أخبار سوريا... تقرير يستعرض نتائج التدخل الروسي في سوريا لعام 2021...سوريا تضيق الخناق على نشاطات إيران ووكلائها... مفاوضات أمنية بين سوريا وتركيا..واشنطن تعلق على تعيين البحرين سفيرا لها في سوريا.. مرفأ اللاذقية أُصيب بضربة إسرائيلية «بالغة الدقة».. الطائرات الروسية تجدد غاراتها على منطقة «خفض التصعيد».. السخط على موسكو يتسلّل إلى الجيش...حراك أميركيّ لعرقلة التسوية: الحرب بدأت... لتَبقى..

تاريخ الإضافة الجمعة 31 كانون الأول 2021 - 3:45 ص    عدد الزيارات 1492    القسم عربية

        


تقرير يستعرض نتائج التدخل الروسي في سوريا لعام 2021...

الحرة – واشنطن... في تقريره السنوي عن التدخل الروسي في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن العام 2021 حمل العديد من التطورات على الصعيد السياسي والأمني. وقال المرصد إن روسيا استمرت خلال العام المنتهي في محاولاتها "للتفرد بالقرار السوري وإزاحة إيران من طريقها". ووفق التقرير، ترى موسكو في طهران العائق الوحيد أمامها في سوريا.

المستوى الأمني

شهدت أجواء البادية السورية خلال عام 2021، تحليقاً متواصلاً بشكل يومي للطائرات الحربية الروسية، في إطار استمرار التصعيد الجوي من قبل الجانب الروسي على مناطق انتشار تنظيم "داعش" في مواقع متفرقة وعلى مساحات شاسعة من البادية.

ضربات اللاذقية تهز صورة بوتين.. وقصة "طائرة النقل" أزعجت دمشق

بعد الضربات الصاروخية التي نُسبت لإسرائيل، واستهدفت ميناء مدينة اللاذقية فجر الثلاثاء، كان اللافت أن صورة بوتين قد اهتزت. وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 12230 غارة جوية نفذتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي خلال عام 2021، أسفرت عن مقتل 401 من عناصر التنظيم وجرح 331 آخرين منهم.

استهداف مناطق النفوذ التركي

لم تكن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في الريف الحلبي بمنأى عن الاستهدافات الروسية، وفق تقرير المرصد. وسقط أكثر من 60 قتيلاً وجريحاً في استهدافات القوة الجوية الروسية على مناطق النفوذ الإيراني. يقول التقرير: "لم تشفع 'الصداقة' بين بوتين وأردوغان لتجنيب تلك المناطق من الضربات البرية والجوية" وأحصى المرصد 6 استهدافات، 4 منها جوية و2 برية، خلفت 15 قتيلاً، بينهم 4 مدنيين و11 من فصيل "فرقة الحمزة"، بالإضافة لإصابة 46 آخرين بجراح متفاوتة.

موسكو- طهران.. الحرب الباردة

مع التغلغل الإيراني المتواصل في الأراضي السورية والعمل الكبير التي تقوم به لترسيخ وجودها في البلاد، يواصل الجانب الروسي تحركاته لمجابهة التمدد الإيراني وتحجيم دوره، في إطار مال وصفه التقرير بـ"الحرب الباردة" بين الطرفين. وخلال 2021 سعى كل طرف لفض شراكة السيطرة، والتفرد بالقرار السوري بينما بقي نظام بشار الأسد "حاكما شكليا" فقط. يقول التقرير: "وإن كان الصراع هذا يشمل كامل التراب السوري في العموم، إلا أنه يتركز في الجنوب السوري وغربي الفرات على وجه الخصوص". وفي درعا ترعى روسيا اتفاقات وتتدخل في إجراء "تسويات ومصالحات" محاولة منها لاستمالة المزيد من مقاتلي الفصائل سابقاً واستقطابهم ضمن الفيلق الخامس لتعزيز دور الأخير على الساحة السورية لاسيما العسكرية، بينما تسعى لمزاحمة الإيرانيين في "عقر دارهم" كما يقال وهي منطقة غرب الفرات.

إغراءات مادية

أكدت مصادر المرصد أنه في النصف الأول من العام 2021، عمل الروس على العزف على الوتر المالي في منطقة غرب الفرات "ليس لاستقطاب الشباب والرجال فحسب، بل لإغواء المجندين المحليين لدى الميليشيات الموالية لإيران بتركهم والانضمام للروس" وفق تعبير التقرير. ويعرض الجانب الروسي راتبًا شهريًا، قدره 240 ألف ليرة سورية مقابل ترك تلك الميليشيات والانضمام لهم، وهو ضعف الراتب الشهري المقدم من الميليشيات الموالية لإيران للمجندين المحليين. و"يستفيد" المجندون للعمل مع الروس بالاشتغال ضمن مقرات في مدينة دير الزور وريفها، بنظام 5 ساعات خدمة ومثلها استراحة، وقالت مصادر للمرصد السوري أن نحو العشرات قاموا بالفعل بقبول العرض الروسي وتركوا العمل مع الإيرانيين.

