قمة عبد الله - الأسد - سليمان اليوم تثبّت مظلّة الـ «سين سين» للوضع اللبناني

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تموز 2010 - 7:31 ص    عدد الزيارات 3154    القسم عربية

        


بيروت - «الراي» |
تفاوتت التقديرات اللبنانية الى حدّ بعيد حيال النتائج التي يمكن ان تؤدي اليها حركة الزيارات العربية الكثيفة وغير العادية التي سيشهدها لبنان اليوم على صعيد الاحتواء الفعلي للأزمة المتصاعدة منذ فجرّ «حزب الله» موقفه الاستباقي من القرار الظني للمحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري.
ويمكن اجمال الخلاصات الجادة لهذه التقديرات، بانها تصب عند نقطة تقاطع وحيدة فيما تتضارب عند النقاط الأخرى جميعاً، ونقطة التقاطع هي ان اي نتيجة ايجابية محتملة يفترض ان تنتج عن اللقاء الذي جمع امس في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقبل تبني نتائجه يصعب الجزم بأي شيء.
اما نقاط التضارب فتتصل باسئلة، او بسيل من الاسئلة التي قد يكون من الصعوبة ان لم يكن من الاستحالة الاجابة عنها في الوقت الراهن، وكل فريق ينظر اليها من موقع اصطفافه اكثر من اي معطيات موضوعية ومعلومات دقيقة حاسمة. لذلك يذهب بعض المراقبين المطلعين الى عدم التعويل بقوة على قدرة الرعاية السورية - السعودية على تحقيق ما هو ابعد من محاولة اعادة قنوات الاتصال والحوار بين الافرقاء اللبنانيين حفاظاً على الاستقرار الامني، في حين تتعاظم الشكوك في قدرة اي طرف عربي او سواه على ملف المحكمة الدولية والتحكم به كما تسري الان بعض الانطباعات.
ويقول هؤلاء ان «المشهد - السابقة» الذي سيبرزه حضور العاهل السعودي والرئيس السوري معاً اليوم الى بيروت وقصر بعبدا لا يمكن الاستهانة به، اذ انه مشهد استثنائي بكل المعايير، وستكون انعكاساته النفسية والاعلامية والسياسية كبيرة حتماً من حيث اعادة تثبيت المظلة الثنائية السورية - السعودية للاستقرار اللبناني. ولكن ذلك لا يسقط في المقابل التساؤلات الجدية عما يمكن ان يلي هذا المشهد في حال تبين ان اي طرف عربي، لا يملك القدرة الحاسمة، او حتى ربما الرغبة الحقيقية، في المضي الى مرحلة حرق الاصابع حيال ملف المحكمة الذي يستحيل موضوعياً على اي دولة التدخل في برمجته او مساره.
ولذا يعتقد المراقبون ان هناك مرحلة حتمية من الانتظار الصعب والمعقد والمحفوف بالمخاوف ستمر قبل ان يتمكن الجميع من تبين خريطة الصراع الاقليمي والعربي التي تختبئ وراء ملف المحكمة وما اذا كان ممكناً انقاذ لبنان من مضاعفاتها باعتبار ان ملف المحكمة بدوره بات مادة تحريك قوية لهذا الصراع خصوصاً بعدما ظهرت ملامح ايرانية واضحة وعلنية اعتبرت ان المحكمة اداة لاستهداف ايران و«حزب الله». وهنا يأتي تماماً دور سورية الحاسم التي تتركز الانظار عليها لمعرفة اذا كانت ستلعب دورا لمنع اي انهيار في لبنان وكيف ستوفق بين هذا الدور والاستمرار في التحالف الاستراتيجي مع ايران و«حزب الله»، في حين يعلن الاخير ان المحكمة باتت حرباً جديدة عليه بعدما جرى تحييد سورية.
وفيما اكتملتْ الاستعدادات اللوجيستيّة والبروتوكوليّة لاستقبال الأسد والملك عبدالله معاً، واللذين سيصلان الى مطار رفيق الحريري الدولي في طائرة واحدة في الواحدة والنصف من بعد الظهر، وفي حين رُفعت الأعلام السعودية والسورية على الطرق الرئيسية التي سيسلكها الموكب الملكي والرئاسي، وصولاً الى القصر الجمهوري، بقيت الانظار مشدودة الى الصيغة التي سيعتمدها «القصر» للغداء الذي سيقام على شرف العاهل السعودي والرئيس السوري. فبعدما تردّد ان بطاقات الدعوة، التي كانت طُبعت مجدداً لتشتمل على اسم الرئيس السوري، وُزعت على نحو 150 شخصية من رؤساء المجلس والحكومة والرؤساء السابقين ورؤساء الكتل النيايبة ونواب ووزراء وشخصيات سياسية، ذكرت معلومات