إلى تل رفعت التي نقلت إليها عناصر من دير الزور، وإلى قاعدة النيرب العسكرية شرق حلب. ويتطرّق طاشتكين إلى «اللعبة الروسية القديمة، وهي الضغط على الأكراد من خلال التهديد التركي لكي يتواصلوا مع النظام في دمشق»، لكن اللافت، برأيه، هو أن دمشق ترى أن «الأكراد يضعون يدهم بيد الأميركيين من أجل النفط والحبوب، وعندما ينحشرون يتذكّرون سوريا ويطالبونها بالتنسيق». ويلفت إلى أن قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر تشايكو، التقى في الحسكة، قائد «قوات سوريا الديموقراطية»، مظلوم عبدي، وطالبه بزيادة التنسيق مع القوات الحكومية، والقبول بإرسال الجيش السوري المزيد من الوحدات إلى المناطق الحدودية لمنع عملية عسكرية تركية، وانتقال «الإدارة الذاتية» والحكومة السورية إلى مرحلة التفاوض المكثّف والشامل. ويَنقل طاشتكين عن سيهانوك ديبو، عضو «المجلس الرئاسي» في «قسد»، قوله إن المحادثات بين «الإدارة الذاتية» وممثّلي الحكومة بدأت في مطار القامشلي، وهناك تقدّم في مسألة «الديموقراطية اللامركزية»، وأن تكون «سوريا الديموقراطية» جزءاً من النظام.

ويتحدّث الكاتب عن مخاوف الأكراد والسوريين والإيرانيين من احتمال سيطرة تركيا على تل رفعت، كون الأخيرة مفتاح الاتصال بين عفرين والقرى الريفية وحلب والأحياء الكردية في حلب، ولا سيما الشيخ مقصود والأشرفية، وهذا يعني تعريض حلب كلّها، عبر حزامها الشمالي، للخطر، وهو ما ترفضه إيران التي لا تريد أن تسمح بمحاصرة نُبّل والزهراء مرّة ثانية. كذلك، فإن سيطرة تركيا على منبج تعني قطع طريق «إم 4» بين القامشلي وحلب، ووقوع «سدّ تشرين» ومحطات الكهرباء بيد تركيا، والأمر نفسه بالنسبة إلى عين عيسى الواقعة عند تقاطع عين العرب والقامشلي والرقة. كما أن حماية تل تمر ضرورية بالنسبة إلى التواجد المسيحي فيها، فضلاً عن الاحتفاظ بطريق «إم 4». ويَختم طاشتكين مقالته بالقول إن «الأخطار تفرض تنسيقاً أكثر واقعية بين دمشق والإدارة الذاتية. ومع ذلك، فإن روسيا قد لا تعارض، إرضاءً لإردوغان، سيطرة الأخير على مناطق غير حاسمة مِن مِثل الخطّ الواصل بين عين العرب ومنطقة الشيوخ وبضع قرى في محيط عين عيسى وأخرى بين تل تمر وزركان. لكنّ اجتماعَين سيقرّران مصير العملية التركية: لقاء أستانا وقمّة حلف شمال الأطلسي. وإلى ذلك الحين، سيبقى كلّ شيء غامضاً».



السابق

أخبار لبنان... الاستشارات: عون "يماطل".. الوساطة الأميركية: "الفرصة الأخيرة"!..هوكشتاين في لبنان... «صندوقة بريد» لتهديدات متبادَلة بين «حزب الله» وإسرائيل؟.. هوكشتاين يطمئن اللبنانيين: واشنطن لا تريد حرباً.. لبنان لأميركا: قانا مقابل كاريش.. تكليف وتأليف بين فكّي الترسيم والرئاسة.. حزب الله: التقارب السعودي الإسرائيلي تهديد مباشر..«القوات اللبنانية» و«الاشتراكي» لمقاربة موحدة لتكليف رئيس للحكومة.. إضراب موظفي القطاع العام يشلّ الإدارات اللبنانية..فيروس «اليرقان» في لبنان...

التالي

أخبار العراق..إسرائيل دمرت عدة قوافل أسلحة إيرانية على أرض العراق..عاصفة ترابية عاشرة تضرب العراق..« زلزال الصدر» قد يعيد العراق إلى حقبة المالكي..الصدر يضع حلفاءه وخصومه أمام «خيارات حرجة».. الحشد الشعبي العراقي: لن نكون طرفاً في المنازعات السياسية..الحلبوسي: استقالة نواب الكتلة الصدرية.. نافذة.. ما بعد الاستقالة «الصدرية»: شبح الصدام يغطّي العراق..هل يتجه العراق نحو الفوضى؟..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,739

عدد الزوار: 6,759,331

المتواجدون الآن: 132