قواعد جديدة

شهد الربع الأخير من العام 2021، تصاعداً بالتعزيزات الروسية لتعزيز تواجدها في مناطق تمتد من ريف حلب الشرقي وصولًا إلى عين عيسى شمال محافظة الرقة على الطريق الدولي حلب-الحسكة. ففي مطلع نوفمبر، قامت القوات الروسية بإنشاء قاعدة عسكرية على طريق حلب-الحسكة الدولي شرق مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عربات روسية تمركزت في قاعدة مدفعية كانت تتمركز فيها قوات النظام، وتبتعد القاعدة الجديدة نحو 20 كيلومتر عن تمركزات القوات التركية في الشمال. كما حاول الروس الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للسماح لقوات النظام بإدخال دبابات إلى منبج شرقي حلب، ونشرها في المنطقة، إلا أن قوات "قسد" رفضت طلب الجنرال الروسي الذي هدد بقصف معبر التايهة /أبو كهف الواقع غربي منبج، والذي يصل مناطق سيطرة النظام بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

غياب النظام

غابت طائرات النظام الحربية والمروحية عن أجواء منطقة "بوتين-أردوغان" خلال العام 2021، بيد أن المقاتلات الروسية نابت عنها بقتل السوريين وتدمير البنى التحتية، إذ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 562 غارة جوية شنتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي على منطقة "خفض التصعيد"، خلال العام 2021. وتسببت تلك الغارات بمقتل 18 شخصا، بينهم: 14 مدنيا ( منهم 6 أطفال و3 نساء) و4 من المجموعات المتطرفة بينهم تركستاني وشيشاني، كما تسبب القصف الجوي الروسي بإصابة أكثر من 117 شخص بجراح متفاوتة غالبيتهم من المدنيين.

تواصل المجازر

وثق المرصد السوري مجزرة نفذتها المقاتلات الروسية خلال العام 2021 وتحديداً بتاريخ 11 نوفمبر حين قتلت 5 مدنيين "الأب والأم واثنين من أطفالهما وطفل ثالث ابن عمهم" جراء استهداف منزلهم الواقع بأطراف بروما ومفرق الهباط بريف إدلب الشمالي.

"موت ونزوح ودمار".. إحصائية مروعة عن أطفال سوريا في 2021

في عام واحد، لم ينته حتى الآن، لقي 359 طفلا وصبيا سوريا مصرعهم نتيجة للنزاع المستمر منذ 11 عاما في البلاد، وفق إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وطالت الضربات الجوية تلك 62 موقعاً ومنطقة، 48 منها في محافظة إدلب وخمس مناطق في اللاذقية، وست مناطق في حماة، وثلاث مناطق في حلب.

حصيلة ثقيلة .. و مواد خطيرة

يذكر أن حصيلة الخسائر البشرية على يد القوات الروسية، بلغت وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 20944 قتيلاً ، وذلك خلال الفترة الممتدة منذ الـ 30 من سبتمبر من العام 2015 -تاريخ دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية- وحتى يومنا هذا. المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة الثراميت، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية في عمليات قصف عديدة على الأراضي السورية. وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

ذريعة "الإرهاب"

التقرير ختم بالقول: "عام آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي، هذا التدخل الذي اتخذ من "الحرب على الإرهاب" ذريعة له لارتكاب مجازر بحق المدنيين". ومن خلال تقريره، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدف الحقيقي للتدخل الروسي في سوريا، ليس مكافحة الإرهاب وإنما قتل وتهجير المدنيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم، من أجل مساعدة "النظام" على حساب سوريا والمدنيين. وبالمناسبة، جدد المرصد السوري مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على موسكو لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، والعمل من أجل التوصل لحل سياسي ينهي المأساة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن.

سوريا تضيق الخناق على نشاطات إيران ووكلائها...

مصادر العربية: الأسد طلب إعفاء جواد غفاري مسؤول إيران في سوريا من منصبه..

قناة العربية.. يبدو أن الدور الإيراني المتزايد في سوريا بات يشكل مصدر خطر على النظام السوري الذي يُرجح أنه ضاق ذرعا بهذا النفوذ المتزايد. مصادر لـ"العربية" و"الحدث" تحدثت عن تحرك جدي وفعلي على الأرض من جانب جيش النظام السوري لتضييق الخناق على نشاطات إيران ووكلائها داخل سوريا، لا سيما في منطقة الساحل. المصادر ذاتها كشفت لـ"العربية" و"الحدث" أن ايران تستخدم سفنا مدنية لنقل عتاد عسكري إلى موانئ سورية من أجل تعزيز نشاطاتها في الجبهة السورية ومعها اللبنانية. ويقود جهود نقل الأسلحة قائد الوحدة 190 في فيلق القدس التابع لحرس إيران الثوري، وسط معلومات عن إقالة النظام السوري لنائب قائد البحرية السورية اللواء بهاء زحلوط بعد اتهامه بالترويج لنشاط فاسد في منطقة الساحل الذي تتمركز فيها الفرقة الرابعة نظرا لأهميتها الاستراتيجية. واقع بات نظام الأسد يدركه جيدا بأن إيران تتموضع في سوريا بما يهدد سيادتها ودون أي تنسيق مع الجيش السوري. واقع آخر يتعلق باستهداف إسرائيل لأي تموضع إيراني في سوريا ما يعني القضاء على أي خطط من أجل التنمية وإعادة ما تم تدميره في سوريا على مدى السنوات العشر الماضية. فالنظام السوري الذي وافق في البداية على النشاط الإيراني وقام بدعمه، بات يفهم أن تدخل طهران في القواعد والموانئ السورية في اللاذقية وبانياس وتعزيز القدرات العسكرية الإيرانية في المنطقة الساحلية سيؤدي إلى إلحاق الضرر بهذه الموانئ من خلال الاستهداف الإسرائيلي. كما أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يخاطر كثيرا بتعريض المجال البحري السوري الوحيد للخطر.. واقع دفعه للطلب من طهران صراحة بإعفاء مسؤول إيران سوريا جواد غفاري من منصبه.