ان غداء القصر سيضم سليمان والاسد والملك عبدالله ورئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري والوزراء والنواب وقائد الجيش ورؤساء الاجهزة الامنية وقضاة ومديرين عامين في الدولة، من دون اعضاء هيئة الحوار الوطني، ما يعني عمليا عدم مشاركة القيادات السياسية غير النيابية والقيادات الروحية، بعدما كان معوَّلا على ان يشكل اللقاء الجامع مناسبة لمصالحة بعض اطراف الداخل بعضها مع بعض من جهة وبينها والرئيس السوري من جهة ثانية. غير ان اللقاء وفق المعلومات، سيشهد مصافحات بين المدعوين والملك السعودي والرئيس السوري، ما يعني عملياً، وفي حال حضور مختلف النواب، فثمة مصافحات بين نواب من «حزب الله» وتحديدا رئيس الكتلة النائب محمد رعد والملك عبدالله واخرى بين نواب من مسيحيي الغالبية المتشددين والاسد للمرة الاولى بعد كل ما شاب العلاقات من توتر في الأعوام الماضية.
واشارت تقارير الى ان خلوة ستُعقد بين سليمان والعاهل السعودي والاسد يليها الغداء، من دون استبعاد عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين والشخصيات السياسيّة رجّحت معلومات أن تشمل أقطاب هيئة الحوار الوطني، في حين غمزت بعض الاوساط من قناة احتمال ان تحصل «مفاجآت» مع مشاركة احدى الشخصيات التي قيل انها ستتمثل برئيس الكتلة النيابية للحزب.
وعشية هذا الحدَث، الذي سيشارك فيه سليمان وبري والحريري في استقبال الملك السعودي والرئيس السوري في المطار، لم تحسم المعلومات إذا كان الأسد سيبقى في بيروت ليشارك أيضاً في المحادثات التي سيجريها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة الذي سيصل بدوره لبيروت (التي سيبقى فيها لثلاثة ايام) عند السادسة من مساء الجمعة، اي بعيد نصف ساعة من انتهاء زيارة الملك السعودي، حيث سيكون الرؤساء الثلاثة في استقباله، قبل ان ينتقل إلى مقر اقامته في فندق فينيسيا، ثم يتوجه إلى قصر بعبدا لبدء محادثات القمة اللبنانية - القطرية والتي يليها عشاء في القصر الجمهوري على شرف الضيف القطري تشارك فيه قيادات لبنانية. علماً ان بعض المصادر لم تستبعد، رغم ضآلة هذا الاحتمال، أن يشهد قصر بعبدا «قمة عربية رباعية» فيما لو عمد أمير قطر إلى تعديل موعد وصوله بيروت ليتزامن مع موعد وصول العاهل السعودي والرئيس السوري.
في موازاة ذلك، بقيت الانظار شاخصة على دلالات الزيارة الثنائية للملك عبد الله والأسد طبيعة المحادثات التي سيجريانها، وسط توقف الدوائر السياسية باهتمام امام دعوة الخارجية الأميركية الرئيس السوري الى «الإصغاء» لما سيقوله له العاهل السعودي، وهو ما ردّت عليه الخارجية السورية بقسوة، في حين برز كلام صحيفة «الوطن» السورية التي بدت كأنها رسمت «سقفاً» للمخرج الذي سيُطرح حول «ازمة» القرار الاتهامي اذ اعلنت انه «مع الهجوم المحتمل لـ «القرار الظني» للمحكمة الدولية على «حزب الله» والمقاومة، يبدو الحضور الرئاسي والملكي والأميري لسورية والسعودية وقطر وكأنه استجماع وضم لاتفاق الطائف وتسوية الدوحة معاً، وهي عملية لا يمكن أن تفضي إلا إلى معنى واحد وهو إعادة التوازن بين الدولة اللبنانية والمقاومة بما يعيدها جملة سياسية واحدة. وإذا ما نجحت هذه العملية، فإن حفرة سان جورج (التي نتجت عن الانفجار الذي استهدف موكب الرئيس رفيق الحريري تكون قد ردمت تماماً، وإلاّ فإن القرار الظني سيتمكن من ضرب الطائف والدوحة معاً وإعادة لبنان إلى مرّبع حفرة سان جورج، ذات القرار الإسرائيلي».
وكان نُقل عن مصادر سورية ان «قيام العاهل السعودي والرئيس الاسد بالزيارة معا هي إشارة مباشرة الى الداخل اللبناني والى الخارج معا بالنسبة لدلالاتها ان على المستويين الداخلي أو الخارجي».
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,655,219

عدد الزوار: 6,906,977

المتواجدون الآن: 98