صحيفة مقربة من الحكومة التركية تكشف عن مفاوضات أمنية بين سوريا وتركيا

المصدر: صحيفة "تركيا"... ذكرت صحيفة "تركيا" المقربة من الحكومة التركية أن لقاءات جمعت مسؤولين أمنيين سوريين بنظرائهم الأتراك في الأردن، حيث بحثوا ترتيبات تتعلق بالشمال السوري وإعادة إعمار حلب. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن اللقاءات بدأت في العقبة وحضرها مسؤولون عن دول أخرى، لم تذكرها. وقالت الصحيفة إن الاجتماعات بحثت إطلاق عملية مشتركة ضد المسلحين الأكراد في الشمال السوري وإعادة إعمار حلب والمنطقة الصناعية وإعادة اللاجئين، بتمويل "قطري إماراتي سعودي". وأضافت الصحيفة أن ممثلي الحكومة السورية أبدوا موافقتهم على إطلاق عملية مشتركة شرط أن تشمل شرق الفرات وإدلب بالتحديد، بينما طلب الجانب التركي تعديل اتفاقية أضنة بحيث يصبح لأنقرة الحق في التدخل عسكريا في حال تهديد أمنها القومي بعمق 35 كيلومترا في الأراضي السورية، (وهي حاليا 5 كيلومترات حسب الاتفاقية).

البحرين تعيّن سفيراً فوق العادة في سوريا

الاخبار... أعلنت مملكة البحرين، الخميس، تعيين أول سفير لها في سوريا منذ نحو عقد، في وقت تعمل دول خليجية على إعادة العلاقات مع دمشق بعد قطعها قبل نحو عشر سنوات. وقالت وكالة أنباء البحرين إنّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر مرسوماً قضى بتعيين السفير وحيد مبارك سيار «رئيساً للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية بلقب سفير فوق العادة مفوّض». وكانت سلطنة عمان عيّنت سفيراً في دمشق العام الماضي، فيما يمثّل الإمارات قائم بالأعمال. وزار وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، دمشق الشهر الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق. وفي نهاية العام 2018، استأنفت الإمارات العمل في سفارتها لدى دمشق.

واشنطن تعلق على تعيين البحرين سفيرا لها في سوريا

الحرة.. ميشال غندور – واشنطن... البحرين تعيد فتح سفارتها في سوريا... قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لقناة "الحرة" إن واشنطن "لا تدعم جهود إعادة تأهيل بشار الأسد". وأضاف في تعليق على تعيين البحرين أول سفير لها في دمشق منذ بدء الحرب في سوريا، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، كان قد أكد في تصريحات إعلامية "نحن لا ندعم جهود إعادة تأهيل الأسد". وأوضح المتحدث الذي فضل عدم ذكر أن الولايات المتحدة "لا تؤيد خطوات تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام بما في ذلك هذه العلاقة. كما أننا لن نرفع العقوبات أو ندعم إعادة إعمار سوريا حتى يتم إحراز تقدم لا رجوع عنه نحو الحل السياسي". وأشار إلى أن واشنطن "تحث دول المنطقة التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على النظر بعناية في الفظائع التي ارتكبها هذا النظام بحق الشعب السوري على مدار العقد الماضي فضلا عن جهوده المستمرة لمنع وصول المساعدات الإنسانية والأمن إلى أنحاء كثيرة من البلاد". أعلنت البحرين، الخميس، إعادة بعثتها الدبلوماسية لدى سوريا، حيث أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما رسميا بذلك. وكانت البحرين قد أعلنت الخميس، إعادة بعثتها الدبلوماسية لدى سوريا، حيث أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما رسميا بذلك. وبهذا تصبح البحرين ثالث دولة خليجية تعيد علاقاتها مع سوريا، حيث كانت عمان قد عينت سفيرا في دمشق العام الماضي، والإمارات ممثلة بقائم أعمال هناك.

مرفأ اللاذقية أُصيب بضربة إسرائيلية «بالغة الدقة» بناءً على تحليل لصور أقمار صناعية

بيروت - دمشق: «الشرق الأوسط».. أظهرت صور أقمار صناعية التقطت هذا الأسبوع فوق مرفأ اللاذقية، بشمال غربي سوريا، حطاماً يتصاعد منه الدخان جراء ضربة صاروخية ذُكر أنها إسرائيلية، وذلك بعد ساعات من انتهاء فرق الإطفاء من احتواء حريق ضخم التهم جزءاً من هذا المرفأ المدني. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، أن الهجوم الذي وقع فجر الثلاثاء يُعدّ من بين أضخم الهجمات التي شنّتها إسرائيل على سوريا، متسبباً في اشتعال حريق بموقف تنزيل الحاويات ظل يحترق على مدى ساعات، مخلفاً أضراراً مادية ضخمة في الموقع المستهدف. وأضافت، أن الضربة الصاروخية تسببت أيضاً في أضرار لحقت بمستشفى قريب وبمكاتب، كما أدت إلى تحطم زجاج أبنية سكنية وسيارات متوقفة في منطقة قريبة من المرفأ. وكان في الإمكان سماع الانفجار على بعد أميال من المرفأ. وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه الذي يستهدف مرفأ اللاذقية هذا الشهر. وتسببت غارات إسرائيلية يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في حريق آخر بحاويات متوقفة في المرفأ السوري. وذكرت «أسوشييتد برس»، أن صور أقمار صناعية تم الحصول عليها أمس (الخميس) من شركة «بلانيت لابز بي بي سي» أظهرت دخاناً كثيفاً فوق محطة الحاويات في المرفأ يوم الأربعاء (بعد يوم من الضربة الإسرائيلية المزعومة)، مشيرة إلى أن الدخان كان يتصاعد على الأرجح من الحاوية المستهدفة. وأضافت، أن الصور توحي بأن الضربة كانت «بالغة الدقة» بدا أنها أصابت حاوية واحدة. وقال مسؤول عسكري سوري، إن صواريخ إسرائيلية أُطلقت من البحر، غرب اللاذقية، أصابت محطة الحاويات وأشعلت حريقاً. وقال الرائد محمد جعفر، رئيس قسم الإطفاء في اللاذقية، إن 12 شاحنة إطفاء شاركت على مدى ساعات في احتواء الحريق، وإن الحاويات التي أُصيبت كانت تحوي قطع غيار سيارات وزيوتاً، لكن لم تقع خسائر في الأرواح. ورفض ناطق عسكري إسرائيلي التعليق على الهجوم الذي استهدف اللاذقية. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أول من أمس، أن الضربة على مرفأ اللاذقية تسببت في مقتل مسلحين سوريين مواليين للنظام وإصابة ثلاثة عناصر آخرين. وأشار «المرصد» إلى أن القصف استهدف «حاويات تضم أسلحة وذخائر لا يُعلم ما إذا كانت إيرانية المصدر». من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الأربعاء، أن الغارات «اللا أخلاقية» تعد مثلاً إضافياً على دور إسرائيل في «إثارة الأزمات في المنطقة». وقال، إن إسرائيل «تسخر من القوانين الدولية... عبر شنّها غارات متكررة على الأراضي السورية بحجج كاذبة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومنذ بدء العام، أحصى «المرصد» تنفيذ إسرائيل قرابة ثلاثين استهدافاً في سوريا، عبر ضربات جوية أو صاروخية، تسببت بمقتل 130 شخصاً، هم خمسة مدنيين و125 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له و«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.

الطائرات الروسية تجدد غاراتها على منطقة «خفض التصعيد»

قوات النظام تقصف ريفي إدلب وحلب بالمدفعية وراجمات الصواريخ

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... جددت الطائرات الحربية الروسية قصفها منطقة «خفض التصعيد» في شمال غربي سوريا، في وقت تصاعدت فيه حدة القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من مواقع قوات النظام على مناطق بجنوب إدلب وغرب حلب؛ ما تسبب في سقوط جرحى وأضرار مادية كبيرة. وقال الناشط مصعب الحسن بريف إدلب، إن «المقاتلات الروسية نفّذت 7 غارات بصواريخ فراغية شديدة الانفجار على مناطق قريبة من مخيمات النازحين في قرى وبلدات باريشا وكفرعروق وكفردريان ومحيط مدينة معرة مصرين ومنطقة الشيخ بحر شمال وغرب إدلب؛ ما تسبب في إصابة امرأة وطفل بجروح، ودمار كبير في المباني وخسائر مادية في ممتلكات المدنيين. وترافق مع الغارات تحليق مكثف لعدد من الطائرات الحربية الروسية كانت قد انطلقت من قاعدة حميميم وطائرات الاستطلاع؛ ما أثار حالة رعب وخوف شديدين في صفوف المدنيين ودفعهم إلى الهروب نحو العراء خشية تجدد الغارات الجوية على المنطقة». وأضاف هذا الناشط، أن «المقاتلات الروسية شنّت أيضاً 3 غارات على جبل الشيخ بركات بمحيط مدينة دارة عزة غرب حلب؛ ما أسفر عن إصابة مدني بجروح خطيرة». وزاد، أن الغارات «ترافقت مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة المتطورة (كراسنبول) من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق كفرتعال وكفرعمة بريف حلب الغربي؛ ما أدى إلى إصابة طفلين بجروح بليغة جرى نقلهما إلى مشافي المنطقة». ولفت إلى أن «المقاتلات الروسية جددت منذ ثلاثة أيام غاراتها على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، بعد غياب دام لأكثر من 20 يوماً. وتركزت الغارات على مزارع لتربية الدواجن ومناطق أخرى محيطة بمخيمات تؤوي نازحين من مناطق مختلفة من سوريا بريفي إدلب وحلب؛ الأمر الذي أثار خوف النازحين من أن تطالهم الغارات الجوية». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، «غابت طائرات النظام الحربية والمروحية عن أجواء منطقة (بوتين - إردوغان) أو منطقة (خفض التصعيد)، في شمال غربي سوريا، خلال العام 2021، بيد أن المقاتلات الروسية نابت عنها بقتل السوريين وتدمير البنى التحتية». وأضاف، أنه وثّق أكثر من 562 غارة شنّتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي على منطقة «خفض التصعيد»، خلال العام 2021، حيث تسببت في مقتل 18 شخصاً، هم 14 مدنياً، بينهم 6 أطفال و3 مواطنات، و4 من أفراد المجموعات الإسلامية المسلحة، بينهم تركستاني وشيشاني. كما تسبب القصف الجوي الروسي في إصابة أكثر من 117 شخصاً بجروح متفاوتة، غالبيتهم من المدنيين. وأوضح، أن الغارات الروسية طالت 62 موقعاً ومنطقة في شمال غربي سوريا خلال 2021... 48 منها في محافظة إدلب (الشيخ بحر، وحربنوش، وقورقنيا، ومحيط السجن المركزي، ومحيط معرة مصرين، ومحيط سرمدا، وحرش بسنقول، ومحطة الروج، والشيخ يوسف، ومحمبل، وعين شيب وسان، والرويحة، وسرجة، ومنطف، ومعرزاف، وبينين، وسفوهن، وجوزف، والبارة، ومرعيان، وكنصفرة، وبيلون، والفطيرة، ومعربليت، ومجدليا، وحرش الحمامة، وأورم الجوز، واحسم، والكندة، والشيخ سنديان، وبروما وبسامس، والعالية، والغسانية، ومحيط زرزور، ودير سنبل، ومشون وشان، وأبلين، والفوعة، وجسر الشغور، ومحيط الكفير، ومخيمات قاح، ومحيط مدينة إدلب، وتلتيتا، وشادرني، واليعقوبية)، و5 مناطق في اللاذقية (كبانة، والخضر، وكفريدين، والبرناص، وبرزة)، و6 مناطق في محافظة حماة (السرمانية، ودوير الأكراد، والزيارة، ومحطة زيزون، وخربة الناقوس، وحميمات)، و3 في حلب (أرحاب، ومحيط دارة عزة، والشيخ سليمان). من جهته، قال محمود العبد الله، القيادي في فصائل المعارضة السورية المسلحة، إنه «جرى توثيق أكثر من 630 خرقاً خلال العام 2021 من قِبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق المعارضة المأهولة بالمدنيين بريفي إدلب وحلب، استخدمت فيها قذائف مدفعية متطورة (كراسنبول) الموجهة ليزرياً؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 210 مدنيين، بينهم 79 طفلاً و38 امرأة و4 عاملين في المجال الإنساني». وأضاف «ردت فصائل المعارضة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، خلال العام 2021، على القصف المتكرر على منطقة (خفض التصعيد)، من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بقصف مقابل بالصواريخ والمدفعية الثقيلة على أكثر من 30 موقعاً في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية؛ ما تسبب في مقتل أو جرح أكثر من 320 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الإيرانية وميليشيات أخرى محلية مساندة لها»، متوعدا قوات النظام بـ«رد أعنف خلال الفترة المقبلة رداً على استهداف المدنيين».

تناغم سعودي - إسرائيلي بوجه دمشق: السخط على موسكو يتسلّل إلى الجيش

الاخبار... حسين الأمين ... يُلاحَظ أن العدو توقّف، منذ منتصف العام تقريباً، عن استهداف مطار دمشق الدولي ... شهد عام 2021، تصعيداً في حجم الاعتداءات الجوّية الإسرائيلية على سوريا ونوعيّتها، وهو ما تتداخل في خلفيّته عوامل مؤثّرة عديدة، لا تتوقّف عند مسار المفاوضات النووية، بل تمتدّ إلى نوع من «التناغم» بين الرياض وتل أبيب، حول النشاط الإيراني في هذا البلد، و«انطلاقاً من سواحله»، وعلاقة ذلك بالدور الذي تلعبه إيران في الإقليم. وإذ تتفاقم حالة الاستياء السوري العام من الأداء الروسي حيال تزايد تلك الاعتداءات التي لم تستثنِ ميناء اللاذقية، فاللافت فيها اليوم هو أنها بدأت تتسلّل إلى داخل صفّ الضباط الكبار في الجيش السوري، حيث يسود اعتقاد بأن ثمّة «تغاضياً روسياً فاضحاً - إن لم يكن تفويضاً -»، عن السلوك الإسرائيلي... للعام التاسع على التوالي، تابع العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الساحة السورية، والتي كان بدأها بشكل علني في عام 2013. وبلغت حصيلة تلك الاعتداءات، في عام 2021، 29 عملية جوّية علنية، توزّعت على مناطق عديدة، من البوكمال إلى شرقي تدمر وجنوبي حلب واللاذقية وغربي حمص ومحيط دمشق الجنوبي والغربي والقنيطرة والسويداء. كما شهدت المنطقة الشرقية القريبة من الحدود مع العراق، حوالى 17 عملية قصف، من دون التمكّن من تحديد الجهة المسؤولة عنها، إلّا أن المسؤولية تكاد تنحصر عملياً بالأميركيين والإسرائيليين. وتنوّعت أهداف العمليات الإسرائيلية، ما بين عسكرية معروفة يجري استهدافها بشكل دوري، وأخرى سرّية ونوعية. كذلك، واصل العدو نشاطه في جبهة الجولان السوري المحتلّ، حيث حافظ على وتيرة عالية من الحساسية تجاه أيّ نشاط على الحدود هناك، وقام عشرات المرات باستهداف نقاط عسكرية متنوّعة، وتنفيذ اغتيالات، وإلقاء مناشير تحذيرية.

تصاعد في العمليات

شهد عام 2021 تصعيداً لناحية حجم الاستهداف خلال الحملة الجوّية الواحدة، حيث كان يتمّ حصد أهداف عديدة في دقائق معدودة. كما بدا واضحاً حرص العدو على عدم قتل أيّ من مقاومي «حزب الله» تحديداً، وذلك استجابةً لمعادلة الردع التي ثبّتها الحزب، من خلال تأكيد حتمية الردّ على أيّ استهداف لعناصره. ولم تتوقّف العمليات الجوّية الإسرائيلية في سوريا، تحت أيّ ظرف، حتى خلال معركة «سيف القدس» في شهر أيار الفائت. ومع أنها شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الفترة التي سبقت تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة نفتالي بينت في شهر حزيران الفائت، إلّا أنها سرعان ما عادت إلى الارتفاع بشكل لافت، عقب زيارة بينت إلى موسكو، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفق معه على «الحفاظ على حرّية عمل سلاح الجوّ الإسرائيلي في الأجواء السورية». كذلك، يُلاحَظ أن العدو توقّف، منذ منتصف العام تقريباً، عن استهداف مطار دمشق الدولي، وتحوّلت معظم عملياته إلى مطار «T4» العسكري في ريف حمص الشرقي، في ظلّ الحديث المتزايد عن انسحاب المستشارين العسكريين الإيرانيين، والقوّات العاملة معهم، من محيط مطار دمشق، وتحويل الرحلات الجوّية الخاصة بهم إلى مطار «T4». أيضاً، تراجعت الاعتداءات الإسرائيلية على دمشق ومحيطها بشكل عام، خلال النصف الثاني من العام، مقابل تركّزها في المنطقة الواقعة بين حمص وتدمر شرقاً.

الأهداف الإسرائيلية

لخّصت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، استراتيجية الكيان الإسرائيلي في سوريا، باعتبارها أنها تتمحور حول أربعة أهداف رئيسة. الأول، هو «استمرار إحباط محاولات نقل الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى حزب الله، ولا سيما الأسلحة النوعية التي قد تُغيّر قوانين اللعبة». والثاني، هو «تأمين المنطقة الجنوبية القريبة من حدود الجولان، عبر منع حزب الله من بناء القدرات هناك». وثالثاً: «منْع نظام الأسد من تطوير قدرات عسكرية غير تقليدية، كالأسلحة الكيميائية أو النووية». أمّا الهدف الرابع، فهو «مواجهة مشروع تحويل سوريا إلى منطقة نفوذ عسكرية تابعة لإيران، وهو ما تتمّ مواجهته بضربات دقيقة، واستنزاف مستمر». كما أن دخول عامل المفاوضات حول الملفّ النووي الإيراني، أخيراً، على الخطّ، زاد من حدّة القصف الإسرائيلي، بهدف ممارسة المزيد من الضغوط على إيران. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، وصل الأمر بالعدو إلى استهداف ميناء اللاذقية مرّتَين خلال الشهر الجاري، بزعْم «وجود قطع لتطوير أسلحة نوعية في حاوية من حاويات المرفأ». وفي حين استهدف القصف الأول حاوية واحدة أو اثنتَين، فإن القصف الثاني طاول عدداً كبيراً منها، في ما يبدو أنه رمى إلى إيقاع خسائر جسيمة داخل المرفأ وفي محيطه. وهنا، يُسجَّل الاقتراب الشديد للغارات الإسرائيلية من القواعد الروسية الأساسية المحاطة بالدفاعات الجوّية المختلفة وأجهزة الإنذار المبكر (أقلّ من 15 كم عن قاعدة حميميم)، الأمر الذي يُعدّ تطوراً لافتاً في الجرأة الإسرائيلية، وكذلك في التنسيق مع الجانب الروسي، الذي أعلن أن «الدفاع الجوي السوري لم يدخل قتالاً جوياً، بسبب تواجد طائرة تابعة لقوات النقل العسكري للقوات الجوية الفضائية الروسية، خلال عملية الهبوط في مطار حميميم، وقت الضربة، في نطاق نيران منظومات الدفاع الجوي».

شهد عام 2021 تصعيداً لناحية حجم الاستهداف خلال الحملة الجوّية الواحدة

وفي المقابل، سُجّلت حالة استياء عارم من الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة، ليس لدى المواطنين والنُّخب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في سوريا فقط، بل بدأ الاستياء يتسلّل بشكل واضح إلى داخل صفّ الضباط الكبار في الجيش السوري، وخصوصاً ممّا يعتقدون أنه «تغاضٍ روسي فاضح - إن لم يكن تفويضاً -»، بحسب تعبير مصادر عسكرية سورية رفيعة، عن الأداء الإسرائيلي الذي تجرّأ على الضرْب في قلب «المحمية» الروسية، من دون أن يأتي الجانب الروسي بأي ردّ فعل، حتى إنه لم يحاول التصدّي للصواريخ. كما تستغرب المصادر العسكرية «الصمت الروسي عن استغلال العدو الإسرائيلي ـــ مرّة أخرى ـــ وجود طائرة نقل روسية في الأجواء، لتنفيذ اعتداءاته، ما يعني الاحتماء بالروس، وتعريض جنودهم للخطر، في آن واحد».

تناغم سعودي ــ إسرائيلي

وفي خلفية المشهد الصاخب لقصف ميناء اللاذقية، تتوارى عدّة مسارات أنبأت بدخول الميناء ضمن دائرة الاستهداف، إذ بحسب مصادر سورية مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد كانت السعودية أبلغت القيادة السورية، بأنها تعتقد أن «ثمّة عمليات نقل سلاح إلى أنصار الله في اليمن، تتمّ انطلاقاً من ميناء اللاذقية»، وشدّدت على ضرورة وقْف هذه العمليات، ولوّحت بأن هذا المسار «يهدّد احتمالية عودة دمشق إلى الحضن العربي». وفي المقابل، نفى السوريون تلك الادّعاءات نفياً قاطعاً، في حين لم يقدّم السعوديون أيّ أدلّة تدعمها. وقبل ذلك، كانت السعودية أيضاً، قد أبلغت القيادة السورية، بأنها «توقّفت منذ 3 سنوات عن تقديم أيّ شكل من أشكال الدعم للمعارضة السياسية أو المسلحة، وتحديداً منذ صيف 2018، وفي المقابل لم يَحُدّ السوريون من علاقاتهم مع إيران أو حزب الله، وهذا ما يخالف السياق (العربي الرسمي) في التعاطي مع السوريين، عبر آلية الخطوات المتقابلة، والتي تنتهجها الرياض وعمّان بشكل خاص». ويبدو أن المواقف السورية الرافضة لتحجيم أو قطع العلاقات مع قوى «محور المقاومة»، وخصوصاً إيران و«حزب الله»، أثارت حفيظة السعوديين الذين سارع مندوبهم الدائم في الأمم المتحدة، قبل نحو أسبوعين، إلى مهاجمة القيادة السورية، وتحديداً الرئيس بشار الأسد، واصفاً إيّاه بأنه «يقف فوق هرَم من جماجم الأبرياء، مُدَّعِياً النصر العظيم». ويُظهر السياق السابق، تناغماً سعودياً - إسرائيلياً في استهداف مرفأ اللاذقية الحيوي، الذي أرجعت تل أبيب الغارات عليه إلى «وجود قدرات تسليحية نوعية، يجري نقلها عبره من إيران إلى الأراضي السورية».

سوريا | حراك أميركيّ لعرقلة التسوية: الحرب بدأت... لتَبقى

الاخبار... علاء حلبي ... التصريحات الروسية الجديدة عالية النبرة، جاءت بعد تزايُد التحرّكات الأميركية على خطّ الملفّ السوري..

خلال الاجتماع الأخير للدول الضامنة لـ«مسار أستانا»، والذي عُقد على مدار يومين في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان قبل نحو 10 أيام، أظهر المندوب الروسي إلى الاجتماع، المبعوث الرئاسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، نبرة حادّة غير مسبوقة على طاولة المفاوضات، مُوجّهاً نقداً لاذعاً إلى سلوك المعارضة، التي حمّلها مسؤولية فشل الوصول إلى أيّ اتفاقات حتى الآن، من شأنها الدفْع بالعملية السياسية قُدُماً. ولم يكتفِ لافرنتييف بتلك الانتقادات، بل تابع هجومه عبر تصريحات إعلامية لاحقة، حذّر فيها وفد المعارضة السورية إلى «اللجنة الدستورية» من محاولات فرْض أجندات تستهدف تغيير السلطة في سوريا، مُذكّراً بأن مسألة «إسقاط النظام» مضى عليها الوقت، وأن ما يجب التفاوض حوله اليوم هو تفاصيل تكتيكية في الدستور، الأمر الذي اعتبرته المعارضة «إعلان وفاة للجنة الدستورية». التصريحات الروسية الجديدة العالية النبرة، جاءت بعد تزايُد التحرّكات الأميركية على خطّ الملفّ السوري، لإعادة تشكيل التحالف المعارِض للحكومة، وتقويض المساعي الروسية الهادفة إلى إنهاء الأزمة، خصوصاً بعدما بدأت تُثمر هذه المساعي خروقات، لعلّ أبرزها إتمام التسويات في الجنوب وعودة العلاقات السورية - الأردنية، والانفتاح الإماراتي على دمشق، والمساعي الجزائرية - الأردنية - الإماراتية، وحتى المصرية، لإعادة سوريا إلى مقعدها المجمّد في «جامعة الدول العربية». هكذا، بدأت الولايات المتحدة العمل على مسارات عدّة متوازية، أوّلها تحريض «الإدارة الذاتية» الكردية على إفشال المساعي الروسية لعقْد حوار بينها وبين دمشق، بعد سلسلة لقاءات أجراها مسؤولون أميركيون مع مسؤولي «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، وذراعها السياسية «مجلس سوريا الديموقراطية» (مسد)، تعهّد خلالها هؤلاء بتجديد الدعم العسكري والمالي للأكراد. أمّا المسار الثاني، فيهدف إلى لملمة شتات المعارضة المتشرذمة، وإعادة تنشيط فكرة «إسقاط النظام»، بما يتوافق مع الموقف القطري المُعارِض لأيّ تقارب مع دمشق، وأيضاً الموقف السعودي الذي عبّر عنه بوضوح المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، قبل نحو أسبوعين، حيث هاجم الحكومة السورية، بعد فترة من الضبابية التي وسمت رؤية بلاده بخصوص عودة سوريا إلى «الجامعة العربية». بالتوازي مع ذلك، وقّع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على المسار الثالث، مشروع القانون «1605» لتفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2022، والذي تضمّن عدة نقاط تتعلّق بسوريا، من بينها تخصيص مبلغ 177 مليون دولار للوحدات المقاتلة ضدّ تنظيم «داعش»، يذهب الجزء الأكبر منه إلى «قسد». كما دعا المشروع إلى «التقصّي عن ثروة الرئيس السوري، بشار الأسد، وأسرته خلال مدّة لا تتجاوز 120 يوماً»، و«تقييم جهود الولايات المتحدة لمنْع التطبيع مع الحكومة السورية، إلى جانب منْع عودة سوريا إلى الجامعة العربية»، ما يعني السعْي لعرقلة أيّ تقدم سياسي لمصلحة دمشق. وبخصوص العلاقة مع تركيا، والتي لا يزال البرود يسيطر عليها، ثمّة توافق ضمني على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، بما يكفُل المصالح الأميركية من جهة، ويضمن لأنقرة استمرار احتلالها لمناطق عدّة في الشمال السوري، مع إفساح المجال أمامها لتنفيذ ضربات جوّية بين وقت وآخر تستهدف قياديين في «قسد». وسط هذه المتغيّرات، دعمت أنقرة والرياض والدوحة، ومِن خلفها واشنطن، تَحرّكات جديدة للمعارضة، يقودها رئس الوزراء السوري المنشقّ، رياض حجاب، الذي دعا إلى عقْد مؤتمر في العاصمة القطرية يضّم معارضين من منصّات عدّة، أبرزها «الائتلاف السوري»، بالإضافة إلى مراكز بحثية، بهدف الخروج بخطة موحّدة تعيد لملمة شتات المعارِضين، وترجع بجهودهم إلى مرحلة «إسقاط النظام»، والتي تجاوزتها سوريا منذ سنوات عدّة، ولم تَعُد الظروف الميدانية ولا السياسية مناسِبة لطرحها. إزاء ما تَقدّم، تدرك روسيا أن المحاولات الأميركية، التي تَعرف واشنطن ومعها الحلف الذي تقوده أنها لن تتمكّن من إعادة الزمن إلى الوراء، إنّما تستهدف إفشال مسارات حلحلة الأزمة، وإطالة أمد حالة «اللاحرب واللاسلم». ومن هنا، يُفهَم إصرار موسكو ودمشق على أن خروج الولايات المتحدة من سوريا يُعتبر الخطوة الأهم في مسار التسوية، وإصرار واشنطن في المقابل على إدامة إدخال المساعدات عبر الحدود، والتصدّي لمساعي روسيا لحصرها عبر دمشق، وذلك بهدف ضمان استمرار الكيانات الموجودة، وبقاء الأوضاع الحالية.

 



السابق

أخبار لبنان.. رغم الحظر الخليجي.. "حرب مخدرات حزب الله" تتواصل.. الملك سلمان لوقف هيمنة حزب الله.. وشكر كويتي لضبط الكبتاغون.... 2022عام "تصفية الحسابات"! باسيل "يرفع الصوت" الأحد... ونصرالله "يضبط الإيقاع" الثلاثاء... لبنان يستعد للسنة الأخطر سياسياً واستراتيجياً وانتخابياً.. «حزب الله» يتحرك لتسهيل فتح دورة استثنائية للبرلمان اللبناني..«القومي» يُحذّر من شنّ «عدوانٍ إسرائيلي واسع» على سوريا ولبنان.. لبنان متفائل باتفاق مع «النقد الدولي» قبل الانتخابات.. عون وميقاتي: الخطابان اللذان لا يلتقيان..

التالي

أخبار العراق... الصدر يرفض أي تواجد عسكري أمني داخل السفارة الأميركية حدّد متطلبات ليكون الإنسحاب من العراق فعلياً...الرئيس العراقي يدعو البرلمان الجديد إلى الانعقاد.. خلافات مستمرة بين «البيوت العراقية» على الرئاسات الثلاث..هدنة سياسيّة مع الفصائل: الصدر يشقّ صفّ «التنسيقيّ».. الطريق طويل أمام اختيار حاكم بغداد المقبل.. بعد 4 سنوات من الحرب.. استمرار معاناة القطاع الصحي في الموصل..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,051,647

عدد الزوار: 6,932,385

المتواجدون الآن: 90